عبارات مورد جستجو در ۱۰۱ گوهر پیدا شد:
رشیدالدین میبدی : ۵۶- سورة الواقعه‏
۱ - النوبة الثانیة
این سورة هزار و هفتصد و سه حرف است و سیصد و هفتاد و هشت کلمه و نود و شش آیة جمله بمکه فرو آمد و آن را مکى شمرند مگر یک آیت بقول ابن عباس: أَ فَبِهذَا الْحَدِیثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَکُمْ أَنَّکُمْ تُکَذِّبُونَ.
گفت این یک آیت بمدینه فرود آمد و باقى بمکه.
و قیل الّا قوله: ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ.
و در این سورة ناسخ و منسوخ نیست مگر یک آیت بقول مقاتل بن سلیمان: ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ قَلِیلٌ مِنَ الْآخِرِینَ. مقاتل گفت: این یک آیت منسوخ است بآیت دیگر که ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ.
در خبر است که عثمان بن عفان عیادت کرد عبد اللَّه مسعود را در بیمارى مرگ، گفت یا عبد اللَّه این ساعت از چه مى‏نالى. گفت اشتکى ذنوبى، بر گناهان خود مى‏نالم گفت چه آرزوست ترا در این وقت گفت: رحمة ربى، آرزوى من آن است که اللَّه بر من رحمت کند و بر ضعف و عجز من ببخشاید.
عثمان گفت: ا فلا ندعو الطبیب، طبیب را خوانیم تا درد ترا مداوات کند؟
گفت الطبیب امرضنى. طبیب خود مرا بروز بیمارى افکند.
گفت خواهى تا ترا عطائى فرمایم که ببعضى حاجتهاى خود صرف کنى.
گفت لا حاجة لى به وقتى مرا باین حاجت نیست و هیچ دربایست نیست.
گفت دستورى هست تا بدخترانت دهم که ناچار ایشان را حاجت بود، گفت نه، که ایشان را حاجت نیست و اگر حاجت بود به از این من ایشان را عطائى داده‏ام، گفته‏ام که بوقت حاجت و ضرورت، سورة الواقعة بر خوانید که من از رسول خدا (ص) شنیدم: من قرأ سورة الواقعة کل لیلة لم تصبه فاقة ابدا.
هر که سورة الواقعة هر شب برخواند فقر و فاقت هرگز بدو نرسد.
و عن هلال بن یساف عن مسروق قال من اراد ان یعلم نبأ الاولین و الآخرین و نبأ اهل الجنة و نبأ اهل النار و نبأ الدنیا و نبأ الآخرة فلیقرأ سورة الواقعة.
قوله تعالى: إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ تقدیره: اذکر اذا وقعت الواقعه اى قامت القیامة و نزلت صیحتها و هى النفخة الاخیرة، هذا کقوله: فَیَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ و کقوله: إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ وَ إِنَّ الدِّینَ لَواقِعٌ.
لَیْسَ لِوَقْعَتِها کاذِبَةٌ اى لیس لکونها اکذوبة و لا مثنویة. و کاذبة هاهنا فى موضع المصدر کقوله عز و جل: لا تَسْمَعُ فِیها لاغِیَةً الکاذبة الکذب و اللاغیة اللغو. تقول کذب یکذب کذبا و کاذبة کالعافیة و العاقبة. و المعنى من اخبر عنها صدق و لم یکذب. و قیل لیس الخبر عن وقوعها کذبا.
یاد کن اى محمد آن روز که دردمند در صور در آن نفخه آخر که قیامت بپاى شود و صیحه رستاخیز و زلزله ساعت پدید آید، روزى که در آن شک نیست، وعده که در وى خلاف نیست. هر که ازو خبر دهد راست گوید، که در آن گفت وى دروغ نیست، بودنى که آن را مردّ نیست. افتادنى که درو گمان نیست و وقت وقوع آن جز بعلم اللَّه نیست.
خافِضَةٌ رافِعَةٌ هذه صفة القیامة. اذا وقعت تبلغ و تسمع من بعد کمن قرب.
و قیل تخفض اعداء اللَّه فى النار و ان کانوا اعزّة فى الدنیا و ترفع اولیاء اللَّه الى الجنة و ان کانوا اذلّاء فى الدنیا.
قال ابن عطاء خفضت قوما بالعدل و رفعت قوما بالعدل.
إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا اى حرّکت الارض تحریکا شدیدا، کقوله: إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها قال الکلبى و ذلک ان اللَّه عز و جل یوحى الیها فتضطرب فرقا. و قیل ترجّ کما یرجّ الصبىّ فى المهد حتى یهدم کل بناء علیها و ینکسر کل من علیها من الجبال و غیرها، تقول رججته فارتجّ اى حرّکته فتحرک.
وَ بُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا قال الحسن: اى نسفت و قلعت من اصلها کقوله: یَنْسِفُها رَبِّی نَسْفاً و قال مقاتل و مجاهد فتّت فتّا و کسرت کسرا حتى صارت کالدقیق و قال الکلبى سیّرت على وجه الارض تسییرا، کقوله: وَ یَوْمَ نُسَیِّرُ الْجِبالَ.
قوله: فَکانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا، صارت الجبال هباء و هو حشو الجو. و المنبث المنتسف المتفرّق. و قیل الهباء المنبث ما سطع من سنابک الخیل و قیل ما تطایر من شرر النار و قال فى موضع آخر وَ تَکُونُ الْجِبالُ کَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ و فى التفسیر ان اللَّه سبحانه یبعث ریحا من تحت الارض فتحمل الارض و الجبال و تضرب بعضها ببعض و لا تزال کذلک حتى تصیر غبارا و یسقط ذلک الغبار على وجوه الکفار و ذلک قوله: وَ حُمِلَتِ الْأَرْضُ وَ الْجِبالُ فَدُکَّتا دَکَّةً واحِدَةً و قال فى صفة الکفار وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ عَلَیْها غَبَرَةٌ.
وَ کُنْتُمْ أَزْواجاً اى صرتم اصنافا ثُلُثَهُ و عند العرب کل ماله نظیر فهو زوج، فردا کان او شفعا ثم فسّرهم فقال: فَأَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ. اى ما هم و اىّ شى‏ء هم. و هذا اللفظ فى العربیة تجرى مجرى التعجب و هو من اللَّه تعظیم الشأن عند من یخاطبه به فکانه عجّب نبیه (ص) و عظّم شأن المذکورین عنده. و فى تفسیر هذه الکلمة اربعة اقوال.
احدها: انهم هم الذین یؤخذ بهم عن الموقف ذات الیمین الى الجنة و اصحاب الشمال هم الذین یؤخذ بهم ذات الشمال الى النار.
و القول الثانى و هو قول ابن عباس: هم الذین اخرجوا من الکتف الیمنى من آدم (ع) حین اخرج اللَّه ذریته من صلبه. و قال اللَّه لهم هؤلاء للجنة و لا ابالى و اصحاب المشأمة اصحاب الشمال الذین اخرجوا من الکتف الیسرى من آدم (ع) و قال اللَّه لهم هؤلاء للنار و لا ابالى.
و القول الثالث و هو قول الضحاک: فَأَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ، هم الذین یعطون کتبهم بایمانهم. وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ، هم الذین یعطون کتبهم بشمائلهم.
و القول الرابع و هو قول الحسن و الربیع: فَأَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ، هم الذین کانوا میامین مبارکین على انفسهم و کانت اعمارهم فى طاعة اللَّه، و هم التابعون باحسان و أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ هم المشائیم على انفسهم و کانت اعمارهم فى المعاصى.
تقول یمین و شمال و یمنى و شؤمى و الایمن و الاشأم.
و صحّ فى الحدیث ان الکافر یسئل یوم القیمة فیقال له ما ذا قدّمت فینظر ایمن منه فلا یرى الا النار و ینظر اشأم منه فلا یرى الى النار.
و جمع المیمنة المیامن و جمع المشأمة المشائم و کان رسول اللَّه (ص) اذا توضّأ یبدأ بمیامنه و کان یحب التیامن فى کل شى‏ء. تقول تیامن الرجل اذا بدأ بیمینه و اصل الیمن السعادة و اصل التیمن الزجر و الفال الحسن و اما الشمال فجمعه شمائل و شمل و اشملة و شمالات و سمى الیمن لان الیمن عن یمین الکعبة و الشام عن شمال الکعبة و ذلک اذا دخل الحجر تحت المیزاب.
وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِکَ الْمُقَرَّبُونَ یحتمل ان یکون السابقون مبتداء و خبره السابقون الثانى و معناه و السابقون الى طاعة اللَّه فى الدنیا هم السابقون غدا الى الجنة و الرضوان. و یجوز ان یکون السابقون الثانى تأکیدا للأول و خبر الابتداء قوله: أُولئِکَ الْمُقَرَّبُونَ.
و یحتمل ان یکون تقدیر الآیة و السابقون ما السابقون فحذف ما لان الاولیین تدلّان علیه فیکون الکلام فى الثلاثة على نسق واحد.
و فى التفسیر انهم السابقون الى الاسلام ثم السابقون الى الهجرة ثم السابقون الى التکبیرة الاولى فى الصلاة الخمس ثم السابقون الى الخیرات. قال اللَّه عز و جل وَ هُمْ لَها سابِقُونَ و قال تعالى اسْتَبِقُوا الْخَیْراتِ‏
و هذا هو التقسیم الذى فى قوله عز و جل: فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَیْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ.
و یقال السابقون الذین سبقت لهم من اللَّه الحسنى فسبقوا الى ما سبق لهم.
أُولئِکَ الْمُقَرَّبُونَ لم یقل المتقرّبون بل قال المقرّبون و هذا عین الجمع و علم الکافة انهم بتقریب ربهم سبقوا لا بتقرّبهم.
أُولئِکَ الْمُقَرَّبُونَ من اللَّه.
فِی جَنَّاتِ النَّعِیمِ. و قیل الناس ثلاثة رجل: ابتکر الخیر فى حداثة سنّه ثم داوم علیه حتى خرج من الدنیا فهو السابق المقرب. و رجل ابتکر عمره بالذنوب و طول الغفلة ثم یراجع بتوبة فهذا صاحب یمین. و رجل ابتکر الشر فى حداثته ثم لم یزل علیه حتى خرج من الدنیا فهذا صاحب شمال.
ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ، اى هى ثلة من الاوّلین و الثلّة فى اللغة الجماعة من الناس، و الثلّة بفتح الثاء الجماعة من النساء.
و تکلّموا فى الثلّة الاولین فقالوا هم اتباع الانبیاء قبلنا، وَ قَلِیلٌ مِنَ الْآخِرِینَ عنینا بها فنحن فى کثرتهم قلیل، قال الزجاج الذین عاینوا جمیع النبیّین من لدن آدم و صدّقوهم اکثر ممن عاین النبى (ص) لکثرة الانبیاء.
و قیل ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ قَلِیلٌ مِنَ الْآخِرِینَ کلاهما من امة محمد (ص)
فقد روى انه قال (ص) کلتا الثلّتین امّتى.
روى عن ابى هریرة قال لما نزل ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ قَلِیلٌ مِنَ الْآخِرِینَ شقّ ذلک على اصحاب النبى (ص) و استوحشوا حتى بکى عمرو قال یا نبى اللَّه آمنّا بک و صدّقناک و ما ینجو منا الا قلیل فانزل اللَّه تعالى ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ فصارت هذه الایة ناسخة لقوله: وَ قَلِیلٌ مِنَ الْآخِرِینَ. ثم قال (ص) انى لارجو ان تکونوا ربع اهل الجنة بل ثلث اهل الجنة بل انتم نصف اهل الجنة و تقاسمونهم فى النصف الثانى.
و روى انه قال (ص) اهل الجنة مائة و عشرون صفّا ثمانون صفا منها امّتى و هم الفائزون الاخیار.
و روى انه قال تبعث هذه الامّة یوم القیامة تسدّ الافق و انى مکاثر بکم الامم.
و قال (ص) مثل امّتى مثل المطر لا یدرى اوله خیر ام آخره.
قوله: عَلى‏ سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ الموضون المنسوج مضاعفا یقال للدرع موضونة اذا کانت بحلقتین حلقتین.
قال اهل التفسیر عَلى‏ سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ منسوجة بقضبان الذهب و الجواهر و قیل جعل کل سریر بجنب سریر طول کل سریر ثلاثمائة ذراع فاذا اراد العبد ان یجلس علیها تواضعت فاذا جلس علیها ارتفعت.
مُتَّکِئِینَ عَلَیْها مُتَقابِلِینَ بنظر بعضهم الى بعض لا یرى بعضهم قفا صاحبه، وصفوا مع نعیمهم بحسن العشرة و صفاء المودّة و تهذیب الاخلاق.
یَطُوفُ عَلَیْهِمْ، اى یخدمهم و ینقلب الیهم وِلْدانٌ غلمان جمع‏ ولید. و خدمة الغلمان امتع من خدمة الکبار و هم ولدان انشأهم اللَّه لخدمة اهل الجنة.
و قال الحسن: هم اولاد اهل الدنیا اطفال لم تکن لهم حسنات فیثابوا علیها و لا سیئات فیعاقبوا علیها لان الجنة لا ولادة فیها.
و جاء فى بعض الاخبار: ان اطفال الکفار خدم اهل الجنة، مُخَلَّدُونَ، اى باقون لا یموتون، خلقوا للخلد. و قیل یبقون على غلومتهم لا یتغیر نضارتهم و لا یحولون من حالة الى حالة. و قیل مُخَلَّدُونَ مستورون مقرّطون یقال خلد جاریته اذا زیّنها و حلّاها بالخلد و هو القرط. و الخلادة القلادة لغة قحطانیة. قال الشاعر:
و مخلّدات باللجین کانما
اعجازهن اقاوز الکثبان‏
اى مزینات محلیات.
بِأَکْوابٍ وَ أَبارِیقَ و الاکواب جمع کوب و هى الاقداح المستدیرة الافواه لا آذان لها و لا عرى و الأباریق جمع ابریق، و هى ذوات الخراطیم و لها عروة سمیت اباریق لبروق لونها من الصفاء و قیل انها عجمیة معرّبة آب ریز، وَ کَأْسٍ مِنْ مَعِینٍ اى قدح مملوء من خمر. الکأس القدح فیه الشراب و المعین الخمر تجرى من العیون یقال الکوب للماء و غیره، و الإبریق لغسل الایدى و الکأس لشرب الخمر.
لا یُصَدَّعُونَ عَنْها. اى تطربهم و لا تؤذیهم بصداع. تقول صدع الرجل و صدع اذا اصابه الصداع. و قیل لا یُصَدَّعُونَ، اى لا یفرّقون، عَنْها تقول صدّعهم فانصدعوا اى فرّقهم فتفرقوا، وَ لا یُنْزِفُونَ اى لا یسکرون فتذهب عقولهم، یقال نزف الشارب فهو نزیف و منزوف اى سکر. و قیل لا یتقیّئون و لا یبولون.
قال ابن عباس: فى الخمر اربع خصال: السکر و الصداع و القى‏ء و البول و اللَّه عز و جل نزّه خمر الجنة عنها کلّها.
و قرئ یُنْزِفُونَ بکسر الزاى، یعنى لا تفنى خمرهم تقول انزف القوم اذا فنى شرابهم و قیل انزف سکر.
وَ فاکِهَةٍ مِمَّا یَتَخَیَّرُونَ اى یختارون فکلّها خیار.
وَ لَحْمِ طَیْرٍ مِمَّا یَشْتَهُونَ. قال ابن عباس یخطر على قلبه لحم الطیر فیصیر بین یدیه على ما اشتهى و یقال انه یقع على صحفة الرجل فیاکل منه ما یشتهى ثم یطیر فیذهب.
وَ حُورٌ عِینٌ قرأ ابو جعفر و حمزة و الکسائى بکسر الراء و النون اى و بحور عین. و قرأ الباقون بالرفع یعنى و لهم حور عین اى بیض عین، اى ضخام العیون هذا تفسیر النبى (ص) فى جواب ام سلمه.
کَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَکْنُونِ المخزون فى الصدف لم تمسّه الایدى.
روى انه سطع نور فى الجنة فقالوا ما هذا قالوا حوراء ضحکت فى وجه زوجها. و روى ان الحوراء اذا مشت سمع تقدیس الخلاخیل من ساقیها و تمجید الاسورة من ساعدیها و ان عقد الیاقوت یضحک من نحرها و فى رجلیها نعلان من ذهب شراکهما من لؤلؤ تصرّان بالتسبیح.
و کان یحیى بن معاذ یقول اخطب زوجة لا تسلبها منک المنایا و اعرس بها فى دار لا یخربها دوران البلایا و شبّک لها حجلة لا تحرقها نیران الرزایا.
و روى انهن خلقن من الزعفران.
قوله: جَزاءً بِما کانُوا یَعْمَلُونَ اى یفعل ذلک بهم لجزاء اعمالهم.
قوله: جَزاءً منصوب على انه مفعول له و قیل منصوب على المصدر اى یجازون جزاء باعمالهم.
لا یَسْمَعُونَ فِیها اى فى الجنة، لَغْواً، اى باطلا من القول و لا صیاحا و صخبا و عبثا، وَ لا تَأْثِیماً اى اثما و قیل وَ لا تَأْثِیماً اى لا یقال لهم اثمتم و اسأتم. و لیس التأثیم مما یختصّ بالسماع و انما جاز بمجاورة اللغو کقول القائل: اکلت خبزا و لبنا، اللبن مشروب لا مأکول و انما جاز بمجاورة الخبز.
قوله: إِلَّا قِیلًا سَلاماً سَلاماً یعنى الا قولا ذا سلامة یعنى قولا یسلم من اللغو و الاثم و فى نصب سلاما ثلاثة اقوال: احدها ان یکون صفة للقیل کما ذکرت.
و الثانى ان ینتصب بالقول اى الا ان یقولوا سلاما. و الثالث على المصدر و تقدیره الا ان یقولوا سلّمک اللَّه سلاما.
ثم ذکر اصحاب الیمین على التعجب مما لهم، فقال: وَ أَصْحابُ الْیَمِینِ ما أَصْحابُ الْیَمِینِ تقدیره ما لاصحاب الیمین. قال ابو العالیة و الضحاک: نظر المسلمون الى وجّ و هو واد مخصب بالطائف فاعجبهم سدرها فقالوا یا لیت لنا مثل هذا فانزل اللَّه تعالى هذه الآیات.
فِی سِدْرٍ مَخْضُودٍ السدر شجر النبق و المخضود الذى لا شوک له و الخضد القطع کانه قطع شوکه و یجوز فى العربیة ان یقال هذا شجرة مخضودة الشوک و لم یکن لها شوک اصلا یجب خضده کقوله عز و جل: مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى و هو عسل لم یکن فیه شمع قط یحب تصفیته منه. و قال ابن کیسان: هو الذى لا اذى فیه. قال: و لیس شى‏ء من ثمر الجنة فى غلف کما یکون فى الدنیا من الباقلى و غیره بل کلها مأکول و مشروب و مشموم و منظور الیه.
وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ جاء فى التفسیر انه شجر الموز لان ثمره یکون منضودا بعضه فوق بعض قیل شجر الجنة موقر بالحمل من اسفله الى اعلاه لیست له سوق بارزة و قال الحسن لیس هو بالموز و لکنه شجر عظیم ناضر رفیف له ظل بارد طیب و قیل هوام غیلان و العرب تحبه لنوره اى لطیب نوره. و خوطبوا بما عقلوا و انما فضله على ما فى الدنیا کفضل سائر ما فى الجنة على ما فى الدنیا.
وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ دائم تامّ لا تنسخه الشمس کما بین الفجر الى طلوع الشمس.
و قال مقاتل هو ظل العرش و صحّ‏ عن رسول اللَّه (ص) انه قال ان فى الجنة شجرة یسیر الراکب فى ظلها مائة عام لا یقطعها
و عن ابن عباس فى قوله: وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ قال شجرة فى الجنة على ساق یخرج الیها اهل الجنة فیتحدّثون فى اصلها و یتذکر بعضهم و یشتهى لهو الدنیا فیرسل اللَّه عز و جل ریحا من الجنة فتحرّک تلک الشجرة بکل لهو کان فى الدنیا.
و یحتمل ان الظل عبارة عن الحفظ. تقول فلان فى ظلّ فلان اى فى کنفه لانه لا شمس هناک.
وَ ماءٍ مَسْکُوبٍ مصبوب یجرى دائما فى غیر اخدود و یصعد الى القصور و العلالى و ینسکب منحدرا لا یلطخ شیئا و قیل یسکب على الخمر فیشرب ممزوجا.
وَ فاکِهَةٍ کَثِیرَةٍ اى کثیرة الاجناس و الانواع لا مقطوعة بالزمن و لا ممنوعة بالثمن و قیل ثمرة الدنیا فى الشتاء مقطوعة و فى الربیع ممنوعة لم ینع.
قال ابن عباس: لا تنقطع اذا جنیت و لا تمتنع من احد اراد اخذها.
و قیل وَ لا مَمْنُوعَةٍ اى لا محصورة بالجدار کما یحصر على بساتین الدنیا و جاء فى الحدیث ما قطعت ثمرة من ثمار الجنة الا ابدل اللَّه مکانها ضعفین.
و فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ اى عالیة بعضها فوق بعض.
قال رسول اللَّه (ص) فى قوله: وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ اى عالیة قال ارتفاعها لکما بین السماء و الارض و ان ما بین السماء و الارض لمسیرة خمس مائة عام‏
و قیل اراد بالفرش النساء و العرب تسمى المرأة فراشا و لباسا على الاستعارة.
قال النبى (ص) الولد للفراش.
فسمّى المرأة فراشا. مَرْفُوعَةٍ رفعن بالجمال و الفضل على نساء الدنیا و قیل: رفعن عن ان یبلن او یحضن او یتغوّطن او یمتحطن او یشین. دلیل هذا التاویل قوله فى عقبه: إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً اى خلقناهن خلقا جدیدا.
قال ابن عباس یعنى الآدمیات العجائز الشمط یقول خلقنا هن بعد الهرم خلقا آخر فجعلناهن ابکارا عذارى.
قال مجاهد روى عن رسول اللَّه (ص) انه قال فى امرأة عند عایشه من بنى عامر و کانت عجوزا ان الجنة لا تدخلها العجز، فولّت تبکى فقال (ص) اخبروها انها یومئذ لیست بعجوز.
ان اللَّه تعالى یقول: إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً الایة.
و عن انس بن مالک عن النبى (ص) فى قوله: إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً قال: عجائزکن فى الدنیا عمشا رمصا فجعلهن ابکارا.
قال بعض المفسرین و قد فعل اللَّه سبحانه فى الدنیا بزکریّا فقال تعالى وَ أَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ سئل الحسن عن ذلک الصلاح، فقال جعلها شابة بعد أن کانت عجوزا، و ولودا بعد ان کانت عقیما.
و قال مقاتل و غیره هن الحور العین انشأهن اللَّه عز و جل على جهة الابتداء لم تقع علیهن ولادة.
فَجَعَلْناهُنَّ أَبْکاراً عذارى لا یأتیها الرجل الا وجدها بکرا.
عُرُباً جمع عروب و هى المتحبّبة الى زوجها بغنجها و قیل عُرُباً مشتهیات للازواج، یقال ناقة عروبة اذا اشتهت الفحل و قیل هى الحسنة التبعّل و قیل هى الخفرة المتبذلة لزوجها و قیل هى اللعوب بزوجها انسابه.
و فى بعض التفاسیر عُرُباً اى کلامهن عربى أَتْراباً جمع ترب.
اى مستویات على سن واحد، بنات ثلث و ثلثین، و قیل هن لدات فى شکل ثلث عشره سنة فى قد صاحبها.
لِأَصْحابِ الْیَمِینِ اى خلقناهن لاصحاب الیمین، و عن ابى هریرة عن النبى (ص) قال یدخل اهل الجنة الجنة جردا و مردا بیضا جعادا مکحّلین ابناء ثلث و ثلثین على خلق آدم طوله ستون ذراعا فى سبع اذرع.
و عن ابى سعید الخدرى قال قال رسول اللَّه (ص) ادنى اهل الجنة الذى له ثمانون الف خادم و اثنتان و سبعون زوجة و تنصب له قبة من لؤلؤ و زبرجد و یاقوت کما بین الجابیة الى صنعاء.
و فى بعض الروایات ینظر الى وجهه فى خدها اصفى من المرآة و ان ادنى لؤلؤة علیها تضی‏ء ما بین المشرق و المغرب و انه لیکون علیها سبعون ثوبا ینفذها بصره حتى یرى مخّ ساقها من وراء ذلک.
و روى ان فى الجنة غرفة یقال لها العالیة فیها حوراء یقال لها الغنجة اذا اراد ولى اللَّه ان یأتیها اتاها جبرئیل فآذنها فقامت على اطرافها معها اربعة آلاف و صیفة یجمعن اذیالها و ذوائبها یبخرنها بمجامر بلا نار.
و عن عبد الرحمن البیلمانى قال لیعطى الرجل منکم غرفة من لؤلؤ فیها سبعون غرفة فى کل غرفة زوجة من الحور العین ینظر فى وجه کل واحدة منهن فیرى وجهه فى وجهها و ترى هى وجهها فى وجهه من الحسن، مکتوب فى نحر کل واحدة منهن انت حبّى و انا حبّک بیاضهن کبیاض المرجان و صفاؤهن کصفاء الیاقوت.
و عن انس بن مالک قال قال رسول اللَّه (ص) تقول الحوراء یوم القیامة لولىّ اللَّه کم من مجلس من مجالس ذکر اللَّه قد اکرمک به العزیز اشرفت علیک بدلالى و غنجى و اترابى و انت قاعد بین اصحابک تخاطبنی الى اللَّه عز و جل، فترى شوقک کان یعدل شوقى او حبک کان یعدل حبى و الذى اکرمنى بک و اکرمک بى ما خطبتنى الى اللَّه عز و جل مرّة الا خطبتک الى اللَّه سبعین مرة فالحمد للَّه الذى اکرمنى بک و اکرمک بى وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ من مؤمنى هذه الامّة.
هذا قول بعض المفسرین. و یروى عن النبى (ص) قال من آدم (ع) الینا ثلة و منّى الى یوم القیمة ثلّة و لا یستتمّها الا سودان من رعاة الإبل ممن قال لا اله الا اللَّه.
و عن سعید بن جبیر عن ابن عباس قال خرج رسول اللَّه (ص) یوما فقال عرضت علىّ الامم فجعل یمرّ النبى معه الرجل و النبى معه الرجلان و النّبی معه الرهط و النبى لیس معه رهط و النبى لیس معه احد و رایت سوادا کثیرا سدّ الافق فقیل لى انظر هکذا و هکذا فرأیت سوادا کثیرا سدّ الافق فقیل هؤلاء امّتک و مع هؤلاء سبعون الفا یدخلون الجنة بغیر حساب.
و فى روایة عبد اللَّه بن مسعود عن رسول اللَّه (ص) قال عرضت علىّ الانبیاء اللیلة باتباعها حتى اتى على موسى فى کبکبة بنى اسرائیل فلما رایتهم اعجبونى فقلت اى رب من هؤلاء قیل هذا اخوک موسى و من معه من بنى اسرائیل، قلت فاین امّتى قیل انظر عن یمینک فاذا ظراب مکه قد سدّت بوجوه الرجال فقیل هؤلاء امّتک أ رضیت قلت رب رضیت قیل انظر عن یسارک فاذا الافق قد سدّ بوجوه الرجال، قیل هؤلاء امّتک ا رضیت قلت رب رضیت رب رضیت فقیل ان مع هؤلاء سبعین الفا یدخلون الجنة بلا حساب علیهم. فقال نبى اللَّه (ص) ان استطعتم ان تکونوا من السبعین فکونوا و ان عجزتم و قصرتم فکونوا من اهل الظراب و ان عجزتم فکونوا من اهل الافق فانى قد رأیت ثم اناسا یتهاوشون کثیرا.
و روى انه قال (ص) انى لارجو ان تکونوا شطر اهل الجنة ثم تلا رسول اللَّه (ص): ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ.
و قال ابو العالیة و مجاهد و عطاء بن ابى رباح و الضحاک ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ، یعنى من سابقى هذه الامّة وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ من هذه الامّة فى آخر الزمان یدل علیه‏
قول النبى (ص): هما جمیعا من امّتى.
قوله: وَ أَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ المشأمة و الشمال واحد و هم الذین یعطون کتبهم بشمائلهم و یؤخذ بهم طریق الشمال الى النار و یلزمهم الشوم و النکدة.
فِی سَمُومٍ، و هو الریح الحارة تدخل فى المسامّ و جمعه سمائم و قیل السموم حرّ جهنم و فیحها و هو بالنهار و الحرور باللیل و قیل سموم جهنم ریح باردة شدیدة البرد تخرج من تحت صخرة فى جهنم تقطع الوجوه و سائر اللحوم و منه قول الشاعر:
الیوم یوم بارد سمومة
من جزع الیوم فلا نلومه‏
وَ حَمِیمٍ و هو الماء الحار فى النهایة.
وَ ظِلٍّ مِنْ یَحْمُومٍ دخان شدید السواد تقول العرب اسود یحموم اذا کان شدید السواد. قال الضحاک النار سوداء و اهلها سود و کل شى‏ء فیها اسود.
و قیل یحموم جبل فى النار یستغیث الى ظله اهل النار. قابل بهذا الظل ظل اصحاب المیمنة.
لا بارِدٍ وَ لا کَرِیمٍ اى لا بارد المدخل و لا کریم المنظر. و قیل لا ماؤهم بارد، و لا مقیلهم کریم و العرب اذا بالغت فى ذم الشی‏ء نفت عنه الکرم، و قال فى موضع آخر لا ظَلِیلٍ وَ لا یُغْنِی مِنَ اللَّهَبِ و هذا الظل هو سرادق جهنم یجمع الخلق یوم القیامة، فیرسل علیهم الدخان ثلث شعب شعبة تأخذهم عن یمینهم و شعبة عن شمالهم، و تنطبق علیهم شعبة فتملأ اجواف الکفار و مسامّهم و یأخذ المؤمن کهیئة الزکمة.
إِنَّهُمْ کانُوا قَبْلَ ذلِکَ مُتْرَفِینَ متنعّمین فمنعهم ذلک عن الانزجار و شغلهم عن الاعتبار. المترف الجبار المتنعّم المعجب بنفسه و الترف السرف فى العیش.
وَ کانُوا یُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِیمِ اى یقیمون على الذنب العظیم لا یتوبون و لا یستغفرون، و الحنث العظیم هاهنا الشرک، یقال بلغ الغلام الحنث اى بلغ مبلغا بحیث یسی‏ء العمل و التحنث من الاضداد التحنث التأثم و التحنث التبرر و التحرّج عن الاثم. و کان رسول اللَّه (ص) یتحنّث فى غار حراء اى یتعبّد.
و قیل الحنث العظیم الیمین الغموس و معنى هذا: انهم کانوا یحلفون انهم لا یبعثون و ذلک فى قوله: أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَیْمانِهِمْ لا یَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ یَمُوتُ یقویه ما بعده: وَ کانُوا یَقُولُونَ أَ إِذا مِتْنا وَ کُنَّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ قرأ ابو جعفر و نافع و الکسائى: إِذا مِتْنا بالخبر، أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ بالاستفهام. و قرأ الباقون بالاستفهام فیهما أَ وَ آباؤُنَا قرء نافع و ابن عامر بسکون الواو و الباقون بفتح الواو، من فتح الواو جعله عطفا و استفهاما و من سکنه جعله عطفا. و کانوا یقولون، ذلک تکذیبا للبعث.
قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ اى قل لهم یا محمد ان الاولین و الآخرین.
لَمَجْمُوعُونَ، محشورون، إِلى‏ مِیقاتِ یَوْمٍ مَعْلُومٍ و هو یوم القیمة معلوم للَّه سبحانه و تعالى متى یکون.
ثُمَّ إِنَّکُمْ أَیُّهَا الضَّالُّونَ، اى ثُمَّ یقال لهم ذلک الیوم انکم أَیُّهَا الضَّالُّونَ عن الدین الذاهبون عن الحق، الْمُکَذِّبُونَ باللّه و رسله.
لَآکِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ شجرة الزقوم هى الشجرة الملعونة فى القرآن و هى شجرة تنبت فى النار ترعرع و تورق و تثمر کانّ طلعها رؤس الحیّات.
فَمالِؤُنَ مِنْهَا اى من الشجر، الْبُطُونَ لان اللَّه یسلّط علیهم جوعا شدیدا فیملأون بطونهم رجاء زوال الجوع فاذا امتلئوا منه وجدوا عطشا شدیدا فیعرض علیهم الحمیم. فیشربون شرب الهیم و هى العطاش من الإبل و قیل هى ابل تصیبها داء فلا تروى من الماء فلا تزال تشرب حتى تهلک. و قیل الهیم جمع الاهیم و هو الرمل الذى لا یرویه المطر.
و قوله: فَشارِبُونَ عَلَیْهِ، اى على الزقوم او على الاکل او على الشجر قرأ اهل المدینة و عاصم و حمزة شرب الهیم بضم الشین و الباقون بفتحها، و هما لغتان فالفتح على المصدر و الضم اسم بمعنى المصدر کالضّعف و الضّعف.
هذا نُزُلُهُمْ یَوْمَ الدِّینِ اى هذا الطعام و الشراب ما اعدّ لضیافتهم یوم الجزاء و قوتهم و غذاؤهم ابدا.
نَحْنُ خَلَقْناکُمْ، خطاب لمشرکى قریش اى نحن خلقناکم و لم تکونوا شیئا و انتم تعلمون ذلک، فَلَوْ لا تُصَدِّقُونَ فهلا تصدّقون باللّه و رسوله و هلّا تصدّقون بالبعث بعد أن علمتم النشأة الاولى.
رشیدالدین میبدی : ۵۷- سورة الحدید
۱ - النوبة الثانیة
این سورة الحدید بیست و نه آیت است و پانصد و چهل کلمه و دو هزار و چهارصد و هفتاد و شش حرف، جمله بمدینه فرود آمده است.
مفسران آن را مدنى شمردند، مگر کلبى که او این سورة از مکیات شمرد و در این سورة هیچ ناسخ و منسوخ نیست.
و در فضیلت سورة روایت کند ابى کعب از مصطفى (ص) قال من قرأ سورة الحدید کتب من الذین آمنوا باللّه و رسوله.
قوله: سَبَّحَ لِلَّهِ در قرآن ذکر تسبیح بچهار لفظ بیاید: بلفظ مصدر و ماضى و مستقبل و امر، مصدر آن است که گفت: سُبْحانَ الَّذِی أَسْرى‏، ماضى آن است که گفت: سبح للَّه مستقبل آنست که: یسبح للَّه امر آنست که: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ.
و این کلمه بر اختلاف الفاظ بر دو معنى حمل کنند یا بر معنى صلاة یا بر معنى تنزیه و تمجید ابن عباس بر معنى صلاة نهاد سَبَّحَ لِلَّهِ اى صلّى للَّه یُسَبِّحُ لِلَّهِ اى یصلّى للَّه سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ اى صلّ لربک و باین قول ما فِی السَّماواتِ معنى آن است که من فى السماوات تا بر عقلا افتد که نماز میکنند.
و بر قول دیگر مفسران تسبیح تنزیه است و تمجید و ما فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ از بهر آن گفت که عقلا و غیر عقلا در تحت آن مندرج است همانست که جاى دیگر گفت وَ إِنْ مِنْ شَیْ‏ءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ.
سئل عن على بن ابى طالب (ع) عن سبحان فقال کلمة رضیها اللَّه لنفسه.
و سئل ابن عباس عن التسبیح فقال انزاه اللَّه عن السوء.
و الاسم منه سبّوح اى طاهر لا سوء به و لا دام و قال امیّة:
سبّحوا اللَّه و هو للمجد اهل
ربنا فى السماء امسى کبیرا
وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ العزیز هو المتین فى صنعه الشدید فى بطشه المنیع فى قدره الغالب على غیره الذى لا نظیر له.
و قیل هُوَ الْعَزِیزُ فى امره الْحَکِیمُ فى قضائه و قیل العزیز فى انتصاره الحکیم فى تدبیره.
لَهُ مُلْکُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ اى القدرة على ابداعها و اتقانها و ما فیها من المطر و الارزاق و الدفائن و النبات یُحْیِی وَ یُمِیتُ یحیى النطف المیتة و یمیت الحى.
و قیل یحیى للبعث و یمیت فى الدنیا. و قیل یحیى الارضین بالنبات و یمیتها عنه بیبسها و قیل یحیى قلوب المؤمنین بالایمان و یمیت قلوب الکافرین بالکفر، وَ هُوَ عَلى‏ کُلِّ شَیْ‏ءٍ قَدِیرٌ من الاحیاء و الاماتة و غیر ذلک.
هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ هُوَ الْأَوَّلُ یعنى قبل کل شى‏ء بلا ابتداء کان هو و لم یکن شى‏ء موجود و الآخر بعد فناء کل شى‏ء بلا انتهاء یفنى الاشیاء و یبقى هو و الظاهر الغالب العالى على کل شى‏ء، و الباطن العالم بکل شى‏ء.
هذا معنى قول ابن عباس.
و قال السّدى: هُوَ الْأَوَّلُ ببره اذ عرّفک توحیده و الآخر بجوده اذ عرفک التوبة على ما جنیت، وَ الظَّاهِرُ بتوفیقه اذ وفّقک للسجود له الْباطِنُ بستره اذ عصیته فستر علیک.
و قال ابن عمر هُوَ الْأَوَّلُ بالخلق وَ الْآخِرُ بالرزق وَ الظَّاهِرُ بالاحیاء وَ الْباطِنُ بالاماتة.
و قال الضحاک هو الذى اول الاول و اخّر الآخر و اظهر الظاهر و ابطن الباطن.
و قال مقاتل بن حیان هُوَ الْأَوَّلُ بلا تاویل احد وَ الْآخِرُ بلا تاخیر احد، وَ الظَّاهِرُ بلا اظهار احد وَ الْباطِنُ بلا ابطان احد.
و قال یمان هو الاول القدیم و الآخر الرحیم و الظّاهر الحلیم. و الباطن العلیم.
و قال ابن عطاء هُوَ الْأَوَّلُ بکشف احوال الدنیا حتى لا یرغبوا فیها وَ الْآخِرُ بکشف احوال العقبى حتى لا یشکّوا فیها وَ الظَّاهِرُ على قلوب اولیائه حتى یعرفوه وَ الْباطِنُ عن قلوب اعدائه حتى ینکروه.
و قیل هذه الواوات مقحمة و المعنى هو الاول الآخر و الظاهر الباطن لان من کان منا اولا لا یکون آخرا و من کان ظاهرا لا یکون باطنا.
و قیل هُوَ الْأَوَّلُ کان قبل کل شى‏ء باسمائه و صفاته و کلامه لم یکن شى‏ء غیره وَ الْآخِرُ بعد کل شى‏ء یمضى ما قد اراد و یجبر على مشیته العباد لم یزل آخرا کما کان اولا و لا یزال اولا کما یکون آخرا وَ الظَّاهِرُ الغالب العالى عز و جل و هو البارئ فى صنعه الدال على قدرته و حکمته وَ الْباطِنُ الذى بطن کل شى‏ء علما فهو یبطنها و یرى سرائرها و یعلم خفایاها و هو عز و جل خفى کنهه و کیفه و قدره.
و قیل هُوَ الْأَوَّلُ علما و حکما وَ الْآخِرُ امضاء و قسما وَ الظَّاهِرُ صنعا و رسما وَ الْباطِنُ کیفا و قدرا.
و سأل عمر کعبا عن هذه الآیة فقال معناها: ان علمه بالاول کعلمه بالآخر و علمه بالظاهر کعلمه بالباطن وَ هُوَ بِکُلِّ شَیْ‏ءٍ عَلِیمٌ ما کان منها و ما هو کائن مما لم یکن لا یخفى علیه شى‏ء.
روى عن ابى هریرة قال دخلت فاطمة بنت رسول اللَّه على النبى (ص)، فسالته خادما فقال لها رسول اللَّه (ص) الا ادلّک على ما هو خیر لک من ذلک ان تقولى اللهم رب السماوات السبع و رب العرش العظیم ربنا و رب کل شى‏ء منزّل التوریة و الانجیل و الفرقان فالق الحب و النوى اعوذ بک من شر کل ذى شر انت آخذ بناصیته انت الاول فلیس قبلک شى‏ء و انت الآخر فلیس بعدک شى‏ء و انت الظاهر فلیس فوقک شى‏ء و انت الباطن فلیس دونک شى‏ء اقض عنّى الدین و اغننى من الفقر.
هُوَ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ قال ابن عباس: کل یوم کالف سنة ممّا تعدّون و قال الحسن: ستة ایام من ایام الدنیا و لو أراد أن یجعلها فى طرفة عین لکان قادرا على ذلک، ثُمَّ اسْتَوى‏ عَلَى الْعَرْشِ، الاستواء اذا عقّبته على فهو فى العربیة استقرار کقوله عز و جل: وَ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِیِّ لِتَسْتَوُوا عَلى‏ ظُهُورِهِ إِذَا اسْتَوَیْتُمْ عَلَیْهِ فَإِذَا اسْتَوَیْتَ أَنْتَ هو فى هذه المواضع الاربع استقرار.
قال یزید بن هارون من وضع استقراء اللَّه على العرش على غیر ما یقرر فى قلوب العامة فهو جهمى.
و الاستقراء اذا عقّبته الى فهو الصعود و العمد کقوله تعالى فى موضعین من القرآن: اسْتَوى‏ إِلَى السَّماءِ.
و عن على بن الحسین بن شقیق، قال: قلت لعبد اللَّه بن المبارک: کیف نعرف ربنا عز و جل. قال: فى السماء السابعة على عرشه و لا نقول کما تقول الجهمیة هنا هنا فى الارض و قد شرحنا الکلام فى هذه المسئلة فیما تقدم.
یَعْلَمُ ما یَلِجُ فِی الْأَرْضِ من عرق او دابة او ماء او بذر او کنز، وَ ما یَخْرُجُ مِنْها من دابة او نبات او ماء او جوهر، وَ ما یَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ من امر او قضاء او ملک او قطر، وَ ما یَعْرُجُ فِیها من ملک او عمل، وَ هُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ ما کُنْتُمْ اتّفق العلماء قدیما و حدیثا ان معناه علمه معکم و قیل هو معکم اینما کنتم بالقدرة و العلم على العموم و مع المؤمنین بالرحمة و النصرة على الخصوص، وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ فیجازیکم على اعمالکم.
لَهُ مُلْکُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ کرر لان المراد بالاول حالة الدنیا و المراد بالثانیة الدار الآخرة و لهذا ختم بقوله: وَ إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ اى له الملک اولا و آخرا فالاول فى الدنیا و هو وقت الاحیاء و الإماتة و الآخر فى الآخرة حین ترجع الیه الامور و لا یملک احد سواه لا ملکا و لا ملکا فقرن بالاول یحیى و یمیت و قرن بالآخر ما یکون فى الآخرة من مرجع الخلق الیه و جزائه ایاهم بالثواب و العقاب.
یُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ اى ینقص من اللیل و یزید فى النهار، وَ یُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ اى ینقص من النهار و یزید فى اللیل وَ هُوَ عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ اى بما فى القلوب من خیر و شرّ و توحید و جحد.
آمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ أَنْفِقُوا من الزکاة و الجهاد و وجوه البرّ، مِمَّا جَعَلَکُمْ مُسْتَخْلَفِینَ فِیهِ اى جعلکم خلفاء فى المال بالوراثة ممن قبلکم. و قیل جعلکم مملکین فیه بتملیکه ایاکم ذلک و حقیقة الاستخلاف استدعاء القادر الى ان یقوم بالامر بدلا من قیام غیره.
فَالَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ أَنْفَقُوا فى سبیل اللَّه لَهُمْ أَجْرٌ کَبِیرٌ، جزاء حسن.
وَ ما لَکُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الرَّسُولُ یَدْعُوکُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّکُمْ فى هذا دلالة على الزام الایمان بالسمع و المعنى اىّ عذر لکم فى حال ترککم الایمان و دعاء الرسول ایاکم الى الایمان حاصل موجود، وَ قَدْ أَخَذَ مِیثاقَکُمْ قرأ ابو عمرو اخذ على ما لم یسم فاعله، مِیثاقَکُمْ بضم القاف و قرأ الآخرون، بفتح الهمزة و الخاء میثاقکم بفتح القاف اى اخذ اللَّه میثاقکم حین اخرجکم من ظهر آدم علیه السلام بان اللَّه ربکم لا اله لکم سواه إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ، باخذ ذلکم المیثاق و قیل: اخذ میثاقکم باقامة الحجج و الدلائل التی تدعو الى متابعة الرسول ان کنتم مؤمنین یوما فالیوم احرى الاوقات ان تؤمنوا لقیام الحجج و الاعلام ببعثة محمد (ص) و نزول القرآن.
هُوَ الَّذِی یُنَزِّلُ عَلى‏ عَبْدِهِ یعنى على محمد (ص) آیاتٍ بَیِّناتٍ یعنى القرآن لِیُخْرِجَکُمْ، اللَّه بالقرآن مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ، و قیل لیخرجکم الرسول بالدعوة من ظلمات الشرک الى نور الایمان، وَ إِنَّ اللَّهَ بِکُمْ لَرَؤُفٌ رَحِیمٌ، وَ ما لَکُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ لِلَّهِ مِیراثُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ، یقول اىّ شى‏ء لکم فى ترک الانفاق فیما یقربکم الى اللَّه و انتم میتون تارکون اموالکم کانه یحثّهم على الانفاق فى سبیله بتنبیههم على انهم مخلفون ما یملکونه و انهم لا یخلدون فى الدنیا و ان ما فى ایدیهم یأول الى اللَّه سبحانه بعد فنائهم ثم بیّن فضل من سبق بالانفاق فى سبیل اللَّه و بالجهاد فقال: لا یَسْتَوِی مِنْکُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ، یعنى فتح مکه و قیل فتح الحدیبیة و قاتَلَ، یعنى لا یستوى فى الفضل من انفق ماله و قاتل العدو مع رسول اللَّه (ص) قبل فتح مکه مع من انفق و قاتل بعده أُولئِکَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِینَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَ قاتَلُوا، و ذلک لان العرب کانت تعتز بمکه فلما فتحت قویت قلوب المؤمنین و انکسرت قلوبهم و کان الانفاق قبل فتح مکه افضل و کذلک الجهاد لما کان فیها من المشقة و لما کان بالمؤمنین الیها من الحاجة، قال الکلبى نزلت هذه الایة فى ابى بکر الصدّیق و فیها دلالة واضحة و حجة ظاهرة على تفضیل ابى بکر و تقدیمه فانه اول من سلم و ذلک فیما روى ان ابا امامة قال لعمرو بن عبسه: باىّ شى‏ء تدّعى انک ربع الاسلام قال انى کنت ارى الناس على الضلالة و لا ارى للاوثان شیئا ثم سمعت عن رجل یخبرنا اخبار مکة فرکبت راحلتى حتى قدمت علیه قال: قلت ما انت قال انا نبى، قلت و ما نبى، قال رسول اللَّه قلت باى شى‏ء ارسلک قال اوحّد اللَّه لا اشرک به شیئا و کسر الاوثان و صلة الارحام قلت: من معک على هذا، قال: حر و عبد و اذا معه ابو بکر و بلال فاسلمت عند ذلک فرأیتنی ربع الاسلام.
و انه اول من اظهر الاسلام على ما روى عن عبد اللَّه قال کان اول من اظهر الاسلام رسول اللَّه (ص) و ابو بکر و عمار و امّه سمیة و صهیب و بلال و المقداد و لانه اول من قاتل على الاسلام.
روى عن عبد اللَّه قال: اول من اظهر اسلامه بسیفه النبى (ص) و ابو بکر و انه اول من انفق على رسول اللَّه (ص).
روى عن ابن عمر قال کنت عند النبى و عنده ابو بکر الصدیق و علیه عباءة قد خلّها فى صدره بخلال فنزل جبرئیل فقال مالى ارى ابا بکر علیه عباءة قد خلها فى صدره بخلال فقال انفق ماله علىّ قبل الفتح. قال فان اللَّه عز و جل یقول اقرأ علیه السلام و قل له أ راض انت عنى فى فقرک هذا ام ساخط، فقال رسول اللَّه (ص) یا ابا بکر ان اللَّه عز و جل یقرأ علیک السلام و یقول لک أ راض انت فى فقرک ام ساخط، فقال: اسخط على ربى..؟ انى عن ربى راض.
و لهذا قدّمه الصحابه على انفسهم و اقرّوا له بالتقدم و السبق و ذلک فیما
روى عبد اللَّه بن سلمة عن على (ع) قال: سبق رسول اللَّه (ص) و صلى ابو بکر و ثلّث عمر فلا اوتى برجل فضلنى على ابى بکر و عمر الا جلدته جلد المفترى و طرح الشهادة
و قوله: وَ کُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى‏ السابق و اللاحق وعدهم اللَّه الجنة. قال عطا درجات الجنة یتفاضل فالذین انفقوا قبل الفتح فى افضلها.
و قرأ ابن عامر: و کلّ بالرفع اى کل وعد اللَّه الحسنى وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ. فیثبت کلا على ما یستحقه.
مَنْ ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً کل من قدم عملا صالحا یستحق به مثوبة فقد اقرض و منه قولهم: الایادى قروض و کذلک کلّ من قدّم عملا سیّئا یستوجب به عقوبة فقد اقرض. لذلک قال عز و جل: قَرْضاً حَسَناً لان المعصیة قرض سى‏ء قال امیّة:
لا تخلطن خبیثات بطیبة
و اخلع ثیابک عنها و انج عریانا
کل امرئ سوف یجزى قرضه حسنا
او سیّئا و مدین مثل ما دانا
و قیل المراد بالقرض الصدقة.
و اختلفوا فى القرض الحسن فقیل: ان یکون من الحلال و قیل لا ربا فیه و قیل: طیبة بها نفسه و قیل القرض الحسن ان یقول: «سبحان اللَّه و الحمد للَّه و لا اله الا اللَّه و اللَّه اکبر».
روى انه لما نزلت هذه الایة جعل ابو الدحداح یتصدق بنصف کل شى‏ء یملکه فى سبیل اللَّه حتى انه خلع احدى نعلیه ثم جاء الى ام الدحداح فقال: انى بایعت ربى فقالت: ربح بیعک، فقال النبى (ص): کم من نخلة مدلاة عذوقها فى الجنة لابى الدحداح‏
فَیُضاعِفَهُ بالرفع على الاستیناف على معنى فهو یضاعفه و بالنصب على جواب الاستفهام وَ لَهُ أَجْرٌ کَرِیمٌ. ثواب حسن و قیل کریم لانه لم یتبذل فى طلبه و قیل کریم صاحبه.
یَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ اى لهم اجر کریم، فى ذلک الیوم یَسْعى‏ نُورُهُمْ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ لان طریق اهل الجنة یمنة و تجاههم و طریق اهل النار یسرة ذات الشمال. رفت بهشتیان سوى بهشت میان دست راست است و پیش روى و رفت دوزخیان سوى دوزخ میان پس پشت است و دست چپ و قال النبى (ص): بینا انا على الحوض انادى هلمّ، فاذا ناس اخذ بهم ذات الشمال فاختلجوا دونى فانادى الا هلم فیقال انک لا تدرى ما احدثوا بعدک فاقول سحقا.
قال ابن مسعود نورهم على قدر اعمالهم یمرّون على الصراط فمنهم من نوره مثل الجبل و منهم من نوره مثل النخلة و من نوره کالرجل القائم و ادناهم نورا من نوره فى ابهامه یتّقد مرّة و یطفأ اخرى.
قال الضحاک لیس من احد الا یعطى یوم القیامة نورا فاذا انتهوا الى الصراط طفئ نور المنافقین فلما رأى المؤمنون ذلک اشفقوا ان یطفأ نورهم کما طفئ نور المنافقین فیقولون رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا اى بلّغنا به الى جنّتک و قیل الباء بمعنى فى یعنى فى ایمانهم کتبهم التی اعطوها بایمانهم دخلها نورهم و قیل الباء بمعنى عن و التقدیر: یسعى نورهم بین ایدیهم و عن ایمانهم، اراد جمیع جوانبهم فعبّر بالبعض عن الکل و قیل بایمانهم یعنى بسبب صدقاتهم التی اعطوها بایمانهم لان الغالب فى اعطاء الصدقات ان یکون بالایمان و قوله: بُشْراکُمُ الْیَوْمَ، اى تقول لهم الملائکة بشراکم الیوم، جَنَّاتٌ اى بشارتکم من اللَّه الیوم جنات فیکون مبتداء و خبرا، ذلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ اى النجاة العظیمة.
یَوْمَ یَقُولُ الْمُنافِقُونَ، اى اذکر ذلک الیوم و هو یوم القیامة، یَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَ الْمُنافِقاتُ اذا رأوا المؤمنین و هم فى ضیاء و نور و المنافقون خلفهم فى ظلمة لا یبصرون مواقع اقدامهم، انْظُرُونا اى انتظرونا، و قرأ حمزة: انظرونا بفتح الهمزة و کسر الظاء اى امهلونا و قیل انتظرونا یقول العرب نظرته و انتظرته کقوله عز و جل: غَیْرَ ناظِرِینَ إِناهُ، اى منتظرین و قوله عز و جل: فَنَظِرَةٌ إِلى‏ مَیْسَرَةٍ اى فانظار. قال الشاعر:
فان یک صدر هذا الیوم ولّى
فانّ غدا لناظره قریب‏
اى لمنتظره و تأویل الآیة: قفوا لنا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِکُمْ، نأخذ من نورکم قبسا سراجا او شعلة و قیل معنى نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِکُمْ: نمشی فیه معکم و ذلک ان اللَّه تعالى یعطى المؤمنین نورا على قدر اعمالهم یمشون به على الصراط و یعطى المنافقین ایضا نورا خدیعة لهم و هو قوله عز و جل: وَ هُوَ خادِعُهُمْ‏
فبیناهم یمشون اذ بعث اللَّه ریحا و ظلمة فاطفأ نور المنافقین.
و قال الکلبى: بل یستضی‏ء المنافقون بنور المؤمنین و لا یعطون النور فاذا سبقهم المؤمنون و بقوا فى الظلمة قالوا للمؤمنین: انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِکُمْ، قِیلَ ارْجِعُوا وَراءَکُمْ.
قال ابن عباس یقول لهم المؤمنون. و قال قتادة یقول لهم الملائکة، ارْجِعُوا وَراءَکُمْ، اى ارجعوا الى الموضع الذى اعطینا فیه النور فاطلبوا النور هناک لانفسکم فانه لا سبیل لکم الى الاقتباس من نورنا فیرجعون فى طلب النور و لا یجدون شیئا فینصرفون الیهم فیمیّز بینهم و بین المؤمنین و هو قوله: فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ و قیل معناه ارجعوا الى حکم الازل و اطلبوا النور من القسمة و هذا على جهة ضرب المثل و استبعاد ذلک و قیل ارْجِعُوا وَراءَکُمْ یعنى الى الدنیا فاعملوا عملا یجعله اللَّه بین ایدیکم نُوراً فان نورنا انما اقتبسنا، فى الدنیا و قیل ارْجِعُوا وَراءَکُمْ هذا استهزائهم جزاء على استهزائهم فى الدنیا کقوله: لا تَرْکُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلى‏ ما أُتْرِفْتُمْ فِیهِ و کقوله: ذُقْ إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْکَرِیمُ فَذُوقُوا ما کُنْتُمْ تَکْنِزُونَ و قوله: فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ الباء صلة و معناه: فضرب بینهم سور و هو سور بین الجنة و النار و یقف علیها اصحاب الاعراف یشرفون على اهل الجنة و اهل النار و هو السور الذى یذبح علیه الموت یراه الفریقان معا و قیل هو سور بیت المقدس باطنه المسجد و ظاهره وادى جهنم.
روى عن ابى سنان قال کنت مع على بن عبد اللَّه بن عباس عند وادى جهنم یحدث عن ابیه و قرأ: فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ، ثم قال قال ابى هذا موضع السور یعنى وادى جهنم.
و عن عبد اللَّه بن عمرو قال ان السور الذى ذکر اللَّه عز و جل فى القرآن: فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ سور بیت المقدس الشرقى، باطنه منه المسجد و ظاهره وادى جهنم.
و قام عبادة على سور بیت المقدس الشرقى فبکى فقال بعضهم ما یبکیک یا با الولید فقال من هاهنا اخبرنا رسول اللَّه (ص) انه رأى جهنم‏
و قیل لَهُ بابٌ هو الباب الذى سمّى باب الرحمة ببیت المقدس، باطِنُهُ فِیهِ الرَّحْمَةُ، اى ینتهى الى الجنة، وَ ظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ اى من قبل ذلک الظاهر العذاب یعنى النار و هو الجانب الذى یلى المنافقون.
یُنادُونَهُمْ اى ینادى المنافقون المؤمنین حین حجز بینهم السور فبقوا فى الظلمة و العذاب و صار المؤمنون فى النور و الرحمة، أَ لَمْ نَکُنْ مَعَکُمْ، یعنى فى الدنیا نصلّى کما تصلّون و نصوم کما تصومون و کنّا معکم فى المناکحة و الموارثة، قالُوا بَلى‏ وَ لکِنَّکُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَکُمْ، اى اهلکتم انفسکم بالنفاق، وَ تَرَبَّصْتُمْ اى انتظرتم موت محمد (ص) و قلتم یوشک ان یموت فنستریح منه و انتظرتم نزول الدوابر بالمؤمنین. و قیل تَرَبَّصْتُمْ بالایمان و التوبة، وَ ارْتَبْتُمْ، اى شککتم فى کتاب اللَّه و نبوّة محمد (ص) و قیل ارْتَبْتُمْ یعنى فى قوله عز و جل: وَ یَقُولُونَ فِی أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا یُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ، وَ غَرَّتْکُمُ الْأَمانِیُّ یعنى ما کنتم تمنّون على اللَّه من الجنة و المغفرة و هو قوله: سَیُغْفَرُ لَنا، و قیل ما کنتم تمنّون من نزول البلاء بالمؤمنین و طول الحیاة لکم و ان تکون لکم السلامة فى الدنیا و ان لا بعث بعد الموت حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللَّهِ، یعنى الموت و قیل ظهور الاسلام و نصرة المؤمنین، وَ غَرَّکُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ اى غرّکم الشیطان اى اطمعکم فى بطلان الاسلام و ان لا بعث و لا حساب، و الغرور الشیطان الذى یغرّ کثیرا و هو من اسماء المبالغة کالاکول الذى یاکل کثیرا.
قال قتادة ما زالوا على خدعة من الشیطان حتى قذفهم اللَّه فى النار.
و قیل الغرور هو الدنیا تغر اهلها فى طول الحیاة و دوام السلامة.
روى انس بن مالک ان النبى (ص) خط خطوطا و خط خطا منها ناحیة فقال تدرون ما هذا، هذا مثل ابن آدم و مثل التمنى و ذلک الخط الامل، بینما هو یتمنى اذ جاءه الموت.
فَالْیَوْمَ لا یُؤْخَذُ مِنْکُمْ فِدْیَةٌ، قرأ ابو جعفر و ابن عامر و یعقوب: تؤخذ بالتاء، و قرأ الباقون: بالیاء، و الفدیة الفداء و المعنى: لا یُؤْخَذُ مِنْکُمْ ایها المنافقون، وَ لا مِنَ الَّذِینَ کَفَرُوا، فداء بنفس و لا فداء بمال یعنى لا یُؤْخَذُ مِنْکُمْ دیة و لا نفس اخرى مکان انفسکم، مَأْواکُمُ النَّارُ اى مصیرکم و منقلبکم الیها، هِیَ مَوْلاکُمْ، اى هى اولى بکم لما اسلفتم من الذنوب، وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ اى المرجع و المنقلب.
رشیدالدین میبدی : ۶۳- سورة المنافقین- مدنیة
النوبة الثانیة
این سوره یازده آیتست صد و هشتاد کلمه هفتصد و هفتاد و شش حرف جمله به مدینه فرو آمد. در این سوره ناسخ است و منسوخ نیست. و النّاسخ قوله: سَواءٌ عَلَیْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ الآیة.... و عن ابىّ بن کعب قال: قال رسول اللَّه (ص): «من قرأ سورة المنافقین برى‏ء من النّفاق.
قوله تعالى: إِذا جاءَکَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّکَ لَرَسُولُ اللَّهِ هذا کقوله: وَ إِذا لَقُوا الَّذِینَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَ إِذا لَقُوکُمْ قالُوا آمَنَّا وَ إِذا جاؤُکَ حَیَّوْکَ بِما لَمْ یُحَیِّکَ بِهِ اللَّهُ. و المنافق هو الّذى یصدّقک لسانه و یکذّبک قلبه، اخذ من النّافقاء و هو جحر الیربوع و الثعلب و الضب و هو الّذى یخرج منه اذا اخذ الصّیاد القاصعاء و هو جحره الّذى یدخل فیه اخذ کلّ ذلک من النّفق و هو السّرب، نافق الرّجل و تنفق و انتفق بمعنى واحد. سئل حذیفة من المنافق. فقال: الّذى یصف الاسلام و لا یعمل به و هم الیوم شرّ منهم لانّهم کانوا یومئذ یکتمونه و هم الیوم یظهرونه. و قیل: معنى نشهد نحلف یدلّ علیه.
قوله: اتَّخَذُوا أَیْمانَهُمْ جُنَّةً و قال قیس بن ذریج:
و اشهد عند اللَّه انّى احبّها
فهذا لها عندى فما عندها لیا
و الآیة نزلت فی عبد اللَّه بن ابىّ و اصحابه، کانوا یشهدون لرسول اللَّه (ص) بالرّسالة و هم منکرون له بقلوبهم فکانوا اذا شهدوا مجمعا مدحوه.
و قالُوا نَشْهَدُ إِنَّکَ لَرَسُولُ اللَّهِ صادقا و کانوا یحلفون على ذلک و على انّهم یقولون ذلک عن قلوبهم فقال اللَّه عزّ و جلّ: وَ اللَّهُ یَعْلَمُ إِنَّکَ لَرَسُولُهُ دخلت اللام لکسرة الالف و هذا اعتراض و هو من کلام اللَّه سبحانه فیه تعظیم لنبیّه. وَ اللَّهُ یَشْهَدُ اى یحلف و قیل: یعلم انّ المنافقین لکاذبون فی قولهم نَشْهَدُ لانّهم لا یشهدون اذا خلوا، بل یقولون: «إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ» معنى آیت آنست که: منافقان در حضرت نبوّت و مجمع مسلمانان سوگند میخوردند که ما از صدق دل و اعتقاد درست رسالت و نبوّت تو پذیرفتیم و از ضمیر پاک بى نفاق، گواهى میدهیم، که تو رسول خدایى. ربّ العالمین ایشان را بآنچه گفتند، که از صدق دل گواهى میدهیم دروغ زن کرد که نه از صدق دل و اعتقاد پاک میگفتند، بلکه از نفاق میگفتند، که با یاران خود در خلوت میگفتند: إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ. این چنانست که کسى گوید: من الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ میخوانم، تو وى را گویى دروغ گفتى. نسبت این دروغ با قراءت وى گردد، نه با عین «الْحَمْدُ لِلَّهِ» یعنى که: تو دروغ مى‏گویى که میخوانم، نه «الْحَمْدُ لِلَّهِ» دروغست. و قیل: معنى قوله: لَکاذِبُونَ اى یکذّبون.
اتَّخَذُوا أَیْمانَهُمْ اى حلفهم الکاذب. جُنَّةً: وقایة و سترة یستترون بها. قال الاعشى:
اذا انت لم تجعل لعرضک جنّة
من المال سار الذّمّ کلّ مسیر.
و قیل: اتَّخَذُوا أَیْمانَهُمْ جُنَّةً من القتل یعصموا بها دماءهم و اموالهم فَصَدُّوا عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ اى اعرضوا عن طاعة اللَّه. و قیل: صدّوا غیرهم عن الایمان فی السّر إِنَّهُمْ ساءَ ما کانُوا یَعْمَلُونَ بئس ما عملوا من النّفاق و صرف النّاس عن دین اللَّه. و قوله: کانُوا افاد انّهم بهذه الصّفة مذ کانوا ذلک، اى هذا الاسم لهم بالنّفاق.
و هذا التکذیب من اللَّه لهم بسبب انّهم آمَنُوا فى الظّاهر و بالقول و کَفَرُوا فى السّر بالقلب آمَنُوا متستّرین و کَفَرُوا مستترین فَطُبِعَ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ ختم علیها حتى لا یدخلها الایمان جزاء على نفاقهم فَهُمْ لا یَفْقَهُونَ اى لا یعقلون الهدى و لا یعرفون صحّة الایمان کما یعرفه المؤمنون.
وَ إِذا رَأَیْتَهُمْ تُعْجِبُکَ أَجْسامُهُمْ یعنى: لحسن صورهم و طول قاماتهم.
قال ابن عباس: کان عبد اللَّه بن ابىّ جسیما، فصیحا، حلو الکلام، و کان اذا جاء فاعتذر الى رسول اللَّه (ص) اعجبه حسن کلامه فذلک قوله: وَ إِنْ یَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ یعنى لفصاحة کلامهم. و قیل: تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ لا اله الّا اللَّه. و فی الخبر عن رسول اللَّه (ص): «انّ اللَّه یبغض البلیغ الّذى یلوى بلسانه کما تلوى الباقرة بالسنتها»
کَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ اى هم فی قلّة تفقّههم و عدم عقلهم و تدبّرهم. خُشُبٌ منصوبة ممالة الى الجدار. یقال: اسندت الشّى‏ء اذا املته. التثقیل للتّکثیر و اراد انّها لیست باشجار تثمر و لکنّها خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ الى حائط. و قیل: اراد بالخشب المسنّدة الّتى تأکّلت اجوافها ترى صحیحة من بعید و هی خاویة متأکّلة، اى هم اشباح خاویة و اجسام عن المعنى خالیة. قرأ ابو عمرو و الکسائى خُشُبٌ بسکون الشین جمع خشبة کبدنة و بدن. قرأ الباقون بضمّ الشین کثمرة و ثمر. وفی الخبر: «مثل المؤمن کمثل الخامة من الزّرع تمیّلها الرّیح مرّة هکذا و مرّة هکذا. و مثل المنافق مثل‏ الارزة المجذیة على الارض حتّى یکون انجعافها بمرّة.
ثمّ وصفهم اللَّه عزّ و جلّ: بالجبن فقال: یَحْسَبُونَ کُلَّ صَیْحَةٍ عَلَیْهِمْ. قال مقاتل: ان نادى مناد فی العسکر او انفلتت دابّة او نشد ناشد ضالّة ظنّوا انّهم یرادون بذلک لما فی قلوبهم من الرّعب. قال الشّاعر:
و لو انّها عصفورة لحسبتها
مسوّمة تدعو عبیدا و ازنما.
و قیل: لانّهم على وجل من ان ینزّل اللَّه فیهم امرا یهتک استارهم و یبیح دماءهم و اموالهم. و قیل: لا ثقة لهم باللّه و لا قوّة لهم فی دین اللَّه. و لیس کذلک المؤمن لانّه قوىّ القلب باللّه، شجاع السرّ ثمّ قال: هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ اى توقّ کیدهم و لا تأمن معرّتهم و لا تثق بهم فانّهم اعداؤک فی السّر. قاتَلَهُمُ اللَّهُ اى لعنهم اللَّه.
أَنَّى یُؤْفَکُونَ یصرفون عن الحقّ.
وَ إِذا قِیلَ لَهُمْ یعنى عبد اللَّه بن ابىّ و اصحابه. تَعالَوْا یَسْتَغْفِرْ لَکُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ اى عطفوا رؤسهم و امالوها تکبّرا عمّا دعوا الیه. قرأ نافع و یعقوب: لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ بالتّخفیف. و الباقون بالتّشدید. و معنى التّشدید انّهم فعلوا ذلک مرّة بعد مرّة. وَ رَأَیْتَهُمْ یَصُدُّونَ اى یعرضون بوجوههم رغبة عن الاستغفار وَ هُمْ مُسْتَکْبِرُونَ متعظّمون عن الحقّ. ابن عباس گفت: سبب نزول این آیت آن بود که نفاق عبد اللَّه بن ابىّ در میان صحابه آشکارا گشت و سخنهاى زشت که گفته بود میان خلق افتاد. قومى از قبیله و عشیره وى گفتند او را که: ترا، و پسران ترا فضیحت رسید و رسوا گشتید بآیات قرآنى که فرو آمد، و اسرار شما بیرون افتاد و زبانها در شما دراز گشت. راه شما آنست که بر رسول خدا شوید و گناه خود را عذر نهید، و بتوبه و استغفار بازگردید، تا رسول خدا از بهر شما آمرزش خواهد از حقّ سبحانه تعالى. عبد اللَّه منافق چون این سخن شنید، از تکبّر و سرافرازى سر بجنبانید و روى بگردانید و گردن بپیچید و گفت: من چه گفته‏ام از ناگفتنى تا مرا عذر باید خواست؟ مرا فرمودید که بوى ایمان آر، آوردم و مرا فرمودید که زکاة مال بدو ده، دادم اینجا نماند مگر سجود فراوى بردن، اگر خواهید تا او را سجود برم؟!. و این سخن از انکار و تکبّر میگفت، و از ننگ‏ داشت استغفار رسول (ص).
قوله تعالى: سَواءٌ عَلَیْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ یَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ هذا نزل فی قوم من المنافقین، علم اللَّه تعالى انّ عاقبتهم موت على النّفاق. فقال: انّ الاستغفار النّبی (ص) لا ینفعهم فسواء استغفر لهم ام لم یستغفر لهم لا یؤمنون و لا ینفعهم استغفاره لانّه کان یستغفر لهم على معنى سؤاله لهم بتوفیق الایمان و مغفرة العصیان.
و قیل: لمّا قال اللَّه عزّ و جلّ: ان تستغفر لهم سبعین مرّة فلن یغفر اللَّه لهم. قال النّبی (ص) «لازیدنّ على السّبعین» فانزل اللَّه تعالى: سَواءٌ عَلَیْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ‏ و قوله: إِنَّ اللَّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْفاسِقِینَ اى لا یرشد القوم الخارجین عن طاعته.
هُمُ الَّذِینَ یَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى‏ مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى یَنْفَضُّوا اى یتفرّقوا عنه و یرجعوا الى قبائلهم و عشائرهم. وَ لِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مفاتیحها بیده لانّه هو المالک، القادر، الرّزّاق، فلا یقدر أحد أن یعطى احدا شیئا الّا باذنه و لا ان یمنعه شیئا الّا بمشیّته. و قیل: خزائن اللَّه، مقدوراته الّتى یخرج منها ما یشاء. وَ لکِنَّ الْمُنافِقِینَ لا یَفْقَهُونَ إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَیْئاً أَنْ یَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ.
یَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِینَةِ لَیُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ مفسّران گفتند: رسول خدا در غزاء بنى المصطلق بود و حربگاه بر سر آبى بود که آن را مریسیع مى‏گفتند، و نصرت و ظفر در آن غزا مسلمانان را بود. رسول خدا (ص) و یاران از آنجا بازگشته با غنیمت فراوان از انواع و اموال و بردگان. دو مرد بر سر آب خلاف کردند، و بهم برآویختند: یکى مؤمن مهاجر و یکى منافق. آن مؤمن نام وى جعال بود. لطمه‏اى زد بر آن منافق. شورى و شعفى از ایشان بر آمد منافق گفت: یا للانصار. مهاجر گفت: یا للمهاجرین. عبد اللَّه ابىّ آواز ایشان بشنید بیامد، و مرد خود را چنان دید، گفت: ما صحبنا هذا الرّجل لنلطم؟! ما در صحبت این مرد نه بدان آمدیم تا ما را لطمه زنند و خوار دارند! آن گه روى با قوم خویش کرد و گفت: لا تنفقوا على هؤلاء لیعودوا الى عشائرهم و تتفرّقوا عن هذا الرّجل. این درویشان که گرد این مرد میگردند، ایشان را چیز مدهید و مر ایشان را هیچ نفقت مکنید تا از این مرد باز پراکنند. مثل ما با وى چنانست که گفته‏اند: سمّن کلبک یأکلک. سگت را فربه کن تا ترا خورد. لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِینَةِ لَیُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ اگر ما با مدینه رویم هر که عزیزتر است بیرون کند از مدینه او را که خوارتر است یعنى که عزیز منم و محمد و اصحاب وى خوارند و من ایشان را از مدینه بیرون کنم. زید بن ارقم کودک بود، در آن مجمع حاضر بود، گفت: انت و اللَّه الذّلیل القلیل المبغض فی قومک و محمد فی عزّ من الرّحمن و مودّة من المسلمین.
این کودک روى به عبد اللَّه منافق نهاد و گفت: ذلیل و قلیل و خوار و ناکس و ناچیز تویى و دشمن داشته قوم خود تویى و محمد (ص) عزیز است و کریم، بر خداى عزیز و همه مسلمانان او را دوست. عبد اللَّه بترسید، گفت: اسکت فانّما کنت العب.
پس زید بن ارقم بیامد و آن قصّه با رسول خدا (ص) بگفت. رسول بحکم آنکه زید کودک بود گفت: «لعلّک غضبت علیه فاخطأ سمعک»
مگر با وى بخشم بودى و سمع تو خطا شنید. گفت: لا و اللَّه که راست شنیدم، و بحقیقت این سخن گفت.
رسول (ص) عبد اللَّه را بخواند، گفت: «انت صاحب الکلام الّذى بلغنى»؟
تو گفته‏اى آن سخن که بمن رسید؟ عبد اللَّه سوگند خورد که من این سخن نگفتم و زید بر من دروغ مى‏نهد. جماعتى از انصار که به عبد اللَّه تعلّق داشتند، بیامدند، گفتند: این عبد اللَّه مهتر ماست و رئیس ما، سخن کودکى بر وى شنودن مگر صواب نباشد که آن مهتر چنین سخن نگوید و کودک بغلط شنیده. رسول خدا (ص) سخن ایشان را و تصدیق ایشان را بپذیرفت. و بعد از آن جماعتى از انصار زبان در زید کشیدند که بر عبد اللَّه این دروغ نهاد، و زید بن ارقم گفت: من شرمسار همى بودم و خویشتن را از شرم کشیده همى داشتم از مصطفى (ص) و یاران. تا ربّ العالمین آیت فرستاد که: یَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِینَةِ. زید گفت: رسول خدا گوش من گرفت و گفت: «وفت اذنک، وفت اذنک یا غلام»
گوشت بوفا بود گوشت بوفا بود اى غلام! و گفته‏اند که: رسول خدا (ص) بر اسید بن حضیر رسید، مردى بود از مؤمنان و مخلصان انصار، گفت: یا اسید بتو رسید که آن صاحب شما از بهر ما چه گفت؟ آن گه حکایت باز کرد که وى گفت: لَیُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ اسید گفت: یا رسول اللَّه انت و اللَّه تخرجه ان شئت، فهو الذّلیل و اللَّه که تو او را بیرون کنى اگر خواهى که عزیز تویى و ذلیل او. آن گه گفت: یا رسول اللَّه او را معذور دار که پیش از قدوم مبارک تو به مدینه قوم وى تاج مى‏ساختند که بر سر وى نهند و او را سرور و مهتر خویش کنند. چون قدم مبارک نبوّت تو در رسید او معزول و ناچیز گشت. همى پندارد که ملک و ریاست از وى تو ربودى. از آن بیهوده باطل میگوید.
ابن عباس گفت: چون این آیت فرو آمد، پسر وى عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن ابىّ گفت: یا رسول اللَّه بمن چنان رسید که پدرم را خواهى کشت، اکنون بمن فرماى تا سروى نزدیک تو آرم. رسول گفت: «بل ارفق به و احسن صحبته ما بقى معنا»
نه، که با وى رفق کن و نیکو داشت وى فرو مگذار ما دام که با ما بود. پس چون از آن غزا بازگشتند و بدر مدینه رسیدند، این پسر عنان پدر گرفت و شمشیر کشیده گفت: و اللَّه که ترا در مدینه نگذارم تا نگویى که: انا ذلیل و محمد عزیز، ذلیل منم و عزیز محمد است، عبد اللَّه منافق هم چنان بگفت. دیگر بار پسر گفت: و اللَّه لا ادعک حتى تقول انا الاذلّ و محمد الاعزّ. و اللَّه که نگذارم ترا در مدینه تا نگویى که: خوارتر و ناچیزتر منم و عزیزتر و بزرگوارتر محمد است. عبد اللَّه این سخن بگفت.
آن گه پسر گفت: اکنون بخوارى و فرو مایگى در شو در مدینه تا بدانى که عزّ خداى راست و رسول را و مؤمنان را. قال اللَّه تعالى: وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ فعزّة اللَّه قهره من دونه، و عزّة رسوله اظهار دینه على الادیان کلّها، و عزّة المؤمنین: نصره ایّاهم على اعدائهم. و قیل: عزّة اللَّه: الرّبوبیّه، و عزّة الرّسول: النبوّة، و عزّة المؤمنین: العبودیّة. و قیل: عزّة اللَّه: الولایة، لقوله تعالى: «هُنالِکَ الْوَلایَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ» و عزّة الرّسول: الکفایة لقوله: «إِنَّا کَفَیْناکَ الْمُسْتَهْزِئِینَ»: و عزّ المؤمنین: الرّفعة و الرّعایة، لقوله: وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ؟ و جمیع ذلک للَّه فعزّة القدیم، للَّه صفة و عزّ الرّسول و عزّ المؤمنین للَّه فعلا و منّة و فضلا. فاذا للَّه العزّة جمیعا و یقال: لا عزّ الّا فی طاعة اللَّه، و لا ذلّ الّا فی معصیة اللَّه و ما سوى هنا فلا اصل له.
یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تُلْهِکُمْ أَمْوالُکُمْ وَ لا أَوْلادُکُمْ عَنْ ذِکْرِ اللَّهِ قال المفسّرون یعنى: الصّلوات الخمس فی الجماعة نظیرة قوله: «لا تُلْهِیهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَیْعٌ عَنْ ذِکْرِ اللَّهِ» و التّقدیر «لا تلهوا بها عن ذکر اللَّه» فنسب الفعل الیها. وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِکَ اى من شغله ماله و ولده عن ذکر اللَّه. فَأُولئِکَ هُمُ الْخاسِرُونَ اى المغبونون.
وَ أَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناکُمْ. قال ابن عباس: یرید زکاة الاموال اى اجعلوا المال فدا انفسکم و ادّوا الزّکاة. مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَ أَحَدَکُمُ الْمَوْتُ اى اسبابه و یصیر الى حالة الیأس فیسأل الرّجعة فَیَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِی إِلى‏ أَجَلٍ. قَرِیبٍ اى هلا اخّرتنى، امهلتنى. و قیل: لا صلة فیکون الکلام بمعنى التّمنّى اى لو اخّرتنى الى اجل قریب، اى ابقنى زمانا غیر طویل. «فاصّدّق» اى فاتصدّق و ازکّى و انفق مالى فی طاعتک کما امرت. وَ أَکُنْ مِنَ الصَّالِحِینَ اى من التّائبین، کقوله: «وَ تَکُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِینَ» و قوله: «إِنْ تَکُونُوا صالِحِینَ» فعلى هذا نزلت الآیة فی المنافقین و هو قول مقاتل و قیل: نزلت الآیة فی المؤمنین و المراد بالصّلاح هاهنا الحجّ. قال ابن عباس: ما من احد یموت و کان له مال لم یؤدّ زکاته و اطاق الحجّ فلم یحجّ الّا سأل الرّجعة عند الموت و قرأ هذه الآیة و قال: اکن من الصّالحین اى احجّ. قرأ ابو عمرو و اکون بالواو عطفا على «فاصّدّق» على حکم اللفظ و قرأ الآخرون «اکن» بالجزم ردّا على تأویل الفعل لو لم یکن فیه الفاء کان مجزوما فردّوا اکن على موضع «فاصّدّق» لا على لفظه اذ موضعه و تقدیره ان اخّرتنى اصّدّق و اکن.
و فی الخبر الصّحیح عن رسول اللَّه (ص) «لان یتصدّق المرء فی حیاته بدرهم خیر من یتصدّق بمائة عند موته»
و قال صلّى اللَّه علیه و سلّم: «الّذى یتصدّق عند موته او یعتق کالّذى یهدى اذا شبع».
و عن ابى هریرة قال: قال رجل: یا رسول اللَّه اىّ الصّدقة اعظم اجرا؟ قال: «ان تصدّق و انت صحیح شحیح تخشى الفقر و تأمل الغنى و لا تمهل حتّى اذا بلغت الحلقوم. قلت لفلان کذا و لفلان کذا و قد کان لفلان».
«وَ لَنْ یُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً» عن الموت. إِذا جاءَ أَجَلُها المکتوب فی اللّوح المحفوظ. وَ اللَّهُ خَبِیرٌ بِما تَعْمَلُونَ قرأ ابو بکر بالیاء و قرأ الآخرون بالتاء على الآیة الاولى.
رشیدالدین میبدی : ۶۸- سورة القلم- مکیة
النوبة الثانیة
این سوره هزار و دویست و پنجاه و شش حرف و سیصد کلمت، پنجاه و دو آیت جمله به مکه فرو آمد، بقول بیشترین مفسّران. ابن عباس و قتاده گفتند: از اول سوره تا سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ به مکّه فرو آمد و ازینجا تا وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَکْبَرُ لَوْ کانُوا یَعْلَمُونَ به مدینه فرو آمد. و ازینجا تا فَهُمْ یَکْتُبُونَ به مکّه فرو آمد، و از اینجا تا فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِینَ به مدینه فرو آمد و ازینجا تا بآخر سوره به مکّه فرو آمد. در این سوره دو آیت منسوخ است: فَذَرْنِی وَ مَنْ یُکَذِّبُ بِهذَا الْحَدِیثِ این قدر از آیت منسوخ است بآیت سیف. و باقى آیت محکم. و و آیت دیگر فَاصْبِرْ لِحُکْمِ رَبِّکَ معنى صبر اندرین آیت منسوخ است بآیت سیف.
و عن ابى بن کعب قال: قال رسول اللَّه (ص): «من قرأ سورة ن و القلم اعطاه اللَّه عزّ و جلّ ثواب الّذین حسن اللَّه اخلاقهم».
قوله تعالى: ن وَ الْقَلَمِ قال اهل التّفسیر «ن» هو الحوت الّذى علیه الارض و هو قول مجاهد و مقاتل و السّدّى و الکلبى. و قال ابن عبّاس: اوّل ما خلق اللَّه القلم فجرى بما هو کائن الى یوم القیامة، ثمّ رفع بخار الماء الى یوم القیامة فخلق منه السّماوات، ثمّ خلق النّون فبسط الارض على ظهره فتحرّک النّون فمادت الارض فاثبتت بالجبال فانّ الجبال لتفخر على الارض ثمّ قرأ ابن عبّاس ن وَ الْقَلَمِ وَ ما یَسْطُرُونَ. و قیل: الحوت على البحر و البحر على متن الرّیح و الرّیح على القدرة.
قال کعب الاحبار: اسم الحوت لویثا، قال: و انّ ابلیس تغلغل الى الحوت الّذى على ظهره الارض فوسوس الیه فقال له: أ تدرى ما على ظهرک یالویثا من الامم و الدّواب و الشّجر و الجبال لو نفضتهم القیتهم عن ظهرک؟ فهمّ لویثا ان یفعل ذلک. فبعث اللَّه دابّة فدخلت.
منخره فوصلت الى دماغه فعجّ الحوت الى اللَّه منها، فاذن لها فخرجت. قال کعب فو اللَّه الّذى نفسى بیده انّه لینظر الیها و تنظر الیه ان هم بشی‏ء من ذلک عادة کما کانت. و قال الحسن و قتادة و الضّحاک: النّون الدّواة و هی الیق بالقلم. یقال: انّ اصحاب البحر یستخرجون من بعض الحیتان شیئا اسود کالنّقس او اشدّ سوادا منه یکتبون به فیکون النّون و هو الحوت عبارة عن الدّواة یقویه ما
روى عن النّبی (ص) انّه قال: اوّل شی‏ء خلقه اللَّه القلم ثمّ خلق النّون و هی الدّواة ثمّ قال له: اکتب ما هو کائن الى یوم القیامة ثمّ ختم علم القلم فلم ینطق و لا ینطلق الى یوم القیامة.
و فی روایة عکرمة عن ابن عبّاس قال: «الر» و «حم» و «ن» حروف الرّحمن تبارک و تعالى مقطّعة. و قال معاویة بن قرّة هو لوح من نور و رفعه الى النّبی (ص) و قیل: هو قسم اقسم اللَّه تعالى بنصرته للمؤمنین اعتبارا بقوله و کان حقّا علینا نصر المؤمنین، و قیل: هو اسم للسّورة کاخواتها و قیل: اسم نهر فی الجنّة. و امّا «القلم» فهو القلم الّذى کتب اللَّه به الذّکر و هو قلم من نور طوله ما بین السّماء و الارض. و یقال: لمّا خلق‏ اللَّه القلم و هو اوّل ما خلقه، نظر الیه فانشقّ، فقال: یا ربّ بما اجرى؟ قال: بما هو کائن الى یوم القیامة. فجرى على اللّوح المحفوظ کما اجراه اللَّه سبحانه. و قال عطا سألت الولید بن عبادة بن الصّامت کیف کان وصیّة ابیک حین حضره الموت؟ قال: دعانى فقال: اى بنىّ اتّق اللَّه، و اعلم انّک لن تتّقى اللَّه، و لن تبلغ حتّى تؤمن باللّه وحده و القدر خیره و شرّه. انّی‏ سمعت رسول اللَّه (ص) یقول: انّ اوّل ما خلق اللَّه القلم. فقال له: اکتب.
فقال: یا ربّ و ما اکتب؟ قال: اکتب القدر. قال: فجرى القلم فی تلک السّاعة بما هو کائن الى الابد.
و قیل: اراد بالقلم الخطّ و الکتابة من اللَّه تعالى على عباده بتعلیمه ایّاهم الخطّ و الکتابة کما قال تعالى: عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. و قیل: القلم الطّلسم الاکبر. و قیل: الاقلام مطایا الفطن و رسل الکرام. و قیل: البیان اثنان: بیان لسان و بیان بنان، و من فضل بیان البنان ان ما تثبته الاقلام باق على الایّام و بیان اللّسان تدرسه الاعوام. و قال بعض الحکماء: قوام امور الدّین و الدّنیا بشیئین: القلم و السّیف. السّیف تحت القلم. لو لا القلم ما قام دین و لا صلح عیش.
وَ ما یَسْطُرُونَ اى یکتبون اقسم بما یکتبه اهل السّماء و اهل الارض من کتابه و کلامه و دینه کقوله: «وَ کِتابٍ مَسْطُورٍ» و قیل: ما تکتبه الملائکة الحفظة من اعمال بنى آدم.
ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّکَ بِمَجْنُونٍ هذا جواب القسم، و هو فی موضع قول القائل: ما انت بحمد ربّک بمجنون. و قیل: معناه انّک لا تکون مجنونا و قد انعم اللَّه سبحانه علیک بالنّبوّة و الحکمة. این جواب مشرکان مکه است که رسول خدا را دیوانه گفتند. و ذلک فی قوله: «یا أَیُّهَا الَّذِی نُزِّلَ عَلَیْهِ الذِّکْرُ إِنَّکَ لَمَجْنُونٌ» ربّ العالمین گفت: تو با آن نعمت و کرامت و تخاصیص نبوّت و حکمت که اللَّه با تو کرده دیوانه نیستى. و قیل: معناه انتفى عنک الجنون بنعمة ربّک. و قیل: الباء للقسم.
وَ إِنَّ لَکَ لَأَجْراً غَیْرَ مَمْنُونٍ اى غیر منقوص و لا مقطوع بصبرک على افترائهم علیک. و قیل: و انّ لک لاجرا على تبلیغ الرّسالة و تحمّل المشاقّ غیر محسوب.
یقال: اجر النّبیّ مثل اجر الامّة قاطبة غیر منقوص.
وَ إِنَّکَ لَعَلى‏ خُلُقٍ عَظِیمٍ. قال ابن عباس و مجاهد: اى على دین عظیم لا دین احبّ الىّ و لا ارضى عندى منه و هو دین الاسلام. و قال الحسن: على ادب القرآن، اى انّک لعلى الخلق الّذى نزل به القرآن، سئلت عائشة رضی اللَّه عنها عن خلق رسول اللَّه (ص). فقالت: کان خلقه القرآن. قال قتادة: و هو ما کان یأتمر به من امر اللَّه و ینتهى عنه من نهى اللَّه و المعنى: انّک على الخلق الّذى امرک اللَّه به فی القرآن. و قیل: معناه کان خلقه یوافق القرآن.
رسول خدا (ص) امر و نهى قرآن را چنان پیش رفتى و نگه داشتى بخوش طبعى که گویى خلق وى و طبع وى خود آن بود. و قیل: سمّى اللَّه خلقه عظیما لانّه امتثل تأدیب اللَّه ایّاه بقوله: «خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ» الآیة، و جملة ذلک انّ اللَّه تعالى جمع فیه کلّ خلق محمود لانّه تعالى ذکره ذکر الانبیاء فی سورة الانعام. ثمّ اثنى علیهم فقال عزّ و جلّ: أُولئِکَ الَّذِینَ آتَیْناهُمُ الْکِتابَ وَ الْحُکْمَ وَ النُّبُوَّةَ ثمّ امر محمدا (ص) باتّباع هداهم، فقال: فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ و کان لکلّ واحد منقبة مدح بها و کان مخصوصا بها فخصّ نوح بالشّکر، و ابراهیم بالخلّة، و موسى بالاخلاص، و اسماعیل بصدق الوعد، و یعقوب و ایّوب بالصّبر، و داود بالاعتذار، و سلیمان و عیسى، بالتّواضع. فلمّا امره اللَّه تعالى بالاقتداء بهم، اقتدى بهم فاجتمع له ما تفرّق فی غیره و حاز مکارم الاخلاق باسرها و لهذا
قال صلّى اللَّه علیه و سلّم: «انّ اللَّه بعثنى لتمام مکارم الاخلاق و تمام محاسن الافعال».
و عن البراء بن عازب قال: کان رسول اللَّه (ص) احسن النّاس وجها، و احسنهم خلقا لیس بالطّویل الباین و لا بالقصیر. و عن انس بن مالک قال: خدمت رسول اللَّه (ص) عشر سنین فما قال لى افّ قطّ و ما قال لى لشی‏ء صنعته لم صنعته، و لا لشی‏ء ترکته لم ترکته، و کان رسول اللَّه من احسن النّاس خلقا و لا مسست خزّا قطّ، و لا حریرا، و لا شیئا کان الین من کفّ رسول اللَّه (ص) و لا شممت مسکا و لا عطرا کان اطیب من عرق رسول اللَّه (ص)
و عن عبد اللَّه بن عمر قال: انّ رسول اللَّه (ص) لم یکن فاحشا و لا متفحّشا و کان یقول خیارکم احاسنکم اخلاقا.
و عن انس انّ امرأة عرضت لرسول اللَّه (ص) فی طریق من طرق المدینة فقالت: یا رسول اللَّه انّ لى الیک حاجة. فقال: «یا امّ فلان اجلسى فی اىّ سکک المدینة شئت اجلس الیک. قال: ففعلت، فقعد الیها رسول اللَّه (ص) حتّى قضى حاجتها
و قال انس: کانت الامة من اماء اهل المدینة لتأخذ بید رسول اللَّه (ص) فتنطلق به حیث شاءت. و عن ابى الدّرداء عن النّبی (ص) قال: «انّ اثقل شی‏ء یوضع فی میزان المؤمن یوم القیامة خلق حسن و انّ اللَّه یبغض الفاحش البذئ.
و عن ابى هریرة قال: قال النّبی (ص) لاصحابه: «أ تدرون ما اکثر ما یدخل النّاس النّار؟». قالوا اللَّه و رسوله اعلم. قال: «فانّ اکثر ما یدخل النّاس النّار الأجوفان: الفرج و الفم. أ تدرون ما اکثر ما یدخل النّاس الجنّة؟» قالوا اللَّه و رسوله اعلم. قال: «فانّ اکثر ما یدخل النّاس الجنّة: تقوى اللَّه و حسن الخلق».
عن عائشة (رض) قالت: سمعت رسول اللَّه (ص) یقول: «انّ المؤمن لیدرک بحسن خلقه درجة قائم اللّیل و صائم النّهار.
و عن ابى هریرة قال: قال رسول اللَّه (ص): «احبّکم الى اللَّه احسنکم اخلاقا، الموطؤن اکنافا. الّذین یألفون و یؤلفون. و ابغضکم الى اللَّه المشّاؤن بالنّمیمة المفرّقون بین الاخوان الملتمسون للبراء العثرات».
روى عن علىّ بن موسى الرّضا عن ابیه موسى بن جعفر عن ابیه جعفر بن محمد عن ابیه محمد بن علىّ عن ابیه علىّ بن الحسین عن ابیه حسین بن علىّ عن ابیه علىّ بن ابى طالب سلام اللَّه علیهم. قال: قال رسول اللَّه (ص): «علیکم بحسن الخلق فانّ حسن الخلق فی الجنّة لا محالة، و ایّاکم و سوء الخلق فانّ سوء الخلق فی النّار لا محالة».
قوله: فَسَتُبْصِرُ وَ یُبْصِرُونَ: فسترى یا محمد و یرون یعنى: اهل مکّة اذا نزل بهم العذاب ببدر. و قیل: فی القیامة و کان النّبی (ص) عالما بذلک و لکنّه ذکر على معنى یجتمع مع علمهم بانّک لست بمجنون و لا مفتون.
و قوله: بِأَیِّکُمُ الْمَفْتُونُ معناه بایّکم المجنون. فالمفتون مفعول بمعنى المصدر کما یقال: ما بفلان معقول و مجلود، اى عقل و جلادة. و هذا معنى قول الضحاک و روایة العوفى عن ابن عباس، و قیل: الباء بمعنى فی و مجازه. فَسَتُبْصِرُ وَ یُبْصِرُونَ فی اىّ الفریقین المجنون فی فریقک ام فی فریقهم؟. و قیل: الباء بمعنى مع و المفتون الشّیطان و المعنى: مع ایّکم الشّیطان؟ أ مع المؤمنین ام مع الکفّار؟ و هذا معنى قول مجاهد. و قیل: الباء فیه زائدة و المعنى: ایّکم المفتون، اى المجنون الّذى فتن بالجنون و هذا قول قتادة. و اتّفقوا على انّ المفتون هاهنا المجنون.
إِنَّ رَبَّکَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِیلِهِ بمن زاغ عن دینه و طریقه وَ هُوَ أَعْلَمُ منکم و منهم بِالْمُهْتَدِینَ الى دینه.
فَلا تُطِعِ الْمُکَذِّبِینَ لک یا محمّد و هم المستهزؤن، الّذین ذکروا فی سورة الحجر، اى فیما یدعونک الى متابعة ادیانهم. و النّبی (ص) لم یکن یطیعهم و لکن ذلک امر باستدامة ترک طاعتهم و الاستزادة فیه.
وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَیُدْهِنُونَ داهن و ادهن: واحد، و اصل المداهنه المداجاة.
و المعنى ودّوا لو توافق معهم و تترک مناصحتهم و تلین لهم فیلینون لک و یقاربون لک.
قال ابن قتیبة: ارادوا ان یعبد آلهتهم مدّة و یعبد اللَّه مدّة و قیل الفاء هاهنا للعطف لا للجواب.
وَ لا تُطِعْ کُلَّ حَلَّافٍ مَهِینٍ. قال ابن عبّاس هو ابو جهل. و قال مقاتل: هو الولید بن المغیرة المخزومى. و قیل: الاسود بن عبد یغوث. و قال عطاء الاخنس ابن شریق. و «الحلّاف» کثیر الحلف بالباطل. مَهِینٍ اى حقیر ضعیف و هو فعیل من المهانة و هی قلّة الرّأى و التّمییز. تقول مهن بالضّم فهو مهین. و لیس هذا من الهوان و هو قریب من الاوّل لانّ من اکثر الحلف الکاذبة و هو عند النّاس مهین و انّما یکذب لمهانة نفسه علیه.
هَمَّازٍ یغتاب النّاس و یعیبهم بما لیس فیهم، و یقع فیهم من ورائهم.
مَشَّاءٍ بِنَمِیمٍ اى قتّات یسعى بالنّمیمة بین النّاس للافساد، و فی الخبر لا یدخل الجنّة قتات. و النّمیم جمع نمیمة، و قیل: النّمیم و النّمیمة واحد و الاسم النّمام.
مَنَّاعٍ لِلْخَیْرِ بخیل بالمال، و قیل: یمنع النّاس عن الایمان: قیل: کان له مال.
فقال لاولاده و اولاد اولاده من اسلم منکم منعته مالى. مُعْتَدٍ اى متجاوز للحدّ فی الطّغیان أَثِیمٍ کثیر الاثم، فاجر عاص.
عُتُلٍّ هو الغلیظ الجافى، اکول، شروب، فاحش الخلق سىّ‏ء الخلق.
بَعْدَ ذلِکَ زَنِیمٍ اى بعد هذه الخصال مع هذه الرّذائل دعىّ ملصق بالقوم لیس منهم. قال عکرمة «الزنیم» ولد الزّنا، قال الشّاعر:
زنیم لیس یعرف من ابوه
بغىّ الامّ ذو حسب لئیم‏
و قیل: هو الّذى یعرف بالابنة، روى عن النّبی (ص) الا اخبرکم باهل الجنّة کلّ ضعیف متضعّف لو یقسم على اللَّه لأبرّه، الا اخبرکم باهل النّار کلّ عتلّ جوّاظ مستکبر، و عن شداد بن اوس: «قال: قال رسول اللَّه (ص): لا یدخل الجنّة جوّاظ و لا جعظرىّ و لا عتلّ زنیم». قال: قلت فما الجواظ؟ قال: «کلّ جمّاع منّاع». قلت: فما الجعظرىّ قال: «الفظّ الغلیظ» قلت: فما العتلّ الزّنیم! قال: «کلّ رحیب الجوف اکول شروب، غشوم، ظلوم».
و عن زید بن اسلم قال: قال رسول اللَّه (ص) «تبکى السّماء من رجل اصحّ اللَّه جسمه و ارحب جوفه و اعطاه من الدّنیا مقضما و کان للنّاس ظلوما، فذلک العتلّ الزّنیم.
و عن ابى هریرة عن النّبی (ص) قال: «لا یدخل الجنّة ولد الزّنا و لا ولده و لا ولد ولده»: و قال صلّى اللَّه علیه و سلّم: «لا یزال امّتى بخیر ما لم یفش فیهم ولد الزّنا فاذا فشا فیهم ولد الزّنا یوشک ان یعمّهم اللَّه بعقاب.
و قال صلّى اللَّه علیه و سلّم: «انّ اولاد الزّنا یحشرون یوم القیامة فی صورة القردة و الخنازیر».
و قال عکرمة: اذا کثر اولاد الزّنا قلّ المطر.
قوله: أَنْ کانَ ذا مالٍ وَ بَنِینَ قرأ ابو جعفر و ابن عامر و یعقوب آ ان کان بالمدّ و الاستفهام. قرأ حمزة و عاصم بروایة ابى بکر بهمزتین بلا مدّ. و قرأ الآخرون على الخبر بلا استفهام. فمن قرأ بالاستفهام فمعناه: الان کان ذا مال و بنین.
إِذا تُتْلى‏ عَلَیْهِ آیاتُنا قالَ أَساطِیرُ الْأَوَّلِینَ و قیل: معناه أَنْ کانَ ذا مالٍ وَ بَنِینَ تطیعوا و من قرأ على الخبر فمعناه لا تُطِعْ کُلَّ حَلَّافٍ مَهِینٍ لاجل أَنْ کانَ ذا مالٍ وَ بَنِینَ. و جاء فی التّفسیر انّ الولید بن المغیرة کان له عشرة بنین. و قیل: اثنا عشر ابنا و کان له تسعة آلاف مثقال فضّة و کانت له حدیقة فی الطائف ثمّ اوعده فقال: سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ الخرطوم الانف و السّمة التّسوید، و الوسم على الانف افضح و اقبح، و المعنى: سنجعل له علامة فی الآخرة یعرف بها انّه من اهل النّار من اسوداد الوجه. و جائز ان یفرد بسمة لمبالغته فی عداوة النّبی (ص) فی الدّنیا فیخص من التّشویه بما یتبیّن به من غیره کما کانت عداوته فی الدّنیا زائدة على عداوة غیره و قیل: خصّ الخرطوم بالذّکر و المراد به جمیع الوجه لانّ بعض الشّى‏ء یعبّر به عن کله.
قوله: إِنَّا بَلَوْناهُمْ اى اختبرناهم و ابتلیناهم، یعنى: هل مکّة حین دعا علیهم النّبی (ص) فابتلاهم بالجوع حتّى اکلوا الجیف و العظام، فقال صلّى اللَّه علیه و سلّم: «اللّهم اشدد وطأتک على مصر و اجعلها سنین کسنى یوسف و امر اهل هجران لا یحملوا الى مکّة طعاما و انقطع عنهم الطّریق من قبل العراق.
ابتداء این قصّه آنست که رسول خدا (ص) چون از قریش و اهل مکه بغایت برنجید، دعاء بد گفت بر ایشان، گفت: بار خدایا بطش خود بر ایشان گمار و کار روزى بر ایشان سخت کن و ایشان را سالها قحط و نیاز پیش آر، چنان که در روزگار یوسف مصریان را بود. اللَّه تعالى دعاء رسول خدا اجابت کرد تا باران آسمان و نبات زمین از ایشان باز ایستاد و راه کاروان طعام بر ایشان فرو بسته شد، و سالها در آن قحط و نیاز مردار و استخوان خوردند. ربّ العالمین ایشان را مثل زد بخداوندان آن بستان. و ایشان سه برادر بودند در صنعاء یمن بستانى داشتند، بدو فرسنگى صنعاء، از پدر ایشان باز مانده و بمیراث بایشان رسیده و در آن بستان هم زرع بود و هم درخت خرما و انگور. و پدر ایشان مردى صالح بود. هر سال ریع آن بستان سه قسم کردى، قسمى وجه عمارت و نفقه بستان و قسمى درویشان و خواهندگان را، و قسمى نفقه خویش را. چون پدر از دنیا برفت و بستان با پسران افتاد، سهم درویشان بازگرفتند آن برادر که بهینه ایشان بود و پارساتر و بسن کمتر، ایشان را گفت: حقّ درویشان باز مگیرید و آن سنّت که پدر نهاد دست بمدارید که زیان کار شوید و برکات آن منقطع گردد. ایشان فرمان نبردند. چون وقت چیدن میوه بود و درودن کشته سوگند خوردند که سحرگاهان نزدیک بام بروند و خرما و انگور ببرند، و نگفتند ان شاء اللَّه. مقصود ایشان بوقت سحرگاه آن بود که تا درویشان ندانند و حاضر نشوند که در روزگار پدر ایشان هر سال وقت بریدن میوه و زرع معیّن بود و درویشان حاضر اینست که ربّ العالمین گفت: أَقْسَمُوا لَیَصْرِمُنَّها مُصْبِحِینَ وَ لا یَسْتَثْنُونَ اى لم یقولوا ان شاء اللَّه.
فَطافَ عَلَیْها طائِفٌ مِنْ رَبِّکَ اى عذاب من ربّک لیلا و لا یکون الطّائف الّا باللّیل و کان ذلک الطّائف نارا نزلت من السّماء فاحرقتها. وَ هُمْ نائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ الجنة کَالصَّرِیمِ اى محرقة سوداء کاللّیل. و قیل: بیضاء لم یبق فیها سواد زرع و لا شجر کالنّهار و الصّریم اللّیل و الصّریم النّهار لانّ کلّ واحد منهما ینصرم عن صاحبه و قیل: کالصّریم یعنى: کالبستان الّذى صرم زرعه و ثماره و یکون الصّریم بمعنى المصروم کعین کحیل و کفّ خضیب. ایشان سوگند خوردند بى استثنا که بامداد پگاه پنهان از درویشان روند و میوه چینند. و آن گه در خواب شدند و ربّ العالمین آن شب آتشى فرو گشاد تا هر چه در آن بستان بود همه بسوخت و خاکستر گردانید و ایشان از آن حال و از آن عذاب بى خبر، بوقت بام برخاستند و یکدیگر را آواز دادند که: أَنِ اغْدُوا عَلى‏ حَرْثِکُمْ إِنْ کُنْتُمْ صارِمِینَ اى قاطعین لها فَانْطَلَقُوا وَ هُمْ یَتَخافَتُونَ یتسارّون بینهم.
أَنْ لا یَدْخُلَنَّهَا الْیَوْمَ عَلَیْکُمْ مِسْکِینٌ و یخفون انفسهم و کلامهم من النّاس.
وَ غَدَوْا عَلى‏ حَرْدٍ قادِرِینَ اى على قصد و حرص و امر اسّسوه و اجمعوا علیه قادِرِینَ عند انفسهم على الصّرام.
چون فرا راه بودند، با یکدیگر سخن نرم گفتند و براز، که نباید که امروز هیچ درویشى در آن بستان آید و خویشتن را پوشیده و پنهان میداشتند تا کس بنداند ازین درویشان که ایشان ببستان میروند و بر قصدى و آهنگى درست میرفتند و حرصى تمام. چون نزدیک بستان رسیدند و هیچ درویش ندیدند، گفتند که: دست یافتیم و مقصود حاصل کردیم. در نفس خویش چنان پنداشتند که قدرت و توان آنچه مقصود و مرا دست یافتند. و قیل: معنى قادِرِینَ اى خرجوا فی الوقت الّذى قدّروه. بیرون آمدند آن ساعت که در اوّل شب تقدیر کرده بودند و بر آن عزم و بر آن تقدیر خفته، پس چون در بستان شدند درختان و زرع آن دیدند سوخته و خاکستر گشته و آب سیاه بر آمده گفتند: إِنَّا لَضَالُّونَ ما راه گم کردیم مگر این نه بستان ماست؟ چون نیک نگاه کردند بدانستند که جرم ایشان راست که حقّ درویشان باز گرفتند و گفتند: بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ نه نه راه گم نکردیم که این بستان ماست ما را از میوه و بر آن محروم کردند و از نعمت بى بهره ماندیم، بآنکه حقّ درویشان باز گرفتیم.
قالَ أَوْسَطُهُمْ اى خیرهم و افضلهم و اعدلهم قولا و کان اصغرهم سنّا أَ لَمْ أَقُلْ لَکُمْ لَوْ لا تُسَبِّحُونَ اى هلّا تستثنون عند قولکم لَیَصْرِمُنَّها مُصْبِحِینَ و الاستثناء تسبیح لانّه تنزیه و تعظیم للَّه و اقرارا بانّه لا یقدر أحد أن یفعل فعلا الّا بمشیّة اللَّه. و قیل: معناه هلّا تذکرون نعم اللَّه علیکم فتؤدّوا حقّ اللَّه من اموالکم.
آن برادر کهینه گفت و بهینه ایشان بود عاقلتر و فاضلتر: نمى‏گفتم شما را که خداى را بپاکى چرا نستائید و از پذیرفتن بیداد چرا پاک نشناسید؟ و چرا ذکر نعمت او بشکر نکنید؟ تا حقّ او از مال خود بیرون کنید و بدرویشان دهید.
و آن گه که مى‏گفتید بامداد به بوستان رویم چرا ان شاء اللَّه نگفتید و رفتن خویش با مشیّت اللَّه نیفکندید. و اگر شما سبحان اللَّه گفتید بهتر از آن اندیشه بودى که کردید پس ایشان گفتند: سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا کُنَّا ظالِمِینَ پاکست و بى عیب خداوند ما و مائیم ستمکاران بر خویشتن. بگناه خود معترف شدند و یکدیگر را ملامت کردند.
چنان که ربّ العزّة گفت: فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ یَتَلاوَمُونَ یلوم بعضهم بعضا بما فعلوا یعنى الهرب من المساکین، هذا یقول کان الذّنب لک و یقول الآخر بل کان الذّنب لک.
قالُوا یا وَیْلَنا إِنَّا کُنَّا طاغِینَ از کرده پشیمان شدند و بتضرّع و زارى بدرگاه اللَّه باز گشتند و بجرم خود اقرار کردند. گفتند: اى ویل بر ما که از اندازه خود در گذشتیم و از راه صواب برگشتیم که حقّ درویشان باز گرفتیم با این همه نومید نشدند که بر درگاه اللَّه نومیدى نیست. گفتند:
عَسى‏ رَبُّنا أَنْ یُبْدِلَنا خَیْراً مِنْها إِنَّا إِلى‏ رَبِّنا راغِبُونَ اى راغبون فی المسألة ان یتوب علینا و ان یرزقنا خیرا منها. قال عبد اللَّه بن مسعود: بلغنى انّ القوم تسابوا و اخلصوا و عرف اللَّه منهم الصّدق فابدلهم بها جنّة خیرا منها و اسمها الحیوان فیها عنب یحمل البغل منها عنقودا.
کَذلِکَ الْعَذابُ اى کما فعلت باهل هذه الجنّة کذلک افعل بامّتک اذا لم تعطف اغنیاؤهم على فقرائهم بان امنعهم القطر و ارسل علیهم الحوائج و ارفع البرکة من زروعهم و تجارتهم. ثمّ قال: وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَکْبَرُ لَوْ کانُوا یَعْلَمُونَ اى و ما اعددت لهؤلاء الکفّار من الوان العذاب فی الآخرة اکبر و اعظم و اشدّ لو عقلوا و عملوا ذلک ثمّ اخبر بما عنده للمتّقین فقال: إِنَّ لِلْمُتَّقِینَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِیمِ اى بساتین نعیمها مقیم و لا یبید و لا یفنى خلافا لبساتین الدّنیا فانّها فانیة هالکة صاحبها فی عناء من عمارتها فلا ترغبوا فیها عنها. فلمّا نزلت هذه الآیة قال عتبة بن ربیعة: لئن کان ما یقول محمّد حقّا لنکوننّ افضل اجرا منهم فی الآخرة کما نحن الیوم افضل منهم فی الدّنیا فانزل اللَّه سبحانه: أَ فَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِینَ کَالْمُجْرِمِینَ استفهام انکار و توبیخ، اى لا نفعل فان المسلمین فی الجنّة، و المجرمین، و هم الکافرون، فی النّار.
ما لَکُمْ یا کفّار قریش کَیْفَ تَحْکُمُونَ؟ من این حکمتهم بالتّسویة بین المطیع و العاصى و اىّ عقل اقتضى ذلک، اى انّ هذا الحکم جور ان تعطوا فی الآخرة ما یعطى المسلمون.
أَمْ لَکُمْ کِتابٌ نزل من عند اللَّه. فِیهِ تَدْرُسُونَ اى تقرؤن ما فیه.
إِنَّ لَکُمْ فِیهِ اى فی ذلک الکتاب. لَما تَخَیَّرُونَ اى ما تختارون لانفسکم و تشتهون و انّما کسرت انّ لما دخلت فی خبرها اللّام تخیّر و اختار بمعنى واحد.
أَمْ لَکُمْ أَیْمانٌ عهود و مواثیق عَلَیْنا بالِغَةٌ اى مؤکّدة محکمة عاهدناکم علیه فاستوثقتم بها منّا فلا ینقطع عهدکم إِلى‏ یَوْمِ الْقِیامَةِ إِنَّ لَکُمْ فی ذلک العهد لَما تَحْکُمُونَ لانفسکم من الخیر و الکرامة عند اللَّه. خلاصة المعنى: هل وجدتم فی کتاب لى او درستم انّى اقسمت قسما بالغا شدیدا لا مثنویّة فیه انّى افعل ما تحکمون. ثمّ قال لنبیّه (ص): أَیُّهُمْ بما یقولون من انّ لهم فی الآخرة حظّا زَعِیمٌ اى کفیل ضامن فان من کان على بصیرة من شی‏ء تکفّل به و اذ لم یتکفّلوا دلّ على انّهم غیر واثقین بما یقولون. قال الحسن: الزّعیم فی الآیة بمعنى الرّسول، اى فیهم رسول او جاءهم رسول بصحّة ما یقولون.
أَمْ لَهُمْ شُرَکاءُ یعنى: آلهة تکفل لهم بما یقولون و قیل: شهداء یشهدون لهم بصدق ما یدعونه. فَلْیَأْتُوا بِشُرَکائِهِمْ اى فلیأتوا بها: إِنْ کانُوا صادِقِینَ فی دعواهم.
یَوْمَ یُکْشَفُ عَنْ ساقٍ یوم ظرف و المعنى: فلیأتوا بشرکائهم فی ذلک الیوم لتنفعهم و تشفع لهم. و قیل: معناه اذکر یَوْمَ یُکْشَفُ عَنْ ساقٍ و قرئ بالنّون نکشف عن ساق.
روى البخارى فی الصّحیح عن یحیى بن بکیر عن اللیث بن سعد عن خالد بن یزید عن سعید بن ابى هلال عن زید بن اسلم عن عطاء بن یسار عن ابى سعید الخدرى عن رسول اللَّه (ص) قال: «یکشف ربّنا عن ساقه فیخرّون له سجّدا»
و قال ابن مسعود: یکشف ربّنا عن ساقه. و عن ابى موسى الاشعرى عن النّبی (ص) یُکْشَفُ عَنْ ساقٍ قال نور عظیم یخرّون له سجّدا.
و قال اهل اللّغة: الکشف عن السّاق کنایة عن شدّة الامر قال الشّاعر: «و قامت الحرب على ساق» و یروى عن ابن عباس انّه قال: یکشف عن الامر الشّدید و ذلک اشدّ السّاعة تمرّ بهم فی القیامة یُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فامّا المؤمنون فیخرّون سجّدا و امّا المنافقون فتصیر ظهورهم طبقا کانّها السقافید. فَلا یَسْتَطِیعُونَ السّجود فتسوّد عند ذلک وجوههم و یتمیّز الکافرون من المؤمنین حینئذ و کانوا قبل ذلک مختلطین. و عن ابى هریرة عن النّبی (ص) قال: «یأخذ اللَّه عزّ و جلّ للمظلوم من الظّالم حتّى لا تبقى مظلمة عند احد حتّى انّه لیکلّف شائب اللّبن بالماء ثمّ یبیعه ان یخلص اللّبن من الماء فاذا فرغ من ذلک نادى مناد یسمع الخلائق کلّهم الا لیلحق کلّ قوم بآلهتهم و ما کانوا یعبدون من دون اللَّه، فلا یبقى احد عبد شیئا من دون اللَّه الّا مثّلت له آلهته بین یدیه و یجعل اللَّه ملکا من الملائکة على صورة عزیر و یجعل ملکا من الملائکة على صورة عیسى بن مریم فیتّبع هذا الیهود و یتّبع هذا النّصارى، ثمّ تلویهم آلهتهم الى النّار و هم الّذین یقول اللَّه عزّ و جلّ لو کان هؤلاء آلهة ما و ردوها و کلّ فیها خالدون و اذا لم یبق الّا المؤمنون و فیهم المنافقون، قال اللَّه عزّ و جلّ لهم ذهب النّاس فالحقوا بآلهتکم و ما کنتم تعبدون! فیقولون و اللَّه ما لنا آله الّا اللَّه و ما کنّا نعبد غیره. فینصرف اللَّه عنهم فیمکث ما شاء اللَّه ان یمکث ثمّ یأتیهم فیقول: ایّها النّاس ذهب النّاس فالحقوا بآلهتکم و ما کنتم تعبدون. فیقولون: و اللَّه ما لنا آله الّا اللَّه و ما کنّا نعبد غیره فیکشف لهم عن ساق و یتجلّى لهم من عظمته ما یعرفون انّه ربّهم فیخرّون سجّدا على وجوههم و یخرّ کلّ منافق على قفاه و یجعل اللَّه اصلابهم کصیاصى البقر ثمّ یضرب الصّراط بین ظهرانى جهنّم.
قوله: خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ و ذلک انّ المؤمنین یرفعون رؤسهم من السّجود و وجوههم اشدّ بیاضا من الثّلج و تسوّد وجوه الکافرین و المنافقین. تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ اى تغشاهم ذلّ النّدامة و الحسرة. وَ قَدْ کانُوا یُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ. قال ابراهیم التیمى یعنى: الى الصّلاة المکتوبة بالاذان و الاقامة، و قیل: کانوا یسمعون حىّ على الصّلاة فلا یجیبون. وَ هُمْ سالِمُونَ اصحّاء فلا یأتونه. قال کعب الاحبار و اللَّه ما نزلت هذه الآیة الّا فی الّذین یتخلّفون عن الجماعات، و قیل: کانت ظهورهم سلیمة بخلاف ما کانت فی الآخره فلا یجیبون.
فَذَرْنِی وَ مَنْ یُکَذِّبُ بِهذَا الْحَدِیثِ اى فدعنى و المکذّبین بالقرآن و خلّ بینى و بینهم. قال الزجاج: اى لا تشغل قلبک بهم و کلّهم الىّ فانّى اکفیکهم و دعنى ایّاهم. سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَیْثُ لا یَعْلَمُونَ اى سنأخذهم بالعذاب حالا بعد حال و سنقرّبهم من العذاب من حیث لا یشعرون فعذّبوا یوم بدر. قال سفیان الثورى الاستدراج ان یبسط علیهم النّعم و یمنعهم الشّکر و قال السّدّى کلّما جدّدوا معصیة جدّدنا لهم نعمة و امسیناهم شکرها.
وَ أُمْلِی لَهُمْ اطیل لهم المدّة إِنَّ کَیْدِی مَتِینٌ اى انّ اخذى بالعذاب شدید.
أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً اى أ تطالبهم یا محمد على ما آتیتهم به من الرّسالة جعلا. فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ اى فهم من غرم ذلک الجعل مُثْقَلُونَ: لا یطیقونه أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَیْبُ اى عندهم اللّوح المحفوظ، فهم یکتبون منه و یستنسخون منه و قیل: الْغَیْبُ ما غاب عنه من خفىّ معلوماته و لطف تدبیره و کلّ ذلک تنبیه على فساد ما هم علیه مقیمون اتّباع الهوى.
فَاصْبِرْ لِحُکْمِ رَبِّکَ ارض بقضاء ربّک یا محمد و احبس نفسک و قلبک على ما یحکم به ربّک و لا تضجر بقلبک و لا تجزع بنفسک. وَ لا تَکُنْ کَصاحِبِ الْحُوتِ یعنى یونس بن متى، لا تعجل کما عجل یونس إِذْ نادى‏ ربّه وَ هُوَ مَکْظُومٌ مملوّ من الغضب مکروب مغموم. قیل: نزلت هذه الآیة یوم احد لمّا انهزم المسلمون و کسر رباعیة النّبی (ص) و قال: کیف یفلح قوم شجّوا نبیّهم و خضبوا وجهه بالدّم و هو یدعوهم الى اللَّه و اراد ان یدعوا على الّذین قاتلوه فامره اللَّه بالصّبر، و الظّاهر انّها عامة فی جمیع احواله الّتى امر فیها بالصّبر، و المعنى: لا تستعجل بعقوبة قومک کما استعجل یونس فلقى ما لقى فی بطن الحوت حتّى نادى ربّه و هو ممتلى حزنا على نفسه.
لَوْ لا أَنْ تَدارَکَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ اى لو لا انّ اللَّه تاب علیه و خصّه برحمته و لحقته نعمة من قبله. و قیل: لَوْ لا أَنْ تَدارَکَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ هى النّبوّة. و قیل: عبادته السّابقه. لَنُبِذَ بِالْعَراءِ اى لطرح بالارض الفضاء. وَ هُوَ مَذْمُومٌ اى لولا ذلک لنبذ مذموما بدل ما نبذ محمودا. العراء، الفضاء العارى من البناء.
و یقال: هذا «العراء» عرصة السّاعة. العراء فی الآیة الأخرى «فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ» هى ارض الموصل.
فَاجْتَباهُ رَبُّهُ اى جدّدنا اجتباءه و اعدنا اصطفاءه بعد المحنة کقوله فی: آدم: «وَ عَصى‏ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى‏» «ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ» و قیل فَاجْتَباهُ رَبُّهُ اى اختاره لرسالته فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِینَ اى من الانبیاء قوله وَ إِنْ یَکادُ الَّذِینَ کَفَرُوا ان هاهنا مخفّفة من الثّقیلة، و المعنى: و انّ الّذین کفروا یکادون یصیبونک باعینهم و ذلک حین اراد الکفّار ان یعینوا رسول اللَّه فیصیبوه بالعین فنظر الیه قوم من قریش و قالوا: ما رأینا مثله و لا مثل حججه و کانت العین فی بنى اسد حتّى انّ الرّجل منهم ینظر الى النّاقة السّمینة او البقر السّمینة ثمّ یعینها ثمّ یقول للجاریة: خذى المکتل و الدّرهم فاتینا بلحم من لحم هذه فما تبرح حتّى تقع فتنحر و کان الواحد اذا اراد ان یعین شیئا یجوع ثلاثة ایّام ثمّ یعرض له فیقول تاللّه ما رایت مالا اکثر و لا احسن من هذا فیتساقط ذلک الشّی‏ء فارادوا مثل ذلک برسول اللَّه (ص) فعصمه اللَّه من ذلک و انزل هذه الآیة. قال الحسن: هذه الآیة دواء اصابة العین. و فی الخبر: «العین حقّ تشترک من الخالق»
و یروى: «العین حقّ تدخل الرّجل القبر و الجمل القدر و لو کان شی‏ء یسبق القدر لسبقته العین».
و قال بعضهم: انّما یصیب الانسان بالعین ما یستحسنه و تمیل نفسه الیه و کان نظرهم الى النّبی (ص) نظرة البغض و ذلک ضدّه. قالوا و معنى الآیة: انّهم لشدّة عداوتهم لک ینظرون الیک نظرا یکاد یصرعک عن مکانک کما یقال نظر الىّ فلان نظرا کاد یأکلنى به. و الجمهور على القول الاوّل. قرأ اهل المدینة لَیُزْلِقُونَکَ بفتح الیاء و الآخرون بضمّها و هما لغتان یقال: زلقت الرّجل و ازلفته اذا صرعته و کان رسول اللَّه (ص) اذا قرأ القرآن کاد المشرکون یزلقونه استحسانا و الذّکر هاهنا القرآن. وَ یَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ینسبونه الى الجنون اذا سمعوه یقرأ القرآن و یقولون معه جنّى یعلّمه الکتاب.
و قیل: مختلط العقل قالوه حسدا وَ ما هُوَ إِلَّا ذِکْرٌ لِلْعالَمِینَ اى و ما القرآن الّا موعظة للمؤمنین و شرف لهم و نجاة، و قیل: وَ ما هُوَ اى و ما محمد و ارسلنا ایّاه الّا ذِکْرٌ و شرف لِلْعالَمِینَ الجنّ و الانس.
رشیدالدین میبدی : ۶۹- سورة الحاقة- مکیة
النوبة الثانیة
این سوره بعدد کوفیان پنجاه و دو آیت است، دویست و پنجاه و نه کلمت، هزار و چهار صد و هشتاد حرف، جمله به مکه فروآمد و باجماع مفسّران در مکیات شمرند، و درین سوره ناسخ و منسوخ نیست. و عن ابى امامة عن ابى بن کعب قال: قال رسول اللَّه (ص): «من قرأ سورة الحاقّة حاسبه اللَّه حسابا یسیرا»
و فی بعض الآثار من قرأ احدى عشرة آیة من سورة الحاقّة اجیر من فتنة الدّجّال و من قرأها کان له نور من فوق رأسه الى قدمه.
قوله: الْحَاقَّةُ یعنى: القیامة، سمّیت حاقّة لانّها واجبة الکون و الوقوع من حقّ یحقّ بالکسر اى وجب و صحّ مجیئها للجزاء على الطّاعة ثوابا و على المعصیة عقابا. قال اللَّه تعالى: وَ لکِنْ حَقَّتْ کَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْکافِرِینَ. اى وجبت. و قیل: مشتقّ من حقّ یحقّ بالضّمّ، تقول حققت علیه القضاء اوجبته. و المعنى: توجب لکلّ احد ما استحقّه من الثّواب و العقاب. و قیل: سمّیت حاقّة لانّها حقّت کلّ من حاقّها من مکذّب فی الدّنیا فحقّته و غلبته. و قال الکسائى: الحاقّة یعنى یوم الحقّ.
قوله: مَا الْحَاقَّةُ هذا استفهام، معناه التّفخیم لشأنها کما یقال زید ما زید؟
على التّعظیم لشأنه. قوله: «ما» رفع بالابتداء، الحاقّة خبره و الجملة خبر المبتدا الاوّل.
وَ ما أَدْراکَ مَا الْحَاقَّةُ اى انّک و ان سمعتها لم تعلم بها. لانّک لم تعاینها و لم تر ما فیها من الاهوال، و قیل: معناه لیس ذلک من علمک و لا من علم قومک.
کَذَّبَتْ ثَمُودُ وَ عادٌ بِالْقارِعَةِ اى بالحاقّة، فوضع القارعة موضعها لانّهما من اسماء القیامة و سمّیت قارعة لانّها تقرع قلوب العباد بالمخافة، و قیل: معناه: کَذَّبَتْ ثَمُودُ وَ عادٌ بالعذاب الّذى اوعدهم نبیّهم حتّى نزل بهم فقرع قلوبهم. فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِکُوا بِالطَّاغِیَةِ اى بسبب طغیانهم و مجاورتهم الحدّ فی کفرهم و هی مصدر، کالعافیة و العاقبة الخائبة. هذا کقوله: کَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها و قیل: الطّاغیة الصّیحة المتجاوزة فی العظم کلّ صیحة، اى اهلکوا بالرّجفة و الصّیحة الطّاغیة، و قیل: الطّاغیة اسم البقعة الّتى اهلکوا فیها و قیل: معناه بالفرقة الطّاغیة و هم قدار بن سالف عاقر الناقة و اتباعه.
وَ أَمَّا عادٌ فَأُهْلِکُوا بِرِیحٍ و هی الدبور
لقول النّبی (ص) «نصرت بالصّبا و اهلکت عاد بالدّبور «صرصر»
اى باردة فی النّهایة و قیل: لها صرّ اى صوت «عاتیة» اى عتت على خزّانها فی شدّة هبوبها غضبا على اعداء اللَّه اذن للَّه لها من دون الخزّان. قال قتادة لم تخرج الّا مقدار خاتم. و قال ابن عباس: لم تکن فی الدّنیا سفوة ریح و لا قطرة مطر الّا بمکیال و وزن الّا ما کان من ریح عاد فانّها عتت على الخزّان فلم یملکوها و خرجت على قدر حلقة خاتم و ماء طوفان قوم نوح فانّه طغى على الخزّان فلم یملکوه و علا فوق کلّ شی‏ء خمسة عشر ذراعا.
سَخَّرَها عَلَیْهِمْ اى سلّطها و حبسها علیهم سَبْعَ لَیالٍ وَ ثَمانِیَةَ أَیَّامٍ یقال: اخر اسبوع من شهر صفر. «حُسُوماً» متتابعة ولاء بین اربعاوین اخذ من جسم الجرح یتابع کیا بعد کى لیقطع الدّم، و قیل: «حُسُوماً» اى شوما کانها حسمت الخیر عن اهلها، کقوله: «فِی أَیَّامٍ نَحِساتٍ» و قیل: «حُسُوماً» جمع حاسم کالشّاهد و الشهود، و الحاسم: القاطع المذهب للاثر، اى قاطعة لدابر اولئک القوم.
فیکون نصبا على الصّفة. و قیل: نصب على المصدر. قال وهب: هى الایّام الّتى تسمّیها العرب ایّام العجوز ذات برد و ریاح شدیدة. سمّیت عجوزا لانّها فی عجزة الشّتاء اى اواخرها و قیل: سمّیت بذلک لانّ عجوزا من قوم عاد دخلت سربا فتبعتها الرّیح فقتلتها الیوم الثّامن من نزول العذاب و انقطع العذاب فَتَرَى الْقَوْمَ فِیها صَرْعى‏ اى لو کنت حاضرا هناک لرأیت القوم فیها، اى فی تلک اللّیالى و الایّام صرعى، اى هلکى، جمع صریع. کَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ اى اصول نخل «خاوِیَةٍ» اى ساقطة خالیة من العذوق خالیه منابتها منها، و قیل: خالیة الاجواف، و قال فی موضع آخر: «کَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ» قیل: کان طولهم اثنى عشر ذراعا.
فَهَلْ تَرى‏ لَهُمْ مِنْ باقِیَةٍ اى نفس باقیة کقوله: «هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ» و قیل: هى مصدر کالعافیة، و المعنى: هل ترى لهم من بقاء.
وَ جاءَ فِرْعَوْنُ وَ مَنْ قَبْلَهُ قرأ اهل البصرة و الکسائى بکسر القاف و و فتح الباء، اى و من معه من جنوده و اتباعه، و قرأ الآخرون بفتح القاف و سکون الباء، اى و من تقدّمه من الامم الکافرة وَ الْمُؤْتَفِکاتُ اى قرى قوم لوط یرید اهل المؤتفکات، و قیل: یرید الامم الّذین ائتفکوا «بِالْخاطِئَةِ» اى بالخطئة و المعصیة و هی الشّرک.
فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ یعنى: لوط و موسى (ع) و قیل: کلّ امّة عصوا رسولهم الّذى ارسل الیهم و یجوز ان یکون الرّسول بمعنى الرّسالة فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِیَةً اى نامیة زائدة على ما عملوا باضعافها، و قیل: زائدة على عذاب الامم، اى عاقبهم اشدّ العقوبة إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ اى ارتفع و علا و تجاوز الحدّ المعتاد حتّى غرق الارض. و قیل: طغى على خزّانة، اى على میکائیل و حزبه من الملائکة فخرج من الکیل و الوزن و لم یعلموا قدره و حَمَلْناکُمْ اى حملنا آباءکم یا امّة محمد و انتم فی اصلابهم. فِی الْجارِیَةِ یعنى السّفینة و سمّیت جاریة لانّ من شأنها ان تجرى على الماء.
لِنَجْعَلَها لَکُمْ تَذْکِرَةً اى السّفینة الجاریة فانّها بقیت الواحها دهرا و قیل: لنجعل ما اتّخذ على مثالها فانّ سفن الدّنیا تذکّر سفینة نوح و کانت اوّلها، و قیل: لنجعل هذه الفعلة و هی اغراق قوم نوح لکم تذکرة و وجه کونها تذکرة ان نجاة من فیها و تغریق من سواهم، تقتضى انّه من مدبر ابدع امرا لم تجربه العادة.
وَ تَعِیَها اى و تحفظها «اذن» انسان شأنه ان یحفظ ما یجب حفظه.
قال النّبی (ص): «افلح من جعل اللَّه له قلبا واعیا، الوعى ان یحفظ السّامع ما یسمعه و یعمل به»
و عن مکحول قال لمّا نزلت وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ
قال رسول اللَّه (ص): «دعوت اللَّه ان یجعلها اذنک یا على» قال على (ع): فما نسیت شیئا بعد ذلک و ما کان لى ان انساه.
یقال الوعى فعل القلب و لکنّ الاذان تؤدى الحدیث الى القلوب الواعیة فنعتت الآذان بنعت القلوب، تقول: وعیت الکلام اذا فهمته و حفظته و اوعیت المتاع و الزّاد اذا جمعته فی الوعاء، قال الشّاعر:
الخیر یبقى و ان طال الزّمان به
و الشّر اخبث ما اوعیت من زاد.
و منه قوله تعالى: «وَ جَمَعَ فَأَوْعى‏» فَإِذا نُفِخَ فِی الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ نفخة و النّفخ واحد و ذکر الواحد للتّأکید لانّ النّفخة لا تکون الّا واحدة و هی النّفخة الاولى فیمن جعل النّفخة نفختین احدیها یموت عندها النّاس و الثّانیة یبعثون عندها.
وَ حُمِلَتِ الْأَرْضُ وَ الْجِبالُ اى حمل ما على الارض من جبال و احجار و اشجار من اماکنها فضربت على الارض.
فَدُکَّتا دَکَّةً واحِدَةً اى دقّتا دقّة واحدة فصارتا هباء منبثّا. و قیل: دکّها زلزلتها. و قیل: دکّها ان تصیر قطعة واحدة «لا تَرى‏ فِیها عِوَجاً وَ لا أَمْتاً».
فَیَوْمَئِذٍ اى حینئذ. وَقَعَتِ الْواقِعَةُ الّتى توعدون و هی قیام السّاعة و صیحتها.
وَ انْشَقَّتِ السَّماءُ
قال على (ع): اى عن المجرّة
فَهِیَ یَوْمَئِذٍ واهِیَةٌ ضعیفة کالغزل المنقوض، و قیل: ساقطة متشقّقة.
وَ الْمَلَکُ عَلى‏ أَرْجائِها الرّجا جانب الشّی‏ء مقصور و الاثنان رجوان و الجمع ارجاء. قال الشّاعر:
اذا لم تحظ فی ارض فدعها
و حثّ الیعملات على رجاها
و لا یغررک حظّ اخیک منها
اذا صفرت یمینک من جداها
فانّک واجد دارا بدار
و لست بواجد نفسا سواها
وَ الْمَلَکُ عَلى‏ أَرْجائِها اى الملائکة على اطرافها و نواحیها و ابوابها.
قال الضحاک: تکون الملائکة على حافاتها حتّى یأمرهم الرّبّ فینزلوا فیحیطوا بالارض و من علیها و قیل: الْمَلَکُ عَلى‏ أَرْجائِها ینتظر ما یؤمر به فی اهل النّار و اهل الجنّة من الثّواب و العقاب. و قیل: انّما جعلهم فی نواحى السّماء لانّ الکفّار یقصدون الحرب لما یرونه من شدّة العقوبة و تردّهم الملائکة و ذلک معنى قوله: «لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ» اى لا تقصدون مهربا الّا و هناک لى اعوان و لى به سلطان. وَ یَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّکَ فَوْقَهُمْ اى فوق رؤسهم یومئذ یوم القیامة. «ثَمانِیَةٌ» اى ثمانیة املاک و جاء فی الحدیث: «انّهم الیوم اربعة و اذا کان یوم القیامة امدّهم اللَّه باربعة آخرین فکانوا ثمانیة على صورت الاوعال ما بین اظلافهم الى رکبهم کما بین سماء الى سماء
و فی الخبر الصّحیح عن العباس بن عبد المطلب قال: کنّا جلوسا عند النّبی (ص) بالبطحاء فمرّت سحابة فقال النّبی (ص): «أ تدرون ما هذا»؟ قلنا السّحاب فقال: «و المزن» قلنا و المزن؟ قال: «و العنان» فسکتنا. فقال: «هل تدرون کم بین السّماء و الارض»؟ قلنا: اللَّه و رسوله اعلم. قال: «بینهما مسیرة خمس مائة سنة و من کلّ سماء الى سماء مسیرة خمس مائة سنة، و فی روایة اخرى، قال (ص): «فانّ بعد ما بینهما امّا واحدة و امّا اثنتان و امّا ثلاث و سبعون سنة» قال: «و السّماء الثّانیة فوقها حتّى عدّ سبع سماوات»: ثمّ قال: «و فوق السّابعة بحر ما بین اعلاه الى اسفله کما بین سماء الى سماء و فوق ذلک ثمانیة اوعال ما بین اظلافهنّ الى رکبهنّ کما بین سماء الى سماء و فوق ذلک العرش و اللَّه تعالى فوق العرش»
و عن عبد اللَّه بن وهب عن ابیه: انّ حملة العرش الیوم اربعة، لکلّ ملک منهم اربعة اوجه و اربعة اجنحة وجه کوجه الانسان، و وجه کوجه الاسد، و وجه کوجه الثّور، و وجه کوجه النّسر و جناحان قد غطى بهما وجهه لئلّا یصعق وجهه من نور العرش و جناحان یهفو بهما، و قال غیر وهب: حملة العرش الیوم اربعة ملک فی صورت انسان، و ملک فی صورت ثور و ملک فی صورت اسد، و ملک فی صورت نسر.
روى انّه انشد بین یدى رسول اللَّه (ص) قول امیّة بن ابى الصّلت:
رجل و ثور تحت رجل یمینه
و النّسر للأخرى و لیث مرصد.
فقال النّبی (ص) صدق، و قیل: فی ثمانیة انّه ثمانیة صفوف من الملائکة لا یعلمهم الّا اللَّه عزّ و جلّ، و الاوّل اصحّ و قیل: الخلق عشرة اجزاء جزء الانس و الجنّ و سائر الحیوان و جزء الملائکة السّماوات و الارضین و ثمانیة اجزاء حملة العرش و هم الکرّوبیّون. و الفائدة فی ذکر العرش عقیب ما تقدّم انّ العرش بحاله خلاف السّماء و الارض. و عن على بن الحسین علیهما السّلام قال: انّ اللَّه عزّ و جلّ خلق العرش رابعا لم یخلق قبله الّا ثلاثة: الهواء، و القلم، و النّور، ثمّ خلق العرش من الوان انوار مختلفة من ذلک نور اخضر منه اخضر و الخضرة و نور اصفر منه اصفر و الصّفرة و نور احمر منه احمر و الحمرة و نور ابیض و هو نور الانوار و منه ضوء النّهار.
قوله: یَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى‏ مِنْکُمْ خافِیَةٌ قرأ حمزة و الکسائى: لا یخفى بالیاء اى لا یستتر على اللَّه شی‏ء منکم و لا من احوالکم. روى عن ابو موسى الاشعرى قال: یعرض النّاس یوم القیامة ثلاث عرضات فامّا عرضتان فجدال و معاذیر و امّا العرضة الثّالثة فعندها تطیر الصّحف فی الایدى فاخذ بیمینه و اخذ بشماله و قیل: لیس یعرضهم لیعلم ما لم یکن عالما به و لکنّه یعرضهم مبالغة و مظاهرة فی العدل، و قیل: معنى العرض ان یعرف کلّ واحد ما یستحقّه من ثواب او عقاب، و قیل: یعرضون باعمالهم و اقوالهم کما یعرض السّلطان جنده باسلحتهم و دوابّهم.
فَأَمَّا مَنْ أُوتِیَ کِتابَهُ بِیَمِینِهِ هذا اخبار عن قول الفریقین اذا وصل الیهم کتاب الحفظة فیقول المؤمنون قیل: نزلت هذه الآیة فی ابى سلمة بن عبد الاسد زوج امّ سلمة امرأة النّبی (ص) هو اوّل من هاجر الى المدینة من اصحاب رسول اللَّه (ص) ثمّ هو عامّ فی کلّ مؤمن. فَیَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا کِتابِیَهْ تقدیره هاؤم کتابى و اقرؤا کتابى فحذف الاوّل لانّ الثّانی یدلّ علیه، اى خذوا کتابى و اقرؤا و انظروا الى نجاتى لتقفوا علیها، یقال للرّجل «هاء» اى خذ، و للاثنین «هاؤما»، و للجمیع «هاؤم».
یقال: انّه کتاب تکون زلّات صاحبه فی باطنه و طاعاته فی ظاهره یراها النّاس و یقولون: طوبى لهذا العبد، فاذا قرأ کتابه وجد فی آخره انّى سترت علیک فی الدّنیا و انّى اغفر هالک الیوم فیشرق وجهه و یؤمر بان یقلب کتابه فاذا قلبه راى حسناته و فی آخرها قد قبلتها منک فیقول من فرط سروره: تعالوا اقْرَؤُا کِتابِیَهْ و الهاء فی کتابیه و حسابیه للوقف و لاستراحة.
عن زید بن ثابت قال: قال رسول اللَّه (ص): «اوّل من اعطى کتابه من هذه الامّة عمر بن الخطاب و له شعاع کشعاع الشّمس» قیل له: فاین ابو بکر؟ قال: هیهات زفته الملائکة الى الجنّة.
قوله: إِنِّی ظَنَنْتُ أَنِّی مُلاقٍ حِسابِیَهْ هذا الظّنّ اسم للعلم لیس من الشّک و هو فی القرآن کثیر معناه: الیقین سمّى الیقین ظنّا لان الظّن یلد الیقین، معناه ایقنت فی الدّنیا انّى معاین حسابى فکنت استعدّ له.
فَهُوَ فِی عِیشَةٍ راضِیَةٍ اى فی حیاة مرضیّة یرضى بها صاحبها و خرجت مخرج سائر روى الآى.
فِی جَنَّةٍ عالِیَةٍ قیل: خلق اللَّه الجنّة عالیة و النّهار هاویة، و قیل: «فِی جَنَّةٍ عالِیَةٍ» المکان عالیة القدر و الشّأن.
قُطُوفُها دانِیَةٌ اى ثمارها قریبه ینالها القائم و القاعد و المضطجع یقطفون کیف شاؤا و یقال لهم: کُلُوا وَ اشْرَبُوا من نعیم الجنّة هَنِیئاً سلیما من الآفات و المکاره لا تنغیص فیها و لا تکدیر. بِما أَسْلَفْتُمْ اى بسبب ما قدمتم من الخیرات و الطّاعات فی ایّام الدّنیا الماضیة. قال ابن عباس انّها نزلت فی الصّائمین خاصّة. فِی الْأَیَّامِ الْخالِیَةِ اى الجائعة کما تقول: نهاره صائم.
یروى انّ اللَّه عزّ و جلّ یقول یوم القیامة: «یا اولیائى طالما نظرت الیکم فی الدّنیا و قد قلصت شفاهکم عن الاشربة و غارت اعینکم و خمصت بطونکم فکونوا الیوم فی نعیمکم.
کُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِیئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِی الْأَیَّامِ الْخالِیَةِ.
وَ أَمَّا مَنْ أُوتِیَ کِتابَهُ بِشِمالِهِ قیل: نزلت فی الاسود بن عبد الاسد اخى ابى سلمة هو له خاصّ ثمّ هو عامّ فی جمیع الکفّار. قیل: ینزع یده من صدره الى ما خلف ظهره فیعطى کتابه بشماله فیقول: یا لَیْتَنِی لَمْ أُوتَ کِتابِیَهْ.
وَ لَمْ أَدْرِ ما حِسابِیَهْ یتمنّى ان لم یبعث و لم یحاسب لما یرى فیه من قبائح اعماله هذا کقوله:ا لَیْتَنِی کُنْتُ تُراباً».
یا لَیْتَها کانَتِ الْقاضِیَةَ الهاء راجعة الى موتته یقول: یا لیتنى متّ میته قاضیة لا حیاة بعدها یتمنّون الموت عند ذلک فی القیامة من شدّة ما یقاسونه من العقوبة و کانوا من اشدّ النّاس کراهیة للموت فی الدّنیا.
ما أَغْنى‏ عَنِّی مالِیَهْ لم ینفعنى ما جمعته فی الدّنیا من الاموال و لم یدفع عنّى من عذاب اللَّه شیئا.
هَلَکَ عَنِّی سُلْطانِیَهْ اى ضلّت عنّى حجّتى و زال عنّى ملکى و قوّتى و قیل: کلّ احد کان له سلطان على نفسه و ماله و جوارحه فیزول فی القیامة سلطانه على نفسه فلا یملک لنفسه. و قیل: ذلک کان بحیث لو اراد ان یؤمن لقدر على ذلک السّلاطة فی اللّسان البلاغة و قوّة الکلام مع الاصابة و السّلیط الزّیت و السّلطان المکنة و القدرة فی قوله عزّ و جلّ: إِنَّهُ لَیْسَ لَهُ سُلْطانٌ إِنَّما سُلْطانُهُ وَ ما کانَ لَهُ عَلَیْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ إِنَّ عِبادِی لَیْسَ لَکَ عَلَیْهِمْ سُلْطانٌ و مات فلان فی سلطان فلان اى فی ولایته.
خُذُوهُ فَغُلُّوهُ القول هاهنا مضمر، اى یقول اللَّه عزّ و جلّ لخزنة جهنّم خُذُوهُ فشدّوه بالاغلال، اى اجمعوا یده الى عنقه فی الحدید.
ثُمَّ الْجَحِیمَ صَلُّوهُ اى ادخلوه فیها و احرقوه.
ثُمَّ فِی سِلْسِلَةٍ یقال: تدخل السّلسلة فی فیه ثمّ یخرج من مقعدته و معنى فَاسْلُکُوهُ اى فاسلکوا فیه السّلسلة و لکنّ العرب یقول: ادخلت القلنسوة فی رأسه، و قیل: هى سلسلة واحدة یدخلون جمیعا فیها و یشدّ بعضهم الى بعض و قیل: بل لکلّ واحد سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً. قال نوف البکائى الشّامى: کلّ ذراع سبعون باعا، کلّ باع ابعد ما بینى و بین مکة و هو یومئذ بالکوفة، و فی روایة بذراع المترف الجبّار، و الجبّار عند العرب العظیم الطّول. و عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص عن النّبی (ص) قال: «لو انّ رضراضة مثل هذه و اشار الى مثل الجمجمة ارسلت من السّماء الى الارض و هى مسیرة خمس مائة سنة لبلغت الارض، قیل: اللّیل و لو انّها ارسلت من رأس السّلسلة لسارت اربعین خریفا، اللّیل و النّهار قبل ان تبلغ اصلها او عقرها. و عن کعب قال: لو جمع حدید الدّنیا ما وزن حلقة منها. و قیل: لو انّ حلقة منها وضعت على جبل لذاب من حرّها. «إِنَّهُ کانَ لا یُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ».
وَ لا یَحُضُّ عَلى‏ طَعامِ الْمِسْکِینِ اى لا یطعم و لا یأمر به بل کان یقول: أ نطعم من لو یشاء اللَّه اطعمه. کان ابو الدرداء یقول لامرأته ام الدرداء: نجونا من نصف السّلسلة آمنّا باللّه فحضّى على اطعام المسکین للنّصف الباقى.
فَلَیْسَ لَهُ الْیَوْمَ هاهُنا حَمِیمٌ الحمیم: القریب نسبا او ودّا او لا ینتفع بحمیمه کما ینتفع فی الدّنیا.
وَ لا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِینٍ و هو الصّدید الّذى ینغسل من ابدان اهل النّار.
و قیل: هو طعام اعدّه اللَّه لاهل النّار و هو اعلم به هو بعض ما اخفى لهم، یقال: للنّار درکات و لکلّ درکة نوع طعام و شراب.
لا یَأْکُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ الکافرون الجائرون عن طریق الحقّ عمدا.
فَلا أُقْسِمُ لا صلة و معناه: اقسم و دخلت لا مؤکّدة، و قیل: انّها نفى لردّ کلام المشرکین کانّه قال: لیس الامر کما یقوله المشرکون: أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ.
وَ ما لا تُبْصِرُونَ هذا من جوامع کلم القرآن، قال قتادة: اقسم بالاشیاء کلّها فیدخل فیه جمیع الموجودات. و قیل: اقسم بالدّنیا و الآخرة. و قیل: ما تبصرون ما على ظهر الارض و ما لا تبصرون ما فی بطنها. و قیل: تبصرون الاجسام و ما لا تبصرون الارواح.
و قیل: ما تبصرون الانس و ما لا تبصرون الملائکة و الجنّ. و قیل: النّعم الظّاهرة و الباطنة.
و قیل: ما تبصرون ما اظهر اللَّه للملائکة و اللّوح و القلم و ما لا تبصرون ما استأثر اللَّه بعلمه فلم یطلع علیه احدا. و قال جعفر: بما تبصرون من صنعى فی ملکى و ما لا تبصرون من برّى باولیایى. و قال جنید: بما تبصرون من آثار الرّسالة و الوحى على حبیبى محمد.
وَ ما لا تُبْصِرُونَ من السّر معه لیلة الاسراء، و قال ابن عطاء ما تبصرون من آثار القدرة وَ ما لا تُبْصِرُونَ من اسرار القدرة.
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ کَرِیمٍ هذا جواب القسم، اى انّ هذا القرآن قراءة رسول کریم یعنى محمد (ص). اضاف القول الیه لانّه لمّا قال قول رسول اقتضى مرسلا فکان معلوما انّ ما یقرأه کلام مرسله و انّما هو مبلّغه و قد یأت القول فی القرآن، و المراد به القراءة قال اللَّه تعالى. حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ اى ما تقرؤن فی صلوتکم.
و قیل: سبب نزول الآیة انّ الولید بن المغیرة قال: انّ محمّدا ساحر، و قال ابو جهل: هو شاعر فانزل اللَّه تعالى: فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ وَ ما لا تُبْصِرُونَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ کَرِیمٍ قیل: یعنى جبرئیل (ع).
تَنْزِیلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِینَ اى انّ الّذى یقرأه جبرئیل على محمد (ص) وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِیلًا ما تُؤْمِنُونَ ما صلة دخلت للتّوکید اى قلیلا تؤمنون.
وَ لا بِقَوْلِ کاهِنٍ قَلِیلًا ما تَذَکَّرُونَ قرأ ابن کثیر و ابن عامر و یعقوب: یؤمنون یذکرون بالیاء فیهما. و اراد بالقلیل نفى ایمانهم اصلا کقولک: لمن لا یزورک فلمّا تأتینا و انت ترید لا تأتینا اصلا. الشّعر فی اللّغة: العلم، یقال: شعرت اشعر، اى علمت، و شعر الرّجل اذا صار شاعرا و سمّى الشّاعر شاعرا لانّ الشّعر علم برأسه لا یعلّمه کلّ احد. و الکاهن الّذى یزعم انّ له خدما من الجنّ یأتونه بضرب من الوحى، و قد انقطعت الکهانة بعد نبیّنا (ص) لانّ الجنّ حبسوا و منعوا عن الاستماع. تَنْزِیلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِینَ یعنى به القرآن نزل به جبرئیل على محمد (ص).
وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَیْنا یعنى الرّسول و لو تحرض و اختلق علینا و اتى بشی‏ء من عند نفسه او زاد فی القرآن او نقص منه.
لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْیَمِینِ اى لامرنا ان یؤخذ بیده اخذا بالعقوبة کالسّلطان اذا اراد الاستخفاف ببعض رعیّته قال لبعض اعوانه: خذ بیده و اخرجه. و قیل: معناه لانتقمنا منه بالقوّة و القدرة اى عذّبناه و اخذناه بقهر اخذ عقوبة و عبّر عن القوّة بالیمین لانّ قوّة کل شی‏ء فی میامنه، و قیل: لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْیَمِینِ اى بالحقّ کقوله: کُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْیَمِینِ اى من قبل الحقّ. و قیل: «بالیمین» اى بالعهد الغلیظ الّذى اخذنا منه. اى طالبناه بعهدنا لَوْ تَقَوَّلَ عَلَیْنا.
ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِینَ اى امتناه و اهلکناه، لانّ الوتین عرق فی القلب متّصل بالظّهر اذا قطع مات صاحبه. قال ابن عباس: الوتین نیاط القلب. و قال مجاهد هو الحبل الّذى فی الظّهر اذا انقطع مات الانسان.
فَما مِنْکُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِینَ اى مانعین یحجزوننا عن عقوبته و المعنى: انّ محمدا لا یتکلّف الکذب لاجلکم مع علمه انّه لو تکلّفه لعاقبناه و لا یقدر احد على دفع عقوبتنا عنه و جمع حاجزین و هو من نعت احد لانّ احدا یستعمل فی معنى الجمع کقوله: لا نُفَرِّقُ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَ إِنَّهُ لَتَذْکِرَةٌ لِلْمُتَّقِینَ اى انّ هذا القرآن لموعظة للمتّقین خصّهم بالذّکر لانتفاعهم به و التّذکرة العلامة الّتى یذکر بها المعنى و إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْکُمْ مُکَذِّبِینَ بالقرآن جاحدین للرّسالة و صفات الآلهیه. و قیل: انّا لنعلم من یصدّق و من یکذّب. قال مالک ما اشدّ هذه الآیة على هذه الامّة.
وَ إِنَّهُ لَحَسْرَةٌ اى و انّ القرآن لحسرة و ندامة عَلَى الْکافِرِینَ یوم القیامة اذا رأوا ثواب من آمن به و عمل بما فیه و قد خالفوا و ضیّعوا العمل به.
وَ إِنَّهُ لَحَقُّ الْیَقِینِ مضاف الى النّعت تأویله: و انّه للحقّ الیقین و قیل: معناه انّه للیقین حقّ الیقین، کما تقول: هو الجواد عین الجواد. و قیل: انّه لحقّ الامر الیقین ایقن به المؤمن فی الدّنیا فینفعه و ایقن به الکافر فی الآخرة فلم ینفعه.
و قیل: ان التّحسّر للکافر یوم القیامة کائن لا محالة.
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّکَ الْعَظِیمِ تأویله فسبّح ربّک العظیم و الاسم زائد کقول لبید:
الى الحول ثمّ اسم السلام علیکما
و من یبک حولا کاملا فقد اعتذر
و المعنى: صلّ له و نزّهه عمّا لا یلیق به فسبحان اللَّه دائما و العظیم الّذى کلّ شی‏ء فی جنب عظمته صغیر.
رشیدالدین میبدی : ۷۰- سورة المعارج- مکیة
النوبة الثانیة
این سوره چهل و چهار آیتست، دویست و شانزده کلمت، هزار و صد و شصت و یک حرف جمله به مکه فروآمده باجماع مفسّران، و درین سورت دو آیت منسوخ است یکى: فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِیلًا دیگر: فَذَرْهُمْ یَخُوضُوا وَ یَلْعَبُوا این هر دو آیت منسوخ‏اند بآیت سیف. و فی روایة ابى بن کعب عن النّبی (ص) قال: «من قرأ سورة: سأل سائل، اعطاه اللَّه ثواب الّذین هم لاماناتهم و عهدهم راعون».
سَأَلَ سائِلٌ علماء تفسیر مختلف‏اند در سبب نزول این آیات، قومى گفتند در شأن النّضر بن الحارث فرو آمد، آن گه که گفت: إِنْ کانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِکَ فَأَمْطِرْ عَلَیْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ. قومى گفتند: در شأن بو جهل فرو آمد که گفت: «فَأَسْقِطْ عَلَیْنا کِسَفاً مِنَ السَّماءِ». و گفته‏اند: در شأن جماعتى کفّار قریش آمد که بر طریق استهزاء گفتند: «عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ یَوْمِ الْحِسابِ». و گفته‏اند: سائل اینجا مصطفى (ص) است که کافران او را اذى مینمودند تا بر ایشان عذاب خواست بتعجیل. و گفته‏اند: مراد باین نوح است (ع) که بر قوم خویش دعاى بد کرد و عذاب خواست.
قوله: سَأَلَ سائِلٌ قرأ نافع و ابن عامر سأل سایل بغیر همز و له وجهان: احدهما انّه بالهمز و بغیر الهمز فی المعنى واحد. یقال سالت اسأل و سلت اسأل. و الوجه الثّانی انّه من السّیل یقال: سال یسیل سیلا، و قیل: السائل واد فی جهنّم، و المعنى: سال الوادى بالعذاب واقع للکافرین یقع لهم و ینزل بهم. و قیل: اللّام بمعنى على، اى یقع علیهم و یحلّ بهم. قرأ الآخرون بالهمز من السؤال لا غیر، و له وجهان: احدهما ان یکون الباء فی قوله بِعَذابٍ بمعنى عن عذاب کقوله: «فَسْئَلْ بِهِ خَبِیراً» اى عنه. و قال الشّاعر:
فان تسألونى بالنّساء فانّنى
بصیر بادواء النّساء طبیب.
اى عن النّساء. و معنى الآیة: سأل سائل عن عذاب واقِعٍ نازل کاین على من ینزل و لمن هو فقال تعالى مجیبا له.
لِلْکافِرینَ و هذا قول الحسن و قتادة قالا: کان هذا بمکّة لمّا بعث اللَّه سبحانه محمدا (ص) و خوّفهم بالعذاب، قال المشرکون بعضهم لبعض من اهل هذا العذاب سلوا محمدا لمن هو و على من ینزل و لمن یقع؟ فبیّن اللَّه تعالى. و انزل: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْکافِرینَ اى هو للکافرین. و الوجه الآخر ان یکون الباء صلة و معنى الآیة دعا داع سأل سائل عذابا واقعا. لِلْکافِرینَ اى على الکافرین و هو النّضر بن الحارث حیث دعا على نفسه و سأل العذاب فقالوا: اللّهم ان کان هذا هو الحقّ من عندک الآیة.... فنزل به ما سأل یوم بدر فقتل صبرا و هذا قول ابن عباس و مجاهد.
لَیْسَ لَهُ اى لذلک العذاب دافِعٌ مانع مِنَ اللَّهِ. اى ذلک العذاب واقع من قبل اللَّه سبحانه بالکافرین لا یدفعه عن الکافرین احد.
و قوله: ذِی الْمَعارِجِ صفة للَّه و له معنیان: احدهما ذو المصاعد الّتى تصعد فیها الملائکة و الرّوح و هی السّماوات. و الثّانی الْمَعارِجِ الفواضل و هی هباته السّنیّة و عطایاه الهنیّة. و قیل: المعارج تعالى الدّرجات و هی الّتى یعطیها اللَّه اولیاه فی الجنّة.
و العروج: الصّعود و المعرج المصعد و الجمع المعارج و ذکر المعارج هاهنا تنبیها لهم انّ من قدر على خلق هذه المعارج للملائکة و هذا الرّتب للعباد قدر على ارسال العذاب على الکافرین.
قوله: تَعْرُجُ الْمَلائِکَةُ وَ الرُّوحُ یعنى جبرئیل (ع) خصّ بالذّکر بعد العموم تشریفا له. و قیل: عنى بالرّوح ارواح المؤمنین عند الموت. و قیل: هم قوم موکّلون على الملائکة قوله: إِلَیْهِ یعنى الى اللَّه، فِی یَوْمٍ کانَ مِقْدارُهُ خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَةٍ اراد به یوم القیامة و فیه تقدیم و تأخیر اى لیس للعذاب دافع من الکفّار فی یوم القیامة الّذى کان مقداره خمسین الف سنة من سنى الدّنیا لو صعد غیر الملائکة و ذلک انّهم تصعد من اسفل الارض السّابعة الى ما فوق السّماء السّابعة الى العرش مقدار خمسین الف سنة. و امّا قوله: «فِی یَوْمٍ کانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ» انّما هو قدر مسیرهم من السّماء الدّنیا الى وجه الارض مسیرة خمس مائة سنة هبوطا و مثله صعودا و قیل: هواء الدّنیا مسیرة خمس مائة عام و بصر السّماء مسیرة خمسمائة عام. و قیل: موقفهم فی الحساب حتّى یفصل بین النّاس خمسون الف سنة ثمّ لا ینتهى الیوم الى لیل یردّ النّهار الى اهل الجنّة مخلّدا و اللّیل الى اهل النّار مخلّدا و قیل: یوم القیامة فیه خمسون موقعا کلّ موقف الف سنة و قیل: انّ الیوم فی الآیة عبارة عن اوّل ایام الدّنیا الى انقضائها و انّها خمسون الف سنة لا یدرى احدکم کم مضى و کم بقى الّا اللَّه عزّ و جلّ. و روى عن ابن عباس انّه قال: هو یوم القیامة یکون على الکافرین مقدار خمسین الف سنة.
روى ابو سعید الخدرى قال: قیل لرسول اللَّه (ص): یوم کان مقداره خمسین الف سنة فما اطول هذا الیوم! فقال (ص): «و الّذى نفسى بیده انّه لیخفّف على المؤمن حتّى یکون اخفّ علیه من صلاة مکتوبة یصلّیها فی الدّنیا
و قیل: معناه لو ولى محاسبة العباد فی ذلک الیوم غیر اللَّه لم یفرغ منه فی خمسین الف سنة و یفرغ اللَّه فی مقدار نصف یوم من ایّام الدّنیا قوله: فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِیلًا اى فاصبر یا محمّد على تکذیبهم ایّاک صبرا جمیلا لا شکوى فیه و لا جزع و هذا قبل ان امر بالقتال فنسخ.
إِنَّهُمْ یَرَوْنَهُ بَعِیداً اى انّ الکفّار یرون العذاب و الیوم المذکور بعیدا مستحیلا غیر ممکن.
وَ نَراهُ قَرِیباً من الفهوم ممکنا. و الرّؤیة هاهنا بمعنى العلم، و قیل: انّهم یرونه بعیدا اى بطیئا وقوعه و نراه قریبا اى سریعا وقوعه لانّ ما هو آت قریب، هذا کقوله «وَ یَقْذِفُونَ بِالْغَیْبِ مِنْ مَکانٍ بَعِیدٍ». ثمّ وصف الیوم فقال: یَوْمَ تَکُونُ السَّماءُ کَالْمُهْلِ المهل على معان منها ما یسیل من القرح من صدید او قیح و هو فی قول ابى بکر الصدیق حین اتى بحبرتین و قد احتضر قال: ادفنونى فی ثوبىّ هذین انّما هما للمهل و ردّ الحبرتین و قال: الحىّ اولى بالجدید من المیّت و المهل المذاب من فضّة او نحاس او صفر و ما اشبهها و المهل دردىّ الزّیت و عکره سمّى بذلک لانّه یسیل العکر لثخانته على مهل و على المعنیین الاخیرین تأویل الآیة فالسّماء الیوم خضراء و هی تتلوّن یوم القیامة فتکون وردة کالدّهان فتکون الوانا من الفزع کتلوّن الانسان للفزع ثمّ تشقّق و تنفطر و تمور مورا و تسیر سیرا.
وَ تَکُونُ الْجِبالُ کَالْعِهْنِ و هو الصّوف المصبوغ الوانا و اوّل ما یتغیّر الجبال تصیر رملا مهبلا ثمّ عهنا منفوشا ثمّ تصیر هباء منثورا.
وَ لا یَسْئَلُ حَمِیمٌ حَمِیماً اى لا یسأل قریب عن حال قریبه لاشتغاله بنفسه و قیل: لا یسأله لیحمل عنه من اوزاره شیئا لیأسه عن نصرته. قرأ البزى عن ابن کثیر لا یسأل بضمّ الیاء اى لا یسأل حمیم عن حمیم لا یقال لحمیم این حمیمک. و قیل: لا یسأل لانقطاع ما بینهم من العصم.
یُبَصَّرُونَهُمْ اى یعرفون اقاربهم، فیقال لهم: هذا فلان و هذا فلان زیادة فی فضیحتهم. و قیل: یعرّفونهم اى یعرّفون الملائکة حتّى یعرفوهم بسیماهم فیعذّبوهم بالوان العذاب. و قیل: یبصّر المؤمنون الکافرین حتّى یعرفوا الکفّار بسیماهم فیزدادوا شکرا و یزداد الکفّار حسرة و اسفا، و قیل: یعرف المؤمن ببیاض وجهه و الکافر بسواد وجهه، و قیل: لیس فی القیامة مخلوق الّا و هو نصب عین صاحبه فیبصر الرّجل اباه و اخاه و اقرباه و عشیرته لا یسأله و لا یکلّمه لاشتغاله بما هو فیه. یَوَدُّ الْمُجْرِمُ اى یتمنّى المشرک. لَوْ یَفْتَدِی اى یفادى نفسه ببنیه و هم اعزّ الخلق الیه وَ صاحِبَتِهِ: زوجته و سکنه وَ أَخِیهِ الّذى کان ناصرا له و معینا.
وَ فَصِیلَتِهِ الَّتِی تُؤْوِیهِ اى قبیلته الّتى تضمّه لقرابته و یأوى الیها عند الخوف.
وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً من الانس اى یودّ لو یفتدى بهم جمیعا ثُمَّ یُنْجِیهِ ذلک الافتداء من عذاب ذلک الیوم.
کَلَّا اى لیس کذلک لا ینجیه من عذاب اللَّه شی‏ء ثمّ ابتدا فقال: إِنَّها لَظى‏ هى اسم من اسماء جهنّم. قیل: هى الدّرکة الثّانیة سمّیت بذلک لانّها تتلظّى اى تتلهّب.
نَزَّاعَةً لِلشَّوى‏ قرأ حفص عن عاصم نَزَّاعَةً نصب على الحال و القطع فیه.
و قرأ الآخرون بالرّفع اى هى نَزَّاعَةً لِلشَّوى‏ الشّوى الاطراف کالیدین و الرّجلین و قیل: هى جلدة الرّأس، و قیل: هى محاسن الوجه قال الضحاک تنزع النّار الجلد و اللّحم عن العظم و قیل: تفصّل الاعضاء بعضها من بعض ثمّ یعود الى ما کان.
تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَ تَوَلَّى اى تدعو النّار الکافر و المنافق فتقول الىّ الىّ ایّها الکافر ایّها المنافق. قال ابن عباس تدعوهم باسمائهم بلسان فصیح ثمّ تلتقطهم کما یلتقط الطّیر الحبّ تدعو من اعرض عن الدّین و تولّى عن الایمان و الطّاعة.
وَ جَمَعَ فَأَوْعى‏ اى جمع المال فاوعاه فی الظّروف و لم یؤدّ زکاته و لم ینفقه فی سبیل اللَّه. و فی الخبر یجاء بابن آدم یوم القیامة کانّه بذج فیتوقّف بین یدى اللَّه عزّ و جلّ فیقول له: اعطیتک و خولتک و انعمت علیک فما صنعت؟ فیقول: ربّ جمعته و ثمّرته و ترکته اکثر ما کان، فارجعنى آتک به کلّه فاذا عبد لم یقدّم خیرا فیمضى به الى النّار.
قوله: إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً قال ابن عباس: الهلوع الحریص على ما لا یحلّ له. و الهلع شدّة الحرص و قلّة الصّبر، و قیل: هلوعا اى نسّاء عند النّعمة دعّاء عند المحنة، و قیل: معنى الهلوع ما فسّره اللَّه تعالى بعده و هو قوله: إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ اى الضّرّ و الفقر جزع و لم یصبر.
وَ إِذا مَسَّهُ الْخَیْرُ اى السّعة و الغنى و المال منع حقّ الفقراء و لم ینفق فی الخیر شرّ ما اعطى العبد شحّ هالع و حین خالع. فالهالع المحزن و الخالع الّذى یخلع قلبه. قال مقاتل: الهلوع دابّة من وراء جبل قاف تأکل کلّ یوم سبع صحار من الحشیش و تشرب سبع بحار من ماء لا تصبر مع الحرّ و لا مع البرد، تتفکّر کلّ لیلة ما ذا تأکل غدا فشبّه اللَّه الانسان بها.
إِلَّا الْمُصَلِّینَ لیس هذا استثناء من الکلام الاوّل و معناه: و لکنّ المصلّین، و قیل: استثنى المصلّین من الانسان لانّ الانسان فی معنى الجمع کقوله تعالى: إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِی خُسْرٍ إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا. قوله الَّذِینَ هُمْ عَلى‏ صَلاتِهِمْ دائِمُونَ اى یقیمون الفرائض فی اوقاتها، و قیل: دائمون اى خاشعون لا یزیلون وجوههم عن سمت القبلة.
وَ الَّذِینَ فِی أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ معیّن یعنى الزّکاة، و قیل: سائر ابواب البرّ من صلة الرّحم و تعهّد المساکین و غیر ذلک.
لِلسَّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ السَّائِلَ الطّواف الّذى یسأل النّاس و الْمَحْرُومِ الّذى لا سهم له فی الاسلام و لیس یهتدى الى کسب و لا یسأل.
وَ الَّذِینَ یُصَدِّقُونَ بِیَوْمِ الدِّینِ اى بیوم الجزاء و الحساب. و قیل: یصدّقون الانبیاء بسبب ایمانهم بیوم الدّین.
وَ الَّذِینَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ خائفون، قال الحسن: یشفق المؤمن ان لا تقبل حسناته.
إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَیْرُ مَأْمُونٍ و لا یؤمن وقوعه لانّه لا یعلم احد عاقبته و وقته فالواجب على کلّ مسلم ان لا یأمن عقوبته و لا یأمن مکره.
وَ الَّذِینَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ. إِلَّا عَلى‏ أَزْواجِهِمْ الى قوله وَ عَهْدِهِمْ راعُونَ مضى تفسیر هذه الآیات فی سورة المؤمنین.
وَ الَّذِینَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ قرأ حفص عن عاصم و یعقوب بشهاداتهم على الجمع، اى یقومون فیها بالحقّ فلا یکتمونها و لا یغیّرونها.
وَ الَّذِینَ هُمْ عَلى‏ صَلاتِهِمْ یُحافِظُونَ یعنى الصّلوات الخمس.
أُولئِکَ اى اهل هذه الصّفات فِی جَنَّاتٍ مُکْرَمُونَ بجمیل ثواب اللَّه ایّاهم.
فَما لِ الَّذِینَ کَفَرُوا اى فما بال الّذین کفروا. قِبَلَکَ مُهْطِعِینَ مسرعین مقبلین الیک متطلّعین نحوک، انزلت فی جماعة من الکفّار کانوا یجتمعون حول النّبی (ص) یستمعون کلامه و یستهزءون به و یکذّبونه فقال اللَّه: ما لهم ینظرون الیک نظر عداوة و یجلسون عندک و هم لا ینتفعون بما یسمعون.
عَنِ الْیَمِینِ وَ عَنِ الشِّمالِ عِزِینَ اى حلقا حلقا و جماعة جماعة عن یمین النّبی (ص) و عن شماله. و عِزِینَ جمع عزة مثل کرة و کرین، و انّما انکر علیهم الاسراع الیه لانّهم اسرعوا الیه لطلب العیب به، و قیل: انّها نزلت فی نفر من الکفّار قبلت نفوسهم صدق النّبی و کانوا یسرعون نحوه و یقصدون مجلسه و یتحلقون حوالیه و لا یؤمنون به امّا حیاء عن الرّجوع عن دین آبائهم و امّا مساعدة لعشائرهم و کانوا یطمعون فی دخول الجنّة بالقدر الّذى کان منهم فانزل اللَّه تعالى: أَ یَطْمَعُ کُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ یُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِیمٍ. کَلَّا اى لا یدخلونها و قیل: کانوا یقولون لئن دخل هؤلاء الجنّة کما یقول محمد لندخلنّها قبلهم فنحن افضل منها حظّا منهم کما لنا الفضل علیهم فی الدّنیا، فنزلت هذه الآیة جوابا لهم.
کَلَّا ردع و زجر عن قولهم، اى لا یکون کذلک و لیس الامر کما قالوا: إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا یَعْلَمُونَ من نطفة و علقة و اصلهم من تراب فانّى یستحقّون على اللَّه الثّواب و دخول الجنّة من خساسة اصلهم و امّا المؤمنون فانّه لا تتوجّه علیهم هذه الآیة اذا امّلوا دخول الجنّة لانّهم یرجونها من فضل اللَّه و لا یرون ذلک مستحقّا لهم على اللَّه لفضیلتهم و فی الخبر عن بسر بن جحاش قال: قال رسول اللَّه (ص): «و بصق یوما فی کفّه و وضع علیها اصبعه فقال: یقول اللَّه عزّ و جلّ بنىّ آدم انّى تعجزنى و قد خلقتک من مثل هذه؟
حتّى اذا سوّیتک و عدّلتک مشیت بین بر دین و للارض منک وئید فجمعت و منعت حتّى اذا بلغت التّراقى قلت اتّصدّق و انّى اوان الصّدقة
و قیل: إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا یَعْلَمُونَ اى من اجل ما یعلمون و هو الامر و النّهى و الثّواب و العقاب فحذف اجل فلا اقسم لا صلة دخلت للتّأکید.
بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَ الْمَغارِبِ یعنى: مشرق کلّ یوم من السّنة و مغربه إِنَّا لَقادِرُونَ.
عَلى‏ أَنْ نُبَدِّلَ خَیْراً مِنْهُمْ اى على ان نخلق امثل منهم و اطوع للَّه و اشکر له و اعمل بطاعته. و قیل: إِنَّا لَقادِرُونَ على ان نبدّل محمدا خیرا منهم و هم اهل المدینة و قد فعل. وَ ما نَحْنُ بِمَسْبُوقِینَ اى بمغلوبین ان اردنا ذلک و قیل: وَ ما نَحْنُ بِمَسْبُوقِینَ اى عاجزین لانّ من سبق الى شی‏ء عجز.
فَذَرْهُمْ یَخُوضُوا وَ یَلْعَبُوا امر تهدید لهم و توبیخ کقوله: «اعملوا ما شئتم: حَتَّى یُلاقُوا اى یعاینوا یَوْمَهُمُ الَّذِی یُوعَدُونَ یعنى: وم القیامة، و قیل: نسختها آیة القتال.
یَوْمَ یَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ اى من القبور سِراعاً اى مسرعین الى اجابة الدّاعى. کَأَنَّهُمْ إِلى‏ نُصُبٍ اى الى علم منصوب یُوفِضُونَ یسرعون و ذلک حین یسمعون الصّیحة الآخرة قرأ ابن عامر و حفص الى نصب یُوفِضُونَ بضمّ النّون و الصّاد قال مقاتل و الکسائى یعنى: الى اوثانهم الّتى کانوا یعبدونها من دون اللَّه کقوله تعالى وَ ما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ و قال الحسن یسرعون الیها ایّهم یستلمهم اوّلا و قیل: هى جمع نصب کرهن و رهن.
خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ محزونین متفکّرین فیما دهاهم قوله: تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ اى یغشاهم و یعلوهم هو ان و ذلّ ذلِکَ الْیَوْمُ الَّذِی کانُوا یُوعَدُونَ وعدهم اللَّه ذلک على السنة رسله فی الدّنیا و هم یکذّبون به، یعنى یوم القیامة و اللَّه اعلم.
رشیدالدین میبدی : ۷۳- سورة المزمل- مکیة
النوبة الثانیة
این سوره از شمار کوفیان بیست آیت است، دویست و هشتاد و پنج کلمه، هشتصد و سى و هشت حرف، جمله به مکه فرو آمد و در مکّیّات شمرند. ابن عباس گفت: مگر در آیت إِنَّ رَبَّکَ یَعْلَمُ الى آخر السّورة. و درین سوره سه آیت منسوخ است.
در اوّل سوره نماز شب فرض کردند بر رسول خدا (ص) و بر مسلمانان و ذلک فی قوله: قُمِ اللَّیْلَ إِلَّا قَلِیلًا الآیة... پس آخر سوره منسوخ شد و ذلک قوله: عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَیْکُمْ فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ.
دیگر آیه: وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِیلًا منسوخ است بآیت سیف.
سدیگر آیت فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى‏ رَبِّهِ سَبِیلًا این قدر از آیت منسوخ است بآنچه ربّ العزّة گفت: وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ و در فضیلت سوره ابى بن کعب روایت کند از
مصطفى (ص) قال: «من قرأ سورة یا ایها المزمل رفع عنه العسر فی الدّنیا و الآخرة».
قوله: یا أَیُّهَا الْمُزَّمِّلُ معناه المتزمّل ادغمت التّاء فی الزّاى و مثله المدّثّر اى المتدّثر ادغمت التّاء فی الدّال. یقال تزمّل و تدثّر بثوبه اذا تغطّى به. قال ابن عباس: رجع النّبی (ص) من جبل حراء لما نزل علیه جبرئیل (ع) مذعورا مرتعدا فرائصه، یقول: زمّلونى زمّلونى، فزمّل بقطیفة. فنزلت: یا أَیُّهَا الْمُزَّمِّلُ اى المتلفّف بثیابه، قیل: کان متلفّفا فی ثیاب نومه، و قیل: کان متلفّفا بثیابه للصّلوة. قال عکرمة: الزّمل بمعنى الحمل و منه الزّاملة، و المعنى: یا ایّها المتحمّل باعباء النّبوّة و قال السدى: هو کنایة عن النّائم کانّه عزّ و جلّ یقول: ایها النائم اللیل کله قم فصل قال بعض الحکماء: کان هذا الخطاب للنّبى (ص) قبل تبلیغ الرّسالة و لم یکن قد شرع فی الامر بعد فلمّا شرع خاطبه بالنّبوّة و الرّسالة. و قیل: هذا بدا ایناس و ازالة وحشة کما قال: «وَ ما تِلْکَ بِیَمِینِکَ یا مُوسى‏». و قیل معناه: یا خامل الذّکر سنرفع لک ذکرک.
قُمِ اللَّیْلَ اى صلّ اللّیل إِلَّا قَلِیلًا اى الا شیئا یسیرا تنام فیه و کان قیام اللّیل فریضة فی ابتداء الاسلام و بیّن قدره فقال: نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِیلًا الى الثّلث أَوْ زِدْ على النّصف الى الثّلثین خیّره بین هذه المنازل فکان النّبی (ص) و اصحابه یقومون على هذه المقادیر، فکان الرّجل لا یدرى متى ثلث اللّیل و متى النّصف و متى الثّلثان فکان یقوم حتّى یصبح مخافة ان لا یحفظ القدر الواجب و اشتدّ ذلک علیهم حتّى انتفخت اقدامهم فرحمهم اللَّه و خفّفه عنهم بعد سنة و نسخ وجوب التّقدیر بقوله: عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَیْکُمْ فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ اى صلّوا ما تیسّر من القرآن، اى صلّوا ما تیسّر من الصّلاة و لو قدر حلب شاة ثمّ نسخ وجوب قیام اللّیل بالصّلوات الخمس بعد سنة اخرى فکان بین الوجوب و التّخفیف سنة و بین الوجوب و النّسخ بالکلّیّة سنتان.
وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِیلًا اى بیّن الحروف و وفّ حقّها من الاشباع کانّک تفصل بین الحرف و الحرف مشتقّ من قول العرب ثغر رتل و رتل اذا کان فیه فرج. و التّرتیل اداء الحروف و حفظ الوقوف. و قیل: معناه اقرأ على ترتیبه لا تقدّم مؤخّرا و لا تؤخّر مقدّما. و قیل: فصّله تفصیلا و لا تعجل فی قراءته. و قیل: معناه: ضعّف صوتک و اقرأه بصوت حزین، و قالت امّ سلمة: کان رسول اللَّه (ص) یقطع قراءته آیة آیة.
و قال ابن مسعود: لا تنثروه نثر الدّقل. و لا تهذّوه هذّ الشّعر. قفوا عند عجائبه. و حرّکوا به القلوب.
و لا یکن همّ احدکم آخر السّورة.
سئل انس: کیف کانت قراءة النّبی (ص)؟ فقال: کانت مدّاء ثمّ قرأ بسم اللَّه الرّحمن الرّحیم یمدّ ببسم اللَّه و یمدّ بالرّحمن یمدّ بالرّحیم.
روى انّ عمر ان بن حصین مرّ على قاصّ یقرأ ثمّ یسأل فاسترجع ثمّ قال سمعت رسول اللَّه (ص) یقول: «من قرأ القرآن فلیسأل اللَّه به فانّه سیجی‏ء اقوام یقرءون القرآن یسألون به النّاس.
إِنَّا سَنُلْقِی عَلَیْکَ اى سننزل علیک قَوْلًا ثَقِیلًا یعنى القرآن فالقرآن رزین کریم رصین، لیس بهزل و لا سفساف، له وزن و خطر فی صحّته و بیانه کما یقال: هذا قول له وزن و خطر. قال جعفر: ما ثقله فی تلاوته انّما ثقله فی العمل به. و قیل: ثقله بالأمر و النّهى و الحدود و الاحکام. و قیل: ثقیلا لثقله فی المیزان یوم الحساب.
و قیل: ثقیلا على الکفّار و المنافقین و یحتمل ان یکون ثقیلا صفة للمصدر اى القاء ثقیلا لما
روى عن عائشة قالت: لقد رأیته ینزل علیه الوحى فی الیوم الشّدید البرد فینفصم عنه و انّ جبینه لیرفضّ عرقا
و قال ابن عباس: نزلت سورة الانعام فبرکت ناقه رسول اللَّه (ص) من ثقل القرآن و هیبته. و معنى ثقل القرآن هیبة القرآن. و روى: انّ الحارث بن هشام سأل رسول اللَّه (ص) فقال: یا رسول اللَّه کیف یأتیک الوحى؟ فقال: «احیانا یأتینى مثل صلصلة الجرس و هو اشدّ علىّ فینفصم عنّى و قد وعیت ما قال و احیانا یتمثّل لى الملک رجلا فیکلّمنى فاعى ما یقول».
قوله إِنَّ ناشِئَةَ اللَّیْلِ اى ساعاته کلّها و کلّ ساعة منها ناشئة سمّیت بذلک لانّها تنشأ بعد النّهار اى تبدو فکلّ ما حدث باللّیل و بدا فقد نشأ و هو ناشئ و الجمع ناشئة. قال ابن ابى ملیکة: سألت ابن عباس و ابن الزبیر عنها، فقالا: اللّیل کلّه ناشئة. قال سعید بن جبیر و ابن الزبیر اىّ ساعة قام من اللّیل فقد نشاء و هو بلسان الحبش نشأ فلان اى قام فقالت عائشة: النّاشئة: القیام بعد النّوم. و قال ابن کیسان: هى القیام من آخر اللّیل. و قال عکرمة: هى القیام من اوّل اللّیل.
روى عن علىّ بن الحسین علیهما السّلام انّه کان یصلّى بعد المغرب و العشاء و یقول: هذا ناشئة اللّیل.
و قال الازهرى: ناشئة اللّیل قیام اللّیل. مصدر جاء على فاعلة کالعافیة بمعنى: العفو، اى ما ینشئه الرّجل باللّیل من القراءة و الصّلاة. هِیَ أَشَدُّ وَطْئاً قراء ابن عامر و ابو عمرو و طاء بکسر الواو ممدودا بمعنى المواطاة و الموافقة. یقال: واطأت فلانا مواطاة و وطأ اذا وافقته و ذلک ان مواطاة القلب و السّمع و البصر و اللّسان باللّیل یکون اکثر ممّا یکون بالنّهار، اى أجدر أن یواطأ اللّسان القلب و القلب العمل لانّ اللّیل تهدأ فیه الاصوات فلا یحول دون تفهّمه شی‏ء. و قرأ الآخرون أَشَدُّ وَطْئاً بفتح الواو و سکون الطّاء اى اشدّ على المصلّى و اثقل على البدن من صلاة النّهار لانّ اللّیل للنّوم و الرّاحة، فاذا ازیل عن ذلک ثقل على البدن ما یتکلّف فیه. و منه‏
قوله صلّى اللَّه علیه و سلّم: «اللّهم اشدد وطأتک على مضر»
اى اشدد ثقل الأمر علیهم. و قیل: «أَشَدُّ وَطْئاً» اى اثبت فی القلب، و احفظ للقراءة و ابلغ فی الثّواب، و اسهل على المصلّى من ساعات النّهار لانّ النهار خلق لتصرّف العباد فیه و اللّیل خلق للنّوم و الخلوة من العمل فالعبادة فیه اسهل. وَ أَقْوَمُ قِیلًا اى اصوب قراءة، و اصحّ قولا، و اشدّ استقامة لفراغ البال و هداة النّاس و سکون الاصوات. یقال: قال قیلا و قولا و مقالا و مقالة و قالا. و قال الحسن اذا قام احدکم من اللّیل فلیسمع نفسه.
فانّ الملائکة لا یقرءون القرآن و هم یحبّون ان یسمعوه من بنى آدم. و قیل: أَقْوَمُ قِیلًا اى اعجل اجابة للدّعاء.
إِنَّ لَکَ فِی النَّهارِ سَبْحاً طَوِیلًا له معنیان: احدهما: انّ لک فی النّهار فراغا و تصرّفا و تقلّبا طویلا تقدر أن تسبح فی حوائجک و اشغالک بالنّهار. و اصل السّبح سرعة الذّهاب و منه السّباحة فی الماء. و المعنى الثّانی إِنَّ لَکَ فِی النَّهارِ سَبْحاً طَوِیلًا اى فراغا للنّوم فقم اللّیل و نم بالنّهار. و قیل: معنى الآیة مذاهبک بالنّهار فیما یشغلک کثیرة و اللّیل، اخلى لک و اعون على وعى ما یوحى الیک فقم من نومک باللّیل. و قرأ یحیى بن یعمر: سبخا بالخاء المعجمة، اى استراحة و تخفیفا للبدن و منه‏
قول النّبی (ص) لعائشة و قد دعت على سارق لا تسبّخى عنه بدعائک علیه.
وَ اذْکُرِ اسْمَ رَبِّکَ بالتّوحید و التّعظیم و ادعه باسمائه الحسنى و قیل: معناه: اذکر: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ» اذا اردت قراءة القرآن او الصّلاة وَ تَبَتَّلْ إِلَیْهِ تَبْتِیلًا اى انقطع الیه انقطاعا و اخلص له العبادة اخلاصا. و توکّل علیه توکّلا.
و قیل: التّبتّل رفض الدّنیا و ما فیها و التماس ما عند اللَّه. اصل التّبتّل القطع. یقال: تصدّق فلان صدقة بتلة، اى قطعها من ماله، و اخرجها من یده. و قیل لمریم: البتول، لقطعها الدّنیا و اسبابها و انقطاعها عن النّاس. و القیاس تبتّلا و لکن لمّا کان التّبتیل من حروفه عدل الیه لموافقة رؤس الآى، لانّ حظّ القرآن من حسن النّظم و الرّصف فوق کلّ حظّ و یحتمل انّ المعنى تبتّل الیه یبتّلک تبتیلا، کما قال تعالى: وَ اللَّهُ أَنْبَتَکُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً اى و تنبتون نباتا.
رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ یرید به جنس المشارق و المغارب فی الشّتاء و الصّیف اى خالقهما و مالکهما. قرأ اهل الحجاز و ابو عمرو و حفص «ربّ» برفع الباء.
على الابتداء و قرأ الآخرون بالجرّ على نعت الرّبّ فی قوله: وَ اذْکُرِ اسْمَ رَبِّکَ.
لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَکِیلًا اى توکّل علیه و ثق به و استکفه جمیع المهمّات.
و قیل: وکیلا اى کفیلا بما وعدک قیّما بامورک، ففوّضها الیه: وَ اصْبِرْ عَلى‏ ما یَقُولُونَ للَّه من الصّاحبة و الولد و الشّریک و لک من السّاحر و الکاهن و المجنون. وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِیلًا الهجر الجمیل ترک الجفوة من غیر ترک الدّعوة الى الحقّ کقوله: «فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِیلَ» و قوله: «فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَ قُلْ سَلامٌ» و هى منسوخة بآیة السّیف.
وَ ذَرْنِی وَ الْمُکَذِّبِینَ لک یا محمّد «أُولِی النَّعْمَةِ» اى الثّروة و التّنعّم و المال وصفهم بالنّعمة توبیخا لهم على ترک الشّکر و تبیینا انّه اطغاهم استغناؤهم.
وَ مَهِّلْهُمْ قَلِیلًا اى انظرهم و اخّرهم قلیلا و لا تهتمّ بهم و کل امرهم الىّ فانّى اکفیک شأنهم. قیل: نزلت فی صنادید قریش المستهزئین. و قال مقاتل نزلت فی المطعمین ببدر و کان بین نزول هذه الآیة و بین بدر سنة.
إِنَّ لَدَیْنا اى ان عندنا لاهل النّار «أَنْکالًا» قیودا و اغلالا اهانة لهم لا خوفا من فرارهم «وَ جَحِیماً» اى نارا جاحمة حارّة متناهیة، یقال: یوم جاحم شدید الحرّ.
وَ طَعاماً ذا غُصَّةٍ اى الضّریع و الزّقّوم یغصّ فی الحلق و لا یسوغ. وَ عَذاباً أَلِیماً یخلص وجعه الى القلب. و جاء فی التّفسیر انّه لمّا نزلت هذه الآیة خرّ النّبی (ص) مغشیّا علیه.
یَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ اى تتحرّک الارض حرکة شدیدة و تزول الجبال عن اماکنها. وَ کانَتِ الْجِبالُ کَثِیباً مَهِیلًا اى رملا سائلا.
قال الکلبى: هو الرّمل الّذى اذا اخذت منه شیئا تبعک ما بعده یقال هلت الرّمل اهیله هیلا اذا حرکت اسفله حتّى انهال من اعلاه.
إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَیْکُمْ رَسُولًا یعنى محمد (ص) شاهِداً عَلَیْکُمْ یوم القیامة بالاجابة و الامتناع. کَما أَرْسَلْنا إِلى‏ فِرْعَوْنَ رَسُولًا یعنى موسى (ع).
فَعَصى‏ فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ اى جحد رسالة موسى و لم یؤمن به. فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِیلًا اى شدیدا ثقیلا.
فَکَیْفَ تَتَّقُونَ إِنْ کَفَرْتُمْ یَوْماً باللّه و لم تؤمنوا عذاب یوم یَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِیباً لصعوبته و شدّة اهواله. قیل: هذا على ضرب المثل، و قیل: بل یصیر الولدان فی القیامة شیبا لما یرون من اهوالها. و قیل: انّما یصیرون شیبا اذا قال اللَّه لآدم: «قم فابعث من ذرّیّتک بعث النّار» فیقول: «یا ربّ من کم کم». فیقول: «من کلّ الف تسع مائة و تسعة و تسعین الى النّار و واحدا الى الجنّة فحینئذ یشیب الولدان من الفزع». و قیل معنى الآیة: کیف لکم بالتّقوى یوم القیامة اذ کفرتم فی الدّنیا اى لا سبیل لکم الى التّقوى اذا وافیتم القیامة و قوله: السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ اى السّماء منشقّ بذلک الیوم و شدّته. و قیل: الباء بمعنى فی، اى فی ذلک الیوم. و قیل «مُنْفَطِرٌ بِهِ» اى باللّه عزّ و جلّ حین ینزل سبحانه فی ظلل من الغمام و لم یقل منفطرة لانّ السّماء یذکّر و یؤنّث. و قیل: لانّ السّماء فی المعنى السّقف و قیل: معناه ذات انفطار کما یقال امرأة مرضع اى ذات رضاع على النّسبة و کانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا اى ینجز لاولیائه ما وعد و لاعدائه ما اوعد. و قیل: وعده بان یظهر دینه على الدّین کلّه.
إِنَّ هذِهِ تَذْکِرَةٌ اى هذه الآیات وعظ و عبرة فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى‏ رَبِّهِ سَبِیلًا اى طریقا الى رضاه بطاعته لأمره. و المعنى: انّ الوصول الى طاعاته ممکن و الى معرفته لما نصب من الدّلائل و اثبت من الشّواهد و انزل من الآیات و السّور. و قیل: فیه اضمار و معناه: فمن شاء اللَّه ان یتّخذ الى ربّه سبیلا اتّخذ. قوله: إِنَّ رَبَّکَ یَعْلَمُ أَنَّکَ تَقُومُ أَدْنى‏ اى اقلّ. مِنْ ثُلُثَیِ اللَّیْلِ وَ نِصْفَهُ وَ ثُلُثَهُ قرأ اهل مکة و الکوفة: نصفه و ثلثه بفتح الفاء و الثّاء و اشباع الهاءین ضمّا، اى و تقوم نصفه و ثلثه و قرأ الآخرون بکسر الفاء و الثّاء و اشباع الهاءین کسرا عطفا على ثلثى اللّیل وَ طائِفَةٌ مِنَ الَّذِینَ مَعَکَ یعنى المؤمنین و کانوا یقومون معه. قال عطاء: یرید لا یفوته علم ما تفعلون انّه یعلم مقادیر «اللیل و النهار» فیعلم القدر الّذى تقومون.
عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ هذا نسخ اوّل السّورة اى علم ان لن تطیقوا قیام اللّیل فی النّصف و الثّلث و الثّلثین. فَتابَ عَلَیْکُمْ فخفّف علیکم و وضع عنکم فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ اى فصلّوا ما خفّ علیکم فی اللّیل من الصّلاة. قال الحسن: و لو قدر حلبة شاة، و قیل: فاقرؤا ما تیسّر من القرآن اى ما احببتم و اردتم من السّور القصار الّتى تقرأ فی صلاة المغرب و العشاء الّتى عدّها رسول اللَّه (ص) على معاذ یرید فی الصّلاة النّافلة. و قیل: فی الفرض. و قیل: خارج الصّلاة. قال ابن عباس: ما تیسّر مائة آیة و قال السدى مائتا آیة و قیل: ثلاث آیات کاقصر سورة.
قال رسول اللَّه (ص): انّ اللَّه تعالى انزل الآیتین من خاتمة سورة البقرة من کنز تحت العرش من قرأهما فی لیلة کفتاه‏
و عن قیس بن حازم قال: صلّیت خلف ابن عباس بالبصرة فقرأ فی اوّل رکعة بالحمد و اوّل آیة من البقرة ثمّ قام فی الثّانیة فقرأ بالحمد و الآیة الثّانیة من البقرة ثمّ رکع فلمّا انصرف اقبل علینا فقال: انّ اللَّه تعالى یقول: فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنْهُ. و عن انس بن مالک انّه سمع رسول اللَّه (ص) یقول: «من قرأ خمسین آیة فی یوم او فی لیلة لم یکتب من الغافلین و من قرأ مائة آیة کتب من القانتین. و من قرأ ماتى آیة لم یحاجّه القرآن یوم القیامة. و من قرأ خمسمائة آیة کتب له قنطار من الاجر».
و عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال لى رسول اللَّه (ص): «اقرأ القرآن فی کلّ شهر» قال قلت: انّى لا اجد قوّة. قال: «فاقرءه فی عشرین لیلة» قال: قلت انّى لا اجد قوّة؟ قال: «فاقرأه فی سبع و لا تزد على ذلک».
ثمّ ذکر سبب التّخفیف، فقال: عَلِمَ أَنْ سَیَکُونُ مِنْکُمْ مَرْضى‏ فیشقّ علیهم قیام اللّیل. وَ آخَرُونَ یَضْرِبُونَ فِی الْأَرْضِ اى یسافرون فیها.
یَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ اى یطلبون من رزق اللَّه بالتّجارة وَ آخَرُونَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فسوّى بین درجة المجاهدین و المکتسبین المال للنّفقة على نفسه و على العیال و الاحسان و الافضال. روى ابراهیم عن ابن مسعود قال: ایّما رجل جلب شیئا الى مدینة من مدائن المسلمین صابرا محتسبا فباعه بسعر یومه کان له عند اللَّه منزلة الشّهداء ثمّ قرأ عبد اللَّه: وَ آخَرُونَ یَضْرِبُونَ فِی الْأَرْضِ یَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَ آخَرُونَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ و عن ابن عمر قال: ما خلق اللَّه عزّ و جلّ موتة اموتها بعد القتل فی سبیل اللَّه احبّ الّتى من ان اموت بین شعبتى رجل اضرب فی الارض ابتغى من فضل اللَّه.
فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنْهُ اى من القرآن تطوّعا حثّهم على التّطوّع بالتّهجّد ترغیبا و نسخ افتراضه ترفیها.
وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ هذا نسخ صلاة اللّیل بالصّلاة الخمس. وَ آتُوا الزَّکاةَ القصّة للصّلوة و لکن لم یفرّق بین القرینتین وَ أَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً کلّ ما یعبد اللَّه عزّ و جلّ به قرض للعبد عند اللَّه. وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِکُمْ مِنْ خَیْرٍ اى ما تسلفوه لانفسکم من عمل صالح و صدقة. تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ اى تجدوا ثوابه عند اللَّه هُوَ خَیْراً لکم من متاع الدّنیا، و قیل: خیرا لکم من الشّحّ و التّقصیر و خیرا نصب مفعول ثان لقوله: «تجدوه، و دخلت هو فصلا. «وَ أَعْظَمَ أَجْراً» لانّ اللَّه تعالى یعطى المؤمن اجره بغیر حساب وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ من تقصیر و ذنب وقع منکم إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ لمن تاب «رَحِیمٌ» لمن استغفر.
عن الحارث بن سوید قال: قال عبد اللَّه: قال رسول اللَّه (ص): «ایّکم ماله احبّ الیه من مال وارثه»؟ قالوا: یا رسول اللَّه ما منّا من احد الّا ماله احبّ الیه من مال وارثه قال: «اعملوا ما تقولون» قالوا: ما نعلم الّا ذلک یا رسول اللَّه قال: «ما منکم رجل الّا مال وارثه احبّ الیه من ماله قالوا کیف یا رسول اللَّه؟ قال: «انّما مال احد کم ما قدّم و مال وارثه ما اخّر
وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ من ذنوبکم إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ».
رشیدالدین میبدی : ۷۴- سورة المدثر- مکیة
النوبة الثانیة
این سوره هزار و ده حرفست، دویست و پنجاه و پنج کلمت، پنجاه و شش آیت.
جمله به مکّه فرو آمده باجماع مفسّران. و درین سوره یک آیت منسوخ است: ذَرْنِی وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِیداً در شأن ولید بن المغیرة فرو آمد، على الخصوص، پس حکم آن عام گشت در ولید و در غیر او، آن گه منسوخ گشت بآیت سیف. و عن ابىّ‏ ابن کعب قال: قال رسول اللَّه (ص): «من قرأ یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ اعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من صدّق بمحمّد و کذّب به».
یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ هذا خطاب النّبی (ص) و الْمُدَّثِّرُ المتدثّر ادغم التّاء فی الدّال لقرب مخرجیهما. و السّبب فیه‏
انّ رسول اللَّه (ص) کان یذهب الى حراء قبل النّبوّة، فلمّا رأى جبرئیل (ع) فی الهواء اوّل ما بدا له رجع الى بیت خدیجة و قال: «دثّرونى دثّرونى» فتدثّر بثوبه.
قیل: القى علیه قطیفة فنزل جبرئیل و قال: یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ بثیابه.
و هذه السّورة من اوائل ما انزل من القرآن. قال یحیى بن ابى کثیر: سألت ابا سلمة بن عبد الرّحمن عن اوّل ما نزل من القرآن. فقال: یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ قلت: یقولون: «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ الَّذِی خَلَقَ»؟!.
فقال ابو سلمة: سألت جابر بن عبد اللَّه عن ذلک. قلت له: مثل الّذى قلت، فقال جابر: لا احدّثک الّا ما حدّثنا رسول اللَّه (ص)، قال: جاورت بحراء شهرا فلمّا قضیت جوارى هبطت فنودیت، فنظرت عن یمینى فلم ار شیئا. و نظرت عن شمالى فلم ار شیئا. و نظرت خلفى فلم ار شیئا، فرفعت رأسى فاذا هو على العرش فی الهواء.
قال اهل التّفسیر یعنى جبرئیل (ع). و فی بعض الرّوایات رفعت رأسى فاذا الرّبّ عزّ و جلّ على العرش فاتیت خدیجة فقلت: «دثّرونى دثّرونى» قال: فدثّرونى فنزلت یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ و عن ابن شهاب قال: سمعت ابا سلمة، قال: اخبرنى جابر بن عبد اللَّه انّه سمع رسول اللَّه (ص) یحدّث عن فترة الوحى: «فبینا انا امشى سمعت صوتا من السّماء فرفعت بصرى، فاذا الملک الّذى جاءنى بحراء قاعد على کرسىّ بین السّماء و الارض فجئت منه رعبا حتّى هویت الى الارض، فجئت اهلى فقلت: زمّلونى زمّلونى، فزمّلونى فانزل اللَّه یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ الى قوله: فَاهْجُرْ.
قیل: معناه لا تنم عمّا امرتک به و لا تستعمل الهوینا فیه بل قم و ارفض الرّاحة و بلّغ الرّسالة و انذر الکفرة موضع المخافة ممّا هم علیه لیتّقوه بطاعتى و انذرهم عذاب اللَّه و وقایعه فی الامم الخالیة. و قیل: اشتقاق المدّثّر من الدّثار و هو الثّوب على البدن و الشّعار ما تحته، فکانّه لمّا آذاه قریش رجع الى بیت خدیجة فتدثّر بثیابه استراحة الى النّوم من الغمّ. فقیل له: ایّها الطّالب صرف الاذى بالدّثار اطلبه بالانذار. و قال عکرمة: یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ بالنّبوّة و اثقالها قد تدثّرت هذا الامر فقم به.
وَ رَبَّکَ فَکَبِّرْ ایّاه فقدّس و شأنه فعظّم حتّى یصغر عندک فی عظمته العدوّ و کیده و ما یعبد دونه.
وَ ثِیابَکَ فَطَهِّرْ قال قتادة و مجاهد: اى نفسک فطهّر من الذّنب، فکنى عن النّفس بالثّوب و هذا فی کلام العرب کثیر. یقال فی وصف الرّجل بالصّدق و الوفاء: انّه طاهر الثّیاب، و لمن غدر: انّه لدنس الثّیاب. قال الشّاعر:
و انّى بحمد اللَّه لا ثوب فاجر
ضخم الدّسیعة من ذوابة هاشم
لبست و لا من غدرة اتقنّع‏
قدما تازر بالمکارم و ارتدى.
و قال آخر یمدح رسول اللَّه (ص):
و من هذا الباب‏
قول رسول اللَّه (ص): «الکبریاء رداؤه، و العظمة ازاره»، و قال صلّى اللَّه علیه و سلّم: «سبحان من تعطّف بالعزّ»
و العطاف الرّداء. و سئل ابن عباس عن قوله تعالى: وَ ثِیابَکَ فَطَهِّرْ فقال: لا تلبسها على معصیة و لا على غدر. و قال ابىّ بن کعب لا تلبسها على غدر و لا على ظلم و لا اثم، البسها و انت برّ طاهر و قال الضّحاک: وَ ثِیابَکَ فَطَهِّرْ اى عملک فاصلح، و فی الخبر عن النّبی صلّى اللَّه علیه و سلّم: «یحشر المرء فی ثوبیه اللّذین مات فیهما»
یعنى: عمله الصّالح او الطّالح. و قال سعید بن جبیر: کنى بالثّیاب عن القلب، و المعنى: و قلبک و نیّتک فطهّر عمّا سوى اللَّه. و قال الحسن: معناه: و خلقک فحسّن، و فی الخبر: «حسّن خلقک و لو مع الکفّار تدخل مداخل الأبرار».
و قیل: معناه: و اهلک فطهّرهم من الخطایا بالوعظ و التّأدیب، و العرب تسمّى الاهل ثوبا و لباسا، قال اللَّه تعالى: هُنَّ لِباسٌ لَکُمْ وَ أَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ. و قال ابن سیرین و ابن زید امر بتطهیر الثّیاب من النّجاسات الّتى لا یجوز الصّلاة معها و ذلک انّ المشرکین کانوا لا یتطهّرون و لا یطهّرون ثیابهم. و قال طاوس: معناه: و ثیابک فقصّر. فانّ تقصیر الثّیاب تطهیر لها. قوله: وَ الرُّجْزَ فَاهْجُرْ. قرأ ابو جعفر و حفص عن عاصم و یعقوب وَ الرُّجْزَ بضمّ الرّاء و قرأ الآخرون بکسرها. و هما لغتان بمعنى واحد، و المراد بالرّجز: الاوثان، اى اهجرها و لا تقرّبها. و قیل: الرُّجْزَ بالضّمّ: الاوثان، و بالکسر: العذاب، اى اجتنب المعاصى و کلّ ما یقضى الى العذاب. و قیل: الرّجز الشّیطان اى لا تطعه.
وَ لا تَمْنُنْ تَسْتَکْثِرُ اى لا تعط عطیّة لتعطى اکثر منها و هذا نهى تحریم للنّبى (ص) خاصّة و لغیره على جهة النّدب و الاستحباب: و قیل: معناه: لا تستکثر عملک فتکون منّانا به، انّما عملک من اللَّه منّة علیک، و قیل: لا تمنن بالنّبوة على النّاس فتأخذ علیها اجرا و عرضا من الدّنیا. و قیل: لا تضعف ان تستکثر من الخیر. دلیله قراءة ابن مسعود: و لا تمنن ان تستکثر.
وَ لِرَبِّکَ فَاصْبِرْ اى فاصبر على طاعته و اوامره و نواهیه لاجل ثواب اللَّه. و قیل: فاصبر على ما اوذیت فی ذات اللَّه، و قیل: لوعد اللَّه و لوجه اللَّه. فاصبر على اداء الرّسالة و تعلیم الحقّ. و قیل: فاصبر تحت موارد القضاء لاجل اللَّه.
فَإِذا نُقِرَ فِی النَّاقُورِ اى نفخ فی الصّور و هو القرن الّذى ینفخ فیه اسرافیل یعنى النّفخة الثّانیة الّتى یحیى عندها النّاس فذلک یعنى ذلک النّفخ.
یَوْمَئِذٍ یعنى: یوم القیامة یَوْمٌ عَسِیرٌ شدید على الکافرین یعسر فیه الامر علیهم غیر یسیر غیر هیّن.
ذَرْنِی وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِیداً نزلت فی الولید بن المغیرة المخزومى، اى لا تهتمّ لاجله و کل امره الىّ و قوله: خَلَقْتُ وَحِیداً. فیه وجهان. احدهما: خلقته وحدى لم یشارکنى فی خلقه احد فیکون وَحِیداً نصبا على الحال. و الثّانی، خلقته وحده لا ناصر له معه و لا مال له و لا ولد. فیکون نصبا بوقوع الخلق علیه. و قیل: وحیدا لغیر رشدة کما نزل فیه زنیم اى ملحق بالقوم لیس منهم. و قال «الحسن» کان یسمّى الوحید فی قومه.
وَ جَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُوداً اى کثیرا له مدد یأتى شیئا بعد شى‏ء من العروض و الذّهب و بساتینه الّتى بالطّائف. قال مقاتل: کان له بستان بالطّائف لا تنقطع ثمارها شتاء و لا صیفا. و قیل: المال الممدود: الانعام تنمى بالنّتاج و تمدّد فی الارض بالرّعى. و قیل: ارض مغلّة لا تنقضى لها غلّة حتّى تأتى لها اخرى.
وَ بَنِینَ شُهُوداً اى حضورا معه بمکّة یستمتع برؤیتهم و یستمتعون به لا یغیبون عنه فی طلب المعاش لغناه. و قیل: «شهودا» اى نجباء یشهدون مواضع الفخار و بقاع النّزال اذا ذکر ذکروا معه و کانوا عشرة. و قال مقاتل: کانوا سبعة، و هم الولید بن الولید، و خالد، و عمارة، و هشام، و العاص، و قیس، و عبد شمس اسلم منهم ثلاثة: خالد، و هشام، و عمارة.
وَ مَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِیداً اى بسطت له من العیش و طول العمر فی صحّة من البدن مع الرّیاسة فی قومه. و قیل: التّمهید تسهیل التّصرف فی الامور.
ثُمَّ یَطْمَعُ تقدیره فعاند و کفر ثُمَّ یَطْمَعُ أَنْ أَزِیدَ فحذف لان اوّل الکلام یدلّ علیه، اى یطمع ان ادخله الجنّة، و قیل: یطمع ان ازیده من المال و الولد.
«کلّا» ردع و زجر، اى لا یجمع له بعد الیوم بین الکفر و المزید من النّعم فلم یزل بعد نزول هذه الآیات فی نقصان من المال و الجاه و الولد و مات فقیرا.
إِنَّهُ کانَ لِآیاتِنا عَنِیداً معاندا جاحدا لها.
سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً الارهاق التّحمیل و التّکلیف و الصّعود العذاب الشّاقّ، و المعنى: ساکلّفه مشقّة من العذاب لا راحة فیها. و فی الخبر یکلّف ان یصعد عقبة فی النّار ملساء، فاذا وضع یده علیها ذابت، فاذا رفعها عادت، و اذا وضع رجله ذابت، و اذا رفعها عادت. و قیل: یجذب من امامه بسلاسل الحدید. و یضرب من خلفه بمقامع الحدید، فیصعدها فی اربعین عاما، فاذا بلغ ذروتها رمى به الى اسفلها فذلک دابه ابدا.
إِنَّهُ فَکَّرَ وَ قَدَّرَ سبب نزول این آیات بقول مفسّران آن بود که: جبرئیل (ع) فرو آمد و سورة حم تَنْزِیلُ الْکِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِیزِ الْعَلِیمِ غافِرِ الذَّنْبِ وَ قابِلِ التَّوْبِ الى قوله: إِلَیْهِ الْمَصِیرُ فرو آورد، و رسول خدا (ص) در مسجد باز میخواند و ولید مغیرة قراءت رسول (ص) مى‏شنید. رسول چون بدانست که ولید مى‏نیوشد آواز برکشید و آیت باز میخواند. ولید را آن عجب آمد، بقوم خویش بنى مخزوم باز گشت، سرگردان و متحیّر، ایشان را گفت: و اللَّه که از محمّد این ساعت سخنى شنیدم که نه سخن آدمیان بود و نه سخن پریان، نه هیچ بشر طاقت دارد که چنان سخنان گوید، انّ له لحلاوة و انّ علیه لطلاوة و انّ اعلاه لمثمر و ان اسفله لمعذق و انّه یعلو و ما یعلى.
شیرین سخنى پر آفرین! سخنى که آن را شکوهى است و رونقى. بالاش چون درخت میوه دار زیرش چون چشمه آب حیات. بر هر سخنى بالا افتد و هیچ سخن بر بالاى وى نرسد. آن گه سرگردان بخانه خویش باز شد. قریش گفتند: و اللَّه که ولید صابى گشت، و او مهتر قریش است، اکنون همه قریش صابى شوند، دین خود بگذارند و بدین محمّد باز گردند. و کان یقال للولید ریحانة قریش. این خبر به بو جهل رسید، برخاست و بیامد غمگین و اندوهگن. ولید گفت: ما لى اراک حزینا یا بن اخى؟ چه افتادست که ترا بس حزین و غمگین مى‏بینم؟ بو جهل گفت: و ما یمنعنى ان لا احزن؟
چرا غمگین نباشم و قریش میگویند: تو سخنان محمّد را پسند میدهى و آن را بزرگ میدارى و ثنا مى‏گویى تا از فضله طعام ایشان بهره‏اى بردارى! اگر چنین است تا هم قریش فراهم شوند و ترا کفایتى حاصل کنند، تا از طعام ایشان بى نیاز شوى؟! ولید چون این سخن از بو جهل بشنید، در خشم شد گفت: الم تعلم قریش انّى من اکثرهم مالا و ولدا؟ قریش را معلوم نیست که در عرب از من توانگرتر بمال و فرزند کس نیست؟ ده فرزند دارم هر یکى کان سخاوت و معدن جود و این اصحاب محمّد خود هرگز از طعام سیر نشوند و از فقر وفاقه هرگز نیاسایند، چه صورت بندد که ایشان را فضله طعام بود تا بدیگرى دهند! پس هر دو برخاستند و بانجمن قریش شدند. ولید گفت: شما که قریش اید بدانید که حال و کار این محمّد در عرب منتشر گشت و موسم نزدیک است. عرب آیند و از حال وى پرسند، جواب ایشان چه خواهید داد؟ اگر گوئید دیوانه است، شما را دروغ زن کنند، که سخن وى سخن عاقلان است و از جنون در وى هیچیز نیست، و اگر گوئید شاعر است، عرب شعر نیکو دانند و شناسند، دانند که سخن وى شعر نیست و شما دروغ زن شوید. و اگر گوئید کاهن است، ایشان دانند که در سخن کاهنان ذکر اللَّه نبود و ان شاء اللَّه نگویند و محمّد ان شاء اللَّه بسیار گوید. و اگر گوئید کذّاب است ایشان قبول نکنند که از محمّد هرگز دروغ نشنیده‏اند و در عرب معروفست که هرگز دروغ نگوید، پس قریش گفتند: اکنون راى تو چیست؟ یا ابا المغیرة؟ تو چه گویى و سخنان وى بر چه نهى؟ او در خود افتاد و تفکّر میکرد و با خود میانداخت که در کار وى چه تقدیر کند و چه گوید؟! اینست که ربّ العالمین گفت: إِنَّهُ فَکَّرَ وَ قَدَّرَ تفکّر فی نفسه ما یقول فیه و قدّر فی نفسه ما ذا یمکنه ان یقول فیه. و فی القرآن قال اللَّه عزّ و جلّ: فَقُتِلَ اى لعن و عذّب و عوقب کَیْفَ قَدَّرَ.
ثُمَّ قُتِلَ کَیْفَ قَدَّرَ استفهام على وجه التّعجیب و الانکار، و التّکرار للتّأکید.
و قیل: احدهما لتقدیره القول فی محمّد و الثّانی لتقدیره و القول فی القرآن. و قیل احدهما لنفیه عنه الجنون و الکهانة و الشّعر و الکذب لا على وجه قصد به الایمان و الثّانی لاثبات صفة السّحر له.
ثُمَّ نَظَرَ فیما قدّر معجبا بذلک نظرة تفکّر.
ثُمَّ عَبَسَ وَ بَسَرَ اى قبض ما بین عینیه و اظهر الکراهیة فی وجهه حیث عجز عن القول فیهما. و قیل: تکرّها فی وجوه المؤمنین.
ثُمَّ أَدْبَرَ اى ولّى الى قومه وَ اسْتَکْبَرَ اى تکبّر عن الایمان.
فَقالَ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ یُؤْثَرُ اى ما هذا الّذى یقوله محمّدا الّا سحر یروى، اى یأثره قوم عن قوم. قالوا له: و ما السّحر؟ قال: شى‏ء یکون فی النّاس عن علمه فرّق به بین المرء و زوجه، اما رأیتموه فرّق بین فلان و اهله، و بین فلان و ولده و بین فلان و اخیه و بین فلان و موالیه، فذلک قوله: إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ یُؤْثَرُ. و ابو نهیکة یأتیه به من مسیلمة الکذّاب. و قیل: یرویه محمّد عن جبیر و یسار و قیل عن اهل بابل.
إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ اى ما هذا الّا قول البشر تعلّمه من غلام رومى یکنى ابا نهیک کقوله: «إِنَّما یُعَلِّمُهُ بَشَرٌ» قال اللَّه تعالى: سَأُصْلِیهِ سَقَرَ سقر اسم من اسماء جهنّم. و قیل: اسم للدّرک الرّابع منها و اشتقاقه من سقرته الشّمس، اى اذا بته.
وَ ما أَدْراکَ ما سَقَرُ تفخیم لشأنها.
لا تُبْقِی وَ لا تَذَرُ اى لا تبقى لحما و لا تذر عظما الّا اکلته و حطمته.
و قیل: لا تبقى حیّا و لا تذر میّتا کقوله: «لا یَمُوتُ فِیها وَ لا یَحْیى‏».
لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ اى مسوّدة لها. و قیل: تحرق الجلد حتّى تسوّده و البشر جمع بشرة و هی ظاهر الجلد. یقال: لاحته الشّمس و لوّحته اذا غیّرته.
قال ابن کیسان: تلوح لهم جهنّم حتّى یروها عیانا کقوله: «وَ بُرِّزَتِ الْجَحِیمُ لِلْغاوِینَ».عَلَیْها تِسْعَةَ عَشَرَ اى على سقر من الخزنة تسعة عشر، و قیل: تسعة عشر صنفا من الملائکة، و قیل: تسعة عشر صنفا منهم. و قیل: تسعة عشر ملکا مالک و معه ثمانیة عشر جاء فی الاثر اعینهم کالبرق الخاطف و انیابهم کالصّیاصى یخرج لهب النّار من افواههم ما بین منکبى احدهم مسیرة سنة نزعت منهم الرّحمة، یرفع احدهم سبعین الفا فیرمیهم حیث اراد من جهنم. و قال عمرو بن دینار: انّ واحدا منهم یدفع بالدّفعة الواحدة فی جهنّم اکثر من ربیعة و مضر. فلمّا نزلت هذه الآیة قال ابو جهل: زعم ابن ابى کبشة انّ خزنة النّار تسعة عشر و انتم الدّهماء أ فیعجز کلّ عشرة منکم ان یبطشوا بواحد من خزنة جهنّم. فقال ابو الاشدّین کلدة بن خلف الجمحىّ، و کان یوصف بالقوّة: انا اکفیکم منهم سبعة عشر عشرة على ظهرى و سبعة على بطنى فاکفونى انتم اثنین، و روى انّه قال: انا امشى بین ایدیکم على الصّراط فارفع عشرة بمنکبى الایمن و تسعة بمنکبى الایسر فی النّار و نمضى ندخل الجنّة فانزل اللَّه عزّ و جلّ: وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ اى خزنة اصحاب النّار، فحذف المضاف الى ملائکة لا رجالا آدمیّین فمن ذا الّذى یغلب الملائکة و الواحد منهم یأخذ ارواح جمیع الخلق. و للواحد منهم قوّة الثّقلین، هذا کقوله: «عَلَیْها مَلائِکَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ» وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ اى عددهم فی القلّة إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِینَ کَفَرُوا اى ضلالة لهم حتّى قالوا فیهم ما قالوا. و قیل: محنة لیظهر ما یقول کلّ واحد منهم و یعتقده.
لِیَسْتَیْقِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ لانّه مکتوب فی التّورات و الانجیل انّ خزنة جهنّم تسعة عشر. و قیل: لیستیقنوا انّ محمّدا نبىّ صادق حین اخبرهم بما یوافق کتبهم و هو امّىّ لا یکتب و لا یقرأ من الکتاب. وَ یَزْدادَ الَّذِینَ آمَنُوا إِیماناً یعنى: من آمن من اهل الکتاب یزدادون تصدیقا بمحمد (ص) و یزدادوا یقینا الى یقینهم وَ لا یَرْتابَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ وَ الْمُؤْمِنُونَ اى لا یشکّوا فی انّ عددهم على ما اخبر به محمّد (ص) عن الوحى و انّ القرآن وافق ما فی کتابهم.
وَ لِیَقُولَ الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ اى شکّ و نفاق. و قال الحسین بن الفضل: المرض فی هذه الآیة الخلاف لا النّفاق لانّ السّورة مکیّة و لم یکن حینئذ نفاق. وَ الْکافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا انّما قالوا مشرکو مکة و لیس فی الآیة مثل و لکنّهم استغربوا هذا العدد فقالوا: لعلّه مثل مضروب و فی تخصیص خزنة النّار بهذا العدد اقوال، احدها: انّ جهنّم اطباق سبعة و مالک خازن النّار فی الطّبقة الاولى و فیها المذنبون من المؤمنین فیرفق بهم الى ان یخلّصهم اللَّه منها ثمّ فی کلّ طبقة منها ثلاثة منهم یعذّبون اهلها بانواع العذاب و مجموعهم تسعة عشر، الثّانی بسم اللَّه الرّحمن الرّحیم تسعة عشر حرفا. و عدد الزّبانیة تسعة عشر ملکا فیدفع المؤمن بکلّ حرف منها واحدا منهم و قد سبقت رحمته غضبه. الثّالث انّ ساعات اللّیل و النّهار اربع و عشرون ساعة، خمس منها جعلت للصّلوات الخمس و بقیت تسع عشرة ساعة فمن ضیّعها عذّب بتسعة عشر ملکا فی النّار و من حفظها بذکر اللَّه ذبّت کلّ ساعة عنه ملکا منهم. الرّابع جعل اللَّه اوتاد الارض و هى الجبال تسعة عشر جبلا کذلک جعل اوتاد النّار تسعة عشر ملکا. و زعم هذا القائل انّ جبال الارض تسعة عشر و الباقى تشعّب عنها و قد عدّت جبال الارض المتشعّبة عنها فبلغت مائة و تسعین جبلا.
کَذلِکَ اى کما اضلّ اللَّه من انکر عدد الخزنة و هدى من صدّق.
کَذلِکَ یُضِلُّ اللَّهُ مَنْ یَشاءُ وَ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ وَ ما یَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّکَ إِلَّا هُوَ قال مقاتل: هذا جواب ابو جهل حین قال: اما لمحمّد اعوان الّا تسعة عشر.
قال عطاء: وَ ما یَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّکَ إِلَّا هُوَ، یعنى: من الملائکة الّذین خلقهم لتعذّب اهل النّار لا یعلم عدّتهم الّا اللَّه، و المعنى: انّ تسعة عشرهم خزنة النّار و لهم من الاعوان و الجنود من الملائکة ما لا یعلمهم الّا اللَّه عزّ و جلّ، و قیل: لا یعلم جمیع الخلائق کنههم و کیفیّتهم و کمّیّتهم الّا اللَّه عزّ و جلّ. یروى فی بعض الاخبار: انّ الآدمیّین مائة و خمسة و عشرون صنفا: مائة منهم فی بلاد الهند و منهم یأجوج و مأجوج و تاریس و منسک. لا یعلم عددهم الّا اللَّه. کلّهم کفّار و مصیرهم الى النّار. و اثنا عشر صنفا فی بلاد الرّوم. منهم: النسطوریّة، و الیعقوبیّة و الملکائیّة کلّهم کفّار و مصیرهم الى النّار و ستّة اصناف فی ناحیة المشرق منهم: التّرک خاقان و خلج و خزر و صقلاب و الرّوس و غور کلّهم کفّار و مصیرهم الى النّار. و ستّة اصناف فی ناحیة المغرب، منهم الزّنج و الحبش، و النّوبة و النّبطیة کلّهم کفّار و مصیرهم الى النّار. و بقى جزء واحد و هم المؤمنون فالمؤمنون فی الکفّار کشعرة بیضاء فی جنب ثور اسود، ثمّ جمیع الآدمیّین فی الجنّ جزء واحد من عشرة اجزاء ثمّ جمیع الآدمیّین و الجنّ فی الشّیاطین جزء واحد من عشرة اجزاء ثمّ جمیع الآدمیّین و الجنّ و الشّیاطین فی ملائکة السّماء الدّنیا جزء من عشرة اجزاء. ثمّ جمیع ما ذکرنا مع ملائکة السّماء الدّنیا فی ملائکة السّماء الثّانیة جزء من عشرة اجزاء حتّى یبلغ سبع سماوات ثمّ جمیع الآدمیّین و الجنّ و الشّیاطین و ملائکة سبع سماوات فی الزّبانیة جزء من عشرة اجزاء ثمّ هؤلاء کلّهم فی ملائکة الرّحمة جزء من عشرة اجزاء ثمّ هؤلاء فی الکرّوبیّین جزء من عشرة اجزاء ثمّ فی الرّوحانیّین جزء من عشرة اجزاء، ثمّ فی الحافّین جزء من عشرة اجزاء ثمّ هؤلاء فی الرّوح، و هم جنس من الملائکة جزء من عشرة اجزاء. هذا قول کعب الاحبار فقیل لکعب: ذکرت جنود اللَّه. و قال تعالى: وَ ما یَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّکَ إِلَّا هُوَ فضحک کعب و قال: این انت؟ من قوله تعالى: وَ یَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ فخلق فوقنا خلقا لا یراهم احد و خلق تحتنا خلقا لا یراهم احد، و فی البر و البحر خلق لا یراهم احد ثم رجع الى ذکر سقر فقال. وَ ما هِیَ یعنى: النّار إِلَّا ذِکْرى‏ لِلْبَشَرِ اى: الّا تذکرة و عظة للخلق. و قیل: یرید بها النّار الّتى فی الدّنیا اى خلقت النّار فی الدّنیا عبرة و تذکرة تذکر بها النّار فی الآخرة.
و قیل: یعنى الجنود ذکرى للبشر لیس انّ اللَّه یحتاج الى ناصر و معین، تعالى عن ذلک.
کَلَّا ردع لمن زعم انّ جنوده لحاجته الیهم. و قیل: ردع لمن زعم انّه یکفى امر الخزنة فیخرج منها و هو ابو جهل و ابو الاشدّین. و قیل: معنى «کلّا» اى حقّا «وَ الْقَمَرِ» اقسم بالقمر یعنى: الهلال بعد ثالثه.
وَ اللَّیْلِ إِذْ أَدْبَرَ قرأ نافع و حمزة و حفص و یعقوب «اذ» بغیر الف «ادبر» بالالف. و قرأ الآخرون «اذا» بالالف «دبر» بلا الف. و دبر و ادبر لغتان. یقال: دبر اللّیل و ادبر اذا ولّى ذاهبا. و قیل: دبر انقضى و ادبر اى اخذ فی الادبار. و قیل: دبر جاء بعد النّهار و فی دبره یقال: دبرنى فلان و خلفنى، اى جاء بعدى و خلفى.
وَ الصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ اى أضاء و تبیّن انّها، یعنى: انّ سقر لاحدى الکبر و الکبر العظائم واحدتها الکبرى و هی جماعة اطباق النّار جهنّم ثمّ لظى، ثمّ الحطمة، ثمّ السّعیر. ثمّ سقر، ثمّ الجحیم، ثمّ هاویة، و قیل: انّ درکة سقر و النّار المذکورة لاحد الدّواهى و انّها لکبیرة العذاب و قیل: انّ هذه الآیة لاحدى الکبر بذکر الیم عذاب اللَّه. و قیل: انّ تکذیبهم لمحمّد (ص) لاحدى الکبر، اى لکبیرة من الکبائر.
نَذِیراً لِلْبَشَرِ اى النّار لاحدى الکبر فی حال الانذار و التّخویف للبشر و انّما ذکر النّذیر لانّه اراد به العذاب و یجوز ان یکون من باب النّسبة، اى ذات انذار لهم، کقولهم: امرأة طالق. و قیل: انّ نذیرا متعلّق باوّل السّورة على معنى: یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ قم نذیرا اى منذرا للبشر.
لِمَنْ شاءَ بدل من قوله للبشر مِنْکُمْ أَنْ یَتَقَدَّمَ فی الخیر و الطّاعة أَوْ یَتَأَخَّرَ عنها فی الشّرّ و المعصیة و المعنى: انّ الانذار قد حصل لکلّ واحد ممّن آمن او کفر. و قیل: المشیّة متّصلة باللّه، اى لمن شاء اللَّه أَنْ یَتَقَدَّمَ أَوْ یَتَأَخَّرَ.
و هذا تهدید من اللَّه و اعلام انّ من تقدّم الى الایمان لمحمد (ص) جوزى بثواب لا ینقطع و من تأخّر عن الطّاعة و کذب محمدا عوقب عقابا لا ینقطع.
کُلُّ نَفْسٍ بِما کَسَبَتْ رَهِینَةٌ اى مرتهنة فی النّار بکسبها مأخوذة بعملها و قیل: عند الحساب مرهونة بعملها امّا یخلّصها و امّا یوبقها ثمّ استثنى فقال: إِلَّا أَصْحابَ الْیَمِینِ فانّهم لیسوا مرتهنین بذنوبهم فی النّار و لکن یغفرها اللَّه لهم و هم الّذین کانوا على یمین آدم یوم المیثاق حین قال لهم اللَّه: هؤلاء فی الجنّة و لا ابالى. و قیل: هم الّذین یعطون کتبهم بایمانهم. و قال الحسن: هم المسلمون المخلصون. و قال على بن ابى طالب (ع): هم اطفال المسلمین.
و قال ابن عباس: هم الملائکة. و قیل: کلّ نفس مأخوذة بکسبها من خیر او شرّ الّا من اعتمد على الفضل.
فکلّ من اعتمد على الکسب فهو رهین به. و من اعتمد على الفضل فهو غیر مأخوذ.
فِی جَنَّاتٍ یَتَساءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِینَ اى یسألون الملائکة. و الملائکة یسألون المجرمین: ما سَلَکَکُمْ فِی سَقَرَ اى ما ادخلکم فی سقر فاجابوا.
و قالُوا لَمْ نَکُ مِنَ الْمُصَلِّینَ للَّه یعنى. الصّلوات المفروضة اى لم نعتقد وجوبها و فرضها.
وَ لَمْ نَکُ نُطْعِمُ الْمِسْکِینَ کانوا یقولون: «أَ نُطْعِمُ مَنْ لَوْ یَشاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ».
وَ کُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِینَ اى کنّا نشرع فی الباطل مع الشّارعین فیه، اى کلّما غوى غاو بالدّخول فی الباطل غوینا معه. قال عبد اللَّه: اکثر النّاس ذنوبا یوم القیامة اکثرهم خوضا فی الباطل. و قال النّبی (ص): «اکثر النّاس ذنوبا یوم القیامة اکثرهم خوضا فی معصیة اللَّه».
وَ کُنَّا نُکَذِّبُ بِیَوْمِ الدِّینِ اى بیوم الجزاء.
حَتَّى أَتانَا الْیَقِینُ و هو الموت، و قیل: البعث و الیقین: العلم الّذى معه یوجد ثقة القلب. و قیل: اصحاب النّار یومئذ اربعة اصناف و کلّ واحد من هذه الاربعة کلام صنف منهم. قال اللَّه تعالى: فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِینَ اى لیس لهم من الملائکة و النّاس شفیع. قال عبد اللَّه بن مسعود: یشفع الملائکة و النبیّون و الشّهداء و الصّالحون و جمیع المؤمنین فلا یبقى فی النّار الّا اربعة ثمّ تلا: قالُوا لَمْ نَکُ مِنَ الْمُصَلِّینَ الى قوله: بِیَوْمِ الدِّینِ و قال عمران بن الحصین: الشّفاعة نافعة لکلّ احد دون هؤلاء الّذین تسمعون و عن انس قال: قال رسول اللَّه (ص): «یصف اهل النّار فیعذّبون، قال: فیمرّ بهم الرّجل من اهل الجنّة فیقول الرّجل منهم: یا فلان اما تعرفنى؟ انا الّذى سقیتک شربة، و قال بعضهم: انا الّذى وهبت لک وضوءا فیشفع له فیدخله الجنّة یوم القیامة».
و فی روایة اخرى قال صلّى اللَّه علیه و سلّم: «یقول الرّجل من اهل الجنّة یوم القیامة»
اى ربّ عبدک فلان سقانى شربة من ماء فی الدّنیا فیشفّعنى فیه فیقول: اذهب فاخرجه، فیذهب حتّى یخرجه منها» و قال ابن عباس: انّ محمدا (ص) یشفع ثلاث مرّات ثمّ تشفع الملائکة ثمّ الانبیاء، ثمّ الآباء ثمّ الأبناء ثمّ یقول اللَّه عزّ و جلّ: بقیت رحمتى و لا یدع فی النّار الّا من حرمت علیه الجنّة.
فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْکِرَةِ مُعْرِضِینَ اى عن تذکیرک ایّاهم بالقرآن معرضین و الاعراض عن القرآن من وجهین: احدهما: الجحود و الانکار، و الآخر: ترک العمل بما فیه و قیل: التّذکرة الاسلام و النّبی علیه الصّلاة و السّلام. و «معرضین» نصب على الحال.
کَأَنَّهُمْ حُمُرٌ جمع حمار مُسْتَنْفِرَةٌ قرأ نافع و ابن عامر بفتح الفاء و قرأ الآخرون بکسرها، فمن فتح فمعناه منفّرة مذعورة و من کسر فمعناه نافرة نفر و استنفر، بمعنى واحد، کما یقال: عجب و استعجب.
فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ یعنى: الاسد. و قیل: کَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ یعنى: العیر فی البرّیّة نافرة فرّت من الرّماة الّذین یتصیّدون. و عن ابن عباس قال: القسورة رکز النّاس اى صوتهم و حسّهم. و قیل: القسورة سواد اوّل اللّیل و لا یقال لسواد آخر اللّیل قسورة. و قیل: کلّ ضخم شدید عند العرب، فهو قسورة و بهذا فسّر زید بن اسلم اى فرّت من رجال اقویاء. و قیل: القسورة حبال الصّیادین. قوله: بَلْ یُرِیدُ کُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ یُؤْتى‏ صُحُفاً مُنَشَّرَةً هذا جواب الّذین قالوا: لن نؤمن لرقیّک حتّى تنزل علینا کتابا نقرأه کما سألته الیهود ان ینزّل علیهم کتابا من السّماء. و قال ابن عباس: کان المشرکون یقولون: ان کان محمّد صادقا فلتصبح عند رأس کلّ رجل منّا صحیفة فیها براءة من النّار کما کان عند رأس کلّ رجل من بنى اسرائیل صحیفة فیها براءة من النّار کما کان عند رأس کلّ رجل من بنى اسرائیل صحیفة فیها ذنبه و کفّارته اذا اصبح. قال مطر الورّاق: کانوا یریدون ان یؤتوا براءة بغیر عمل. و قیل: کانوا یقولون: یا محمّد ان سرّک ان نتّبعک فاتنا بکتب من اللَّه فیها من اللَّه الى فلان بن فلان ان اتّبع محمّدا و الصّحف: الکتب، و هى جمع الصّحیفة و منشّرة: منشورة مبسوطة، فقال اللَّه عزّ و جلّ: کَلَّا ردع عن اقتراح الکتب. و قیل: اعلام انّهم لا یؤمنون و ان جاءهم الکتاب کقوله: وَ لَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَیْهِمُ الْمَلائِکَةَ... الآیة. بَلْ لا یَخافُونَ الْآخِرَةَ اى لا یخافون عذاب الآخرة و لا یقدّرون وقوعها و کونها، و المعنى: انّهم لو خافوا النّار و عذاب الآخرة لما اقترحوا هذه الآیات بعد قیام الادلّة. کَلَّا ردع و قسم، اى حقّا انّه تذکرة، اى القرآن تذکیر للخلق وعظة.
فَمَنْ شاءَ اتّعظ به و ذَکَرَهُ اذ یسّره للخلق.
وَ ما یَذْکُرُونَ قرأ نافع و یعقوب تذکرون بالتّاء، و الآخرون بالیاء، اى لا یؤمنون الّا بمشیّة اللَّه و ارادته. قال مقاتل: لا یذکرون الا ان یشاء اللَّه لهم الهدى هُوَ أَهْلُ التَّقْوى‏ وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ اى اهل ان تتّقى محارمه و اهل ان یغفر لمن اتّقاه. و قیل: اهل ان یتّقى فلا یعصى و اهل ان یغفر لمن عصى.
روى عن ثابت عن انس: انّ رسول اللَّه (ص) قال فی هذه الآیة: هُوَ أَهْلُ التَّقْوى‏ وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ قال ربّکم عزّ و جلّ: انا اهل ان اتّقى و لا یشرک بى غیرى و انا اهل لمن اتّقى ان یشرک بى ان اغفر له.
و روى عن عبد القدّوس بن بکر قال: سمعت محمد بن النضر الحارثى یذکر فی قوله عزّ و جلّ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى‏ وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ قال: انا اهل ان یتّقینى عبدى فان لم یفعل کنت انا اهلا ان اغفر له.
رشیدالدین میبدی : ۸۰- سورة عبس- مکیة
النوبة الثانیة
این سورة مکّى است. جمله به مکه فرو آمده باجماع مفسّران. چهل و دو آیت است بعدد کوفیان، صد و سى و سه کلمه، پانصد و سى و سه حرف، و درین سوره یک آیت منسوخ است. قوله: کَلَّا إِنَّها تَذْکِرَةٌ هذا محکم. ثمّ قال: فَمَنْ شاءَ ذَکَرَهُ هذا منسوخ بقوله تعالى: وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ.
روى ابو امامة عن ابىّ قال: قال رسول اللَّه (ص): «من قرأ سورة عبس و تولى جاء یوم القیامة و وجهه ضاحک مستبشر».
قوله: عَبَسَ وَ تَوَلَّى نزلت فی ابن امّ مکتوم مؤذّن رسول اللَّه (ص) و هو عبد اللَّه ابن عمر و بن الاصمّ من بنى عامر بن هلال. و قیل: عبد اللَّه بن شریح بن مالک‏ ابن ربیعة الفهرىّ من بنى عامر بن لؤىّ و امّه امّ مکتوم مخزومیّة اسمها عاتکة کان اعمى و کان رسول اللَّه (ص) یوما جالسا و عنده امیّة بن خلف و کان رئیسا من قریش و رسول اللَّه یکلّمه و یأمل ان یسلم و قیل: کان رسول اللَّه (ص) یناجى جماعة من اشراف قریش یدعوهم الى اللَّه و یرجو اسلامهم فجاء ابن امّ مکتوم و ما معه قائد ینکبّ و یعثر و یتلمّس رسول اللَّه (ص) بیدیه و قیل: کان ینادى رسول اللَّه و یکرّر النّداء و یقول: یا محمد یا محمد! اقربنى علّمنى ممّا علّمک اللَّه و لا یدرى انّ رسول اللَّه (ص) مشغول فکره ذلک. رسول اللَّه (ص) و قال فی نفسه یقول هؤلاء الصّنادید انّما اتباعه العمیان و السّفلة و الفقراء. فعبس رسول اللَّه (ص) و اعرض عنه و اقبل على الّذین یکلّمهم فرجع عبد اللَّه محزونا خائفا ان یکون عبوسه و اعراضه عنه انّما هو لشی‏ء انکره اللَّه منه. فعاتب اللَّه عزّ و جلّ نبیّه و انکر علیه فعله و انزل فیه: عَبَسَ وَ تَوَلَّى فوضع رسول اللَّه (ص) یدیه علیه و هو یقرأ عَبَسَ وَ تَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى‏
فکان رسول اللَّه (ص) بعد ذلک یکرمه و یتعهّده و یتفقّد معاشه و کلّما دخل علیه یبسط له رداءه و یقول: «مرحبا بمن عاتبنى فیه ربّى» و یقول له: «هل لک من حاجة»؟ و کان یستخلفه على المدینة اذا خرج غازیا.
قال انس بن مالک: فرأیته یوم القادسیّة علیه درع و معه رایة سوداء و مات بالمدینه کرّم اللَّه وجهه. قال الاصمّ: بقى النّبی (ص) حزینا ینتظر ما یحکم اللَّه علیه فیما عاتبه، فلمّا نزل «کلّا» سرّى عنه لانّ معناه: لا تفعل ذلک بعد هذا. و قال ابن زید کان یقال: لو کتم رسول اللَّه (ص) شیئا من الوحى، لکتم هذا! قوله: «عَبَسَ» اى کلح و قطّب وجهه تکرّها «وَ تَوَلَّى» اعرض عنه و اقبل على غیره.
أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى‏ اى لان جاء الاعمى، و فی قوله: «عَبَسَ وَ تَوَلَّى» لطف حیث لم یواجهه بما فیه ذکر المعاتبة بل قاله على سبیل الاخبار تعظیما لحرمته ثمّ لمّا انقضى هذا الحدیث عاد الى خطابه فقال: وَ ما یُدْرِیکَ اى انّک لا تدرى لعلّ هذا الّذى اعرضت عنه اکرم عند اللَّه لانّه «یَزَّکَّى» اى یطلب ان یکون زاکیا بالعمل الصّالح و بما یتعلّمه منک و قیل:
«یَزَّکَّى» اى یتزکّى فادغمت التّاء فی الزّاء و التّزکّى التّطهّر من الذّنوب.
أَوْ یَذَّکَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّکْرى‏ اى یتّعظ فتنفعه الموعظة: قرأ عاصم «فَتَنْفَعَهُ» بنصب العین على جواب لعلّ بالفاء و قراءة العامّة برفع العین نسقا على قوله: یَذَّکَّرُ و عطف بأو لأن التّزکّى اعلى درجة من التّذکّر و التّذکّر دونه، فکانّه اراد مرتبة دون مرتبة. و قیل: «او» هاهنا بمعنى الواو، یعنى: و یَذَّکَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّکْرى‏ و قیل: تذّکّر طلب الذّکر بالفکر و الانسان مهما تفکّر فی شی‏ء فاتّعظ به اعتبارا بما حلّ بغیره نفعه ذلک و قد نصّ اللَّه تعالى على ذلک فی غیر موضع من کتابه.
فقال تعالى: وَ ذَکِّرْ فَإِنَّ الذِّکْرى‏ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ و قال: وَ ما یَتَذَکَّرُ إِلَّا مَنْ یُنِیبُ، وَ ما یَذَّکَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ.
قوله: أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى‏ اى استغنى عن اللَّه فی نفسه بمتابعة الشیطان و المستغنى عن اللَّه من لم ینزل علیه حوائجه بتوحیده ایّاه وحده و من هذا قوله عزّ و جلّ فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَ اعْبُدُوهُ و قیل: استغنى، اى کثر ماله و عنى به امیة بن خلف و المذکورین من قریش. و قال ابن عباس: استغنى عن اللَّه و عن الایمان بماله من المال.
فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى اى تتعرّض له و تقبل علیه و تصغى الى کلامه و التّصدّی التّعرّض للشّى‏ء على حرص کتعرّض الصّدیان للماء. و اصل الکلمة تتصدّى فحذفت احدى التّاءین تخفیفا و قد تدغم التّاء فی الصّاد فیقرأ تصّدّى بتشدید الصّاد و هو قراءة اهل الحجاز.
وَ ما عَلَیْکَ أَلَّا یَزَّکَّى ما هاهنا بمعنى النّفى، اى و ما علیک شی‏ء ان لا یشهد هذا الکافر ان لا اله الّا اللَّه انّک لا تؤاخذ بانّه لا یتزکّى، انّما علیک تبلیغ الرّسالة فاذا ترک هو الایمان فلا عتب علیک فیه.
وَ أَمَّا مَنْ جاءَکَ یَسْعى‏ لطلب العلم و الایمان یعنى ابن امّ مکتوم.
وَ هُوَ یَخْشى‏ اللَّه عزّ و جلّ.
فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى اى تعرّض و تتغافل و تتشاغل بغیره «کَلَّا» ردع و زجر، اى لا تفعل مثلها بعدها فانّه غیر مرضىّ عند اللَّه و لیس الامر کما فعلت من اقبالک على الغنىّ الکافر و اعراضک عن الفقیر المؤمن و قیل: «کَلَّا» بمعنى حقّا، و قیل: بمعنى الا و یکون الکلام مستأنفا و المعنى الا إِنَّها تَذْکِرَةٌ اى هذه السّورة و هذه الآیات موعظة و تذکیر للخلق.
فَمَنْ شاءَ ذَکَرَهُ تأویله. فمن شاء اللَّه ان یذکره ذکره، اى فهمه و اتّعظ به و من لم یشاء ان یذکره لم یذکره، شاء لابن امّ مکتوم ذلک فذکره، و شاء للکافر الّذى ناجیته ان لا یذکره فلم یذکره: و لم یتّعظ به اى بذلک جرى القضاء انّه یکون ما شاء اللَّه و قیل: هو کقوله: «فَمَنْ شاءَ فَلْیُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْیَکْفُرْ» و کقوله: «فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى‏ رَبِّهِ سَبِیلًا». و قال: «ذَکَرَهُ» و لم: یقل «ذکرها» لانّه اراد به الوعظ و القرآن ثمّ اخبر عن عظم محلّ القرآن عنده.
فقال: فِی صُحُفٍ مُکَرَّمَةٍ یعنى مصاحف القرآن المکرّمة المعظّمة.
بِأَیْدِی سَفَرَةٍ کِرامٍ بَرَرَةٍ قال وهب بن منبّه: هم المسلمون اصحاب النّبی (ص) و قیل: فِی صُحُفٍ مُکَرَّمَةٍ یعنى فی اللّوح المحفوظ عنده قد شرّفه و کرمه و کرّمه و اعجز الخلق عن الإتیان بمثله. و الصّحف جمع صحیفه و کلّ مکتوب عند العرب صحیفة و قیل: فِی صُحُفٍ مُکَرَّمَةٍ هى النّسخ من القرآن الّتى فی السّماء الدّنیا و فی اللّوح عند الملائکة.
مَرْفُوعَةٍ یعنى: فی القدر و الرّتبة و تعظیم المنزلة و المحلّ «مُطَهَّرَةٍ» لا یمسّها الّا طاهر و قیل: «مُطَهَّرَةٍ» عن ان ینالها ایدى الکفّار. و قیل: «مُطَهَّرَةٍ» لا یکون فیها ما لیس من کلام اللَّه، مطهّرة من التّناقض و الکذب و آفات الکلام.
«بِأَیْدِی سَفَرَةٍ» اى کتبة و هم الملائکة الکرام الکاتبون، واحدهم سافر. یقال: سفرت اى کتبت و منه قیل: للکتاب سفر و جمعه اسفار. و قیل: هم الرّسل من الملائکة و احدهم سفیر و هو الرّسول. و الرّسل سفراء اللَّه بینه و بین خلقه.
«کِرامٍ بَرَرَةٍ» اى کرام عند اللَّه مطیعین. و قیل: السّفرة من الملائکة هم الّذین یکتبون، و البررة الّذین لا یکتبون و البررة جمع بارّ کفاجر و فجرة.
«قُتِلَ الْإِنْسانُ» اى لعن و عذّب «ما أَکْفَرَهُ» اى ما اشدّ کفره باللّه مع کثرة احسانه الیه و ایادیه عنده على طریق التّعجّب. قال الزجاج: معناه: اعجبوا انتم من کفره و قیل: «ما أَکْفَرَهُ» معناه اىّ شی‏ء حمله على الکفر و قد بیّن اللَّه له دلائل وحدانیّته ثمّ ذکر تلک الدّلایل فقال: مِنْ أَیِّ شَیْ‏ءٍ خَلَقَهُ استفهام یراد به التّقریر. قال مقاتل: نزلت فی عتبة بن ابى لهب حین قال: کفرت بالنّجم اذا هوى و بالّذى «دَنا فَتَدَلَّى»
فدعا علیه رسول اللَّه (ص) و قال: اللّهم سلّط علیه کلبک اسد الغاضرة.
فخرج من فوره ذلک لتجارة الى الشام، فلمّا انتهى الى الغاضره تذکّر دعاء رسول اللَّه (ص) فجعل یضمن لمن معه الف دینار ان اصبح هو حیّا فجعلوه فی وسط الرّفقة و جعلوا المتاع حوله فبیناهم على ذلک اقبل الاسد. فلمّا دنا من الرّجال وثب فاذا هو فوقه فمزّقه، و قد کان ابوه یبکى علیه و یقول: ما قال محمد شیئا قطّ الّا کان! و قیل: هو اسم جنس یعنى به جمیع الکفّار.
قوله: مِنْ أَیِّ شَیْ‏ءٍ خَلَقَهُ هذا تقریر و تنبیه على القدرة و النّعمة.
مِنْ نُطْفَةٍ کلام کاف خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ یعنى: قدّر ایّام حمله نطفة و علقة و مضغة، و اوان وضعه مسمّى. و قیل: خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ اى خلقه على صفة الاستواء فی الخلفة کما قال فی موضع آخر: «ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاکَ رَجُلًا». و قیل: «قدّره» اى جعله قادرا.
ثُمَّ السَّبِیلَ یَسَّرَهُ اى یسّر علیه سبیل الخروج من بطن الامّ و ذلک انّه یکون الجنین من قبل رأس المرأة ثمّ یصیر رأسه اسفل عند الخروج و لو لا ذلک لم یمکنها ان تلد و قیل: یسّر علیه سبیل الخیر و الشّر و عرّفه کیف التّصرّف، و قیل: «هَدَیْناهُ السَّبِیلَ إِمَّا شاکِراً وَ إِمَّا کَفُوراً، یسّر على المسلم سبیل الایمان و على الکافر سبیل الکفر. و قیل: یسّر على کلّ احد ما خلقه له و قدّر علیه دلیله، قوله صلّى اللَّه علیه و سلّم: «اعملوا فکلّ میسّر لما خلق له».
ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ اى جعل له قبرا یوارى فیه و لم یجعله ممّا یطرح للسّباع او یلقى من النّواویس و القبر ممّا اکرم به المسلمون.
ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ اى اقامه حیّا و بعثه.
«کَلَّا» هذا ابتداء کقولک: الا، و قوله: «لَمَّا یَقْضِ» تأویله لم یقض دخلت ما تأکیدا و المعنى: لا یقضى احدا ابدا «ما» افترض علیه و قیل: لم یفعل هذا الکافر ما «امره» اللَّه به من الطّاعة. و قیل: لم یقض اللَّه له ما امره به بل امره بما لم یقض له فلذلک لم یفعله و لمّا ذکر خلق ابن آدم ذکر رزقه لیعتبر فقال: فَلْیَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى‏ طَعامِهِ کیف قدّره ربّه و دبّره له و جعله سببا لحیوته و قال مجاهد: فَلْیَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى‏ طَعامِهِ داخلا و خارجا کیف یدخل اذا أکل و کیف یخرج اذا طرح و عن الحسن عن الضحاک بن سفیان الکلابى انّ النّبی (ص) قال له: یا ضحاک ما طعامک؟ قال یا رسول اللَّه: اللّحم و اللّبن. قال ثمّ یصیر الى ما ذا؟ قال الى ما قد علمت.
قال فانّ اللَّه عزّ و جلّ ضرب ما یخرج من ابن آدم مثلا للدّنیا و قال صلّى اللَّه علیه و سلّم: انّ مطعم ابن آدم جعل مثلا للدّنیا و ان قزّحه و ملّحه فانظر الى ما یصیر.
و عن ابى الولید قال: سألت ابن عمر عن الرّجل یدخل الخلاء فینظر الى ما یخرج منه. قال یأتیه الملک فیقول: انظر الى ما بخلت به الى ما صار. و قیل: انّما قال ذلک لیعلم الانسان انّه محلّ الاقذار و لا یطغى و قیل: لیستدلّ على استحالة الاجسام فلا ینسى. قوله: أَنَّا صَبَبْنَا قرأ عاصم و حمزة و الکسائى: «انّا» بالفتح على تکریر الخافض مجازه «فَلْیَنْظُرِ» «الى» «انّا» و قرأ الآخرون بالکسر على الاستیناف «صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا» اى «صَبَبْنَا» من السّماء «الْماءَ» على السّحاب ثمّ انزلناه من السّحاب قطرة قطرة و الصّبّ یستعمل فی القلیل و الکثیر.
ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا بالنّبات.
فَأَنْبَتْنا فِیها حَبًّا الحبّ جمیع ما یحصد و یدخل فیه جمیع الحبوب و جمیع ما یقتات به.
وَ «عِنَباً» ثمرة الکرم وَ «قَضْباً» هو القتّ الرّطب سمّى بذلک لانّه یقضب فی کلّ‏ ایّام اى یقطع بخلاف النّبات و لهذا افرده بالذّکر هاهنا تنبیها على اختلاف النّبات و انّ منها ما اذا قطع عاد و منها ما لا یعود و قیل: القضب کلّ ما یوکل رطبا کالبطّیخ و الخیار و البادنجان و الدّباء. و قال الحسن: القضب العلف للدّوابّ.
وَ زَیْتُوناً ما یعصر منه الزّیت «وَ نَخْلًا» جمع نخلة.
وَ حَدائِقَ غُلْباً الحدائق جمع الحدیقة و هی البساتین المحاط علیها من النّخیل «غُلْباً» غلاظ الاشجار واحدها اغلب. و منه قیل: للرّجل الغلیظ الرّقبة اغلب و الغلب من الشّجرة الّتى لا تثمر کالشّمشاد و الارز و العرعر و الدّرداء. قال مجاهد و مقاتل: الغلب الملتفّة الشّجر بعضه فی بعض و قال ابن عباس: طوالا عظاما.
«فاکِهَةً» یرید الوان الفواکه کلّها «وَ أَبًّا» یعنى الکلاء و المرعى الّذى لم یزرعه النّاس ممّا تأکله الانعام و الدّواب و قال قتادة: امّا الفاکهة فلکم و امّا الابّ فلانعامکم.
و قیل: الفاکهة الرّطب من الثّمار و الابّ الیابس منها. و سئل ابو بکر الصّدّیق الابّ، فامسک عن الکلام فیها. فقال: اىّ سماء تظلّنى و اىّ ارض تقلّنى اذا قلت فی کتاب اللَّه ما لا اعلم و کذلک امسک عمر عن الکلام فیها فقال: نهینا عن التّکلّف و ما علیک یا بن امّ عمر ان لا تعرف ما الابّ؟ ثمّ قال: اتّبعوا ما تبیّن لکم من هذا الکتاب و ما لا ندعوه.
«مَتاعاً لَکُمْ» اى منفعة «لکم» یعنى: الفاکهة. وَ لِأَنْعامِکُمْ یعنى: الابّ. قوله: «مَتاعاً» نصب على انّه مفعول له ثمّ ذکر القیامة فقال: فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ قال ابن عباس: هى اسم من اسماء القیامة و قیل: هى صیحة تصمّ عمّا سواها من الاصوات. فهى مصخّة مسمعة اى تصمّ الاسماع فلا تسمع الّا ما یدعى لها. و الاصخّ الاصمّ ثمّ فسّر فی اىّ وقت تجى‏ء فقال تعالى: یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ کقوله: «فَلا أَنْسابَ بَیْنَهُمْ یَوْمَئِذٍ».
«وَ أُمِّهِ» کقوله: «وَ إِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى‏ حِمْلِها لا یُحْمَلْ مِنْهُ شَیْ‏ءٌ» «وَ أَبِیهِ» کقوله: «وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ».
وَ صاحِبَتِهِ کقوله: «وَ لا یَسْئَلُ حَمِیمٌ حَمِیماً» وَ بَنِیهِ کقوله: «فَلا أَنْسابَ بَیْنَهُمْ یَوْمَئِذٍ» هذه الآیة تشتمل النّساء کما تشتمل الرّجال، و لکنّها خرجت مخرج کلام العرب تدرج النّساء فی الرّجال فی الکلام و هذا فی القرآن کثیر منه:وْمَ یَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ یَداهُ‏
کُلُّ امْرِئٍ بِما کَسَبَ رَهِینٌ. «رِجالٌ صَدَقُوا». «رِجالٌ لا تُلْهِیهِمْ تِجارَةٌ» «رِجالٌ یُحِبُّونَ أَنْ یَتَطَهَّرُوا». هذه الآیات تشتمل النّساء مع الرّجال کقوله: «یا بَنِی آدَمَ». بناته معهم.
یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ قیل: یعنى به الکفّار یتبرّأ بعضهم من بعض، و قیل: کلّ احد مشتغل بامره لا یتفرّغ الى صاحبه و لا یتفرّغ الى الاهتمام بغیره و لا یهمّه امر اقربائه لشدّة ما ینوبه و قیل: یَفِرُّ لئلا یحمّله شیئا من ذنوبه و قیل: یَفِرُّ لانّه یعلم انّه لا یعینه، و قیل: هذا مثل ضرب فی حقّ الاقرب فالاقرب رؤیة و اتّصالا و معرفة و المراد بالاخ التّوأم فانّه یراه جنینا فی بطن امّه قبل کلّ احد ثمّ أُمِّهِ بعد الولادة ثمّ اباه ثمّ صاحِبَتِهِ ثمّ بَنِیهِ و اللَّه اعلم. قال عبد اللَّه بن طاهر الأبهرى: یَفِرُّ منهم اذا ظهر له عجزهم و قلّة حیلتهم الى من یملک کشف تلک الکروب و الهموم عنه و لو ظهر ذلک له فی الدّنیا لما اعتمد سوى ربّه الّذى لا یعجزه شی‏ء و امکن من فسحة التّوکّل و استراح فی ظلّ التّفویض. و قال قتادة: فی هذه الآیة یَفِرُّ هابیل مِنْ أَخِیهِ قابیل و یَفِرُّ النّبی (ص) من أُمِّهِ و ابراهیم من أَبِیهِ و لوط من صاحِبَتِهِ و نوح من ابنه.
لِکُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ اى یشغله عن شأن غیره.
قالت عائشة: یا رسول اللَّه هل تذکر اهالیک یوم القیامة؟ فقال: «امّا فی ثلاثة مواضع فلا، عند الصّراط و الحوض و المیزان‏ و عن سودة زوج النّبی (ص) قالت: قال رسول اللَّه (ص): «یبعث النّاس حفاة عراة غرلا قد ألجمهم العرق و بلغ شحوم الآذان». فقلت: یا رسول اللَّه واسواتاه ینظر بعضنا الى بعض. فقال «قد شغل النّاس. لِکُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ‏ ثمّ بیّن احوال المؤمنین و الکافرین فقال: وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضاحِکَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ اى مضیئة تلوح علیها آثار السّرور و النّظرة و قیل: مُسْفِرَةٌ مشرقة مضیئة ضاحِکَةٌ بالسّرور لما یرى من النّعیم مُسْتَبْشِرَةٌ فرحة بما نال من کرامة اللَّه عزّ و جلّ و قیل: انّها مضیئة لصلوتها باللّیل من‏
قوله (ص): «من کثر صلوته باللّیل حسن وجهه بالنّهار».
و قیل: انّها مضیئة من آثار الوضوء لما
فی الخبر: «امّتى غرّ محجّلون من آثار الوضوء».
وَ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ عَلَیْها غَبَرَةٌ قیل: انّ التّراب الّذى تصیر الیه البهائم یحول غَبَرَةٌ فی وجوه الکفرة. و فی الخبر یلجم الکافر العرق ثمّ تقع الغبرة على وجوههم.
تَرْهَقُها قَتَرَةٌ اى ترکبها ظلمة و تغشیها ذلّة. یقال انّ الارض اذا دکّت صارت غَبَرَةٌ سوداء فغشیت وجوه الکفّار فسوّدتها. و قیل: هى غَبَرَةٌ الفراق و ذلّ الحجاب.
أُولئِکَ الّذین یصنع بهم هذا هُمُ الْکَفَرَةُ الْفَجَرَةُ و هم الکذّابون المفترون على اللَّه.
رشیدالدین میبدی : ۸۱- سورة التکویر- مکیة
النوبة الثانیة
این سوره بیست و نه آیتست، صد و چهار کلمت، پانصد و سى و سه حرف. جمله‏ به مکة فرو آمده و مفسّران آن را در مکّیّات شمرند و درین سوره ناسخ و منسوخ نیست، مگر یک آیت: لِمَنْ شاءَ مِنْکُمْ أَنْ یَسْتَقِیمَ نسخت بالآیة الّتى تلیها و هی قوله: وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ.
روى عن «عبد اللَّه بن عمر» قال: قال رسول اللَّه (ص): من احبّ ان ینظر فی یوم القیامة فلیقرأ اذا الشمس کورت.
و روى عن ابى بن کعب قال: قال رسول اللَّه (ص): من قرأ إِذَا الشَّمْسُ کُوِّرَتْ اعاذه اللَّه ان یفضحه حین تنشر صحیفته.
قوله تعالى: إِذَا الشَّمْسُ کُوِّرَتْ التّکویر تلفیف على جهة الاستدارة و منه کور العمامة یقال: کرت العمامة على رأسى اکورها کورا و کوّرتها تکویرا اذا لففتها و منه کارة القصّار. فالشّمس تکوّر بان یجمع نورها حتّى تصیر کالکارة الملقاة فیذهب ضوءها و یجدّد اللَّه تعالى للعباد ضیاء غیرها. قال الزجاج: جمع بعضها الى بعض ثمّ لفّت کما تلفّ العمامة فرمى بها و اذا فعل ذلک بها ذهب ضوءها و یحتمل ان تکویرها جمعها و لفّها مع القمر من قوله: «وَ جُمِعَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ» و لهذا لم یذکر القمر فى هذه الآیة. و قیل: التّکویر و الطّىّ واحد و قد قال سبحانه: یَوْمَ نَطْوِی السَّماءَ و فى طیّها تکویر الشّمس. و قال ابن عباس یکوّر اللَّه الشّمس و القمر و النّجوم یوم القیامة فی البحر ثمّ یبعث علیها ریحا دبورا فتضرمها فتصیر نارا. و عن ابى هریرة عن النّبی (ص) قال: «الشّمس و القمر مکوّران یوم القیامة»
وَ إِذَا النُّجُومُ انْکَدَرَتْ اى تناثرت من السّماء و تساقطت على الارض یقال: انکدر الطّائر اى سقط عن عشّه. قال الکلبى: تمطر السّماء یومئذ نجوما فلا یبقى نجم الّا وقع.
وَ إِذَا الْجِبالُ سُیِّرَتْ اى ذهبت عن اماکنها فصارت هباء منبثّا و صارت الارض کما کانت قبل خلق الجبال.
وَ إِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ الْعِشارُ جمع عشراء کنفاس و نفساء، و هى النّاقة الّتى اتى على حملها عشرة اشهر ثمّ لا تزال ذلک اسمها حتّى تضع لتمام سنة و هى انفس مال عند العرب «عُطِّلَتْ» اى اهملت و ترکت یعنى: انّ ذلک الیوم لشدّة اهواله یترک الاموال و الذّخائر فیه. و قیل: العشار السّحاب «عُطِّلَتْ» عن المطر.
و قیل: «الْعِشارُ» الارض «عُطِّلَتْ» عن الحرث و الزّرع.
وَ إِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ روى عن عکرمة عن ابن عباس قال: حشرها موتها قال و حشر کلّ شی‏ء الموت غیر الجنّ و الانس فانّهما یوقفان یوم القیامة فقیل اذا اذا اجتمعت فی الموت فقد «حُشِرَتْ»، و قیل: تحشر لتصدیق الوعد بالاحیاء لانّ اللَّه حکم بإحیاء کلّ میّت. و جاء فی الحدیث انّها تحشر للقصاص فی الموقف فیقتصّ للجمّاء من القرناء ثمّ تصیر ترابا و منهم من قال انّ القصاص ساقط عنها فیما یولم بعضها بعضا.
و امّا ما ینالها من الآلام و الشّدائد، فانّها لا محالة تعوّض عنها ثمّ انّ منهم من یقول: انّها تعوّض فی الدّنیا، و منهم من یقول فی الآخرة، و منهم من یقول فی الجنّة.
و قال بعضهم: یخلق اللَّه لها ریاضا فترعى فیها. و قال بعضهم: یعنى ما لیس لاهل الجنّة فی ابقائها انس و ما کان لهم فی لقائها او صوتها انس یدخلها الجنّة.
وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ قرأ ابن کثیر و ابو عمرو و یعقوب: بالتّخفیف و قرأ الباقون بالتّشدید. قال ابن عباس: اى احمیت و اوقدت فصارت نارا تضطرم کسجر التّنّور، یقال: کانت البحار نارا فجعلها اللَّه للمؤمنین و المتعبّدین ماء لاجل الطّهارة و المنفعة فاذا کان یوم القیامة عادت الى خلقتها و قال مجاهد و مقاتل: «سُجِّرَتْ» اى فجّر بعضها فی بعض العذب و الملح و ترفع الحوائل بینها فصارت البحور کلّها بحرا واحدا من الحمیم فیعذّب بها اهل النّار. و قال الکلبى ملئت حتّى فاضت على الارضین و منه البحر المسجور، و السّاجر: الحوض الممتلى. و قال الحسن و قتادة: یبست و ذهب ماؤها فلم یبق فیها قطرة. روى ابو العالیة عن ابى بن کعب قال: ستّ آیات قبل یوم القیامة بینما النّاس فی اسواقهم اذ ذهب ضوء الشّمس فبیناهم کذلک اذا تناثرت النّجوم فبیناهم کذلک اذ وقعت الجبال على وجه الارض فتحرّکت و اضطربت و فزعت الجنّ الى الانس و الانس الى الجنّ و اختلطت الدّوابّ و الطّیر و الوحش و ماج‏ بعضهم فی بعض فذلک قوله: وَ إِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ اى اختلطت.
وَ إِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ قال: قالت الجنّ للانس: نحن نأتیکم بالخبر فانطلقوا الى البحر فاذا هى نار تتاجج. قال: فبیناهم کذلک اذ تصدّعت الارض صدعة واحدة الى الارض السّابعة السّفلى و الى السّماء السّابعة العلیا، فبیناهم کذلک اذ جاءتهم الرّیح فاماتتهم. و قال ابن عباس: هى اثنى عشرة خصلة ستّة فی الدّنیا و ستّة فی الآخرة و هی ما ذکر من بعد.
وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ‏
روى فی الخبر عن رسول اللَّه (ص): الضّرباء کلّ رجل مع کلّ قوم یعملون عمله و سئل عمر بن الخطاب عنه فقال: یقرن بین الرّجل الصّالح مع الرّجل الصّالح فی الجنّة و یقرن بین الرّجل السّوء مع رجل السّوء فی النّار.
و هذا قول عکرمة. و قال الحسن و قتادة: الحق کلّ امرئ بشیعته الیهودىّ بالیهود، و النّصرانىّ بالنّصارى. و قال عطاء و مقاتل: «زُوِّجَتْ» نفوس المؤمنین بازواجها من الحور العین و قرنت نفوس الکافرین بقرنائها من الشّیاطین. و قال عکرمة: «زُوِّجَتْ» النّفوس بالارواح فتردّ الارواح الى الاجساد. و قیل: «زُوِّجَتْ» النّفوس باعمالها. و قیل: هو من قوله:«وَ کُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً».
وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَیِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ کانت العرب تئد البنات خشیة الاملاق و خوف الاسترقاق و مخافة العار و «الْمَوْؤُدَةُ» هى المدفونة حیّة، و سؤالها تهدید لوائدها کقوله تعالى فی قصّة عیسى (ع): «أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ» الآیة، اى ینتصف لها و یطلب دمها. قال ابن عباس: کانت المرأة فی الجاهلیّة اذا حملت و کان اوان ولادها حفرت حفرة فتمخّضت على رأس الحفرة فان ولدت جاریة رمست بها فی الحفرة و ان ولدت غلاما حبسته. و روى انّ قیس بن عاصم المنقرى سیّد اهل الوبر جاء الى رسول اللَّه (ص) فقال له فی خلال کلامه: انّى و أدت تسع بنات لى فقال رسول اللَّه (ص): اذبح عن کلّ واحدة منهنّ شاة. فقال: انّ لى ابلا. قال: فانحر عن کلّ واحدة جزورا.
و قال قتادة: الضّمیر فی قوله: وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ یعود الى القتلة، اى یسأل القتلة لم قتلوها؟ و قیل معناه: وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ طلبت حتّى تدّعى على الوائد و قرأ ابن عباس: و اذا الموؤدة سألت.
بِأَیِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ اى هى تسأل.
وَ إِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ قرأ نافع و ابن عامر و عاصم و یعقوب: نشرت بالتّخفیف و قرأ الباقون بالتّشدید کقوله: «صُحُفاً مُنَشَّرَةً» و المعنى: کلّ انسان یعطى کتاب عمله منشورا عن طیّه یقال له: «اقْرَأْ کِتابَکَ» و فی الخبر یحشر النّاس عراة حفاة. قالت امّ سلمة: یا رسول اللَّه کیف بالنّساء؟ قال: «شغل النّاس یا امّ سلمة». قالت: «و ما شغلهم»؟ قال: نشر الصّحف فیها مثاقیل الذّرّ و مثاقیل الخردل.
وَ إِذَا السَّماءُ کُشِطَتْ اى نزعت فطویت. و قال الزجاج: قلعت کما یقلع السّقف. و الکشط: القلع من شدّة التزاق ککشط جلدة الرّأس یقال: کشطها کشطا اذا قلعها. و قیل: ینزع ما فیها من الشّمس و القمر و النّجوم.
وَ إِذَا الْجَحِیمُ سُعِّرَتْ قرأ نافع و ابن عامر و حفص عن عاصم: «سُعِّرَتْ» بالتّشدید و قرأ الباقون بالتّخفیف اى اوقدت و اضرمت لاعداء اللَّه. قال قتادة سعّرها غضب اللَّه و خطایا بنى آدم.
وَ إِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ قربت لاولیاء اللَّه و قیل: قربت من الغیب الى الخلق.
عَلِمَتْ نَفْسٌ اى علمت کلّ نفس «ما أَحْضَرَتْ» من خیر او شرّ و اثیب على قدر عملها و قد کان قیل ذلک غافلا عنه و هذا تمام الکلام و هو جواب لقوله: إِذَا الشَّمْسُ کُوِّرَتْ و ما بعدها.
فَلا أُقْسِمُ لا صلة و تأکید أو ردّ على منکر البعث و مکذّبى الرّسول. التّأویل أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْکُنَّسِ الخنوس التّاخّر، و سمّى الشیطان خنّاسا لانّه یدخل صدر المؤمن، فیضع خرطومه على قلبه یوسوس، فاذا ذکر القلب اللَّه عزّ و جلّ خنّس: الشّیطان، اى تأخّر «و الخنّس» جمع خانس «و الکنّس» جمع کانس و الکنوس، الدّخول فی الکناس و هو الموضع الّذى یأوى الیه الوحش، و المراد بها خمسة انجم تجرى فی فلک السّماء جریا مثل الشّمس و القمر و سائر النّجوم کالقنادیل معلّقة و هنّ زحل و یسمّى ایضا کیوان و المشترى و یسمّى ایضا راویس و برجیس و المرّیخ و یسمّى ایضا بهرام و زهرة و تسمّى ایضا ناهید و عطارد و یسمّى ایضا الکاتب و خنوسها رجوعها فی سیرها و تأخّرها عن مطالعها فی کلّ عام تأخّر بتأخّرها عن تعجیل ذلک الطّلوع، تخنّس عنه و کنوسها دخولها فی بروج السّماء فاذا سارت راجعة فهى خانسة و اذا سارت مستقیمة فهى کانسة. و قال قتادة: هى النّجوم تبدو باللّیل و تخنس بالنّهار فتخفى فلا ترى و قیل: لعلى (ع) ما «الخنّس» «الجوار الکنّس»؟ قال هى الکواکب تخنس بالنّهار فلا ترى. و تکنس باللّیل فتأوى الى مجاریها.
و قیل: الکنس بقر الوحش و الکنس الظّباء.
وَ اللَّیْلِ إِذا عَسْعَسَ اى اقبل بظلامه و هو قول الحسن. و قال الآخرون اى ادبر. تقول العرب عسعس اللّیل و سعسع اذا ادبر و لم یبق منه الّا الیسیر.
وَ الصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ ای اقبل و اضاء و بدا اوّله. و قیل: امتدّ و ارتفع حتّى یصیر نهارا.
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ کَرِیمٍ هذا جواب القسم و هو ممتدّ الى آخر السّورة، یعنى: انّ القرآن الّذى هو کلام اللَّه انزل به جبرئیل فقاله لمحمّد (ص) «و ما هو بقول البشر» کما قال قریش: «و الرّسول الکریم» هو جبرئیل (ع) و قوله بلاغه عن اللَّه عزّ و جلّ و القرآن قول اللَّه و کلامه. و قیل: القرآن قول اللَّه وحیا و کلاما و قول جبرئیل تنزیلا و قول محمد (ص) انذارا و ابلاغا.
«ذِی قُوَّةٍ» یعنى جبرئیل (ع) و کان من قوّته انّه اقتلع قریّات قوم لوط من الماء الاسود و حملها على جناحه فرفعها الى السّماء ثمّ قلّبها و انّه ابصر ابلیس یکلّم عیسى (ع) على بعض عقبات الارض المقدّسة فنفخه بجناحه نفخة القاه الى اقصى جبل الهند و انّه صاح صیحة بثمود «فاصبحوا جاثمین» و انّه یهبط من السّماء الى الارض و یصعد فی اسرع من الطّرف. عِنْدَ ذِی الْعَرْشِ مَکِینٍ اى عند اللَّه ذى مکانة و منزلة و قدر «مُطاعٍ ثَمَّ» اى فی السّماوات تطیعه الملائکة فیما یأمرهم به و ینهیهم عنه و طاعته واجبة على اهل السّماوات کطاعة النّبیّ على اهل الارض و من طاعة الملائکة ایّاه انّهم فتحوا ابواب السّماوات لیلة المعراج بقوله لرسول اللَّه (ص) و فتح خزنة الجنّة ابوابها بقوله: «أَمِینٍ» على وحى اللَّه و رسالته على انبیائه و قیل: «ثَمَّ أَمِینٍ» اى عند اللَّه «أَمِینٍ».
وَ ما صاحِبُکُمْ بِمَجْنُونٍ یقول لاهل مکة «وَ ما صاحِبُکُمْ» یعنى محمدا (ص) «بِمَجْنُونٍ» و هذا ایضا من جواب القسم، اقسم على انّ القرآن نزل به جبرئیل و انّ محمدا (ص) لیس کما یقوله اهل مکة و ذلک انّهم قالوا: انّه مجنون، و ما یقول بقوله من عند نفسه.
وَ لَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِینِ یعنى: راى النّبیّ (ص) جبرئیل (ع) على صورته الّتى خلق فیها «بِالْأُفُقِ الْمُبِینِ» یعنى: بالافق الاعلى من ناحیة المشرق الّذى یجی‏ء منه النّهار قاله مجاهد و قتادة و فی الخبر عن عکرمة عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه (ص) لجبرئیل: «انّى احبّ ان اراک فی صورتک الّتى تکون فیها فی السّماء». قال: لن تقوى على ذلک. قال: «بلى» قال: فاین تشاء ان اتخیّل لک؟ قال «بالابطح». قال: لا یسعنى.
قال: «فبمنا». قال: لا یسعنى. قال: «فبعرفات». قال ذاک بالحرى ان یسعنى فواعده فخرج النّبیّ (ص) للوقت فاذا هو بجبرئیل قد اقبل من جبال عرفة بخشخشة و کلکلة قد ملأ ما بین المشرق و المغرب و رأسه فی السّماء و رجلاه فی الارض! فلمّا رآه النّبی (ص) خرّ مغشیّا علیه. قال: فتحوّل جبرئیل فی صورته فضمّه الى صدره و قال: یا محمد لا تخف! فکیف لو رأیت اسرافیل و رأسه من تحت العرش و رجلاه فی النّجوم السّابعة و انّ العرش لعلى کاهله و انّه لیتضاءل احیانا من مخافة اللَّه عزّ و جل حتّى یصیر مثل الوصع یعنى العصفور حتّى ما یحمل عرش ربّک الا عظمته.
قوله: «وَ ما هُوَ» یعنى محمد (ص) «عَلَى الْغَیْبِ» اى على الوحى و خبر السّماء و ما اطلع علیه ممّا کان غائبا عنه من الانباء و القصص «بِضَنِینٍ» بمتّهم اى یجب ان لا یتّهم بزیادة و نقصان فیما اتى به و الضّنّة: التّهمة. قرأ عاصم و حمزة و نافع و ابن عامر «بِضَنِینٍ» بالضّاد و معناه ببخیل یعنى یؤدّى ما یوحى الیه و لا یبخل به علیکم بل یعلّمکم و یخبرکم به. یقال: ضننت بالشّى‏ء بکسر النّون اضنّ به ضنّا اى بخلت.
وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شَیْطانٍ رَجِیمٍ اى ما القرآن بقول شیطان مطرود مرمىّ بالشّهب من قوله و ما تنزّلت به الشّیاطین. و قال الکلبى: یقول انّ القرآن لیس بشعر و لا کهانة کما قالت قریش.
فَأَیْنَ تَذْهَبُونَ یقال للرّاکب رأسه فی الأمر این یذهب بک و این تذهب؟
و قیل: معناه این تعدلون عن هذا القرآن و فیه الشّفاء و البیان؟ و قال الزجاج: اىّ طریق تسلکون ابین من هذه الطّریقة الّتى قد بیّنت لکم؟ و قیل: «فَأَیْنَ تَذْهَبُونَ» عن عذاب اللَّه او عن ثواب اللَّه. ثمّ بیّن فقال: إِنْ هُوَ إِلَّا ذِکْرٌ لِلْعالَمِینَ اى ما القرآن الّا موعظة للخلق اجمعین. ثمّ خصّص فقال: لِمَنْ شاءَ مِنْکُمْ أَنْ یَسْتَقِیمَ اى القرآن نذیر لمن احبّ الاستقامة و اتّبع الحقّ و عمل به و اقام علیه. و عن ابى هریرة قال: لمّا انزل اللَّه على رسوله: لِمَنْ شاءَ مِنْکُمْ أَنْ یَسْتَقِیمَ قالوا: الأمر الینا ان شئنا استقمنا و ان شئنا لم نستقم. فانزل اللَّه تعالى: وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ اعلمهم انّ الهدایة و التّوفیق الى اللَّه. اى ما تَشاؤُنَ الهدایة و الاستقامة إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ توفیقکم. فمن شاء اللَّه له الایمان آمن، و من شاء له الکفر کفر. قال الحسن و اللَّه ما شاءت العرب الاسلام حتّى شاءه لها. و عن وهب بن منبّه قال: الکتب الّتى انزلها اللَّه على الانبیاء بضع و تسعون کتابا قرأت منها بضعا و ثمانین کتابا فوجدت فیها من جعل الى نفسه شیئا من المشیّة فقد کفر. و قال الواسطى: اعجزک فی جمیع اوصافک فلا تشاء الّا بمشیّته و لا تعمل الّا بقوّته و لا تطیع الّا بفضله و لا تعصى الّا بخذلانه. فما ذا یبقى لک و بماذا تفتخر من افعالک و لیس من فعلک شی‏ء.
رشیدالدین میبدی : ۸۳- سورة التطفیف (المطففین)- مکیة
النوبة الثانیة
این سوره سى و شش آیت است، صد و هفتاد و هفت کلمه نهصد و سى حرف و در نزول آن علما مختلف‏اند. قومى گفتند: مکّى است، جمله به مکه فرو آمد قومى گفتند: میان مکه و مدینه فرو آمد، آن گه که رسول خدا (ص) هجرت کرد. و بیشترین علما بر آنند که در مدینه فرو آمد. مقاتل گفت: اوّل سورتی که در مدینه فرو آمد این سورتست و درین سوره هیچ ناسخ و منسوخ نیست. و عن ابى بن کعب قال: قال رسول اللَّه (ص): «من قرأ سورة «المطفّفین» سقاه اللَّه من الرّحیق المختوم یوم القیامة»
قوله تعالى: وَیْلٌ لِلْمُطَفِّفِینَ ابن عباس گفت: رسول خدا در مدینه شد، قومى تجّار را دید در پیمانه و ترازو سخت بد، و بیاعات و معاملات ایشان شبه قمار چون منابذه و ملامسه. جبرئیل آمد و آیت آورد: وَیْلٌ لِلْمُطَفِّفِینَ. رسول خدا (ص) ایشان را حاضر کرد و بر ایشان خواند.
ایشان از آن عادت بد باز ایستادند و با طریق عدل و راستى گشتند. فهم او فی النّاس کیلا الى الیوم. و قال السدى: قدم رسول اللَّه (ص) المدینة و بها رجل یقال له ابو جهینة و معه صاعان یکیل باحدهما و یکتال بالآخر فنزلت فی شأنه: وَیْلٌ لِلْمُطَفِّفِینَ و قیل: نهاهم رسول اللَّه (ص) عن ذلک فلم ینتهوا، فانزل اللَّه تعالى: وَیْلٌ لِلْمُطَفِّفِینَ فخرج رسول اللَّه (ص) الى السّوق و قرأ السّورة فاصلحوا کیلهم. الویل کلمة یقال لمن وقع فی هلکة و عذاب. و قیل: هو واد فی جهنّم من قیح و دم. و قیل: جبّ فی النّار و معنى «ویل» اى قد ثبت لهم هذا و المطفّفون الّذین یبخسون حقوق النّاس و ینقصون الکیل و الوزن. قال الزجاج: انّما قیل: للّذى ینقص المکیال و المیزان مطفّف لانّه لا یکاد یسرق فی المکیال و المیزان الّا الشّی‏ء الیسیر الطّفیف. و عن الاصمعى: قال: قال اعرابى: لا تلتمس الحوائج ممّن مرءوته فی رؤس المکاییل و السن الموازین. ثمّ بیّن انّ «المطفّفین» منهم. فقال: الَّذِینَ إِذَا اکْتالُوا عَلَى النَّاسِ اى من النّاس. و من و على یبدّل احدهما من الآخر، اى إِذَا اکْتالُوا من النّاس استوفوا علیهم الکیل اى یأخذون حقوقهم تامّة وَ إِذا کالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ اى کالوا لهم و وزنوا لهم، یعنى: للنّاس. تقول: وزنتک و وزنت لک و کلتک و کلت لک، کما یقال: نصحتک و نصحت لک و کسبتک و کسبت لک. «یُخْسِرُونَ» اى ینقصون. یقال: خسرته و اخسرته اذا نقصته هذا کقوله: وَ لا تُخْسِرُوا الْمِیزانَ وَ لا تَکُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِینَ و المعنى: اذا استوفى لنفسه اتمّه و اذا اعطى غیره نقصه. قال نافع: کان ابن عمر یمرّ بالبائع فیقول: اتّق اللَّه و اوف الکیل و الوزن فانّ «المطفّفین» یوقفون یوم القیامة حتّى انّ العرق لیلجمهم الى انصاف آذانهم. و روى انّ علیا (ع) مرّ على رجل و هو یزن الزّعفران و قد ارجح فکفا المیزان. ثمّ قال: اقم الوزن بالقسط. ثمّ ارجح بعد ذلک ما شئت.
أَ لا یَظُنُّ أُولئِکَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِیَوْمٍ عَظِیمٍ هذا الکلام تعظیم لاثم المطفّف و تشدید، و هذا الظّنّ یقین و المعنى: الا یستیقن «اولئک» الّذین یفعلون ذلک. أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِیَوْمٍ عَظِیمٍ اى لمجى‏ء یوم عظیم، و هو یوم القیامة. و قیل: معناه انّهم لو ظنّوا انّهم یبعثون ما نقصوا فی الکیل و الوزن. و قیل: کلّ من نقص حقّ اللَّه من زکاة و صلاة و صوم فهو داخل تحت هذا الوعید. قال الحسن: المراد به المؤمنون و المعنى أ لیس یعلمون انّهم یبعثون فما عذرهم فی التّطفیف.
یَوْمَ یَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِینَ اى یقومون من قبورهم لحکم ربّ العالمین بینهم فیقفون فی العرصات على ارجلهم ینتظرون حکم اللَّه فیهم قدر ثلاث مائة عام.
و قیل: اربعین سنة لا یکلّمهم احد حتّى ان اقلّهم رشحا یغیب فیه الى انصاف اذنیه.
روى عن مالک عن نافع عن ابن عمر: انّ النّبی (ص) قال: «یَوْمَ یَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِینَ» حتّى یغیب احدهم فی رشحه الى انصاف اذنیه.
و عن المقداد قال: سمعت رسول اللَّه (ص) یقول: «اذا کان یوم القیامة ادنیت الشّمس من العباد حتّى تکون قید میل او اثنین.
قال سلیم بن عامر: احد رواة هذا الحدیث: لا ادرى اىّ المیلین یعنى مسافة الارض او المیل الّذى تکحل به العین. قال فتصهرهم الشّمس فیکونون فی العرق بقدر اعمالهم. فمنهم من یأخذه الى عقبیه و منهم من یأخذه الى رکبتیه و منهم من یأخذه الى حقویه و منهم من یلجمه إلجاما.
«کلّا» ردع عن التّطفیف اى لیس الأمر على ما هم علیه فلیرتدعوا و تمام کلام هاهنا. و قال الحسن: «کلّا» ابتداء یتّصل بما بعده على معنى حقّا. إِنَّ کِتابَ الفُجَّارِ الّذى کتب فیه اعمالهم «لَفِی سِجِّینٍ» قال ابن عباس: السّجّین هى الارض السّابعة السّفلى فیها ارواح الکفّار. و فی الخبر عن النّبیّ (ص) قال: «سجّین» اسفل سبع ارضین و «علّیّون» فی السّماء السّابعة تحت العرش، اخبر «إِنَّ کِتابَ» اعمال الفُجَّارِ لَفِی سِجِّینٍ وضعا لقدرهم و اذلالا لهم على سبیل ضرب المثل لاهانتهم و یکون ذلک علامة عذابهم، ثمّ یحمل الى ما هناک ارواحهم و هذا کما یقال لخسیس القدر انّه فی الحضیض و انّه فی التّراب. و قیل: السّجّین خزانة ارواح الکفّار و هی صخرة خضراء تحت الارض السّابعة خضرة السّماوات منها رقم فیها اسماء الکفّار و مصیرهم الى النّار. و روى انّ ابن عباس قال لکعب الاحبار: اخبرنى عن «سجّین» و «علّیّین»؟
فقال کعب: و الّذى نفسى بیده لا اخبرتک عنهما الّا بما اجد فی کتاب اللَّه المنزل. امّا «سجّین» فانّها شجرة سوداء تحت الارضین السّبع مکتوب فیها اسم کلّ شیطان فاذا قبضت نفس الکافر عرج بها الى السّماء فغلّقت ابواب السّماء دونها ثمّ رمى بها الى «سجّین» فذلک «سجّین». و امّا علّیّون فانّها اذا قبضت نفس المرء المسلم عرج بها الى السّماء ففتحت لها ابواب السّماء حتّى تنتهى الى العرش. قال فیخرج کفّ من العرش فیکتب له نزله و کرامته و ذلک «علّیّون». و قال اهل اللّغة: «سجّین» فعّیل من السّجن على جهة المبالغة کما یقال: فسّیق، شرّیب، سکّیر و المعنى: انّ مصیر اصحابه الى ضیق و شدّة و خسار و سفال. و قیل: معناه ما کتب علیهم لا یتبدّل و لا یتمحّى کالنّقش فی الحجر.
وَ ما أَدْراکَ ما سِجِّینٌ اى لیس هذا ممّا کنت تعلمه انت و لا قومک حتّى عرّفناک. قاله تعظیما لشأن السّجّین و تعجیبا منه و تهویلا لامره ثمّ قال: کِتابٌ مَرْقُومٌ لیس هذا تفسیر السّجّین بل هو بیان الکتاب المذکور فی قوله: إِنَّ کِتابَ الفُجَّارِ اى هو کِتابٌ مَرْقُومٌ اى مکتوب اعمالهم مثبت علیهم کالرّقم فی الثّوب لا ینسى و لا یمحى حتّى یجازوا به. و قال قتادة و مقاتل: رقم علیهم بشر کانّه اعلم بعلامة یعرف بها انّه کافر و قیل: مختوم بلغة حمیر.
وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُکَذِّبِینَ اى یوم یخرج المکتوب و یبعث المدفون ثمّ فسّرهم فقال: الَّذِینَ یُکَذِّبُونَ بِیَوْمِ الدِّینِ یعنى: یوم القیامة الّذى فیه الحساب و الجزاء.
ما یُکَذِّبُ بِهِ إِلَّا کُلُّ مُعْتَدٍ اى عاص متجاوز للحدّ فی العصیان «اثیم» مرتکب للخطایا مستحقّ للعقوبة: إِذا تُتْلى‏ عَلَیْهِ آیاتُنا اى اذا سمع القرآن یقرأ قالَ أَساطِیرُ الْأَوَّلِینَ.
«کلّا» ردع عن هذا القول «بل» نفى لما قالوه: رانَ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ اى غطّى قُلُوبِهِمْ ما کانُوا یَکْسِبُونَ من المعاصى، اى کثرت معاصیهم و ذنوبهم فاحاطت بقلوبهم. و قیل: الرّین کالصّداء یغشى القلب.
روى ابو هریرة قال: سمعت رسول اللَّه (ص) یقول انّ العبد اذا اخطأ خطأة نکت فی قلبه نکتة سوداء فان هو نزع و استغفر و تاب صقلت، فان عاد عادت حتّى تغطّى.
و روى: ان زاد زادت حتّى تعلو قلبه فذلکم الرّان الّذى ذکره اللَّه فی کتابه: کَلَّا بَلْ رانَ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ ما کانُوا یَکْسِبُونَ‏ قال الحسن: هو الذّنب على الذّنب حتّى یموت القلب. و اصل الرّین الغلبة، یقال: رانت الخمر على عقله ترین رینا اذا غلبت علیه فسکر و معنى الآیة: غلب على قلوبهم المعاصى و احاطت بها حتّى غمرتها.
«کلّا» تکرار للرّدع و قیل: معناه حقّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ اى عن رؤیة ربّهم یَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ممنوعون.
قال الشّیخ الاسلام عبد اللَّه الانصارى قدّس روحه: اى عن رؤیة الرّضا فانّ. الشّقىّ یریه غضبان حین یتجلّى فی المحشر قبل دخول النّاس الجنّة. و فی هذا انّ المصدّق غیر محجوب عن ربّه. قال الحسین بن الفضل: کما حجبهم فی الدّنیا عن توحیده حجبهم فی الآخرة عن رؤیته. و سئل مالک بن انس عن هذه الآیة فقال: لمّا حجب اعداءه فلم یروه تجلّى لاولیائه حتّى رأوه. و قال الشافعى: فی هذه الآیة دلالة ظاهرة انّ اولیاء اللَّه یرون اللَّه. قال لمّا حجب قوما بالسّخط دلّ على انّ قوما یرونه بالرّضا. قال الربیع بن سلیمان: قلت له او تدین بهذا یا سیّدى؟! فقال: و اللَّه لو لم یوقن محمد بن ادریس انّه یرى ربّه بالمعاد لما عبده فی الدّنیا. و قال الحسن: لو لم یعلم الزّاهدون و العابدون انّهم یرون ربّهم فی المعاد لزهقت انفسهم فى الدّنیا ثمّ اخبر انّ الکفّار مع کونهم محجوبین عن اللَّه یدخلون النّار فقال: ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِیمِ اى لداخلوا النّار. و قیل: یصیرون صلاء لها و هو الوقود.
ثُمَّ یُقالُ اى یقول لهم الخزنة هذا، اى هذا العذاب الَّذِی کُنْتُمْ بِهِ تُکَذِّبُونَ و ینکرون وقوعه و قیل: هذا جزاء ما کُنْتُمْ بِهِ تُکَذِّبُونَ. ثمّ بیّن محل کتاب الأبرار فقال: «کَلَّا» اى حقّا إِنَّ کِتابَ الْأَبْرارِ هم الّذین لا یؤذون الذّرّ و لا یضمرون الشّرّ. و قیل: هم الّذین صدقوا فیما وعدوا. و البرّ الصّدق «لَفِی عِلِّیِّینَ» یقال: «علّیّون» خزانة ارواح المؤمنین فی السّماء السّابعة تحت العرش. و قیل: هو اللّوح المحفوظ. و قیل: هو لوح من زبرجدة خضراء معلّق تحت العرش اعمالهم مکتوبة فیها و قیل: رقم فیه اسماء المؤمنین و مصیرهم الى الجنّة. و قال ابن عباس: هو الجنّة.
و قال الضحاک سدرة المنتهى و قال کعب: هو قائمة العرش الیمنى. و قال اهل المعانى: معنى «علّیّین» علوّ على علوّ و شرف بعد شرف. قال اهل اللّغة: هو اسم موضوع على صفة الجمع و اعرابه کاعراب الجمع، کقولهم: عشرین و ثلاثین و عن عبد اللَّه بن عمرو قال: انّ اهل «علّیّین» لینظرون الى اهل الجنّة فاذا اشرف رجل اشرقت الجنّة، و قالوا: قد اطلع علینا رجل من اهل «علّیّین».
وَ ما أَدْراکَ ما عِلِّیُّونَ تعظیم لشأنه و قیل: معناه لیس هذا من علمک و لا من علم قومک.
«کِتابٌ مَرْقُومٌ» لیس هذا تفسیر «علّیّین» بل هو بیان «کِتابَ الْأَبْرارِ» اى إِنَّ کِتابَ الْأَبْرارِ «کِتابٌ مَرْقُومٌ» فى «علّیّین» و هو محلّ الملائکة و «کِتابَ الفُجَّارِ» «کِتابٌ مَرْقُومٌ» فی «سجّین» و هى محلّ ابلیس و جنده یَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ یعنى: الملائکة الّذین هم فی «علّیّین» یشهدون و یحضرون ذلک المکتوب او ذلک الکتاب اذا صعد به الى «علّیّین» و قیل: یشهد عمل الأبرار مقرّبوا کلّ سماء.
إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِی نَعِیمٍ اى تنعّم فی الجنان.
عَلَى الْأَرائِکِ جمع اریکة و هی الاسرّة فی الحجال «ینظرون» الى ما یسرّهم ممّا انعم اللَّه علیهم من النّعیم و الحور العین. و قیل: «ینظرون» الى عدوّهم کیف یعذّبون بالنّار. قال ابن عطاء: «على ارائک» المعرفة «ینظرون» الى المعروف و «على ارائک» القربة «ینظرون» الى الرّءوف.
تَعْرِفُ فِی وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِیمِ اى اذا رأیتهم عرفت انّهم من اهل النّعمة ممّا ترى «فِی وُجُوهِهِمْ» من النّور و الحسن و البیاض یقال: انضر النّبات اذا ازهر و نوّر. قرأ ابو جعفر و یعقوب: «تعرف» بضمّ التّاء و فتح الرّاء على غیر تسمیة الفاعل «نضرة» بالرّفع.
یُسْقَوْنَ مِنْ رَحِیقٍ الرّحیق الشّراب الّذى لا غشّ فیه. و قیل: الخمر العتیقة الصّافیة الطّیّبة. قال مقاتل: الخمر البیضاء «مَخْتُومٍ» امرا للَّه تعالى بالختم علیه اکراما لاصحابه فختم و منع من ان یمسّه ماسّ او تناله ید الى ان یفکّ ختمه الأبرار یوم القیامة.
«خِتامُهُ مِسْکٌ» اى ختم به «مسک» رطب ینطبع فیه الخاتم. قال ابن زید «ختامه» عند اللَّه «مسک» و «ختامه» الیوم فی الدّنیا طین. قال ابن مسعود: ممزوج «مزاجه» و خلطه «مسک» و قال علقمة: طعمه و ریحه «مسک». و قیل عاقبته و آخر طعمه «مسک»، اى یوجد ریح المسک عند خاتمة شربه. و قال قتادة: یمزج لهم بالکافور و یختم بالمسک. و قیل: یفرح من شاربه ریح المسک من غیر خمار و تغیّر نکهة و صداع. قرأ الکسائى: خاتمه مسک. الختام: المصدر و الخاتم الاسم. و قیل: معناهما واحد، کما یقال: فلان کریم الطّابع و الطّباع «وَ فِی ذلِکَ» اى و فی مثل هذا الثّواب الّذى ذکرت «فَلْیَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ» اى فلیتبادر المتبادرون بالاعمال الصّالحة و حتّى تنالوها. و قیل: فلیرغب الرّاغبون و لیستبق المستبقون. التّنافس فی الشّی‏ء ان یضنّ به على الغیر لنفاسته. و قیل: یطلبه کلّ احد لنفسه نظیره: «لِمِثْلِ هذا فَلْیَعْمَلِ الْعامِلُونَ».
وَ مِزاجُهُ مِنْ تَسْنِیمٍ قال ابن عباس و ابن مسعود: التّسنیم اسم لماء ینحدر من تحت العرش و قیل من جنّة عدن و هو اشرف شراب فی الجنّة یمزج به شراب اصحاب الیمین. و المقرّبون یسقون صرفا غیر ممزوج و هو قوله: عَیْناً یَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ اى منها «الْمُقَرَّبُونَ». و قیل: الباء صلة و المعنى: یشربها «المقرّبون»، و عینا نصب على الحال. و قیل: تقدیره من عین او اعنى عینا.
و قیل. التّسنیم عین یجرى ماؤها فی الهواء متسنّما فینصبّ فی اوانى اهل الجنّة على مقدار ملئها فاذا امتلأت امسک الماء حتّى لا یقع منه قطرة على الارض فلا یحتاجون الى الاستقاء و اصل الکلمة من علوّ المکان و المکانة، فیقال للشّی‏ء المرتفع سنام و للرّجل الشّریف سنام. و فی بعض الرّوایات عن ابن عباس قال: هذا ممّا قال اللَّه عزّ و جلّ: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ. و قال الجریرى و الواسطى: یَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ صرفا على بساط القرب فی مجلس الانس و ریاض القدس بکأس الرّضا على مشاهدة الحقّ سبحانه و تعالى.
إِنَّ الَّذِینَ أَجْرَمُوا اى اشرکوا یعنى کفّار قریش: ابا جهل و الولید ابن المغیرة و العاص بن وائل و اصحابهم من مترفى مکة کانُوا مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا یعنى عمّارا و خبّابا و صهیبا و بلالا و المقداد و سلمان و ابا الدّرداء و ابن مسعود و ابن امّ مکتوم «یضحکون» و بهم یستهزءون و من اسلامهم یتعجّبون. قال مقاتل و الکلبى: نزلت فی على بن ابى طالب علیه السّلام و ذلک انّه جاء فی نفر من المسلمین الى النّبیّ (ص) فسخر منهم المنافقون و ضحکوا و تغامزوا ثمّ رجعوا الى اصحابهم فقالوا: رأینا الیوم الاصلع فضحکنا منه فانزل اللَّه هذه الآیة قبل ان یصل على (ع) و اصحابه الى رسول اللَّه (ص).
وَ إِذا مَرُّوا بِهِمْ‏ یعنى المؤمنین بالکفّار یتغامزون. الغمز الاشارة بالجفن و الحاجب، اى یشیرون الیهم بالاعین استهزاء و یقولون: تأمّلوا هذا الرّقیع اتبع محمدا و ترک ملاذّه لجنّة لا تکون ابدا.
وَ إِذَا انْقَلَبُوا إِلى‏ أَهْلِهِمُ رجعوا الى اهلهم، رجعوا الى منازلهم انْقَلَبُوا فَکِهِینَ معجبین بما هم فیه یتفکّهون بعیب المؤمنین. قرأ حفص: «فکهین» بغیر الف و هما بمعنى واحد یقال: فکه و فاکه کطمع و طامع.
وَ إِذا رَأَوْهُمْ اى اذا رأوا المؤمنین قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ حیث اتوا محمدا و ترکوا دین آبائهم فضلّوا عن الطّریقة و اخطاؤا فیه.
وَ ما أُرْسِلُوا عَلَیْهِمْ حافِظِینَ اى ما ارسل هؤلاء الکفّار على اصحاب النّبیّ (ص) لیحفظوا اعمالهم علیهم هذا کقوله: و ما ارسلنا علیهم حفیظا.
فَالْیَوْمَ الَّذِینَ آمَنُوا مِنَ الْکُفَّارِ یَضْحَکُونَ کما ضحک «الکفّار» منهم فی الدّنیا و ذلک انّه یفتح للکفّار باب الى الجنّة فیقال لهم: اخرجوا الیها فاذا و صلوا الیه اغلق دونهم، یفعل بهم ذلک مرارا و یضحک المؤمنون منهم و هم: عَلَى الْأَرائِکِ من الدّرّ و الیاقوت «ینظرون» الیهم کیف یعذّبون. و قیل: اذا رأوا اعدائهم و قد حلّ بهم العذاب سرّوا بذلک و کان احد لذّاتهم. و قیل: یقرّرون الکفّار انّهم کانوا بالضّحک منهم فی دار الدّنیا اولى. و قیل: هو قوله: «ارْجِعُوا وَراءَکُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً».
هَلْ ثُوِّبَ الْکُفَّارُ ما کانُوا یَفْعَلُونَ اى اذا فعل بالکفّار ما ذکر فهل جوّزوا على سوء صنیعهم و استهزائهم بالمؤمنین و معنى الاستفهام هاهنا التّقریر و «ثوّب» و اثاب بمعنى واحد.
رشیدالدین میبدی : ۸۶- سورة الطارق- مکیة
النوبة الثانیة
این سوره هفده آیتست، شصت و یک کلمه، دویست و چهل و پنج حرف، جمله به مکه فرو آمد و درین سوره یک آیه منسوخ است: فَمَهِّلِ الْکافِرِینَ أَمْهِلْهُمْ رُوَیْداً نسخت بآیة السّیف. و در فضیلت سوره ابى بن کعب روایت کند از مصطفى (ص) گفت: «هر که این سوره برخواند، حقّ جلّ جلاله بعدد هر ستاره‏اى که در آسمانست او را ده نیکى در دیوان بنویسد». روایت کنند از عبد الرحمن بن خالد. و قیل: عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن یحیى بن کعب، گفتا: رسول خدا را (ص) دیدم در قبیله ثقیف در مشرقه‏اى فرو آمده و این سوره وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ میخواند، و من هنوز در جاهلیّت بودم در اسلام نیامده، و این سوره از لفظ رسول (ص) یاد گرفتم. پس در انجمن ثقیف بگذشتم و قومى از قریش در میان ایشان بودند، عتبه و شیبه پسران ربیعه با ایشان، قوم از من درخواستند تا این سوره برخواندم. هر چه ثقفیان بودند گفتند: ما نرى هذا الّا حقّا، سخنى است راست و درست. قرشیان گفتند: نحن اعلم بصاحبنا لو علمنا انّه حقّ لتبعناه. ما محمد را به شناسیم و حال وى از شما بهتر دانیم که او مرد ما است و از قبیله ما. اگر ما دانستمانى که او بر حقّست و سخن او راست، ما خود بر پى وى رفتمانى و او را راستگوى داشتیمى. قوله: وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ‏
قال الکلبى: نزلت فی ابى طالب و ذلک انّه اتى النّبیّ (ص) فاتحفه بخبز و لبن فبینما هو جالس یأکل اذا انحطّ نجم فامتلأ ماء ثمّ نارا ففزع ابو طالب. و قال: اىّ شی‏ء هذا؟ فقال رسول اللَّه (ص): «هذا نجم رمى به و هو آیة من آیات اللَّه سبحانه» فعجب ابو طالب. فانزل اللَّه عزّ و جلّ: وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ‏ هذا قسم «وَ الطَّارِقِ» النّجم لانّ الطّروق یکون باللّیل و طلوع النّجم باللّیل و کلّ ما جاء لیلا فقد طرق و منه حدیث جابر نهى النّبیّ (ص) ان یطرق الرّجل اهله. و قال: حتّى تستحدّ المغیبة و تمتشط الشّعثة. و قالت هند بنت عتبة: یوم احد نحن بنات الطّارق نمشى على النّمارق.
تعنى انّ ابانا نجم فی شرفه و علوّه. و قال الشّاعر:
لا تفرحنّ بلیل طاب اوّله
یا راقد اللّیل مسرورا باوّله
انّ الحوادث قد یطرقن اسحارا
فربّ آخر لیل اجّج النّارا
ثمّ فسّره فقال: النَّجْمُ الثَّاقِبُ اى النیّر المضی‏ء. و قال: فی موضع «شهاب ثاقب» یقال اثقب نارک، اى اضئها. و قیل «الثّاقب» العالى الشّدید العلوّ یقال: ثقب الطّائر اى ارتفع ارتفاعا شدیدا کانّه قد ثقب الجوّ الاعلى. قال ابن عباس: اراد به زحل لانّه العالى فی السّماء السّابعة. و قال ابن زید: اراد به الثّریا و العرب تسمیه النّجم.
إِنْ کُلُّ نَفْسٍ هذا جواب القسم لَمَّا عَلَیْها حافِظٌ قرأ ابو جعفر و ابن عامر و عاصم و حمزة «لمّا» بتشدید المیم یعنى: ما کلّ نفس الّا «عَلَیْها حافِظٌ» فیکون «لمّا» بمعنى الّا و هی لغة هذیل. و قرأ الآخرون بالتّخفیف جعلوا ما صلة و المعنى: إِنْ کُلُّ نَفْسٍ لعلیها «حافظ» و الحافظ هو اللَّه عزّ و جلّ و هو عَلى‏ کُلِّ شَیْ‏ءٍ حَفِیظٌ یحفظ على عباده اعمالهم و الملائکة حفظة یحفظون على بنى آدم اعمالهم و ارزاقهم و آجالهم و هو قوله: «وَ إِنَّ عَلَیْکُمْ لَحافِظِینَ» و عن ابى امامة قال: قال رسول اللَّه (ص): وکّل بالمؤمن ستّون و مائة ملکا یذبون عنه ما لم یقدر علیه من ذلک للبصر سبعة املاک یذبون عنه کما یذبّ عن قصعة العسل الذّباب لو وکّل العبد الى نفسه طرفة عین لاختطفته الشّیاطین.
قوله: فَلْیَنْظُرِ الْإِنْسانُ یعنى: الکافر المنکر قدرة اللَّه على البعث مِمَّ خُلِقَ اى ممّا ذا «خلق» یعرفه اصل خلقته لیدلّه بذلک على وحدانیّته ثمّ بیّن فقال: خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ اى مدفوق مصبوب فی الرّحم، فاعل بمعنى مفعول کقوله: «فِی عِیشَةٍ راضِیَةٍ» اى مرضیّة و المعنى «خُلِقَ مِنْ» مائین ماء الرّجل و ماء المرأة. فوحّد لامتزاجهما.
یَخْرُجُ مِنْ بَیْنِ الصُّلْبِ الرّجل و ترائب المرأة «وَ التَّرائِبِ» جمع التّرئبة و هى عظام الصّدر و النحر. و قیل: من بین صلب الرّجل و ترائبه. قال الضحاک: «التّرائب» العینان و الیدان و الرّجلان. و قیل: هى عصارة القلب و منه یکون الولد و سئل عکرمة عن «التّرائب» فقال هذه و وضع یده على صدره نظیر الآیة قوله: «مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ» اى اخلاط من نطفة الرّجل و نطفة المرأة و ماء الرّجل ابیض غلیظ و ماء المراة اصفر رقیق و هما یجریان من جمیع البدن فیجتمع ماء الرّجل فی صلبه ثمّ یجرى منه و یجتمع ماء المرأة فی ترائبها ثمّ یجرى فی لبّتها. و «التّرائب» ثمانیة اضلاع فی الصّدر خلقت منها اربعة یمنة و اربعة یسرة اعلاهما موضع القلادة فشبه الولد فی الصّورة بما یعلو منهما و اللّحم و الدّم من ماء المرأة و العظم و العصب من ماء الرّجل.
إِنَّهُ عَلى‏ رَجْعِهِ لَقادِرٌ اى «انّه على» «رجع» الانسان بعد البلى الى الحیاة «لقادر». و قیل: «انّه على» «رجع» الماء الاحلیل و الى الصّلب «لقادر». و قیل: معناه «انّه» «لقادر» «على» ان ینکّسه بعد شیخوخیّته فیجعله کهلا ثمّ شابّا، ثمّ طفلا، ثمّ رضیعا، ثمّ جنینا ثمّ مضغة، ثمّ نطفة. و قال ابن زید: «إِنَّهُ عَلى‏» حبس ذلک الماء «لقادر» حتّى لا یخرج.
یَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ اى اذکر یَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ و احذر «یوم» تمتحن الضّمائر فیجازى کلّ انسان على معتقده من التّکذیب و التّصدیق. و قال عطاء بن ابى رباح «السّرائر» فرائض الاعمال کالصّوم و الصّلاة و الوضوء و الاغتسال من الجنابة فانّها سرائر بین اللَّه و بین العبد، فلو شاء العبد لقال صمت و لم یصم و صلّیت و لم یصل و اغتسلت و لم یفعل، فتختبر حتّى یظهر من اداها ممّن ضیّعها. و فی الخبر عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال رسول اللَّه (ص): «ثلاث من حافظ علیهنّ فهو ولىّ اللَّه حقّا و من اختانهنّ فهو عدوّ اللَّه حقّا: الصّلاة و الصّوم و الجنابة».
و قال ابن عمر: یبدئ اللَّه یوم القیامة کلّ سرّ فیکون زینا فی وجوه و شینا فی وجوه یعنى من ادّاها کان وجهه مشرقا و من ضیّعها کان وجهه اغبر.
فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ اى ما لهذا الانسان المنکر للبعث یومئذ «من قوّة» ینتصر لنفسه و یدفع العذاب بها عنها «وَ لا ناصِرٍ» یمنعه من عذاب اللَّه و یعصمه من بأسه. ثمّ ذکر قسما آخر فقال: وَ السَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ اى «ذات» المطر سمّى رجعا لانّه یرجع کلّ عام و یتکرّر.
و قال ابن عباس: هو السّحاب یرجع بمطر بعد مطر. و قیل: ترجع بنجومها و کواکبها و شمسها و قمرها طالعة عقب مغیبها.
وَ الْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ اى «ذات» الانصداع و الانشقاق بالنّبات و الاشجار و الانهار و جواب القسم: إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ اى انّ القرآن کلام حقّ صدق صحیح جدّ یفصل به بین الحقّ و الباطل و ما هو بالسّفساف و اللّعب و الباطل. ثمّ اخبر عن مشرکى اهل مکة فقال: إِنَّهُمْ یَکِیدُونَ کَیْداً یعنى: فی دار النّدوة حین اجتمعوا على المکر برسول اللَّه (ص) کما قال: «وَ إِذْ یَمْکُرُ بِکَ الَّذِینَ کَفَرُوا» الآیة. «وَ أَکِیدُ کَیْداً» اى انتقم منهم فی الدّنیا بالسّیف و فی الآخرة بالنّار، اى اخفى عنهم ما ادبّر فی امرهم. و قیل: کید اللَّه استدراجه ایّاهم من حیث لا یعلمون.
فَمَهِّلِ الْکافِرِینَ قال ابن عباس: هذا وعید من اللَّه عزّ و جلّ لهم اى انظرهم و اخّرهم فلا تستعجل هلاکهم. أَمْهِلْهُمْ رُوَیْداً اى «امهلهم» امهالا قلیلا و ما کان بین نزول هذه الآیة و بین وقعة بدر الّا زمان یسیر. و التّمهیل و الامهال لغتان هذا کقوله: «وَ مَهِّلْهُمْ قَلِیلًا» ثمّ نسخ الامهال بآیة السّیف و رویدا تصغیر رودا و لا یرفع و لا یکسر و اصل الرّود الحرکة الخفیفة یقال: راد یرود رودا و منه قوله: «وَ راوَدَتْهُ الَّتِی هُوَ فِی بَیْتِها». و قیل: «رویدا» نصب على المصدر و المعنى: ارودهم «رویدا» یقال: ارودت فی الأمر اذا تأنیت فیه تأویله ارسلهم فی عتوّهم و «أَمْهِلْهُمْ» قلیلا فاخذهم اللَّه یوم بدر و قتلوا بالسّیف.
رشیدالدین میبدی : ۹۰- سورة البلد- المکیة
النوبة الثانیة
این سوره بیست آیتست، هشتاد و دو کلمه، سیصد و سى حرف. جمله به مکه فرو آمد و درین سوره هیچ ناسخ و منسوخ نیست. و در خبر ابى کعب است از مصطفى (ص) که گفت: هر که این سوره برخواند، اللَّه تعالى او را روز رستاخیز از غضب خویش ایمن کند. قوله: لا أُقْسِمُ اعلم انّ «لا» لیست لنفى القسم انّما هى کقول العرب: لا و اللَّه ما فعلت کذا، لا و اللَّه لافعلنّ کذا، فتکون تأکیدا للقسم. و قیل: انّها صلة اى أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ، و قیل: انّما هى ردّ لکلام من انکر البعث و الجزاء فانّها و ان کانت رأس السّورة، فالقرآن متّصل بعضه ببعض. و قال بعض المفسّرین فی الکلام همزه الاستفهام مضمرة و التّقدیر: لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ مع علوّ شأنک.
أَنْتَ حِلٌّ اى حال نازل فیه، اى لنزولک فیه، «اقسم» به و «هذا» تنبیه على شرف النّبیّ (ص). و قیل: أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ اى «انت» حلال بِهذَا الْبَلَدِ تصنع فیه ما ترید من القتل و الاسر، لیس علیک ما على النّاس فیه من‏ الاثم. یقال: رجل «حلّ» و حلال و محلّ، کما یقال: رجل حرم و حرام و محرم، و جمع الحرام حرم. قال اللَّه عزّ و جلّ «وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ». و کان رسول اللَّه (ص) دخل مکة یوم فتح مکة محلا و احلّت له ساعة من نهار حتّى قتل من شاء و اسر من شاء و قتل ابن خطل و هو متعلّق باستار الکعبة و کذلک قتل مقیس بن ضبابة و غیرهما، فاحلّ دماء قوم و حرّم دماء قوم و حرّم دار ابى سفیان، فقال: من دخل دار ابى سفیان فهو آمن اى «حلّ» لک ان تفعل ذلک فامّا غیرک فلا یحلّ له ذلک اصلا. و قیل: معناه: «وَ أَنْتَ» فی «حلّ» ممّا صنعت فی «بِهذَا الْبَلَدِ».
قال (ص): «انّ اللَّه حرّم مکة یوم خلق السّماوات و الارض لم تحلّ لاحد قبلى و لا تحلّ لاحد بعدى و انّما احلّت لى ساعة من نهار فهى حرام بحرمة اللَّه الى یوم القیامة».
و المعنى: انّ اللَّه عزّ و جلّ لمّا اقسم بمکّة دلّ ذلک على عظم قدرها مع حرمتها فوعد نبیّه (ص) انّه یحلّها له حتّى یقاتل فیها و ان یفتحها على یده فهذا وعد من اللَّه عزّ و جلّ بان یحلّها له. و قال شرحبیل بن سعد معنى قوله: وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ قال: یحرّمون ان یقتلوا بها صیدا او یعضدوا بها شجرة و یستحلّون اخراجک و قتلک.
وَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ یعنى آدم و ذریّته و «ما» بمعنى من کقوله: وَ السَّماءِ وَ ما بَناها اى و من بناها. و قیل: معناه: و کلّ «والد» و مولود من جمیع الخلق، و قیل «وَ والِدٍ» یعنى: الّذى یلد، «وَ ما وَلَدَ» یعنى: العاقر الّتى لا تلد، و «ما» على هذا القول بمعنى النّفى.
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِی کَبَدٍ هذا جواب القسم و المراد بالانسان بنو آدم کلّهم «فِی کَبَدٍ» یعنى: فی شدّة و مقاساة یکابد شدائد الدّنیا و یقاسى شدائد الآخرة و لا یقاسى احد ما یقاسى هو. قال عطا عن ابن عباس: «فِی کَبَدٍ» اى فی شدّة خلق حمله و ولادته و رضاعه و فطامه و معاشه و حیاته و موته لم یخلق اللَّه خلق یکابد ما یکابد ابن آدم و هو مع ذلک اضعف الخلق. و قیل: «فى» بمعنى اللّام اى خلق للکبد و هو التّعب.
و قال مجاهد و عکرمة و الضحاک، معناه: خلق منتصبا معتدل القامة و کلّ شی‏ء خلق فانّه «یَمْشِی مُکِبًّا» و لا یمشى منتصبا الّا الانسان، و الکبد الاستواء و الاستقامة.
و قال ابن کیسان: منتصبا رأسه فی بطن امّه، فاذا اذن اللَّه فی خروجه انقلب رأسه الى رجلى امّه. و قال مقاتل: «فِی کَبَدٍ» اى «فى» قوّة نزلت فی ابى الاشدّین و اسمه اسید بن کلدة من جمح، و کان شدیدا قویّا یضع الادیم العکاظى تحت قدمیه فیقول: من ازالنى عنه، فله کذا و کذا، فلا یطاق ان ینزع من تحت قدمه الّا قطعا و یبقى موضع قدمه. و قیل. معناه: مضیّعا لما یعنیه مشتغلا بما لا یعنیه.
«أَ یَحْسَبُ» یعنى: ابا الاشدّین من قوّته و بطشه أَنْ لَنْ یَقْدِرَ عَلَیْهِ أَحَدٌ اى یظنّ من شدّته «ان» لا «یقدر» «علیه» اللَّه، الم یعلم ذلک الشّقىّ انّ من خلق له القوّة هو اقوى منه.
یَقُولُ أَهْلَکْتُ اى انفقت مالًا لُبَداً اى کثیرا فی عداوة محمد (ص). اللّبد الکثیر الّذى تراکب بعضه على بعض، یقال: تلبّد الشّی‏ء اذا کثر و اجتمع و منه اللّبد و کان الرّجل کاذبا متسوّقا فی دعواه انّه انفق «مالا» فى عداوة النّبیّ (ص) فقال تعالى: أَ یَحْسَبُ أَنْ لَمْ یَرَهُ أَحَدٌ الاحد هو اللَّه عزّ و جلّ، و المعنى: أ یظنّ انّ اللَّه «لَمْ یَرَهُ» و لا یسأله عن ماله من این کسبه و فی اىّ شی‏ء انفقه.
روى مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه (ص): لا یزول قدما العبد یوم القیامة حتّى یسأل عن اربع عن عمره فیما افناه، و عن ماله من این کسبه و فیما انفقه، و عن علمه ما ذا عمل فیه، و عن حبّنا اهل البیت ثمّ عدّد نعمه علیه و على غیره من خلقه فقال: أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَیْنَیْنِ‏ یبصر بهما.
وَ لِساناً یعبّر به عمّا فی ضمیره، وَ شَفَتَیْنِ یستر بهما ثغوره قال اللَّه تعالى: «نحن فعلنا به ذلک و نحن نقدر على ان نبعثه و نخفى علیه ما عمله» و جاء فی الحدیث انّ اللَّه عزّ و جلّ یقول ابن آدم: «ان نازعک لسانک فیما حرّمت علیک، فقد اعنتک علیه بطبقتین فاطبق، و ان نازعک بصرک الى بعض ما حرّمت علیک، فقد اعنتک علیه بطبقتین فاطبق. و ان نازعک فرجک الى ما حرّمت علیک، فقد اعنتک علیه بطبقتین فاطبق.
قوله: وَ هَدَیْناهُ النَّجْدَیْنِ قال اکثر المفسّرین یعنى: طریق الخیر و طریق الشّرّ المفضیان الى الجنّة و النّار، کقوله: إِنَّا هَدَیْناهُ السَّبِیلَ إِمَّا شاکِراً وَ إِمَّا کَفُوراً، و قال محمد بن کعب عن ابن عباس: وَ هَدَیْناهُ النَّجْدَیْنِ قال: الثّدیین یسقط من امّه و یثب الى الثّدیین، و النّجد طریق فی ارتفاع.
فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ «لا» هاهنا بمعنى لم، اى هذا الکافر لم یقتحم، «العقبة» هلّا ما انفق من ماله فی عداوة النّبیّ (ص) على زعمه انفقه لاقتحام العقبة یعنى: لمجاوزة الصّراط و الاقتحام الدّخول فی الامر الشّدید و المجاوزة له بصعوبة. قال کعب الاحبار: «العقبة» سبعون منزلا من الصّراط و الصّراط جسر جهنّم ذرعه ثلاثة آلاف ذراع و هو احدّ من السّیف، الف ذراع منه صعود و الف هبوط و الف سواء، یوقف علیه الخلق و یحاسبون. و فی بعض الرّوایات «فمن النّاس من یمرّ علیه کالبرق الخاطف و منهم من یمرّ علیه کالرّیح العاصف، و منهم من یمرّ علیه کالفارس، و منهم من یمرّ علیه کالرّجل یعدو، و منهم من یمرّ کالرّجل یسیر، و منهم من یزحف زحفا، و منهم الزّالّون و الزّالّات و منهم من یکردس فی النّار و اقتحامه على المؤمن کما بین صلاة العصر الى العشاء»
و قال: قتادة ذکر العقبة هاهنا مثل ضربه اللَّه تعالى لمجاهدة النّفس و الهوى و الشیطان فی اعمال البرّ فجعله کالّذى یتکلّف صعود العقبة، یقول: لم یحمل على نفسه المشقّه بعتق الرّقبة و الاطعام. و قیل: معنى الآیة هلا انفق ماله فی فکّ الرّقاب و اطعام السّغبان لیجاوز بهما «العقبة» فیکون خیرا له من انفاقه على عداوة النّبی (ص).
وَ ما أَدْراکَ مَا الْعَقَبَةُ هذا تعظیم لها و تفخیم لشأنها.
فَکُّ رَقَبَةٍ هذا تفسیر سبب النّجاة من العقبة قرأ ابن کثیر و ابو عمرو و الکسائى: «فکّ» بفتح الکاف «رقبة» بالنّصب.
أَوْ إِطْعامٌ بفتح الهمزة و المیم على الماضى. و قرأ الباقون «فکّ» بضمّ الکاف «رقبة» بالجرّ او اطعام على المصدر و اراد بفکّ الرّقبة اعتاقها و اطلاقها، و من اعتق «رقبة» کانت فداه من النّار.
روى ابو هریرة قال: سمعت رسول اللَّه (ص) یقول: «من اعتق «رقبة» مؤمنة اعتق اللَّه بکلّ عضو منه عضوا من النّار حتّى یعتق فرجه بفرجه».
و جاء اعرابى الى رسول اللَّه (ص) فقال: یا رسول اللَّه! علّمنى عملا یدخلنى الجنّة. قال: «اعتق النّسمة و «فکّ» الرّقبة» . قال: أ و لیسا واحدا؟ قال: «لا عتق النّسمة عن تفرّد بعتقها و «فکّ» الرّقبة ان تعین فی ثمنها»، فعلى هذا «فکّ» الرّقبة الاعانة فی مال الکتابة.
و قیل: فَکُّ رَقَبَةٍ من الذّنوب بالتّوبة.
أَوْ إِطْعامٌ فِی یَوْمٍ ذِی مَسْغَبَةٍ اى «فى» زمان قحط و جوع.
یَتِیماً ذا مَقْرَبَةٍ اى «ذا» قرابة فی النّسب.
أَوْ مِسْکِیناً ذا مَتْرَبَةٍ قد لصق بالتّراب من فقره و ضرّه. و قیل: «ذا» عیال لا مال له. فضّل اطعام الیتیم و المسکین على اطعام غیرهما فی المثوبة. تقول: ترب فلان یترب تربا و متربة اذا افتقر، و منه تربت یداک و اترب فلان اذا استغنى.
ثُمَّ کانَ مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا «ثمّ» هاهنا بمعنى مع کقوله: «بَعْدَ ذلِکَ زَنِیمٍ» یعنى: اذا فعل هذه الاشیاء و هو مؤمن، اى انّ هذه الاعمال لا تقبل من احد الّا اذا کان مؤمنا. و قیل: ثمّ بمعنى الواو. «وَ تَواصَوْا» اى اوصى بعضهم بعضا «بِالصَّبْرِ» على فرائض اللَّه و اوامره و الصّبر عن ارتکاب المحرّمات وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ بان یرقّ للفقیر و المسکین بالانعام علیهما. و قیل: «تواصوا» بالآخرة لانّها دار الرّحمة.
«أُولئِکَ» اى الموصوفون بهذه الصّفات أَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ یأخذون نحو الیمین الى الجنّة و یؤتون کتبهم بایمانهم و هم المیامین على انفسهم.
وَ الَّذِینَ کَفَرُوا بِآیاتِنا بمحمد و القرآن هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ یأخذون نحو الشّمال الى النّار و یؤتون کتبهم بشمالهم و هم المشائیم على انفسهم عَلَیْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ اى مطبقة اغلقت علیهم ابوابها فلا یخرج منها غم و لا یدخل فیها روح. قرأ ابو عمرو و حمزة و حفص: «مؤصدة بالهمز هاهنا و فی الهمزة. و قرأ الآخرون بلا همز، و هما لغتان یقال: اصدت الباب و اوصدته اذا اغلقته و اطبقته. و قیل: معنى الهمز المطبقة و غیر الهمز المغلقة.
رشیدالدین میبدی : ۹۱- سورة الشمس- مکیة
النوبة الثانیة
این سوره دویست و چهل حرفست، پنجاه کلمه و پانزده آیه، جمله به مکه فرو آمد و درین سوره هیچ ناسخ و منسوخ نیست. و فی الخبر عن ابى بن کعب قال: قال رسول اللَّه (ص): من قرأ سورة «و الشّمس» فکانّما تصدّق بکلّ شی‏ء طلعت علیه الشّمس و القمر.
قوله: وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها اى اشراقها اذا ارتفعت و بلوغها «ضحى» النّهار. و قیل: المراد به النّهار کلّه «وَ الشَّمْسِ» سراج النّهار لقوله: وَ جَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً. و قیل: «ضحى» حین تطلع «الشّمس» فیصفو ضوءها. و قال مقاتل «ضحیها» اى حرّها کقوله فی سورة طه: «وَ لا تَضْحى‏» اى لا یوذیک الحرّ.
وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها اى تبعها «و القمر» یتلوا «الشّمس» لیلة الهلال تغرب «الشّمس» و یغرب «القمر» بعقبها یقال. هذا تلو هذا، اى تابعه و نظیره. قال الزجاج: لیلة البدر یتلوها فی الاضاءة و النّور الکامل.
وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها الهاء راجعة الى الارض، اى «جلّى» الارض او الى «الشّمس» اى «جلّى» «الشّمس» و کشفها باضاءتها و ذلک لانّ «الشّمس» انّما یتبیّن اذا انبسط «النّهار». و قیل: الهاء کنایة عن الظّلمة فان لم یجر کما ذکر لانّ معناها معروف.
وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشاها اى یغشى الشّمس حین تغیب فتظلم الآفاق و قیل: «یغشى» الارض بالظّلمة.
وَ السَّماءِ وَ ما بَناها اى و من بناها و هو اللَّه عزّ و جلّ، و ما بمعنى من کقوله تعالى: فَانْکِحُوا ما طابَ لَکُمْ اى من طاب لکم: و کان عبد اللَّه بن زبیر یقول للرّعد: سبحان ما سبّحت له.
وَ الْأَرْضِ وَ ما طَحاها اى و من بسطها.
وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاها اى «سوّى» خلقها و ترکیبها. فسوّى الیدین و الرّجلین و سائر الاعضاء. قیل: اراد به آدم (ع) و قیل: هو عامّ اراد جمیع الانس و الجنّ.
فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها اى بیّن لها الخیر و الشّرّ و علّمها الطّاعة و المعصیة.
قال الزجاج: معنى الالهام التّوفیق و الخذلان اى وفّقها للایمان و الطّاعة و خذلها بالکفر و المعصیة. و هذا بیّن انّ اللَّه عزّ و جلّ خلق فی المؤمن التّقوى و فی الکافر الفجور.
و فی الخبر الصّحیح عن عمران بن حصین عن رجلین من مزینة قالا: یا رسول اللَّه أ رأیت ما یعمل النّاس یکدحون فیه الشی‏ء قضى علیهم و مضى فیهم من قدر سبق ام فیما یستقبلون؟
فقال: «لا بل شی‏ء قضى علیهم و تصدیق ذلک فی کتاب اللَّه عزّ و جلّ: وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاها فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها.
و عن جابر قال: جاء سراقة بن مالک بن جعثم فقال: یا رسول اللَّه! بیّن لنا دیننا کانّا خلقنا الآن فیم العمل الیوم فیما جفّت به الاقلام و جرت به المقادیر، او فیما یستقبل. قال: «بل فیما جفّت به الاقلام و جرت به المقادیر».
قال: ففیم العمل؟ فقال: «اعملوا فکلّ میسّر لما خلق له».
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَکَّاها هذا جواب القسم تأویله: لقد «افلح» لمّا طال الکلام جعل طول الکلام عوضا من اللام فحذفت و المعنى: فازت و سعدت نفس «زَکَّاها» اللَّه اى اصلحها و طهّرها من الذّنوب و وفّقها للطّاعة.
وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها اى خابت و خسرت نفس اضلّها اللَّه و خیّبها من کلّ خیر. و قال الحسن: معناه: قد افلح من ذکى نفسه فاصلحها و حملها على طاعة اللَّه عزّ و جلّ.
وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها اى خسر من «دسّى» نفسه بمعصیة اللَّه، اى اخفاها، فکان العاصى برکوبه المعصیة ابدا یخفى نفسه و یخمل ذکره، و اللّئیم ابدا خفىّ المکان و الشّریف مشهور المکان. و «دَسَّاها» اصله «دسّاها» من التّدسیس و هو اخفاء الشّی‏ء فابدل من سین الثّانیة یاء تخفیفا و کراهیة للتّضعیف. و فی الخبر عن زید بن ارقم قال: لا اقول لکم الّا ما قال رسول اللَّه (ص) لنا: «اللّهم انّى اعوذ بک من العجز و الکسل و البخل و الجبن و الهمّ و عذاب القبر.
اللّهمّ آت نفسى «تَقْواها» و زکّها، انت خیر من «زَکَّاها»، انت ولیّها و مولیها. اللّهمّ انّى اعوذ بک من علم لا ینفع و من نفس لا تشبع و من قلب لا یخشع و من دعوة لا یستجاب لها».
کَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها اى بطغیانها و عدوانها و بخروجها عن طاعة اللَّه اى الطّغیان حملهم على التّکذیب. الواو فیه مقلوبة عن الیاء، تقول: طغى یطغى طغیانا و طغوى. و قیل: «بِطَغْواها» اى بعذابها و هو اسم لذلک العذاب کقوله: فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِکُوا بِالطَّاغِیَةِ، و قیل: «بِطَغْواها» اى باجمعها.
إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها اى نهض و قام اشقاها لعقر النّاقة و الانبعاث الاسراع فی الطّاعة للباعث، اى کذّبوا بالعذاب و کذّبوا صالحا لمّا انْبَعَثَ أَشْقاها و هو قدار بن سالف و کان رجلا اشقر ازرق قصیرا. و قیل: کانا رجلین قدار بن سالف و مصدع بن دهر.
«فَقالَ لَهُمْ» اى للقوم کلّهم «رَسُولُ اللَّهِ» یعنى: صالحا (ع) ناقَةَ اللَّهِ وَ سُقْیاها اى ذروا «ناقَةَ اللَّهِ» و ذروا «سُقْیاها» اى احذروا «ناقَةَ اللَّهِ» و شربها فی یومها.
فَکَذَّبُوهُ یعنى: صالحا فیما اخبرهم بحلول العذاب «فَعَقَرُوها» یعنى: النّاقة اسند الفعل الیهم جمیعا لانّهم رضوا به فَدَمْدَمَ عَلَیْهِمْ رَبُّهُمْ قال عطا و مقاتل: اى: دمّر «عَلَیْهِمْ رَبُّهُمْ» فاهلکهم و اطبق علیهم العذاب. و الدّمدمة اهلاک باستیصال تقول العرب: دممت على فلان ثمّ تقول من المبالغة: دممت بالتّشدید، ثمّ تقول من تشدید المبالغة دمدمت «بِذَنْبِهِمْ» یعنى: بتکذیب الرّسول و عقر النّاقة «فَسَوَّاها» اى «سوّى» الدّمدمة. «عَلَیْهِمْ» یعنى: عمّهم بها فلم یفلت منهم احد. و قیل: «سوّى» ثمود بالهلاک، اى انزل بکبیرها و صغیرها «فسوّى» بینهم، و ذلک لانّهم کلّهم رضوا بعقر النّاقة فعمّهم اللَّه بالعقوبة. یقال: لم ینبعث قدار حتّى دامرهم کلّهم «فسوّى» العذاب بینهم. و قیل: «سوّى» الارض بهم فجعلهم غثاء و هشیما.
وَ لا یَخافُ عُقْباها قرأ ابن عامر و عاصم و حمزة و الکسائى: فلا یخاف بالفاء اى «لا یَخافُ» اللَّه عاقبة ما صنع بهم و لا یبالى و الفعل للَّه سبحانه. و قرأ الباقون: بالواو و الفعل للاشقى و فی الکلام تقدیم و تأخیر اى انْبَعَثَ أَشْقاها وَ لا یَخافُ عُقْباها و قیل: «لا یَخافُ» صالح «عقبى» ما صنع اللَّه بهم.
رشیدالدین میبدی : ۹۳- سورة الضحى- مکیة
النوبة الثانیة
این سوره یازده آیتست، چهل کلمه، صد و نود و دو حرف، جمله به مکه فرو آمد و سوم سوره است که از آسمان فرو آمد. اوّل سوره اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ فرو آمد، پس سوره «ن وَ الْقَلَمِ»، پس سوره و الضحى. و درین سورة هیچ ناسخ و منسوخ نیست.
و در فضلیت سوره ابى بن کعب روایت کند، از مصطفى (ص)، که گفت: «هر که سوره «و الضّحى» برخواند، حقّ جلّ جلاله او را در جمله آن قوم آرد که اللَّه پسندد و رضا دهد که پیغامبر (ص) از بهر ایشان شفاعت کند و آن گه بعدد هر یتیمى و هر سائلى که در عالم است ده نیکى در دیوان وى بنویسند». و در سبب نزول این سورة علماء تفسیر مختلف‏اند. قومى گفتند: روزگارى وحى از آسمان منقطع گشت. ابن عباس گفت: پانزده روز. مقاتل گفت: چهل روز. ابن جریج گفت: دوازده روز. کافران مکه چون دیدند که وحى منقطع گشته و جبریل نمى‏آید، گفتند: انّ محمدا ودّعه ربّه و قلاه.
ربّ العالمین بخواب ایشان این سوره فرستاد. اکنون خلافست که انقطاع وحى را سبب چه بود قومى گفتند: جهودان از مصطفى (ص) سه مسأله پرسیدند قصّه ذو القرنین و اصحاب الکهف و مسأله روح. رسول خدا (ص) ایشان را جواب این داد که: «ساخبرکم غدا»
و لم یقل ان شاء اللَّه گفت: آرى خبر کنم شما را فردا و نگفت ان شاء اللَّه باین سبب چند روز وحى منقطع گشت و کافران آن سخن گفتند. پس ربّ العالمین مصطفى (ص) را فرمود که: «وَ لا تَقُولَنَّ لِشَیْ‏ءٍ إِنِّی فاعِلٌ ذلِکَ غَداً إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ». و شرح این در سوره الکهف مستوفى رفت. قومى گفتند: سبب احتباس وحى آن بود که سگ بچه‏اى در خانه رسول (ص) شد و در زیر سریر گریخت و آنجا بماند تا بمرد و رسول را (ص) از آن هیچ خبر نه. پس رسول (ص) خوله را گفت: «یا خولة ما حدث فی بیتى لا یأتینى جبرئیل»
گویى در خانه ما چه حادث شده که جبرئیل نمى‏آید و از ما وامانده؟ خوله در جست و جوى ایستاد تا آن جرو مرده را از زیر سریر بیرون آورد و بیفگند. پس جبرئیل فرو آمد و رسول عتاب میکند او را در آن تأخیر که رفت و جبریل میگوید: «یا خولة اما علمت انا لا ندخل بیتا فیه کلب او صورة. و در حدیث خوله است: فجاء نبى اللَّه (ص) یرعد و کان ذلک علامة الوحى.
فقال: یا خولة دثّرینى. فانزل اللَّه تعالى: الضُّحى‏. وروى انّ المسلمین قالوا: یا رسول اللَّه اما ینزل علیک الوحى؟ فقال: «و کیف ینزل علىّ الوحى و انتم لا تتّقون‏ براجمکم و لا تقلمون اظفارکم. فانزل اللَّه جبرئیل بهذه السّورة. فقال النّبی (ص): «یا جبرئیل ما جئت حتّى اشتقت الیک»! فقال جبرئیل (ع): انّى کنت اشدّ شوقا الیک و لکنّى عبد مأمور و ما نتنزّل الّا بامر ربّک.
و فی الخبر عن جندب بن سفیان قال: اشتکى رسول اللَّه (ص) فمکث لیلتین او ثلثا لا یقوم فجاءت امرأة فقالت: ما ارى شیطانک الّا قد ترکک لم اره قربک منذ لیلتین او ثلاث؟!
یقال انّ المرأة الّتى قالت ذلک امّ جمیل امرأة ابى لهب اخت ابى سفیان فانزل اللَّه تعالى: «وَ الضُّحى‏» یعنى: النّهار کلّه من طلوع الشّمس الى الغروب و کلّ ساعة النّهار ما دامت الشّمس صاعدة ضحى و ضحوة. و العرب تستغنى بذکر بعض الشّی‏ء عن کلّه. و فى القرآن کثیر من ذکر ساعات النّهار بمعنى کلّه و ذکر ساعات اللّیل بمعنى کلّه. و قیل: اقسم اللَّه تعالى بصلاة «الضّحى». و قیل: هى السّاعة الّتى کلّم اللَّه فیها موسى (ع) و هى السّاعة الّتى القى السّحرة فیها سجّدا لقوله تعالى وَ أَنْ یُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى. و قال اهل المعانى: فیه و فی امثاله اضمار و تقدیره: و ربّ «الضّحى».
وَ اللَّیْلِ إِذا سَجى‏ اى سکن و استقرّ ظلامه و تناهى فلا یزداد بعد ذلک یقال بحر ساج اى ساکن. و قیل: سکن فیه الخلق. و قیل: عنى باللّیل لیلة المعراج. قوله: ما وَدَّعَکَ رَبُّکَ هذا جواب القسم، اى «ما» ترکک «ربّک» من انعامه و اکرامه و وحیه و الهامه و اشتقاقه من تودیع المسافر. و قیل: هو من تودیع الثّوب و هو صونه عن الابتذال وَ ما قَلى‏ اى ما ابغضک منذ احبّک.
وَ لَلْآخِرَةُ خَیْرٌ لَکَ مِنَ الْأُولى‏ اى و الدّار «الآخرة» و ما اعدّ اللَّه سبحانه فیها «خَیْرٌ لَکَ» من الدّار الدّنیا و ما فیها لانّها تدوم و تبقى و هذه تبید و تفنى و فیه اضمار القسم و اللّام خبره مجازه و اللَّه لَلْآخِرَةُ خَیْرٌ لَکَ مِنَ الْأُولى‏. و قیل: معناه: و لآخر عمرک «خیر» من اوّله لمّا تنال فیه من النّصر و الفتح و الظّفر. و فی الخبر عن علقمة عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه (ص): «انّا اهل بیت اختار اللَّه لنا» الآخرة على الدّنیا».
وَ لَسَوْفَ یُعْطِیکَ رَبُّکَ فَتَرْضى‏ اى «یُعْطِیکَ» من النّصر و الفتح و التّمکین و کثرة المؤمنین فی الدّنیا و من الثّواب و الکرامة فی العقبى ما یرضیک، و قیل: «یعطیک» الف قصر من لؤلؤ ترابها المسک و فیها ما یلیق بها من الازواج و غیرها.
و قال ابن عباس: هو الشّفاعة فی مذنبى امّته و لمّا نزلت هذه الآیة
قال النّبی (ص): «اذا لا ارضى و واحد من امّتى فی النّار».
و عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص: انّ النّبی (ص) تلا قول اللَّه تعالى فی ابراهیم (ع): «فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی وَ مَنْ عَصانِی فَإِنَّکَ غَفُورٌ رَحِیمٌ».
و قال عیسى (ع): «إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُکَ وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ».
فرفع یدیه ثمّ قال: «اللّهم امّتى امّتى» فبکى. فقال اللَّه عزّ و جلّ: «یا جبرئیل اذهب الى محمد و ربّک اعلم فسئله ما یبکیک». فاتاه جبرئیل فسأله فاخبره رسول اللَّه (ص) فقال اللَّه عزّ و جل: «یا جبرئیل اذهب الى محمد فقل: انّا سنرضیک فی امّتک و لا نسوؤک»
و قال حرب بن شریح: سمعت ابا جعفر محمد بن على (ع) یقول: «انّکم معشر اهل العراق تقولون ارجى آیة فی القران ارجى «یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ» و انّا اهل البیت نقول: ارجى آیة فی کتاب اللَّه: وَ لَسَوْفَ یُعْطِیکَ رَبُّکَ فَتَرْضى‏.
و عن جعفر بن محمد (ع) قال: دخل رسول اللَّه (ص) على فاطمة علیها السّلام و علیها کساء من ثلّة الإبل و هی تطحن بیدها و ترضع ولدها فدمعت عینا رسول اللَّه (ص) لمّا ابصرها. فقال: «یا بنیّتاه تعجّلى مرارة الدّنیا بحلاوة الآخرة فقد انزل اللَّه علىّ: وَ لَسَوْفَ یُعْطِیکَ رَبُّکَ فَتَرْضى‏.
قال موسى علیه السلام: «وَ عَجِلْتُ إِلَیْکَ رَبِّ لِتَرْضى‏». و قال لمحمد (ص): وَ لَسَوْفَ یُعْطِیکَ رَبُّکَ فَتَرْضى‏ فَلَنُوَلِّیَنَّکَ قِبْلَةً تَرْضاها فکم بین من یتکلّف لیرضى ربّه و بین من یعطیه ربّه لیرضى. ثمّ اخبر اللَّه عزّ و جلّ عن حاله الّتى کان علیها قبل الوحى و ذکّره نعمه فقال جلّ ذکره: أَ لَمْ یَجِدْکَ یَتِیماً فَآوى‏ روى عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه (ص) «سألت ربّى مسألة وددت انّى لم اکن سألته قلت: یا ربّ انّک آتیت سلیمان بن داود ملکا عظیما و آتیت فلانا کذا و آتیت فلانا کذا. قال: یا محمد ا لم اجدک یتیما فاویتک؟ قلت: بلى اى ربّ. قال: ا لم اجدک ضالا فهدیتک ؟ قلت: بلى اى ربّ: قال: الم اجدک عائلا فاغنیتک؟ قلت: بلى اى ربّ»
و معنى الآیة أَ لَمْ یَجِدْکَ یَتِیماً صغیرا فقیرا حین مات ابواک و لم یخلفا لک مالا و لا مأوى فجعل لک مأوى و ضمّک الى عمّک ابى طالب حتّى احسن تربیتک و کفاک المؤنة. الیتیم عند العرب الّذى مات ابوه و العجمى ماتت امّه. فاذا ماتا عنه جمیعا فهو لطیم هذا کلّه قبل الحلم. و فی الخبر: لا یتمّ بعد حلم.
و سئل جعفر بن محمد الصّادق (ع) لم اوتم النّبی (ص) عن ابویه؟ قال: «لئلّا یکون علیه حقّ لمخلوق»
و قیل: لئلّا یسبق الى قلب بشر انّ الّذى نال من العزّ و الشّرف و القهر على اعدائه کان ذلک عن تظاهر او توارث احدا و تعاضد عشیرة او اکتساب نسب بقوّة الوالدین و کذا القول فی حکمة ما کان من فقره و قلّة ذات یده اذ لو کان له مال لکان یسبق الى الاوهام انّ الّذى نال نال بالمال و الانفاق فایتمه و افقره کى یتمّ حجّته بانّ مثل هذا فی ضعفه و قلّة ذات یده و انقطاعه من عشیرته یعلو کلّ هذا العلوّ و یقهر کلّ هذا القهر على الاغنیاء و الملوک و اهل القبائل لا یکون الّا الحقّ من جحده زلّ و من اعرض عنه ذلّ. و قیل: معنى «الیتیم هاهنا الشّریف الفرید الّذى هو مفقود المثل عدیم النظیر کالدّرة الیتیمة الّتى لا یوجد لها مثل و لا نظیر فیکون المعنى: أَ لَمْ یَجِدْکَ فی العزّ و الشّرف و النّباهة کالدّرة الیتیمة لا مثل لها: «فاویک فی دار اعدائک فکنت بین القوم معصوما محروسا و آویک الى کرامته و اصطفاک لرسالته.
وَ وَجَدَکَ ضَالًّا فَهَدى‏ اى ضَالًّا عن معالم النّبوة و احکام الشّریعة غافلا عنها فهدیک الیها کما قال تعالى: وَ إِنْ کُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِینَ ما کُنْتَ تَدْرِی مَا الْکِتابُ وَ لَا الْإِیمانُ. و قیل: معناه: وَجَدَکَ بین قوم ضلال فهداهم بک و قیل: وَجَدَکَ ضَالًّا اى خفیّا على النّاس لا تعرف منزلتک عند اللَّه فابرزک حتّى عرفت و فَهَدى‏ قومک الیک من قول العرب: ضلّ الماء فی اللّبن اذا خفى فیه و فَهَدى‏ العروس اذا جلاها. و روى ابو الضّحى عن ابن عباس: انّ النّبی (ص) ضلّ فی شعاب مکة فی حال صباه و کان عبد المطّلب یطلبه و یقول: متعلّقا باستار الکعبة:
یا ربّ فاردد ولدى محمدا
ردّ الىّ و اصطنع عندى یدا.
وجده ابو جهل فردّه الى عبد المطّلب فمنّ اللَّه علیه حیث خلّصه على یدى عدوّه و فی حدیث کعب الاحبار فی مولد رسول اللَّه (ص) انّ حلیمة لمّا قضت حقّ الرّضاع جاءت برسول اللَّه (ص) لتردّه الى عبد المطّلب، قالت حلیمة: فاقبلت اسیر حتّى اتیت الباب الاعظم من ابواب مکة فسمعت منادیا ینادى هنیئا لک یا بطحاء مکة الیوم یردّ علیک النّور و الدّین و البهاء و الجمال. قالت. ثمّ وضعت رسول اللَّه (ص) لاقضى حاجة و اصلح ثیابى فسمعت هدّة شدیدة فالتفتّ فلم اره! فقلت: معاشر النّاس این الصّبى؟ قالوا: اى الصّبى؟ قلت: محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطّلب الّذى نضر اللَّه به وجهى و اغنى عیلتى. قالوا: ما رأینا شیئا فلمّا ایئسونى وضعت یدى على امّ رأسى. قلت: وا محمداه وا ولداه. فابکیت جوارى الابکار لبکائى و ضجّ النّاس معى بالبکاء حرقة لى. فاذا انا بشیخ یتوکّأ على عصا قال: مالک ایّتها السّعدیة؟ قلت: فقدت ابنى محمدا، قال: لا تبکى انا ادلّک على من یعلم علمه و ان شاء ان یردّه فعل. قلت: فدتک نفسى و من هو؟ قال: الصّنم الاعظم هبل. قالت فدخل و انا انظر فطاف بهبل و قبّل رأسه و ناداه یا سیّداه لم تزل منّتک على قریش قدیمة و هذه السّعدیة تزعم انّ ابنا لها قد ضلّ فردّه ان شئت و اخرج هذه الوحشة عن بطحاء مکة فانّها تزعم ان ابنها محمدا قد ضلّ فانکبّ هبل على وجهه و تساقطت الاصنام. و قالت: الیک عنّا ایّها الشّیخ انّما هلاکنا على یدى محمد قالت: فاقبل الشّیخ اسمع لاسنانه اصطکاکا و لرکبته ارتعادا و قد القى عکازته من یده و هو یقول: یا حلیمة انّ لابنک ربّا لا یضیّعه فاطلبیه على مهل. قالت: فانتهى الخبر الى عبد المطّلب فسلّ سیفه لا یثبت له احد من شدّة غضبه و نادى باعلى صوته یال غالب یال غالب! و کانت دعویهم فی الجاهلیة فاجابته قریش باجمعها فرکب و رکبت قریش معه فاخذا على مکة و انحدر عن اسفلها. فلمّا ان لم یر شیئا ترک النّاس و اقبل الى البیت الحرام فطاف سبعا ثمّ انشأ یقول:
یا ربّ ردّ راکبى محمدا
ردّ الىّ و اتّخذ عندى یدا
یا ربّ ان محمدا لم یوجدا
فجمع قومى کلّهم یبدّدا
فسمعنا منادیا ینادى من الهواء معاشر النّاس لا تضجّوا فانّ لمحمد ربّا لا یخذله و لا یضیّعه. قال عبد المطّلب یا ایّها الهاتف و من لنا به و این هو؟ قال: هو بوادى تهامة عند شجرة الیمن فاقبل عبد المطّلب راکبا متسلّحا فلمّا صار فی بعض الطّریق تلقّاه ورقة بن نوفل فصارا جمیعا یسیران فبیناهم کذلک اذ النّبی (ص) قائم تحت شجرة یجذب الاغصان و یعبث بالورق.
قال له عبد المطّلب: من انت یا غلام قال: انا محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطّلب.
قال: عبد المطّلب. فدتک نفسى فانا جدّک. ثمّ حمله على قربوس سرجه و ردّه الى مکة و اطمأنّت قریش بعد ذلک فذلک قوله: وَ وَجَدَکَ ضَالًّا فَهَدى‏ یعنى: ضالا فی شعاب مکة فهداک الى جدّک عبد المطّلب. و قیل: وَ وَجَدَکَ ضَالًّا نفسک لا تدرى من انت فعرّفک نفسک و حالک و اعلم انّ الضّلال له وجوه فی العربیّة غیر الغىّ مشهورة منها قول موسى «فَعَلْتُها إِذاً وَ أَنَا مِنَ الضَّالِّینَ» اى من الجاهلین. و قال اخوة یوسف لابیهم: «إِنَّکَ لَفِی ضَلالِکَ الْقَدِیمِ» اى فرط الحبّ لیوسف. و قال النّسوة لامرأة العزیز. «إِنَّا لَنَراها فِی ضَلالٍ مُبِینٍ» اى غلب علیها حبّ یوسف. و قال عزّ و جلّ فی شهادة النّساء على الاموال «أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما» یعنى: ان تنسى الشّهادة. و قال فی قصّة اصحاب جنة مارب. «إِنَّا لَضَالُّونَ» اى مخطئون الطّریق لیس الضّلال فی هذه الآیات من الغىّ فی شی‏ء و ما کان رسول اللَّه (ص) «ضالّا» ضلال الغىّ قطّ و فی حدیث غیر واحد من الصّحابة.
«کنت نبیّا و انّ آدم لمنجدل فی طینته».
و فی الحدیث کان اوّل الانبیاء فی التّسمیة و آخرهم فی البعثة و کان قبل المبعث یخاوض المشرکین و تزوّج فیهم خدیجة لکنّه لم یعبد صنما و لا شیئا من الطّواغیت قطّ و لا اتى شیئا من الفواحش.
وَ وَجَدَکَ عائِلًا اى فقیرا فاغناک بمال خدیجة تبدّله لک ثمّ بمال الغنائم حیث اجلها لک. تقول: عال یعیل اذا افتقروا عال یعیل اذا صار ذا عیال. و قال مقاتل: فرضاک بما اعطاک من الرّزق و اختاره الفراء و قال: لم یکن غنىّ عن کثرة المال و لکنّ اللَّه رضاه بما آتاه و ذلک حقیقة الغنى.
و فی الخبر عن ابى هریرة قال: قال رسول اللَّه (ص): «لیس الغنى عن کثرة العرض و لکنّ الغنى غنى النّفس.
و عن عبد اللَّه ابن عمرو: انّ رسول اللَّه (ص) قال: «قد افلح من اسلم و رزق کفافا و قنّعه اللَّه بما آتاه.
و قیل: لمّا نزّل أَ لَمْ یَجِدْکَ یَتِیماً فَآوى‏ قال بارفع صوته: «بلى یا ربّ کنت «یتیما» فاویتنى، کنت «ضالّا» فهدیتنى، کنت «عائلا» فاغنیتنى: ثمّ قال: «یمنّ علىّ ربى و هو اهل المنّ. ثمّ اوصاه بالیتامى و الفقراء فقال: فَأَمَّا الْیَتِیمَ فَلا تَقْهَرْ لا تحقره و لا تظلمه فقد کنت «یتیما».
و قال الزجاج: لا تقهره على ماله و لا تغلبه على حقّه فتذهب به لضعفه. و کذا کانت العرب تفعل فی امر الیتامى تأخذ اموالهم و تظلمهم حقوقهم.
روى ابو هریرة عن النّبیّ (ص) قال: «خیر بیت فی المسلمین بیت فیه یتیم یحسن الیه و شرّ بیت فی المسلمین بیت فیه یتیم یساء الیه. ثمّ قال باصبعه انا و کافل «الیتیم» فی الجنّة هکذا و هو یشیر باصبعیه».
و عن انس بن مالک قال: قال رسول اللَّه (ص): «اذا بکى «الیتیم» وقعت دموعه فی کفّ الرّحمن فیقول اللَّه من ابکى هذا «الیتیم» الّذى و اریت والده تحت الثّرى؟ من اسکته فله الجنّة».
و عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول اللَّه (ص): «انّ الیتیم» اذا بکى اهتزّ لبکائه عرش الرّحمن فیقول اللَّه عزّ و جلّ لملائکته: «یا ملائکتى من ابکى هذا «الیتیم» الّذى غیّبت اباه فی التّراب»؟ فیقول الملائکة ربّنا انت اعلم. فیقول اللَّه یا ملائکتى انّى اشهدکم ان من اسکته و ارضاه ان ارضیه یوم القیامة».
قال: فکان عمر اذا رأى یتیما مسح رأسه و اعطاه شیئا.
و عن انس بن مالک قال: منّ ضمّ یتیما و کان فی نفقته و کفاه مئونته کان له حجابا من النّار یوم القیامة و من مسح برأس یتیم کان له بکلّ شعرة حسنة.
و روى انّ ابراهیم الخلیل (ع) قال: الهى ما جزاء من «اوى» یتیما؟ قال: «اظلّه فی ظلّى و ادخله جنّتى».
قوله: وَ أَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ قال المفسّرون: یرید «السّائل» على الباب، اى لا تزجره اذا سألک فقد کنت فقیرا اذا ما ان تطعمه و امّا ان تردّه ردّا لیّنا جمیلا. یقال: نهره و انتهره اذا استقبله بکلام یزجزه. و عن ابى هریرة قال: قال النّبی (ص) لا یمنعنّ احدکم السّائل ان یعطیه اذا سأل و ان رأى فی یده قلبین من ذهب.
و عن ابراهیم بن ادهم قال: نعم القوم السّوّال یحملون زادنا الى الآخرة. و قال ابراهیم «السّائل»یرید الآخرة یجی‏ء الى باب احدکم فیقول: هل توجّهون الى اهالیکم بشی‏ء؟ و فی بعض الاخبار اذا رددت «السّائل» ثلاثا فلم یرجع فلا علیک ان تزبره. و عن الحسن فی قوله عزّ و جلّ: وَ أَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ قال: اما انّه لیس بالسّائل الّذى یأتیک لکن طالب العلم. قال یحیى بن آدم: اذا جاءک طالب العلم فلا تنتهره.
وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّکَ فَحَدِّثْ اى بلّغ ما ارسلت به و حدّث بالنّبوّة و القرآن الّذى اتیک اللَّه عزّ و جلّ و هی اجلّ النّعم و قیل: اعظم نعم اللَّه علیه القرآن هذا کقوله: «فَذَکِّرْ بِالْقُرْآنِ.»: و قال الکلبى: امره ان یقرأ القرآن. و قیل: هو من قوله: «فَاذْکُرُوا آلاءَ اللَّهِ». و فی الخبر عن النّعمان بن بشیر قال: سمعت رسول اللَّه (ص) یقول على المنبر «من لم یشکر القلیل، لم یشکر الکثیر و من لم یشکر النّاس لم یشکر اللَّه و التّحدّث بنعمة اللَّه شکر و ترکه کفر و الجماعة رحمة و الفرقة عذاب».
و قال (ص): «من اعطى خیرا فلم یر علیه سمّى بفیض اللَّه معادیا لنعمة اللَّه».
و قیل: اذا عملت خیرا فحدّث به اخوانک و ثقاتک و کان عبد اللَّه بن غالب اذا اصبح یقول: لقد رزقنى اللَّه البارحة، خیرا قرأت کذا و صلّیت کذا و ذکرت اللَّه کذا و فعلت کذا. فیقال له: یا بافراس انّ مثلک لا یقول مثل هذا. فقال: یقول اللَّه عزّ و جلّ: وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّکَ فَحَدِّثْ و تقولون انتم لا تحدّث «بِنِعْمَةِ رَبِّکَ» و صحّ‏
عن رسول اللَّه (ص) انّه قال: «انا سیّد ولد آدم و لا فخر، و اوّل من تنشر الارض عن جمجمة رأسه و لا فخر، و اوّل من یأخذ بحلقة باب الجنّة فیقعقعها
و السّنّة فی قراءة ابن کثیر ان یکبّر من اوّل سورة «وَ الضُّحى‏» على رأس کلّ سورة حتّى یختم القرآن فیقول اللَّه اکبر، و کان سبب التّکبیر انّ الوحى لمّا احتبس قال المشرکون: هجره شیطانه و ودّعه فاغتمّ النّبی (ص) لذلک. فلمّا نزل «وَ الضُّحى‏» کبّر رسول اللَّه (ص) فرحا بنزول الوحى و اتّخذوه سنّة.
رشیدالدین میبدی : ۹۴- سورة الانشراح - مکیة
النوبة الثالثة
قوله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ. بیاد این نام عزیز و پیغام شریف، خطاب خطیر و نظام بى‏نظیر، بارگاه نور اعظم و حلقه در سراى قدم، دست آویز بندگان و دلاویز دوستان، در هجده هزار عالم کس نتواند که قدم بر بساط توفیق نهد مگر بمدد لطف این نام و کس را در هر دو سراى زندگى مسلّم نبود مگر برعایت و عنایت این نام. از جمله کلمات قدم که آن منبع الطاف کرم بسمع نبوّت رسانیدند، و مؤمنان و دوستان را بتعلیم آن رتبت تخصیص دادند، هیچ کلمه در نظم و صیغت و در نثر لغت آن عزّت و حرمت و آن شرف و رفعت ندارد که این آیت تسمیت دارد: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ هر حرفى ازو درّ تحقیق و تمکین را صدفى است، هر کلمه‏اى ازو شراب رحیق و تسنیم را و سیلتى است و آن نقطه که در تحت باء «بسم اللَّه» است، اگر چه در نظر بشریّت اختصارى و اقتصارى دارد. آن در آسمان قرآن بر مثال زهره کمال است و بر رخسار حقیقت بر مثال خال جمال است و بر جمله همى دان که این آیت تسمیت معادن حقائق است و منابع دقائق و مشارع شرایع.
هر که از دلى صافى و جانى بعهد ازل وافى بگوید: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ از عذاب و عقاب رست و بثواب بیشمار پیوست. قوله: أَ لَمْ نَشْرَحْ لَکَ صَدْرَکَ بدانکه اللَّه جلّ جلاله و تقدّست اسماءه و تعالت صفاته چون خلق را بامر «کن» از کتم عدم بحیّز وجود آورد و خزائن رحمت و ریاض نعمت بر ایشان نثار کرد، آن سیّد عالم را و مهتر ولد آدم را بالطاف عزّت و تحف کرامت و انواع منّت ایثار کرد، از ابتداء عالم تا فناء بنى آدم همه خلق تبع او بودند. مراد اوّلى از لطف ازلى او بود، شاه او بود و خلائق همه لشگر و خیل او، مهمان عزیز او بود و عزیزان همه تبع و طفیل او. در نگر در منشور مجد و نامه اقبال او، تا هیچ پیغمبر را آن تخصیص و تنصیص بینى که این مهتر کون را و با هیچ کس جز وى چنین خطاب کرامت و رفعت رفت که: أَ لَمْ نَشْرَحْ لَکَ صَدْرَکَ؟ اى مهتر عالم، اى گزیده محترم، اى رسول مقدّم اى بزرگوار مکرّم، اى سیّد مکه و حرم! نه دل ترا بنور معرفت روشن کردیم؟
بلطائف مشاهدت و مکاشفت مؤدّب و مهذّب کردیم، بکرائم عزّت و رفعت مطیّب و مقرّب کردیم، طینت ترا کسوت زینت و خلعت رفعت دادیم، اى سیّد مقصود آفرینش کشف کردن آیت کمال و رایت جلال و صورت جمال تو بود.
«لولاک لما خلقت الافلاک، لولاک لما کان سمک و لا سماک».
اى سیّد اوّل تو بودى در نبوّت، آخر تو بودى در بعثت، ظاهر تو بودى در وصلت، باطن تو بودى در نعمت، اوّل همه خلائق تو بودى در زلفت و الفت، آخر تو بودى در سیاست و سعادت، ظاهر تو بودى در عصمت و حشمت، باطن تو بودى در جلالت حالت. در اخبار معراج آورده‏اند که: مصطفى (ص) گفت: «قال لى الجبّار جلّ جلاله: سل یا محمد! فقلت: یا ربّ اتّخذت ابراهیم خلیلا و آتیت داود ملکا عظیما و غفرت زلّته و اعطیت سلیمان ملکا لا ینبغى لاحد من بعدى و کلّمت موسى تکلیما و رفعت ادریس مکانا علیّا و علّمت عیسى التّوراة و الانجیل و جعلته «یبرئ الاکمه و الأبرص و یحیى الموتى باذنک». فقال لى ربّى: «یا محمد قد اتّخذتک حبیبا کما اتّخذت ابراهیم خلیلا و کلّمتک کما کلّمت موسى تکلیما و ارسلتک الى النّاس کافّة بشیرا و نذیرا و شرحت «لَکَ صَدْرَکَ» و وضعت «عَنْکَ وِزْرَکَ» و رفعت «لَکَ ذِکْرَکَ» و لا اذکر الّا ذکرت معى و اعطیتک «سبعا من المثانی و القران العظیم» و لم اعطها نبیّا قبلک و اعطیتک خواتیم سورة البقرة و لم اعطها نبیّا قبلک، و اعطیتک الکوثر، و اعطیتک ثمانیة اسهم: الاسلام و الهجرة و الجهاد و الصّلاة و الصّدقة و صوم رمضان و الأمر بالمعروف و النّهى عن المنکر و جعلتک فاتحا و خاتما».
صدر کائنات، سیّد سادات (ص)، چنین میگوید که: «شب قرب و کرامت، شب زلفت و الفت که ما را بمعراج بردند، چون بحضرت عزّت رسیدم، از حضرت جبروت ندا آمد که: «اى محمد بگو تا نیوشم، بخواه تا بخشم» گفتا: چون این خطاب کرامت و نواخت بینهایت بمن رسید، زبان من جرى سعادت گرفت، دل من فرّ سیادت یافت، سرّ من عزّ زیادت دید، بستاخ حضرت گشتم انس سلوت و خلعت دولت یافتم. گفتم: خداوندا! هر پیغامبرى از تو عطایى یافت ابراهیم را خلّت دادى، با موسى بیواسطه سخن گفتى، ادریس را بمکان عالى رسانیدى، داود را ملک عظیم دادى و زلّت وى بیامرزیدى، سلیمان را ملکى دادى که بعد از وى کس را سزاى آن ندادى، عیسى را در شکم مادر تورات و انجیل در آموختى و مرده زنده کردن بر دست وى آسان کردى». چون مصطفى (ص) سخن بپایان برد، از درگاه عزّت خطاب و جواب آمد که: «یا محمد! اگر ابراهیم را خلّت دادم، ترا محبّت دادم، اگر او را خلیل خواندم، ترا حبیب خواندم و گر با موسى سخن گفتم بى‏واسطه، حجاب در میان بود، سخن شنید گوینده ندید و با تو سخن گفتم بى‏واسطه و بى‏حجاب، سخن شنیدى و گوینده دیدى. ور ادریس را بآسمان رسانیدم، ترا بآسمانها برگذاشتم بحضرت «قابَ قَوْسَیْنِ»، بمنزل «ثُمَّ دَنا»، بخلوت «أَوْ أَدْنى‏» رسانیدم. ور داود را ملک عظیم دادم و زلّت وى بیامرزیدم، امّت ترا ملک قناعت دادم و گناهان ایشان بشفاعت تو بیامرزیدم. ور سلیمان را مملکت دادم، ترا سبع مثانى و قرآن عظیم دادم و خاتمه سورة البقرة که بهیچ پیغامبر ندادم بتو دادم و دعاهاى تو در آخر سورة البقرة اجابت کردم. و بیرون ازین ترا سه خصلت کرامت کردم و ترا باین سه خصلت بر اهل آسمان و زمین فضل دادم یکى: أَ لَمْ نَشْرَحْ لَکَ صَدْرَکَ دیگر: وَ وَضَعْنا عَنْکَ وِزْرَکَ سیم وَ رَفَعْنا لَکَ ذِکْرَکَ سینه خالى تو و دل صافى تو بازگشادیم و فراخ کردیم، قبول آثار قدرت را و استوار داشت غیب و ضمان حقّ را و نگهداشت علم و وحى منزل را وَ وَضَعْنا عَنْکَ وِزْرَکَ بار گناهان امّت که پشت تو بدان گرانبار شده و سست گشته و در غم عاصیان بى‏قرار و بى‏آرام گشته، آن بار از تو فرونهادیم و گناهان ایشان جمله آمرزیدیم و دل ترا سکون و سکوت دادیم. وَ رَفَعْنا لَکَ ذِکْرَکَ و نام و ذکر تو و آواى تو بلند برداشتیم که در نام خود بستیم و شطر سطر توحید کردیم.
اى محمد آفتاب رفعت تو بر هر که تافت از شعاع او بهره‏اى یافت آدم صفى بجاه و رفعت تو منزلت صفوت یافت. ادریس بسبب تو رتبت ریاست یافت، خلیل بنسب‏ تو دولت خلّت یافت. موسى بمهر تو عزّ مکالمت یافت. عیسى بحاجبى تو تأیید و نصرت یافت»! فرمان آمد بمقرّبان حضرت و باشندگان خطّه فطرت که همه داغ مهر محمد مرسل بر دل نهید و آتش شوق او در جان زنید و برسالت و نبوّت وى اقرار دهید، ما او را در آخر دور بفیض جود در وجود آوردیم و پیشواى جهانیان کردیم و در تخت بخت در صدر رسالت نشاندیم. هر که نظر وى بدو رسد با عزّ و رفعت شود، هر که بوى ایمان آرد، نیک اختر شود، هر که جلاجل امّتى وى در گردن دارد و مهر و محبّت وى در دل دارد و در شریعت و سنّت وى بر استقامت رود، امروز از عیب مطهّر است و گناهانش مکفّر است و فردا شربت او از حوض کوثر است و جاى او بهشت معنبر است و خلعت او دیدار و رضاء خداوند اکبر است.
رشیدالدین میبدی : ۹۵- سورة التین- مکیة
النوبة الثانیة
این سوره هشت آیتست، سى و چهار کلمه، صد و پنجاه حرف، جمله به مکه فرو آمد بقول مفسّران، مگر ابن عباس که گفت: مدنى است و به مدینه فرو آمده. و درین سوره ناسخ و منسوخ نیست، مگر یک آیت که لفظ آن محکم است و معنى منسوخ أَ لَیْسَ اللَّهُ بِأَحْکَمِ الْحاکِمِینَ؟ معنى این آیه منسوخ است بآیت سیف لانّ‏ معناها خلّ عنهم و دعهم. و در خبر است از ابى بن کعب از مصطفى (ص) گفت: «هر که سوره «و التّین» برخواند اللَّه تعالى او را در دنیا دو چیز دهد: یکى عافیت، دیگر یقین و بعدد هر کسى که این سوره برخواند او را روزه یک روز بنویسند.
وَ التِّینِ وَ الزَّیْتُونِ: قال ابن عباس و الحسن و المجاهد و مقاتل و الکلبى و عطاء بن ابى رباح: هو تینکم الّذى تأکلون و زیتونکم الّذى تعصرون منه الزّیت و خصّ «التّین» بالقسم لانّه یشبه ثمار الجنّة لیس فیه و ما یبقى و یطرح، و خصّ «الزّیتون» لکثرة منافعه و لانّه لا دخان لدهنه عند الایقاد و لا لحطب شجره. «وَ الزَّیْتُونِ» شجرة مبارکة جاء بها الحدیث و هی ثمرة و دهن یصلح للاصطباغ و الاصطباح. و قال قتادة: «التّین» الجبل الّذى علیه دمشق «وَ الزَّیْتُونِ» الّذى علیه بیت المقدّس و هما جبلان ینبتان التِّینِ وَ الزَّیْتُونِ و قیل: هما مسجدان بالشّام. قال محمد بن کعب: «التّین» مسجد اصحاب الکهف «وَ الزَّیْتُونِ» مسجد ایلیا.
و قیل: هو قسم بجمیع نعم اللَّه الّتى منها «التّین» و هو طعام «وَ الزَّیْتُونِ» و هو ادام و اللَّه اعلم.
وَ طُورِ سِینِینَ یعنى: الجبل الّذى کلّم اللَّه عزّ و جلّ علیه موسى (ع) بمدین و اسمه زبیر و معنى: «سینین»: الحسن المبارک المزیّن، و اعطى رسول اللَّه (ص) امامة بنت ابنته زینب قلادة و قال لها: سنه، سنه، سنه، اى حسن، حسن، حسن و هى لغة حبشیّة. و اصل «سینین» «سیناء»، و «سیناء» مفتوحة السّین و مکسورتها. و انّما قال هاهنا: «سینین» لانّ باج الآیات النّون و هکذا قوله: وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِینِ فهو الآمن کقوله: «حرما آمنا» لکن ذکره على باج آیات السّورة کما قال فی سورة الصّافّات: «سلام على الیاسین» و هو الیاس فخرج على باج آیات السّورة و الکلام فی مدح الجبل بالحسن من قبل النّبات و الشّجر و الماء به.
وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِینِ یعنى: وَ هذَا الْبَلَدِ الآمن اهله و هو مکة کقوله: «وَ مَنْ دَخَلَهُ کانَ آمِناً» یأمن فیه النّاس فی الجاهلیّة و الاسلام و قیل فی معنى «الامین»: اى مأمون على ما اودعه اللَّه من معالم دینه. قال المبرّد: هى اربعة اجبل طور تیناء و هو دمشق، و طور زیتاء و هو بیت المقدس، و طور سیناء و هو جبل موسى (ع)، و طور تیمنایا و هو مکة هذه اقسام و المقسم علیه.
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِی أَحْسَنِ تَقْوِیمٍ اى اعدل قامة و احسن صورة و ذلک انّه خلق کلّ حیوان منکبّا على وجهه الّا «الانسان» خلقه مدید القامة یتناول مأکوله بیده، مزیّنا بالعقل و التّمییز، و المراد بالانسان آدم (ع) و قیل: هو عامّ فی المؤمنین و الکافرین. و قیل: هو خاصّ فی ابى جهل: و قیل: فی عتبة و شیبة و التّقدیر: فی تقویم أَحْسَنِ تَقْوِیمٍ.
ثُمَّ رَدَدْناهُ یعنى: «الانسان» أَسْفَلَ سافِلِینَ یعنى: الى الهرم و الخرف و ارذل العمر لکیلا یعلم من بعد علم شیئا فیضعف جسمه و یذهب عقله و ینقص عمره و السّافلون هم الضّعفاء من المرضى و الزّمنى و الاطفال فالشّیخ الکبیر «اسفل» من هؤلاء جمیعا و «أَسْفَلَ سافِلِینَ» نکرة تعمّ الجنس کما یقولون: فلان اکرم قائم.
فاذا عرّفت قلت القائمین. و فی مصحف عبد اللَّه: «اسفل السّافلین» و قال الحسن و مجاهد و قتادة: «ثُمَّ رَدَدْناهُ» الى النّار یعنى: الى «أَسْفَلَ سافِلِینَ» لانّ جهنّم بعضها «اسفل» من بعض. و قال ابو العالیة: یعنى: الى النّار فی اقبح صورة ثمّ استثنى فقال: إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فانّهم لا یردّون الى النّار و من قال بالقول الاوّل قال رددناه «أَسْفَلَ سافِلِینَ» فزالت عقولهم و انقطعت اعمالهم فلا تکتب لهم حسنة إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فانّه یکتب لهم بعد الهرم و الخرف مثل الّذى کانوا یعملون فی حال الشّباب و الصّحة. قال ابن عباس: هم نفر ردّوا الى ارذل العمر على عهد رسول اللَّه (ص) فانزل اللَّه عذرهم و اخبر انّ لهم اجر الّذى عملوا قبل ان تذهب عقولهم. قال عکرمة: لم یضرّ هذا الشّیخ کبره اذ ختم اللَّه له باحسن ما کان یعمل، و روى عن ابن عباس قال: إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ اى إِلَّا الَّذِینَ قرءوا القرآن و قال: من قرأ القرآن لم یردّ الى ارذل العمر.
فَلَهُمْ أَجْرٌ غَیْرُ مَمْنُونٍ اى غیر مقطوع لانّه یکتب له کصالح ما کان یعمل. ثمّ قال: فَما یُکَذِّبُکَ و قیل: اىّ شی‏ء «یُکَذِّبُکَ» و فی المخاطب به قولان: احدهما انّه «الانسان» و المعنى: «فما» یحملک على الکذب بعد هذا القسم و بعد هذا البیان بِالدِّینِ یعنى: بالجزاء و البعث. و قیل: ما یعرّضک للکذب و ما یحملک على التّکذیب ایّها «الانسان» بعدما عاینت من دلائل التّوحید. میگوید: اى آدمى بعد ازین دلائل توحید که معاینت دیدى و بعد از آنکه قسمها یاد کردیم و روشن باز نمودیم، چه چیز ترا برین دروغ میدارد که میگویى جز او بعث نیست و فردا خداى با خلق شمار نکند و پاداش ندهد؟ و القول الثّانی الخطاب للنّبىّ (ص) و فیه اضمار، اى فَما یُکَذِّبُکَ بعد هذا البیان و بعد هذه الحجّة و البرهان الّا جاحد؟ و قیل: معناه: من ینسبک یا محمد الى الکذب بعد هذا البیان و بعد قدرتنا على خلق «الانسان» و تقویمه. اى کلّ شی‏ء یصدّقک و یشهد لما جئت به. و قال الفراء «فما» الّذى «یُکَذِّبُکَ» بانّ النّاس یدانون باعمالهم کانّه قال: فمن یقدر على تکذیبک بالثّواب و العقاب بعدما تبیّن له من خلقنا «الانسان» على ما وصفنا.
أَ لَیْسَ اللَّهُ بِأَحْکَمِ الْحاکِمِینَ اى باقضى القاضین. و قال مقاتل: أَ لَیْسَ اللَّهُ یحکم بینک و بین اهل التّکذیب یا محمد؟! و قیل: هو من الحکمة، و الحاکمون هم الحکماء و اللَّه عزّ و جلّ احکمهم صنعا و تقدیرا.
روى: انّ النّبیّ (ص): کان اذا قرأ هذه الآیة، قال: «بلى و انا من الشّاهدین» و یأمر بذلک على ما قال (ص): «من قرأ أَ لَیْسَ اللَّهُ بِأَحْکَمِ الْحاکِمِینَ فلیقل: «بلى و انا على ذلک من الشّاهدین» و من قرأ: «أَ لَیْسَ ذلِکَ بِقادِرٍ عَلى‏ أَنْ یُحْیِیَ الْمَوْتى‏» فلیقل: «بلى». و من قرأ: «فَبِأَیِّ حَدِیثٍ بَعْدَهُ یُؤْمِنُونَ» فلیقل: «آمنّا باللّه».
و فی روایة اخرى من قرأ فی آخر سورة الملک: «فَمَنْ یَأْتِیکُمْ بِماءٍ مَعِینٍ» فلیقل: «اللَّه».
اگر خواننده قرآن در نماز خواند این آیات، یا بیرون از نماز، این کلمات که در خبر است بگوید و اگر امام باشد در نماز همچنین بگوید و قوم بر متابعت امام همچنین بگویند.
رشیدالدین میبدی : ۹۷- سورة القدر- مکیة
النوبة الثانیة
این سوره پنج آیتست، سى کلمه، صد و دوازده حرف، جمله به مکه فرو آمد، بقول بیشترین مفسّران مگر ضحاک که گفت: مدنى است و به مدینه فرو آمد على بن الحسین بن واقد گفت: اوّل سوره که به مدینه فرو آمد، این سوره است، و درین سوره ناسخ و منسوخ نیست. و فی الخبر عن ابى بن کعب عن النّبیّ (ص) من قرأ سورة «القدر»، اعطى من الاجر کمن صام رمضان و احیا
لَیْلَةِ الْقَدْرِ قوله: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الهاء ضمیر القرآن و ان لم یتقدّم ذکره فی السّورة نظیره: حم وَ الْکِتابِ الْمُبِینِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةٍ مُبارَکَةٍ انزل اللَّه القرآن‏ جملة واحدة فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ من اللّوح المحفوظ الى السّماء الدّنیا فوضع فی بیت العزّة و املاه جبرئیل على السّفرة ثمّ کان ینزل به جبرئیل على محمد علیهما السّلام نجوما، فکان بین اوّله و آخره ثلاث و عشرون سنة و قیل: معناه: انا انزلنا جبرئیل بالقرآن لَیْلَةُ الْقَدْرِ. و قیل: کان ابتداء انزاله لَیْلَةُ الْقَدْرِ. و قیل: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ اى انزلنا القرآن فی شأن لیلة القدر و منزلتها کما تقول: نزلت سورة اللّیل فی ابى بکر اى فی شأنه و یحتمل انّ الهاء تعود الى القضاء و القدر النّازل فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ، فان قیل: قال اللَّه تعالى فی هذه السّورة: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ و قال فی موضع آخر: «أَنْزَلْنا عَلى‏ عَبْدِنا یَوْمَ الْفُرْقانِ یَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ» و قد انزله فی عشرین سنة کما قال: «وَ قُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى‏ مُکْثٍ وَ نَزَّلْناهُ تَنْزِیلًا» فما وجه الجمع بین هذه الآیات الجواب انّه انزله لَیْلَةِ الْقَدْرِ الّتى کانت صبیحتها یوم بدر و هی کانت لیلة سبع عشرة من رمضان لم تردّ بعد الى العشر الاواخر انزل الى السّماء الدّنیا فوضع فی بیت العزّة خزانة القرآن ثمّ کان ینزل منه على رسول اللَّه (ص) نجوما الى ان قبض. قوله: لَیْلَةِ الْقَدْرِ معناه. «لیلة» تقدیر الامور و الاحکام و الفصل یقدّر اللَّه فیها امر السّنة فی عباده و بلاده الى السّنة المقبلة کقوله تعالى: فِیها یُفْرَقُ کُلُّ أَمْرٍ حَکِیمٍ و التّقدیر و «القدر» بمعنى واحد، یقال: قدر اللَّه الشّی‏ء قدرا و قدرا، قدّره تقدیرا.
و سمّیت لَیْلَةِ الْقَدْرِ فی سورة الدّخان «مبارکة» لانّ اللَّه سبحانه ینزل فیها الخیر کلّه و البرکة و المغفرة. و روى ابو الضحى عن ابن عباس: انّ اللَّه عزّ و جلّ یقضى الاقضیة «فِی لَیْلَةِ» النصف من شعبان و یسلّمها الى اربابها فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ. و قیل للحسین بن الفضل: أ لیس قد قدّر اللَّه المقادیر قبل ان یخلق السّماوات و الارض؟ قال: بلى. قیل: فما معنى لَیْلَةِ الْقَدْرِ؟ قال: سوق المقادیر الى المواقیت و تنفیذ القضاء المقدّر. قال الازهرى: لَیْلَةِ الْقَدْرِ اى «لیلة» العظمة و الشّرف من قول النّاس لفلان عند الامیر قدر، اى جاه و قدر و منزلة. یقال: قدرت فلانا اى عظمته.
قال اللَّه عزّ و جلّ: وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ اى ما عظّموه حقّ تعظیمه. و قیل: لانّ کلّ عمل صالح یوجد من المؤمن فیها یکون ذا قدر و قیامة عند اللَّه لکونه مقبولا.
و قال الخلیل بن احمد: سمّیت لَیْلَةِ الْقَدْرِ لانّ الارض تضیق فیها بالملائکة من قوله تعالى: وَ مَنْ قُدِرَ عَلَیْهِ رِزْقُهُ یَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ یَشاءُ وَ یَقْدِرُ و اختلفوا فی وقتها: فقال بعضهم: انّها کانت على عهد رسول اللَّه (ص) ثمّ رفعت و عامّة الصّحابة و العلماء على انّهم باقیة الى یوم القیامة. لما روى عن ابى هریرة قال: زعموا انّ لَیْلَةِ الْقَدْرِ قد رفعت و کذب من قال ذلک هى فی کلّ شهر رمضان استقبله. و قال بعضهم: هى فی لیالى السّنة کلّها حتّى لو علق طلاق امرأته او عتق عبده بلیلة «القدر» لم یقع الطّلاق و لم ینفذ العتق الى مضىّ سنة من یوم حلف. یروى ذلک عن ابن مسعود قال: من یقسم الحول کلّه یصبها، فبلغ ذلک عبد اللَّه بن عمر فقال: یرحم اللَّه ابا عبد الرّحمن اما انّه علم انّها فی شهر رمضان و لکن اراد ان لا یتّکل النّاس و الى هذا ذهب ابو حنیفة انّها فی جمیع السّنة. و عن ابن مسعود ایضا قال: اذا کانت السّنة «فِی لَیْلَةِ» کانت فی العامّ المستقبل «فِی لَیْلَةِ» اخرى و الجمهور من اهل العلم على انّها فی شهر رمضان فی کلّ عامّ. قال ابو رزین العقیلى: هى اوّل «لیلة» من شهر رمضان. و قال الحسن: «لیلة» سبع عشرة و هی اللّیلة الّتى کانت صبیحتها وقعة بدر، و الصّحیح انّها فی العشر الاواخر من رمضان و الیه ذهب الشّافعى. قالوا: کانت الامم تطلبها فی لیال السّنة کلّها فردّها اللَّه عزّ و جل لهذه الامّة الى رمضان لتکون ایسر للطّلب للیسر الّذى خصّها به فی دینه و وضعه الآصار عنها فدعا رسول اللَّه (ص) فوضعها له و لامّته فی شهر رمضان ثمّ دعاه فوضعها فی العشر الاواخر ثمّ جدّ فی الطّلب و دعا اللَّه فوضعها فی الاوتار منها فهى لا تخرج من العشر الاواخر منه و ترا ثمّ دعاه فاراها ایّاه فی منامه مرّتین. امّا احدیهما فایقظه بعض اهله فنسیها و امّا المرّة الأخرى فخرج لیخبر اصحابه فتلاحى رجلان فاصلح بینهما فنسیها، فقال لهم: اخبرت بها ثمّ رفعت و عسى ان یکون خیرا فاطلبوها فی کلّ وتر، و یروى فالتمسوها فی التّاسعة و السّابعة و الخامسة ثمّ اختلفوا فی انّها اىّ، لیلة من الاوتار.
قال ابو سعید الخدرى: هى اللّیلة الحادیة و العشرون‏ لما روى انّ النّبیّ (ص) قال: اریت هذه اللّیلة و رأیتنى اسجد فی صبیحتها فی ماء و طین.
قال ابو سعید الخدرى: امطرت السّماء تلک اللّیلة فابصرت عیناى رسول اللَّه (ص) انصرف الینا و على جبهته و انفه اثر الماء و الطّین فی صبیحة احدى و عشرین. و قال بعضهم: هى لیلة ثلاث و عشرین لما
روى ابو هریرة. قال: تذاکرنا لَیْلَةِ الْقَدْرِ، فقال رسول اللَّه (ص): «کم مضى من الشّهر»؟ فقلنا: ثنتان و عشرون و بقى ثمان. فقال: «مضى ثنتان و عشرون و بقى سبع اطلبوها اللّیلة الشّهر تسع و عشرون».
و عن نافع عن ابن عمر قال: جاء رجل الى النّبیّ (ص) فقال: یا رسول اللَّه: انّى رأیت فی النّوم کانّ لَیْلَةِ الْقَدْرِ سابعة تبقى. فقال رسول اللَّه (ص): «ارى رؤیاکم قد تواطأت على ثلاث و عشرین فمن کان منکم یرید ان یقوم من الشّهر فلیقم لیلة ثلاث و عشرین».
و قال قوم: هى اللّیلة السّابعة و العشرون و الیه ذهب على علیه السّلام و ابى و عائشة و معاویة لما
روى ابن عمر یحدّث عن النّبی (ص) فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ قال: من کسان متحرّیا فلیتحرّها فی لیلة سبع و عشرین.
و عن ابى بن کعب قال: سمعت النّبیّ (ص) باذنىّ و الّا فصمّتا انّه قال: لَیْلَةِ الْقَدْرِ لیلة سبع و عشرین.
و عن زرّ بن حبیش قال: قلنا لابى بن کعب: اتینا ابن مسعود فسألناه عن لَیْلَةِ الْقَدْرِ فقال: من یقم الحول یصبها، فقال: یرحم اللَّه ابا عبد الرحمن لقد علم انّها فی شهر رمضان و انّها «لیلة» سبع و عشرین و لکن کره ان یخبرکم فتتّکلوا. ثمّ قال: هى و الّذى انزل القرآن على محمد (ص) لیلة سبع و عشرین. فقلنا: یا با المنذر: انّى علمت ذلک؟ قال: بالآیة الّتى اخبرنا النّبیّ (ص) بها، قال: فقلت: ابا المنذر و ما الآیة؟ قال: تطلع الشّمس غداتئذ کانّها طست لیس لها شعاع.
و فی روایة: تطلع الشّمس فی صبیحة یومها بیضاء لا شعاع لها.
و قال الحسن رفعه انّها «لیلة» بلجة سمحة لا حارّة و لا باردة، تطلع الشّمس صبیحتها لا شعاع لها. قال بعض اهل العلم: یحتمل ان یکون معنى طلوعها من غیر شعاع، لانّ الملائکة تصعد عند طلوع الشّمس الى السّماء فیمنع صعودها انتشار شعاعها لکثرة ما ینزل من الملائکة لَیْلَةِ الْقَدْرِ. و یحتمل ان یکون ذلک لانّها لا تطلع فی هذه اللّیلة بین قرنى الشیطان، فیزید الشیطان فی بثّ شعاعها و تزیین طلوعها لیزید فی غرور الکافرین و یحسّن فی اعین السّاجدین. و یروى عن عبید بن عمیر قال: کنت لیلة السّابع و العشرین فی البحر فاخذت من مائه فوجدته عذبا سلسا و قال بعض الصّحابة: قام بنا رسول اللَّه (ص) لیلة الثّالث و العشرین ثلث اللّیل فلمّا کانت لیلة الخامس و العشرین قام بنا نصف اللّیل فلمّا کانت لیلة السّابع و العشرین قام بنا اللّیل کلّه.
و اعلم انّ الاخبار اختلفت فی تعیین لَیْلَةِ الْقَدْرِ لانّها دائرة فی العشر الاواخر لا تثبت على واحدة و انّها تتفاوت فربّما تقع فی سنة بخلاف ما کانت فیما قبلها او بعدها و فی الجملة ابهم اللَّه هذه اللّیلة على الامّة لیجتهدوا فی العبادة لیالى رمضان طمعا فی ادراکها کما اخفى ساعة الاجابة فی یوم الجمعة و اخفى الصّلاة الوسطى فی الصّلاة الخمس و اسمه الاعظم فی الاسماء و رضاه فی الطّاعات لیرغبوا فی جمیعها و سخطه فی المعاصى لینتهوا عن جمیعها و اخفى قیام السّاعة لیجتهدوا فی الطّاعات حذرا من قیامها. و امّا الکلام فی فضائل لَیْلَةِ الْقَدْرِ و خصائصها فهو ما روى ابو هریرة قال: قال رسول اللَّه (ص): «لا یقوم احد لَیْلَةِ الْقَدْرِ فیوافقها ایمانا و احتسابا الّا غفر اللَّه له ما تقدّم من ذنبه.
و روى انّ الشّیطان لا یخرج فی هذه اللّیلة حتّى یضی‏ء فجؤها و لا یستطیع ان یصیب فیها احدا بخبل أو داء او ضرب من ضروب الفساد و لا ینفذ فیها سحر ساحر.
و قال سعید بن المسیّب: من صلّى صلاة العشاء فیها جماعة فقد اخذ بحظّه من لَیْلَةِ الْقَدْرِ و روى: انّ عائشة قالت للنّبى (ص): ان وافیت لَیْلَةِ الْقَدْرِ فما اقول؟ قال: «قولى: «اللّهمّ انّک عفوّ تحبّ العفو فاعف عنّى».
و قال (ص) عرضت علىّ اعمال امّتى و اعمارها فاستقللتها فسأتنى فاعطیت فی السّنة «لیلة» هى خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ یعنى: خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ لیست فیها لَیْلَةِ الْقَدْرِ و قیل: انّ العمل فیها «خیر» من العمل فی «أَلْفِ شَهْرٍ» لیس فیها لَیْلَةِ الْقَدْرِ قوله: وَ ما أَدْراکَ ما لَیْلَةُ الْقَدْرِ قاله على جهة التّعظیم لها و التّفخیم لشانها. قال المفسّرون: کلّ ما فی القرآن من قوله وَ ما أَدْراکَ فقد ادراه، اى اعلمه و کلّ «ما» فی القرآن و ما یدریک لم یدره، اى لم یعلمه. قوله: لَیْلَةُ الْقَدْرِ خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ اختلفوا فی الحکمة الموجبة لهذا العدد
فقال على بن عروة: ذکر رسول اللَّه (ص) اربعة من بنى اسرائیل عبدوا اللَّه ثمانین سنة لم یعصوه طرفة عین و هم: ایّوب و زکریا و حزقیل بن العجوز و یوشع بن نون. فعجب اصحاب النّبی (ص) من ذلک فاتاه جبرئیل (ع) فقال: یا محمد عجبت امّتک من عبادة هؤلاء النّفر ثمانین سنة لم یعصوا اللَّه طرفة عین و قد انزل اللَّه تعالى علیک خیرا من ذلک ثم قرأ علیه: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ فقال: هذا افضل ممّا عجبت انت و امّتک.
قال: فسّر بذلک النّبیّ (ص) و النّاس معه، و قیل: انّ رسول اللَّه (ص) ذکر رجلا من بنى اسرائیل حمل السّلاح على عاتقه الف شهر فعجب لذلک عجبا شدیدا و تمنّى ان یکون ذلک فی امّته فقال: «یا ربّ جعلت امّتى اقصر الامم اعمارا و اقلّها اعمالا؟! فاعطاه اللَّه لَیْلَةِ الْقَدْرِ. فقال: لَیْلَةُ الْقَدْرِ خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ الّذى حمل فیه الاسرائیلى السّلاح فی سبیل اللَّه.
و قیل: انّما خصّ الف شهر بالذّکر لانّ الامم الماضیة لم یکن یستجاب لهم الدّعوة الّا بعد عبادة الف شهر و لا یسمّى عابدا الّا من یتعبّد الف شهر و هی ثلاثة و ثمانون سنة و اربعة اشهر. فقالت الصّحابة: لو کان عمرنا طویلا لکنّا نعبد اللَّه فیه، فجعل اللَّه تعالى لامّة محمد (ص) «لیلة» خیرا مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ کانوا یعبدون فیها.
قال ابو بکر الورّاق: کان ملک سلیمان (ع) خمس مائة شهر و ملک ذى القرنین خمس مائة شهر فیحتمل ان یکون معنى الآیة لَیْلَةِ الْقَدْرِ خیر لمن ادرکها من مملکة سلیمان و ذى القرنین علیهما السّلام. و قال ابو العالیة معناه: لَیْلَةُ الْقَدْرِ خَیْرٌ مِنْ عمر «أَلْفِ شَهْرٍ» و قال مجاهد: «سلام» الملائکة و «الرّوح» علیک تلک اللّیلة «خَیْرٌ مِنْ» «سلام» الخلق علیک «أَلْفِ شَهْرٍ» فذلک قوله: تَنَزَّلُ الْمَلائِکَةُ وَ الرُّوحُ فِیها روى انّ «الملائکة» تلک اللّیلة اکثر فی الارض من عدد الحصى و نهارها کلیلها فی الخبر و «الرّوح» هاهنا جبرئیل (ع) فی قول اکثر المفسّرین یدلّ علیه ما
روى انس: انّ رسول اللَّه (ص) قال: اذا کان لَیْلَةِ الْقَدْرِ نزل جبرئیل (ع) فی کبکبة من «الملائکة» یصلّون و یسلّمون على کلّ عبد قائم او قاعد یذکر اللَّه تعالى.
و عن ابن عباس: انّ النّبیّ (ص) قال: اذا کانت لَیْلَةِ الْقَدْرِ تَنَزَّلُ الْمَلائِکَةُ الّذین هم سکّان سدرة المنتهى و فیهم جبرئیل فنزل جبرئیل و معه الویة ینصب لواء منها على قبرى و لواء على بیت المقدس و لواء فی مسجد الحرام و لواء على طور سیناء، و لا یدع فیها مؤمنا و لا مؤمنة الّا سلّم علیه.
و امّا النّور الّذى یرى لَیْلَةِ الْقَدْرِ فقال بعضهم: هو نور اجنحة «الملائکة» و قیل: هو نور جنّة عدن تفتح ابوابها لَیْلَةِ الْقَدْرِ و قیل: هو نور لواء الحمد. و قیل: هو نور اسرار العارفین رفع اللَّه الحجب عن اسرارهم حتّى یرى الخلق ضیاءها و شعاعها.
و قیل: «الرّوح» هاهنا طائفة من «الملائکة» لا تراهم الملائکة الّا تلک اللّیلة.
و قیل: هم حفظة الملائکة، و قیل: هو ملک عظیم یفى بخلق من الملائکة.
«فیها» اى فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ اى بامر «ربّهم» مِنْ کُلِّ أَمْرٍ «من» بمعنى الباء کقوله: «یَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ» اى بامر باللّه و المعنى: بکلّ امر قدّره اللَّه فی تلک السّنة. و قیل: بکلّ امر من الخیر و البرکة. و تمّ الکلام هاهنا ثمّ ابتدا فقال: سَلامٌ هِیَ اى «لَیْلَةُ الْقَدْرِ» «سلام» و خیر کلّها لیس فیها شرّ و قیل: سَلامٌ هِیَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ. «سلام» خبر و المبتدا هِیَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ و المعنى: تلک اللّیلة سالمة من ان یحدث فیها داء او یستطیع ان یعمل فیها شیطان و قیل: معناه: «سلام» على اولیاء اللَّه و اهل طاعته، و قیل: هو تسلیم الملائکة لَیْلَةِ الْقَدْرِ على اهل المساجد من حین تغیب الشّمس الى ان یطلع «الفجر» یمرّون على کلّ مؤمن و یقولون: السّلام علیک یا مؤمن «حتّى» یطلع «الفجر» و قیل: سَلامٌ هِیَ متّصل بقوله: مِنْ کُلِّ أَمْرٍ و المعنى: «مِنْ کُلِّ» سوء سالمة و «هى» لا یحدث فیها بلاء و لا یصیب واحدا شیطان بشرّ و لا یرمى فیها بنجم و قرأ ابن عباس: من کل امرئ «سلام» و فسّروه «مِنْ کُلِّ» ملک على المؤمن سَلامٌ هِیَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ اى الى «مَطْلَعِ الْفَجْرِ». قرأ الکسائى «مطلع» بکسر اللّام و الآخرون بفتحها و هو الاختیار لانّه بمعنى الطّلوع على المصدر یقال: طلع «الفجر» طلوعا و مطلعا و بالکسر موضع الطّلوع.
رشیدالدین میبدی : ۹۸- سورة البینة (لم یکن)- مکیة
النوبة الثانیة
این سوره هشت آیتست، نود و چهار کلمه، سیصد و نود و نه حرف، جمله به مدینه فرو آمد. بعضى مفسّران گفتند: مکّى است، به مکه فرو آمد. و درین سوره ناسخ و منسوخ نیست. و فی الخبر عن ابى بن کعب قال: قال رسول اللَّه (ص): «من قرأ سورة «لم یکن» کان یوم القیامة مع خیر البریّة مسافرا و مقیما»
و عن قتادة عن انس قال: قال رسول اللَّه (ص) لابى بن کعب: «انّ اللَّه عزّ و جلّ امرنى ان اقرأ علیک: لَمْ یَکُنِ الَّذِینَ کَفَرُوا و فی روایة اخرى: «امرنى ان اقرأ علیک القرآن».
قال: «و سمّانى لک» قال: نعم قال: «و قد ذکرت عند ربّ العالمین». قال: نعم. فزرقت عیناه.
و فی روایة اخرى قال جبرئیل للنّبىّ (ص): لمّا نزلت هذه السّورة انّ اللَّه یأمرک ان تقرأها ابیا فذکر النّبیّ (ص) لابى فبکى. و قال: او ذکرت هناک یا رسول اللَّه. فقال: «نعم فبذلک فلتفرحوا».
و روى عن سعید بن المسیّب عن ابى الدّرداء قال: قال رسول اللَّه (ص): «لو یعلم النّاس ما فی لَمْ یَکُنِ الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْکِتابِ لعطّلوا الاهل و المال و تعلموها.
فقال رجل من خزاعة: ما فیها من الاجر یا رسول اللَّه؟ فقال رسول اللَّه (ص): «لا یقرأها منافق ابدا و لا عبد فی قلبه شکّ فی اللَّه و اللَّه انّ الملائکة المقرّبین لیقرءونها منذ خلق اللَّه السّماوات و الارض لا یفترون عن قراءتها و ما من عبد یقرأها بلیل الّا بعث اللَّه ملائکة یحفظونه فی دینه و دنیاه و یدعون اللَّه له بالمغفرة و الرّحمة فان قرأها نهارا اعطى علیها من التّراب مثل ما أضاء علیه النّهار و اظلم علیه اللّیل» فقال رجل من قیس عیلان: زدنا من هذا الحدیث فداک ابى و امّى یا رسول اللَّه (ص)! فقال رسول اللَّه (ص): «تعلّموا «عَمَّ یَتَساءَلُونَ» و تعلّموا ق وَ الْقُرْآنِ الْمَجِیدِ و تعلّموا وَ السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ و تعلّموا وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ فانّکم لو تعلمون ما فیهنّ لعطّلتم ما انتم فیه و تعلّمتموهنّ و تقرّبتم الى اللَّه عزّ و جلّ بهنّ فانّ اللَّه یغفر بهنّ کلّ ذنب الّا الشّرک باللّه و اعلموا انّ تَبارَکَ الَّذِی بِیَدِهِ الْمُلْکُ تجادل عن صاحبها یوم القیامة و تستغفر له من الذّنوب.
قوله: لَمْ یَکُنِ الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْکِتابِ من هاهنا للتّبیین و قیل للتّبعیض و «أَهْلِ الْکِتابِ»، الیهود و النّصارى و المشرکون کفّار العرب و هم عبدة الاوثان مُنْفَکِّینَ اى منتهین عن کفرهم و شرکهم، و قال اهل اللّغة: «مُنْفَکِّینَ» زائلین منفصلین. یقال: فککت الشّی‏ء فانفکّ اى انفصل «حَتَّى تَأْتِیَهُمُ الْبَیِّنَةُ» لفظه مستقبل و معناه الماضى اى «حتّى» اتتهم «البیّنة» اى الحجّة الواضحة الظّاهرة الّتى یتمیّز بها الحقّ عن الباطل، یعنى: محمد (ص) اتاهم بالقرآن فبیّن لهم جهالتهم و ضلالتهم و دعاهم الى الایمان فهذه الآیة فیمن آمن من الفریقین اخبر انّهم لم ینتهوا عن الکفر حتّى اتاهم الرّسول فدعاهم الى الایمان فآمنوا فانقذهم اللَّه من الجهل و الضّلالة. فقال ابن کیسان: معناه «لَمْ یَکُنِ» هؤلاء الکفّار تارکین صفة محمد (ص) فی کتابهم انّه نبىّ حتّى بعث فلمّا بعث تفرّقوا فیه و اختلفوا. و قیل: لا ینتهون عن کفرهم حتّى یأتیهم الموت ثمّ فسّر «البیّنة» فقال: رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ یَتْلُوا صُحُفاً اى کتبا، یعنى: ما یتضمّنه «الصّحف» من المکتوب فیها و هو «القرآن» لانّه کان یتلوا عن ظهر قلبه لا عن کتاب «مطهّرة» من الباطل و الکذب و الزّور و قیل: «لا یَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ».
«فیها» اى فی تلک «الصّحف» «کتب» یعنى: الآیات و الاحکام «قیّمة» اى عادلة مستقیمة غیر ذات عوج. یرید بالصّحف الطّوامیر و الاوراق و بالکتب السّور و الاحکام و الآیات.
وَ ما تَفَرَّقَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ اى ما اختلفوا فی امر محمد (ص) و ما کذّبوه إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَیِّنَةُ محمد و القرآن، اى لم یختلفوا فی مبعثه و کونه نبیّا الّا بعد ظهوره بغیا و حسدا. قال قوم من المفسّرین: من اوّل السّورة الى قوله: فِیها کُتُبٌ قَیِّمَةٌ حکمها فیمن آمن مِنْ أَهْلِ الْکِتابِ وَ الْمُشْرِکِینَ و من قوله: وَ ما تَفَرَّقَ حکمه فیمن لم یؤمن مِنْ أَهْلِ الْکِتابِ بعد قیام الحجّة ثمّ ذکر ما امروا به فی کتبهم فقال: وَ ما أُمِرُوا إِلَّا لِیَعْبُدُوا اللَّهَ اى ما امر هؤلاء الکفّار «الّا» ان لِیَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ اى موحّدین لا یشرکون «حنفاء» اى مائلین عن الادیان کلّها الى دین الاسلام و قیل: «حُنَفاءَ» مائلین الى الحقّ عادلین عن الباطل و قیل: حاجّین مختتنین واحد الحنفاء حنیف، و الحنیف فی الاصل المستقیم و هو فی اهل الملک المسلم تقول: رجل متحنّف، اى مسلم متعبّد و الحنیف فی المسلمین الحاجّ و المختتن و انّما قیل لمائل الرّجلین احنف تفاؤّلا کما قالوا للاعمى بصیرا و للدیغ سلیما. و یقیموا الصّلاة المکتوبة فی اوقاتها و یؤتوا الزّکاة عند محلّها و ذلک الّذى امروا به دین القیّمة، اى الملّة و الشّریعة المستقیمة. اضاف الدّین الى القیّمة و هی نعته لاختلاف اللّفظین، و العرب تضیف الشّی‏ء الى نعته کثیرا و تجد هذا فی القرآن فی مواضع منها قوله: «وَ لَدارُ الْآخِرَةِ» و قال فی موضع: «وَ لَلدَّارُ الْآخِرَةُ» لانّ الدّار هى الآخرة و تقول: دخلت مسجد الجامع و مسجد الحرام و ادخلک اللَّه جنّة الفردوس، هذا و امثاله.
و انّث القیّمة لانّ الآیات هائیة فردّ الدّین الى الملّة. و قال النضر بن شمیل سألت الخلیل بن احمد عن قوله: وَ ذلِکَ دِینُ الْقَیِّمَةِ فقال: «القیّمة» جمع القیّم و القیّم و القائم واحد و مجاز الآیة و ذلک دین القائمین للَّه بالتّوحید ثمّ ذکر ما للفریقین فقال: إِنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْکِتابِ وَ الْمُشْرِکِینَ فِی نارِ جَهَنَّمَ خالِدِینَ فِیها یعنى: یوم القیامة. و قیل: «فى» حکم اللَّه أُولئِکَ هُمْ شَرُّ الْبَرِیَّةِ اى «شرّ» الخلیقة قرأ نافع و ابن عامر «البرئة» بالهمز فی الحرفین لانّه من قولهم: براء اللَّه الخلق یبرأهم برا. قال اللَّه عزّ و جلّ: مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها و قرأ الآخرون بالتّشدید من غیر همز و له وجهان: احدهما انّه ترک الهمز و ادخل التّشدید عوضا منه و الثّانی ان تکون فعیلة من البرى و هو التّراب، اى «هُمْ شَرُّ» من خلق من التّراب کقوله: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُکْمُ. نزلت فی بنى عبد الدّار من قریش.
إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِکَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ خیارهم فیه دلیل على انّهم افضل من الملائکة.
جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ اى دخول جنّات عدن اقامة تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها أَبَداً لا یموتون و لا یخرجون رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ بایمانهم وَ رَضُوا عَنْهُ اذ نالوا ما ارادوا، و قیل: رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ بجمیل ثنائه و جزیل انعامه علیهم و ارادته الاحسان بهم وَ رَضُوا عَنْهُ حیث فرحوا بما آتیهم من الثّواب. و قیل: «رضى» اعمالهم و «رَضُوا» ثوابه و قیل: رضا الخلق عن اللَّه رضاهم بما یرد علیه من احکامه و رضاه عنهم ان یوفّقهم للرّضا عنه. و قیل: الرّضا ینقسم قسمین رضا به و رضا عنه، فالرّضا به ربّا و مدبّرا، و الرّضا عنه فیما یقضى و یقدّر. و قال السّرى: ان کنت لا ترضى عن اللَّه فکیف تسأله الرّضا عنک ذلِکَ لِمَنْ خَشِیَ رَبَّهُ اى ذلک الخلود فی جنّات عدن و رضا اللَّه لمن خاف ربّه و لزم طاعته و ترک مخالفته. و قیل: لِمَنْ خَشِیَ رَبَّهُ اى لمن علمه من قوله: فَخَشِینا أَنْ یُرْهِقَهُما قال بعض المفسّرین: فالعلماء خیار الامّة بالنّصّ اذا.
رشیدالدین میبدی : ۹۹- سورة اذا زلزلت (الزلزال)- مدنیة
النوبة الثانیة
این سوره بقول مفسّران مکّى است، و بقول بعضى مدنى، صد و چهل و نه حرفست، سى و پنج کلمه، هشت آیت. و درین سوره نه ناسخ است و نه منسوخ. و فی الخبر عن‏ ابن عباس قال: قال رسول اللَّه (ص): إِذا زُلْزِلَتِ تعدل نصف القرآن و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تعدل ثلث القرآن و قُلْ یا أَیُّهَا الْکافِرُونَ تعدل ربع القرآن.
و عن على بن موسى الرضا عن ابیه موسى بن جعفر عن ابیه جعفر بن محمد عن ابیه محمد ابن على عن ابیه على بن الحسین عن ابیه الحسین بن على عن ابیه على بن ابى طالب سلام اللَّه علیهم عن النّبیّ (ص) قال: «من قرأ إِذا زُلْزِلَتِ اربع مرّات کان کن قرأ القرآن کلّه».
قوله: إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها اى حرکت الارض حرکة شدیدة لقیام السّاعة و فناء الارض. و قیل «زلزلت» قبل السّاعة و هی من اشراط السّاعة.
و قال فی موضع آخر: إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا، یَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ، یَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَیْ‏ءٌ عَظِیمٌ و ذلک انّ اسرافیل یُنْفَخُ فِی الصُّورِ فیزلزل صوته الارض، فترجف و تظهر الکنوز، ثمّ تخرج الموتى فی النّفخة الثّانیة.
و اضاف «زلزالها» الیها لانّ المعنى: «زلزالها» الّذى یلیق بها. و قرئ فی الشّواذ «زلزالها» بفتح الزّاى و معناهما واحد. و قیل بالکسر المصدر و بالفتح الاسم.
وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها کنوزها و موتاها فتلقیها على ظهرها و من جعله فی الدّنیا. قال تخرج کنوزها و عنده. «اثقال» جمع ثقل بفتحتین و هو الشّی‏ء المصون الکریم على صاحبه و عند غیره. «اثقال» جمع ثقل و الانسان حیّا ثقل علیها و میّتا ثقل لها و یحتمل انّ الاثقال جمع کقوله عزّ و جلّ: سَنَفْرُغُ لَکُمْ أَیُّهَ الثَّقَلانِ فیکون المعنى. أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ الجنّ و الانس من باطنها الى ظاهرها و اللَّه اعلم.
و فی الخبر عن ابى هریرة قال: قال رسول اللَّه (ص): تقی‏ء الارض افلاذ کبدها امثال الاسطوان من الذّهب و الفضّة فیجى‏ء القاتل فیقول: فی هذا قتلت و یجی‏ء القاطع فیقول: فی هذا قطعت رحمى، و یجی‏ء السّارق، فیقول: فی هذا قطعت یدى. ثمّ یدعونه فلا یأخذون منه شیئا.
قوله: «افلاذ کبدها» اراد انّها تخرج الکنوز المدفونة فیها و قیئها اخراجها.
وَ قالَ الْإِنْسانُ ما لَها قیل: هو عامّ، و قیل: «الانسان» هاهنا الکافر الّذى لا یؤمن بالبعث لانّ المؤمن یعلم ذلک و لا ینکر وقوعه، و الکافر الّذى لا یقرّ بالبعث و لا یعرف صدق کون القیامة، یقول: ما للارض تعجّبا من شأنها. و قیل: فی الآیة تقدیم و تأخیر، تقدیره: یَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها فیقول الْإِنْسانُ ما لَها. قال المفسّرون تخبر الارض بما عمل علیها من خیر او شرّ فتقول للمؤمن یوم القیامة وحد علىّ و صام و صلّى و اجتهد و اطاع ربّه، فیفرح المؤمن بذلک و تقول للکافر: اشرک علىّ وزنى و سرق و شرب الخمر و تشهد علیه الجوارح و الملائکة مع علم اللَّه به حتّى یودّ انّه سیق الى النّار ممّا یرى من الفضوح و فی ذلک ما
روى انس بن مالک: انّ رسول اللَّه (ص) قال: انّ الارض لتخبر یوم القیامة بکلّ عمل عمل على ظهرها. قال: فتلا رسول اللَّه (ص): إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها حتّى بلغ: یَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها قال: «ا تدرون ما «أَخْبارَها»؟ اذا کان یوم القیامة اخبرت بکلّ عمل عمل على ظهرها».
و روى انّ عبد الرحمن بن ابى صعصعة کان یتیما فی حجر ابى سعید الخدرى. فقال له ابو سعید: یا بنىّ اذا کنت فی البوادى فارفع صوتک بالاذان فانّى سمعت رسول اللَّه (ص) یقول: «لا یسمعه جنّ و لا انس و لا حجر الّا شهد له».
و روى انّ ابا امیّة صلّى فی المسجد الحرام المکتوبة ثمّ تقدّم فجعل یصلّى هاهنا و هاهنا فلمّا فرغ قیل له: یا ابا امیّة ما هذا الّذى تصنع؟ فقال: قرأت هذه الآیة: یَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها فاردت ان تشهد لى یوم القیامة.
قوله: بِأَنَّ رَبَّکَ أَوْحى‏ لَها اى امرها بالکلام و الهمها و اذن لها فیه فتنطلق بقدرته سبحانه و تعالى کقوله: وَ أَذِنَتْ لِرَبِّها وَ حُقَّتْ».
یَوْمَئِذٍ یَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً یصدرون عن قبورهم الى موضع المحاسبة متفرّقین متبدّدین لا یلوى احد على احد للهول الواقع. و قیل: ینصرفون عن الموقف متفاوتین مختلفین فاخذ ذات الیمین الى الجنّة و آخذ ذات الشّمال الى النّار و ذلک قوله: «فَرِیقٌ فِی الْجَنَّةِ وَ فَرِیقٌ فِی السَّعِیرِ». واحد الاشتات شتّ و شتّ لِیُرَوْا أَعْمالَهُمْ اى جزاء اعمالهم. و قیل: «لِیُرَوْا» صحائف «أَعْمالَهُمْ» یقرءون ما فیها «لا یُغادِرُ صَغِیرَةً وَ لا کَبِیرَةً» الّا احصیها. و قیل: هى رؤیة القلوب و المعنى لیعرّفوا ما عملوا. و قیل: فیه تقدیم و تأخیر، تقدیره: تُحَدِّثُ أَخْبارَها بِأَنَّ رَبَّکَ أَوْحى‏ لَها لِیُرَوْا أَعْمالَهُمْ یَوْمَئِذٍ یَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً.
فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ الذّرة النّملة الصّغیرة. و قیل: رأس نملة. و سئل ثعلب عن الذّرّة، فقال: مائة نملة حبّة و الذّرّة واحدة منها. و قیل: هى الواحدة من حشو الجوّ الّذى یظهر فی شعاع الشّمس من الکوّة، و قال یحیى بن عمّار: حبّة الشّعیر اربع ارزّات و الارزّة اربع سمسمات و السّمسمة اربع خردلات، و الخردلة اربع اوراق نخالة، و و رق النّخالة «ذرّة».
فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ اى یجد ثوابه.
وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا یَرَهُ اى یرى العقوبة علیه. قال ابن عباس: لیس مؤمن و لا کافر عمل خیرا و لا شرّا فی الدّنیا الّا اراه اللَّه ایّاه یوم القیامة. امّا المؤمن فیریه حسناته و سیّآته فیغفر له سیّآته و یثیبه بحسناته. و امّا الکافر فیردّ حسناته و یعذّبه بسیّئاته. و قال محمد بن کعب: فی هذه الآیة: فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً من کافر «یر» ثوابه فی الدّنیا فی نفسه و اهله و ماله و ولده حتّى یخرج من الدّنیا و لیس له عند اللَّه خیر. وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا من مؤمن «یر» عقوبته فی الدّنیا فی نفسه و اهله و ماله و ولده و داره حتّى یخرج من الدّنیا و لیس له عند اللَّه «شرّ» و دلیل هذا التّأویل، ما روى انس قال: کان ابو بکر یأکل مع النّبیّ (ص) فنزلت هذه الآیة فرفع ابو بکر یده فقال: یا رسول اللَّه انّى اجزى بما عملت من مِثْقالَ ذَرَّةٍ من «شرّ»؟ فقال: «یا با بکر ما رأیت فی الدّنیا ممّا تکره فی مثاقیل ذرّ الشّرّ و یدّخر اللَّه لک مثاقیل الخیر حتّى توفاها یوم القیامة».
و عن «عبد اللَّه بن عمرو بن العاص» انّه قال: نزلت إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها و ابو بکر الصّدّیق قاعد فبکى حین انزلت، فقال له رسول اللَّه (ص): «ما یبکیک یا با بکر»؟ قال: ابکتنى هذه السّورة! فقال له رسول اللَّه (ص): «لو لا انّکم تخطئون و تذنبون فیغفر اللَّه لکم لخلق اللَّه امّة یخطئون و یذنبون فیغفر لهم. و قال مقاتل: نزلت هذه الآیة فی رجلین‏
و ذلک انّه لمّا نزل: وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى‏ حُبِّهِ کان احدهما یأتیه السّائل فیستقلّ ان یعطیه التّمرة و الکسرة و الجوزة و نحوها، یقول: ما هذا بشی‏ء انّما نوجر على ما نعطى و نحن نحبّه، یقول اللَّه تعالى: وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى‏ حُبِّهِ و ما احبّ انا هذا فیردّه صفرا و کان الآخر یتهاون بالذّنب الیسیر الکذبة و الغیبة و النّظرة و اشباه ذلک، و یقول: لیس علىّ من هذا شی‏ء انّما وعد اللَّه النّار على الکبائر و لیس فی هذا اثم فانزل اللَّه تعالى هذه الآیة یرغّبهم فی القلیل من الخیر ان یعطوه فانّه یوشک ان یکبر و یحذّرهم الیسیر من الذّنب فانّه یوشک ان یکبر فالاثم الصّغیر فی عین صاحبه یوم القیامة اعظم من الجبال و جمیع محاسنه فی عینه اقلّ من کلّ شی‏ء. و قال ابن مسعود احکم آیة فی القرآن: فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا یَرَهُ و تصدّق سعد بن ابى وقّاص بتمرتین فقبض السّائل یده. فقال سعد: و یحک یقبل اللَّه منّا مثقال الذّرّة و الخردلة و کایّن فی هذه من مثاقیل؟! و تصدّق عمر بن الخطاب و عائشة بحبّة من عنب فقالا فیها مثاقیل کثیرة. و قال الرّبیع بن خثیم مرّ رجل بالحسن و هو یقرأ هذه السّورة فلمّا بلغ آخرها قال: حسبى قد انتهت الموعظة فقال الحسن: لقد فقه الرّجل.