۲۲۰ بار خوانده شده

۲ - النوبة الثانیة

قوله: وَ مِنْ کُلِّ شَیْ‏ءٍ خَلَقْنا زَوْجَیْنِ، من الحیوان الذکر و الانثى، الذکر زوج و الانثى زوج و من الجماد نوعین مختلفین کالسماء و الارض و الشمس و القمر و اللیل و النهار و البر و البحر و السهل و الجواب و الشتاء و الصیف و النور و الظلمة و الایمان و الکفر و السعادة و الشقاوة و الحق و الباطل و الحلو و المرّ و قیل التلقیح للنخیل و التسمید للزرع و لکل ضرب من النبات تدبیر یقوم مقام التزویج الذى بین الحیوان لَعَلَّکُمْ تَذَکَّرُونَ فتعلمون انّ اللَّه فرد وتر لیس کمثله شى‏ء فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ، القول هاهنا مضمر تأویله فقل: فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ اى فاهربوا من عذاب اللَّه الى ثوابه بالایمان و الطاعة و مجانبة العصیان. و قال ابن عباس: فرّوا منه الیه و اعملوا بطاعته. و قیل فرّوا من الجهل الى العلم و من طاعة الشیطان الى طاعة الرحمن، إِنِّی لَکُمْ مِنْهُ نَذِیرٌ مُبِینٌ، مِنْهُ، اى من العذاب، نَذِیرٌ مُبِینٌ و یحتمل انّ قوله منه صلة لنذیر اى انّى لکم نذیر من عند اللَّه و قیل فى الایة تقدیم و تأخیر تقدیره: «ففروا الى اللَّه منه، انى لکم نذیر مبین».
وَ لا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ إِنِّی لَکُمْ مِنْهُ نَذِیرٌ مُبِینٌ التکرار على تأکید التوبیخ و هو ابلغ فى الوعید و قیل الاول متصل بالمعصیة و الثانى بالشرک و اذا اختلفا لا یکون تکرارا، کَذلِکَ، اى کما کذّبک قومک و قالوا ساحر او مجنون، کَذلِکَ ما أَتَى الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ قال اللَّه تعالى: أَ تَواصَوْا بِهِ، الالف للتوبیخ و المعنى اوصى اولهم آخرهم و اوصى بعضهم بعضا بالتکذیب و تواطئوا علیهم، بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ اى متجاوزون الحد فى العصیان اى لم یتواصوا و لکن اتّفقوا فیما اوجب ذلک و هو الطغیان.
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ منسوخ بآیة السیف و قیل منسوخ بالاقبال علیهم بالموعظة، و هو قوله: بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ، و معنى الایة: «فاعرض عنهم فما انت بملوم» فقد ادّیت الرسالة و ما قصّرت فیما امرت. قال المفسّرون لمّا نزلت هذه الایة حزن رسول اللَّه (ص) و اشتدّ ذلک على اصحابه و ظنّوا انّ الوحى قد انقطع و انّ العذاب قد حضر اذ امر النبى (ص) ان یتولّى عنهم فانزل اللَّه عز و جل: وَ ذَکِّرْ فَإِنَّ الذِّکْرى‏ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ فطابت انفسهم. قال مقاتل: اى عظ بالقرآن کفّار مکة، فانّ الذکرى تنفع من فى علم اللَّه ان یؤمن منهم، و قال الکلبى: عظ بالقرآن من آمن من قومک فان الذکرى تنفعهم.
وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِیَعْبُدُونِ لیست هذا الکلام بکلمة الارادة لو اراد اللَّه من خلقه کلّهم و شاء منهم توحیده لوحّدوه، انّما تأویل الحرف اعنى اللام لآمرهم ان یعبدونى و ادعوهم الى عبادتى. ثم امرهم بالعبادة و دعاهم الیها فقال تعالى: یا أَیُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّکُمُ و قال تعالى: وَ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ لا تُشْرِکُوا بِهِ شَیْئاً ثم خصّ الانبیاء من الخلق. فقال تعالى: وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِکَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِی إِلَیْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ثم خصّ المصطفى محمدا (ص) من بین الانبیاء فقال: بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَ کُنْ مِنَ الشَّاکِرِینَ. و هذا
قول على بن ابى طالب (ع) یؤیّده قوله عز و جل: وَ ما أُمِرُوا إِلَّا لِیَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً.
و قال الکلبى و الضحاک هذا خاص لاهل طاعته من الفریقین یدلّ علیه قراءة ابن عباس و ما خلقت الجن و الانس من المؤمنین الا لیعبدون ثم قال فى آیة اخرى لغیر المؤمنین: وَ لَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ کَثِیراً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ و قیل معناه و ما خلقت السعداء من الجن و الانس الا لعبادتى و الاشقیاء الا لمعصیتى و هذا معنى قول زید بن اسلم قال هم على ما جبلوا علیه من الشقاء و السعادة و قیل لم یخلقهم لعبادة خلق جبلّة و اجبار و انّما خلقهم لها خلق تکلیف و اختبار فمن وفّقه و سدّده اقام العبادة التی خلق لها و من خذله و طرده حرمها و عمل بما خلق لها کقول النبى (ص): اعملوا فکلّ میسّر لما خلق له‏ و قیل معناه ما خلقت الجن و الانس الا لیکونوا عبادا لى و مثله قوله: إِنْ کُلُّ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا آتِی الرَّحْمنِ عَبْداً و قال مجاهد معناه الا لیعرفونى و لو لم یخلقهم لم یعرف وجوده و توحیده. دلیله قوله: وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَیَقُولُنَّ اللَّهُ و قیل معناه الا لیخضعوا لى و یتذلّلوا و معنى العبادة فى اللغة التذلّل و الانقیاد و کلّ مخلوق من الجن و الانس خاضع لقضاء اللَّه متذلّل لمشیّته لا یملک احد لنفسه خروجا عما خلق علیه.
ما أُرِیدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ اى ما ارید منهم ان یرزقوا احدا من خلقى و لا ان یرزقوا انفسهم، وَ ما أُرِیدُ أَنْ یُطْعِمُونِ معناه ان یطعموا احدا من خلقى و انّما اسند الطعام الى نفسه لانّ الخلق عیال اللَّه و من اطعم عیال احد فقد اطعمه کما جاء فى الحدیث یقول اللَّه تعالى: استطعمتک فلم تطعمنى اى لم تطعم عبدى. ثمّ بیّن انّ الرازق هو لا غیره فقال: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ، لجمیع خلقه النفّاع لغیره لا ینفعه شى‏ء، ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِینُ ذو الاقتدار الشدید اى غالب لا یغلب و قاهر لا یقهر و قادر لا یعجز و قیل معنى ذُو الْقُوَّةِ، اى القوّة التی یتقوّى بها جمیع خلقه له.
فَإِنَّ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا ذَنُوباً، هذه ایضا معطوفة على قوله: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ اى للذین کفروا من اهل مکّة حظّا و نصیبا من العذاب مثل ما کان للامم قبلهم و اصل الذنوب الدلو العظیم. قال الشاعر:

لکم ذنوب و لنا ذنوب
و ان ابیتم فلنا القلیب‏
قال الزجّاج لا تسمى الدلو ذنوبا الا اذا کانت ملى‏ء و قیل اذا انحدر فهو دلو و اذا ارتفع فهو ذنوب و سجل لانها فى الانحدار فارغة و فى الارتفاع ملى‏ء و قیل معناه عذابا بعد عذاب کالدلو یتبع الدلو، فَلا یَسْتَعْجِلُونِ هذا جواب للنضر بن الحرث و اصحابه حین استعجلوا العذاب فلحقهم یوم بدر.
فَوَیْلٌ لِلَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ یَوْمِهِمُ الَّذِی یُوعَدُونَ یعنى من عذاب یوم القیامة و قیل یوم بدر.
اگر سوالی داری، اینجا بپرس.
این گوهر را بشنوید

این گوهر را با صدای خود، برای دیگران به یادگار بگذارید.

برای ضبط گوهر با صدای خود، لطفا به حساب کاربری وارد شوید.

گوهر قبلی:۲ - النوبة الاولى
گوهر بعدی:۲ - النوبة الثالثة
نظرها و حاشیه ها
شما نخستین حاشیه را بنویسید.