عبارات مورد جستجو در ۳ گوهر پیدا شد:
رشیدالدین میبدی : ۵۴- سورة القمر
النوبة الثانیة
این سورة هزار و چهارصد و بیست و سه حرف است و سیصد و دو کلمه و پنجاه و پنج آیت، جمله بمکه فرو آمد. جمهور مفسران آن را مکّى شمرند مگر ابن عباس که آن را مدنى شمرد.
و درین سورة منسوخ یک آیت است: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ یَوْمَ یَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَیْءٍ نُکُرٍ اول آیت منسوخ است بآیت سیف و آخر آیت محکم.
و در فضیلت سورة، ابىّ بن کعب گفت: قال رسول اللَّه (ص) من قرأ سورة اقتربت الساعة فى کلّ غبّ، بعث یوم القیمه و وجهه على صورة القمر لیلة البدر، و من قرأ فى کلّ لیلة، کان افضل، و جاء یوم القیامة و وجهه مسفر على وجوه الخلائق یوم القیمة.
قوله: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ خبر درست است از عبد اللَّه بن مسعود گفت اهل مکة از رسول خدا درخواستند تا ایشان را آیتى نماید، یعنى بر صدق نبوّت خویش، گفتند خواهیم که ماه آسمان بدو نیم شود، رسول خدا دعا کرد و ماه بدو نیم گشت. ابن مسعود گفت کوه حرا را دیدم میان دو نیمه قمر، بروایتى دیگر گفت یک نیمه بالاء کوه دیدم و یک نیمه بدامن کوه. بروایتى دیگر یک نیمه بر کوه قعیقعان دیدند و یک نیمه بر کوه بو قبیس، و رسول خدا در آن حال گفت اشهدوا اشهدوا.
انس مالک گفت انشقّ القمر على عهد رسول اللَّه (ص) و هو بمکة مرّتین یعنى فى وقت واحد، کانّهما التأما ثم انشقّ المرّة الثانیة. انس مالک گفت دو بار شکافته شد ماه در آن یک شب، در آن یک وقت: یک بار شکافته گشت بدو نیم شد، سپس با هم شد هر دو نیمه، و دیگر باره هم در آن وقت شکافته گشت، قریش گفتند هذا سحر ابن ابى کبشة سالوا السفار فاسئلوهم فقالوا لهم قد رایناه فانزل اللَّه عز و جل اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ. فى الکلام تقدیم و تأخیر تأویله و اللَّه اعلم انشقّ القمر و اقتربت الساعة، کان فى علم اللَّه عزّ و جل انّ من آیات اقتراب الساعة انشقاق القمر فى آخر الزمان.
روى انّ حذیفة خطب فقال الا انّ اللَّه یقول اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ الا و انّ الساعة قد قربت الا و انّ القمر قد انشقّ، الا و ان الدنیا قد آذنت بفراق، الا و انّ المضمار الیوم و غدا السباق، الا و ان الغایة النّار و السابق من سبق الى الجنة.
قیل لبعض الرواة أ یستبق الناس غدا فقال انما هو السباق بالاعمال.
وَ إِنْ یَرَوْا آیَةً تدلّ على صدق النبى (ص) یُعْرِضُوا عنها و عن الایمان بها وَ یَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ اى ذاهب یبطل لا یبقى، من قولهم مرّ الشیء و استمرّ اى ذهب، مثل قولهم: قرّ و استقرّ، و قیل مستمرّ اى قوىّ شدید یعلو کلّ سحر من قولهم: مرّ الحبل اذا صلب و اشتدّ و امرّه اذا احکم مثله. و استمرّ الشیء اذا قوى و استحکم.
وَ کَذَّبُوا وَ اتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ اى کذّبوا النبى (ص) و ما عاینوا من قدرة اللَّه عز و جل و اتّبعوا ما زیّن لهم الشیطان من الباطل. وَ کُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ اما امر الدنیا فسیظهر فیثبت الحق و یزهق الباطل و اما امر الآخرة فسیبقى من ثواب او عقاب. هر کارى آخر و رجاى خویش قرار گیرد آنچه این جهانى است فرا دید آید، راستى کار راست و ناراستى کار ناراست. و اما آن جهانى، قرار گیرد نیک بخت در پاداش نیکبختى خویش، و بدبخت در پاداش بدبختى خویش. و قیل وَ کُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ اى کلّ ما قدّر کائن واقع لا محالة و قیل کل امر منته الى غایة لان الشیء اذا انتهى الى غایته استقرّ و ثبت.
وَ لَقَدْ جاءَهُمْ یعنى مشرکى مکه مِنَ الْأَنْباءِ اى من اخبار الامم المکذّبة فى القران ما فِیهِ مُزْدَجَرٌ اى ازدجار عن الکفر و المعاصى، تقول زجرته و ازدجرته اذا نهیته و وعظته و اصله مزتجر لانه مفتعل من الزجر، جعلت التاء دالّا لانّ التاء مهموسة و الزاى مجهورة. قوله: حِکْمَةٌ بالِغَةٌ هذا بیان ما فى قوله: ما فِیهِ مُزْدَجَرٌ و قیل معناه هو حکمة بالغة، اى القران حکمة تامّة فى الزجر و قیل بالغة من اللَّه الیکم فَما تُغْنِ النُّذُرُ. یجوز ان یکون ما نفیا و المعنى فلیست تغنى النذر، و یجوز ان یکون استفهاما و المعنى فاىّ شىء تغنى النذر اذا خالفوهم و کذّبوهم.
و النذر له وجهان: احدهما انه جمع النذیر و الثانى انه بمعنى الانذار کقوله: فَکَیْفَ کانَ عَذابِی وَ نُذُرِ اى عذابى و انذارى. و تمام هذا الکلام فى قوله: وَ ما تُغْنِی الْآیاتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا یُؤْمِنُونَ: چه بکار آید بیم نمودن و بیم نمایندگان قومى را که ایشان نمىخواهند گروید.
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فقد ادّیت الرسالة و دعنى و ایّاهم. و هذا تهدید و قیل تولّ عنهم الى ان تؤمر بالقتال و تم الکلام، ثم قال یَوْمَ یَدْعُ الدَّاعِ اى اذکر یوم یدع الداع و هو اسرافیل یدعو الاموات بالنفخ فى الصور و هو المنادى فى قوله: وَ اسْتَمِعْ یَوْمَ یُنادِ الْمُنادِ قال مقاتل ینفخ قائما على صخرة بیت المقدس.
إِلى شَیْءٍ نُکُرٍ منکر فظیع لم یروا مثله فینکرونه استعظاما. قرء ابن کثیر نکر بسکون الکاف و الآخرون بضمها و هو الشیء الکریه المنکر.
خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ قرأ ابو عمر و حمزة و الکسائى و یعقوب خاشعا على الواحد و قرأ الآخرون خشّعا بضم الخاء و تشدید السین على الجمع اى ذلیلة ابصارهم عند رؤیة العذاب و هو منصوب على الحال و اضاف الى البصر لان ذلّة الذلیل و عزّة العزیز یتبیّن فى نظره، یَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ من القبور کَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ منبثّ حیارى، و مثله قوله: کَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ و اراد انّهم یخرجون فزعین لا جهة لاحد منهم یقصدها کالجراد لا جهة لها تکون مختلطة بعضها فى بعض.
مُهْطِعِینَ إِلَى الدَّاعِ اى مسرعین الى صوت اسرافیل. اهطاع الرجل اسراعه فى المشى شاخصا ببصره، یَقُولُ الْکافِرُونَ هذا یَوْمٌ عَسِرٌ صعب شدید، لتوالى الشدائد علیهم. کقوله: یَوْمٌ عَسِیرٌ عَلَى الْکافِرِینَ غَیْرُ یَسِیرٍ.
کَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ اى قبل اهل مکه قَوْمُ نُوحٍ فَکَذَّبُوا عَبْدَنا نوحا و المعنى کذّبت قوم نوح بآیاتنا فکذّبوا رسولنا لاجل ذلک، وَ قالُوا مَجْنُونٌ اى هو مجنون، وَ ازْدُجِرَ اى زجر عن اداء الرسالة بالشّتم و هدّد بالقتل.
و قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ یا نُوحُ لَتَکُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِینَ فَدَعا رَبَّهُ جاء فى التفسیر ان الرجل من قوم نوح یلقى نوحا علیه السلام فیخنقه حتى یخرّ مغشّیا علیه فاذا افاق قال: اللهم اهد قومى فانهم لا یعلمون فلمّا بلغ تسعمائة و خمسین سنة فَدَعا رَبَّهُ أَنِّی مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ اى بانّى مغلوب مقهور فَانْتَصِرْ اى فانتقم لى منهم.
فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ قال (ع) فتحت السماء من المجرّة و هى شرج السماء بِماءٍ مُنْهَمِرٍ منصبّ انصیابا شدیدا کما یسیل من افواه القرب. و قیل بماء سائل خارج عن المعتاد لم ینقطع اربعین لیلة و لم یکن قطرات.
وَ فَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُیُوناً معناه شققنا الارض عن الماء عیونا تنبع منها فصارت الارض کلّها کالعیون، فَالْتَقَى الْماءُ یعنى ماء السماء و ماء الارض، و انما قال فَالْتَقَى الْماءُ و الالتقاء بین الاثنین فصاعدا، لان الماء یکون جمعا و واحدا عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ تاویله: قد قدّر یقال قدرت الامر و قدّرته. اى قدر فى اللوح المحفوظ. و قال مقاتل قدر اللَّه ان یکون الماءان سواء فکانا على ما قدر. و قیل معناه على امر عرف اللَّه مقداره و مبلغه. قال محمد بن کعب کانت الاقوات قبل الاجساد و کان القدر قبل البلاء و تلا هذه الایة.
وَ حَمَلْناهُ یعنى نوحا و من آمن معه عَلى ذاتِ أَلْواحٍ اى على سفینة ذات الواح، ذکر النعت و ترک الاسم، اراد بالالواح، خشب السفینة العریضة وَ دُسُرٍ هى المسامیر التی تشدّ بها الالواح و احدها دسار و دسیر. قال ابن عباس و الحسن الدسر صدر السفینة و کلکلها و قال الضحاک طرفاها.
تَجْرِی بِأَعْیُنِنا اى بمرأ منا و بحفظنا. جَزاءً لِمَنْ کانَ کُفِرَ من کنایة عن نوح علیه السلام و تقدیره کفر به قال الکسائى کفرته و کفرت به لغتان اى فعلنا ذلک ثوابا لمن کفر و جحد امره و هو نوح علیه السلام. و قیل بمعنى ماء المصدر، اى جزاء لکفرهم و قرئ فى الشّواذّ جَزاءً لِمَنْ کانَ کُفِرَ بفتحتین.
وَ لَقَدْ تَرَکْناها اى ترکنا السفینة «آیة» عبرة، قال قتاده ابقاه اللَّه بباقردا من ارض الجزیرة عبرة و آیة، حتى نظرت الیها اوائل هذه الامة نظرا و کم من سفینة کانت بعدها قد صارت رمادا، و قیل بقیت خشبه من سفینة نوح هى فى الکعبة الآن و هى ساجة غرست حتى ترعرعت اربعین سنة ثم قطعت فترکت حتى یبست اربعین سنة.
و قیل معناه ترکنا امثالها من السفن آیة، یعنى سفن الدنیا هى تذکرة سفینة نوح.
کانت هى اول سفینة فى الدنیا، علّم صنعتها جبرئیل نوحا و کان نوح نجّارا، فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ اى هل من متّعظ یتّعظ و یعتبر فیخاف مثل عقوبتهم، اصله مذتکر، مفتعل من الذکر.
فَکَیْفَ کانَ عَذابِی وَ نُذُرِ اى انذارى. قال الفرّاء الانذار و النذر مصدران، تقول العرب انذرت انذارا و نذرا کقولهم: انفقت انفاقا و نفقة و ایقنت ایقانا و یقینا، اقیم الاسم مقام المصدر. و قیل النذر جمع النذیر یعنى فکیف کان حال نذرى، استفهام تعظیم و تخویف لمن یؤمن بمحمد (ص). و کرّر هذه الکلمات لان کلّ واحد وقع مع قصّة اخرى فلم یکن تکرارا فى المعنى.
وَ لَقَدْ یَسَّرْنَا الْقُرْآنَ یسّرنا بلسانک و سهّلنا قرائته و تلاوته و لو لا ذلک ما اطاق العباد ان یتکلّموا بکلام اللَّه، و الذکر التلاوة و الحفظ کلاهما، لا تکاد تجد کتابا من کتب اللَّه عز و جل محفوظا غیر القران یحفظه الصبىّ و الکبیر و العربىّ و العجمى و الامّى و البلیغ، و سائر کتب اللَّه یقرءونه نظرا. و قیل یسّرنا استنباط معانیه و سهّلنا علم ما فیه فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ اى هل من طالب علم فیعان علیه. و هذا حثّ على الذکر لانه طریق للعلم.
کَذَّبَتْ عادٌ فَکَیْفَ کانَ عَذابِی وَ نُذُرِ.
إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَیْهِمْ رِیحاً صَرْصَراً الصرصر الشدید الصوت البارد، و الصّرّ البرد. و قیل هى ریح الدبور، فِی یَوْمِ نَحْسٍ اى مشئوم مُسْتَمِرٍّ دائم الشؤم ثابت الشر استمرّ علیهم سبع لیال و ثمانیة ایام. و قیل استمرّ بهم العذاب الى نار جهنم، و قیل مستمرّ شدید ماض على الصغیر و الکبیر و لم یبق منهم احدا. و قیل المستمرّ المرّ و کان یوم الاربعاء آخر الشهر و روى انه کان آخر ایّامهم الثمانیة فى العذاب یوم الاربعاء
و کان سلخ صفر و هى الحسوم فى سورة الحاقة تَنْزِعُ النَّاسَ تقلع الناس من اماکنهم فترمى بهم على رؤوسهم فتدقّ رقابهم. و قیل کانوا استتروا عن الرّیح بحفر حفروها و تغطّوا فیها، فنزعتهم الریح من تلک الحفر و صرعتهم موتى، کَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ اى اصول نخل منقلع من مکانه ساقط على الارض. و قیل کانت الریح تقلع رؤوسهم من مناکبهم ثم تلقیهم اجساما بلا رءوس کاعجاز النخل التی قطعت رؤوسها. و النخل یذکّر و یؤنّث فذکّر هاهنا و انّث فى الحاقة: أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِیَةٍ. قال مقاتل کان طول الواحد منهم اثنى عشر ذراعا و قیل اربعون و قیل ستون و قیل ثمانون. و فى القصة ان سبعة فهم قاموا مصطفین على باب الشعب یردّوا الریح عمّن فى الشعب من العیال فجعلت تجعفهم رجلا رجلا حتى هلکوا.
فَکَیْفَ کانَ عَذابِی وَ نُذُرِ اعاد فى قصة عاد مرّتین فقیل الاول فى الدنیا و الثانى فى العقبى کما قال فى موضع آخر: لِنُذِیقَهُمْ عَذابَ الْخِزْیِ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى.
و قیل الاول لتحذیرهم قبل هلاکهم و الثانى لتحذیر غیرهم بهم بعد هلاکهم.
وَ لَقَدْ یَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّکْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ.
کَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ النذر الرسل و انّما قال بالنذر، لانّ من کذّب رسولا واحدا کان کمن کذّب جمیع الرسل.
فَقالُوا أَ بَشَراً مِنَّا واحِداً یعنى صالحا علیه السلام نَتَّبِعُهُ اى نحن جماعة و هو واحد کیف نتّبعه و لیس له فضل علینا إِنَّا إِذاً لَفِی ضَلالٍ اى ذهاب عن الصواب وَ سُعُرٍ اى جنون. تقول العرب ناقة مسعورة اذا کان بها جنون و قیل السعر هاهنا جمع السعیر و هو نار جهنم فیکون هذا من قول الکفار کقوله: قالُوا تِلْکَ إِذاً کَرَّةٌ خاسِرَةٌ. و قال بعض مشرکى قریش لئن کان ما یقوله محمد حقا فنحن شرّ من الحمیر.
أَ أُلْقِیَ الذِّکْرُ عَلَیْهِ مِنْ بَیْنِنا یعنى أ أنزل علیه الکتاب و الوحى من بیننا و کیف خصّ بالنبوة من بیننا، بَلْ هُوَ کَذَّابٌ فیما یدّعیه أَشِرٌ اى بطر متکبّر یرید ان یتعظّم علینا بادّعائه النبوة من بیننا.
سَیَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْکَذَّابُ الْأَشِرُ قرا ابن عامر و حمزة سیعلمون بالنار على معنى قال لهم صالح سَیَعْلَمُونَ غَداً یعنى یوم القیمة حین ینزل بهم العذاب و قیل غدا یرید به یوم العذاب فى الدنیا.
إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ قال ابن عباس سالوا صالحا تعنّتا ان یخرج لهم ناقة حمراء عشراء من صخرة ثم تضع حملها ثم ترد ماءهم فتشربه ثم تغدو علیهم بمثله لبنا، فاجاب اللَّه صالحا الى ذلک فقال إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ اى باعثوها و مخرجوها من الهضبة التی سألوا فِتْنَةً لَهُمْ اى امتحانا و اختبارا لهم، یؤمنوا او لا یؤمنوا فَارْتَقِبْهُمْ اى انتظر امرهم مع الناقة و ما هم صانعون. و ما یأول الیه عاقبة امرهم من عقر الناقة و هلاکهم وَ اصْطَبِرْ حتى یاتى حکمنا.
وَ نَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَیْنَهُمْ لهم یوم و للناقة یوم و انّما قال بَیْنَهُمْ على جمع العقلاء، لانّ العرب اذا اخبرت عن بنى آدم و عن البهائم غلبت بنى آدم على البهائم کُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ الشرب النصیب من الماء و المحتضر المحضور حضر و احتضر بمعنى واحد، اى یحضره من کانت نوبته فاذا کان یوم الناقة حضرت شربها و لا یحضرون و اذا کان یومهم حضروا شربهم و لا تحضر الناقة، اى لا یزاحم البعض البعض کما قال فى سورة الشعراء لَها شِرْبٌ وَ لَکُمْ شِرْبُ یَوْمٍ مَعْلُومٍ.
و قال قتاده و مجاهد معناه اذا غابت الناقة حضرتم الماء و اذا حضرت الناقة الماء حضرتم اللبن فعلى هذا، الشرب النصیب من الماء و اللبن فمکثوا على ذلک زمانا ثم اجتمع تسعة نفر فتواطئوا على عقرها فَنادَوْا صاحِبَهُمْ یعنى قدار بن سالف و کان اشقر ازرق و لذلک یقال له احمر ثمود و قیل اشام عاد یعنى عادا الآخرة تشأم به العرب الى الیوم فَتَعاطى فَعَقَرَ یعنى فتناول الناقة بسیفه فعقرها.
فَکَیْفَ کانَ عَذابِی وَ نُذُرِ اى عذابى ایاهم و انذارى لهم ثم بیّن عذابهم.
فقال: إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَیْهِمْ صَیْحَةً واحِدَةً اى صاح بهم جبرئیل فماتوا عن آخرهم. و قیل کان صوت الفصیل، فَکانُوا کَهَشِیمِ الْمُحْتَظِرِ هشیم بمعنى مهشوم. اى مکسور و هو ما هشمته الریح و السابلة باقدامها من الورق الیابس. و عن ابن عباس فى قوله: کَهَشِیمِ الْمُحْتَظِرِ قال هو الرجل یجعل لغنمه حظیرة من الشجر و الشوک دون السباع فما سقط من ذلک فداسته الغنم فهو الهشیم فالمحتظر صاحب الحظیرة و المحتظر بفتح الظّاء اسم الحظیره و هو المکان الذى یجمع فیه من یابس النبت.
وَ لَقَدْ یَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّکْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ.
کَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ.
إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَیْهِمْ حاصِباً اى ریحا ترمیهم بالحصباء و هى الحصى و قیل سحابة تمطر علیهم الحصباء إِلَّا آلَ لُوطٍ یعنى بناته و من آمن به من ازواجهن نَجَّیْناهُمْ من العذاب بسحر من الاسحار یعنى عند السحر و هو آخر اللیل، نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا اى جعلناه نعمة منّا علیهم حیث انجیناهم کَذلِکَ نَجْزِی مَنْ شَکَرَ اى کما انعمنا على آل لوط نجزى من شکر نعمة ربه فاطاعه. و قیل الشکر هاهنا التوحید و هو فى القران کثیر، قال مقاتل من وحّد اللَّه لم یعذّبه مع المشرکین.
وَ لَقَدْ أَنْذَرَهُمْ لوط بَطْشَتَنا شدّة اخذنا و انتقامنا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ اى فکذّبوا بانذاره و شکّوا فیه و قیل جادلوا لوطا فى الرسل الذین اتوه فى صورة الاضیاف لیمکّنهم منهم و قیل تماریهم قولهم: أَ وَ لَمْ نَنْهَکَ عَنِ الْعالَمِینَ و قولهم: ما لَنا فِی بَناتِکَ مِنْ حَقٍّ.
وَ لَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَیْفِهِ اى طالبوه و سألوه ان یخلّى بینهم و بین اضیافه لما یریدونه من الفاحشة فَطَمَسْنا أَعْیُنَهُمْ، الطمس محو الاثر اى صیّرناها کسائر الوجه لا یرى لها شقّ قیل فى التفسیر لمّا قصدوا دار لوط و عالجوا الباب لیدخلوا، قالت الرسل للوط خلّ بینهم و بین الدخول فدخلوا فمسح جبرئیل علیه السلام اعینهم بجناحه فذهبت ابصارهم فبقوا متحیّرین لا یهتدون الى الباب.
فَذُوقُوا عَذابِی وَ نُذُرِ اى قال اللَّه لهم عند ذلک على لسان الملائکة ذوقوا جزاء معصیة انذارى.
وَ لَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُکْرَةً اى جاءهم العذاب وقت الصبح بکرة من الایام عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ دائم استقرّ فیهم حتى اهلکهم. و قیل استقرّ بهم الى یوم القیمة.
فَذُوقُوا عَذابِی وَ نُذُرِ کرّر لان الثانى قام مقام قوله: فَکَیْفَ کانَ عَذابِی وَ نُذُرِ.
وَ لَقَدْ یَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّکْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ.
وَ لَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ یعنى موسى و هارون علیهما السلام.
کَذَّبُوا بِآیاتِنا کُلِّها یجوز ان یکون الضمیر لفرعون و آله و المراد بالآیات الآیات التسع و علیه جمهور المفسرین و یجوز ان یتمّ الکلام على قوله: النُّذُرُ ثم قال کَذَّبُوا بِآیاتِنا فیکون اخبارا عن جمیع من تقدم ذکرهم و لهذا لم یأت بواو العطف فَأَخَذْناهُمْ بالعذاب أَخْذَ عَزِیزٍ غالب لا یغلب مُقْتَدِرٍ قادر لا یعجزه شىء کقوله: إِنَّ أَخْذَهُ أَلِیمٌ شَدِیدٌ أَخْذَةً رابِیَةً أَخْذاً وَبِیلًا ثم خوف اهل مکة فقال أَ کُفَّارُکُمْ یا معشر العرب خَیْرٌ اى اشدّ و اقوى مِنْ أُولئِکُمْ الکفار الذین ذکرناهم و قد اهلکناهم جمیعا یعنى عادا و ثمود و قوم لوط و آل فرعون و هذا استفهام بمعنى الانکار اى لیسوا باقوى منهم. أَمْ لَکُمْ بَراءَةٌ من العذاب فى الکتب انه لن یصیبکم ما اصاب الامم الخالیة.
أَمْ یَقُولُونَ یعنى کفار مکه نَحْنُ جَمِیعٌ مُنْتَصِرٌ اى نحن ید واحدة على من خالفنا، منتصر ممّن عادانا. و قیل نحن کثیر مجمعون على الانتقام من محمد و لم یقل منتصرون، لموافقة رءوس الآى.
قال اللَّه تعالى سَیُهْزَمُ الْجَمْعُ قرأ یعقوب سنهزم بالنون الْجَمْعُ و نصب یعنى جمع کفّار مکه وَ یُوَلُّونَ الدُّبُرَ اى الادبار.
فوحّد لاجل رءوس الآى، اخبر اللَّه انهم یولّون ادبارهم منهزمین، فصدّق اللَّه وعده و هزمهم یوم بدر قال. سعید بن المسیّب سمعت عمر بن الخطاب یقول لمّا نزلت سَیُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ یُوَلُّونَ الدُّبُرَ کنت لا ادرى اىّ جمع یهزم، فلمّا کان یوم بدر رأیت النبى (ص) یلبس الدرع و یقول: سَیُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ یُوَلُّونَ الدُّبُرَ. و عن ابن عباس قال قال النبى (ص) یوم بدر اللهم انى انشدک عهدک و وعدک اللهم ان شئت لم تعبد بعد الیوم. فاخذ ابو بکر بیده فقال حسبک یا رسول اللَّه فقد ألححت على ربک، فخرج و هو یقول سَیُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ یُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ اى القیامة موعدهم. اى موعد عذابهم، وَ السَّاعَةُ أَدْهى وَ أَمَرُّ اى عذاب یوم القیامة اعظم بلیّة و امر مذاقا من الاسر و القتل یوم بدر.
إِنَّ الْمُجْرِمِینَ، اى المشرکین فِی ضَلالٍ عن الحق یعنى فى الدنیا وَ سُعُرٍ اى فى عذاب النار فى الآخرة و قیل فى ضلال و سعر اى جنون، جواب لقولهم: إِنَّا إِذاً لَفِی ضَلالٍ وَ سُعُرٍ. قال محمد بن کعب القرظى نزلت هذه الآیات الا ربع فى القدریة. ثم بیّن عذابهم فقال: یَوْمَ یُسْحَبُونَ فِی النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ، و یقال لهم ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ اى اصابة جهنم ایاکم بالعذاب. و سقر من اسماء جهنم.
إِنَّا کُلَّ شَیْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ اى کل ما خلقناه مقدور مکتوب فى اللوح المحفوظ، و قیل کل ما خلقناه جعلناه على مقدار نعلمه، کقوله: وَ کُلُّ شَیْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ و قیل کلّ شىء خلقناه فهو على قدر ما اردناه، لا زائدا و لا ناقصا.
قال ابو هریرة جاءت مشرکو قریش الى النبى (ص) یخاصمونه فى القدر فنزلت هذه الآیة.
إِنَّ الْمُجْرِمِینَ فِی ضَلالٍ وَ سُعُرٍ الى قوله: إِنَّا کُلَّ شَیْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ.
و روى مرفوعا الى النبى (ص) ان هذه الایة نزلت فى اناس من آخر هذه الامّة یکذّبون بقدر اللَّه.
و عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، قال سمعت رسول اللَّه (ص) یقول کتب اللَّه مقادیر الخلائق کلها قبل ان یخلق السماوات و الارض بخمسین الف سنة.
قال و عرشه على الماء و قال رسول اللَّه (ص) کل شىء بقدر حتى العجز و الکیس.
و عن على بن ابى طالب (ع) قال قال رسول اللَّه (ص) لا یؤمن عبد حتى یؤمن باربع: یشهد ان لا اله الا اللَّه، و انى رسول اللَّه بعثنى بالحق، و یؤمن بالبعث بعد الموت، و یؤمن بالقدر خیره و شره.
وَ ما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ، اى مرّة واحدة و المعنى ما أَمْرُنا للشىء اذا اردنا تکوینه، الا کلمة واحدة و هى کن فیکون بلا مراجعة و لا معالجة، کَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ اى على قدر ما یلمح احدکم ببصره فى السّرعة. و عن ابن عباس قال معناه ان قضایى فى خلقى اسرع من لمح البصر، و قیل المراد بامرنا القیامة اى ما امرنا لمجىء الساعة فى السرعة الا کلمح البصر کقوله: وَ ما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا کَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ.
وَ لَقَدْ أَهْلَکْنا أَشْیاعَکُمْ، اى امثالکم و نظراءکم فى الکفر من الامم المتقدمة، فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ، اى متّعظ یعلم ان ذلک حق فیخاف و یعتبر.
وَ کُلُّ شَیْءٍ فَعَلُوهُ، اى فعله الاشیاع من خیر و شرّ، فِی الزُّبُرِ اى فى کتب الحفظة. و قیل کان مکتوبا فى اللوح المحفوظ قبل ان فعلوه، ثم فسّر فقال وَ کُلُّ صَغِیرٍ وَ کَبِیرٍ، من اعمالهم، مُسْتَطَرٌ مکتوب علیهم، فى اللوح المحفوظ المستطر المسطور و المحتضر المحضور و اعاد الذکر لانّ الاول خاص و هذا عام. و قیل وَ کُلُّ صَغِیرٍ وَ کَبِیرٍ من الارزاق و الآجال و الموت و الحیاة و غیر ذلک مکتوب.
إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ نَهَرٍ اى انهار. فوحّد لاجل رءوس الآى و اراد انهار الجنة من الماء و الخمر و اللبن و العسل. و قال الضحاک «فى نهر» اى فى ضیاء و نور و سعة. و منه النهار و قرئ فى الشواذّ وَ نَهَرٍ بضمتین جمع نهار یعنى لا لیل لهم.
فِی مَقْعَدِ صِدْقٍ، اى فى مجلس حق لا لغو فیه و لا تأثیم، و قیل فى صدق اللَّه وعده اولیائه فیه فاکتفى بالمصدر. و المقعد موضع القعود و کذلک القعود. قال الصادق و قیل سمّى الجنة مقعد صدق لان کلّ قاعد على سرور او فى نعیم یزعج عن مقعده یوما و یزاح عن مکانه الا القاعد فى نعیم الجنّة، تأویله فى مقعد حقیقة، عِنْدَ مَلِیکٍ مُقْتَدِرٍ اى عند اللَّه المالک القادر الذى لا یعجزه شىء.
و درین سورة منسوخ یک آیت است: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ یَوْمَ یَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَیْءٍ نُکُرٍ اول آیت منسوخ است بآیت سیف و آخر آیت محکم.
و در فضیلت سورة، ابىّ بن کعب گفت: قال رسول اللَّه (ص) من قرأ سورة اقتربت الساعة فى کلّ غبّ، بعث یوم القیمه و وجهه على صورة القمر لیلة البدر، و من قرأ فى کلّ لیلة، کان افضل، و جاء یوم القیامة و وجهه مسفر على وجوه الخلائق یوم القیمة.
قوله: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ خبر درست است از عبد اللَّه بن مسعود گفت اهل مکة از رسول خدا درخواستند تا ایشان را آیتى نماید، یعنى بر صدق نبوّت خویش، گفتند خواهیم که ماه آسمان بدو نیم شود، رسول خدا دعا کرد و ماه بدو نیم گشت. ابن مسعود گفت کوه حرا را دیدم میان دو نیمه قمر، بروایتى دیگر گفت یک نیمه بالاء کوه دیدم و یک نیمه بدامن کوه. بروایتى دیگر یک نیمه بر کوه قعیقعان دیدند و یک نیمه بر کوه بو قبیس، و رسول خدا در آن حال گفت اشهدوا اشهدوا.
انس مالک گفت انشقّ القمر على عهد رسول اللَّه (ص) و هو بمکة مرّتین یعنى فى وقت واحد، کانّهما التأما ثم انشقّ المرّة الثانیة. انس مالک گفت دو بار شکافته شد ماه در آن یک شب، در آن یک وقت: یک بار شکافته گشت بدو نیم شد، سپس با هم شد هر دو نیمه، و دیگر باره هم در آن وقت شکافته گشت، قریش گفتند هذا سحر ابن ابى کبشة سالوا السفار فاسئلوهم فقالوا لهم قد رایناه فانزل اللَّه عز و جل اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ. فى الکلام تقدیم و تأخیر تأویله و اللَّه اعلم انشقّ القمر و اقتربت الساعة، کان فى علم اللَّه عزّ و جل انّ من آیات اقتراب الساعة انشقاق القمر فى آخر الزمان.
روى انّ حذیفة خطب فقال الا انّ اللَّه یقول اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ الا و انّ الساعة قد قربت الا و انّ القمر قد انشقّ، الا و ان الدنیا قد آذنت بفراق، الا و انّ المضمار الیوم و غدا السباق، الا و ان الغایة النّار و السابق من سبق الى الجنة.
قیل لبعض الرواة أ یستبق الناس غدا فقال انما هو السباق بالاعمال.
وَ إِنْ یَرَوْا آیَةً تدلّ على صدق النبى (ص) یُعْرِضُوا عنها و عن الایمان بها وَ یَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ اى ذاهب یبطل لا یبقى، من قولهم مرّ الشیء و استمرّ اى ذهب، مثل قولهم: قرّ و استقرّ، و قیل مستمرّ اى قوىّ شدید یعلو کلّ سحر من قولهم: مرّ الحبل اذا صلب و اشتدّ و امرّه اذا احکم مثله. و استمرّ الشیء اذا قوى و استحکم.
وَ کَذَّبُوا وَ اتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ اى کذّبوا النبى (ص) و ما عاینوا من قدرة اللَّه عز و جل و اتّبعوا ما زیّن لهم الشیطان من الباطل. وَ کُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ اما امر الدنیا فسیظهر فیثبت الحق و یزهق الباطل و اما امر الآخرة فسیبقى من ثواب او عقاب. هر کارى آخر و رجاى خویش قرار گیرد آنچه این جهانى است فرا دید آید، راستى کار راست و ناراستى کار ناراست. و اما آن جهانى، قرار گیرد نیک بخت در پاداش نیکبختى خویش، و بدبخت در پاداش بدبختى خویش. و قیل وَ کُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ اى کلّ ما قدّر کائن واقع لا محالة و قیل کل امر منته الى غایة لان الشیء اذا انتهى الى غایته استقرّ و ثبت.
وَ لَقَدْ جاءَهُمْ یعنى مشرکى مکه مِنَ الْأَنْباءِ اى من اخبار الامم المکذّبة فى القران ما فِیهِ مُزْدَجَرٌ اى ازدجار عن الکفر و المعاصى، تقول زجرته و ازدجرته اذا نهیته و وعظته و اصله مزتجر لانه مفتعل من الزجر، جعلت التاء دالّا لانّ التاء مهموسة و الزاى مجهورة. قوله: حِکْمَةٌ بالِغَةٌ هذا بیان ما فى قوله: ما فِیهِ مُزْدَجَرٌ و قیل معناه هو حکمة بالغة، اى القران حکمة تامّة فى الزجر و قیل بالغة من اللَّه الیکم فَما تُغْنِ النُّذُرُ. یجوز ان یکون ما نفیا و المعنى فلیست تغنى النذر، و یجوز ان یکون استفهاما و المعنى فاىّ شىء تغنى النذر اذا خالفوهم و کذّبوهم.
و النذر له وجهان: احدهما انه جمع النذیر و الثانى انه بمعنى الانذار کقوله: فَکَیْفَ کانَ عَذابِی وَ نُذُرِ اى عذابى و انذارى. و تمام هذا الکلام فى قوله: وَ ما تُغْنِی الْآیاتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا یُؤْمِنُونَ: چه بکار آید بیم نمودن و بیم نمایندگان قومى را که ایشان نمىخواهند گروید.
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فقد ادّیت الرسالة و دعنى و ایّاهم. و هذا تهدید و قیل تولّ عنهم الى ان تؤمر بالقتال و تم الکلام، ثم قال یَوْمَ یَدْعُ الدَّاعِ اى اذکر یوم یدع الداع و هو اسرافیل یدعو الاموات بالنفخ فى الصور و هو المنادى فى قوله: وَ اسْتَمِعْ یَوْمَ یُنادِ الْمُنادِ قال مقاتل ینفخ قائما على صخرة بیت المقدس.
إِلى شَیْءٍ نُکُرٍ منکر فظیع لم یروا مثله فینکرونه استعظاما. قرء ابن کثیر نکر بسکون الکاف و الآخرون بضمها و هو الشیء الکریه المنکر.
خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ قرأ ابو عمر و حمزة و الکسائى و یعقوب خاشعا على الواحد و قرأ الآخرون خشّعا بضم الخاء و تشدید السین على الجمع اى ذلیلة ابصارهم عند رؤیة العذاب و هو منصوب على الحال و اضاف الى البصر لان ذلّة الذلیل و عزّة العزیز یتبیّن فى نظره، یَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ من القبور کَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ منبثّ حیارى، و مثله قوله: کَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ و اراد انّهم یخرجون فزعین لا جهة لاحد منهم یقصدها کالجراد لا جهة لها تکون مختلطة بعضها فى بعض.
مُهْطِعِینَ إِلَى الدَّاعِ اى مسرعین الى صوت اسرافیل. اهطاع الرجل اسراعه فى المشى شاخصا ببصره، یَقُولُ الْکافِرُونَ هذا یَوْمٌ عَسِرٌ صعب شدید، لتوالى الشدائد علیهم. کقوله: یَوْمٌ عَسِیرٌ عَلَى الْکافِرِینَ غَیْرُ یَسِیرٍ.
کَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ اى قبل اهل مکه قَوْمُ نُوحٍ فَکَذَّبُوا عَبْدَنا نوحا و المعنى کذّبت قوم نوح بآیاتنا فکذّبوا رسولنا لاجل ذلک، وَ قالُوا مَجْنُونٌ اى هو مجنون، وَ ازْدُجِرَ اى زجر عن اداء الرسالة بالشّتم و هدّد بالقتل.
و قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ یا نُوحُ لَتَکُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِینَ فَدَعا رَبَّهُ جاء فى التفسیر ان الرجل من قوم نوح یلقى نوحا علیه السلام فیخنقه حتى یخرّ مغشّیا علیه فاذا افاق قال: اللهم اهد قومى فانهم لا یعلمون فلمّا بلغ تسعمائة و خمسین سنة فَدَعا رَبَّهُ أَنِّی مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ اى بانّى مغلوب مقهور فَانْتَصِرْ اى فانتقم لى منهم.
فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ قال (ع) فتحت السماء من المجرّة و هى شرج السماء بِماءٍ مُنْهَمِرٍ منصبّ انصیابا شدیدا کما یسیل من افواه القرب. و قیل بماء سائل خارج عن المعتاد لم ینقطع اربعین لیلة و لم یکن قطرات.
وَ فَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُیُوناً معناه شققنا الارض عن الماء عیونا تنبع منها فصارت الارض کلّها کالعیون، فَالْتَقَى الْماءُ یعنى ماء السماء و ماء الارض، و انما قال فَالْتَقَى الْماءُ و الالتقاء بین الاثنین فصاعدا، لان الماء یکون جمعا و واحدا عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ تاویله: قد قدّر یقال قدرت الامر و قدّرته. اى قدر فى اللوح المحفوظ. و قال مقاتل قدر اللَّه ان یکون الماءان سواء فکانا على ما قدر. و قیل معناه على امر عرف اللَّه مقداره و مبلغه. قال محمد بن کعب کانت الاقوات قبل الاجساد و کان القدر قبل البلاء و تلا هذه الایة.
وَ حَمَلْناهُ یعنى نوحا و من آمن معه عَلى ذاتِ أَلْواحٍ اى على سفینة ذات الواح، ذکر النعت و ترک الاسم، اراد بالالواح، خشب السفینة العریضة وَ دُسُرٍ هى المسامیر التی تشدّ بها الالواح و احدها دسار و دسیر. قال ابن عباس و الحسن الدسر صدر السفینة و کلکلها و قال الضحاک طرفاها.
تَجْرِی بِأَعْیُنِنا اى بمرأ منا و بحفظنا. جَزاءً لِمَنْ کانَ کُفِرَ من کنایة عن نوح علیه السلام و تقدیره کفر به قال الکسائى کفرته و کفرت به لغتان اى فعلنا ذلک ثوابا لمن کفر و جحد امره و هو نوح علیه السلام. و قیل بمعنى ماء المصدر، اى جزاء لکفرهم و قرئ فى الشّواذّ جَزاءً لِمَنْ کانَ کُفِرَ بفتحتین.
وَ لَقَدْ تَرَکْناها اى ترکنا السفینة «آیة» عبرة، قال قتاده ابقاه اللَّه بباقردا من ارض الجزیرة عبرة و آیة، حتى نظرت الیها اوائل هذه الامة نظرا و کم من سفینة کانت بعدها قد صارت رمادا، و قیل بقیت خشبه من سفینة نوح هى فى الکعبة الآن و هى ساجة غرست حتى ترعرعت اربعین سنة ثم قطعت فترکت حتى یبست اربعین سنة.
و قیل معناه ترکنا امثالها من السفن آیة، یعنى سفن الدنیا هى تذکرة سفینة نوح.
کانت هى اول سفینة فى الدنیا، علّم صنعتها جبرئیل نوحا و کان نوح نجّارا، فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ اى هل من متّعظ یتّعظ و یعتبر فیخاف مثل عقوبتهم، اصله مذتکر، مفتعل من الذکر.
فَکَیْفَ کانَ عَذابِی وَ نُذُرِ اى انذارى. قال الفرّاء الانذار و النذر مصدران، تقول العرب انذرت انذارا و نذرا کقولهم: انفقت انفاقا و نفقة و ایقنت ایقانا و یقینا، اقیم الاسم مقام المصدر. و قیل النذر جمع النذیر یعنى فکیف کان حال نذرى، استفهام تعظیم و تخویف لمن یؤمن بمحمد (ص). و کرّر هذه الکلمات لان کلّ واحد وقع مع قصّة اخرى فلم یکن تکرارا فى المعنى.
وَ لَقَدْ یَسَّرْنَا الْقُرْآنَ یسّرنا بلسانک و سهّلنا قرائته و تلاوته و لو لا ذلک ما اطاق العباد ان یتکلّموا بکلام اللَّه، و الذکر التلاوة و الحفظ کلاهما، لا تکاد تجد کتابا من کتب اللَّه عز و جل محفوظا غیر القران یحفظه الصبىّ و الکبیر و العربىّ و العجمى و الامّى و البلیغ، و سائر کتب اللَّه یقرءونه نظرا. و قیل یسّرنا استنباط معانیه و سهّلنا علم ما فیه فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ اى هل من طالب علم فیعان علیه. و هذا حثّ على الذکر لانه طریق للعلم.
کَذَّبَتْ عادٌ فَکَیْفَ کانَ عَذابِی وَ نُذُرِ.
إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَیْهِمْ رِیحاً صَرْصَراً الصرصر الشدید الصوت البارد، و الصّرّ البرد. و قیل هى ریح الدبور، فِی یَوْمِ نَحْسٍ اى مشئوم مُسْتَمِرٍّ دائم الشؤم ثابت الشر استمرّ علیهم سبع لیال و ثمانیة ایام. و قیل استمرّ بهم العذاب الى نار جهنم، و قیل مستمرّ شدید ماض على الصغیر و الکبیر و لم یبق منهم احدا. و قیل المستمرّ المرّ و کان یوم الاربعاء آخر الشهر و روى انه کان آخر ایّامهم الثمانیة فى العذاب یوم الاربعاء
و کان سلخ صفر و هى الحسوم فى سورة الحاقة تَنْزِعُ النَّاسَ تقلع الناس من اماکنهم فترمى بهم على رؤوسهم فتدقّ رقابهم. و قیل کانوا استتروا عن الرّیح بحفر حفروها و تغطّوا فیها، فنزعتهم الریح من تلک الحفر و صرعتهم موتى، کَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ اى اصول نخل منقلع من مکانه ساقط على الارض. و قیل کانت الریح تقلع رؤوسهم من مناکبهم ثم تلقیهم اجساما بلا رءوس کاعجاز النخل التی قطعت رؤوسها. و النخل یذکّر و یؤنّث فذکّر هاهنا و انّث فى الحاقة: أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِیَةٍ. قال مقاتل کان طول الواحد منهم اثنى عشر ذراعا و قیل اربعون و قیل ستون و قیل ثمانون. و فى القصة ان سبعة فهم قاموا مصطفین على باب الشعب یردّوا الریح عمّن فى الشعب من العیال فجعلت تجعفهم رجلا رجلا حتى هلکوا.
فَکَیْفَ کانَ عَذابِی وَ نُذُرِ اعاد فى قصة عاد مرّتین فقیل الاول فى الدنیا و الثانى فى العقبى کما قال فى موضع آخر: لِنُذِیقَهُمْ عَذابَ الْخِزْیِ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى.
و قیل الاول لتحذیرهم قبل هلاکهم و الثانى لتحذیر غیرهم بهم بعد هلاکهم.
وَ لَقَدْ یَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّکْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ.
کَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ النذر الرسل و انّما قال بالنذر، لانّ من کذّب رسولا واحدا کان کمن کذّب جمیع الرسل.
فَقالُوا أَ بَشَراً مِنَّا واحِداً یعنى صالحا علیه السلام نَتَّبِعُهُ اى نحن جماعة و هو واحد کیف نتّبعه و لیس له فضل علینا إِنَّا إِذاً لَفِی ضَلالٍ اى ذهاب عن الصواب وَ سُعُرٍ اى جنون. تقول العرب ناقة مسعورة اذا کان بها جنون و قیل السعر هاهنا جمع السعیر و هو نار جهنم فیکون هذا من قول الکفار کقوله: قالُوا تِلْکَ إِذاً کَرَّةٌ خاسِرَةٌ. و قال بعض مشرکى قریش لئن کان ما یقوله محمد حقا فنحن شرّ من الحمیر.
أَ أُلْقِیَ الذِّکْرُ عَلَیْهِ مِنْ بَیْنِنا یعنى أ أنزل علیه الکتاب و الوحى من بیننا و کیف خصّ بالنبوة من بیننا، بَلْ هُوَ کَذَّابٌ فیما یدّعیه أَشِرٌ اى بطر متکبّر یرید ان یتعظّم علینا بادّعائه النبوة من بیننا.
سَیَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْکَذَّابُ الْأَشِرُ قرا ابن عامر و حمزة سیعلمون بالنار على معنى قال لهم صالح سَیَعْلَمُونَ غَداً یعنى یوم القیمة حین ینزل بهم العذاب و قیل غدا یرید به یوم العذاب فى الدنیا.
إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ قال ابن عباس سالوا صالحا تعنّتا ان یخرج لهم ناقة حمراء عشراء من صخرة ثم تضع حملها ثم ترد ماءهم فتشربه ثم تغدو علیهم بمثله لبنا، فاجاب اللَّه صالحا الى ذلک فقال إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ اى باعثوها و مخرجوها من الهضبة التی سألوا فِتْنَةً لَهُمْ اى امتحانا و اختبارا لهم، یؤمنوا او لا یؤمنوا فَارْتَقِبْهُمْ اى انتظر امرهم مع الناقة و ما هم صانعون. و ما یأول الیه عاقبة امرهم من عقر الناقة و هلاکهم وَ اصْطَبِرْ حتى یاتى حکمنا.
وَ نَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَیْنَهُمْ لهم یوم و للناقة یوم و انّما قال بَیْنَهُمْ على جمع العقلاء، لانّ العرب اذا اخبرت عن بنى آدم و عن البهائم غلبت بنى آدم على البهائم کُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ الشرب النصیب من الماء و المحتضر المحضور حضر و احتضر بمعنى واحد، اى یحضره من کانت نوبته فاذا کان یوم الناقة حضرت شربها و لا یحضرون و اذا کان یومهم حضروا شربهم و لا تحضر الناقة، اى لا یزاحم البعض البعض کما قال فى سورة الشعراء لَها شِرْبٌ وَ لَکُمْ شِرْبُ یَوْمٍ مَعْلُومٍ.
و قال قتاده و مجاهد معناه اذا غابت الناقة حضرتم الماء و اذا حضرت الناقة الماء حضرتم اللبن فعلى هذا، الشرب النصیب من الماء و اللبن فمکثوا على ذلک زمانا ثم اجتمع تسعة نفر فتواطئوا على عقرها فَنادَوْا صاحِبَهُمْ یعنى قدار بن سالف و کان اشقر ازرق و لذلک یقال له احمر ثمود و قیل اشام عاد یعنى عادا الآخرة تشأم به العرب الى الیوم فَتَعاطى فَعَقَرَ یعنى فتناول الناقة بسیفه فعقرها.
فَکَیْفَ کانَ عَذابِی وَ نُذُرِ اى عذابى ایاهم و انذارى لهم ثم بیّن عذابهم.
فقال: إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَیْهِمْ صَیْحَةً واحِدَةً اى صاح بهم جبرئیل فماتوا عن آخرهم. و قیل کان صوت الفصیل، فَکانُوا کَهَشِیمِ الْمُحْتَظِرِ هشیم بمعنى مهشوم. اى مکسور و هو ما هشمته الریح و السابلة باقدامها من الورق الیابس. و عن ابن عباس فى قوله: کَهَشِیمِ الْمُحْتَظِرِ قال هو الرجل یجعل لغنمه حظیرة من الشجر و الشوک دون السباع فما سقط من ذلک فداسته الغنم فهو الهشیم فالمحتظر صاحب الحظیرة و المحتظر بفتح الظّاء اسم الحظیره و هو المکان الذى یجمع فیه من یابس النبت.
وَ لَقَدْ یَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّکْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ.
کَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ.
إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَیْهِمْ حاصِباً اى ریحا ترمیهم بالحصباء و هى الحصى و قیل سحابة تمطر علیهم الحصباء إِلَّا آلَ لُوطٍ یعنى بناته و من آمن به من ازواجهن نَجَّیْناهُمْ من العذاب بسحر من الاسحار یعنى عند السحر و هو آخر اللیل، نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا اى جعلناه نعمة منّا علیهم حیث انجیناهم کَذلِکَ نَجْزِی مَنْ شَکَرَ اى کما انعمنا على آل لوط نجزى من شکر نعمة ربه فاطاعه. و قیل الشکر هاهنا التوحید و هو فى القران کثیر، قال مقاتل من وحّد اللَّه لم یعذّبه مع المشرکین.
وَ لَقَدْ أَنْذَرَهُمْ لوط بَطْشَتَنا شدّة اخذنا و انتقامنا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ اى فکذّبوا بانذاره و شکّوا فیه و قیل جادلوا لوطا فى الرسل الذین اتوه فى صورة الاضیاف لیمکّنهم منهم و قیل تماریهم قولهم: أَ وَ لَمْ نَنْهَکَ عَنِ الْعالَمِینَ و قولهم: ما لَنا فِی بَناتِکَ مِنْ حَقٍّ.
وَ لَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَیْفِهِ اى طالبوه و سألوه ان یخلّى بینهم و بین اضیافه لما یریدونه من الفاحشة فَطَمَسْنا أَعْیُنَهُمْ، الطمس محو الاثر اى صیّرناها کسائر الوجه لا یرى لها شقّ قیل فى التفسیر لمّا قصدوا دار لوط و عالجوا الباب لیدخلوا، قالت الرسل للوط خلّ بینهم و بین الدخول فدخلوا فمسح جبرئیل علیه السلام اعینهم بجناحه فذهبت ابصارهم فبقوا متحیّرین لا یهتدون الى الباب.
فَذُوقُوا عَذابِی وَ نُذُرِ اى قال اللَّه لهم عند ذلک على لسان الملائکة ذوقوا جزاء معصیة انذارى.
وَ لَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُکْرَةً اى جاءهم العذاب وقت الصبح بکرة من الایام عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ دائم استقرّ فیهم حتى اهلکهم. و قیل استقرّ بهم الى یوم القیمة.
فَذُوقُوا عَذابِی وَ نُذُرِ کرّر لان الثانى قام مقام قوله: فَکَیْفَ کانَ عَذابِی وَ نُذُرِ.
وَ لَقَدْ یَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّکْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ.
وَ لَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ یعنى موسى و هارون علیهما السلام.
کَذَّبُوا بِآیاتِنا کُلِّها یجوز ان یکون الضمیر لفرعون و آله و المراد بالآیات الآیات التسع و علیه جمهور المفسرین و یجوز ان یتمّ الکلام على قوله: النُّذُرُ ثم قال کَذَّبُوا بِآیاتِنا فیکون اخبارا عن جمیع من تقدم ذکرهم و لهذا لم یأت بواو العطف فَأَخَذْناهُمْ بالعذاب أَخْذَ عَزِیزٍ غالب لا یغلب مُقْتَدِرٍ قادر لا یعجزه شىء کقوله: إِنَّ أَخْذَهُ أَلِیمٌ شَدِیدٌ أَخْذَةً رابِیَةً أَخْذاً وَبِیلًا ثم خوف اهل مکة فقال أَ کُفَّارُکُمْ یا معشر العرب خَیْرٌ اى اشدّ و اقوى مِنْ أُولئِکُمْ الکفار الذین ذکرناهم و قد اهلکناهم جمیعا یعنى عادا و ثمود و قوم لوط و آل فرعون و هذا استفهام بمعنى الانکار اى لیسوا باقوى منهم. أَمْ لَکُمْ بَراءَةٌ من العذاب فى الکتب انه لن یصیبکم ما اصاب الامم الخالیة.
أَمْ یَقُولُونَ یعنى کفار مکه نَحْنُ جَمِیعٌ مُنْتَصِرٌ اى نحن ید واحدة على من خالفنا، منتصر ممّن عادانا. و قیل نحن کثیر مجمعون على الانتقام من محمد و لم یقل منتصرون، لموافقة رءوس الآى.
قال اللَّه تعالى سَیُهْزَمُ الْجَمْعُ قرأ یعقوب سنهزم بالنون الْجَمْعُ و نصب یعنى جمع کفّار مکه وَ یُوَلُّونَ الدُّبُرَ اى الادبار.
فوحّد لاجل رءوس الآى، اخبر اللَّه انهم یولّون ادبارهم منهزمین، فصدّق اللَّه وعده و هزمهم یوم بدر قال. سعید بن المسیّب سمعت عمر بن الخطاب یقول لمّا نزلت سَیُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ یُوَلُّونَ الدُّبُرَ کنت لا ادرى اىّ جمع یهزم، فلمّا کان یوم بدر رأیت النبى (ص) یلبس الدرع و یقول: سَیُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ یُوَلُّونَ الدُّبُرَ. و عن ابن عباس قال قال النبى (ص) یوم بدر اللهم انى انشدک عهدک و وعدک اللهم ان شئت لم تعبد بعد الیوم. فاخذ ابو بکر بیده فقال حسبک یا رسول اللَّه فقد ألححت على ربک، فخرج و هو یقول سَیُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ یُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ اى القیامة موعدهم. اى موعد عذابهم، وَ السَّاعَةُ أَدْهى وَ أَمَرُّ اى عذاب یوم القیامة اعظم بلیّة و امر مذاقا من الاسر و القتل یوم بدر.
إِنَّ الْمُجْرِمِینَ، اى المشرکین فِی ضَلالٍ عن الحق یعنى فى الدنیا وَ سُعُرٍ اى فى عذاب النار فى الآخرة و قیل فى ضلال و سعر اى جنون، جواب لقولهم: إِنَّا إِذاً لَفِی ضَلالٍ وَ سُعُرٍ. قال محمد بن کعب القرظى نزلت هذه الآیات الا ربع فى القدریة. ثم بیّن عذابهم فقال: یَوْمَ یُسْحَبُونَ فِی النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ، و یقال لهم ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ اى اصابة جهنم ایاکم بالعذاب. و سقر من اسماء جهنم.
إِنَّا کُلَّ شَیْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ اى کل ما خلقناه مقدور مکتوب فى اللوح المحفوظ، و قیل کل ما خلقناه جعلناه على مقدار نعلمه، کقوله: وَ کُلُّ شَیْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ و قیل کلّ شىء خلقناه فهو على قدر ما اردناه، لا زائدا و لا ناقصا.
قال ابو هریرة جاءت مشرکو قریش الى النبى (ص) یخاصمونه فى القدر فنزلت هذه الآیة.
إِنَّ الْمُجْرِمِینَ فِی ضَلالٍ وَ سُعُرٍ الى قوله: إِنَّا کُلَّ شَیْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ.
و روى مرفوعا الى النبى (ص) ان هذه الایة نزلت فى اناس من آخر هذه الامّة یکذّبون بقدر اللَّه.
و عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، قال سمعت رسول اللَّه (ص) یقول کتب اللَّه مقادیر الخلائق کلها قبل ان یخلق السماوات و الارض بخمسین الف سنة.
قال و عرشه على الماء و قال رسول اللَّه (ص) کل شىء بقدر حتى العجز و الکیس.
و عن على بن ابى طالب (ع) قال قال رسول اللَّه (ص) لا یؤمن عبد حتى یؤمن باربع: یشهد ان لا اله الا اللَّه، و انى رسول اللَّه بعثنى بالحق، و یؤمن بالبعث بعد الموت، و یؤمن بالقدر خیره و شره.
وَ ما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ، اى مرّة واحدة و المعنى ما أَمْرُنا للشىء اذا اردنا تکوینه، الا کلمة واحدة و هى کن فیکون بلا مراجعة و لا معالجة، کَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ اى على قدر ما یلمح احدکم ببصره فى السّرعة. و عن ابن عباس قال معناه ان قضایى فى خلقى اسرع من لمح البصر، و قیل المراد بامرنا القیامة اى ما امرنا لمجىء الساعة فى السرعة الا کلمح البصر کقوله: وَ ما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا کَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ.
وَ لَقَدْ أَهْلَکْنا أَشْیاعَکُمْ، اى امثالکم و نظراءکم فى الکفر من الامم المتقدمة، فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ، اى متّعظ یعلم ان ذلک حق فیخاف و یعتبر.
وَ کُلُّ شَیْءٍ فَعَلُوهُ، اى فعله الاشیاع من خیر و شرّ، فِی الزُّبُرِ اى فى کتب الحفظة. و قیل کان مکتوبا فى اللوح المحفوظ قبل ان فعلوه، ثم فسّر فقال وَ کُلُّ صَغِیرٍ وَ کَبِیرٍ، من اعمالهم، مُسْتَطَرٌ مکتوب علیهم، فى اللوح المحفوظ المستطر المسطور و المحتضر المحضور و اعاد الذکر لانّ الاول خاص و هذا عام. و قیل وَ کُلُّ صَغِیرٍ وَ کَبِیرٍ من الارزاق و الآجال و الموت و الحیاة و غیر ذلک مکتوب.
إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ نَهَرٍ اى انهار. فوحّد لاجل رءوس الآى و اراد انهار الجنة من الماء و الخمر و اللبن و العسل. و قال الضحاک «فى نهر» اى فى ضیاء و نور و سعة. و منه النهار و قرئ فى الشواذّ وَ نَهَرٍ بضمتین جمع نهار یعنى لا لیل لهم.
فِی مَقْعَدِ صِدْقٍ، اى فى مجلس حق لا لغو فیه و لا تأثیم، و قیل فى صدق اللَّه وعده اولیائه فیه فاکتفى بالمصدر. و المقعد موضع القعود و کذلک القعود. قال الصادق و قیل سمّى الجنة مقعد صدق لان کلّ قاعد على سرور او فى نعیم یزعج عن مقعده یوما و یزاح عن مکانه الا القاعد فى نعیم الجنّة، تأویله فى مقعد حقیقة، عِنْدَ مَلِیکٍ مُقْتَدِرٍ اى عند اللَّه المالک القادر الذى لا یعجزه شىء.
رشیدالدین میبدی : ۷۷- سورة المرسلات- مکیة
النوبة الثانیة
این سوره را دو نام است، سورة المرسلات و سورة العرف. پنجاه آیتست صد و هشتاد و یک کلمت، هشتصد و شانزده حرف جمله به مکه فرو آمد و در مکیّات شمرند. عبد اللَّه مسعود گفت: من با رسول خدا (ص) بودم، لیلة الجنّ که این سوره بوى فرو آمد ابن عباس گفت: همه سوره مکّى است، مگر یک آیت که به مدینه فرو آمد: وَ إِذا قِیلَ لَهُمُ ارْکَعُوا لا یَرْکَعُونَ. درین سوره نه ناسخ است و نه منسوخ. و در فضیلت این سوره ابى بن کعب روایت کند از مصطفى (ص) گفت: هر که این سوره برخواند نام او در دیوان مؤمنان نویسند و گویند: این از مشرکان نیست. در روزگار خلافت عمر مردى بیامد از اهل عراق نام او صبیغ و از عمر ذاریات و مرسلات پرسید.
صبیغ عادت داشت که پیوسته ازین معضلات آیات پرسیدى، یعنى که تا مردم در آن فرو مانند. عمر او را درّه زد و گفت: لو وجدتک محلوقا لضربت الّذى فیه عیناک.
اگر من ترا سر سترده یافتمى ترا گردن زدمى. عمر این سخن از بهر آن گفت که از رسول خدا (ص) شنیده بود در صفت خوارج که: «سیماهم التّلحیق»، گفت: در امّت من قومى خوارج برون آیند نشان ایشان آنست که میان سر سترده دارند. پس عمر نامه نبشت به ابو موسى اشعرى و کان امیرا على العراق که یک سال این صبیغ را مهجور دارید، با وى منشینید و سخن مگویید. پس از یک سال صبیغ توبه کرد و عذر خواست و عمر توبه وى و عذر وى قبول کرد شافعى گفت: حکمى فی اهل الکلام کحکم عمر فی صبیغ.
وَ الْمُرْسَلاتِ عُرْفاً سخن متّصل است و منتظم تا: فَالْمُلْقِیاتِ ذِکْراً، و مراد از همه فریشتگانست بقول بعضى مفسّران وَ الْمُرْسَلاتِ عُرْفاً یعنى: الملائکة ترسل بالمعروف و طریق البرّ و محاسن الافعال و مکارم الاخلاق، کقوله عزّ و جلّ: وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ. و العرف: بمعنى المعروف و هو المصدر و یسمّى الشّىء الحسن عرفا کما یسمّى الشیء القبیح: نکرا، اى منکرا.
فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً یعنى: ملائکة العذاب یعصفون بارواح الکفّار «عَصْفاً» اى یسرعون بها.
وَ النَّاشِراتِ نَشْراً یعنى: الملائکة تنشر صحائف الوحى على الانبیاء و السّفرة تنشر المصاحف فی السّماء من قوله: «کِتاباً یَلْقاهُ مَنْشُوراً».
فَالْفارِقاتِ فَرْقاً یعنى: الملائکة تفرق بالوحى بین الحلال و الحرام.
فَالْمُلْقِیاتِ ذِکْراً یعنى: الملائکة تلقى الوحى الى الانبیاء کقوله: «یُلْقِی الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ» الالقاء: الإبلاغ و الاعلام. قال اللَّه تعالى: إِنَّا سَنُلْقِی عَلَیْکَ قَوْلًا ثَقِیلًا و الذّکر هاهنا القرآن. و قال بعض المفسّرین: المراد بالکلّ الرّیاح. قالوا: وَ الْمُرْسَلاتِ عُرْفاً یعنى: الرّیاح ترسل متتابعة کعرف الدّیک و کعرف الفرس یتلوا بعضها بعضا لا یخلو الجوّ من ریح قطّ و الّا کرب الخلق من عاصف او رخاء او نسیم.
فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً هى الرّیاح الشّدیدات الهبوب.
وَ النَّاشِراتِ نَشْراً هى الرّیاح اللیّنة، و قیل: هى الرّیاح الّتى یرسلها اللَّه نشرا بین یدى رحمته، و قیل: هى الرّیاح الّتى تنشر السّحاب و تأتى بالمطر.
فَالْفارِقاتِ فَرْقاً هى الرّیاح تفرّق السّحاب فتجعله قطعا و تذهب به.
فَالْمُلْقِیاتِ ذِکْراً هى الرّیاح على معنى انّه یتّعظ بها ذوو الأبصار و یحتمل انّ المرسلات عرفا هى لسور المنزلة و الآیات و کذا: فَالْفارِقاتِ فَرْقاً آیات القرآن تفرق بین الحقّ و الباطل.
عُذْراً أَوْ نُذْراً اى اعذارا و انذارا. تأویله ارسل اللَّه الملائکة الى الانبیاء لاجل الاعذار و الانذار اعذارا من اللَّه الى خلقه لئلّا یکون لاحد حجّة فیقول: لم یأتنى رسول اللَّه (ص) و انذارا من اللَّه لهم من عذابه و انتصبا على المفعول له. قرأ ابو عمرو و حمزة و الکسائى و حفص: «عُذْراً أَوْ نُذْراً». بالتّخفیف ساکنة الذّال. قالوا: لانّهما فی موضع.
مصدرین و هما الاعذار و الانذار و لیسا بجمع فیثقلا. و قرأ روح عن یعقوب و الولید عن اهل الشام: بالتّثقیل و التّحریک فیهما. و الباقون بتخفیف الاولى و تثقیل الثّانیة و هما لغتان. عن ابن عباس فی قوله عزّ و جلّ عُذْراً أَوْ نُذْراً قال: یقول اللَّه عزّ و جلّ یا ابن آدم انّما أمرّضکم لا ذکرکم و امحّص به ذنوبکم و اکفّر به خطایاکم و انا ربّکم اعلم انّ ذلک المرض یشتدّ علیکم و انا فی ذلک معتذر الیکم.
إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ هذا موقع الاقسام الاربعة، اى ما وعدتم من البعث و الحساب لکائن عن قریب ثمّ بیّن وقت وقوعه فقال: فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ اى ذهب ضوؤها و محى نورها. و قیل: محیت آثارها کما یمحى الکتاب.
وَ إِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ اى صدعت و شقّقت و وقعت فیها الفروج الّتى نفاها بقولها و مالها من فروج. و قیل: فتحت.
وَ إِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ حرّکت و قلعت من اماکنها و اذهبت بسرعة حتّى لا یبقى لها اثر، یقال: انتسفت الشّىء اذا اخذته بسرعة.
وَ إِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ قرأ اهل البصرة: وقّتت بالواو و قرأ ابو جعفر: بالواو و تخفیف القاف و قرأ الآخرون بالالف و تشدید القاف و هما لغتان و العرب تبدل الالف من الواو و الواو من الالف. یقول وسادة و اسادة و کتاب مورّخ و مارّخ و قوس مؤتّر و مأتّر و معنى اقّتت جمعت لمیقات یوم معلوم و هو یوم القیامة لیشهدوا على الامم. و قیل: جعل یوم الفصل لهم وقتا کما قال: انّ یوم الفصل میقاتهم اجمعین، و قیل: ارسلت لاوقات معلومة، علم اللَّه سبحانه، فارسلهم لاوقاتهم علم ما علمه و اختاره.
لِأَیِّ یَوْمٍ أُجِّلَتْ هذه کلمة تعجیب و تعظیم، یعجّب العباد من ذلک الیوم. و معنى «أُجِّلَتْ» وقّتت، کقوله، عزّ و جلّ: وَ بَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِی أَجَّلْتَ لَنا ثمّ اجاب نفسه فقال: لِیَوْمِ الْفَصْلِ. قال ابن عباس: یوم یفصل الرّحمن بین الخلائق و معنى «الْفَصْلِ»: الحکم. و الفیصل: الحاکم، اى یحکم بین المحسن و المسىء و بین الرّسل و مکذّبیها. و قیل: لِأَیِّ یَوْمٍ أُجِّلَتْ اى لاىّ یوم اخّر الرّسل و ضرب الاجل لجمعهم لِیَوْمِ الْفَصْلِ اى لیوم القضاء بین الخلق. ثمّ قال على جهة التّهویل و التّعظیم لشأن ذلک الیوم.
وَ ما أَدْراکَ ما یَوْمُ الْفَصْلِ من این تعلم کنهه و لم تعهد مثله.
وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُکَذِّبِینَ هذه الآیة تتکرّر فی هذه السّورة عشر مرّات و فیها ثلاثة اقوال: احدها انّ القرآن عربىّ و من عادتهم التّکرار و الاطناب کما فی عادتهم الاختصار و الایجاز. و الثّانی انّ کلّ واحدة منها ذکرت عقیب آیة غیر الاولى فلا یکون مستهجنا و لو لم یکرّر کان متوعّدا على بعض دون بعض، الثّالث انّ بسط الکلام فی التّرغیب و التّرهیب ادعى الى ادراک البغیة من الایجاز و قد یجد کلّ احد فی نفسه من تأثیر التّکرار بالاخفاء به ثمّ بعد بدا ایجاب الویل فی الآخرة لمن کذّب بها بذکر من اهلک من امم الانبیاء الاوّلین کقوم نوح و عاد و ثمود. فقال: أَ لَمْ نُهْلِکِ الْأَوَّلِینَ الم نمتهم و نستأصلهم بالعقوبة، استفهام فی معنى التّقریر.
ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِینَ اى نلحق المتأخّرین الّذین اهلکوا من بعدهم بهم کقوم ابراهیم و قوم لوط و اصحاب مدین و آل فرعون و ملائه ثمّ توعّد المجرمین من امّة محمد (ص) فقال: کَذلِکَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِینَ اى مثل الّذى فعلنا بهم نفعل بالمکذّبین من قومک.
وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُکَذِّبِینَ اى لمن کذّب بالآخرة بعد أن احتجّ علیه فی هذه الآیة باهلاک الامّة بعد الامّة و انّهم على اثرهم فی الهلاک ان اقاموا على الاشراک و الاشارة بقوله: «یومئذ» الى وقت اهلاکهم ثمّ احتجّ علیهم فی الآیة الأخرى بقوله: أَ لَمْ نَخْلُقْکُمْ مِنْ ماءٍ مَهِینٍ اى نطفة ضعیفة. المیم فی المهین اصلیّة و مهانتها قلّتها و خسّتها. و قال فرعون لموسى. هو مهین، اى قلیل فقیر و کلّ شىء ابتذلته فلم تصنه فقد امتهنته و قالت عائشة: کان رسول اللَّه (ص) فی مهنة اهله.
فَجَعَلْناهُ فِی قَرارٍ مَکِینٍ یعنى الرّحم یستقرّ فیه الماء و یتمکّن. و قیل: یتمکّن فیه الولد.
إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ یعنى: الى وقت خروج الولد و بلوغ حدّ الکمال. و قیل: إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ اربعین یوما نطفة، و اربعین یوما علقة کقوله: «و نقرّ فی الارحام ما نشاء الى اجل مسمّى خلقا من بعد خلق».
فَقَدَرْنا قرأ اهل المدینة و الکسائى: فقدّرنا بالتّشدید من التّقدیر و قرأ الآخرون بالتّخفیف من القدرة لقوله: فَنِعْمَ الْقادِرُونَ. و قیل: معناهما واحد فنعم القادرون، اى فنعم المقدّرون یعنى: تقدیر الولد نطفة ثمّ علقة ثمّ مضغة ثمّ عظاما و قیل: «فَقَدَرْنا» من القدرة، اى قدرنا على خلقکم حالا بعد حال و صورة بعد صورة.
و قیل: «فَقَدَرْنا» «فَنِعْمَ الْقادِرُونَ» اى فملکنا فنعم المالکون ثمّ احتجّ علیهم فی الثّالثة بقوله: أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ کِفاتاً اى کنّا و غطاء تضمّ الاحیاء على ظهورها و الاموات فی بطونها. یقال: کفت الشّىء. یکفته اذا ضمّه و جمعه. و فی الحدیث عن رسول اللَّه (ص): «امرت ان اسجد على سبعة اعضاء و لا اکفت ثوبا و لا شعرا»
و شهد الشّعبى جنازة فسئل عن قوله: أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ کِفاتاً أَحْیاءً وَ أَمْواتاً فاشار الى البیوت و قال: هذه کفات الاحیاء، ثمّ اشار الى القبور، و قال: هذه کفات الاموات. و فی الحدیث: «ضمّوا فواشیکم و اکفتوا صبیانکم»
اى ضمّوهم الیکم و اجیفوا الأبواب و اطفئوا المصابیح فانّ للشّیطان خطفة و انتشارا فعلى هذا القول تقدیر الآیة: أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ کِفاتاً للخلق أَحْیاءً وَ أَمْواتاً فیکون الاحیاء و الاموات حالین للخلق. معنى آنست که: نه ما این زمین نهان دارنده خلق کردیم، همه را مىپوشد، زندگان را و مردگان را. زندگان را مادر است، و مردگان را چادر است، و روا باشد که احیاء و اموات نعت زمین نهند. احیاء زمین مأهول است مزروع که در آن مردم بود و نباتات و درخت، و اموات زمین موات است غیران و بیابان از خلق تهى و از نباتات و درخت خالى. میگوید، جلّ جلاله: ما این زمین را نهان دارنده نکردیم و آن را پاره پاره زنده و مرده نکردیم.
وَ جَعَلْنا فِیها رَواسِیَ شامِخاتٍ اى جبالا ثوابت طوالا. و رجل شامخ اى متطاول متکبّر، قال الشّاعر:
ایّها الشّامخ الّذى لا یرام
نحن من طینة علیک السّلام.
ولدى الموت تستوى الاقدام وَ أَسْقَیْناکُمْ ماءً فُراتاً اى جعلناه سقیا لکم و قیل، مکناکم من شربه و سقیه دوابکم و مزارعکم. قال ابن عباس: اصول انهار الارض اربعة: سیحان و الفرات و النّیل و جیحان، فسیحان دجله و جیحان نهر بلخ، و هى من الجنّة و تنبع فی الارض من تحت صخرة عند بیت المقدس. و معنى الفرات: اعذب العذوبة ضدّ الاجاج و کلّ عذب من الماء الفرات.
«وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُکَذِّبِینَ» بما وعد اللَّه فیها و اخبر عن قدرته علیها. قال اللَّه تعالى: مِنْها خَلَقْناکُمْ وَ فِیها نُعِیدُکُمْ وَ مِنْها نُخْرِجُکُمْ تارَةً أُخْرى و فی جمیع ما ذکر فی الآیة دلیل على انّه قادر علیم و صانع حکیم، لم یخلق النّاس عبثا و لم یترکهم سدى و هو کما یبدى یعید. قوله: «انْطَلِقُوا» القول هاهنا مضمر، اى تقول لهم الخزنة: یا معشر المشرکین انطلقوا الى ظل ذى ثلث شعب ما کنتم به تکذبون اى امضوا الى النّار الّتى کنتم تکذّبون من اخبرکم بها انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِی ثَلاثِ شُعَبٍ هذا الظّلّ هو الیحموم دخان جهنّم یطبق على الخلق. ذِی ثَلاثِ شُعَبٍ شعبة عن یمینهم و شعبة عن یسارهم و شعبة من فوقهم، فیحیط بهم کقوله: «أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها». و قیل: «ثَلاثِ شُعَبٍ» شعبة من النّار و شعبة من الدّخان و شعبة من الزّمهریر. و قیل: یخرج عنق من النّار فتنشعب ثلاث شعب امّا النّور فیقف على رؤس المؤمنین و الدّخان یقف على رؤس المنافقین و اللّهب الصّافى یقف على رؤس الکافرین ثمّ وصف ذلک ظلّ فقال: «لا ظَلِیلٍ» اى لیس فیه برد و لا راحة وَ لا یُغْنِی مِنَ اللَّهَبِ اى و لا یدفع عنهم شیئا من حرّ جهنّم.
«إِنَّها» یعنى: النّار «تَرْمِی بِشَرَرٍ» هى ما یتطایر من النّار واحدتها شررة «کَالْقَصْرِ» یعنى: کالبناء العظیم من هذه القصور المبنیّة و الحصون العظیمة. و قال عبد الرّحمن بن عابس: سألت ابن عباس عن قوله: إِنَّها تَرْمِی بِشَرَرٍ کَالْقَصْرِ قال: هى الخشب العظام المقطّعة و کنّا نعمل الى الخشب فنقطعها ثلاثة اذرع و فوق ذلک و دونه ندخرها للشّتاء فکنّا نسمّیها القصر و قال سعید بن جبیر و الضحاک: هى اصول النّخل و الشّجر العظام واحدتها قصرة مثل تمرة و تمر و جمرة و جمر.
کَأَنَّهُ جِمالَتٌ و قرأ حمزة و الکسائى و حفص: جمالة على جمع جمل مثل حجر و حجارة. و قرأ یعقوب بضمّ الجیم بلا الف اراد الاشیاء العظام المجموعة المجملة و قرأ الآخرون: جمالات بالالف و کسر الجیم على جمع الجمال و هی جمع الجمع. و قیل: جمع جمل کرجالات جمع رجل قوله: «صفر» اى سود، و العرب یسمّى السّود من الإبل صفرا لانّه تعلو سوادها صفرة کما قیل لبیض: الظّباء ادم لانّ بیاضها تعلوه کدرة. و فی الخبر: انّ شرر نار جهنّم سود کالقیر. شبّه الشّرر بالقصر و بالجمال فی الکبر و فی الکثرة و فی اللّون.
وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُکَذِّبِینَ بما ذکرناه ثمّ یقال لهم ثانیا.
هذا یَوْمُ لا یَنْطِقُونَ یوم القیامة یوم ممتدّ فیه حالات و مواقف فیمکنون من الکلام فی بعضها و ذلک فی قوله: «عِنْدَ رَبِّکُمْ تَخْتَصِمُونَ» و یمنعون الکلام فی بعضها لقوله: هذا یَوْمُ لا یَنْطِقُونَ و اضافته الى الفعل یدلّ على انّ المراد منه زمان او ساعة کقولک: آتیک یوم یقدم زید و انّما یقدم فی ساعة. و قیل «لا یَنْطِقُونَ» اى لا یجدون حجّة یحتجون بها.
وَ لا یُؤْذَنُ لَهُمْ فَیَعْتَذِرُونَ اى لیس لهم عذر فیؤذن لهم فی الاعتذار و لو کان لهم عذر لم یمنعوا. قال الجنید: اى عذر لمن اعرض عن منعمه و کفر ایادیه و نعمه. و قیل: الفاء فی قوله: «فَیَعْتَذِرُونَ» لیست للجواب انّما هى عطف على الجحد فی قوله: «لا یَنْطِقُونَ» و التّقدیر هذا یوم لا ینطقون و لا یعتذرون.
وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُکَذِّبِینَ بحجج اللَّه ثمّ یقال لهم ثالثا: هذا یَوْمُ الْفَصْلِ اى هذا یوم الجزاء و یوم یفصل بین اهل الجنّة و النّار فیبعث فریق الى الجنّة و فریق الى النّار، جمعناکم فیه و الاوّلین من الامم الماضیة.
فَإِنْ کانَ لَکُمْ کَیْدٌ فَکِیدُونِ اى ان کانت لکم حیلة الى التّخلص من حکمى فاحتالوا لانفسکم و تخلّصوا من حکمى لو قدرتم، یعنى: ان قدرتم على ما کنتم تفعلونه قبل من العناد لرسلى و التّکذیب بآیاتى و ترک الاصغاء الى قولى: أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ کِفاتاً الآیة فافعلوا ثمّ قال: وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُکَذِّبِینَ بهذه الآیة و مضمونها و معناها.
إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی ظِلالٍ وَ عُیُونٍ اى ظلال اشجار الجنّة و عیون تفجر منها انهار الجنّة.
وَ فَواکِهَ مِمَّا یَشْتَهُونَ لذیذة مشتهاة یقال لهم: کُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِیئاً لا یشوبه مکروه و لا ینقطع بِما کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فی الدّنیا بطاعتى.
إِنَّا کَذلِکَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ اى نثیب الّذین احسنوا فی تصدیقهم رسولى.
وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُکَذِّبِینَ بما ذکرنا ثمّ خاطب فی عصر النّبی (ص) من المشرکین مبالغة فی زجرهم و انّهم فی ایثارهم العاجلة الفانیة على الآجلة الباقیة من جملة المجرمین الّذین قال فیهم عند مفتتح هذه الآى کَذلِکَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِینَ فرجع آخر الکلام الى اوّله فقال: کُلُوا وَ تَمَتَّعُوا قَلِیلًا إِنَّکُمْ مُجْرِمُونَ اى عیشوا فی الدّنیا متمتّعین مسرورین ایّاما قلائل إِنَّکُمْ مُجْرِمُونَ و عاقبة المجرمین النّار.
وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُکَذِّبِینَ بما اعددناه للکفّار من العذاب الالیم.
وَ إِذا قِیلَ لَهُمُ ارْکَعُوا لا یَرْکَعُونَ کانوا فی الجاهلیّة یسجدون للاصنام و لا یرکعون لها فصار الرّکوع من اعلام صلوة المسلمین للَّه عزّ و جلّ و قال مقاتل: نزلت هذه الآیة فی بنى ثقیف حین امرهم رسول اللَّه (ص) بالصّلاة فقالوا: لا ننحنى فانّه مسبّة علینا. فقال رسول اللَّه (ص): «لا خیر فی دین لیس فیه رکوع و لا سجود».
و قال ابن عباس: هذا فی القیامة، یقال لهم: «ارکعوا» فلا یستطیعون کما یدعون الى السّجود فلا یستطیعون.
وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُکَذِّبِینَ بالصّلاة و وجوبها.
فَبِأَیِّ حَدِیثٍ بَعْدَهُ یُؤْمِنُونَ فباىّ کتاب، و باىّ خطاب، و باىّ کلام بعد القرآن یصدّقون و قد أبوا الایمان بالقرآن مع کونه معجزا قاطعا لاعذارهم و اللَّه اعلم بالمراد.
صبیغ عادت داشت که پیوسته ازین معضلات آیات پرسیدى، یعنى که تا مردم در آن فرو مانند. عمر او را درّه زد و گفت: لو وجدتک محلوقا لضربت الّذى فیه عیناک.
اگر من ترا سر سترده یافتمى ترا گردن زدمى. عمر این سخن از بهر آن گفت که از رسول خدا (ص) شنیده بود در صفت خوارج که: «سیماهم التّلحیق»، گفت: در امّت من قومى خوارج برون آیند نشان ایشان آنست که میان سر سترده دارند. پس عمر نامه نبشت به ابو موسى اشعرى و کان امیرا على العراق که یک سال این صبیغ را مهجور دارید، با وى منشینید و سخن مگویید. پس از یک سال صبیغ توبه کرد و عذر خواست و عمر توبه وى و عذر وى قبول کرد شافعى گفت: حکمى فی اهل الکلام کحکم عمر فی صبیغ.
وَ الْمُرْسَلاتِ عُرْفاً سخن متّصل است و منتظم تا: فَالْمُلْقِیاتِ ذِکْراً، و مراد از همه فریشتگانست بقول بعضى مفسّران وَ الْمُرْسَلاتِ عُرْفاً یعنى: الملائکة ترسل بالمعروف و طریق البرّ و محاسن الافعال و مکارم الاخلاق، کقوله عزّ و جلّ: وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ. و العرف: بمعنى المعروف و هو المصدر و یسمّى الشّىء الحسن عرفا کما یسمّى الشیء القبیح: نکرا، اى منکرا.
فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً یعنى: ملائکة العذاب یعصفون بارواح الکفّار «عَصْفاً» اى یسرعون بها.
وَ النَّاشِراتِ نَشْراً یعنى: الملائکة تنشر صحائف الوحى على الانبیاء و السّفرة تنشر المصاحف فی السّماء من قوله: «کِتاباً یَلْقاهُ مَنْشُوراً».
فَالْفارِقاتِ فَرْقاً یعنى: الملائکة تفرق بالوحى بین الحلال و الحرام.
فَالْمُلْقِیاتِ ذِکْراً یعنى: الملائکة تلقى الوحى الى الانبیاء کقوله: «یُلْقِی الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ» الالقاء: الإبلاغ و الاعلام. قال اللَّه تعالى: إِنَّا سَنُلْقِی عَلَیْکَ قَوْلًا ثَقِیلًا و الذّکر هاهنا القرآن. و قال بعض المفسّرین: المراد بالکلّ الرّیاح. قالوا: وَ الْمُرْسَلاتِ عُرْفاً یعنى: الرّیاح ترسل متتابعة کعرف الدّیک و کعرف الفرس یتلوا بعضها بعضا لا یخلو الجوّ من ریح قطّ و الّا کرب الخلق من عاصف او رخاء او نسیم.
فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً هى الرّیاح الشّدیدات الهبوب.
وَ النَّاشِراتِ نَشْراً هى الرّیاح اللیّنة، و قیل: هى الرّیاح الّتى یرسلها اللَّه نشرا بین یدى رحمته، و قیل: هى الرّیاح الّتى تنشر السّحاب و تأتى بالمطر.
فَالْفارِقاتِ فَرْقاً هى الرّیاح تفرّق السّحاب فتجعله قطعا و تذهب به.
فَالْمُلْقِیاتِ ذِکْراً هى الرّیاح على معنى انّه یتّعظ بها ذوو الأبصار و یحتمل انّ المرسلات عرفا هى لسور المنزلة و الآیات و کذا: فَالْفارِقاتِ فَرْقاً آیات القرآن تفرق بین الحقّ و الباطل.
عُذْراً أَوْ نُذْراً اى اعذارا و انذارا. تأویله ارسل اللَّه الملائکة الى الانبیاء لاجل الاعذار و الانذار اعذارا من اللَّه الى خلقه لئلّا یکون لاحد حجّة فیقول: لم یأتنى رسول اللَّه (ص) و انذارا من اللَّه لهم من عذابه و انتصبا على المفعول له. قرأ ابو عمرو و حمزة و الکسائى و حفص: «عُذْراً أَوْ نُذْراً». بالتّخفیف ساکنة الذّال. قالوا: لانّهما فی موضع.
مصدرین و هما الاعذار و الانذار و لیسا بجمع فیثقلا. و قرأ روح عن یعقوب و الولید عن اهل الشام: بالتّثقیل و التّحریک فیهما. و الباقون بتخفیف الاولى و تثقیل الثّانیة و هما لغتان. عن ابن عباس فی قوله عزّ و جلّ عُذْراً أَوْ نُذْراً قال: یقول اللَّه عزّ و جلّ یا ابن آدم انّما أمرّضکم لا ذکرکم و امحّص به ذنوبکم و اکفّر به خطایاکم و انا ربّکم اعلم انّ ذلک المرض یشتدّ علیکم و انا فی ذلک معتذر الیکم.
إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ هذا موقع الاقسام الاربعة، اى ما وعدتم من البعث و الحساب لکائن عن قریب ثمّ بیّن وقت وقوعه فقال: فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ اى ذهب ضوؤها و محى نورها. و قیل: محیت آثارها کما یمحى الکتاب.
وَ إِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ اى صدعت و شقّقت و وقعت فیها الفروج الّتى نفاها بقولها و مالها من فروج. و قیل: فتحت.
وَ إِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ حرّکت و قلعت من اماکنها و اذهبت بسرعة حتّى لا یبقى لها اثر، یقال: انتسفت الشّىء اذا اخذته بسرعة.
وَ إِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ قرأ اهل البصرة: وقّتت بالواو و قرأ ابو جعفر: بالواو و تخفیف القاف و قرأ الآخرون بالالف و تشدید القاف و هما لغتان و العرب تبدل الالف من الواو و الواو من الالف. یقول وسادة و اسادة و کتاب مورّخ و مارّخ و قوس مؤتّر و مأتّر و معنى اقّتت جمعت لمیقات یوم معلوم و هو یوم القیامة لیشهدوا على الامم. و قیل: جعل یوم الفصل لهم وقتا کما قال: انّ یوم الفصل میقاتهم اجمعین، و قیل: ارسلت لاوقات معلومة، علم اللَّه سبحانه، فارسلهم لاوقاتهم علم ما علمه و اختاره.
لِأَیِّ یَوْمٍ أُجِّلَتْ هذه کلمة تعجیب و تعظیم، یعجّب العباد من ذلک الیوم. و معنى «أُجِّلَتْ» وقّتت، کقوله، عزّ و جلّ: وَ بَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِی أَجَّلْتَ لَنا ثمّ اجاب نفسه فقال: لِیَوْمِ الْفَصْلِ. قال ابن عباس: یوم یفصل الرّحمن بین الخلائق و معنى «الْفَصْلِ»: الحکم. و الفیصل: الحاکم، اى یحکم بین المحسن و المسىء و بین الرّسل و مکذّبیها. و قیل: لِأَیِّ یَوْمٍ أُجِّلَتْ اى لاىّ یوم اخّر الرّسل و ضرب الاجل لجمعهم لِیَوْمِ الْفَصْلِ اى لیوم القضاء بین الخلق. ثمّ قال على جهة التّهویل و التّعظیم لشأن ذلک الیوم.
وَ ما أَدْراکَ ما یَوْمُ الْفَصْلِ من این تعلم کنهه و لم تعهد مثله.
وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُکَذِّبِینَ هذه الآیة تتکرّر فی هذه السّورة عشر مرّات و فیها ثلاثة اقوال: احدها انّ القرآن عربىّ و من عادتهم التّکرار و الاطناب کما فی عادتهم الاختصار و الایجاز. و الثّانی انّ کلّ واحدة منها ذکرت عقیب آیة غیر الاولى فلا یکون مستهجنا و لو لم یکرّر کان متوعّدا على بعض دون بعض، الثّالث انّ بسط الکلام فی التّرغیب و التّرهیب ادعى الى ادراک البغیة من الایجاز و قد یجد کلّ احد فی نفسه من تأثیر التّکرار بالاخفاء به ثمّ بعد بدا ایجاب الویل فی الآخرة لمن کذّب بها بذکر من اهلک من امم الانبیاء الاوّلین کقوم نوح و عاد و ثمود. فقال: أَ لَمْ نُهْلِکِ الْأَوَّلِینَ الم نمتهم و نستأصلهم بالعقوبة، استفهام فی معنى التّقریر.
ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِینَ اى نلحق المتأخّرین الّذین اهلکوا من بعدهم بهم کقوم ابراهیم و قوم لوط و اصحاب مدین و آل فرعون و ملائه ثمّ توعّد المجرمین من امّة محمد (ص) فقال: کَذلِکَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِینَ اى مثل الّذى فعلنا بهم نفعل بالمکذّبین من قومک.
وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُکَذِّبِینَ اى لمن کذّب بالآخرة بعد أن احتجّ علیه فی هذه الآیة باهلاک الامّة بعد الامّة و انّهم على اثرهم فی الهلاک ان اقاموا على الاشراک و الاشارة بقوله: «یومئذ» الى وقت اهلاکهم ثمّ احتجّ علیهم فی الآیة الأخرى بقوله: أَ لَمْ نَخْلُقْکُمْ مِنْ ماءٍ مَهِینٍ اى نطفة ضعیفة. المیم فی المهین اصلیّة و مهانتها قلّتها و خسّتها. و قال فرعون لموسى. هو مهین، اى قلیل فقیر و کلّ شىء ابتذلته فلم تصنه فقد امتهنته و قالت عائشة: کان رسول اللَّه (ص) فی مهنة اهله.
فَجَعَلْناهُ فِی قَرارٍ مَکِینٍ یعنى الرّحم یستقرّ فیه الماء و یتمکّن. و قیل: یتمکّن فیه الولد.
إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ یعنى: الى وقت خروج الولد و بلوغ حدّ الکمال. و قیل: إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ اربعین یوما نطفة، و اربعین یوما علقة کقوله: «و نقرّ فی الارحام ما نشاء الى اجل مسمّى خلقا من بعد خلق».
فَقَدَرْنا قرأ اهل المدینة و الکسائى: فقدّرنا بالتّشدید من التّقدیر و قرأ الآخرون بالتّخفیف من القدرة لقوله: فَنِعْمَ الْقادِرُونَ. و قیل: معناهما واحد فنعم القادرون، اى فنعم المقدّرون یعنى: تقدیر الولد نطفة ثمّ علقة ثمّ مضغة ثمّ عظاما و قیل: «فَقَدَرْنا» من القدرة، اى قدرنا على خلقکم حالا بعد حال و صورة بعد صورة.
و قیل: «فَقَدَرْنا» «فَنِعْمَ الْقادِرُونَ» اى فملکنا فنعم المالکون ثمّ احتجّ علیهم فی الثّالثة بقوله: أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ کِفاتاً اى کنّا و غطاء تضمّ الاحیاء على ظهورها و الاموات فی بطونها. یقال: کفت الشّىء. یکفته اذا ضمّه و جمعه. و فی الحدیث عن رسول اللَّه (ص): «امرت ان اسجد على سبعة اعضاء و لا اکفت ثوبا و لا شعرا»
و شهد الشّعبى جنازة فسئل عن قوله: أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ کِفاتاً أَحْیاءً وَ أَمْواتاً فاشار الى البیوت و قال: هذه کفات الاحیاء، ثمّ اشار الى القبور، و قال: هذه کفات الاموات. و فی الحدیث: «ضمّوا فواشیکم و اکفتوا صبیانکم»
اى ضمّوهم الیکم و اجیفوا الأبواب و اطفئوا المصابیح فانّ للشّیطان خطفة و انتشارا فعلى هذا القول تقدیر الآیة: أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ کِفاتاً للخلق أَحْیاءً وَ أَمْواتاً فیکون الاحیاء و الاموات حالین للخلق. معنى آنست که: نه ما این زمین نهان دارنده خلق کردیم، همه را مىپوشد، زندگان را و مردگان را. زندگان را مادر است، و مردگان را چادر است، و روا باشد که احیاء و اموات نعت زمین نهند. احیاء زمین مأهول است مزروع که در آن مردم بود و نباتات و درخت، و اموات زمین موات است غیران و بیابان از خلق تهى و از نباتات و درخت خالى. میگوید، جلّ جلاله: ما این زمین را نهان دارنده نکردیم و آن را پاره پاره زنده و مرده نکردیم.
وَ جَعَلْنا فِیها رَواسِیَ شامِخاتٍ اى جبالا ثوابت طوالا. و رجل شامخ اى متطاول متکبّر، قال الشّاعر:
ایّها الشّامخ الّذى لا یرام
نحن من طینة علیک السّلام.
ولدى الموت تستوى الاقدام وَ أَسْقَیْناکُمْ ماءً فُراتاً اى جعلناه سقیا لکم و قیل، مکناکم من شربه و سقیه دوابکم و مزارعکم. قال ابن عباس: اصول انهار الارض اربعة: سیحان و الفرات و النّیل و جیحان، فسیحان دجله و جیحان نهر بلخ، و هى من الجنّة و تنبع فی الارض من تحت صخرة عند بیت المقدس. و معنى الفرات: اعذب العذوبة ضدّ الاجاج و کلّ عذب من الماء الفرات.
«وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُکَذِّبِینَ» بما وعد اللَّه فیها و اخبر عن قدرته علیها. قال اللَّه تعالى: مِنْها خَلَقْناکُمْ وَ فِیها نُعِیدُکُمْ وَ مِنْها نُخْرِجُکُمْ تارَةً أُخْرى و فی جمیع ما ذکر فی الآیة دلیل على انّه قادر علیم و صانع حکیم، لم یخلق النّاس عبثا و لم یترکهم سدى و هو کما یبدى یعید. قوله: «انْطَلِقُوا» القول هاهنا مضمر، اى تقول لهم الخزنة: یا معشر المشرکین انطلقوا الى ظل ذى ثلث شعب ما کنتم به تکذبون اى امضوا الى النّار الّتى کنتم تکذّبون من اخبرکم بها انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِی ثَلاثِ شُعَبٍ هذا الظّلّ هو الیحموم دخان جهنّم یطبق على الخلق. ذِی ثَلاثِ شُعَبٍ شعبة عن یمینهم و شعبة عن یسارهم و شعبة من فوقهم، فیحیط بهم کقوله: «أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها». و قیل: «ثَلاثِ شُعَبٍ» شعبة من النّار و شعبة من الدّخان و شعبة من الزّمهریر. و قیل: یخرج عنق من النّار فتنشعب ثلاث شعب امّا النّور فیقف على رؤس المؤمنین و الدّخان یقف على رؤس المنافقین و اللّهب الصّافى یقف على رؤس الکافرین ثمّ وصف ذلک ظلّ فقال: «لا ظَلِیلٍ» اى لیس فیه برد و لا راحة وَ لا یُغْنِی مِنَ اللَّهَبِ اى و لا یدفع عنهم شیئا من حرّ جهنّم.
«إِنَّها» یعنى: النّار «تَرْمِی بِشَرَرٍ» هى ما یتطایر من النّار واحدتها شررة «کَالْقَصْرِ» یعنى: کالبناء العظیم من هذه القصور المبنیّة و الحصون العظیمة. و قال عبد الرّحمن بن عابس: سألت ابن عباس عن قوله: إِنَّها تَرْمِی بِشَرَرٍ کَالْقَصْرِ قال: هى الخشب العظام المقطّعة و کنّا نعمل الى الخشب فنقطعها ثلاثة اذرع و فوق ذلک و دونه ندخرها للشّتاء فکنّا نسمّیها القصر و قال سعید بن جبیر و الضحاک: هى اصول النّخل و الشّجر العظام واحدتها قصرة مثل تمرة و تمر و جمرة و جمر.
کَأَنَّهُ جِمالَتٌ و قرأ حمزة و الکسائى و حفص: جمالة على جمع جمل مثل حجر و حجارة. و قرأ یعقوب بضمّ الجیم بلا الف اراد الاشیاء العظام المجموعة المجملة و قرأ الآخرون: جمالات بالالف و کسر الجیم على جمع الجمال و هی جمع الجمع. و قیل: جمع جمل کرجالات جمع رجل قوله: «صفر» اى سود، و العرب یسمّى السّود من الإبل صفرا لانّه تعلو سوادها صفرة کما قیل لبیض: الظّباء ادم لانّ بیاضها تعلوه کدرة. و فی الخبر: انّ شرر نار جهنّم سود کالقیر. شبّه الشّرر بالقصر و بالجمال فی الکبر و فی الکثرة و فی اللّون.
وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُکَذِّبِینَ بما ذکرناه ثمّ یقال لهم ثانیا.
هذا یَوْمُ لا یَنْطِقُونَ یوم القیامة یوم ممتدّ فیه حالات و مواقف فیمکنون من الکلام فی بعضها و ذلک فی قوله: «عِنْدَ رَبِّکُمْ تَخْتَصِمُونَ» و یمنعون الکلام فی بعضها لقوله: هذا یَوْمُ لا یَنْطِقُونَ و اضافته الى الفعل یدلّ على انّ المراد منه زمان او ساعة کقولک: آتیک یوم یقدم زید و انّما یقدم فی ساعة. و قیل «لا یَنْطِقُونَ» اى لا یجدون حجّة یحتجون بها.
وَ لا یُؤْذَنُ لَهُمْ فَیَعْتَذِرُونَ اى لیس لهم عذر فیؤذن لهم فی الاعتذار و لو کان لهم عذر لم یمنعوا. قال الجنید: اى عذر لمن اعرض عن منعمه و کفر ایادیه و نعمه. و قیل: الفاء فی قوله: «فَیَعْتَذِرُونَ» لیست للجواب انّما هى عطف على الجحد فی قوله: «لا یَنْطِقُونَ» و التّقدیر هذا یوم لا ینطقون و لا یعتذرون.
وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُکَذِّبِینَ بحجج اللَّه ثمّ یقال لهم ثالثا: هذا یَوْمُ الْفَصْلِ اى هذا یوم الجزاء و یوم یفصل بین اهل الجنّة و النّار فیبعث فریق الى الجنّة و فریق الى النّار، جمعناکم فیه و الاوّلین من الامم الماضیة.
فَإِنْ کانَ لَکُمْ کَیْدٌ فَکِیدُونِ اى ان کانت لکم حیلة الى التّخلص من حکمى فاحتالوا لانفسکم و تخلّصوا من حکمى لو قدرتم، یعنى: ان قدرتم على ما کنتم تفعلونه قبل من العناد لرسلى و التّکذیب بآیاتى و ترک الاصغاء الى قولى: أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ کِفاتاً الآیة فافعلوا ثمّ قال: وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُکَذِّبِینَ بهذه الآیة و مضمونها و معناها.
إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی ظِلالٍ وَ عُیُونٍ اى ظلال اشجار الجنّة و عیون تفجر منها انهار الجنّة.
وَ فَواکِهَ مِمَّا یَشْتَهُونَ لذیذة مشتهاة یقال لهم: کُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِیئاً لا یشوبه مکروه و لا ینقطع بِما کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فی الدّنیا بطاعتى.
إِنَّا کَذلِکَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ اى نثیب الّذین احسنوا فی تصدیقهم رسولى.
وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُکَذِّبِینَ بما ذکرنا ثمّ خاطب فی عصر النّبی (ص) من المشرکین مبالغة فی زجرهم و انّهم فی ایثارهم العاجلة الفانیة على الآجلة الباقیة من جملة المجرمین الّذین قال فیهم عند مفتتح هذه الآى کَذلِکَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِینَ فرجع آخر الکلام الى اوّله فقال: کُلُوا وَ تَمَتَّعُوا قَلِیلًا إِنَّکُمْ مُجْرِمُونَ اى عیشوا فی الدّنیا متمتّعین مسرورین ایّاما قلائل إِنَّکُمْ مُجْرِمُونَ و عاقبة المجرمین النّار.
وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُکَذِّبِینَ بما اعددناه للکفّار من العذاب الالیم.
وَ إِذا قِیلَ لَهُمُ ارْکَعُوا لا یَرْکَعُونَ کانوا فی الجاهلیّة یسجدون للاصنام و لا یرکعون لها فصار الرّکوع من اعلام صلوة المسلمین للَّه عزّ و جلّ و قال مقاتل: نزلت هذه الآیة فی بنى ثقیف حین امرهم رسول اللَّه (ص) بالصّلاة فقالوا: لا ننحنى فانّه مسبّة علینا. فقال رسول اللَّه (ص): «لا خیر فی دین لیس فیه رکوع و لا سجود».
و قال ابن عباس: هذا فی القیامة، یقال لهم: «ارکعوا» فلا یستطیعون کما یدعون الى السّجود فلا یستطیعون.
وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُکَذِّبِینَ بالصّلاة و وجوبها.
فَبِأَیِّ حَدِیثٍ بَعْدَهُ یُؤْمِنُونَ فباىّ کتاب، و باىّ خطاب، و باىّ کلام بعد القرآن یصدّقون و قد أبوا الایمان بالقرآن مع کونه معجزا قاطعا لاعذارهم و اللَّه اعلم بالمراد.
قرآن کریم : با ترجمه مهدی الهی قمشهای
سورة الذاريات
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا﴿۱﴾
فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا﴿۲﴾
فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا﴿۳﴾
فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا﴿۴﴾
إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ﴿۵﴾
وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ﴿۶﴾
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ﴿۷﴾
إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ﴿۸﴾
يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ﴿۹﴾
قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ﴿۱۰﴾
الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ﴿۱۱﴾
يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ﴿۱۲﴾
يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ﴿۱۳﴾
ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَـٰذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ﴿۱۴﴾
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴿۱۵﴾
آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ﴿۱۶﴾
كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴿۱۷﴾
وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴿۱۸﴾
وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴿۱۹﴾
وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ﴿۲۰﴾
وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴿۲۱﴾
وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴿۲۲﴾
فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ﴿۲۳﴾
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ﴿۲۴﴾
إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ﴿۲۵﴾
فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ﴿۲۶﴾
فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ﴿۲۷﴾
فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ﴿۲۸﴾
فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ﴿۲۹﴾
قَالُوا كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ﴿۳۰﴾
قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ﴿۳۱﴾
قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ﴿۳۲﴾
لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ﴿۳۳﴾
مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ﴿۳۴﴾
فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴿۳۵﴾
فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ﴿۳۶﴾
وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴿۳۷﴾
وَفِي مُوسَىٰ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ﴿۳۸﴾
فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ﴿۳۹﴾
فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ﴿۴۰﴾
وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ﴿۴۱﴾
مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ﴿۴۲﴾
وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّىٰ حِينٍ﴿۴۳﴾
فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ﴿۴۴﴾
فَمَا اسْتَطَاعُوا مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنتَصِرِينَ﴿۴۵﴾
وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴿۴۶﴾
وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴿۴۷﴾
وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ﴿۴۸﴾
وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴿۴۹﴾
فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴿۵۰﴾
وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَـٰهًا آخَرَ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴿۵۱﴾
كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ﴿۵۲﴾
أَتَوَاصَوْا بِهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ﴿۵۳﴾
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ﴿۵۴﴾
وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴿۵۵﴾
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴿۵۶﴾
مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ﴿۵۷﴾
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴿۵۸﴾
فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ﴿۵۹﴾
فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ﴿۶۰﴾
وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا﴿۱﴾
فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا﴿۲﴾
فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا﴿۳﴾
فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا﴿۴﴾
إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ﴿۵﴾
وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ﴿۶﴾
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ﴿۷﴾
إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ﴿۸﴾
يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ﴿۹﴾
قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ﴿۱۰﴾
الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ﴿۱۱﴾
يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ﴿۱۲﴾
يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ﴿۱۳﴾
ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَـٰذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ﴿۱۴﴾
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴿۱۵﴾
آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ﴿۱۶﴾
كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴿۱۷﴾
وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴿۱۸﴾
وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴿۱۹﴾
وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ﴿۲۰﴾
وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴿۲۱﴾
وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴿۲۲﴾
فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ﴿۲۳﴾
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ﴿۲۴﴾
إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ﴿۲۵﴾
فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ﴿۲۶﴾
فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ﴿۲۷﴾
فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ﴿۲۸﴾
فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ﴿۲۹﴾
قَالُوا كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ﴿۳۰﴾
قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ﴿۳۱﴾
قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ﴿۳۲﴾
لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ﴿۳۳﴾
مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ﴿۳۴﴾
فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴿۳۵﴾
فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ﴿۳۶﴾
وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴿۳۷﴾
وَفِي مُوسَىٰ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ﴿۳۸﴾
فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ﴿۳۹﴾
فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ﴿۴۰﴾
وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ﴿۴۱﴾
مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ﴿۴۲﴾
وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّىٰ حِينٍ﴿۴۳﴾
فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ﴿۴۴﴾
فَمَا اسْتَطَاعُوا مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنتَصِرِينَ﴿۴۵﴾
وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴿۴۶﴾
وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴿۴۷﴾
وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ﴿۴۸﴾
وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴿۴۹﴾
فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴿۵۰﴾
وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَـٰهًا آخَرَ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴿۵۱﴾
كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ﴿۵۲﴾
أَتَوَاصَوْا بِهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ﴿۵۳﴾
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ﴿۵۴﴾
وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴿۵۵﴾
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴿۵۶﴾
مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ﴿۵۷﴾
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴿۵۸﴾
فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ﴿۵۹﴾
فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ﴿۶۰﴾