عبارات مورد جستجو در ۱۲۳۱ گوهر پیدا شد:
رشیدالدین میبدی : ۵۰ - سورة ق
۲ - النوبة الثانیة
قوله: وَ جاءَتْ سَکْرَةُ الْمَوْتِ، اى غمرة الموت و شدته الى ان تغشى الانسان و تغلب على عقله بِالْحَقِّ یعنى ببیان ما یصیر الیه الانسان بعد موته من جنة او نار و قیل بِالْحَقِّ، اى بامر اللَّه و حکمه الذى عمّ به جمیع الاحیاء و قیل بما یؤل الیه الامر من السعادة و الشقاوة.
روى انّ ابا بکر الصدیق لما احتضر قالت عائشة: شعر:
لعمرک ما یغنى الثّراء عن الفتى
اذا حشرجت یوما و ضاق به الصدر
فقال ابو بکر: یا بنیّة لا تقولى ذلک و لکن قولى کما قال اللَّه عز و جل: وَ جاءَتْ سَکْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ. ذلِکَ اشاره الى الموت، ما کُنْتَ مِنْهُ تَحِیدُ اى تکره ذکره و تستبعد وقوعه و المعنى فاستعدّ له.
قوله: وَ نُفِخَ فِی الصُّورِ، یعنى نفخة البعث، ذلِکَ یَوْمُ الْوَعِیدِ اى ذلک الیوم یتحقق فیه الوعید.
وَ جاءَتْ کُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَ شَهِیدٌ السائق و الشهید هما المتلقّیان یسوق الکافر سائقه الى النار و یشهد الشهید علیه بمعصیته، و یسوق السائق المؤمن الى الجنة و یشهد الشهید علیه بمعصیته و یشهد الشهید له بطاعته. و قال ابن عباس و الضحاک: السائق من الملائکة و الشهید من انفسهم الا یدى و الا رجل فیقول اللَّه تعالى: لَقَدْ کُنْتَ فِی غَفْلَةٍ مِنْ هذا الیوم فى الدنیا، فَکَشَفْنا عَنْکَ غِطاءَکَ الذى کان فى الدنیا على قلبک و سمعک و بصرک. الغطاء الستر غطاه و غطّاه ثقیلا و خفیفا.
قال الشاعر:
على الشمس الطلوع فان غطاها
سلام قبل معذرتى سلام
و ان لم آت ما فیه ملام
غمام فالملیم هو الغمام
فَبَصَرُکَ الْیَوْمَ حَدِیدٌ اى حادّ هذا کقوله: أَسْمِعْ بِهِمْ وَ أَبْصِرْ یَوْمَ یَأْتُونَنا، و المعنى بصرک الیوم نافذ تبصر ما کنت تنکر فى الدنیا. و قیل اراد بالبصر العلم اى علمک الیوم نافذ فى البعث علم حین لم ینفعه العلم و ابصر حین لم ینفعه البصر.
و قال ابن زید: لَقَدْ کُنْتَ فِی غَفْلَةٍ مِنْ هذا خطاب للنبى اى کنت قبل الوحى فى غفلة من هذا العلم، فَکَشَفْنا عَنْکَ غِطاءَکَ بما اوحینا الیک، فَبَصَرُکَ الْیَوْمَ حَدِیدٌ یعنى فعلمک ثاقب نافذ، و هذا کقوله: ما کُنْتَ تَدْرِی مَا الْکِتابُ وَ لَا الْإِیمانُ.
وَ قالَ قَرِینُهُ، هذا القرین هو الملک الموکّل به، هذا ما لَدَیَّ عَتِیدٌ معدّ محضر، یعنى عمله الذى یشهد به فان کان العبد من اهل الایمان و الجنة احضر کتاب حسناته لانّ سیئاته قد کفّرت، و ان کان من اهل الکفر و النار احضر کتاب سیئاته لان حسناته حبطت بکفره. و قال مجاهد: یقول هذا الذى وکّلتنى به من ابن آدم قد احضرته و احضرت دیوان اعماله فیقول اللَّه لقرینه: أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ، فى هذه الکلمة وجهان احدهما: انه امر الى الملکین السائق و الشهید و هذا الوجه اظهر. و الثانى: انه امر لواحد و هو کلام عربى، یقولون خلیلىّ و صاحبىّ و منه قوله: قفا نبک. و قال امرؤ القیس:
خلیلىّ مرّ ابى على امّ جندب
لنقضى حاجات الفؤاد المعذّب
الم تر انّى کلّما جئت طارقا
وجدت بها طیبا و ان لم تطیّب
فثنّى فى البیت الاول و وحّد فى البیت الثانى. کُلَّ کَفَّارٍ مبالغ فى کفره عَنِیدٍ معاند یعرف الحق فیجحده و العناد اقبح الکفر.
مَنَّاعٍ لِلْخَیْرِ، یعنى یمنع الزکاة المفروضة و کلّ حق اوجبه اللَّه فى ماله، فعلى هذا الخیر المال و قیل الخیر الاسلام و المراد به الولید بن المغیرة، کان یمنع بنیه و بنى اخیه و لحمته من الاسلام، مُعْتَدٍ، یظلم الناس بلسانه و یده مُرِیبٍ اى.
داخل فى الریب و قیل هو الذى اتى الریبة، الَّذِی جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِیاهُ فِی الْعَذابِ الشَّدِیدِ الاول امر بالالقاء فى النار و الثانى بالالقاء فى العذاب الشدید.
قالَ قَرِینُهُ، یعنى الشیطان الّذى قیّض لهذا الکافر یدعوه الى الضلالة، رَبَّنا ما أَطْغَیْتُهُ و ذلک انه اذا القى فى النار ادّعى على قرینه من الشیاطین فیقول قرینه رَبَّنا ما أَطْغَیْتُهُ کما زعم، وَ لکِنْ کانَ فِی ضَلالٍ بَعِیدٍ فصحبته على طغیانه و ضلاله قال ابن عباس و مقاتل و سعید بن جبیر: هذا القرین هو الملک ایضا یقول الکافر ربّ انّ الملک زاد علىّ فى الکتابة فیقول الملک رَبَّنا ما أَطْغَیْتُهُ یعنى ما زدت علیه و ما کتبت الا ما قیل او عمل، وَ لکِنْ کانَ فِی ضَلالٍ بَعِیدٍ طویل لا یرجع عنه الى الحق فیقول اللَّه تعالى: لا تَخْتَصِمُوا لَدَیَّ، فقد قضیت ما انا قاض، وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَیْکُمْ بِالْوَعِیدِ فى القرآن و انذرتکم و حذّرتکم على لسان الرسل فلا عذر لاحد عندى. قوله: لا تَخْتَصِمُوا لَدَیَّ، یقال هذا للکافر و قوله: ثُمَّ إِنَّکُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ عِنْدَ رَبِّکُمْ تَخْتَصِمُونَ یقال للمسلمین و هذا فى الموقف. و امّا قوله: إِنَّ ذلِکَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ فى جهنم.
قوله: ما یُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَیَّ اى لا تبدیل لقولى و هو قوله: لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ و قیل هو اخلاد الکفار فى النار و قیل هو قوله: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها... الایة، اى لا یحرّف و لا یزاد و لا ینقص، و قال قوم معنى قوله: ما یُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَیَّ اى ما یغیّر القول عندى بالکذب لانّى اعلم الغیب و اعلم حقه من باطله و هذا قول الکلبى و اختیار الفرّاء لانه قال: ما یُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَیَّ، و لم یقل ما یبدّل قولى، وَ ما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِیدِ فاعاقبهم بغیر جرم.
یَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ اى انذرهم یوم نقول، کقوله: وَ أَنْذِرْهُمْ یَوْمَ الْحَسْرَةِ، قرأ نافع و ابو بکر یقول بالیاء اى یقول اللَّه لجهنم هَلِ امْتَلَأْتِ کما وعدتک یعنى فى قوله: لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ و هذا السؤال من اللَّه عز و جل لتصدیق خبره و تحقیق وعده و التقریع لاهل عذابه و التنبیه لجمیع عباده، وَ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِیدٍ فیه قولان احدهما: انّها امتلات و صارت بحیث لا تنجع فیها ابرة تصدیقا لقول اللَّه عز و جل: لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ فیکون استفهام انکار، اى لم یبق فىّ موضع زیادة
کقول النبى: هل ترک لنا عقیل من دار اى لم یترک، و هذا قول عطاء و مجاهد و مقاتل بن سلیمان. و القول الثانى: انها تستزید و الاستفهام بمعنى الاستزادة و هذا قبل دخول جمیع اهلها فیها، قال ابن عباس: ان اللَّه تعالى سبقت کلمته: لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ، فلمّا سیق اعداء اللَّه الى النار لا یلقى فیها فوج الا ذهب فیها و لا یملأها شیء فتقول الست قد أقسمت لتملأنى فیضع قدمه علیها ثم یقول هَلِ امْتَلَأْتِ فتقول قط قط قد امتلأت فلیس فىّ مزید. و روى عن ابن عباس ایضا انه قال لم یکن یملأها شیء حتى وجدت مسّ قدم اللَّه تعالى فتضایقت فما فیها موضع ابرة و دلیل هذا التأویل الخبر الصحیح و هو ما روى قتاده عن انس بن مالک قال: قال رسول اللَّه لا تزال جهنم یلقى فیها و تقول هل من مزید، حتى یضع رب العالمین فیها قدمه فینزوى بعضها الى بعض و تقول قط قط
و روى قد قد بعزتک و کرمک، و لا یزال فى الجنة فضل حتى ینشئ اللَّه خلقا فیسکنهم فضل الجنة، و فى روایة ابو هریرة قال رسول اللَّه: تحاقب الجنة و النار، فقالت النار أوثرت بالمتکبّرین و المتجبّرین و قالت الجنة فما لی لا یدخلنى الا ضعفاء الناس و سقطهم فقال اللَّه تعالى للجنة انما انت رحمتى ارحم بک من اشاء من عبادى، و قال للنار انما انت عذابى اعذّب بک من اشاء من عبادى.
و لکل واحدة منکما ملؤها فامّا النار فانّهم یلقون فیها وَ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِیدٍ فلا تمتلئ حتى یضع اللَّه تبارک و تعالى فیها رجله فتقول قط قط قط. فهنالک تمتلئ و ینزوى بعضها الى بعض و لا یظلم اللَّه من خلقه احدا و امّا الجنة فان اللَّه عز و جل ینشئ لها خلقا. قوله: وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِینَ غَیْرَ بَعِیدٍ اى قرّبت و ادنیت للذین یتّقون الشرک و الفواحش و هذا قبل الدخول، یرونها من قرب الى ان یدخلوها بعد الحساب و مثله: وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِینَ وَ بُرِّزَتِ الْجَحِیمُ لِلْغاوِینَ و هذا بعد الدخول اى قربت لهم مواضعهم فیها فلا یطلبون منها بعدا.
هذا ما تُوعَدُونَ، قرأ ابن کثیر: یوعدون بالیاء، اى یقال لهم هذا الذى ترونه ما توعدون فى الدنیا على السنة الانبیاء، لِکُلِّ أَوَّابٍ حَفِیظٍ هذا موضعه رفع بالابتداء ما تُوعَدُونَ صفته لِکُلِّ أَوَّابٍ خبره. الاوّاب الراجع من المعصیة الى الطاعة.
قال سعید هو الذى یذنب ثم یتوب ثم یذنب ثم یتوب و قال ابن عباس: هو المسبّح من قوله: یا جِبالُ أَوِّبِی مَعَهُ و قال قتادة: هو المصلّى، و الحفیظ هو الحافظ لأمر اللّه و قیل هو الذى حفظ ذنوبه حتى یرجع منها و یستغفر منها، و قیل حفیظ لما یسمع من کلام اللَّه و سنّة رسول اللَّه. و قیل یحفظ نفسه فلا یشرع فى معصیة و قیل الحفیظ المراقب المحافظ لاوقاته و همّاته و خطراته. قوله: مَنْ خَشِیَ الرَّحْمنَ بِالْغَیْبِ، محلّ من حفظ على نعت الاوّاب و المعنى من خاف الرحمن بالغیب. و لم یره و قیل من آمن بالبعث و الجزاء ذلک غیب. و قال السدى و الضحاک خَشِیَ الرَّحْمنَ فى الخلوة حیث لا یراه احد، وَ جاءَ بِقَلْبٍ مُنِیبٍ مخلص مقبل الى طاعة اللَّه.
ادْخُلُوها بِسَلامٍ، اى یقال لاهل هذه الصفة ادخلوا الجنة بسلام اى بسلامة من العذاب و الهموم و من زوال النعم. و قیل بسلام من اللَّه و ملائکته علیهم، ذلِکَ یَوْمُ الْخُلُودِ امّا فى الجنة و امّا فى النار. و التقدیر ادخلوها خالدین ذلِکَ یَوْمُ الْخُلُودِ.
لَهُمْ ما یَشاؤُنَ فِیها، هذا کقوله: «ما تَشْتَهِیهِ الْأَنْفُسُ. وَ تَلَذُّ الْأَعْیُنُ».
وَ لَدَیْنا مَزِیدٌ بالواحد عشرا و قیل وَ لَدَیْنا مَزِیدٌ یعنى الزیادة لهم فى النعیم مما لم یخطر ببالهم و ذلک انّهم یسئلون اللَّه حتى تنتهى مسئلتهم فیعطون ما شاءوا، ثم یزیدهم اللَّه من عنده ما لم یسئلوه.
قال جابر و انس المزید ان یتجلّى لهم جل جلاله فینظرون الى وجه اللَّه الکریم و هو مثل قوله: لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَ زِیادَةٌ و قیل یتجلّى لهم کل جمعة، و لهذا سمّى الجمعة یوم المزید. قوله: وَ کَمْ أَهْلَکْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ، اى من القرون الذین کذّبوا رسلهم هُمْ أَشَدُّ من قومک، بَطْشاً، قوّة و اقوى ابدانا و اشدّ سطوة على الناس، فَنَقَّبُوا فِی الْبِلادِ، اى ابعدوا فیها السیر و ابحثوا عن الاسباب و الامور. قال امرؤ القیس:
لقد نقّبت فى الافاق حتى
رضیت من الغنیمه بالایاب
هَلْ مِنْ مَحِیصٍ اى لم یجدوا محیصا من امر اللَّه و لم یجدوا مفرّا من الموت، تقول حاص عن الامر و حاد اى بعد. و قرء فى الشّواذ فنقّبوا مکسورة القاف مشدودة على الامر کقوله: فَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَانْظُروا، و النقب الخرق و الدخول فى الشیء.
و النقب الطریق ایضا، و المعنى ساروا فى طرقها حتى نقبت دوابهم اى صارت فى خفّها نقوب. و قیل هو من النقابة و هى الریاسة و النقباء فوق العرفاء.
إِنَّ فِی ذلِکَ اى فیما ذکر فى هذه السورة. و قیل فیما ذکر من العبر و اهلاک القرى، لَذِکْرى، اى تذکیرا و عظة، لِمَنْ کانَ لَهُ قَلْبٌ، اى عقل.
قال ابن عباس و کنّى عن العقل بالقلب لانّه موضعه و منبعه و تقول العرب مالک قلب اى مالک عقل. و فى الخبر لا یعجبنّکم اسلام رجل حتى تعلموا ما عقدة عقله.
و قال (ص) قد افلح من جعل اللَّه له عقلا، الناس یعملون بالخیر و انما یعطون اجورهم على قدر عقولهم.
و کان رسول اللَّه (ص) اذا بلغه عن رجل شدّة فى عبادة، سأل کیف عقله، فان قالوا حسن قال ارجوه و ان قالوا غیر ذلک، قال: لم یبلغ صاحبکم حیث تظنّون.
و عن ابى الدرداء انّ النبى (ص) قال یا عویمر ازدد عقلا تزدد من ربک قربا، قلت بابى و امّى یا رسول اللَّه و من لى بالعقل قال اجتنب مساخط اللَّه و ادّ فرائض اللَّه تکن عاقلا ثم تنفّل بالصالحات من الاعمال تزدد من ربک قربا و علیه عزّا.
و قیل لعمرو بن العاص ما بال قومک لم یؤمنوا و قد وصفهم اللَّه بالعقول. قال تلک عقول کادها اللَّه اى لم یصحبها التوفیق، أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ اى اصغى الى مواعظه و زواجره. القاء السمع و اصغاؤه صرفه کلّه الى القائل، وَ هُوَ شَهِیدٌ من الشهادة التی بها تثبت الحقوق. و المعنى و هو شاهد على ما یقرأ و یسمع فى کتاب اللَّه من نعت محمد (ص) و ذکره. و قیل شهید من الشهادة التی هى الحضور اى حاضر القلب و الفهم، لیس بغافل و لا ساه. و قال السدّى یسمع القرآن یتلى و هو شهید یعیه قلبه.
وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ وَ ما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ اى اعیاء و تعب.
روى عکرمة عن ابن عباس: انّ الیهود اتت البنى (ص) فسأله عن خلق السماوات و الارض فقال خلق اللَّه الارض یوم الاثنین و خلق الجبال و ما فیها من المنافع یوم الثلاثاء و خلق الشجر و النبات و الماء و الاقوات یوم الاربعاء و خلق السماوات یوم الخمیس و خلق النجوم و الشمس و القمر و الملائکة یوم الجمعة. فقالت الیهود ثم ما ذا یا محمد قال: ثم استوى على العرش قالوا: قد اصبت لو اتممت، ثم استراح یوم السبت و استلقى على العرش، فانزل اللَّه تعالى هذه الایة ردّا علیهم
و قال قتادة فى الایة اکذب اللَّه عز و جل الیهود و النصارى و اهل القرى على اللَّه عز و جل، و ذلک انّهم قالوا انّ اللَّه عز و جل:
خلق السماوات و الارض و ما فیها فى ستّة ایام، ثم استراح یوم السابع و ذلک عندهم یوم السبت و هم یسمّونه یوم الراحة. و عن ابى مجلز انّ عمر بن الخطّاب دخل حائطا من حیطان المدینه فاستلقى و وضع احدى رجلیه على الأخرى، و کانت الیهود تفترى على اللَّه عز و جل و تقول انّ اللَّه لما فرغ من الخلق فعل هذا و قد قال اللَّه عز و جل: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ وَ ما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ و کان ناس من الناس یکرهونه حتى رأوا عمر فعله.
قوله: فَاصْبِرْ عَلى ما یَقُولُونَ، اى على ما قالت الیهود، فانّ اللَّه لهم بالمرصاد. و قیل فاصبر على اذى الکفار و لا تستعجل عذابهم و هو منسوخ بآیة القتال، وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ، اى صلّ بامر ربک و توفیقه قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، یعنى صلاة الظهر و العصر.
وَ مِنَ اللَّیْلِ فَسَبِّحْهُ، یعنى صلاة المغرب و العشاء. قال مجاهد: وَ مِنَ اللَّیْلِ یعنى صلاة اللیل اىّ وقت صلّى، وَ أَدْبارَ السُّجُودِ، قرأ ابن کثیر و حمزة و ادبار بکسر الهمزة و هو مصدر ادبر ادبارا، و الباقون بفتحها و هو جمع دبر و المعنى واحد لانّ انقضاء الشیء انّما یکون بآخره و آخره انما یکون بانقضائه، و التقدیر وقت ادبار السجود.
قال عمر بن الخطاب و علىّ بن ابى طالب (ع) و الحسن و الشعبى و النخعى و الاوزاعى أَدْبارَ السُّجُودِ الرکعتان بعد صلاة المغرب و ادبار النجوم الرکعتان قبل صلاة الفجر.
و عن ابن عباس مرفوعا قال: قال رسول اللَّه (ص) یا ابن عباس رکعتان بعد المغرب ادبار السجود.
و قال انس: قال رسول اللَّه من صلّى بعد المغرب رکعتین قبل ان یتکلّم کتبت صلوته فى علّیّین.
قال انس یقرأ فى الرکعة الاولى: قُلْ یا أَیُّهَا الْکافِرُونَ و فى الأخرى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، قال عبد اللَّه بن مسعود ما احصى ما سمعت رسول اللَّه یقرأ فى الرکعتین بعد المغرب و فى الرکعتین قبل صلاة الفجر بقل یا ایها الکافرون و قل هو اللَّه احد.
و عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه (ص): رکعتا الفجر خیر من الدنیا و ما فیها
و قال مجاهد: قوله وَ أَدْبارَ السُّجُودِ هو التسبیح باللسان فى ادبار الصّلوات المکتوبات.
روى ابو هریرة قال: قال رسول اللَّه من سبّح فى دبر کلّ صلاة ثلثا و ثلثین و کبّر اللَّه ثلثا و ثلثین و حمد اللَّه ثلثا و ثلاثین فذلک تسعة و تسعون. ثم قال تمام المأة لا اله الّا اللَّه وحده لا شریک له له الملک و له الحمد و هو على کلّ شىء قدیر. غفرت خطایاه و ان کانت مثل زبد البحر.
و فى روایة اخرى عن ابى هریرة: قالوا یا رسول اللَّه ذهب اهل الدثور بالدرجات و النعیم المقیم، قال و کیف ذلک؟ قالوا صلّوا کما صلّینا و جاهدوا کما جاهدنا و انفقوا من فضول اموالهم، و لیست لنا اموال. قال ا فلا اخبرکم بامر تدرکون من کان قبلکم و تسبقون من جاء بعدکم و لا یأتى احد بمثل ما جئتم به الّا من جاء بمثله، تسبّحون فى دبر کلّ صلاة عشرا و تحمدون عشرا و تکبّرون عشرا.
قوله: وَ اسْتَمِعْ، السمع ادراک المسموع و الاستماع طلب ادراک المسموع بالاصغاء الیه، یَوْمَ یُنادِ الْمُنادِ، اى صفة یوم ینادى، محذوف المضاف و هو مفعول به و لیس بظرف و المنادى هو الملک النافخ فى الصور و هو اسرافیل و النداء نفخه، سمّى نداء من حیث انّه جعله للخروج و الحشر و انّما یقع ذلک بالنداء کاذان المؤذّن و علامات الرحیل فى العساکر. و قیل هو النداء حقیقة، مِنْ مَکانٍ قَرِیبٍ یعنى صخرة بیت المقدس هى اقرب الارض من السماء بثمانیة عشر میلا و موضعها وسط الارض یقف علیها الملک و یضع اصبعیه فى اذنیه و ینادى ایّتها العظام النخرة و الاوصال البالیة و اللحوم المتمزّقة و الشعور المتفرّقة قومى الى محاسبة ربّ العزّة و سمّى قریبا لان کلّ انسان یسمعه من طرف اذنه. و قیل المنادى هو اللَّه، و المکان القریب الاذن.
یَوْمَ یَسْمَعُونَ الصَّیْحَةَ یعنى النفخة الاخیرة، بِالْحَقِّ، اى بما هو حقّ من الجزاء و الثواب و العقاب و قیل بِالْحَقِّ اى بالنداء المسمع و الامر النافذ، ذلِکَ یَوْمُ الْخُرُوجِ من القبور. قال ابو عبیدة: یوم الخروج من اسماء القیامة و سمّى یوم العید یوم الخروج ایضا تشبیها به.
إِنَّا نَحْنُ نُحْیِی، الخلق للبعث، وَ نُمِیتُ هم یعنى فى الدنیا، وَ إِلَیْنَا الْمَصِیرُ بعد الموت.
یَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً، جمع سریع اى یخرجون سراعا مسرعین، هذا کقوله: مُهْطِعِینَ إِلَى الدَّاعِ، ذلِکَ حَشْرٌ عَلَیْنا یَسِیرٌ هیّن یقول له: کُنْ فَیَکُونُ.
نَحْنُ أَعْلَمُ بِما یَقُولُونَ، هذا تعزیة للرسول (ص) و تصبیر له. یقول نحن اعلم بما یقول المشرکون من تکذیبک و الافتراء على ربک و نحن لهم بالمرصاد، وَ ما أَنْتَ عَلَیْهِمْ بِجَبَّارٍ، هذا عذر للرسول (ص) کقوله: لَسْتَ عَلَیْهِمْ بِمُصَیْطِرٍ، و المعنى ما أَنْتَ عَلَیْهِمْ بمسلّط تجبرهم على الاسلام انّما بعثت مذکّرا محذّرا یقال اجبر فهو جبّار کادرک فهو درّاک و قیل الجبّار من قولهم جبرته على الامر بمعنى اجبرته و هى لغة کنانة و هما لغتان و الجبّار فى اسم اللَّه عز و جل هو الذى جبر العباد على ما اراد، و الجبّار من النخل هو الطویل الغلیظ، فَذَکِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ یَخافُ وَعِیدِ هذا کقوله عز و جل: إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّکْرَ وَ خَشِیَ الرَّحْمنَ بِالْغَیْبِ، اى انّما تنذر فیقبل من اتّبع الذکر و خشى الرحمن قال ابن عباس: قال المؤمنون یا رسول اللَّه لو خوّفتنا و ذکّرتنا فانزل اللَّه تعالى: فَذَکِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ یَخافُ وَعِیدِ.
روى انّ ابا بکر الصدیق لما احتضر قالت عائشة: شعر:
لعمرک ما یغنى الثّراء عن الفتى
اذا حشرجت یوما و ضاق به الصدر
فقال ابو بکر: یا بنیّة لا تقولى ذلک و لکن قولى کما قال اللَّه عز و جل: وَ جاءَتْ سَکْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ. ذلِکَ اشاره الى الموت، ما کُنْتَ مِنْهُ تَحِیدُ اى تکره ذکره و تستبعد وقوعه و المعنى فاستعدّ له.
قوله: وَ نُفِخَ فِی الصُّورِ، یعنى نفخة البعث، ذلِکَ یَوْمُ الْوَعِیدِ اى ذلک الیوم یتحقق فیه الوعید.
وَ جاءَتْ کُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَ شَهِیدٌ السائق و الشهید هما المتلقّیان یسوق الکافر سائقه الى النار و یشهد الشهید علیه بمعصیته، و یسوق السائق المؤمن الى الجنة و یشهد الشهید علیه بمعصیته و یشهد الشهید له بطاعته. و قال ابن عباس و الضحاک: السائق من الملائکة و الشهید من انفسهم الا یدى و الا رجل فیقول اللَّه تعالى: لَقَدْ کُنْتَ فِی غَفْلَةٍ مِنْ هذا الیوم فى الدنیا، فَکَشَفْنا عَنْکَ غِطاءَکَ الذى کان فى الدنیا على قلبک و سمعک و بصرک. الغطاء الستر غطاه و غطّاه ثقیلا و خفیفا.
قال الشاعر:
على الشمس الطلوع فان غطاها
سلام قبل معذرتى سلام
و ان لم آت ما فیه ملام
غمام فالملیم هو الغمام
فَبَصَرُکَ الْیَوْمَ حَدِیدٌ اى حادّ هذا کقوله: أَسْمِعْ بِهِمْ وَ أَبْصِرْ یَوْمَ یَأْتُونَنا، و المعنى بصرک الیوم نافذ تبصر ما کنت تنکر فى الدنیا. و قیل اراد بالبصر العلم اى علمک الیوم نافذ فى البعث علم حین لم ینفعه العلم و ابصر حین لم ینفعه البصر.
و قال ابن زید: لَقَدْ کُنْتَ فِی غَفْلَةٍ مِنْ هذا خطاب للنبى اى کنت قبل الوحى فى غفلة من هذا العلم، فَکَشَفْنا عَنْکَ غِطاءَکَ بما اوحینا الیک، فَبَصَرُکَ الْیَوْمَ حَدِیدٌ یعنى فعلمک ثاقب نافذ، و هذا کقوله: ما کُنْتَ تَدْرِی مَا الْکِتابُ وَ لَا الْإِیمانُ.
وَ قالَ قَرِینُهُ، هذا القرین هو الملک الموکّل به، هذا ما لَدَیَّ عَتِیدٌ معدّ محضر، یعنى عمله الذى یشهد به فان کان العبد من اهل الایمان و الجنة احضر کتاب حسناته لانّ سیئاته قد کفّرت، و ان کان من اهل الکفر و النار احضر کتاب سیئاته لان حسناته حبطت بکفره. و قال مجاهد: یقول هذا الذى وکّلتنى به من ابن آدم قد احضرته و احضرت دیوان اعماله فیقول اللَّه لقرینه: أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ، فى هذه الکلمة وجهان احدهما: انه امر الى الملکین السائق و الشهید و هذا الوجه اظهر. و الثانى: انه امر لواحد و هو کلام عربى، یقولون خلیلىّ و صاحبىّ و منه قوله: قفا نبک. و قال امرؤ القیس:
خلیلىّ مرّ ابى على امّ جندب
لنقضى حاجات الفؤاد المعذّب
الم تر انّى کلّما جئت طارقا
وجدت بها طیبا و ان لم تطیّب
فثنّى فى البیت الاول و وحّد فى البیت الثانى. کُلَّ کَفَّارٍ مبالغ فى کفره عَنِیدٍ معاند یعرف الحق فیجحده و العناد اقبح الکفر.
مَنَّاعٍ لِلْخَیْرِ، یعنى یمنع الزکاة المفروضة و کلّ حق اوجبه اللَّه فى ماله، فعلى هذا الخیر المال و قیل الخیر الاسلام و المراد به الولید بن المغیرة، کان یمنع بنیه و بنى اخیه و لحمته من الاسلام، مُعْتَدٍ، یظلم الناس بلسانه و یده مُرِیبٍ اى.
داخل فى الریب و قیل هو الذى اتى الریبة، الَّذِی جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِیاهُ فِی الْعَذابِ الشَّدِیدِ الاول امر بالالقاء فى النار و الثانى بالالقاء فى العذاب الشدید.
قالَ قَرِینُهُ، یعنى الشیطان الّذى قیّض لهذا الکافر یدعوه الى الضلالة، رَبَّنا ما أَطْغَیْتُهُ و ذلک انه اذا القى فى النار ادّعى على قرینه من الشیاطین فیقول قرینه رَبَّنا ما أَطْغَیْتُهُ کما زعم، وَ لکِنْ کانَ فِی ضَلالٍ بَعِیدٍ فصحبته على طغیانه و ضلاله قال ابن عباس و مقاتل و سعید بن جبیر: هذا القرین هو الملک ایضا یقول الکافر ربّ انّ الملک زاد علىّ فى الکتابة فیقول الملک رَبَّنا ما أَطْغَیْتُهُ یعنى ما زدت علیه و ما کتبت الا ما قیل او عمل، وَ لکِنْ کانَ فِی ضَلالٍ بَعِیدٍ طویل لا یرجع عنه الى الحق فیقول اللَّه تعالى: لا تَخْتَصِمُوا لَدَیَّ، فقد قضیت ما انا قاض، وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَیْکُمْ بِالْوَعِیدِ فى القرآن و انذرتکم و حذّرتکم على لسان الرسل فلا عذر لاحد عندى. قوله: لا تَخْتَصِمُوا لَدَیَّ، یقال هذا للکافر و قوله: ثُمَّ إِنَّکُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ عِنْدَ رَبِّکُمْ تَخْتَصِمُونَ یقال للمسلمین و هذا فى الموقف. و امّا قوله: إِنَّ ذلِکَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ فى جهنم.
قوله: ما یُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَیَّ اى لا تبدیل لقولى و هو قوله: لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ و قیل هو اخلاد الکفار فى النار و قیل هو قوله: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها... الایة، اى لا یحرّف و لا یزاد و لا ینقص، و قال قوم معنى قوله: ما یُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَیَّ اى ما یغیّر القول عندى بالکذب لانّى اعلم الغیب و اعلم حقه من باطله و هذا قول الکلبى و اختیار الفرّاء لانه قال: ما یُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَیَّ، و لم یقل ما یبدّل قولى، وَ ما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِیدِ فاعاقبهم بغیر جرم.
یَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ اى انذرهم یوم نقول، کقوله: وَ أَنْذِرْهُمْ یَوْمَ الْحَسْرَةِ، قرأ نافع و ابو بکر یقول بالیاء اى یقول اللَّه لجهنم هَلِ امْتَلَأْتِ کما وعدتک یعنى فى قوله: لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ و هذا السؤال من اللَّه عز و جل لتصدیق خبره و تحقیق وعده و التقریع لاهل عذابه و التنبیه لجمیع عباده، وَ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِیدٍ فیه قولان احدهما: انّها امتلات و صارت بحیث لا تنجع فیها ابرة تصدیقا لقول اللَّه عز و جل: لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ فیکون استفهام انکار، اى لم یبق فىّ موضع زیادة
کقول النبى: هل ترک لنا عقیل من دار اى لم یترک، و هذا قول عطاء و مجاهد و مقاتل بن سلیمان. و القول الثانى: انها تستزید و الاستفهام بمعنى الاستزادة و هذا قبل دخول جمیع اهلها فیها، قال ابن عباس: ان اللَّه تعالى سبقت کلمته: لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ، فلمّا سیق اعداء اللَّه الى النار لا یلقى فیها فوج الا ذهب فیها و لا یملأها شیء فتقول الست قد أقسمت لتملأنى فیضع قدمه علیها ثم یقول هَلِ امْتَلَأْتِ فتقول قط قط قد امتلأت فلیس فىّ مزید. و روى عن ابن عباس ایضا انه قال لم یکن یملأها شیء حتى وجدت مسّ قدم اللَّه تعالى فتضایقت فما فیها موضع ابرة و دلیل هذا التأویل الخبر الصحیح و هو ما روى قتاده عن انس بن مالک قال: قال رسول اللَّه لا تزال جهنم یلقى فیها و تقول هل من مزید، حتى یضع رب العالمین فیها قدمه فینزوى بعضها الى بعض و تقول قط قط
و روى قد قد بعزتک و کرمک، و لا یزال فى الجنة فضل حتى ینشئ اللَّه خلقا فیسکنهم فضل الجنة، و فى روایة ابو هریرة قال رسول اللَّه: تحاقب الجنة و النار، فقالت النار أوثرت بالمتکبّرین و المتجبّرین و قالت الجنة فما لی لا یدخلنى الا ضعفاء الناس و سقطهم فقال اللَّه تعالى للجنة انما انت رحمتى ارحم بک من اشاء من عبادى، و قال للنار انما انت عذابى اعذّب بک من اشاء من عبادى.
و لکل واحدة منکما ملؤها فامّا النار فانّهم یلقون فیها وَ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِیدٍ فلا تمتلئ حتى یضع اللَّه تبارک و تعالى فیها رجله فتقول قط قط قط. فهنالک تمتلئ و ینزوى بعضها الى بعض و لا یظلم اللَّه من خلقه احدا و امّا الجنة فان اللَّه عز و جل ینشئ لها خلقا. قوله: وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِینَ غَیْرَ بَعِیدٍ اى قرّبت و ادنیت للذین یتّقون الشرک و الفواحش و هذا قبل الدخول، یرونها من قرب الى ان یدخلوها بعد الحساب و مثله: وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِینَ وَ بُرِّزَتِ الْجَحِیمُ لِلْغاوِینَ و هذا بعد الدخول اى قربت لهم مواضعهم فیها فلا یطلبون منها بعدا.
هذا ما تُوعَدُونَ، قرأ ابن کثیر: یوعدون بالیاء، اى یقال لهم هذا الذى ترونه ما توعدون فى الدنیا على السنة الانبیاء، لِکُلِّ أَوَّابٍ حَفِیظٍ هذا موضعه رفع بالابتداء ما تُوعَدُونَ صفته لِکُلِّ أَوَّابٍ خبره. الاوّاب الراجع من المعصیة الى الطاعة.
قال سعید هو الذى یذنب ثم یتوب ثم یذنب ثم یتوب و قال ابن عباس: هو المسبّح من قوله: یا جِبالُ أَوِّبِی مَعَهُ و قال قتادة: هو المصلّى، و الحفیظ هو الحافظ لأمر اللّه و قیل هو الذى حفظ ذنوبه حتى یرجع منها و یستغفر منها، و قیل حفیظ لما یسمع من کلام اللَّه و سنّة رسول اللَّه. و قیل یحفظ نفسه فلا یشرع فى معصیة و قیل الحفیظ المراقب المحافظ لاوقاته و همّاته و خطراته. قوله: مَنْ خَشِیَ الرَّحْمنَ بِالْغَیْبِ، محلّ من حفظ على نعت الاوّاب و المعنى من خاف الرحمن بالغیب. و لم یره و قیل من آمن بالبعث و الجزاء ذلک غیب. و قال السدى و الضحاک خَشِیَ الرَّحْمنَ فى الخلوة حیث لا یراه احد، وَ جاءَ بِقَلْبٍ مُنِیبٍ مخلص مقبل الى طاعة اللَّه.
ادْخُلُوها بِسَلامٍ، اى یقال لاهل هذه الصفة ادخلوا الجنة بسلام اى بسلامة من العذاب و الهموم و من زوال النعم. و قیل بسلام من اللَّه و ملائکته علیهم، ذلِکَ یَوْمُ الْخُلُودِ امّا فى الجنة و امّا فى النار. و التقدیر ادخلوها خالدین ذلِکَ یَوْمُ الْخُلُودِ.
لَهُمْ ما یَشاؤُنَ فِیها، هذا کقوله: «ما تَشْتَهِیهِ الْأَنْفُسُ. وَ تَلَذُّ الْأَعْیُنُ».
وَ لَدَیْنا مَزِیدٌ بالواحد عشرا و قیل وَ لَدَیْنا مَزِیدٌ یعنى الزیادة لهم فى النعیم مما لم یخطر ببالهم و ذلک انّهم یسئلون اللَّه حتى تنتهى مسئلتهم فیعطون ما شاءوا، ثم یزیدهم اللَّه من عنده ما لم یسئلوه.
قال جابر و انس المزید ان یتجلّى لهم جل جلاله فینظرون الى وجه اللَّه الکریم و هو مثل قوله: لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَ زِیادَةٌ و قیل یتجلّى لهم کل جمعة، و لهذا سمّى الجمعة یوم المزید. قوله: وَ کَمْ أَهْلَکْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ، اى من القرون الذین کذّبوا رسلهم هُمْ أَشَدُّ من قومک، بَطْشاً، قوّة و اقوى ابدانا و اشدّ سطوة على الناس، فَنَقَّبُوا فِی الْبِلادِ، اى ابعدوا فیها السیر و ابحثوا عن الاسباب و الامور. قال امرؤ القیس:
لقد نقّبت فى الافاق حتى
رضیت من الغنیمه بالایاب
هَلْ مِنْ مَحِیصٍ اى لم یجدوا محیصا من امر اللَّه و لم یجدوا مفرّا من الموت، تقول حاص عن الامر و حاد اى بعد. و قرء فى الشّواذ فنقّبوا مکسورة القاف مشدودة على الامر کقوله: فَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَانْظُروا، و النقب الخرق و الدخول فى الشیء.
و النقب الطریق ایضا، و المعنى ساروا فى طرقها حتى نقبت دوابهم اى صارت فى خفّها نقوب. و قیل هو من النقابة و هى الریاسة و النقباء فوق العرفاء.
إِنَّ فِی ذلِکَ اى فیما ذکر فى هذه السورة. و قیل فیما ذکر من العبر و اهلاک القرى، لَذِکْرى، اى تذکیرا و عظة، لِمَنْ کانَ لَهُ قَلْبٌ، اى عقل.
قال ابن عباس و کنّى عن العقل بالقلب لانّه موضعه و منبعه و تقول العرب مالک قلب اى مالک عقل. و فى الخبر لا یعجبنّکم اسلام رجل حتى تعلموا ما عقدة عقله.
و قال (ص) قد افلح من جعل اللَّه له عقلا، الناس یعملون بالخیر و انما یعطون اجورهم على قدر عقولهم.
و کان رسول اللَّه (ص) اذا بلغه عن رجل شدّة فى عبادة، سأل کیف عقله، فان قالوا حسن قال ارجوه و ان قالوا غیر ذلک، قال: لم یبلغ صاحبکم حیث تظنّون.
و عن ابى الدرداء انّ النبى (ص) قال یا عویمر ازدد عقلا تزدد من ربک قربا، قلت بابى و امّى یا رسول اللَّه و من لى بالعقل قال اجتنب مساخط اللَّه و ادّ فرائض اللَّه تکن عاقلا ثم تنفّل بالصالحات من الاعمال تزدد من ربک قربا و علیه عزّا.
و قیل لعمرو بن العاص ما بال قومک لم یؤمنوا و قد وصفهم اللَّه بالعقول. قال تلک عقول کادها اللَّه اى لم یصحبها التوفیق، أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ اى اصغى الى مواعظه و زواجره. القاء السمع و اصغاؤه صرفه کلّه الى القائل، وَ هُوَ شَهِیدٌ من الشهادة التی بها تثبت الحقوق. و المعنى و هو شاهد على ما یقرأ و یسمع فى کتاب اللَّه من نعت محمد (ص) و ذکره. و قیل شهید من الشهادة التی هى الحضور اى حاضر القلب و الفهم، لیس بغافل و لا ساه. و قال السدّى یسمع القرآن یتلى و هو شهید یعیه قلبه.
وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ وَ ما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ اى اعیاء و تعب.
روى عکرمة عن ابن عباس: انّ الیهود اتت البنى (ص) فسأله عن خلق السماوات و الارض فقال خلق اللَّه الارض یوم الاثنین و خلق الجبال و ما فیها من المنافع یوم الثلاثاء و خلق الشجر و النبات و الماء و الاقوات یوم الاربعاء و خلق السماوات یوم الخمیس و خلق النجوم و الشمس و القمر و الملائکة یوم الجمعة. فقالت الیهود ثم ما ذا یا محمد قال: ثم استوى على العرش قالوا: قد اصبت لو اتممت، ثم استراح یوم السبت و استلقى على العرش، فانزل اللَّه تعالى هذه الایة ردّا علیهم
و قال قتادة فى الایة اکذب اللَّه عز و جل الیهود و النصارى و اهل القرى على اللَّه عز و جل، و ذلک انّهم قالوا انّ اللَّه عز و جل:
خلق السماوات و الارض و ما فیها فى ستّة ایام، ثم استراح یوم السابع و ذلک عندهم یوم السبت و هم یسمّونه یوم الراحة. و عن ابى مجلز انّ عمر بن الخطّاب دخل حائطا من حیطان المدینه فاستلقى و وضع احدى رجلیه على الأخرى، و کانت الیهود تفترى على اللَّه عز و جل و تقول انّ اللَّه لما فرغ من الخلق فعل هذا و قد قال اللَّه عز و جل: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ وَ ما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ و کان ناس من الناس یکرهونه حتى رأوا عمر فعله.
قوله: فَاصْبِرْ عَلى ما یَقُولُونَ، اى على ما قالت الیهود، فانّ اللَّه لهم بالمرصاد. و قیل فاصبر على اذى الکفار و لا تستعجل عذابهم و هو منسوخ بآیة القتال، وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ، اى صلّ بامر ربک و توفیقه قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، یعنى صلاة الظهر و العصر.
وَ مِنَ اللَّیْلِ فَسَبِّحْهُ، یعنى صلاة المغرب و العشاء. قال مجاهد: وَ مِنَ اللَّیْلِ یعنى صلاة اللیل اىّ وقت صلّى، وَ أَدْبارَ السُّجُودِ، قرأ ابن کثیر و حمزة و ادبار بکسر الهمزة و هو مصدر ادبر ادبارا، و الباقون بفتحها و هو جمع دبر و المعنى واحد لانّ انقضاء الشیء انّما یکون بآخره و آخره انما یکون بانقضائه، و التقدیر وقت ادبار السجود.
قال عمر بن الخطاب و علىّ بن ابى طالب (ع) و الحسن و الشعبى و النخعى و الاوزاعى أَدْبارَ السُّجُودِ الرکعتان بعد صلاة المغرب و ادبار النجوم الرکعتان قبل صلاة الفجر.
و عن ابن عباس مرفوعا قال: قال رسول اللَّه (ص) یا ابن عباس رکعتان بعد المغرب ادبار السجود.
و قال انس: قال رسول اللَّه من صلّى بعد المغرب رکعتین قبل ان یتکلّم کتبت صلوته فى علّیّین.
قال انس یقرأ فى الرکعة الاولى: قُلْ یا أَیُّهَا الْکافِرُونَ و فى الأخرى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، قال عبد اللَّه بن مسعود ما احصى ما سمعت رسول اللَّه یقرأ فى الرکعتین بعد المغرب و فى الرکعتین قبل صلاة الفجر بقل یا ایها الکافرون و قل هو اللَّه احد.
و عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه (ص): رکعتا الفجر خیر من الدنیا و ما فیها
و قال مجاهد: قوله وَ أَدْبارَ السُّجُودِ هو التسبیح باللسان فى ادبار الصّلوات المکتوبات.
روى ابو هریرة قال: قال رسول اللَّه من سبّح فى دبر کلّ صلاة ثلثا و ثلثین و کبّر اللَّه ثلثا و ثلثین و حمد اللَّه ثلثا و ثلاثین فذلک تسعة و تسعون. ثم قال تمام المأة لا اله الّا اللَّه وحده لا شریک له له الملک و له الحمد و هو على کلّ شىء قدیر. غفرت خطایاه و ان کانت مثل زبد البحر.
و فى روایة اخرى عن ابى هریرة: قالوا یا رسول اللَّه ذهب اهل الدثور بالدرجات و النعیم المقیم، قال و کیف ذلک؟ قالوا صلّوا کما صلّینا و جاهدوا کما جاهدنا و انفقوا من فضول اموالهم، و لیست لنا اموال. قال ا فلا اخبرکم بامر تدرکون من کان قبلکم و تسبقون من جاء بعدکم و لا یأتى احد بمثل ما جئتم به الّا من جاء بمثله، تسبّحون فى دبر کلّ صلاة عشرا و تحمدون عشرا و تکبّرون عشرا.
قوله: وَ اسْتَمِعْ، السمع ادراک المسموع و الاستماع طلب ادراک المسموع بالاصغاء الیه، یَوْمَ یُنادِ الْمُنادِ، اى صفة یوم ینادى، محذوف المضاف و هو مفعول به و لیس بظرف و المنادى هو الملک النافخ فى الصور و هو اسرافیل و النداء نفخه، سمّى نداء من حیث انّه جعله للخروج و الحشر و انّما یقع ذلک بالنداء کاذان المؤذّن و علامات الرحیل فى العساکر. و قیل هو النداء حقیقة، مِنْ مَکانٍ قَرِیبٍ یعنى صخرة بیت المقدس هى اقرب الارض من السماء بثمانیة عشر میلا و موضعها وسط الارض یقف علیها الملک و یضع اصبعیه فى اذنیه و ینادى ایّتها العظام النخرة و الاوصال البالیة و اللحوم المتمزّقة و الشعور المتفرّقة قومى الى محاسبة ربّ العزّة و سمّى قریبا لان کلّ انسان یسمعه من طرف اذنه. و قیل المنادى هو اللَّه، و المکان القریب الاذن.
یَوْمَ یَسْمَعُونَ الصَّیْحَةَ یعنى النفخة الاخیرة، بِالْحَقِّ، اى بما هو حقّ من الجزاء و الثواب و العقاب و قیل بِالْحَقِّ اى بالنداء المسمع و الامر النافذ، ذلِکَ یَوْمُ الْخُرُوجِ من القبور. قال ابو عبیدة: یوم الخروج من اسماء القیامة و سمّى یوم العید یوم الخروج ایضا تشبیها به.
إِنَّا نَحْنُ نُحْیِی، الخلق للبعث، وَ نُمِیتُ هم یعنى فى الدنیا، وَ إِلَیْنَا الْمَصِیرُ بعد الموت.
یَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً، جمع سریع اى یخرجون سراعا مسرعین، هذا کقوله: مُهْطِعِینَ إِلَى الدَّاعِ، ذلِکَ حَشْرٌ عَلَیْنا یَسِیرٌ هیّن یقول له: کُنْ فَیَکُونُ.
نَحْنُ أَعْلَمُ بِما یَقُولُونَ، هذا تعزیة للرسول (ص) و تصبیر له. یقول نحن اعلم بما یقول المشرکون من تکذیبک و الافتراء على ربک و نحن لهم بالمرصاد، وَ ما أَنْتَ عَلَیْهِمْ بِجَبَّارٍ، هذا عذر للرسول (ص) کقوله: لَسْتَ عَلَیْهِمْ بِمُصَیْطِرٍ، و المعنى ما أَنْتَ عَلَیْهِمْ بمسلّط تجبرهم على الاسلام انّما بعثت مذکّرا محذّرا یقال اجبر فهو جبّار کادرک فهو درّاک و قیل الجبّار من قولهم جبرته على الامر بمعنى اجبرته و هى لغة کنانة و هما لغتان و الجبّار فى اسم اللَّه عز و جل هو الذى جبر العباد على ما اراد، و الجبّار من النخل هو الطویل الغلیظ، فَذَکِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ یَخافُ وَعِیدِ هذا کقوله عز و جل: إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّکْرَ وَ خَشِیَ الرَّحْمنَ بِالْغَیْبِ، اى انّما تنذر فیقبل من اتّبع الذکر و خشى الرحمن قال ابن عباس: قال المؤمنون یا رسول اللَّه لو خوّفتنا و ذکّرتنا فانزل اللَّه تعالى: فَذَکِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ یَخافُ وَعِیدِ.
رشیدالدین میبدی : ۵۱- سورة الذاریات
۱ - النوبة الثانیة
این سوره هزار و دویست و هشتاد و هفت حرف است، سیصد و شصت کلمت و شصت آیت، جمله بمکه فرو آمد باجماع مفسّران و در این سورة دو آیت منسوخ است، یکى: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ منسوخ است باین آیت که بوى متصل است: وَ ذَکِّرْ فَإِنَّ الذِّکْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ.
آیت دوم: وَ فِی أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ، منسوخ است بآیت زکاة. و در بیان فضیلت سورة ابىّ بن کعب گفت: قال رسول اللَّه (ص) من قرأ سورة، و الذاریات ذروا أعطى من الاجر عشر حسنات بعدد کل ریح هبّت و جرت فى الدنیا.
قوله: وَ الذَّارِیاتِ ذَرْواً یعنى الریاح التی تذروا التراب ذروا کقوله: تعالى تَذْرُوهُ الرِّیاحُ، تقول ذروت الشیء ذروا اذا اطرته فى الهواء و اذریت الشیء اذراء اذا نثرته بالارض و قوله: ذَرْواً، مصدر افاد المبالغة فى الکثرة و قیل ذروا مفعول و المراد به المذروّ.
فَالْحامِلاتِ وِقْراً یعنى السحاب تحمل ثقلا من الماء کقوله: السَّحابَ الثِّقالَ و قوله: سَحاباً ثِقالًا.
فَالْجارِیاتِ یُسْراً، هى السفن تجرى فى الماء جریا سهلا کقوله: لَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِی الْبَحْرِ وَ مِنْ آیاتِهِ الْجَوارِ فِی الْبَحْرِ حَمَلْناکُمْ فِی الْجارِیَةِ.
فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً. یعنى الملائکة میکائیل و جنده یقسمون ارزاق المرتزقین بامر اللَّه. و قیل الملائکة تاتى بامور مختلفة: جبرئیل بالغلظة و میکائیل بالرحمة و عزرائیل بالموت و اسرافیل بالنفخ.
روى انّ عبد اللَّه بن کوّاء سأل علیا (ع) عن الذَّارِیاتِ فقال الریاح و عن فَالْحامِلاتِ وِقْراً فقال السحاب و عن فَالْجارِیاتِ یُسْراً فقال السفن و عن فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً فقال الملائکة.
و روى انّ رجلا من اهل البصرة اسمه صبیغ جاء الى عمر بن الخطاب فقال ما الذاریات ذروا؟ قال الریاح و لو لا انّى سمعت رسول اللَّه (ص) یقول ذلک لم اخبرک قال فما الحاملات وقرا قال السحاب و لو لا انى سمعت رسول اللَّه (ص) یقول ذلک لم اخبرک، قال فما الجاریات یسرا قال السفن و لو لا انّى سمعت رسول اللَّه (ص) یقول ذلک لم اخبرک، قال فما المقسّمات امرا قال الملائکة و لو لا انّى سمعت رسول اللَّه (ص) یقول ذلک لم اخبرک، اقسم اللَّه بهذه الاشیاء لما فیها من الدلالة على صنعه، و قیل فیها اضمار تقدیره: و رب الذاریات.
روى عن کعب الاحبار قال: لو حبس اللَّه عز و جل الریح عن الارض ثلاثة ایّام ما بقى على الارض شیء الا نتن و عن العوام بن حوشب قال: تخرج الجنوب من الجنّة فتمرّ على جهنم فغمها منها و برکاتها من الجنة و تخرج الشمال من جهنم فتمرّ على الجنّة فروحها من الجنة و شرّها من النار. و قیل الشمال تمرّ بجنة عدن فتأخذ من عرف طیبها فتمرّ على ارواح الصدّیقین. و عن عبد اللَّه شدّاد قال: انّ الریح من روح اللَّه عز و جل فاذا رایتموها فسلوا اللَّه من خیرها و عوذوا به من شرها و عن جابر رضى اللَّه عنه قال: هاجت ریح کادت تدفن الراکب من شدّتها
فقال النبى (ص): هذه ریح ارسلت لموت منافق، فقد منا المدینة فاذا رأس من رءوس المنافقین قد مات.
و روى انّ مساکن الریاح اجنحة الکروبیّین حملة الکراسى فتهیج من ثم فتقع بعجلة الشمس ثم تهیج من عجلة الشمس فتقع برؤوس الجبال فتقع فى البرّ فتأخذ الشمال حدها من کرسى بنات النعش الى مغرب الشمس و تأتى الدبور حدها من مغرب الشمس الى مطلع سهیل و تأتى الجنوب حدها من مطلع سهیل الى مطلع الشمس و تأتى الصبا حدها من مطلع الشمس الى کرسى بنات النعش، فلا تدخل هذه فى حدّ هذه و لا هذه فى حدّ هذه. و قال ابن عمر الریاح ثمان، اربع منها عذاب و اربع منها رحمة امّا الرحمة فالناشرات و المبشّرات و الذاریات و المرسلات و امّا العذاب فالعاصف و القاصف و الصّرصر و العقیم و اراد ابن عمر ما فى القرآن من الفاظ الریاح.
قوله: فَالْحامِلاتِ وِقْراً هى السحاب تحمل المطر، روى عن خالد بن معدان قال انّ فى الجنة شجرة تثمر السحاب فالسوداء التی نضجت تحمل المطر و البیضاء التی لم تنضج لا تحمل المطر و قال کعب السحاب غربال المطر و لو لا السحاب لا فسد المطر ما اصاب من الارض. و فى روایة لو لا ذلک لخد فى الارض اخدودا و کان الحسن اذا نظر الى السحاب قال للَّه و اللَّه رزقکم و لکن تحرمونه بخطایاکم و اعمالکم، و عن عکرمة قال: ما انزل اللَّه عز و جل من السماء قطرة الا انبت بها فى الارض عشبة او فى البحر لؤلؤة و قال کعب المطر زوج الارض.
فَالْجارِیاتِ یُسْراً روى عن عبد اللَّه بن عمر قال البحر زق بید ملک لو یغفل عنه الملک لطمّ على الارض و قال النبى (ص) لا یرکبنّ رجل البحر الا غازیا او حاجّا او معتمرا فانّ تحت البحر نارا و انّ تحت النار بحرا و انّ تحت البحر نارا.
و قال الحسن: البحر طبق جهنم. و قال کعب: ما من لیلة الا و البحار تشرف على الخلائق، فتقول یا رب ائذن لنا نغرق الخطّائین فیأمرها تبارک و تعالى فتسکن و سأل سلیمان بن داود ملک البحر فخرجت الیه دابّة من البحر فجعلت تنسلّ من حیث طلعت الشمس حتى انتصف النهار، تقول هذا و لمّا یخرج نصفى بعد فتعوّذ باللّه من البحر و من ملکه.
قوله: فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً هذا کقوله: فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً. قال عبد الرحمن بن سابط: یدبّر امر الارض اربعة من الملائکة جبرئیل و میکائیل و اسرافیل و ملک الموت علیهم السلام فجبرئیل على الجنود و الریاح و میکائیل على القطر و النبات و ملک الموت على قبض الارواح و اسرافیل یبلّغهم ما یؤمرون به و فى الخبر انّ رسول اللَّه (ص) سأل جبرئیل ان یتراءى له فى صورته فغشى على رسول اللَّه حین رآه ثم افاق و جبرئیل یسنده واضعا احدى یدیه فى صدره و الأخرى بین کتفیه فقال سبحان اللَّه ما کنت اظن شیئا من الخلق هکذا، فقال جبرئیل فکیف لو رأیت اسرافیل
و قال (ص) رأیت جبرئیل و قد هبط قد ملأ بین الخافقین علیه ثیاب سندس معلّق به اللؤلؤ و الیاقوت
و قیل المراد بالکلّ الملائکة لاجماعهم على انّ المقسّمات امرا هم الملائکة فیکون الکل من جنس واحد لانه عطف بعضها على بعض بالفاء و ذلک یقتضى اتصالا و تعقیبا فتصیر التقدیر اقسم بالملئکة التی تذرو الریاح فتحمل السحاب فتجرى بها و یقسّمها فى البلاد بین العباد ثم ذکر المقسم علیه. فقال: إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ اى انّ ما توعدون من الثواب و العقاب لصدق وقع اسم الفاعل موقع المصدر. و قیل لصادق اى ذو صدق وَ إِنَّ الدِّینَ لَواقِعٌ اى الحساب و الجزاء لکائن، ثمّ ابتدأ قسما آخر فقال: وَ السَّماءِ ذاتِ الْحُبُکِ، قال ابن عباس حبکها حسنها و استواءها، یقال للنسّاج اذا نسج الثوب فاجاد ما احسن حبکه و قال سعید بن جبیر ذات الحبک اى ذات الزینة، معناه النجوم و قال مقاتل و الکلبى: الحبک الطرائق الحسنة مثل ما یظهر على الماء من هبوب الریح و على الرمل و الشعر الجعد و لکنها لا ترى لبعدها من الناس، واحدتها حبیکة کالطریقة و الطرق و قیل الحبک الخطوط و قیل جمع حباک کالمثال و المثل. ثم ذکر جواب القسم فقال: إِنَّکُمْ، یعنى یا اهل مکه، لَفِی قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ. فى القرآن. و فى محمد (ص) یقولون فى القرآن سحر و کهانة و اساطیر الاولین و فى محمد ساحر و شاعر و مجنون و قیل قول مختلف اى مصدّق و مکذّب و مقرّ و منکر و محقّ و مبطل و قیل اختلافهم فى الساعة بالتکذیب و الشک لقوله: إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا و قال تعالى: عَمَّ یَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِیمِ، الَّذِی هُمْ فِیهِ مُخْتَلِفُونَ.
قوله: یُؤْفَکُ عَنْهُ هذه الهاء راجعة الى قوله: لَصادِقٌ و الافک الصرف تأویله یصرف عن تصدیق ذلک الوعد الصادق من صرف عن الهدى فى الازل. و قیل معناه یصرف عن الحق من کذب و دعى الى الباطل.
قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ اى لعن الکذّابون المرتابون الظانّون باللّه ظنّ السوء التخرّص التقوّل بالظن و هم المقتسمون الذین اقتسموا اعقاب مکة و اقتسموا القول فى النبى (ص) لیصرفوا الناس عن دین الاسلام، و قال مجاهد: هم الکهنة.
الَّذِینَ هُمْ فِی غَمْرَةٍ اى فى غفلة متناهیة و الغمرة فوق الغفلة و السهو دون الغفلة و المعنى هم فى غایة الجهل ساهُونَ عن الحق غافلون عن امر الآخرة.
یَسْئَلُونَ أَیَّانَ یَوْمُ الدِّینِ اى یقولون استهزاء و تکذیبا یا محمد متى الیوم الذى توعّدنا فیه بوقوع الجزاء، ایّان کلمة معناها متى و اصلها اىّ اوان، فحذفت الهمزة و الواو.
یَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ یُفْتَنُونَ هذا جواب من اللَّه لهم اى تکون هذه الجزاء فى یوم هم على النار اى بالنار یفتنون، یعذّبون و یحرقون بها کما یفتن الذّهب بالنار یقال فتنت الشیء اى احرقت خبثه لیظهر خلاصه، و الکافر کلّه خبث فیحرق کلّه.
ذُوقُوا فِتْنَتَکُمْ اى یقول لهم خزنة النار ذوقوا عذابکم و احراقکم بالنار هذَا العذاب و هذا الیوم الَّذِی کُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ بقولکم: مَتى هذَا الْوَعْدُ، و بقولکم: فَأْتِنا بِما تَعِدُنا، و قیل یُفْتَنُونَ اى یختبرون، و یسئلون عمّا کانوا فیه فى الدنیا کقوله: ما ذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِینَ «ما ذا کنتم تفعلون»، ثمّ بیّن مستقرّا المؤمنین فقال: إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ عُیُونٍ. آخِذِینَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ فیه وجهان احدهما: انّه حال ثابت لهم فى الدنیا اى عاملین بما یأمرهم ربهم فى الدنیا کقوله: ما آتاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ و منه قولهم: اخذت بقول فلان فى مسئلة کذا. و الوجه الثانى: آخذین فى الجنة ما اعطاهم ربهم من ثواب اعمالهم، إِنَّهُمْ کانُوا قَبْلَ ذلِکَ، اى قبل دخول. الجنّة کانوا مُحْسِنِینَ مؤمنین مطیعین فى الدنیا ثمّ فسّر فقال: کانُوا قَلِیلًا مِنَ اللَّیْلِ ما یَهْجَعُونَ ما صلة و المعنى قلیلا من اللّیل ینامون.
قال الحسن یمدّون الصلاة الى السحر ثم یستغفرون. و قال قتادة لا ینامون عن صلاة العشاء و قیل یصلّون ما بین المغرب و العشاء و قیل معناه قلّ لیلة تاتى علیهم الا صلّوا فیها شیئا امّا من اوّلها او من اوسطها، و وقف بعضهم على قوله قلیلا، اى کانوا من الناس قلیلا ثم ابتدأ مِنَ اللَّیْلِ ما یَهْجَعُونَ و جعله جحدا اى لا ینامون باللیل البتّة بل یقومون للصلاة و العبادة و هو قول الضحاک و مقاتل.
وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ قال الکلبى و مجاهد و مقاتل: و بالاسحار یصلّون و ذلک انّ صلوتهم لطلب المغفرة و فى الخبر الصحیح روى ابو هریرة قال: قال النبى ینزل اللَّه الى السماء الدنیا کل لیلة حین یبقى ثلث اللیل فیقول انا الملک من الذى یدعونى فاستجیب له، من الذى یسئلنى فاعطیه، من الذى یستغفرنى فاغفر له.
و عن ابن عباس قال: کان النبى (ص) اذا قام من اللیل یتهجد قال اللهم انت الحمد انت نور السماوات و الارض و من فیهن و لک الحمد انت ضیاء السماوات و الارض و من فیهن و لک الحمد انت قیم السماوات و الارض و من فیهن و لک الحمد انت ملک السماوات و الارض و من فیهن و لک الحمد انت الحق و وعدک حق و لقاؤک حق و قولک حق و الجنّة حق و النار حق و النّبیّون حق و محمد حق و الساعة حق. اللهم لک اسلمت و بک آمنت و علیک توکلت و الیک انبت و بک خاصمت و الیک حاکمت فاغفر ما قدّمت و ما اخّرت و ما اسررت و ما اعلنت انت المقدّم و انت المؤخّر لا اله الا انت و لا حول و لا قوة الا باللّه.
قوله: وَ فِی أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ فیه قولان، احدهما: الزکاة و الثانى: حق سوى الزکاة تصل به رحما او تقرى به ضیفا او تحمل به کلّا و ذهب بعضهم الى انّه منسوخ بآیة الزکاة و السائل هو الذى یسئل الناس لحاجته و فاقته فیجب ان یعطى من غیر تفتیش عن حاله لقوله: للسائل حق و ان جاء على فرس و المحروم هو الذى حرم من الرزق ما یکفیه و فیه اقوال احدها: انّ المحروم الذى لیس له فى الفىء نصیب و لا فى الزکاة سهم، قاله ابن عباس و قیل هو المصاب ثمره او زرعه من قوله عز و جل: بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ و قیل هو المحارف الذى لا تستقیم له حرفة و قیل هو المتعفف الذى لا یظهر فاقته بالسؤال و لا یفطن له فیتصدّق علیه، و قیل هو ابو البنات. و فى الخبر افضل الصدقة، الصدقة على ذى الرحم الکاشح.
الکاشح العدوّ. و عن انس انّ النبى (ص) قال: یا انس ویل للاغنیاء من الفقراء یوم القیمة یقولون یا ربنا ظلمونا حقوقنا التی فرضت لنا علیهم قال: فیقول و عزتى لاقرّبنکم و لابعدنّهم و تلا رسول اللَّه (ص) هذه الایة: وَ فِی أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ.
وَ فِی الْأَرْضِ آیاتٌ، اى عبر و عظات اذا ساروا فیها، لِلْمُوقِنِینَ یرید ما فیها من الجبال و البحار و الاشجار و النبات و قیل یرید ما وقع فیها من العذاب بالامم الخالیة.
وَ فِی أَنْفُسِکُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ یعنى وَ فِی أَنْفُسِکُمْ، آیات و عبر و هى اقرب الاشیاء الیکم و آیاتها تربى على آیات السماوات و الارض، منها: استواء المفاصل و قیل یأکل و یشرب من مدخل واحد و یخرجان من مخرجین و قیل آیاتها انّها کانت نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظما الى ان نفخ فیها الروح و قال عطاء: یرید اختلاف الالسنة و الصور و الالوان و الطبائع، أَ فَلا تُبْصِرُونَ. کیف خلقکم فتعرفوا قدرته على البعث، وَ فِی السَّماءِ رِزْقُکُمْ، قال ابن عباس و مقاتل: یعنى المطر الذى هو سبب الارزاق و قیل فى بمعنى على و تقدیره على رب السماء رزقکم کقوله: وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِی الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها، وَ ما تُوعَدُونَ من الجنّة و النار و الثواب و العقاب، ثم اقسم بنفسه فقال: فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ یعنى انّ الذى ذکرت من امر الرزق، لَحَقٌّ، روى انّ النبى (ص) قال قاتل اللَّه اقواما اقسم لهم ربهم ثم لم یصدّقوه، مِثْلَ ما أَنَّکُمْ تَنْطِقُونَ. قال ابن عباس: معناه انه لحق کما ان قول لا اله الا اللَّه حق و قیل کما لا شک انکم ناطقون کذلک لا شک فى وقوع ما توعدون. و قال الزجاج شبّه اللَّه تعالى تحقق ما اخبر عنه بتحقق نطق الآدمى و وجوده و قیل معناه کما لا یدرى احدکم من این نطقه و من این یجتمع الکلام حرفا حرفا، کذلک یأتیه رزقه قوتا قوتا و لا یدرى من این یأتیه و قیل کما انّ کلّ انسان ینطق بلسان نفسه لا یمکنه ان ینطق بلسان غیره فکذلک کلّ انسان یاکل رزق نفسه الذى قسم له و لا یقدر ان یأکل رزق غیره.
قرأ حمزة الکسائى و ابو بکر عن عاصم مثل برفع اللام على انّه نعت للحق و الباقون بالنصب على انّه صفة مصدر محذوف اى انّه لحق حقا مثل ما انّکم تنطقون.
قوله: هَلْ أَتاکَ حَدِیثُ ضَیْفِ إِبْراهِیمَ الْمُکْرَمِینَ سمّاهم مکرمین لانّهم کانوا ملائکة کراما و قد قال اللَّه عز و جل: بَلْ عِبادٌ مُکْرَمُونَ و قیل لانّهم کانوا ضیف ابراهیم و کان ابراهیم اکرم الخلیقة و ضیف الکرام مکرمون و قیل لانّ ابراهیم (ع) اکرمهم بتعجیل قراءهم و القیام بنفسه علیهم و طلاقة الوجه.
و قال ابن عباس: سمّاهم مکرمین لانّهم جاءوا غیر مدعوّین. و فى الخبر عن النبى (ص) قال: من کان یؤمن باللّه و الیوم الآخر فلیکرم ضیفه.
إِذْ دَخَلُوا عَلَیْهِ فَقالُوا سَلاماً، اى سلّموا علیه سلاما للتحیة، قالَ سَلامٌ، اى ردّ علیهم السلام بمثل ما سلّموا و قیل معناه نحن سلم لک غیر محاربین لتسکن نفسه فاجابهم بمثل ذلک فقال سلم اى نحن ایضا، قَوْمٌ مُنْکَرُونَ اى غرباء لا اعرفکم. قال ابن عباس ظنّ ابراهیم انهم بنو آدم فقال فى نفسه هؤلاء قوم لا نعرفهم، و قیل انّما انکر امرهم لانهم دخلوا علیه من غیر استیذان و قیل لم یکن السّلام تحیتهم فى ذلک الزمان فلمّا سلّموا علیه نکرهم.
فَراغَ إِلى أَهْلِهِ، اتاهم فى خفیة من ضیفه لئلا یعلموا بما یتکلّفه لهم، راغ اى اسرع فى خفاء، فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِینٍ مشوىّ و کان اکثر ماله (ص)، البقر و اختار السمین زیادة فى اکرامهم.
فَقَرَّبَهُ إِلَیْهِمْ لیأکلوا فلم یأکلوا لانّهم لا یأکلون و لا یشربون، قالَ ابراهیم، أَ لا تَأْکُلُونَ لم یأمرهم بالاکل تعظیما لهم، فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِیفَةً، اذ رفعوا ایدیهم عن طعامه و ظنّ انهم جاءوه بشرّ یریدونه، قالُوا لا تَخَفْ، انّا رسل اللَّه و قیل انّ جبرئیل مسح العجل بجناحه فقام یدرج حتى لحق بامّه و کانت فى الدار فصدّقهم و امن، وَ بَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِیمٍ یعنى اسحاق علیه السلام.
فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِی صَرَّةٍ، اى صیحة تقول اوه ا الد و انا عجوز و الصرّة الصیحة الرفیعة منها صریر الباب. و قیل فى صرّة اى فى حیاء لأنّها رأت اثر الحیض، فَصَکَّتْ وَجْهَها، اى لطمت وجهها و قیل جمعت اصابعها فضربت جبینها تعجّبا کعادة النساء اذا انکرن شیئا، وَ قالَتْ عَجُوزٌ عَقِیمٌ اى انا عجوز و قیل معناه أ تلد عجوز و لها تسع و تسعون سنة و کانت فى شبابها عقیما لم تلد.
قالُوا کَذلِکَ قالَ رَبُّکِ، اى کما قلنا لک قال ربک انّک ستلدین غلاما، إِنَّهُ هُوَ الْحَکِیمُ، فى فعله، الْعَلِیمُ بعباده.قالَ فَما خَطْبُکُمْ أَیُّهَا الْمُرْسَلُونَ اى ارسلتم لامر جلیل و شأن عظیم فما ذا کم.
قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِینَ یعنى لاهلاکهم و هم قوم لوط و مدینتهم سدوم.
لِنُرْسِلَ عَلَیْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِینٍ اى آجر فانّه طین طبخ فصار حجارة و قیل حجارة الارض کلّها کانت طینا صارت حجارة على مرّ الدهور.
مُسَوَّمَةً، اى معلّمة و کانت حجارة سوداء علیها خطوط حمر على کلّ واحد منها اسم من رمى بها مکتوبا، عِنْدَ رَبِّکَ لِلْمُسْرِفِینَ المشرکین المجاوزین الحد فیه.
فَأَخْرَجْنا مَنْ کانَ فِیها اى فى قرى قوم لوط، مِنَ الْمُؤْمِنِینَ یعنى لوطا و من آمن به کقوله: فَأَسْرِ بِأَهْلِکَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّیْلِ.
فَما وَجَدْنا فِیها غَیْرَ بَیْتٍ، اى غیر اهل بیت، مِنَ الْمُسْلِمِینَ یعنى لوطا و ابنتیه، وصفهم اللَّه تعالى بالایمان و الاسلام جمیعا لانّه ما من مؤمن الا و هو مسلم.
وَ تَرَکْنا فِیها، اى فى مدینة قوم لوط، آیة لِلَّذِینَ یَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِیمَ اى علامة للخائفین تدلّهم على انّ اللَّه اهلکهم فیخافون مثل عذابهم کقوله: إِنَّ فِی ذلِکَ لَعِبْرَةً لِمَنْ یَخْشى و کقوله: ذلِکَ لِمَنْ خافَ مَقامِی.
وَ فِی مُوسى، یعنى و ترکنا فى ارسال موسى ایضا عبرة و قیل هو معطوف على قوله: وَ فِی الْأَرْضِ آیاتٌ. إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِینٍ بحجة ظاهرة.
فَتَوَلَّى بِرُکْنِهِ، اى اعرض فرعون عن الایمان بجموعه و جنوده و قیل برکنه اى بجانبه و جمیع بدنه و هو کنایة عن المبالغة فى الاعراض، و قیل بقوّته و قومه و الرکن ما رکن الیه الانسان من مال و جند و قوة، وَ قالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ او هاهنا للعطف، تأویله ساحر و مجنون، کقوله: إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ یَزِیدُونَ یعنى و یزیدون.
أَخَذْناهُ وَ جُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِی الْیَمِ اى اغرقناهم فى البحر یعنى بحر اساف هُوَ مُلِیمٌ اتى بما یلام علیه.
وَ فِی عادٍ، معطوف على قوله: وَ فِی الْأَرْضِ آیاتٌ اى و فى اهلاک عاد ایضا عبرة، إِذْ أَرْسَلْنا عَلَیْهِمُ الرِّیحَ الْعَقِیمَ و هى التی لا خیر فیها و لا برکة و لا تلقح شجرا و لا تحمل مطرا و لا تنشئ سحابا و هى الدبور من قوله علیه السلام نصرت بالصبا و اهلکت عاد بالدبور و قیل هو الجنوب.
ما تَذَرُ مِنْ شَیْءٍ أَتَتْ عَلَیْهِ، من انفسهم و انعامهم و اموالهم، إِلَّا جَعَلَتْهُ کَالرَّمِیمِ یعنى کالشیء الهالک البالى و هو نبات الارض اذا یبس و دیس و قیل کالرماد و قیل کالتراب المدقوق.
وَ فِی ثَمُودَ یعنى قوم صالح، إِذْ قِیلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِینٍ، یعنى الى وقت فناء آجالهم و ذلک انّهم لما عقروا الناقة قیل لهم تمتّعوا ثلاثة ایام.
فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بعد مضىّ الایام الثلاثة، و الصاعقة کلّ عذاب مهلک و قیل هى الموت و قرأ الکسائى الصّعقة و هى الصوت الذى یکون من الصاعقة، وَ هُمْ یَنْظُرُونَ، اى یرون ذلک عیانا.
فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِیامٍ، فما قاموا بعد نزول العذاب بهم و لا قدروا على نهوض و قیل ما استطاعوا من ان یقیموا به فیدفعوه عن انفسهم: وَ ما کانُوا مُنْتَصِرِینَ اى منتقمین منّا و لا ممتنعین من العذاب.
وَ قَوْمَ نُوحٍ قرأ حمزة و الکسائى و ابو عمرو بکسر المیم معطوفا على قوله: وَ فِی الْأَرْضِ آیاتٌ، یعنى و فى قوم نوح ایضا آیة و عبرة، و قرأ الآخرون بالنصب معطوفا على قوله:أَخَذْناهُ وَ جُنُودَهُ
یعنى فاغرقنا قوم نوح، مِنْ قَبْلُ، عاد و ثمود و قوم فرعون، إِنَّهُمْ کانُوا قَوْماً فاسِقِینَ.
وَ السَّماءَ بَنَیْناها بِأَیْدٍ، الاید القوّة، تقول ایّدک اللَّه اى قوّاک اللَّه و منه قوله: عَمِلَتْ أَیْدِینا أَنْعاماً وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ اى قادرون، و قیل معناه نحن فى سعة ممّا نرید و لا یضیق عنّا شیء نریده. وَ الْأَرْضَ فَرَشْناها، اى بسطناها و مددناها لیستقرّوا علیها، فَنِعْمَ الْماهِدُونَ نحن. قال ابن عباس: اى نعم ما وطّأت لعبادى.
آیت دوم: وَ فِی أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ، منسوخ است بآیت زکاة. و در بیان فضیلت سورة ابىّ بن کعب گفت: قال رسول اللَّه (ص) من قرأ سورة، و الذاریات ذروا أعطى من الاجر عشر حسنات بعدد کل ریح هبّت و جرت فى الدنیا.
قوله: وَ الذَّارِیاتِ ذَرْواً یعنى الریاح التی تذروا التراب ذروا کقوله: تعالى تَذْرُوهُ الرِّیاحُ، تقول ذروت الشیء ذروا اذا اطرته فى الهواء و اذریت الشیء اذراء اذا نثرته بالارض و قوله: ذَرْواً، مصدر افاد المبالغة فى الکثرة و قیل ذروا مفعول و المراد به المذروّ.
فَالْحامِلاتِ وِقْراً یعنى السحاب تحمل ثقلا من الماء کقوله: السَّحابَ الثِّقالَ و قوله: سَحاباً ثِقالًا.
فَالْجارِیاتِ یُسْراً، هى السفن تجرى فى الماء جریا سهلا کقوله: لَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِی الْبَحْرِ وَ مِنْ آیاتِهِ الْجَوارِ فِی الْبَحْرِ حَمَلْناکُمْ فِی الْجارِیَةِ.
فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً. یعنى الملائکة میکائیل و جنده یقسمون ارزاق المرتزقین بامر اللَّه. و قیل الملائکة تاتى بامور مختلفة: جبرئیل بالغلظة و میکائیل بالرحمة و عزرائیل بالموت و اسرافیل بالنفخ.
روى انّ عبد اللَّه بن کوّاء سأل علیا (ع) عن الذَّارِیاتِ فقال الریاح و عن فَالْحامِلاتِ وِقْراً فقال السحاب و عن فَالْجارِیاتِ یُسْراً فقال السفن و عن فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً فقال الملائکة.
و روى انّ رجلا من اهل البصرة اسمه صبیغ جاء الى عمر بن الخطاب فقال ما الذاریات ذروا؟ قال الریاح و لو لا انّى سمعت رسول اللَّه (ص) یقول ذلک لم اخبرک قال فما الحاملات وقرا قال السحاب و لو لا انى سمعت رسول اللَّه (ص) یقول ذلک لم اخبرک، قال فما الجاریات یسرا قال السفن و لو لا انّى سمعت رسول اللَّه (ص) یقول ذلک لم اخبرک، قال فما المقسّمات امرا قال الملائکة و لو لا انّى سمعت رسول اللَّه (ص) یقول ذلک لم اخبرک، اقسم اللَّه بهذه الاشیاء لما فیها من الدلالة على صنعه، و قیل فیها اضمار تقدیره: و رب الذاریات.
روى عن کعب الاحبار قال: لو حبس اللَّه عز و جل الریح عن الارض ثلاثة ایّام ما بقى على الارض شیء الا نتن و عن العوام بن حوشب قال: تخرج الجنوب من الجنّة فتمرّ على جهنم فغمها منها و برکاتها من الجنة و تخرج الشمال من جهنم فتمرّ على الجنّة فروحها من الجنة و شرّها من النار. و قیل الشمال تمرّ بجنة عدن فتأخذ من عرف طیبها فتمرّ على ارواح الصدّیقین. و عن عبد اللَّه شدّاد قال: انّ الریح من روح اللَّه عز و جل فاذا رایتموها فسلوا اللَّه من خیرها و عوذوا به من شرها و عن جابر رضى اللَّه عنه قال: هاجت ریح کادت تدفن الراکب من شدّتها
فقال النبى (ص): هذه ریح ارسلت لموت منافق، فقد منا المدینة فاذا رأس من رءوس المنافقین قد مات.
و روى انّ مساکن الریاح اجنحة الکروبیّین حملة الکراسى فتهیج من ثم فتقع بعجلة الشمس ثم تهیج من عجلة الشمس فتقع برؤوس الجبال فتقع فى البرّ فتأخذ الشمال حدها من کرسى بنات النعش الى مغرب الشمس و تأتى الدبور حدها من مغرب الشمس الى مطلع سهیل و تأتى الجنوب حدها من مطلع سهیل الى مطلع الشمس و تأتى الصبا حدها من مطلع الشمس الى کرسى بنات النعش، فلا تدخل هذه فى حدّ هذه و لا هذه فى حدّ هذه. و قال ابن عمر الریاح ثمان، اربع منها عذاب و اربع منها رحمة امّا الرحمة فالناشرات و المبشّرات و الذاریات و المرسلات و امّا العذاب فالعاصف و القاصف و الصّرصر و العقیم و اراد ابن عمر ما فى القرآن من الفاظ الریاح.
قوله: فَالْحامِلاتِ وِقْراً هى السحاب تحمل المطر، روى عن خالد بن معدان قال انّ فى الجنة شجرة تثمر السحاب فالسوداء التی نضجت تحمل المطر و البیضاء التی لم تنضج لا تحمل المطر و قال کعب السحاب غربال المطر و لو لا السحاب لا فسد المطر ما اصاب من الارض. و فى روایة لو لا ذلک لخد فى الارض اخدودا و کان الحسن اذا نظر الى السحاب قال للَّه و اللَّه رزقکم و لکن تحرمونه بخطایاکم و اعمالکم، و عن عکرمة قال: ما انزل اللَّه عز و جل من السماء قطرة الا انبت بها فى الارض عشبة او فى البحر لؤلؤة و قال کعب المطر زوج الارض.
فَالْجارِیاتِ یُسْراً روى عن عبد اللَّه بن عمر قال البحر زق بید ملک لو یغفل عنه الملک لطمّ على الارض و قال النبى (ص) لا یرکبنّ رجل البحر الا غازیا او حاجّا او معتمرا فانّ تحت البحر نارا و انّ تحت النار بحرا و انّ تحت البحر نارا.
و قال الحسن: البحر طبق جهنم. و قال کعب: ما من لیلة الا و البحار تشرف على الخلائق، فتقول یا رب ائذن لنا نغرق الخطّائین فیأمرها تبارک و تعالى فتسکن و سأل سلیمان بن داود ملک البحر فخرجت الیه دابّة من البحر فجعلت تنسلّ من حیث طلعت الشمس حتى انتصف النهار، تقول هذا و لمّا یخرج نصفى بعد فتعوّذ باللّه من البحر و من ملکه.
قوله: فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً هذا کقوله: فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً. قال عبد الرحمن بن سابط: یدبّر امر الارض اربعة من الملائکة جبرئیل و میکائیل و اسرافیل و ملک الموت علیهم السلام فجبرئیل على الجنود و الریاح و میکائیل على القطر و النبات و ملک الموت على قبض الارواح و اسرافیل یبلّغهم ما یؤمرون به و فى الخبر انّ رسول اللَّه (ص) سأل جبرئیل ان یتراءى له فى صورته فغشى على رسول اللَّه حین رآه ثم افاق و جبرئیل یسنده واضعا احدى یدیه فى صدره و الأخرى بین کتفیه فقال سبحان اللَّه ما کنت اظن شیئا من الخلق هکذا، فقال جبرئیل فکیف لو رأیت اسرافیل
و قال (ص) رأیت جبرئیل و قد هبط قد ملأ بین الخافقین علیه ثیاب سندس معلّق به اللؤلؤ و الیاقوت
و قیل المراد بالکلّ الملائکة لاجماعهم على انّ المقسّمات امرا هم الملائکة فیکون الکل من جنس واحد لانه عطف بعضها على بعض بالفاء و ذلک یقتضى اتصالا و تعقیبا فتصیر التقدیر اقسم بالملئکة التی تذرو الریاح فتحمل السحاب فتجرى بها و یقسّمها فى البلاد بین العباد ثم ذکر المقسم علیه. فقال: إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ اى انّ ما توعدون من الثواب و العقاب لصدق وقع اسم الفاعل موقع المصدر. و قیل لصادق اى ذو صدق وَ إِنَّ الدِّینَ لَواقِعٌ اى الحساب و الجزاء لکائن، ثمّ ابتدأ قسما آخر فقال: وَ السَّماءِ ذاتِ الْحُبُکِ، قال ابن عباس حبکها حسنها و استواءها، یقال للنسّاج اذا نسج الثوب فاجاد ما احسن حبکه و قال سعید بن جبیر ذات الحبک اى ذات الزینة، معناه النجوم و قال مقاتل و الکلبى: الحبک الطرائق الحسنة مثل ما یظهر على الماء من هبوب الریح و على الرمل و الشعر الجعد و لکنها لا ترى لبعدها من الناس، واحدتها حبیکة کالطریقة و الطرق و قیل الحبک الخطوط و قیل جمع حباک کالمثال و المثل. ثم ذکر جواب القسم فقال: إِنَّکُمْ، یعنى یا اهل مکه، لَفِی قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ. فى القرآن. و فى محمد (ص) یقولون فى القرآن سحر و کهانة و اساطیر الاولین و فى محمد ساحر و شاعر و مجنون و قیل قول مختلف اى مصدّق و مکذّب و مقرّ و منکر و محقّ و مبطل و قیل اختلافهم فى الساعة بالتکذیب و الشک لقوله: إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا و قال تعالى: عَمَّ یَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِیمِ، الَّذِی هُمْ فِیهِ مُخْتَلِفُونَ.
قوله: یُؤْفَکُ عَنْهُ هذه الهاء راجعة الى قوله: لَصادِقٌ و الافک الصرف تأویله یصرف عن تصدیق ذلک الوعد الصادق من صرف عن الهدى فى الازل. و قیل معناه یصرف عن الحق من کذب و دعى الى الباطل.
قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ اى لعن الکذّابون المرتابون الظانّون باللّه ظنّ السوء التخرّص التقوّل بالظن و هم المقتسمون الذین اقتسموا اعقاب مکة و اقتسموا القول فى النبى (ص) لیصرفوا الناس عن دین الاسلام، و قال مجاهد: هم الکهنة.
الَّذِینَ هُمْ فِی غَمْرَةٍ اى فى غفلة متناهیة و الغمرة فوق الغفلة و السهو دون الغفلة و المعنى هم فى غایة الجهل ساهُونَ عن الحق غافلون عن امر الآخرة.
یَسْئَلُونَ أَیَّانَ یَوْمُ الدِّینِ اى یقولون استهزاء و تکذیبا یا محمد متى الیوم الذى توعّدنا فیه بوقوع الجزاء، ایّان کلمة معناها متى و اصلها اىّ اوان، فحذفت الهمزة و الواو.
یَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ یُفْتَنُونَ هذا جواب من اللَّه لهم اى تکون هذه الجزاء فى یوم هم على النار اى بالنار یفتنون، یعذّبون و یحرقون بها کما یفتن الذّهب بالنار یقال فتنت الشیء اى احرقت خبثه لیظهر خلاصه، و الکافر کلّه خبث فیحرق کلّه.
ذُوقُوا فِتْنَتَکُمْ اى یقول لهم خزنة النار ذوقوا عذابکم و احراقکم بالنار هذَا العذاب و هذا الیوم الَّذِی کُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ بقولکم: مَتى هذَا الْوَعْدُ، و بقولکم: فَأْتِنا بِما تَعِدُنا، و قیل یُفْتَنُونَ اى یختبرون، و یسئلون عمّا کانوا فیه فى الدنیا کقوله: ما ذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِینَ «ما ذا کنتم تفعلون»، ثمّ بیّن مستقرّا المؤمنین فقال: إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ عُیُونٍ. آخِذِینَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ فیه وجهان احدهما: انّه حال ثابت لهم فى الدنیا اى عاملین بما یأمرهم ربهم فى الدنیا کقوله: ما آتاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ و منه قولهم: اخذت بقول فلان فى مسئلة کذا. و الوجه الثانى: آخذین فى الجنة ما اعطاهم ربهم من ثواب اعمالهم، إِنَّهُمْ کانُوا قَبْلَ ذلِکَ، اى قبل دخول. الجنّة کانوا مُحْسِنِینَ مؤمنین مطیعین فى الدنیا ثمّ فسّر فقال: کانُوا قَلِیلًا مِنَ اللَّیْلِ ما یَهْجَعُونَ ما صلة و المعنى قلیلا من اللّیل ینامون.
قال الحسن یمدّون الصلاة الى السحر ثم یستغفرون. و قال قتادة لا ینامون عن صلاة العشاء و قیل یصلّون ما بین المغرب و العشاء و قیل معناه قلّ لیلة تاتى علیهم الا صلّوا فیها شیئا امّا من اوّلها او من اوسطها، و وقف بعضهم على قوله قلیلا، اى کانوا من الناس قلیلا ثم ابتدأ مِنَ اللَّیْلِ ما یَهْجَعُونَ و جعله جحدا اى لا ینامون باللیل البتّة بل یقومون للصلاة و العبادة و هو قول الضحاک و مقاتل.
وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ قال الکلبى و مجاهد و مقاتل: و بالاسحار یصلّون و ذلک انّ صلوتهم لطلب المغفرة و فى الخبر الصحیح روى ابو هریرة قال: قال النبى ینزل اللَّه الى السماء الدنیا کل لیلة حین یبقى ثلث اللیل فیقول انا الملک من الذى یدعونى فاستجیب له، من الذى یسئلنى فاعطیه، من الذى یستغفرنى فاغفر له.
و عن ابن عباس قال: کان النبى (ص) اذا قام من اللیل یتهجد قال اللهم انت الحمد انت نور السماوات و الارض و من فیهن و لک الحمد انت ضیاء السماوات و الارض و من فیهن و لک الحمد انت قیم السماوات و الارض و من فیهن و لک الحمد انت ملک السماوات و الارض و من فیهن و لک الحمد انت الحق و وعدک حق و لقاؤک حق و قولک حق و الجنّة حق و النار حق و النّبیّون حق و محمد حق و الساعة حق. اللهم لک اسلمت و بک آمنت و علیک توکلت و الیک انبت و بک خاصمت و الیک حاکمت فاغفر ما قدّمت و ما اخّرت و ما اسررت و ما اعلنت انت المقدّم و انت المؤخّر لا اله الا انت و لا حول و لا قوة الا باللّه.
قوله: وَ فِی أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ فیه قولان، احدهما: الزکاة و الثانى: حق سوى الزکاة تصل به رحما او تقرى به ضیفا او تحمل به کلّا و ذهب بعضهم الى انّه منسوخ بآیة الزکاة و السائل هو الذى یسئل الناس لحاجته و فاقته فیجب ان یعطى من غیر تفتیش عن حاله لقوله: للسائل حق و ان جاء على فرس و المحروم هو الذى حرم من الرزق ما یکفیه و فیه اقوال احدها: انّ المحروم الذى لیس له فى الفىء نصیب و لا فى الزکاة سهم، قاله ابن عباس و قیل هو المصاب ثمره او زرعه من قوله عز و جل: بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ و قیل هو المحارف الذى لا تستقیم له حرفة و قیل هو المتعفف الذى لا یظهر فاقته بالسؤال و لا یفطن له فیتصدّق علیه، و قیل هو ابو البنات. و فى الخبر افضل الصدقة، الصدقة على ذى الرحم الکاشح.
الکاشح العدوّ. و عن انس انّ النبى (ص) قال: یا انس ویل للاغنیاء من الفقراء یوم القیمة یقولون یا ربنا ظلمونا حقوقنا التی فرضت لنا علیهم قال: فیقول و عزتى لاقرّبنکم و لابعدنّهم و تلا رسول اللَّه (ص) هذه الایة: وَ فِی أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ.
وَ فِی الْأَرْضِ آیاتٌ، اى عبر و عظات اذا ساروا فیها، لِلْمُوقِنِینَ یرید ما فیها من الجبال و البحار و الاشجار و النبات و قیل یرید ما وقع فیها من العذاب بالامم الخالیة.
وَ فِی أَنْفُسِکُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ یعنى وَ فِی أَنْفُسِکُمْ، آیات و عبر و هى اقرب الاشیاء الیکم و آیاتها تربى على آیات السماوات و الارض، منها: استواء المفاصل و قیل یأکل و یشرب من مدخل واحد و یخرجان من مخرجین و قیل آیاتها انّها کانت نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظما الى ان نفخ فیها الروح و قال عطاء: یرید اختلاف الالسنة و الصور و الالوان و الطبائع، أَ فَلا تُبْصِرُونَ. کیف خلقکم فتعرفوا قدرته على البعث، وَ فِی السَّماءِ رِزْقُکُمْ، قال ابن عباس و مقاتل: یعنى المطر الذى هو سبب الارزاق و قیل فى بمعنى على و تقدیره على رب السماء رزقکم کقوله: وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِی الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها، وَ ما تُوعَدُونَ من الجنّة و النار و الثواب و العقاب، ثم اقسم بنفسه فقال: فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ یعنى انّ الذى ذکرت من امر الرزق، لَحَقٌّ، روى انّ النبى (ص) قال قاتل اللَّه اقواما اقسم لهم ربهم ثم لم یصدّقوه، مِثْلَ ما أَنَّکُمْ تَنْطِقُونَ. قال ابن عباس: معناه انه لحق کما ان قول لا اله الا اللَّه حق و قیل کما لا شک انکم ناطقون کذلک لا شک فى وقوع ما توعدون. و قال الزجاج شبّه اللَّه تعالى تحقق ما اخبر عنه بتحقق نطق الآدمى و وجوده و قیل معناه کما لا یدرى احدکم من این نطقه و من این یجتمع الکلام حرفا حرفا، کذلک یأتیه رزقه قوتا قوتا و لا یدرى من این یأتیه و قیل کما انّ کلّ انسان ینطق بلسان نفسه لا یمکنه ان ینطق بلسان غیره فکذلک کلّ انسان یاکل رزق نفسه الذى قسم له و لا یقدر ان یأکل رزق غیره.
قرأ حمزة الکسائى و ابو بکر عن عاصم مثل برفع اللام على انّه نعت للحق و الباقون بالنصب على انّه صفة مصدر محذوف اى انّه لحق حقا مثل ما انّکم تنطقون.
قوله: هَلْ أَتاکَ حَدِیثُ ضَیْفِ إِبْراهِیمَ الْمُکْرَمِینَ سمّاهم مکرمین لانّهم کانوا ملائکة کراما و قد قال اللَّه عز و جل: بَلْ عِبادٌ مُکْرَمُونَ و قیل لانّهم کانوا ضیف ابراهیم و کان ابراهیم اکرم الخلیقة و ضیف الکرام مکرمون و قیل لانّ ابراهیم (ع) اکرمهم بتعجیل قراءهم و القیام بنفسه علیهم و طلاقة الوجه.
و قال ابن عباس: سمّاهم مکرمین لانّهم جاءوا غیر مدعوّین. و فى الخبر عن النبى (ص) قال: من کان یؤمن باللّه و الیوم الآخر فلیکرم ضیفه.
إِذْ دَخَلُوا عَلَیْهِ فَقالُوا سَلاماً، اى سلّموا علیه سلاما للتحیة، قالَ سَلامٌ، اى ردّ علیهم السلام بمثل ما سلّموا و قیل معناه نحن سلم لک غیر محاربین لتسکن نفسه فاجابهم بمثل ذلک فقال سلم اى نحن ایضا، قَوْمٌ مُنْکَرُونَ اى غرباء لا اعرفکم. قال ابن عباس ظنّ ابراهیم انهم بنو آدم فقال فى نفسه هؤلاء قوم لا نعرفهم، و قیل انّما انکر امرهم لانهم دخلوا علیه من غیر استیذان و قیل لم یکن السّلام تحیتهم فى ذلک الزمان فلمّا سلّموا علیه نکرهم.
فَراغَ إِلى أَهْلِهِ، اتاهم فى خفیة من ضیفه لئلا یعلموا بما یتکلّفه لهم، راغ اى اسرع فى خفاء، فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِینٍ مشوىّ و کان اکثر ماله (ص)، البقر و اختار السمین زیادة فى اکرامهم.
فَقَرَّبَهُ إِلَیْهِمْ لیأکلوا فلم یأکلوا لانّهم لا یأکلون و لا یشربون، قالَ ابراهیم، أَ لا تَأْکُلُونَ لم یأمرهم بالاکل تعظیما لهم، فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِیفَةً، اذ رفعوا ایدیهم عن طعامه و ظنّ انهم جاءوه بشرّ یریدونه، قالُوا لا تَخَفْ، انّا رسل اللَّه و قیل انّ جبرئیل مسح العجل بجناحه فقام یدرج حتى لحق بامّه و کانت فى الدار فصدّقهم و امن، وَ بَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِیمٍ یعنى اسحاق علیه السلام.
فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِی صَرَّةٍ، اى صیحة تقول اوه ا الد و انا عجوز و الصرّة الصیحة الرفیعة منها صریر الباب. و قیل فى صرّة اى فى حیاء لأنّها رأت اثر الحیض، فَصَکَّتْ وَجْهَها، اى لطمت وجهها و قیل جمعت اصابعها فضربت جبینها تعجّبا کعادة النساء اذا انکرن شیئا، وَ قالَتْ عَجُوزٌ عَقِیمٌ اى انا عجوز و قیل معناه أ تلد عجوز و لها تسع و تسعون سنة و کانت فى شبابها عقیما لم تلد.
قالُوا کَذلِکَ قالَ رَبُّکِ، اى کما قلنا لک قال ربک انّک ستلدین غلاما، إِنَّهُ هُوَ الْحَکِیمُ، فى فعله، الْعَلِیمُ بعباده.قالَ فَما خَطْبُکُمْ أَیُّهَا الْمُرْسَلُونَ اى ارسلتم لامر جلیل و شأن عظیم فما ذا کم.
قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِینَ یعنى لاهلاکهم و هم قوم لوط و مدینتهم سدوم.
لِنُرْسِلَ عَلَیْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِینٍ اى آجر فانّه طین طبخ فصار حجارة و قیل حجارة الارض کلّها کانت طینا صارت حجارة على مرّ الدهور.
مُسَوَّمَةً، اى معلّمة و کانت حجارة سوداء علیها خطوط حمر على کلّ واحد منها اسم من رمى بها مکتوبا، عِنْدَ رَبِّکَ لِلْمُسْرِفِینَ المشرکین المجاوزین الحد فیه.
فَأَخْرَجْنا مَنْ کانَ فِیها اى فى قرى قوم لوط، مِنَ الْمُؤْمِنِینَ یعنى لوطا و من آمن به کقوله: فَأَسْرِ بِأَهْلِکَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّیْلِ.
فَما وَجَدْنا فِیها غَیْرَ بَیْتٍ، اى غیر اهل بیت، مِنَ الْمُسْلِمِینَ یعنى لوطا و ابنتیه، وصفهم اللَّه تعالى بالایمان و الاسلام جمیعا لانّه ما من مؤمن الا و هو مسلم.
وَ تَرَکْنا فِیها، اى فى مدینة قوم لوط، آیة لِلَّذِینَ یَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِیمَ اى علامة للخائفین تدلّهم على انّ اللَّه اهلکهم فیخافون مثل عذابهم کقوله: إِنَّ فِی ذلِکَ لَعِبْرَةً لِمَنْ یَخْشى و کقوله: ذلِکَ لِمَنْ خافَ مَقامِی.
وَ فِی مُوسى، یعنى و ترکنا فى ارسال موسى ایضا عبرة و قیل هو معطوف على قوله: وَ فِی الْأَرْضِ آیاتٌ. إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِینٍ بحجة ظاهرة.
فَتَوَلَّى بِرُکْنِهِ، اى اعرض فرعون عن الایمان بجموعه و جنوده و قیل برکنه اى بجانبه و جمیع بدنه و هو کنایة عن المبالغة فى الاعراض، و قیل بقوّته و قومه و الرکن ما رکن الیه الانسان من مال و جند و قوة، وَ قالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ او هاهنا للعطف، تأویله ساحر و مجنون، کقوله: إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ یَزِیدُونَ یعنى و یزیدون.
أَخَذْناهُ وَ جُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِی الْیَمِ اى اغرقناهم فى البحر یعنى بحر اساف هُوَ مُلِیمٌ اتى بما یلام علیه.
وَ فِی عادٍ، معطوف على قوله: وَ فِی الْأَرْضِ آیاتٌ اى و فى اهلاک عاد ایضا عبرة، إِذْ أَرْسَلْنا عَلَیْهِمُ الرِّیحَ الْعَقِیمَ و هى التی لا خیر فیها و لا برکة و لا تلقح شجرا و لا تحمل مطرا و لا تنشئ سحابا و هى الدبور من قوله علیه السلام نصرت بالصبا و اهلکت عاد بالدبور و قیل هو الجنوب.
ما تَذَرُ مِنْ شَیْءٍ أَتَتْ عَلَیْهِ، من انفسهم و انعامهم و اموالهم، إِلَّا جَعَلَتْهُ کَالرَّمِیمِ یعنى کالشیء الهالک البالى و هو نبات الارض اذا یبس و دیس و قیل کالرماد و قیل کالتراب المدقوق.
وَ فِی ثَمُودَ یعنى قوم صالح، إِذْ قِیلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِینٍ، یعنى الى وقت فناء آجالهم و ذلک انّهم لما عقروا الناقة قیل لهم تمتّعوا ثلاثة ایام.
فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بعد مضىّ الایام الثلاثة، و الصاعقة کلّ عذاب مهلک و قیل هى الموت و قرأ الکسائى الصّعقة و هى الصوت الذى یکون من الصاعقة، وَ هُمْ یَنْظُرُونَ، اى یرون ذلک عیانا.
فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِیامٍ، فما قاموا بعد نزول العذاب بهم و لا قدروا على نهوض و قیل ما استطاعوا من ان یقیموا به فیدفعوه عن انفسهم: وَ ما کانُوا مُنْتَصِرِینَ اى منتقمین منّا و لا ممتنعین من العذاب.
وَ قَوْمَ نُوحٍ قرأ حمزة و الکسائى و ابو عمرو بکسر المیم معطوفا على قوله: وَ فِی الْأَرْضِ آیاتٌ، یعنى و فى قوم نوح ایضا آیة و عبرة، و قرأ الآخرون بالنصب معطوفا على قوله:أَخَذْناهُ وَ جُنُودَهُ
یعنى فاغرقنا قوم نوح، مِنْ قَبْلُ، عاد و ثمود و قوم فرعون، إِنَّهُمْ کانُوا قَوْماً فاسِقِینَ.
وَ السَّماءَ بَنَیْناها بِأَیْدٍ، الاید القوّة، تقول ایّدک اللَّه اى قوّاک اللَّه و منه قوله: عَمِلَتْ أَیْدِینا أَنْعاماً وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ اى قادرون، و قیل معناه نحن فى سعة ممّا نرید و لا یضیق عنّا شیء نریده. وَ الْأَرْضَ فَرَشْناها، اى بسطناها و مددناها لیستقرّوا علیها، فَنِعْمَ الْماهِدُونَ نحن. قال ابن عباس: اى نعم ما وطّأت لعبادى.
رشیدالدین میبدی : ۵۱- سورة الذاریات
۱ - النوبة الثالثة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ «بسم اللَّه»، اخبار عن قدرته و عزّته بنعت الجلال، «الرحمن الرحیم» اخبار عن رأفته و رحمته بوصف الجمال، فبقدرته وجد من وجد من مراده و برأفته وجد من وجد من عباده. بسم اللَّه اخبار است از عزت و قدرت ذو الجلال. الرحمن الرحیم اشارت است بنعت رأفت و لطف جمال بر کمال.
جمال الوهیّت صد هزار جان طالبان بسوخت. جمال صمدیّت صد هزار جان عاشقان بیفروخت. قومى در قهر جلال از بیم قطیعت میسوزند. قومى در لطف جمال بر امید وصلت میفروزند و دلهاى بندگان روز و شب از تأثیر این دو صفت گاه در خوف و گاه در رجا، و از قضیّت این دو اصل گاه در قبض است و گاه در بسط.
بگاه قبض همه فترت بیند و هیبت، بگاه بسط همه لطف بیند و رحمت.
بگاه قبض صرصر قهر آید، شواهد جلال نماید، بنده بسوزد، بزارد، در خواهش آید، بگاه بسط نسیم لطف بوى وصال آرد، شواهد جمال نماید بنده بنازد، در رامش آید.
بگاه قبض بعظمت نگرد همه درد و گداز بیند، بگاه بسط بقرب نگرد همه انس و ناز بیند.
پیر طریقت از اینجا گفت بقرب مىنگر تا از او انس زاید. بعظمت مىنگر تا حرمت فزاید. میان این و آن منتظر مىباش تا سبق ازل خود چه نماید.
قوله: وَ الذَّارِیاتِ ذَرْواً اشارة الى الریاح الصبحیة تحمل انین المشتاقین الى ساحات العزّة ثمّ تأتى بنسیم القربة الى مشام اسرار اهل المحبّة فیجدون راحة من غلبات اللوعة و فى معناه انشدوا:
و انى لاستهدى الریاح نسیمکم
اذا اقبلت من نحوکم بهبوب
و اسئلها حمل السلام الیکم
فان هى یوما بلّغت فاجیبى
آن ساعت که تباشیر صبح پیدا شود و لشکر روشنایى کمین بگشاید و نسیم صبا مهر در هواء عالم دمیدن گیرد، باد صبحى پیکوار از جناب جنّات عدن براه افکنند تا نفحات الهى بمشام اسرار دوستان رساند.
عزیز است آن ساعت و بزرگوار آن وقت که بر بساط وَ نَحْنُ أَقْرَبُ در خلوت وَ هُوَ مَعَکُمْ سرّا بسرّ شراب انا جلیس من ذکرنى بىزحمت اغیار بدوستان خود رساند و منادى عزت بنعت رأفت ندا در عالم کون داده نواخت درویشان را که من یقرض غیر عدوم و لا ظلوم. چه عجب اگر آن ساعت بگوش دل بنده فرو گوید که عبدى لا تَخَفْ إِنَّکَ مِنَ الْآمِنِینَ.
فَالْحامِلاتِ وِقْراً فَالْجارِیاتِ یُسْراً فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ وَ إِنَّ الدِّینَ لَواقِعٌ.
باین مخلوقات و مصنوعات قسم یاد کرد که رستاخیز بودنى است و هر کسى را جزا کردار خود بخیر و شرّ دادنى. معتقد کافه اهل اسلام است که حق جل جلاله روز حشر و نشر خلائق را جمع کند، ارواح و اشباح را بهم آرد چنانک در نشئه اول روح و شخص جمع بودند از بهر ابتلا، هم چنین در روز حشر و نشر جمع باشند از بهر یافت جزا. فالحشر حق و قراءة الکتاب حق و المیزان و السؤال حق و ممرّ الخلق على الصراط حق و لواء الحمد حق و الشفاعة حق و الجنّة و النار حق. قال اللَّه تعالى: وَ یَسْتَنْبِئُونَکَ أَ حَقٌّ هُوَ، قُلْ إِی وَ رَبِّی إِنَّهُ لَحَقٌّ و قال تعالى: فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مؤمنان که باین غیبها ایمان آوردند و پیغام از پیغام رسان پذیرفتند و براست داشتند، جزا ایشان فردا در آن جهان چیست؟
إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ عُیُونٍ آخِذِینَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ، صفت و سیرت ایشان امروز درین جهان چیست؟ کانُوا قَلِیلًا مِنَ اللَّیْلِ ما یَهْجَعُونَ وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ و فى بعض الاخبار یقول اللَّه عز و جل ان احبّ احبّائى الىّ الذین یستغفرون بالاسحار. اولئک الذین اذا اردت باهل الارض شیئا ذکرتهم فصرفت بهم عنهم.
بنده را هیچ کرامت بزرگتر از آن نبود که در شب تاریک برخیزد متوارى، بر درگاه بارى. در مناجات و زارى.
شبى که وصفش اینست: لیل هادئ و قمر بادى و رب ینادى عبادى عبادى.
فرمان آمد که اى محمد وَ مِنَ اللَّیْلِ فَتَهَجَّدْ من کلمه تبعیض است اینجا و معنى آنست که اى محمد بعضى از شب بیدار باش و بعضى از شب در خواب بیاساى که اگر همه شب در خواب باشى امّت ضایع مانند و اگر شب بیدار باشى همه را بشفاعت تو بیامرزم، آن گه نصیب رحمت من پیدا نیاید. اى محمد ترا شفاعت است و مرا رحمت است و چنانک شفاعت ترا نصیب باید رحمت مرا نصیب باید. پس بعضى از شب بیدار باش و بعضى در خواب، تا بسبب بیدارى تو بعضى را بیامرزم تصدیق شفاعت را و بحرمت خواب تو بعض بیامرزم تحقیق رحمت را تا هم نصیب شفاعت تو پدید آید و هم نصیب رحمت من.
قوله: وَ فِی السَّماءِ رِزْقُکُمْ وَ ما تُوعَدُونَ اصمعى گوید در بصره بودم نماز جمعه گزارده و از جامع بیرون آمده که اعرابى را دیدم بر شترى نشسته و نیزه در دست گرفته، چون مرا دید گفت تو از کجایى و از کدام قبیلهاى. گفتم از قبیله اصمع. گفت: تو آنى که ترا اصمعى، گویند: گفتم آرى من آنم. گفت: از کجا مىآیى؟ گفتم از خانه خداى عز و جل گفت: ا و للَّه بیت فى الارض و خداى را در زمین خانهاى هست، گفتم آرى خانه مقدس معظم بیت اللَّه الحرام. گفت آنجا چه میکردى گفتم کلام خدا میخواندم گفت ا و للَّه کلام خداى را کلامى هست، گفتم آرى کلامى شیرین و سخنى پرآفرین. گفت چیزى از آن بر من خوان، درگرفتم: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ. وَ الذَّارِیاتِ ذَرْواً تا اینجا رسیدم: وَ فِی السَّماءِ رِزْقُکُمْ وَ ما تُوعَدُونَ گفت یا اصمعى هذا کلام البارئ. این کلام خداست و سخن او که گفته، گفتم آرى سخن او، خود گفته و بمحمد فرو فرستاده، اصمعى گفت گویى آتشى از غیب دروزدند سوزى در وى پدید آمد، دردى بو العجب از درون وى سر برزد. نیزه و شمشیر داشت هر دو بشکست و شتر را بکشت و بدرویشان فروگذاشت و جامه لشکریان از تن بیرون کرد و گفت: یا اصمعى ترى یقبل من لم یخدمه فى شبابه، چگویى کسى که در جوانى خدمت او ناکرده امروز او را بپذیرد، گفتم چون که نپذیرد پیغامبران را میفرستد که تا ناآمده را بیارند آمده را چون رد کنند.
پیر طریقت در مناجات خویش گفته: الهى هر چند که از بد سزاى خویش بدردم لکن از مفلس نوازى تو شادم. الهى من بقدر تو نادانم و سزاء تو را ناتوانم.
در بیچارگى خود سرگردانم و روز بروز بر زیانم. الهى من کیم که بر درگاه تو زارم یا قصه درد خود بتو بردارم.
در عشق تو من کیم که در منزل من
از وصل رخت گلى دمد بر گل من
آن گه گفت یا اصمعى این درد زده را دارویى بیفزاى و خسته معصیت را مرهمى نه. گفتا بر خوان: فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّکُمْ تَنْطِقُونَ، چند بار خویشتن را بر زمین زده و نعرهاى چند بکشید، همچون و الهى سرگردان و حیران روى نهاد بر بیابان. دانستم که او قصد حج دارد من نیز عزم درست کردم و رفتم، بوقت طواف او را دیدم در استار کعبه آویخته و میگوید: من مثلى و انت ربى، من مثلى و انت ربى.
گفتم یا اعرابى مردم را از طواف مشغول داشتهاى باین سخن که مىگویى گفت: یا اصمعى خانه خانه او و بنده بنده او، بگذار تا نازى کنم بر او. آن گه اعرابى این بیتها بر گفت:
یا رجال اللیل ما احسنکم
بابى انتم و ما اجملکم
اقرعوا الباب على سیّدکم
و لعلّ الباب مفتوح لکم
اصمعى گفت: بعد از آن در میان خلق نهان شد. بسى جستم او را و نیافتم فبقیت متحیّرا مدهوشا لا صبر لى الّا البکاء و النحیب.
جمال الوهیّت صد هزار جان طالبان بسوخت. جمال صمدیّت صد هزار جان عاشقان بیفروخت. قومى در قهر جلال از بیم قطیعت میسوزند. قومى در لطف جمال بر امید وصلت میفروزند و دلهاى بندگان روز و شب از تأثیر این دو صفت گاه در خوف و گاه در رجا، و از قضیّت این دو اصل گاه در قبض است و گاه در بسط.
بگاه قبض همه فترت بیند و هیبت، بگاه بسط همه لطف بیند و رحمت.
بگاه قبض صرصر قهر آید، شواهد جلال نماید، بنده بسوزد، بزارد، در خواهش آید، بگاه بسط نسیم لطف بوى وصال آرد، شواهد جمال نماید بنده بنازد، در رامش آید.
بگاه قبض بعظمت نگرد همه درد و گداز بیند، بگاه بسط بقرب نگرد همه انس و ناز بیند.
پیر طریقت از اینجا گفت بقرب مىنگر تا از او انس زاید. بعظمت مىنگر تا حرمت فزاید. میان این و آن منتظر مىباش تا سبق ازل خود چه نماید.
قوله: وَ الذَّارِیاتِ ذَرْواً اشارة الى الریاح الصبحیة تحمل انین المشتاقین الى ساحات العزّة ثمّ تأتى بنسیم القربة الى مشام اسرار اهل المحبّة فیجدون راحة من غلبات اللوعة و فى معناه انشدوا:
و انى لاستهدى الریاح نسیمکم
اذا اقبلت من نحوکم بهبوب
و اسئلها حمل السلام الیکم
فان هى یوما بلّغت فاجیبى
آن ساعت که تباشیر صبح پیدا شود و لشکر روشنایى کمین بگشاید و نسیم صبا مهر در هواء عالم دمیدن گیرد، باد صبحى پیکوار از جناب جنّات عدن براه افکنند تا نفحات الهى بمشام اسرار دوستان رساند.
عزیز است آن ساعت و بزرگوار آن وقت که بر بساط وَ نَحْنُ أَقْرَبُ در خلوت وَ هُوَ مَعَکُمْ سرّا بسرّ شراب انا جلیس من ذکرنى بىزحمت اغیار بدوستان خود رساند و منادى عزت بنعت رأفت ندا در عالم کون داده نواخت درویشان را که من یقرض غیر عدوم و لا ظلوم. چه عجب اگر آن ساعت بگوش دل بنده فرو گوید که عبدى لا تَخَفْ إِنَّکَ مِنَ الْآمِنِینَ.
فَالْحامِلاتِ وِقْراً فَالْجارِیاتِ یُسْراً فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ وَ إِنَّ الدِّینَ لَواقِعٌ.
باین مخلوقات و مصنوعات قسم یاد کرد که رستاخیز بودنى است و هر کسى را جزا کردار خود بخیر و شرّ دادنى. معتقد کافه اهل اسلام است که حق جل جلاله روز حشر و نشر خلائق را جمع کند، ارواح و اشباح را بهم آرد چنانک در نشئه اول روح و شخص جمع بودند از بهر ابتلا، هم چنین در روز حشر و نشر جمع باشند از بهر یافت جزا. فالحشر حق و قراءة الکتاب حق و المیزان و السؤال حق و ممرّ الخلق على الصراط حق و لواء الحمد حق و الشفاعة حق و الجنّة و النار حق. قال اللَّه تعالى: وَ یَسْتَنْبِئُونَکَ أَ حَقٌّ هُوَ، قُلْ إِی وَ رَبِّی إِنَّهُ لَحَقٌّ و قال تعالى: فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مؤمنان که باین غیبها ایمان آوردند و پیغام از پیغام رسان پذیرفتند و براست داشتند، جزا ایشان فردا در آن جهان چیست؟
إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ عُیُونٍ آخِذِینَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ، صفت و سیرت ایشان امروز درین جهان چیست؟ کانُوا قَلِیلًا مِنَ اللَّیْلِ ما یَهْجَعُونَ وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ و فى بعض الاخبار یقول اللَّه عز و جل ان احبّ احبّائى الىّ الذین یستغفرون بالاسحار. اولئک الذین اذا اردت باهل الارض شیئا ذکرتهم فصرفت بهم عنهم.
بنده را هیچ کرامت بزرگتر از آن نبود که در شب تاریک برخیزد متوارى، بر درگاه بارى. در مناجات و زارى.
شبى که وصفش اینست: لیل هادئ و قمر بادى و رب ینادى عبادى عبادى.
فرمان آمد که اى محمد وَ مِنَ اللَّیْلِ فَتَهَجَّدْ من کلمه تبعیض است اینجا و معنى آنست که اى محمد بعضى از شب بیدار باش و بعضى از شب در خواب بیاساى که اگر همه شب در خواب باشى امّت ضایع مانند و اگر شب بیدار باشى همه را بشفاعت تو بیامرزم، آن گه نصیب رحمت من پیدا نیاید. اى محمد ترا شفاعت است و مرا رحمت است و چنانک شفاعت ترا نصیب باید رحمت مرا نصیب باید. پس بعضى از شب بیدار باش و بعضى در خواب، تا بسبب بیدارى تو بعضى را بیامرزم تصدیق شفاعت را و بحرمت خواب تو بعض بیامرزم تحقیق رحمت را تا هم نصیب شفاعت تو پدید آید و هم نصیب رحمت من.
قوله: وَ فِی السَّماءِ رِزْقُکُمْ وَ ما تُوعَدُونَ اصمعى گوید در بصره بودم نماز جمعه گزارده و از جامع بیرون آمده که اعرابى را دیدم بر شترى نشسته و نیزه در دست گرفته، چون مرا دید گفت تو از کجایى و از کدام قبیلهاى. گفتم از قبیله اصمع. گفت: تو آنى که ترا اصمعى، گویند: گفتم آرى من آنم. گفت: از کجا مىآیى؟ گفتم از خانه خداى عز و جل گفت: ا و للَّه بیت فى الارض و خداى را در زمین خانهاى هست، گفتم آرى خانه مقدس معظم بیت اللَّه الحرام. گفت آنجا چه میکردى گفتم کلام خدا میخواندم گفت ا و للَّه کلام خداى را کلامى هست، گفتم آرى کلامى شیرین و سخنى پرآفرین. گفت چیزى از آن بر من خوان، درگرفتم: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ. وَ الذَّارِیاتِ ذَرْواً تا اینجا رسیدم: وَ فِی السَّماءِ رِزْقُکُمْ وَ ما تُوعَدُونَ گفت یا اصمعى هذا کلام البارئ. این کلام خداست و سخن او که گفته، گفتم آرى سخن او، خود گفته و بمحمد فرو فرستاده، اصمعى گفت گویى آتشى از غیب دروزدند سوزى در وى پدید آمد، دردى بو العجب از درون وى سر برزد. نیزه و شمشیر داشت هر دو بشکست و شتر را بکشت و بدرویشان فروگذاشت و جامه لشکریان از تن بیرون کرد و گفت: یا اصمعى ترى یقبل من لم یخدمه فى شبابه، چگویى کسى که در جوانى خدمت او ناکرده امروز او را بپذیرد، گفتم چون که نپذیرد پیغامبران را میفرستد که تا ناآمده را بیارند آمده را چون رد کنند.
پیر طریقت در مناجات خویش گفته: الهى هر چند که از بد سزاى خویش بدردم لکن از مفلس نوازى تو شادم. الهى من بقدر تو نادانم و سزاء تو را ناتوانم.
در بیچارگى خود سرگردانم و روز بروز بر زیانم. الهى من کیم که بر درگاه تو زارم یا قصه درد خود بتو بردارم.
در عشق تو من کیم که در منزل من
از وصل رخت گلى دمد بر گل من
آن گه گفت یا اصمعى این درد زده را دارویى بیفزاى و خسته معصیت را مرهمى نه. گفتا بر خوان: فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّکُمْ تَنْطِقُونَ، چند بار خویشتن را بر زمین زده و نعرهاى چند بکشید، همچون و الهى سرگردان و حیران روى نهاد بر بیابان. دانستم که او قصد حج دارد من نیز عزم درست کردم و رفتم، بوقت طواف او را دیدم در استار کعبه آویخته و میگوید: من مثلى و انت ربى، من مثلى و انت ربى.
گفتم یا اعرابى مردم را از طواف مشغول داشتهاى باین سخن که مىگویى گفت: یا اصمعى خانه خانه او و بنده بنده او، بگذار تا نازى کنم بر او. آن گه اعرابى این بیتها بر گفت:
یا رجال اللیل ما احسنکم
بابى انتم و ما اجملکم
اقرعوا الباب على سیّدکم
و لعلّ الباب مفتوح لکم
اصمعى گفت: بعد از آن در میان خلق نهان شد. بسى جستم او را و نیافتم فبقیت متحیّرا مدهوشا لا صبر لى الّا البکاء و النحیب.
رشیدالدین میبدی : ۵۱- سورة الذاریات
۲ - النوبة الثانیة
قوله: وَ مِنْ کُلِّ شَیْءٍ خَلَقْنا زَوْجَیْنِ، من الحیوان الذکر و الانثى، الذکر زوج و الانثى زوج و من الجماد نوعین مختلفین کالسماء و الارض و الشمس و القمر و اللیل و النهار و البر و البحر و السهل و الجواب و الشتاء و الصیف و النور و الظلمة و الایمان و الکفر و السعادة و الشقاوة و الحق و الباطل و الحلو و المرّ و قیل التلقیح للنخیل و التسمید للزرع و لکل ضرب من النبات تدبیر یقوم مقام التزویج الذى بین الحیوان لَعَلَّکُمْ تَذَکَّرُونَ فتعلمون انّ اللَّه فرد وتر لیس کمثله شىء فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ، القول هاهنا مضمر تأویله فقل: فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ اى فاهربوا من عذاب اللَّه الى ثوابه بالایمان و الطاعة و مجانبة العصیان. و قال ابن عباس: فرّوا منه الیه و اعملوا بطاعته. و قیل فرّوا من الجهل الى العلم و من طاعة الشیطان الى طاعة الرحمن، إِنِّی لَکُمْ مِنْهُ نَذِیرٌ مُبِینٌ، مِنْهُ، اى من العذاب، نَذِیرٌ مُبِینٌ و یحتمل انّ قوله منه صلة لنذیر اى انّى لکم نذیر من عند اللَّه و قیل فى الایة تقدیم و تأخیر تقدیره: «ففروا الى اللَّه منه، انى لکم نذیر مبین».
وَ لا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ إِنِّی لَکُمْ مِنْهُ نَذِیرٌ مُبِینٌ التکرار على تأکید التوبیخ و هو ابلغ فى الوعید و قیل الاول متصل بالمعصیة و الثانى بالشرک و اذا اختلفا لا یکون تکرارا، کَذلِکَ، اى کما کذّبک قومک و قالوا ساحر او مجنون، کَذلِکَ ما أَتَى الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ قال اللَّه تعالى: أَ تَواصَوْا بِهِ، الالف للتوبیخ و المعنى اوصى اولهم آخرهم و اوصى بعضهم بعضا بالتکذیب و تواطئوا علیهم، بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ اى متجاوزون الحد فى العصیان اى لم یتواصوا و لکن اتّفقوا فیما اوجب ذلک و هو الطغیان.
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ منسوخ بآیة السیف و قیل منسوخ بالاقبال علیهم بالموعظة، و هو قوله: بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ، و معنى الایة: «فاعرض عنهم فما انت بملوم» فقد ادّیت الرسالة و ما قصّرت فیما امرت. قال المفسّرون لمّا نزلت هذه الایة حزن رسول اللَّه (ص) و اشتدّ ذلک على اصحابه و ظنّوا انّ الوحى قد انقطع و انّ العذاب قد حضر اذ امر النبى (ص) ان یتولّى عنهم فانزل اللَّه عز و جل: وَ ذَکِّرْ فَإِنَّ الذِّکْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ فطابت انفسهم. قال مقاتل: اى عظ بالقرآن کفّار مکة، فانّ الذکرى تنفع من فى علم اللَّه ان یؤمن منهم، و قال الکلبى: عظ بالقرآن من آمن من قومک فان الذکرى تنفعهم.
وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِیَعْبُدُونِ لیست هذا الکلام بکلمة الارادة لو اراد اللَّه من خلقه کلّهم و شاء منهم توحیده لوحّدوه، انّما تأویل الحرف اعنى اللام لآمرهم ان یعبدونى و ادعوهم الى عبادتى. ثم امرهم بالعبادة و دعاهم الیها فقال تعالى: یا أَیُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّکُمُ و قال تعالى: وَ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ لا تُشْرِکُوا بِهِ شَیْئاً ثم خصّ الانبیاء من الخلق. فقال تعالى: وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِکَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِی إِلَیْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ثم خصّ المصطفى محمدا (ص) من بین الانبیاء فقال: بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَ کُنْ مِنَ الشَّاکِرِینَ. و هذا
قول على بن ابى طالب (ع) یؤیّده قوله عز و جل: وَ ما أُمِرُوا إِلَّا لِیَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً.
و قال الکلبى و الضحاک هذا خاص لاهل طاعته من الفریقین یدلّ علیه قراءة ابن عباس و ما خلقت الجن و الانس من المؤمنین الا لیعبدون ثم قال فى آیة اخرى لغیر المؤمنین: وَ لَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ کَثِیراً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ و قیل معناه و ما خلقت السعداء من الجن و الانس الا لعبادتى و الاشقیاء الا لمعصیتى و هذا معنى قول زید بن اسلم قال هم على ما جبلوا علیه من الشقاء و السعادة و قیل لم یخلقهم لعبادة خلق جبلّة و اجبار و انّما خلقهم لها خلق تکلیف و اختبار فمن وفّقه و سدّده اقام العبادة التی خلق لها و من خذله و طرده حرمها و عمل بما خلق لها کقول النبى (ص): اعملوا فکلّ میسّر لما خلق له و قیل معناه ما خلقت الجن و الانس الا لیکونوا عبادا لى و مثله قوله: إِنْ کُلُّ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا آتِی الرَّحْمنِ عَبْداً و قال مجاهد معناه الا لیعرفونى و لو لم یخلقهم لم یعرف وجوده و توحیده. دلیله قوله: وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَیَقُولُنَّ اللَّهُ و قیل معناه الا لیخضعوا لى و یتذلّلوا و معنى العبادة فى اللغة التذلّل و الانقیاد و کلّ مخلوق من الجن و الانس خاضع لقضاء اللَّه متذلّل لمشیّته لا یملک احد لنفسه خروجا عما خلق علیه.
ما أُرِیدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ اى ما ارید منهم ان یرزقوا احدا من خلقى و لا ان یرزقوا انفسهم، وَ ما أُرِیدُ أَنْ یُطْعِمُونِ معناه ان یطعموا احدا من خلقى و انّما اسند الطعام الى نفسه لانّ الخلق عیال اللَّه و من اطعم عیال احد فقد اطعمه کما جاء فى الحدیث یقول اللَّه تعالى: استطعمتک فلم تطعمنى اى لم تطعم عبدى. ثمّ بیّن انّ الرازق هو لا غیره فقال: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ، لجمیع خلقه النفّاع لغیره لا ینفعه شىء، ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِینُ ذو الاقتدار الشدید اى غالب لا یغلب و قاهر لا یقهر و قادر لا یعجز و قیل معنى ذُو الْقُوَّةِ، اى القوّة التی یتقوّى بها جمیع خلقه له.
فَإِنَّ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا ذَنُوباً، هذه ایضا معطوفة على قوله: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ اى للذین کفروا من اهل مکّة حظّا و نصیبا من العذاب مثل ما کان للامم قبلهم و اصل الذنوب الدلو العظیم. قال الشاعر:
لکم ذنوب و لنا ذنوب
و ان ابیتم فلنا القلیب
قال الزجّاج لا تسمى الدلو ذنوبا الا اذا کانت ملىء و قیل اذا انحدر فهو دلو و اذا ارتفع فهو ذنوب و سجل لانها فى الانحدار فارغة و فى الارتفاع ملىء و قیل معناه عذابا بعد عذاب کالدلو یتبع الدلو، فَلا یَسْتَعْجِلُونِ هذا جواب للنضر بن الحرث و اصحابه حین استعجلوا العذاب فلحقهم یوم بدر.
فَوَیْلٌ لِلَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ یَوْمِهِمُ الَّذِی یُوعَدُونَ یعنى من عذاب یوم القیامة و قیل یوم بدر.
وَ لا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ إِنِّی لَکُمْ مِنْهُ نَذِیرٌ مُبِینٌ التکرار على تأکید التوبیخ و هو ابلغ فى الوعید و قیل الاول متصل بالمعصیة و الثانى بالشرک و اذا اختلفا لا یکون تکرارا، کَذلِکَ، اى کما کذّبک قومک و قالوا ساحر او مجنون، کَذلِکَ ما أَتَى الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ قال اللَّه تعالى: أَ تَواصَوْا بِهِ، الالف للتوبیخ و المعنى اوصى اولهم آخرهم و اوصى بعضهم بعضا بالتکذیب و تواطئوا علیهم، بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ اى متجاوزون الحد فى العصیان اى لم یتواصوا و لکن اتّفقوا فیما اوجب ذلک و هو الطغیان.
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ منسوخ بآیة السیف و قیل منسوخ بالاقبال علیهم بالموعظة، و هو قوله: بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ، و معنى الایة: «فاعرض عنهم فما انت بملوم» فقد ادّیت الرسالة و ما قصّرت فیما امرت. قال المفسّرون لمّا نزلت هذه الایة حزن رسول اللَّه (ص) و اشتدّ ذلک على اصحابه و ظنّوا انّ الوحى قد انقطع و انّ العذاب قد حضر اذ امر النبى (ص) ان یتولّى عنهم فانزل اللَّه عز و جل: وَ ذَکِّرْ فَإِنَّ الذِّکْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ فطابت انفسهم. قال مقاتل: اى عظ بالقرآن کفّار مکة، فانّ الذکرى تنفع من فى علم اللَّه ان یؤمن منهم، و قال الکلبى: عظ بالقرآن من آمن من قومک فان الذکرى تنفعهم.
وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِیَعْبُدُونِ لیست هذا الکلام بکلمة الارادة لو اراد اللَّه من خلقه کلّهم و شاء منهم توحیده لوحّدوه، انّما تأویل الحرف اعنى اللام لآمرهم ان یعبدونى و ادعوهم الى عبادتى. ثم امرهم بالعبادة و دعاهم الیها فقال تعالى: یا أَیُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّکُمُ و قال تعالى: وَ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ لا تُشْرِکُوا بِهِ شَیْئاً ثم خصّ الانبیاء من الخلق. فقال تعالى: وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِکَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِی إِلَیْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ثم خصّ المصطفى محمدا (ص) من بین الانبیاء فقال: بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَ کُنْ مِنَ الشَّاکِرِینَ. و هذا
قول على بن ابى طالب (ع) یؤیّده قوله عز و جل: وَ ما أُمِرُوا إِلَّا لِیَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً.
و قال الکلبى و الضحاک هذا خاص لاهل طاعته من الفریقین یدلّ علیه قراءة ابن عباس و ما خلقت الجن و الانس من المؤمنین الا لیعبدون ثم قال فى آیة اخرى لغیر المؤمنین: وَ لَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ کَثِیراً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ و قیل معناه و ما خلقت السعداء من الجن و الانس الا لعبادتى و الاشقیاء الا لمعصیتى و هذا معنى قول زید بن اسلم قال هم على ما جبلوا علیه من الشقاء و السعادة و قیل لم یخلقهم لعبادة خلق جبلّة و اجبار و انّما خلقهم لها خلق تکلیف و اختبار فمن وفّقه و سدّده اقام العبادة التی خلق لها و من خذله و طرده حرمها و عمل بما خلق لها کقول النبى (ص): اعملوا فکلّ میسّر لما خلق له و قیل معناه ما خلقت الجن و الانس الا لیکونوا عبادا لى و مثله قوله: إِنْ کُلُّ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا آتِی الرَّحْمنِ عَبْداً و قال مجاهد معناه الا لیعرفونى و لو لم یخلقهم لم یعرف وجوده و توحیده. دلیله قوله: وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَیَقُولُنَّ اللَّهُ و قیل معناه الا لیخضعوا لى و یتذلّلوا و معنى العبادة فى اللغة التذلّل و الانقیاد و کلّ مخلوق من الجن و الانس خاضع لقضاء اللَّه متذلّل لمشیّته لا یملک احد لنفسه خروجا عما خلق علیه.
ما أُرِیدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ اى ما ارید منهم ان یرزقوا احدا من خلقى و لا ان یرزقوا انفسهم، وَ ما أُرِیدُ أَنْ یُطْعِمُونِ معناه ان یطعموا احدا من خلقى و انّما اسند الطعام الى نفسه لانّ الخلق عیال اللَّه و من اطعم عیال احد فقد اطعمه کما جاء فى الحدیث یقول اللَّه تعالى: استطعمتک فلم تطعمنى اى لم تطعم عبدى. ثمّ بیّن انّ الرازق هو لا غیره فقال: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ، لجمیع خلقه النفّاع لغیره لا ینفعه شىء، ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِینُ ذو الاقتدار الشدید اى غالب لا یغلب و قاهر لا یقهر و قادر لا یعجز و قیل معنى ذُو الْقُوَّةِ، اى القوّة التی یتقوّى بها جمیع خلقه له.
فَإِنَّ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا ذَنُوباً، هذه ایضا معطوفة على قوله: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ اى للذین کفروا من اهل مکّة حظّا و نصیبا من العذاب مثل ما کان للامم قبلهم و اصل الذنوب الدلو العظیم. قال الشاعر:
لکم ذنوب و لنا ذنوب
و ان ابیتم فلنا القلیب
قال الزجّاج لا تسمى الدلو ذنوبا الا اذا کانت ملىء و قیل اذا انحدر فهو دلو و اذا ارتفع فهو ذنوب و سجل لانها فى الانحدار فارغة و فى الارتفاع ملىء و قیل معناه عذابا بعد عذاب کالدلو یتبع الدلو، فَلا یَسْتَعْجِلُونِ هذا جواب للنضر بن الحرث و اصحابه حین استعجلوا العذاب فلحقهم یوم بدر.
فَوَیْلٌ لِلَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ یَوْمِهِمُ الَّذِی یُوعَدُونَ یعنى من عذاب یوم القیامة و قیل یوم بدر.
رشیدالدین میبدی : ۵۱- سورة الذاریات
۲ - النوبة الثالثة
قوله: وَ مِنْ کُلِّ شَیْءٍ خَلَقْنا زَوْجَیْنِ در ضمن این آیت اثبات فردانیّت و وحدانیّت خداوند است جلّ جلاله و تقدّست اسماؤه و تعالت صفاته.
هر چه آفرید از محدثات و مکوّنات همه جفت آفرید قرین یکدیگر یا ضدّ یکدیگر چنانک نرینه و مادینه، روز و شب، نور و ظلمت، آسمان و زمین، و برّ و بحر، شمس و قمر، جن و انس، طاعت و معصیت، سعادت و شقاوت، هدى و ضلالت، عزّ و ذلّ، قدرت و عجز، قوّة و ضعف، علم و جهل، زندگى و مردگى.
صفات خلق چنین آفرید، جفت یکدیگر آفرید و یا ضد آفرید تا بصفات آفریدگار نماند و وحدانیت و فردانیت او بر خلق ظاهر گردد، که عزّش بىذلّ است و قدرت بى عجز و قوت بىضعف و علم بىجهل و حیاة بىموت و فرح بىغم و بقاء بىفنا.
خداى یگانه یکتا یگانه در ذات و صفات، یکتا در سزا، از همه کس منزّه و از همه چیز جدا، لیس کمثله شىء، چو او کس نیست و او را مثل و مانند نیست.
مانندگى از انبازیست و اللَّه جل جلاله بىشریک و بىانباز است، بىنظیر و بىنیاز است. در منعش ببند و در جود و از است. گناه آمرز و معیوب نواز است. پیدا کننده مهر خود ببنده نوازى، دوست دار بنده با بىنیازى. و مهر او کننده میان خود و بنده بىشرکت و بىانبازى. پس سزاء بنده آنست که در هر حال که بود اگر خسته تیر بلا بود یا غرقه لطف و عطا، دست در کرم وى زند و پناه بوى دارد و از خلق با وى گریزد، چنانک خود میفرماید جل جلاله: فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ، فرار مقامى است از مقامات روندگان و منزلى از منازل دوستى. کسى که این مقام او را درست شود نشانش آنست که همه نفس خود غرامت بیند، همه سخن خود شکایت بیند، همه کرد خود جنایت بیند، امید از کردار خود ببرد و بر اخلاص خود تهمت نهد. اگر دولتى آید در راه وى، از فضل حق بیند و از حکم ازل، نه از جهد و از کردار خود.
بو الحسین عبّادانى مردى بود از جوانمردان طریقت، درویشى با وى محبّت داشت، هر دو رفتند از رمله تا بکران دریا رسیدند، ملّاح ایشان را در مرکب نشاند و دو روز در آن مرکب بودند. درویشى را دیدند در آن مرکب در کنجى سر فرو برده وقت نماز برخاستید و فریضه بگذاردید باز سر بمرقّع فرو بردید و هیچ سخن نگفتید.
بو الحسین گفت: من فرا پیش وى شدم گفتم ما یاران توایم، اگر ترا چیزى بکار باید با ما بگوى. گفت: فردا نماز پیشین از دنیا بخواهم رفت چون بکران دریا رسید آنجا درختستانى بینید در زیر آن درختان ساز و برگ من نهاده جهاز من بسازید و مرا آنجا دفن کنید و این مرقّع من ضایغ مکنید. در راه شهر جبله شما را جوانى ظریف نظیف پیش آید، این مرقّع از شما بخواهد بدو دهید.
دیگر روز نماز پیشین بگذارد و سر فرو برد چون فراز شدیم رفته بود از دنیا چنانک خود گفته بود. رفتیم در آن درختستان چنانک نشان داده بود. دیدیم گورى کنده و کفن و حنوط و هر چه بکار بایست ساخته و آنجا نهاده. او را دفن کردیم و مرقع وى برداشتیم و روى بجبله نهادیم. آن جوان که نشان داده بود، در راه آمد، گفت آن ودیعت بیارید، گفتم براى خداى با ما بگوى که این چه قصّه است و چه حال و آن مرد که بود و تو کیستى؟ گفت: درویشى بود میراثى داشت و ارث طلب کرد، مرا بوى نمودند. شما میراث بمن سپارید و روید آن مرقّع بوى سپردیم.
ساعتى از چشم ما غائب گشت باز آمد مرقّع پوشیده و جامه خویش همه از تن بیرون کرده و گفت این بحکم شماست و برفت. ما در مسجد جبله شدیم، دو روز آنجا بودیم فتوحى نیامد پارهاى از آن جامه بآن یار خود دادیم ببازار برد تا بفروشد و خوردنى آرد، ساعتى بود و وى میآمد و خلقى عظیم در وى آویخته، درآمدند و مرا نیز گرفته و میکشیدند، گفتم چه بودست، گفتند پسر رئیس جبله سه روز گذشت تا ناپدید است و اکنون جامه وى با شما مىبینیم.
پس ما را بردند پیش رئیس و از حال پسر پرسید ما قصه وى بگفتیم از او تا آخر چنانک بود. آن رئیس بگریست و روى بآسمان کرد، گفت الحمد اللَّه که از صلب من کسى بیامد که شایسته درگاه تو بود.
پیر طریقت گفت: اى بارى ببرّ و هادى بکرم، فروماندم در حیرت یک دم آن دم کدام است.
دمى که نه حوا در آن گنجد نه آدم. گر من آن دم بیابم چون من کیست، بیچاره زندهاى که بىنفسش میباید زیست. همه خلق زنده از مرده میراث برد مگر این طائفه که مرده از زنده میراث برد.
این مردگى آنست که مصطفى (ص) از ابو بکر صدّیق نشان داد که
من اراد ان ینظر الى میّت یمشى على وجه الارض فلینظر الى ابى بکر.
وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِیَعْبُدُونِ و الّذین سخطت علیهم فى آزالى و ربطتهم الیوم بالخذلان فیما کلّفتهم الیوم من اعمالى و خلقت النار لهم بحکم الهیتى و وجوب حکمى فى سلطانى ما خلقتهم الا لعذابى و انکالى و اللَّه اعلم.
هر چه آفرید از محدثات و مکوّنات همه جفت آفرید قرین یکدیگر یا ضدّ یکدیگر چنانک نرینه و مادینه، روز و شب، نور و ظلمت، آسمان و زمین، و برّ و بحر، شمس و قمر، جن و انس، طاعت و معصیت، سعادت و شقاوت، هدى و ضلالت، عزّ و ذلّ، قدرت و عجز، قوّة و ضعف، علم و جهل، زندگى و مردگى.
صفات خلق چنین آفرید، جفت یکدیگر آفرید و یا ضد آفرید تا بصفات آفریدگار نماند و وحدانیت و فردانیت او بر خلق ظاهر گردد، که عزّش بىذلّ است و قدرت بى عجز و قوت بىضعف و علم بىجهل و حیاة بىموت و فرح بىغم و بقاء بىفنا.
خداى یگانه یکتا یگانه در ذات و صفات، یکتا در سزا، از همه کس منزّه و از همه چیز جدا، لیس کمثله شىء، چو او کس نیست و او را مثل و مانند نیست.
مانندگى از انبازیست و اللَّه جل جلاله بىشریک و بىانباز است، بىنظیر و بىنیاز است. در منعش ببند و در جود و از است. گناه آمرز و معیوب نواز است. پیدا کننده مهر خود ببنده نوازى، دوست دار بنده با بىنیازى. و مهر او کننده میان خود و بنده بىشرکت و بىانبازى. پس سزاء بنده آنست که در هر حال که بود اگر خسته تیر بلا بود یا غرقه لطف و عطا، دست در کرم وى زند و پناه بوى دارد و از خلق با وى گریزد، چنانک خود میفرماید جل جلاله: فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ، فرار مقامى است از مقامات روندگان و منزلى از منازل دوستى. کسى که این مقام او را درست شود نشانش آنست که همه نفس خود غرامت بیند، همه سخن خود شکایت بیند، همه کرد خود جنایت بیند، امید از کردار خود ببرد و بر اخلاص خود تهمت نهد. اگر دولتى آید در راه وى، از فضل حق بیند و از حکم ازل، نه از جهد و از کردار خود.
بو الحسین عبّادانى مردى بود از جوانمردان طریقت، درویشى با وى محبّت داشت، هر دو رفتند از رمله تا بکران دریا رسیدند، ملّاح ایشان را در مرکب نشاند و دو روز در آن مرکب بودند. درویشى را دیدند در آن مرکب در کنجى سر فرو برده وقت نماز برخاستید و فریضه بگذاردید باز سر بمرقّع فرو بردید و هیچ سخن نگفتید.
بو الحسین گفت: من فرا پیش وى شدم گفتم ما یاران توایم، اگر ترا چیزى بکار باید با ما بگوى. گفت: فردا نماز پیشین از دنیا بخواهم رفت چون بکران دریا رسید آنجا درختستانى بینید در زیر آن درختان ساز و برگ من نهاده جهاز من بسازید و مرا آنجا دفن کنید و این مرقّع من ضایغ مکنید. در راه شهر جبله شما را جوانى ظریف نظیف پیش آید، این مرقّع از شما بخواهد بدو دهید.
دیگر روز نماز پیشین بگذارد و سر فرو برد چون فراز شدیم رفته بود از دنیا چنانک خود گفته بود. رفتیم در آن درختستان چنانک نشان داده بود. دیدیم گورى کنده و کفن و حنوط و هر چه بکار بایست ساخته و آنجا نهاده. او را دفن کردیم و مرقع وى برداشتیم و روى بجبله نهادیم. آن جوان که نشان داده بود، در راه آمد، گفت آن ودیعت بیارید، گفتم براى خداى با ما بگوى که این چه قصّه است و چه حال و آن مرد که بود و تو کیستى؟ گفت: درویشى بود میراثى داشت و ارث طلب کرد، مرا بوى نمودند. شما میراث بمن سپارید و روید آن مرقّع بوى سپردیم.
ساعتى از چشم ما غائب گشت باز آمد مرقّع پوشیده و جامه خویش همه از تن بیرون کرده و گفت این بحکم شماست و برفت. ما در مسجد جبله شدیم، دو روز آنجا بودیم فتوحى نیامد پارهاى از آن جامه بآن یار خود دادیم ببازار برد تا بفروشد و خوردنى آرد، ساعتى بود و وى میآمد و خلقى عظیم در وى آویخته، درآمدند و مرا نیز گرفته و میکشیدند، گفتم چه بودست، گفتند پسر رئیس جبله سه روز گذشت تا ناپدید است و اکنون جامه وى با شما مىبینیم.
پس ما را بردند پیش رئیس و از حال پسر پرسید ما قصه وى بگفتیم از او تا آخر چنانک بود. آن رئیس بگریست و روى بآسمان کرد، گفت الحمد اللَّه که از صلب من کسى بیامد که شایسته درگاه تو بود.
پیر طریقت گفت: اى بارى ببرّ و هادى بکرم، فروماندم در حیرت یک دم آن دم کدام است.
دمى که نه حوا در آن گنجد نه آدم. گر من آن دم بیابم چون من کیست، بیچاره زندهاى که بىنفسش میباید زیست. همه خلق زنده از مرده میراث برد مگر این طائفه که مرده از زنده میراث برد.
این مردگى آنست که مصطفى (ص) از ابو بکر صدّیق نشان داد که
من اراد ان ینظر الى میّت یمشى على وجه الارض فلینظر الى ابى بکر.
وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِیَعْبُدُونِ و الّذین سخطت علیهم فى آزالى و ربطتهم الیوم بالخذلان فیما کلّفتهم الیوم من اعمالى و خلقت النار لهم بحکم الهیتى و وجوب حکمى فى سلطانى ما خلقتهم الا لعذابى و انکالى و اللَّه اعلم.
رشیدالدین میبدی : ۵۲- سورة الطور
النوبة الثانیة
این سورة الطور باجماع مفسران مکى است، بمکه فرو آمد از آسمان.
هزار و پانصد حرف است و سیصد و دوازده کلمت و چهل و نه آیت و در این سورة دو آیت منسوخ است یکى: قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّی مَعَکُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِینَ بآیت سیف منسوخ است و دیگر آیت: وَ اصْبِرْ لِحُکْمِ رَبِّکَ، معنى صبر منسوخ است بآیت سیف. و در فضیلت سورة ابىّ کعب روایت کند از
مصطفى (ص) قال من قرأ سورة الطور کان حقّا على اللَّه عز و جل ان یؤمنه من عذابه و ان ینعمه فى جنته.
قوله: وَ الطُّورِ نامى است از نامهاى کوه بلغة سریانى و درین موضع مراد آن کوه است که رب العالمین سخن فرمود با موسى بر آن کوه در آن زمین مقدسه در ناحیه مدین و گفتهاند نام آن کوه زبیر است همانست که رب العالمین جایى دیگر فرمود: وَ طُورِ سِینِینَ یعنى جبل المبارک. مقاتل بن حیان گفت دو کوهاند در شام یکى طور تینا یکى طور زیتا و هما ینبتان التین و الزیتون و قیل هنّ اربعة طور تینا و هو دمشق و طور زیتا و هو بیت المقدس و طور سینا و هو جبل موسى و طور تمینایا و هو مکه و قیل معناه و رب الطور قوله: وَ کِتابٍ مَسْطُورٍ، فِی رَقٍّ مَنْشُورٍ السطر الکتابة و المسطور المکتوب و الرقّ و الورق واحد و المنشور المفتوح الذى نشر عن الطى للقراءة.
و اختلفوا فى هذا الکتاب. فقال الکلبى هو ما کتب اللَّه بیده لموسى (ع) من التوریة و موسى سمع صریر القلم و قیل هو اللوح المحفوظ و قیل الکتاب المسطور آخر سطر فى اللوح المحفوظ و هو سبقت رحمتى غضبى، من اتانى بشهادة ان لا اله الا اللَّه ادخلته الجنة و قیل هو القرآن المکتوب فى المصاحف و قیل هو دیوان الحفظة تخرج الیهم یوم القیمة منشورة فآخذ بیمینه و آخذ بشماله، نظیره قوله: وَ نُخْرِجُ لَهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ کِتاباً یَلْقاهُ مَنْشُوراً
و قال تعالى: وَ إِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ، و قیل هو ما کتب اللَّه فى قلوب الاولیاء من الایمان، دلیله قوله: أُولئِکَ کَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ الْإِیمانَ.
وَ الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ، اى المأهول و هو بیت فى السماء السابعة حذاء العرش بحیال الکعبة یقال له الصّراح، حرمته فى السماء کحرمة الکعبة فى الارض یدخله کلّ یوم سبعون الفا من الملائکة یطوفون به و یصلّون فیه ثم لا یعودون الیه ابدا، و قیل کان بیت المعمور من الجنة فحمل الى الارض لاجل آدم علیه السلام ثم رفع الى السماء ایام الطوفان. و فى اخبار المعراج قال النبى (ص) رایت فى السماء السابعة البیت المعمور و اذا امامه بحر و اذا بزمر من الملائکة یخوضون البحر و یخرجون فینتقضون فى اجنحتهم فیخلق اللَّه من کل قطرة ملکا یطوف به فدخلته و صلّیت فیه
و قال الحسن البیت المعمور الکعبة البیت الحرام الذى هو معمور من الناس یعمره اللَّه کلّ سنة، اوّل مسجد وضع للعبادة فى الارض، و المعمور الماهول و قیل هو من القصد و قیل من العمارة.
وَ السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ، یعنى السماء نظیره قوله: وَ جَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً و قیل السقف المرفوع العرش.
وَ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ یعنى المملوء ماء و هو البحر الذى علیه العرش و عن على (ع) قال البحر المسجور بحر تحت العرش غمره کما بین سبع سماوات الى سبع ارضین، فیه ماء غلیظ یقال له بحر الحیوان یمطر العباد بعد النفخة الاولى اربعین صباحا فینبتون فى قبورهم
و هذا قول مقاتل و قال ابن عباس و الضّحاک و محمد بن کعب: الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ، اى الموقد نارا بمنزلة التنور المسجور و ذلک ما روى ان اللَّه عز و جل یجعل البحار کلّها یوم القیمة نارا فیزاد بها فى نار جهنم کما قال تعالى: وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ و جاء فى الحدیث عن عبد اللَّه بن عمر قال: قال رسول اللَّه (ص) لا یرکبنّ رجل بحرا الا غازیا او معتمرا او حاجّا فانّ تحت البحر نارا و تحت النار بحر او قال (ص) البحر نار فى نار.
اقسم اللَّه بهذه الاشیاء. إِنَّ عَذابَ رَبِّکَ لَواقِعٌ، العذاب هاهنا هو الساعة لانها بما فیها للکافرین عذاب.
ما لَهُ مِنْ دافِعٍ هذا کقوله: لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ. قال جبیر بن مطعم قدمت المدینة لاکلّم رسول اللَّه (ص) فى اسارى بدر. فدفعت الیه و هو یصلّى باصحابه المغرب و صوته یخرج من المسجد فسمعته یقرأ: وَ الطُّورِ وَ کِتابٍ مَسْطُورٍ الى قوله: إِنَّ عَذابَ رَبِّکَ لَواقِعٌ ما لَهُ مِنْ دافِعٍ. فکانّما صدع قلبى حین سمعته فکان اول ما دخل قلبى الاسلام فاسلمت خوفا من نزول العذاب و ما کنت اظن انّى اقوم من مکانى حتى یقع بى العذاب. ثم بیّن انّه متى یقع فقال: یَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً. اى تدور کدوران الرحى و تتکفّأ باهلها کما تتکفّأ السفینة. قال قتاده تتحرک و قال عطاء الخراسانى تختلف اجزاؤها بعضها فى بعض و قیل تضطرب، و المور جمیع هذه المعانى فهو فى اللغة، الذهاب و المجىء و التردد و الدوران و الاضطراب، هذا کقوله عز و جل فَإِذا هِیَ تَمُورُ. یقال تنقاض السماء ثم تمور فتنهار فتختلط بعض الملائکة ببعض. قوله: وَ تَسِیرُ الْجِبالُ سَیْراً هذا کقوله یَوْمَ نُسَیِّرُ الْجِبالَ وَ إِذَا الْجِبالُ سُیِّرَتْ یعنى فى الهواء و قیل تزول عن اماکنها و تصیر هباء منبثا.
فَوَیْلٌ یَوْمَئِذٍ یعنى فشدة عذاب یومئذ للمکذبین.
الَّذِینَ هُمْ فِی خَوْضٍ یَلْعَبُونَ، اى یخوضون فى الباطل یلعبون غافلین لاهین، الخوض و اللعب و الکذب واحد و التاویل: الذین هم فى انکار البعث و تکذیب محمد (ص) و سائر الانبیاء یلعبون من غیر بیان و حجة و قیل فى اسباب الدنیا یلعبون من غیر فکر فى ثواب و عقاب.
یَوْمَ یُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ اى یدفعون الیها دَعًّا اى دفعا بعنف و جفوة و ذلک انّ خزنة جهنم یغلّون ایدیهم الى اعناقهم و یجمعون نواصیهم الى اقدامهم ثم یدفعونهم الى النار دفعا على وجوههم و زخا فى اقفیتهم حتى یردوا النار فاذا دنوا من النار قال لهم الخزنة: هذِهِ النَّارُ الَّتِی کُنْتُمْ بِها تُکَذِّبُونَ فى الدنیا.
أَ فَسِحْرٌ هذا یعنى أ کان الوعید بهذا العذاب و الاخبار سحرا کما زعمتم فى الدنیا، أَمْ أَنْتُمْ ام کنتم لا تُبْصِرُونَ و قیل عنفوا و وبّخوا بمثل ما کانوا ینسبون النبى (ص) الیه من السحر و تسکیر البصر و الاخذ بالاعین فقیل لهم أ تمویه هذا و حیلة ام غطّى على ابصارکم فلا تبصرون.
اصْلَوْها ادخلوها و قاسوا شدتها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَیْکُمْ الصبر و الجزع إِنَّما تُجْزَوْنَ ما کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ اى هذا جزاء اعمالکم.
إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ نَعِیمٍ.
فاکِهِینَ اى معجبین و الفاکه المعجب و قیل ناعمین فرحین و قیل الفاکه الذى عنده الفاکهة و الفاکهة طعام من ثمار یتناولون للّذة لا للغذاء بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَ وَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِیمِ و یقال لهم.
کُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِیئاً لا داء و لا غائلة و لا اثم و لا موت فیه و لا تنقیص للذاته هنیئا مصدر اى هنئتهم هنیئا بِما کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ.
مُتَّکِئِینَ جالسین عَلى سُرُرٍ جمع سریر مَصْفُوفَةٍ اى موصولة بعضها ببعض و قیل مرمولة بالذهب و الفضة و الصف مد الشیء على الولاء وَ زَوَّجْناهُمْ قرنّاهم بِحُورٍ عِینٍ و المعنى جعلنا ذکران اهل الجنة ازواجا للحور العین و معنى الباء انهم صاروا بسبهن ازواجا و قیل زوجت به لغة.
قوله وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُمْ معناه الذین آمنوا بمحمد و القران ندخلهم الجنة و اتبعناهم ذریاتهم قرء ابو عمر اتبعناهم بقطع الالف على التعظیم، ذریاتهم بالالف و کسر التاء فیها لقوله الحقنا بهم و ما التناهم لیکون الکلام على نسق واحد و قرأ الآخرون و اتبعتهم بوصل الالف و تشدید التاء بعدها و سکون التاء الآخرة ثم، اختلفوا فى ذریتهم قرأ نافع الاولى بغیر الف و ضم التاء و الثانیة بالالف و کسر التاء و قرء ابن عامر و یعقوب کلیهما بالالف و ضم التاء فى الاولى و نصبها فى الثانیة.
و اختلفوا فى معنى الایة فقال قوم و الذین آمنوا و اتبعتهم ذریتهم بایمان یعنى اولادهم الصغار و الکبار فالکبار بایمانهم بانفسهم و الصغار بایمان آبائهم فان الولد الصغیر یحکم باسلامه تبعا لاحد الأبوین،... الحقنا ذریتهم المؤمنین بدرجاتهم و ان لم یبلغوا باعمالهم درجات آبائهم تکرمة لآبائهم لتقرّ بذلک اعینهم و هى روایة سعید بن جبیر عن ابن عباس و قال آخرون معناه و الذین آمنوا و اتبعتهم ذریتهم البالغون بایمان الحقنا بهم ذریتهم الصغار الذین لم یبلغوا الایمان بایمان آبائهم و هو قول الضحاک. و روایة العوفى عن ابن عباس اخبر اللَّه عز و جل انه یجمع لعبده المؤمن ذریته فى الجنة کما کان یحب فى الدنیا ان یجتمعوا له و یدخلهم الجنة بفضله و یلحقهم بدرجته لعمل ابیهم من غیر ان ینقص الآباء من اعمالهم شیئا فذلک قوله: وَ ما أَلَتْناهُمْ اى ما نقصناهم مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَیْءٍ. الهاء و المیم راجعتان الى الذین آمنوا، یقال آلت یالت و آلت یالت و الات یلیت و لات یلیت اذا نقص. قرء ابن کثیر التناهم بکسر اللام و الباقون بفتحها و فى الخبر عن ابن عباس قال قال رسول اللَّه (ص) ان اللَّه یرفع ذریة المؤمن فى درجته و ان کانوا دونه فى العمل لتقرّ بهم عینه ثم قرء وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُمْ... الایة
و عن على (ع) قال سألت خدیجه النبى (ص) عن ولدین لها ماتا فى الجاهلیة فقال (ص) هما فى النار فلما راى الکراهیة فى وجهها قال لو رایت مکانهما لا بغضتهما قالت یا رسول اللَّه فولدى منک قال فى الجنة ثم قال رسول اللَّه (ص) انّ المؤمنین و اولادهم فى الجنة و انّ المشرکین و اولادهم فى النار ثم قرء رسول اللَّه (ص) و الذین آمنوا و اتبعناهم ذریاتهم... الایة
و عن ابن عباس عن النبى (ص) قال اذا دخل اهل الجنة الجنة یسأل عن ابویه و زوجته و ولده فیقال انهم لم یدرکوا ما ادرکت فیقول لقد عملت لى و لهم فیؤمر بالحاقهم به
و تلا ابن عباس هذه الآیة کُلُّ امْرِئٍ بِما کَسَبَ رَهِینٌ اى بما کسب من الخیر و الشر مرهون فیؤخذ بذنبه و لا یؤخذ بذنب غیره هذا کقوله وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى، و قال تعالى کُلُّ نَفْسٍ بِما کَسَبَتْ رَهِینَةٌ.
قوله: وَ أَمْدَدْناهُمْ بِفاکِهَةٍ وَ لَحْمٍ مِمَّا یَشْتَهُونَ اى ذلک دائم لهم لا ینقطع و فى الخبر انک لتشتهى الطیر فى الجنة فیخرّ بین یدیک مشویا
و قیل یقع الطائر بین یدى الرجل فى الجنة فیاکل منه قدیرا و قدیرا و شواء ثم یطیر الى النهر.
قوله: یَتَنازَعُونَ فِیها کَأْساً. یتعاطونها طربا و الکأس کلها فى القران کاس الخمر لا لَغْوٌ فِیها اى لا فضول فیها و قیل لاسباب فیها و لا تخاصم و لا کذب و لا باطل... وَ لا تَأْثِیمٌ اى لا اثم فى شربها کما فى الدنیا. قال ابن عطاء اىّ لغو یکون فى مجلس محلّه جنة عدن و الساقى فیه الملائکة و شربهم على ذکر اللَّه و ریحانهم تحیّة من عند اللَّه مبارکة طیّبة و القوم اضیاف اللَّه.
وَ یَطُوفُ عَلَیْهِمْ بالخدمة و قیل بالکأس و الفاکهة غِلْمانٌ لهم کَأَنَّهُمْ فى الحسن و البیاض و الصفاء لُؤْلُؤٌ مَکْنُونٌ مخزون مصون لم تمسّه الایدى و قیل مصون یعنى فى الصدف مستور عن الشمس و الغبار و قیل هم اولادهم الذین سبقوهم اقرّ اللَّه بهم اعینهم. و قال الحسن اولاد المشرکین ذکورهم غلمان اهل الجنة و اناثهم هنّ الحور العین و اولاد المؤمنین مع آبائهم على هیئتهم التی کانوا علیها.
روى عایشه قالت قال رسول اللَّه (ص) انّ ادنى اهل الجنّة منزلة من ینادى الخادم من خدّامه فیجیبه الف ینادى کلّهم لبیک لبیک
و عن عبد اللَّه بن عمرو قال ما من احد من اهل الجنة الا یسعى علیه الف غلام کلّ غلام على عمل ما علیه صاحبه
روى انّ الحسن تلا هذه الایة قال قالوا یا رسول اللَّه الخادم کاللؤلؤ فکیف المخدوم قال فضل المخدوم على الخادم کفضل القمر لیلة البدر على سائر الکواکب.
وَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ یَتَساءَلُونَ اى یسئل بعضهم بعضا عن سبب نیلهم الجنة.
قالُوا إِنَّا کُنَّا قَبْلُ فِی أَهْلِنا مُشْفِقِینَ موقنین بوعده و وعیده خائفین من عصیانه قال ابن جریر انّ هذا التساؤل عند البعث من القبور.
فَمَنَّ اللَّهُ عَلَیْنا بالمغفرة و الرحمة و قیل بالهدایة و التوفیق فى الدنیا وَ وَقانا عَذابَ السَّمُومِ یعنى الحرّ الشدید من نار او هواء او ریح و قال الحسن السموم اسم من اسماء جهنم.
إِنَّا کُنَّا مِنْ قَبْلُ یعنى فى الدنیا نَدْعُوهُ. ان یتفضّل و یمنّ علینا بالمغفرة، إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِیمُ قرء نافع و الکسائى و ابو جعفر انه بفتح الالف اى لانّه او بانّه هو البرّ الصادق فى وعده، اللطیف الرحیم بالمؤمنین.
فَذَکِّرْ یا محمد بالقرآن فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّکَ اى برحمة ربک و قیل برسالة ربک بِکاهِنٍ وَ لا مَجْنُونٍ کما زعموا، و التقدیر ما انت بکاهن و لا مجنون بنعمة ربک. الکاهن الذى یقول ان معى رئیّا من الجن اى انّهم علموا انه لیس لک کهانة و لا جنون و انما قالوه على جهة الاشتفاء کالسفیه اذا بسط لسانه فیمن یسبّه مما یعلم انه برىء ممّا یقوله.
أَمْ یَقُولُونَ شاعِرٌ سمّوه شاعرا لانّ عندهم الشاعر یقول الشعر بمعاونة الجن ایاه، فقالوا لکلّ شاعر معین من الجن و کذلک المجنون عندهم من یکون معه جنّى یعلّمه و على هذا قالوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ. نَتَرَبَّصُ بِهِ رَیْبَ الْمَنُونِ اى حوادث الدهر، و المنون الدهر و قیل هو الموت، و المنّ النقص، سمیّا بذلک لان الدهر و الموت کلاهما یقطعان الاجل و ینقصان العمر. و فى بعض التفاسیر ان المجتمعین فى دار الندوة قالوا تربّصوا بمحمد الموت یکفکموه کما کفاکم شاعر بنى فلان و شاعر بنى فلان، قالوا انّ اباه مات شابّا و نحن نرجو أن یکون موته کموت ابیه.
قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّی مَعَکُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِینَ حتى یأتى امر اللَّه فیکم، معناه ما ترجونه فى محمد لا یکون و ما ینتظره فیکم یقع عن قریب و جاء فى التفسیر انّ جمیعهم ماتوا قبل رسول اللَّه. و قیل الذى هدّدهم به نالهم یوم بدر و قیل هذه الایة منسوخة بآیة القتال أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ فى هذه الآیات الزامات و هى خمسة عشر قبلته عقولهم ان لم یکابروا، و ام فى هذه الآیات للاستفهام بمعنى بل و بمعنى الالف و معنى اکثرها الانکار و معنى بعضها الاثبات. أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ اى عقولهم و الحلم اى العقل و قیل الحلم اشرف فیوصف اللَّه سبحانه بالحلم و لا یوصف بالعقل و قد ینفى الحلم عمّن یوصف بالعقل و قیل الحلم الامهال الذى یدعو الیه الحکمة. قال المفسرون انّ عظماء قریش کانوا یوصفون بالاحلام و العقول فى الجاهلیة فازرى اللَّه بعقولهم حین لم تثمر لهم معرفة الحق من الباطل و قیل لعمرو بن العاص ما بال قومک لم یؤمنوا و قد وصفهم اللَّه بالعقول فقال تلک عقول کادها اللَّه اى لم یصحبها التوفیق و فى الخبر ان اللَّه عز و جل لما خلق العقل قال له ادبر فادبر ثم قال له اقبل فاقبل فقال انى لم اخلق خلقا اکرم علىّ منک، بک اعبد و بک اعطى و بک آخذ.
قال ابو عبد اللَّه المغربى لمّا قال اللَّه ذلک تداخله العجب فعوقب من ساعته فقیل له التفت فلمّا التفت نظر الى ما هو احسن منه فقال من انت قال انا الذى لا تقوم الا بى، قال و من انت، قال التوفیق. روى انّ صفوان بن امیّة فخر على رجل فقال انا صفوان ابن امیّة بن خلف بن فلان فبلغ ذلک عمر فارسل الیه و غضب فلمّا جاء قال ثکلتک امّک ما قلت، قال فهاب عمر ان یتکلّم فقال عمر ان کان لک تقوى فانّ لک کرما و ان کان لک عقل فانّ لک اصلا و ان کان لک خلق حسن فانّ لک مروّة و الا فانت شرّ من الکلب.
... أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ معناه بل هم قوم مجاوزون الحدّ فى الکفر و قیل معناه ام تأمرهم احلامهم بهذا ام طغیانهم یحملهم على هذا.
أَمْ یَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ محمد من تلقاء نفسه، بَلْ لا یُؤْمِنُونَ اى لیس الامر کما زعموا بل لا یؤمنون بالقرآن استکبارا و عتوّا.
فَلْیَأْتُوا بِحَدِیثٍ مِثْلِهِ إِنْ کانُوا صادِقِینَ. معناه ان کانوا صادقین فى انّ محمدا تقوّله من نفسه فلیأتوا بکلام مثله فانّه بلسانهم و هم فصحاء زمانهم.
أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَیْرِ شَیْءٍ اى من غیر خالق خلقهم فوجدوا بلا خالق و ذلک ممّا لا یجوز ان یوجدوا بلا خالق أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ لانفسهم و ذلک فى البطلان اشدّ، لانّ مالا وجود له کیف یخلق، فاذا بطل الوجهان قامت الحجة علیهم بانّ لهم خالقا فلیؤمنوا به و قال ابن کیسان ام خلقوا عبثا و ترکوا سدى لا یؤمرون و لا ینهون فهو کقول القائل فعلت کذا و کذا من غیر شیء اى لغیر شیء. أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ لانفسهم فلا یجب علیهم للَّه امر.
أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ عطف على قوله: أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ و المعنى أ خلقوا انفسهم ام خلقوا السماوات و الارض. بَلْ اى لم یخلقوا شیئا منها لا یُوقِنُونَ اى لا یتدبّرون فى الآیات فیعلموا خالقهم و خالق السماوات و الارض و سائر المخلوقات و قیل لا یوقنون و عد اللَّه فهان علیهم المعاصى.
أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّکَ یعنى خزائن العلم فیعلموا ان لا بعث و لا حساب، و قیل خزائن الرزق فلا یحتاجوا الى من یرزقهم و قال مقاتل معناه ا بایدیهم مفاتیح ربک بالرسالة فیضعوا حیث شاؤا، هذا کقوله: أَ هُمْ یَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّکَ یعنى النبوة أَمْ هُمُ الْمُصَیْطِرُونَ و منه قوله: لَسْتَ عَلَیْهِمْ بِمُصَیْطِرٍ اى بمسلط، یقال تسیطر على فلان بالسین و الصاد اى تسلط. قرء ابن عامر بالسین هاهنا و فى قوله بمسیطر و قرء حمزه باشمام الزاى فیهما و قرء ابن کثیر هاهنا بالسین و قوله «بمسیطر» بالصاد و قرء الآخرون بالصّاد فیهما، أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ یَسْتَمِعُونَ فِیهِ السلّم المرقاة و کلّ سبب یصعد به، یَسْتَمِعُونَ فِیهِ اى علیه کقوله: فِی جُذُوعِ النَّخْلِ اى علیها و المعنى الهم سلّم یرتقون الى السماء فیستمعون علیه الوحى و یعلمون انّ ما هم علیه حق بالوحى فهم متمسکون به لذلک... فَلْیَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ ان ادّعوا ذلک، بِسُلْطانٍ مُبِینٍ حجة بیّنة و قیل معناه لیس معهم کتاب، فهل لهم سلّم هو سبب الى بلوغ السماء و استماع ما یدعون الیه، و ان ادّعوا انهم یستمعون من الملائکة ما یستغنون به عن الانبیاء، فَلْیَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِینٍ على صدق دعواه.
أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَ لَکُمُ الْبَنُونَ هذا انکار علیهم و تسفیه لاحلامهم حیث جعلوا للَّه ما یکرهون و اختاروا له ما یانفون هم عنه کقوله: فَاسْتَفْتِهِمْ أَ لِرَبِّکَ الْبَناتُ وَ لَهُمُ الْبَنُونَ.
أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً اى جعلا على تبلیغ الرساله فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ اى من اداء ذلک مثقلون. المغرم الزام الغرم و الغرم المطالبة بالحاج.
أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَیْبُ قال قتادة هذا جواب لقولهم: نَتَرَبَّصُ بِهِ رَیْبَ الْمَنُونِ.
یقول ا عندهم الغیب حتى علموا ان محمدا یموت قبلهم فَهُمْ یَکْتُبُونَ اى یحکمون و الکتاب الحکم و منه
قول النبى (ص) لرجلین تخاصما الیه: ساقضى بینکما بکتاب اللَّه اى بحکمه
و قال ابن عباس معناه أ عندهم اللوح المحفوظ فهم یکتبون ما فیه و یخبرون الناس به.
أَمْ یُرِیدُونَ کَیْداً اى مکروا بک فى دار النّدوة، فَالَّذِینَ کَفَرُوا هُمُ الْمَکِیدُونَ الممکور بهم، یعود الضرر علیهم وَ لا یَحِیقُ الْمَکْرُ السَّیِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ، و ذلک انهم قتلوا ببدر.
أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَیْرُ اللَّهِ یرزقهم و ینصرهم سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یُشْرِکُونَ قال الخلیل ما فى هذه السورة من ذکر «ام» کلّها استفهام و لیس بعطف.
وَ إِنْ یَرَوْا کِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً هذا جواب لقولهم: نُسْقِطْ عَلَیْهِمْ کِسَفاً مِنَ السَّماءِ یقول لو عذّبناهم بسقوط بعض من السماء علیهم لم ینتهوا عن کفرهم و یقولوا لمعاندتهم و فرط غباوتهم و درک شقاءهم هذا سحاب مرکوم بعضه على بعض یسقینا.
فَذَرْهُمْ حَتَّى یُلاقُوا یَوْمَهُمُ الَّذِی فِیهِ یُصْعَقُونَ اى لا ینفع انذار هؤلاء فدرهم حتى یلقوا یومهم الذى فیه یموتون. قرء عاصم و ابن عامر یُصْعَقُونَ بضم الیاء اى یهلکون.
یَوْمَ لا یُغْنِی عَنْهُمْ کَیْدُهُمْ شَیْئاً وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ اى لا ینفعهم کیدهم یوم الموت و لا یمنعهم من العذاب مانع.
وَ إِنَّ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا اى کفروا عَذاباً دُونَ ذلِکَ اى عذابا فى الدنیا، قبل عذاب الآخرة، قال ابن عباس یعنى القتل یوم بدر و قال مجاهد یعنى الجوع و القحط سبع سنین و قال البراء بن عازب یعنى عذاب القبر وَ لکِنَّ أَکْثَرَهُمْ لا یَعْلَمُونَ انّ العذاب نازل بهم.
وَ اصْبِرْ لِحُکْمِ رَبِّکَ الى ان یقع بهم العذاب الذى حکمنا علیهم و قیل و اصبر لحکم ربک اى لبلائه فیما ابتلاک به من قومک و لما حکم من تأخیر عذابهم فَإِنَّکَ بِأَعْیُنِنا اى بمراى منا و بعلمنا و حفظنا و المعنى انک مراعى محفوظ محروس لا یصلون الیک بمکروه و قال ابن عباس اى نرى ما یعمل بک وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ حِینَ تَقُومُ قال عطاء و سعید بن جبیر اى قل سبحانک اللهم و بحمدک حین تقوم من مجلسک فان کان المجلس خیرا لازددت احسانا و ان کان غیر ذلک کان کفارة له.
روى ابو هریرة عن النبى، (ص) قال من جلس فى مجلس کثر فیه لغطه فقال قبل ان یقوم سبحانک اللهم و بحمدک لا اله الا انت استغفرک و اتوب الیک، غفر له ما کان فى مجلسه ذلک.
و قال ابن زید معناه و صلّ بامر ربک حین تقوم من المنام، یعنى صلاة الصبح و قال الکلبى اى اذکر اللَّه باللسان حین تقوم من فراشک الى ان تدخل الصلاة و قال الضحاک یعنى قل حین تقوم الى الصلاة اللَّه اکبر کبیرا و الحمد للَّه کثیرا و سبحان اللَّه بکرة و اصیلا. و قال الربیع اذا قمت الى الصلاة فقل سبحانک اللهم و بحمدک و تبارک اسمک و تعالى جدک و لا اله غیرک. و قیل هو سبحان ربى العظیم فى الرکوع و سبحان ربى الاعلى فى السجود.
وَ مِنَ اللَّیْلِ فَسَبِّحْهُ یعنى صلاة اللیل و قال مقاتل یعنى صلوتى المغرب و العشاء. قوله وَ إِدْبارَ النُّجُومِ یعنى الرکعتین المسنونتین قبل صلاة الفجر و ذلک حین تدبر النجوم.
و فى الخبر انّهما خیر من الدنیا جمیعا
و قیل هى فریضة صلاة الصبح و استدلّ بعضهم بهذا على انّ الاسفار بصلاة الصبح افضل و کذلک قراءة یعقوب: و ادبار بفتح الالف لانّ النجوم لا ادبار لها و لا ادبار و انّما ذلک بالاستتار عن العیون.
هزار و پانصد حرف است و سیصد و دوازده کلمت و چهل و نه آیت و در این سورة دو آیت منسوخ است یکى: قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّی مَعَکُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِینَ بآیت سیف منسوخ است و دیگر آیت: وَ اصْبِرْ لِحُکْمِ رَبِّکَ، معنى صبر منسوخ است بآیت سیف. و در فضیلت سورة ابىّ کعب روایت کند از
مصطفى (ص) قال من قرأ سورة الطور کان حقّا على اللَّه عز و جل ان یؤمنه من عذابه و ان ینعمه فى جنته.
قوله: وَ الطُّورِ نامى است از نامهاى کوه بلغة سریانى و درین موضع مراد آن کوه است که رب العالمین سخن فرمود با موسى بر آن کوه در آن زمین مقدسه در ناحیه مدین و گفتهاند نام آن کوه زبیر است همانست که رب العالمین جایى دیگر فرمود: وَ طُورِ سِینِینَ یعنى جبل المبارک. مقاتل بن حیان گفت دو کوهاند در شام یکى طور تینا یکى طور زیتا و هما ینبتان التین و الزیتون و قیل هنّ اربعة طور تینا و هو دمشق و طور زیتا و هو بیت المقدس و طور سینا و هو جبل موسى و طور تمینایا و هو مکه و قیل معناه و رب الطور قوله: وَ کِتابٍ مَسْطُورٍ، فِی رَقٍّ مَنْشُورٍ السطر الکتابة و المسطور المکتوب و الرقّ و الورق واحد و المنشور المفتوح الذى نشر عن الطى للقراءة.
و اختلفوا فى هذا الکتاب. فقال الکلبى هو ما کتب اللَّه بیده لموسى (ع) من التوریة و موسى سمع صریر القلم و قیل هو اللوح المحفوظ و قیل الکتاب المسطور آخر سطر فى اللوح المحفوظ و هو سبقت رحمتى غضبى، من اتانى بشهادة ان لا اله الا اللَّه ادخلته الجنة و قیل هو القرآن المکتوب فى المصاحف و قیل هو دیوان الحفظة تخرج الیهم یوم القیمة منشورة فآخذ بیمینه و آخذ بشماله، نظیره قوله: وَ نُخْرِجُ لَهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ کِتاباً یَلْقاهُ مَنْشُوراً
و قال تعالى: وَ إِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ، و قیل هو ما کتب اللَّه فى قلوب الاولیاء من الایمان، دلیله قوله: أُولئِکَ کَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ الْإِیمانَ.
وَ الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ، اى المأهول و هو بیت فى السماء السابعة حذاء العرش بحیال الکعبة یقال له الصّراح، حرمته فى السماء کحرمة الکعبة فى الارض یدخله کلّ یوم سبعون الفا من الملائکة یطوفون به و یصلّون فیه ثم لا یعودون الیه ابدا، و قیل کان بیت المعمور من الجنة فحمل الى الارض لاجل آدم علیه السلام ثم رفع الى السماء ایام الطوفان. و فى اخبار المعراج قال النبى (ص) رایت فى السماء السابعة البیت المعمور و اذا امامه بحر و اذا بزمر من الملائکة یخوضون البحر و یخرجون فینتقضون فى اجنحتهم فیخلق اللَّه من کل قطرة ملکا یطوف به فدخلته و صلّیت فیه
و قال الحسن البیت المعمور الکعبة البیت الحرام الذى هو معمور من الناس یعمره اللَّه کلّ سنة، اوّل مسجد وضع للعبادة فى الارض، و المعمور الماهول و قیل هو من القصد و قیل من العمارة.
وَ السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ، یعنى السماء نظیره قوله: وَ جَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً و قیل السقف المرفوع العرش.
وَ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ یعنى المملوء ماء و هو البحر الذى علیه العرش و عن على (ع) قال البحر المسجور بحر تحت العرش غمره کما بین سبع سماوات الى سبع ارضین، فیه ماء غلیظ یقال له بحر الحیوان یمطر العباد بعد النفخة الاولى اربعین صباحا فینبتون فى قبورهم
و هذا قول مقاتل و قال ابن عباس و الضّحاک و محمد بن کعب: الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ، اى الموقد نارا بمنزلة التنور المسجور و ذلک ما روى ان اللَّه عز و جل یجعل البحار کلّها یوم القیمة نارا فیزاد بها فى نار جهنم کما قال تعالى: وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ و جاء فى الحدیث عن عبد اللَّه بن عمر قال: قال رسول اللَّه (ص) لا یرکبنّ رجل بحرا الا غازیا او معتمرا او حاجّا فانّ تحت البحر نارا و تحت النار بحر او قال (ص) البحر نار فى نار.
اقسم اللَّه بهذه الاشیاء. إِنَّ عَذابَ رَبِّکَ لَواقِعٌ، العذاب هاهنا هو الساعة لانها بما فیها للکافرین عذاب.
ما لَهُ مِنْ دافِعٍ هذا کقوله: لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ. قال جبیر بن مطعم قدمت المدینة لاکلّم رسول اللَّه (ص) فى اسارى بدر. فدفعت الیه و هو یصلّى باصحابه المغرب و صوته یخرج من المسجد فسمعته یقرأ: وَ الطُّورِ وَ کِتابٍ مَسْطُورٍ الى قوله: إِنَّ عَذابَ رَبِّکَ لَواقِعٌ ما لَهُ مِنْ دافِعٍ. فکانّما صدع قلبى حین سمعته فکان اول ما دخل قلبى الاسلام فاسلمت خوفا من نزول العذاب و ما کنت اظن انّى اقوم من مکانى حتى یقع بى العذاب. ثم بیّن انّه متى یقع فقال: یَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً. اى تدور کدوران الرحى و تتکفّأ باهلها کما تتکفّأ السفینة. قال قتاده تتحرک و قال عطاء الخراسانى تختلف اجزاؤها بعضها فى بعض و قیل تضطرب، و المور جمیع هذه المعانى فهو فى اللغة، الذهاب و المجىء و التردد و الدوران و الاضطراب، هذا کقوله عز و جل فَإِذا هِیَ تَمُورُ. یقال تنقاض السماء ثم تمور فتنهار فتختلط بعض الملائکة ببعض. قوله: وَ تَسِیرُ الْجِبالُ سَیْراً هذا کقوله یَوْمَ نُسَیِّرُ الْجِبالَ وَ إِذَا الْجِبالُ سُیِّرَتْ یعنى فى الهواء و قیل تزول عن اماکنها و تصیر هباء منبثا.
فَوَیْلٌ یَوْمَئِذٍ یعنى فشدة عذاب یومئذ للمکذبین.
الَّذِینَ هُمْ فِی خَوْضٍ یَلْعَبُونَ، اى یخوضون فى الباطل یلعبون غافلین لاهین، الخوض و اللعب و الکذب واحد و التاویل: الذین هم فى انکار البعث و تکذیب محمد (ص) و سائر الانبیاء یلعبون من غیر بیان و حجة و قیل فى اسباب الدنیا یلعبون من غیر فکر فى ثواب و عقاب.
یَوْمَ یُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ اى یدفعون الیها دَعًّا اى دفعا بعنف و جفوة و ذلک انّ خزنة جهنم یغلّون ایدیهم الى اعناقهم و یجمعون نواصیهم الى اقدامهم ثم یدفعونهم الى النار دفعا على وجوههم و زخا فى اقفیتهم حتى یردوا النار فاذا دنوا من النار قال لهم الخزنة: هذِهِ النَّارُ الَّتِی کُنْتُمْ بِها تُکَذِّبُونَ فى الدنیا.
أَ فَسِحْرٌ هذا یعنى أ کان الوعید بهذا العذاب و الاخبار سحرا کما زعمتم فى الدنیا، أَمْ أَنْتُمْ ام کنتم لا تُبْصِرُونَ و قیل عنفوا و وبّخوا بمثل ما کانوا ینسبون النبى (ص) الیه من السحر و تسکیر البصر و الاخذ بالاعین فقیل لهم أ تمویه هذا و حیلة ام غطّى على ابصارکم فلا تبصرون.
اصْلَوْها ادخلوها و قاسوا شدتها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَیْکُمْ الصبر و الجزع إِنَّما تُجْزَوْنَ ما کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ اى هذا جزاء اعمالکم.
إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ نَعِیمٍ.
فاکِهِینَ اى معجبین و الفاکه المعجب و قیل ناعمین فرحین و قیل الفاکه الذى عنده الفاکهة و الفاکهة طعام من ثمار یتناولون للّذة لا للغذاء بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَ وَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِیمِ و یقال لهم.
کُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِیئاً لا داء و لا غائلة و لا اثم و لا موت فیه و لا تنقیص للذاته هنیئا مصدر اى هنئتهم هنیئا بِما کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ.
مُتَّکِئِینَ جالسین عَلى سُرُرٍ جمع سریر مَصْفُوفَةٍ اى موصولة بعضها ببعض و قیل مرمولة بالذهب و الفضة و الصف مد الشیء على الولاء وَ زَوَّجْناهُمْ قرنّاهم بِحُورٍ عِینٍ و المعنى جعلنا ذکران اهل الجنة ازواجا للحور العین و معنى الباء انهم صاروا بسبهن ازواجا و قیل زوجت به لغة.
قوله وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُمْ معناه الذین آمنوا بمحمد و القران ندخلهم الجنة و اتبعناهم ذریاتهم قرء ابو عمر اتبعناهم بقطع الالف على التعظیم، ذریاتهم بالالف و کسر التاء فیها لقوله الحقنا بهم و ما التناهم لیکون الکلام على نسق واحد و قرأ الآخرون و اتبعتهم بوصل الالف و تشدید التاء بعدها و سکون التاء الآخرة ثم، اختلفوا فى ذریتهم قرأ نافع الاولى بغیر الف و ضم التاء و الثانیة بالالف و کسر التاء و قرء ابن عامر و یعقوب کلیهما بالالف و ضم التاء فى الاولى و نصبها فى الثانیة.
و اختلفوا فى معنى الایة فقال قوم و الذین آمنوا و اتبعتهم ذریتهم بایمان یعنى اولادهم الصغار و الکبار فالکبار بایمانهم بانفسهم و الصغار بایمان آبائهم فان الولد الصغیر یحکم باسلامه تبعا لاحد الأبوین،... الحقنا ذریتهم المؤمنین بدرجاتهم و ان لم یبلغوا باعمالهم درجات آبائهم تکرمة لآبائهم لتقرّ بذلک اعینهم و هى روایة سعید بن جبیر عن ابن عباس و قال آخرون معناه و الذین آمنوا و اتبعتهم ذریتهم البالغون بایمان الحقنا بهم ذریتهم الصغار الذین لم یبلغوا الایمان بایمان آبائهم و هو قول الضحاک. و روایة العوفى عن ابن عباس اخبر اللَّه عز و جل انه یجمع لعبده المؤمن ذریته فى الجنة کما کان یحب فى الدنیا ان یجتمعوا له و یدخلهم الجنة بفضله و یلحقهم بدرجته لعمل ابیهم من غیر ان ینقص الآباء من اعمالهم شیئا فذلک قوله: وَ ما أَلَتْناهُمْ اى ما نقصناهم مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَیْءٍ. الهاء و المیم راجعتان الى الذین آمنوا، یقال آلت یالت و آلت یالت و الات یلیت و لات یلیت اذا نقص. قرء ابن کثیر التناهم بکسر اللام و الباقون بفتحها و فى الخبر عن ابن عباس قال قال رسول اللَّه (ص) ان اللَّه یرفع ذریة المؤمن فى درجته و ان کانوا دونه فى العمل لتقرّ بهم عینه ثم قرء وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُمْ... الایة
و عن على (ع) قال سألت خدیجه النبى (ص) عن ولدین لها ماتا فى الجاهلیة فقال (ص) هما فى النار فلما راى الکراهیة فى وجهها قال لو رایت مکانهما لا بغضتهما قالت یا رسول اللَّه فولدى منک قال فى الجنة ثم قال رسول اللَّه (ص) انّ المؤمنین و اولادهم فى الجنة و انّ المشرکین و اولادهم فى النار ثم قرء رسول اللَّه (ص) و الذین آمنوا و اتبعناهم ذریاتهم... الایة
و عن ابن عباس عن النبى (ص) قال اذا دخل اهل الجنة الجنة یسأل عن ابویه و زوجته و ولده فیقال انهم لم یدرکوا ما ادرکت فیقول لقد عملت لى و لهم فیؤمر بالحاقهم به
و تلا ابن عباس هذه الآیة کُلُّ امْرِئٍ بِما کَسَبَ رَهِینٌ اى بما کسب من الخیر و الشر مرهون فیؤخذ بذنبه و لا یؤخذ بذنب غیره هذا کقوله وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى، و قال تعالى کُلُّ نَفْسٍ بِما کَسَبَتْ رَهِینَةٌ.
قوله: وَ أَمْدَدْناهُمْ بِفاکِهَةٍ وَ لَحْمٍ مِمَّا یَشْتَهُونَ اى ذلک دائم لهم لا ینقطع و فى الخبر انک لتشتهى الطیر فى الجنة فیخرّ بین یدیک مشویا
و قیل یقع الطائر بین یدى الرجل فى الجنة فیاکل منه قدیرا و قدیرا و شواء ثم یطیر الى النهر.
قوله: یَتَنازَعُونَ فِیها کَأْساً. یتعاطونها طربا و الکأس کلها فى القران کاس الخمر لا لَغْوٌ فِیها اى لا فضول فیها و قیل لاسباب فیها و لا تخاصم و لا کذب و لا باطل... وَ لا تَأْثِیمٌ اى لا اثم فى شربها کما فى الدنیا. قال ابن عطاء اىّ لغو یکون فى مجلس محلّه جنة عدن و الساقى فیه الملائکة و شربهم على ذکر اللَّه و ریحانهم تحیّة من عند اللَّه مبارکة طیّبة و القوم اضیاف اللَّه.
وَ یَطُوفُ عَلَیْهِمْ بالخدمة و قیل بالکأس و الفاکهة غِلْمانٌ لهم کَأَنَّهُمْ فى الحسن و البیاض و الصفاء لُؤْلُؤٌ مَکْنُونٌ مخزون مصون لم تمسّه الایدى و قیل مصون یعنى فى الصدف مستور عن الشمس و الغبار و قیل هم اولادهم الذین سبقوهم اقرّ اللَّه بهم اعینهم. و قال الحسن اولاد المشرکین ذکورهم غلمان اهل الجنة و اناثهم هنّ الحور العین و اولاد المؤمنین مع آبائهم على هیئتهم التی کانوا علیها.
روى عایشه قالت قال رسول اللَّه (ص) انّ ادنى اهل الجنّة منزلة من ینادى الخادم من خدّامه فیجیبه الف ینادى کلّهم لبیک لبیک
و عن عبد اللَّه بن عمرو قال ما من احد من اهل الجنة الا یسعى علیه الف غلام کلّ غلام على عمل ما علیه صاحبه
روى انّ الحسن تلا هذه الایة قال قالوا یا رسول اللَّه الخادم کاللؤلؤ فکیف المخدوم قال فضل المخدوم على الخادم کفضل القمر لیلة البدر على سائر الکواکب.
وَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ یَتَساءَلُونَ اى یسئل بعضهم بعضا عن سبب نیلهم الجنة.
قالُوا إِنَّا کُنَّا قَبْلُ فِی أَهْلِنا مُشْفِقِینَ موقنین بوعده و وعیده خائفین من عصیانه قال ابن جریر انّ هذا التساؤل عند البعث من القبور.
فَمَنَّ اللَّهُ عَلَیْنا بالمغفرة و الرحمة و قیل بالهدایة و التوفیق فى الدنیا وَ وَقانا عَذابَ السَّمُومِ یعنى الحرّ الشدید من نار او هواء او ریح و قال الحسن السموم اسم من اسماء جهنم.
إِنَّا کُنَّا مِنْ قَبْلُ یعنى فى الدنیا نَدْعُوهُ. ان یتفضّل و یمنّ علینا بالمغفرة، إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِیمُ قرء نافع و الکسائى و ابو جعفر انه بفتح الالف اى لانّه او بانّه هو البرّ الصادق فى وعده، اللطیف الرحیم بالمؤمنین.
فَذَکِّرْ یا محمد بالقرآن فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّکَ اى برحمة ربک و قیل برسالة ربک بِکاهِنٍ وَ لا مَجْنُونٍ کما زعموا، و التقدیر ما انت بکاهن و لا مجنون بنعمة ربک. الکاهن الذى یقول ان معى رئیّا من الجن اى انّهم علموا انه لیس لک کهانة و لا جنون و انما قالوه على جهة الاشتفاء کالسفیه اذا بسط لسانه فیمن یسبّه مما یعلم انه برىء ممّا یقوله.
أَمْ یَقُولُونَ شاعِرٌ سمّوه شاعرا لانّ عندهم الشاعر یقول الشعر بمعاونة الجن ایاه، فقالوا لکلّ شاعر معین من الجن و کذلک المجنون عندهم من یکون معه جنّى یعلّمه و على هذا قالوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ. نَتَرَبَّصُ بِهِ رَیْبَ الْمَنُونِ اى حوادث الدهر، و المنون الدهر و قیل هو الموت، و المنّ النقص، سمیّا بذلک لان الدهر و الموت کلاهما یقطعان الاجل و ینقصان العمر. و فى بعض التفاسیر ان المجتمعین فى دار الندوة قالوا تربّصوا بمحمد الموت یکفکموه کما کفاکم شاعر بنى فلان و شاعر بنى فلان، قالوا انّ اباه مات شابّا و نحن نرجو أن یکون موته کموت ابیه.
قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّی مَعَکُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِینَ حتى یأتى امر اللَّه فیکم، معناه ما ترجونه فى محمد لا یکون و ما ینتظره فیکم یقع عن قریب و جاء فى التفسیر انّ جمیعهم ماتوا قبل رسول اللَّه. و قیل الذى هدّدهم به نالهم یوم بدر و قیل هذه الایة منسوخة بآیة القتال أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ فى هذه الآیات الزامات و هى خمسة عشر قبلته عقولهم ان لم یکابروا، و ام فى هذه الآیات للاستفهام بمعنى بل و بمعنى الالف و معنى اکثرها الانکار و معنى بعضها الاثبات. أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ اى عقولهم و الحلم اى العقل و قیل الحلم اشرف فیوصف اللَّه سبحانه بالحلم و لا یوصف بالعقل و قد ینفى الحلم عمّن یوصف بالعقل و قیل الحلم الامهال الذى یدعو الیه الحکمة. قال المفسرون انّ عظماء قریش کانوا یوصفون بالاحلام و العقول فى الجاهلیة فازرى اللَّه بعقولهم حین لم تثمر لهم معرفة الحق من الباطل و قیل لعمرو بن العاص ما بال قومک لم یؤمنوا و قد وصفهم اللَّه بالعقول فقال تلک عقول کادها اللَّه اى لم یصحبها التوفیق و فى الخبر ان اللَّه عز و جل لما خلق العقل قال له ادبر فادبر ثم قال له اقبل فاقبل فقال انى لم اخلق خلقا اکرم علىّ منک، بک اعبد و بک اعطى و بک آخذ.
قال ابو عبد اللَّه المغربى لمّا قال اللَّه ذلک تداخله العجب فعوقب من ساعته فقیل له التفت فلمّا التفت نظر الى ما هو احسن منه فقال من انت قال انا الذى لا تقوم الا بى، قال و من انت، قال التوفیق. روى انّ صفوان بن امیّة فخر على رجل فقال انا صفوان ابن امیّة بن خلف بن فلان فبلغ ذلک عمر فارسل الیه و غضب فلمّا جاء قال ثکلتک امّک ما قلت، قال فهاب عمر ان یتکلّم فقال عمر ان کان لک تقوى فانّ لک کرما و ان کان لک عقل فانّ لک اصلا و ان کان لک خلق حسن فانّ لک مروّة و الا فانت شرّ من الکلب.
... أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ معناه بل هم قوم مجاوزون الحدّ فى الکفر و قیل معناه ام تأمرهم احلامهم بهذا ام طغیانهم یحملهم على هذا.
أَمْ یَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ محمد من تلقاء نفسه، بَلْ لا یُؤْمِنُونَ اى لیس الامر کما زعموا بل لا یؤمنون بالقرآن استکبارا و عتوّا.
فَلْیَأْتُوا بِحَدِیثٍ مِثْلِهِ إِنْ کانُوا صادِقِینَ. معناه ان کانوا صادقین فى انّ محمدا تقوّله من نفسه فلیأتوا بکلام مثله فانّه بلسانهم و هم فصحاء زمانهم.
أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَیْرِ شَیْءٍ اى من غیر خالق خلقهم فوجدوا بلا خالق و ذلک ممّا لا یجوز ان یوجدوا بلا خالق أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ لانفسهم و ذلک فى البطلان اشدّ، لانّ مالا وجود له کیف یخلق، فاذا بطل الوجهان قامت الحجة علیهم بانّ لهم خالقا فلیؤمنوا به و قال ابن کیسان ام خلقوا عبثا و ترکوا سدى لا یؤمرون و لا ینهون فهو کقول القائل فعلت کذا و کذا من غیر شیء اى لغیر شیء. أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ لانفسهم فلا یجب علیهم للَّه امر.
أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ عطف على قوله: أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ و المعنى أ خلقوا انفسهم ام خلقوا السماوات و الارض. بَلْ اى لم یخلقوا شیئا منها لا یُوقِنُونَ اى لا یتدبّرون فى الآیات فیعلموا خالقهم و خالق السماوات و الارض و سائر المخلوقات و قیل لا یوقنون و عد اللَّه فهان علیهم المعاصى.
أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّکَ یعنى خزائن العلم فیعلموا ان لا بعث و لا حساب، و قیل خزائن الرزق فلا یحتاجوا الى من یرزقهم و قال مقاتل معناه ا بایدیهم مفاتیح ربک بالرسالة فیضعوا حیث شاؤا، هذا کقوله: أَ هُمْ یَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّکَ یعنى النبوة أَمْ هُمُ الْمُصَیْطِرُونَ و منه قوله: لَسْتَ عَلَیْهِمْ بِمُصَیْطِرٍ اى بمسلط، یقال تسیطر على فلان بالسین و الصاد اى تسلط. قرء ابن عامر بالسین هاهنا و فى قوله بمسیطر و قرء حمزه باشمام الزاى فیهما و قرء ابن کثیر هاهنا بالسین و قوله «بمسیطر» بالصاد و قرء الآخرون بالصّاد فیهما، أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ یَسْتَمِعُونَ فِیهِ السلّم المرقاة و کلّ سبب یصعد به، یَسْتَمِعُونَ فِیهِ اى علیه کقوله: فِی جُذُوعِ النَّخْلِ اى علیها و المعنى الهم سلّم یرتقون الى السماء فیستمعون علیه الوحى و یعلمون انّ ما هم علیه حق بالوحى فهم متمسکون به لذلک... فَلْیَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ ان ادّعوا ذلک، بِسُلْطانٍ مُبِینٍ حجة بیّنة و قیل معناه لیس معهم کتاب، فهل لهم سلّم هو سبب الى بلوغ السماء و استماع ما یدعون الیه، و ان ادّعوا انهم یستمعون من الملائکة ما یستغنون به عن الانبیاء، فَلْیَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِینٍ على صدق دعواه.
أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَ لَکُمُ الْبَنُونَ هذا انکار علیهم و تسفیه لاحلامهم حیث جعلوا للَّه ما یکرهون و اختاروا له ما یانفون هم عنه کقوله: فَاسْتَفْتِهِمْ أَ لِرَبِّکَ الْبَناتُ وَ لَهُمُ الْبَنُونَ.
أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً اى جعلا على تبلیغ الرساله فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ اى من اداء ذلک مثقلون. المغرم الزام الغرم و الغرم المطالبة بالحاج.
أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَیْبُ قال قتادة هذا جواب لقولهم: نَتَرَبَّصُ بِهِ رَیْبَ الْمَنُونِ.
یقول ا عندهم الغیب حتى علموا ان محمدا یموت قبلهم فَهُمْ یَکْتُبُونَ اى یحکمون و الکتاب الحکم و منه
قول النبى (ص) لرجلین تخاصما الیه: ساقضى بینکما بکتاب اللَّه اى بحکمه
و قال ابن عباس معناه أ عندهم اللوح المحفوظ فهم یکتبون ما فیه و یخبرون الناس به.
أَمْ یُرِیدُونَ کَیْداً اى مکروا بک فى دار النّدوة، فَالَّذِینَ کَفَرُوا هُمُ الْمَکِیدُونَ الممکور بهم، یعود الضرر علیهم وَ لا یَحِیقُ الْمَکْرُ السَّیِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ، و ذلک انهم قتلوا ببدر.
أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَیْرُ اللَّهِ یرزقهم و ینصرهم سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یُشْرِکُونَ قال الخلیل ما فى هذه السورة من ذکر «ام» کلّها استفهام و لیس بعطف.
وَ إِنْ یَرَوْا کِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً هذا جواب لقولهم: نُسْقِطْ عَلَیْهِمْ کِسَفاً مِنَ السَّماءِ یقول لو عذّبناهم بسقوط بعض من السماء علیهم لم ینتهوا عن کفرهم و یقولوا لمعاندتهم و فرط غباوتهم و درک شقاءهم هذا سحاب مرکوم بعضه على بعض یسقینا.
فَذَرْهُمْ حَتَّى یُلاقُوا یَوْمَهُمُ الَّذِی فِیهِ یُصْعَقُونَ اى لا ینفع انذار هؤلاء فدرهم حتى یلقوا یومهم الذى فیه یموتون. قرء عاصم و ابن عامر یُصْعَقُونَ بضم الیاء اى یهلکون.
یَوْمَ لا یُغْنِی عَنْهُمْ کَیْدُهُمْ شَیْئاً وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ اى لا ینفعهم کیدهم یوم الموت و لا یمنعهم من العذاب مانع.
وَ إِنَّ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا اى کفروا عَذاباً دُونَ ذلِکَ اى عذابا فى الدنیا، قبل عذاب الآخرة، قال ابن عباس یعنى القتل یوم بدر و قال مجاهد یعنى الجوع و القحط سبع سنین و قال البراء بن عازب یعنى عذاب القبر وَ لکِنَّ أَکْثَرَهُمْ لا یَعْلَمُونَ انّ العذاب نازل بهم.
وَ اصْبِرْ لِحُکْمِ رَبِّکَ الى ان یقع بهم العذاب الذى حکمنا علیهم و قیل و اصبر لحکم ربک اى لبلائه فیما ابتلاک به من قومک و لما حکم من تأخیر عذابهم فَإِنَّکَ بِأَعْیُنِنا اى بمراى منا و بعلمنا و حفظنا و المعنى انک مراعى محفوظ محروس لا یصلون الیک بمکروه و قال ابن عباس اى نرى ما یعمل بک وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ حِینَ تَقُومُ قال عطاء و سعید بن جبیر اى قل سبحانک اللهم و بحمدک حین تقوم من مجلسک فان کان المجلس خیرا لازددت احسانا و ان کان غیر ذلک کان کفارة له.
روى ابو هریرة عن النبى، (ص) قال من جلس فى مجلس کثر فیه لغطه فقال قبل ان یقوم سبحانک اللهم و بحمدک لا اله الا انت استغفرک و اتوب الیک، غفر له ما کان فى مجلسه ذلک.
و قال ابن زید معناه و صلّ بامر ربک حین تقوم من المنام، یعنى صلاة الصبح و قال الکلبى اى اذکر اللَّه باللسان حین تقوم من فراشک الى ان تدخل الصلاة و قال الضحاک یعنى قل حین تقوم الى الصلاة اللَّه اکبر کبیرا و الحمد للَّه کثیرا و سبحان اللَّه بکرة و اصیلا. و قال الربیع اذا قمت الى الصلاة فقل سبحانک اللهم و بحمدک و تبارک اسمک و تعالى جدک و لا اله غیرک. و قیل هو سبحان ربى العظیم فى الرکوع و سبحان ربى الاعلى فى السجود.
وَ مِنَ اللَّیْلِ فَسَبِّحْهُ یعنى صلاة اللیل و قال مقاتل یعنى صلوتى المغرب و العشاء. قوله وَ إِدْبارَ النُّجُومِ یعنى الرکعتین المسنونتین قبل صلاة الفجر و ذلک حین تدبر النجوم.
و فى الخبر انّهما خیر من الدنیا جمیعا
و قیل هى فریضة صلاة الصبح و استدلّ بعضهم بهذا على انّ الاسفار بصلاة الصبح افضل و کذلک قراءة یعقوب: و ادبار بفتح الالف لانّ النجوم لا ادبار لها و لا ادبار و انّما ذلک بالاستتار عن العیون.
رشیدالدین میبدی : ۵۲- سورة الطور
النوبة الثالثة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ بسم اللَّه آیین زبان است و چراغ جان و ثناء جاودان. بسم اللَّه کلید گوشها است و آئینه چشمها و یادگار دلها. بسم اللَّه مجلسها معطّر کند، جانها منوّر کند، زبانها معنبر کند، گناهها مکفّر کند.
دلها عارفان از شوق این نام بر آتش است. وقتها دوستان در سماع این نام خوش است. سینهها درویشان از مهر و محبت این نام منقش است. بیمارى دوستان را جز اللَّه طبیب نیست، درماندگان و زارندگان را جز اللَّه مجیب نیست.
مؤمنانرا در همه احوال جز او یار و حبیب نیست. ویل آن را که از لذت سماع نام او وى را نصیب نیست.
نام خداوندى که از پاره گل دلى بنگاشت و مر آن دل را بمرتبت از هر دو کون بر گذاشت و انوار جمال و جلال خود برو گماشت و آن را در کنف لطف خود نگه داشت و در قبضه صفت خود بداشت، هماى همت او تا شرفات سرادقات حضرت برافراشت و از نظر خود بیرون نگذاشت. و فى الخبر ان اللَّه لا ینظر الى صورکم و لا احسابکم و لکن ینظر الى قلوبکم.
قوله: وَ الطُّورِ، اقسم اللَّه عز و جل بالطور الذى کلّم علیه موسى لانه محل قدم الاحباب وقت سماع الخطاب. رب العزه قسم یاد میکند بقدم گاه موسى، آن وقت که در سماع کلام حق بود و در منزل: وَ قَرَّبْناهُ نَجِیًّا شراب شوق از جام مهر نوش کرده و در عشق حضرت مست و مخمور آن شراب گشته و از سر مستى و بىخودى نعره أَرِنِی زده تا او را گفتند که یا موسى اگر میخواهى که در میدان مشاهدت نسیم قرب ازل از جناب جبروت بر جان تو دمد، فَاخْلَعْ نَعْلَیْکَ، چنانک دو تا نعلین از پاى برون کنند، دو عالم از دل خود بیرون کن. از دو گیتى بیزار شو و دوست را یکتا شو.
با دو قبله در ره توحید نتوان رفت راست
یا رضاء دوست باید یا هواء خویشتن
این جهان و آن جهانت را بیک دم در کشد
گر نهنگ درد دین ناگاه بگشاید دهن
در خبر است که همه ذرات موجودات و صفات متلاشیات در وقت سحر که در طلب درد دین از اوطان خویش هجرت کنند، بعد از اوج على قصد تحت الثرى کنند، طائفه از تخوم زمین بدین گلشن بلند بر خرامند و با یک دیگر این ندا مىکنند که: هل مرّ بک ذاکر، هیچ ذاکرى بتو برگذشت؟ هیچ جوینده در راه دین آمد؟
هیچ دردزده بطلب او برخاست.
آرى هر که در آرزوى عیان بود پیوسته دوست را نشان پرسان بود.
وَ الطُّورِ عزیز مکانى و شریف مقامى که حق جل جلاله با موسى بر آن مقام مناجات کرد و موسى را اهل خطاب و کرامات کرد و رب العزة قسم بدان مقام یاد کرد که وَ الطُّورِ.
دامغانى گفت لمّا تمکّن موسى من ذلک المقام و سمع الکلام من الملک العلّام قال موسى بلسان الدلال على بساط الوصال یا ذا الکرم و الافضال و الجمال و الجلال، ارنى انظر الیک ها انا ذا بین یدیک، فاجابه الجلیل سبحانه لن ترانى الا بدلائلى و برهانى و شواهدى و بیانى. فانک لا تحمل نور جلالى و سلطانى و لکن انظر الى الجبل ترى قدرتى و برهانى فلما تجلى ربه للجبل صار اربع قطع، کذلک قلب موسى صار على اربع قطع: قطعة سقطت فى بحر الهیبة و قطعة سقطت فى روضة الحجة و قطعة فى وادى القدر، و قطعة فى نسیان رویة المنة ثم صاح بلسان الحیاء تبت الیک.
جعفر خلدى حکایت کند که شاه طریقت جنید قدّس اللَّه روحه با جماعتى فقرا قصد زیارت طور سینا کرد چون بدامن کوه رسید هاتفى از آن گوشه آواز داد که اصعد یا جنید فانّ هذا المکان مقام الانبیاء و المرسلین و مقام الاولیاء و الاصفیاء بر خرام اى جنید برین مقام پیغمبران و قدمگاه صدّیقان و دوستان گفتا بر سر کوه شدیم و جنید چون قدمگاه موسى دید بشورید و در وجد آمد، درویشى این بیت بر گفت:
ان آثارنا تدل علینا
فانظروا بعدنا الى الآثار
جماعت همه بموافقت در تواجد آمدند. هر یکى را شورى و سوزى و از هر گوشه آوازى و نیازى و در هر دلى دردى و گدازى. یکى از حسرت و نیاز مىنالد، یکى از راز و ناز مىگرید. این چنانست که پیر طریقت گفت: الهى در سر گریستنى دارم دراز، ندانم که از حسرت گریم یا از ناز.
گریستن از حسرت بهره یتیم است و گریستن شمع بهره ناز، از ناز گریستن چون بود آن قصهایست دراز.
راهبى آنجا در غارى نشسته چون ایشان را بدان صفت دید، سوگند برنهید که یا امة محمد باللّه علیکم کلّمونى. بعاقبت که جماعت را سکون درآمد جنید را خبر کردند از حال آن راهب. برخاست و پیش وى رفت. راهب گفت این رقص شما و این وقت و وجد شما همه امت راست بر عموم، یا قومى را بر خصوص، جنید گفت قومى راست بر خصوص، گفت این قوم را صفت و سیرت چیست، گفت قومى که دنیا و عقبى در بادیه وقت ایشان دو میل است، بهشت و دوزخ بر راه درد ایشان دو منزل، و هر چه دون حق بنزدیک ایشان باطل.
بروز نظاره، صنایع کنند و شب در مشاهده صانع باشند.
بىخیل و حشم پادشاهانند، بىگنج و خواسته توانگرانند. دردها دارند در دل وز گفتن آن بىزباناند زبان جان حالشان بنعت افتقار مىگوید: الهى وقت را بدرد مىنازیم و زیادتى را مىسازیم، بامید آنکه چون درین درد بگدازیم، درد و راحت هر دو براندازیم.
راهب گفت اى شیخ راست است مىگویى و من در انجیل عیسى هم چنین خواندهام که خواص امّت محمد قومى خرقهداراناند، بصورت درویشان و بدل توانگراناند. در وطن خود غریب و از خلق بر کراناند. از دنیا بلقمه و خرقه راضى و از تعلق آزادگان و آسودگاناند. و انا اشهد ان لا اله الا اللَّه وحده لا شریک له و انّ محمدا عبده و رسوله و انّکم اولیاء اللَّه و اصفیائه و انّ دینکم دین الحق و انّ اصواتکم من صفاء اسرارکم.
قوله: وَ کِتابٍ مَسْطُورٍ بلسان الاشارة ما کتب على نفسه جل جلاله ان سبقت رحمتى غضبى. بزبان اشارت بر ذوق اهل حقیقت، کتاب مسطور آن نبشته است که در عهد ازل بر خود نبشت که سبقت رحمتى غضبى. هزار جان عزیز فداء آن وقت دلنواز باد که ما را بى ما خلوت گاه داد و در الطاف بىنهایت بر ما گشاد و بعنایت ازلى و لطف سابق لم یزلى مىفرمود: سبقت رحمتى غضبى.
اى جوانمرد شکر کن مر آن خداى را که ترا پیش از سؤال و معارضه، آن داد که اگر بتو باز گذاشتى و تو هزاران سال اندیشه کردى بتحکّم بر سر آن نرسیدى، دعاک و انت غافل، علّمک و انت جاهل خلقک و لم تک شیئا مذکورا، سقاک بکأس برّه فى مجلس سرّه شرابا طهورا. این همه آثار سبقت رحمت است که مىفرماید جل جلاله سبقت رحمتى غضبى.
پیر طریقت گفت الهى بعنایت ازلى تخم هدى کشتى، برسالت انبیاء آب دادى، بمعونت و توفیق رویانیدى، بنظر لطف پرورانیدى. اکنون سزد که باد عدل نه وزانى، و سموم قهر نه جهانى و کشته عنایت ازلى را برعایت ابدى مدد کنى.
وَ الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ اشارة الى قلوب العارفین المعمورة بالمعرفة و المحبة.
بیت معمور اشارت است بدلها عارفان که بمعرفت و محبت اللَّه آبادان است، بنظر او زنده، و بلطف او شادان است.
پیر طریقت گفت سه چیز است که سعادت بنده در آن است و روى عبودیت روشن بآن است: اشتغال زبان بذکر حق. استغراق دل بمهر حق. و امتلاء سرّ از نظر حق. نخست از حق نظر آید و دل بمهر بیاراید و زبان بر ذکر دارد.
پیر طریقت گفت الهى ذکر تو مرا دین است و مهر تو مرا آئین است و نظر تو عین الیقین است. پسین سخنم اینست، لطیفا دانى که چنین است. آن عزیزى گفته: زبانى که بذکر او مشغول بود، دلى که بمهر او معمور بود، جایى که بنظر او مسرور بود، از روى حقیقت آن بیت المعمور بود. این حال را سه نشان است و کمال عبودیّت در آن است: عمل فراوان و از خلق نهان، و دل با وقت ورد پیوسته شتابان.
یَوْمَ یُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا این آیت موجب خوف است.
إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ نَعِیمٍ، فاکِهِینَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ موجب رجا است.
رب العالمین فرا پى یکدیگر داشت تا بنده پیوسته میان خوف و رجاء روان بود. این خوف و رجا جفت یکدیگراند، چون با یکدیگر صحبت کنند از میانه جمال حقائق ایمان روى نماید. هر روشى که از این دو معنى خالى بود، یا امن حاصل آید یا قنوط و هر دو صفت کفار است، زیرا که امن از عاجزان بود و اعتقاد عجز در اللَّه کفر است و قنوط از لئیمان بود و اعتقاد لوم در اللَّه شرکت است. و نیز نه همه خوف از عقوبت باید و نه همه رجاء و انتظار رحمت و ترا این بمثالى معلوم گردد: چراغى که در وى روغن نباشد روشنایى ندهد، چون روغن باشد و آتش نباشد ضیاء ندهد، چون روغن و آتش باشد تا بلیته نباشد که هستى خود فدا کند تمام نبود.
پس خوف بر مثال آتش است و رجا بر مثال روغن و ایمان بر مثال بلیته، و دل بر شکل چراغ دان. اگر همه خوف باشد چون چراغى بود که در وى روغن نیست. ور همه رجا بود، چون چراغى است که در وى روغن است و آتش نیست.
چون خوف و رجا مجتمع گشت، چراغى حاصل آمد که در وى هم روغن است که مدد بقاء است، هم آتش که ماده ضیاء است، آن گه ایمان از میان هر دو مدد میگیرد، از یکى ببقا و از یکى بضیا و مؤمن ببدرقه ضیاء راه مىرود و ببدرقه بقا قدم مىزند. و اللَّه ولىّ التوفیق.
دلها عارفان از شوق این نام بر آتش است. وقتها دوستان در سماع این نام خوش است. سینهها درویشان از مهر و محبت این نام منقش است. بیمارى دوستان را جز اللَّه طبیب نیست، درماندگان و زارندگان را جز اللَّه مجیب نیست.
مؤمنانرا در همه احوال جز او یار و حبیب نیست. ویل آن را که از لذت سماع نام او وى را نصیب نیست.
نام خداوندى که از پاره گل دلى بنگاشت و مر آن دل را بمرتبت از هر دو کون بر گذاشت و انوار جمال و جلال خود برو گماشت و آن را در کنف لطف خود نگه داشت و در قبضه صفت خود بداشت، هماى همت او تا شرفات سرادقات حضرت برافراشت و از نظر خود بیرون نگذاشت. و فى الخبر ان اللَّه لا ینظر الى صورکم و لا احسابکم و لکن ینظر الى قلوبکم.
قوله: وَ الطُّورِ، اقسم اللَّه عز و جل بالطور الذى کلّم علیه موسى لانه محل قدم الاحباب وقت سماع الخطاب. رب العزه قسم یاد میکند بقدم گاه موسى، آن وقت که در سماع کلام حق بود و در منزل: وَ قَرَّبْناهُ نَجِیًّا شراب شوق از جام مهر نوش کرده و در عشق حضرت مست و مخمور آن شراب گشته و از سر مستى و بىخودى نعره أَرِنِی زده تا او را گفتند که یا موسى اگر میخواهى که در میدان مشاهدت نسیم قرب ازل از جناب جبروت بر جان تو دمد، فَاخْلَعْ نَعْلَیْکَ، چنانک دو تا نعلین از پاى برون کنند، دو عالم از دل خود بیرون کن. از دو گیتى بیزار شو و دوست را یکتا شو.
با دو قبله در ره توحید نتوان رفت راست
یا رضاء دوست باید یا هواء خویشتن
این جهان و آن جهانت را بیک دم در کشد
گر نهنگ درد دین ناگاه بگشاید دهن
در خبر است که همه ذرات موجودات و صفات متلاشیات در وقت سحر که در طلب درد دین از اوطان خویش هجرت کنند، بعد از اوج على قصد تحت الثرى کنند، طائفه از تخوم زمین بدین گلشن بلند بر خرامند و با یک دیگر این ندا مىکنند که: هل مرّ بک ذاکر، هیچ ذاکرى بتو برگذشت؟ هیچ جوینده در راه دین آمد؟
هیچ دردزده بطلب او برخاست.
آرى هر که در آرزوى عیان بود پیوسته دوست را نشان پرسان بود.
وَ الطُّورِ عزیز مکانى و شریف مقامى که حق جل جلاله با موسى بر آن مقام مناجات کرد و موسى را اهل خطاب و کرامات کرد و رب العزة قسم بدان مقام یاد کرد که وَ الطُّورِ.
دامغانى گفت لمّا تمکّن موسى من ذلک المقام و سمع الکلام من الملک العلّام قال موسى بلسان الدلال على بساط الوصال یا ذا الکرم و الافضال و الجمال و الجلال، ارنى انظر الیک ها انا ذا بین یدیک، فاجابه الجلیل سبحانه لن ترانى الا بدلائلى و برهانى و شواهدى و بیانى. فانک لا تحمل نور جلالى و سلطانى و لکن انظر الى الجبل ترى قدرتى و برهانى فلما تجلى ربه للجبل صار اربع قطع، کذلک قلب موسى صار على اربع قطع: قطعة سقطت فى بحر الهیبة و قطعة سقطت فى روضة الحجة و قطعة فى وادى القدر، و قطعة فى نسیان رویة المنة ثم صاح بلسان الحیاء تبت الیک.
جعفر خلدى حکایت کند که شاه طریقت جنید قدّس اللَّه روحه با جماعتى فقرا قصد زیارت طور سینا کرد چون بدامن کوه رسید هاتفى از آن گوشه آواز داد که اصعد یا جنید فانّ هذا المکان مقام الانبیاء و المرسلین و مقام الاولیاء و الاصفیاء بر خرام اى جنید برین مقام پیغمبران و قدمگاه صدّیقان و دوستان گفتا بر سر کوه شدیم و جنید چون قدمگاه موسى دید بشورید و در وجد آمد، درویشى این بیت بر گفت:
ان آثارنا تدل علینا
فانظروا بعدنا الى الآثار
جماعت همه بموافقت در تواجد آمدند. هر یکى را شورى و سوزى و از هر گوشه آوازى و نیازى و در هر دلى دردى و گدازى. یکى از حسرت و نیاز مىنالد، یکى از راز و ناز مىگرید. این چنانست که پیر طریقت گفت: الهى در سر گریستنى دارم دراز، ندانم که از حسرت گریم یا از ناز.
گریستن از حسرت بهره یتیم است و گریستن شمع بهره ناز، از ناز گریستن چون بود آن قصهایست دراز.
راهبى آنجا در غارى نشسته چون ایشان را بدان صفت دید، سوگند برنهید که یا امة محمد باللّه علیکم کلّمونى. بعاقبت که جماعت را سکون درآمد جنید را خبر کردند از حال آن راهب. برخاست و پیش وى رفت. راهب گفت این رقص شما و این وقت و وجد شما همه امت راست بر عموم، یا قومى را بر خصوص، جنید گفت قومى راست بر خصوص، گفت این قوم را صفت و سیرت چیست، گفت قومى که دنیا و عقبى در بادیه وقت ایشان دو میل است، بهشت و دوزخ بر راه درد ایشان دو منزل، و هر چه دون حق بنزدیک ایشان باطل.
بروز نظاره، صنایع کنند و شب در مشاهده صانع باشند.
بىخیل و حشم پادشاهانند، بىگنج و خواسته توانگرانند. دردها دارند در دل وز گفتن آن بىزباناند زبان جان حالشان بنعت افتقار مىگوید: الهى وقت را بدرد مىنازیم و زیادتى را مىسازیم، بامید آنکه چون درین درد بگدازیم، درد و راحت هر دو براندازیم.
راهب گفت اى شیخ راست است مىگویى و من در انجیل عیسى هم چنین خواندهام که خواص امّت محمد قومى خرقهداراناند، بصورت درویشان و بدل توانگراناند. در وطن خود غریب و از خلق بر کراناند. از دنیا بلقمه و خرقه راضى و از تعلق آزادگان و آسودگاناند. و انا اشهد ان لا اله الا اللَّه وحده لا شریک له و انّ محمدا عبده و رسوله و انّکم اولیاء اللَّه و اصفیائه و انّ دینکم دین الحق و انّ اصواتکم من صفاء اسرارکم.
قوله: وَ کِتابٍ مَسْطُورٍ بلسان الاشارة ما کتب على نفسه جل جلاله ان سبقت رحمتى غضبى. بزبان اشارت بر ذوق اهل حقیقت، کتاب مسطور آن نبشته است که در عهد ازل بر خود نبشت که سبقت رحمتى غضبى. هزار جان عزیز فداء آن وقت دلنواز باد که ما را بى ما خلوت گاه داد و در الطاف بىنهایت بر ما گشاد و بعنایت ازلى و لطف سابق لم یزلى مىفرمود: سبقت رحمتى غضبى.
اى جوانمرد شکر کن مر آن خداى را که ترا پیش از سؤال و معارضه، آن داد که اگر بتو باز گذاشتى و تو هزاران سال اندیشه کردى بتحکّم بر سر آن نرسیدى، دعاک و انت غافل، علّمک و انت جاهل خلقک و لم تک شیئا مذکورا، سقاک بکأس برّه فى مجلس سرّه شرابا طهورا. این همه آثار سبقت رحمت است که مىفرماید جل جلاله سبقت رحمتى غضبى.
پیر طریقت گفت الهى بعنایت ازلى تخم هدى کشتى، برسالت انبیاء آب دادى، بمعونت و توفیق رویانیدى، بنظر لطف پرورانیدى. اکنون سزد که باد عدل نه وزانى، و سموم قهر نه جهانى و کشته عنایت ازلى را برعایت ابدى مدد کنى.
وَ الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ اشارة الى قلوب العارفین المعمورة بالمعرفة و المحبة.
بیت معمور اشارت است بدلها عارفان که بمعرفت و محبت اللَّه آبادان است، بنظر او زنده، و بلطف او شادان است.
پیر طریقت گفت سه چیز است که سعادت بنده در آن است و روى عبودیت روشن بآن است: اشتغال زبان بذکر حق. استغراق دل بمهر حق. و امتلاء سرّ از نظر حق. نخست از حق نظر آید و دل بمهر بیاراید و زبان بر ذکر دارد.
پیر طریقت گفت الهى ذکر تو مرا دین است و مهر تو مرا آئین است و نظر تو عین الیقین است. پسین سخنم اینست، لطیفا دانى که چنین است. آن عزیزى گفته: زبانى که بذکر او مشغول بود، دلى که بمهر او معمور بود، جایى که بنظر او مسرور بود، از روى حقیقت آن بیت المعمور بود. این حال را سه نشان است و کمال عبودیّت در آن است: عمل فراوان و از خلق نهان، و دل با وقت ورد پیوسته شتابان.
یَوْمَ یُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا این آیت موجب خوف است.
إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ نَعِیمٍ، فاکِهِینَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ موجب رجا است.
رب العالمین فرا پى یکدیگر داشت تا بنده پیوسته میان خوف و رجاء روان بود. این خوف و رجا جفت یکدیگراند، چون با یکدیگر صحبت کنند از میانه جمال حقائق ایمان روى نماید. هر روشى که از این دو معنى خالى بود، یا امن حاصل آید یا قنوط و هر دو صفت کفار است، زیرا که امن از عاجزان بود و اعتقاد عجز در اللَّه کفر است و قنوط از لئیمان بود و اعتقاد لوم در اللَّه شرکت است. و نیز نه همه خوف از عقوبت باید و نه همه رجاء و انتظار رحمت و ترا این بمثالى معلوم گردد: چراغى که در وى روغن نباشد روشنایى ندهد، چون روغن باشد و آتش نباشد ضیاء ندهد، چون روغن و آتش باشد تا بلیته نباشد که هستى خود فدا کند تمام نبود.
پس خوف بر مثال آتش است و رجا بر مثال روغن و ایمان بر مثال بلیته، و دل بر شکل چراغ دان. اگر همه خوف باشد چون چراغى بود که در وى روغن نیست. ور همه رجا بود، چون چراغى است که در وى روغن است و آتش نیست.
چون خوف و رجا مجتمع گشت، چراغى حاصل آمد که در وى هم روغن است که مدد بقاء است، هم آتش که ماده ضیاء است، آن گه ایمان از میان هر دو مدد میگیرد، از یکى ببقا و از یکى بضیا و مؤمن ببدرقه ضیاء راه مىرود و ببدرقه بقا قدم مىزند. و اللَّه ولىّ التوفیق.
رشیدالدین میبدی : ۵۳- سورة النجم
النوبة الثانیة
این سورة هزار و چهارصد و پنج حرف است سیصد و هشت کلمه و شست و دو آیت، جمله بمکه فرود آمد مگر یک آیت: الَّذِینَ یَجْتَنِبُونَ کَبائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَواحِشَ این یک آیت بقول ابن عباس بمدینه فرود آمد. و درین سورة دو آیت منسوخ است یکى: فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِکْرِنا معنى اعراض منسوخ است بآیت سیف.
دیگر آیت: وَ أَنْ لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى منسوخ است بقوله تعالى: «و الذین آمنوا و اتبعناهم ذریاتهم بایمان الحقنا بهم ذریاتهم» و در فضیلت سورة روایت کنند از
ابىّ بن کعب قال قال رسول اللَّه (ص) من قرء و النجم اذا هوى اعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من صدّق بمحمد و جحد به.
و عن ابن مسعود قال هذا اوّل سورة اعلنها رسول اللَّه (ص) بمکه.
قوله: وَ النَّجْمِ إِذا هَوى مفسران را در معنى وَ النَّجْمِ قولهاست، بعضى گفتهاند اسم جنس است و مراد باین جمله ستارگان آسمان است. و هوى بمعنى سقط، قسم یاد مىکند رب العالمین بجمله ستارگان آن گه که از هول قیامت و رستاخیز همه فرو ریزند، همانست که جایى دیگر گفت: وَ إِذَا الْکَواکِبُ انْتَثَرَتْ.
و گفتهاند مراد باین ثریاست که عرب بنجم مطلق ثریا گویند. مصطفى (ص) فرموده
اذا طلع النجم ارتفعت العاهات یعنى الثریا، و فى روایة ما طلع النجم قطّ و فى الارض من العاهة شىء الا رفع.
و هویّها طلوعها و ارتفاعها. قسم یاد مى کند بثریّا بآنگه که برآید و آفات و عاهات از زمین بردارد. و روى عکرمة عن ابن عباس انه الرجوم من النجوم یعنى ما یرمى به الشیاطین عند استراقهم السمع.
مجاهد گفت و کلبى و روایت از ابن عباس وَ النَّجْمِ إِذا هَوى یعنى و القرآن اذا نزل. قسم یاد مىکند بقرآن که از آسمان فرو آمد نجم نجم در مدت بیست و سه سال. همانست که آنجا گفت فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ.
جعفر بن محمد گفت (ع) و النجم یعنى محمدا (ص) إِذا هَوى اى نزل من السماء لیلة المعراج. سمّاه نجما کما سمّاه سراجا فى قوله: وَ سِراجاً مُنِیراً. و قیل النجم النبات إِذا هَوى اى سقط على الارض، فان النجم لیس له ساق کقوله: وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ یَسْجُدانِ. و یحتمل من التأویل المصلّى اذا سجد و الغازى اذا قتل شهیدا و العالم اذا مات، فانّ هؤلاء نجوم الارض و الاخبار ناطقه بها.
گفتهاند آن روز که این آیت فرو آمد و رسول خدا بر قریش آشکارا کرد، عتبة بن ابى لهب گفت کفرت برب النجم اذا هوى و دختر رسول را که زن وى بود طلاق داد، رسول خداى دعا کرد گفت اللهم سلّط علیه کلبا من کلابک.
بعد از آن این عتبة بتجارت شام رفت با پدر خویش بو لهب، در منزلى از منازل راه فرو آمدند و آنجا دیرى بود، راهبى از دیر فرو آمد و گفت هذا ارض مسبعة، درین زمین سباع فراوان بود، نگر تا خویشتن را از شیر نگه دارید. بو لهب گفت فرا اصحاب خویش این پسر مرا نگه دارید که مىترسم که دعاء محمد در وى رسد. ایشان همه گرد وى درآمدند و او را در میان گرفتند و پاس وى میداشتند. در میانه شب، رب العالمین خواب بر ایشان اوکند و شیر بایشان درگذشت و لطمه بر وى زد و او را هلاک کرد. قوله: وَ النَّجْمِ إِذا هَوى اصحاب معانى گفتند قسم در قرآن بر دو وجه است، یکى: قسم بذات و صفات خالق جل جلاله و قسم حقیقى آنست، که ذات و صفات وى را استحقاق آنست، چنان که فرمود فَوَ رَبِّکَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِینَ فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ قُلْ إِی وَ رَبِّی. این قسم است بذات او جل جلاله. و قسم بصفات آنست که فرمود ق وَ الْقُرْآنِ الْمَجِیدِ ص وَ الْقُرْآنِ ذِی الذِّکْرِ و کذلک قوله: فَبِعِزَّتِکَ، و همچنین حروف تهجّى در اوائل سور، هر حرفى اشارتى است بصفتى از صفات حق جلّ جلاله و قسم بآن یاد کرده.
وجه دوم: قسم است بمخلوقات و آن بر چهار ضرب است، یکى: اظهار قدرت را چنانک فرمود وَ الذَّارِیاتِ ذَرْواً وَ الْمُرْسَلاتِ عُرْفاً وَ النَّازِعاتِ غَرْقاً هذا و امثاله نبّه العباد على معرفة القدرة فیها. دیگر: قسم است برستاخیز اظهار هیبت را کقوله: لا أُقْسِمُ بِیَوْمِ الْقِیامَةِ، اقسم بها لیعلم هیبته فیها. سدیگر: قسم یاد میکند اظهار نعمت را تا بندگان نعمت اللَّه را بر خود بشناسند و شکر آن بگزارند، کقوله: وَ التِّینِ وَ الزَّیْتُونِ. چهارم: قسم است ببعضى مخلوقات بیان تشریف را تا خلق شرف و عزّ آن چیز بدانند که قسم بوى یاد کرده، کقوله: لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ یعنى مکه و کذلک قوله: وَ طُورِ سِینِینَ وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِینِ و من ذلک قوله للمصطفى (ص) لعمرک. و هذا على عادة العرب فانها تقسم بکل ما تستعظمه و ترید اظهار تعظیمه، و قیل کلّ موضع اقسم فیه بمخلوق فالرب مضمر فیه کقوله: وَ النَّجْمِ یعنى برب النجم و رب الذاریات و اشباه ذلک.
ما ضَلَّ صاحِبُکُمْ وَ ما غَوى اى ما ضلّ عن التوحید قط و ما زاغ عن المعرفة باللّه سبحانه و عن الرشد قطّ. و قیل ما نکب عن الحق و الصدق و الامانة قطّ و هذا دلیل على انّ قوله: وَ وَجَدَکَ ضَالًّا لیس من ضلال الغىّ. و قیل ما غوى اى ما خاب سعیه و ذلک انّ قریشا قالوا ضلّ محمد عن دین آبائه و غوى ثم تقوّل على اللَّه و افترى.
فانزل اللَّه تعالى ما ضَلَّ صاحِبُکُمْ وَ ما غَوى یا محمد اگر مکّیان نسبت ضلالت و غوایت با تو میکنند تو دل بتنگ میاور، باک مدار تو آن بین که ما لوح مدح و ثناء تو بقلم لطف قدم مىنویسیم، چون ایشان تخته هجر تو خوانند تو سوره مدح و ثنا ما آغاز کن: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ.
قوله: وَ ما یَنْطِقُ عَنِ الْهَوى اى لم یأتکم بالقرآن من تلقاء نفسه و بهواه و مراده. و عن بمعنى الباء قد یتعاقبان کقوله: فَسْئَلْ بِهِ خَبِیراً اى عنه وَ ما نَحْنُ بِتارِکِی آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِکَ اى بقولک. در ضمن این آیت تشریف و تخصیص مصطفى است (ص) رب العزة رتبت قربت وى بلند نهاد و تشریف عظیم داد که خصم وى را بخودى خود جواب داد و برسول باز نگذاشت. آن گه که او را ضالّ گفتند، حق جل جلاله از بهر وى جواب داد که: ما ضَلَّ صاحِبُکُمْ وَ ما غَوى، نه چون دیگر پیغامبران که جواب خصم ایشان هم بایشان باز گذاشت، چنانک نوح، قوم او را گفتند إِنَّا لَنَراکَ فِی ضَلالٍ مُبِینٍ نوح خود جواب ایشان را داد که لَیْسَ بِی ضَلالَةٌ و هود را گفتند إِنَّا لَنَراکَ فِی سَفاهَةٍ هود جواب داد که لَیْسَ بِی سَفاهَةٌ، همچنین داود پیغامبر را فرمان آمد که فَاحْکُمْ بَیْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَ لا تَتَّبِعِ الْهَوى یا داود نگر تا حکمى که میان خلق کنى بعدل و راستى کنى و بر پى هوا و مراد خود نروى. چون نوبت بمصطفى عربى (ص) رسید حق جل جلاله فرمود: وَ ما یَنْطِقُ عَنِ الْهَوى او بر پى مراد و هوا خود نرود و آنچه گوید جز از وحى و پیغام ما نگوید.
إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحى اى ما هذا القران الا وحى من اللَّه یوحى الیه.
عَلَّمَهُ شَدِیدُ الْقُوى الهاء راجعة الى الرسول و شدید القوى هو جبرئیل علیه السلام و کان قوّته انّه اقتلع مدائن لوط من سبع ارضین و رفعها الى السماء ثم قلّبها على الماء الاسود. و من قوّته انه ابصر ابلیس و هو یکلّم عیسى على بعض العقاب، فنفخه بجناحیه نفخة القاه فى اقصى جبل الهند، و کذلک صیحته بثمود. فاصبحوا جاثمین خاملین، و کذلک هبوطه من السماء على الانبیاء و صعوده الیها فى اقلّ من الطرف.
ذُو مِرَّةٍ یعنى ذو منظر حسن، قیل ذو قوّة و شدّة و قیل شَدِیدُ الْقُوى اخبار عن قوّته فى امر اللَّه و ذو مرّة اخبار عن قوة جسمه. و المرّة القوة، تقول حبل ممرّ اى محکم الفتل و قیل هى فعلة من المرور و المعنى ذو مرور فى البحر فى صعوده و هبوطه و قیل شدید القوى ذو مرّة هو اللَّه عز و جل. هذا کقوله: هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِینُ قوله: فَاسْتَوى یعنى جبرئیل و هو یعنى محمدا (ص) و المعنى استوى جبرئیل و محمد لیلة المعراج بالافق الاعلى و هو اقصى الدنیا عند مطلع الشمس و قال سعید بن المسیب الافق الاعلى قاع تحت العرش و قیل فَاسْتَوى یعنى جبرئیل و قوله: وَ هُوَ کنایة عن جبرئیل ایضا یعنى استوى على صورته التی خلقه اللَّه علیها و هو اذ ذاک بالافق الاعلى و ذلک ان جبرئیل کان یأتى رسول اللَّه (ص) على صورة رجل من الآدمیّین کما یأتى الانبیاء فانه اتى ابراهیم علیه السلام فى صورة الاضیاف و اتى داود علیه السلام فى صورة الخصم فسأله رسول اللَّه (ص) ان یریه نفسه على صورته التی جبل علیها، فاراه نفسه مرّتین، مرّة فى الارض و مرّة فى السماء فاما فى الارض ففى الافق الاعلى و المراد بالاعلى جانب المشرق و ذلک ان محمدا (ص) کان بحراء فطلع له جبرئیل من المشرق فسدّ الافق الى المغرب فخرّ رسول اللَّه (ص) مغشّیا علیه فنزل جبرئیل فى صورة الآدمیّین فضمّه الى نفسه و جعل یمسح الغبار عن وجهه، یدلّ علیه قوله.
وَ لَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِینِ.
و اما فى السماء فعند سدرة المنتهى فذلک قوله: وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى و لم یره احد من الانبیاء على تلک الصورة الا محمد (ص).
فان قیل کیف یجوز ان یغیّر الملک صورة نفسه و هل یقدر غیر اللَّه تعالى تغییر صورة المخلوقین و قد علم ان جبرئیل علیه السلام اتى رسول اللَّه مرّة فى صور رجل و مرّة فى صورته التی ابتدأه اللَّه علیها. و انّ ابلیس اتى قریشا فى صورة شیخ من اهل نجد.
فالجواب عنه انّ تغییر الصور الذى هو تغییر الترکیب و التألیف لا یقدر علیه الّا اللَّه تعالى، فاما تغییر صفة جبرئیل ففعل اللَّه تعالى تبیینا للمصطفى (ص) و لیعلم انه امر من اللَّه تعالى اذا راه فى صور مختلفه فان ذلک لا یقدر علیه الا اللَّه تعالى و هو ان یراه مرّة قد سدّ الافق و اخرى یجمعها مکان ضیّق. و اما ابلیس فکان ذلک منه تخییلا للناظرین و تمویها دون التحقیق کفعل السحرة بالعصىّ و الحبال. قال اللَّه تعالى فَإِذا حِبالُهُمْ وَ عِصِیُّهُمْ یُخَیَّلُ إِلَیْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى و لم یقل سعت.
و قیل فاستوى و هو بالافق الاعلى من فعل اللَّه عز و جل کقوله اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ و الافق الاعلى فوق السماوات السبع یعنى العرش. و گفتهاند فاستوى صفت مصطفى است (ص) معنى آنست که راست بایستاد بنفس در مجاهدت و بدل در مشاهدت، بروح در مکاشفت، بسرّ در ملاطفت. راست بایستاد، از امر ما قدم بیرون ننهاد و بنهى ما قدم در ننهاد و بىفرمان ما دم نزد، راست بایستاد، مراد ما را، هر چه مراد وى بود زیر قدم آورد و مراد ما مراد او گشت و ما خود آن کردیم که مراد وى بود.
فَلَنُوَلِّیَنَّکَ قِبْلَةً تَرْضاها وَ لَسَوْفَ یُعْطِیکَ رَبُّکَ فَتَرْضى.
راست بایستاد در دوستى که از دوست جز دوست نخواست، راست بایستاد در نفس موافقت قلب را، راست بایستاد قلب موافقت سرّ را، راست بایستاد سرّ موافقت حق را، راست رفت، براست و چپ نگاه نکرد تا بمنزل ثُمَّ دَنا رسید بر بساط فَتَدَلَّى قدم نهاد.
بقاب قوسین قرب بر رفته، بر متکاء عزت او ادنى تکیه زده، بمشاهدت رسیده، شراب چشیده، راز شنیده دوست دیده.
دردى که من از عشق تو کردم حاصل
دل داند و من دانم و من دانم و دل
هر که تحفه ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغى برد، هدیه فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى
آرد. شعر:
و السرّ عندى فى بیت له غلق
لا یکتم السرّ الا کل ذى خطر
و السرّ عند الکرام الناس مکتوم
قد ضاع مفتاحه و الباب مختوم
قوله: ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى، هذا من المقلوب تأویله تدلّى فدنا، و التدلّى التنزّل، اخذ من الدلو. و صحّ
عن رسول اللَّه (ص) فى حدیث شریک بن عبد اللَّه بن ابى نمر عن انس بن مالک عن رسول اللَّه (ص) انه قال دنا الجبار رب العزة فتدلّى
و هو قول الحسن البصرى: دنا ربنا فتدلى، و روى موقوفا على انس بن مالک قال دنا الجبار رب العزة فتدلّى حتى کان منه قاب قوسین او ادنى. و هذا روایة ابى سلمة عن ابن عباس و قال الضحاک دنا محمد من ربه فتدلّى فاهوى للسجود فَکانَ منه قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنى و قیل دنى محمد من ساق العرش فتدلّى، اى جاوز الحجب و السرادقات لا یقلّه مکان و هو قائم باذن اللَّه عز و جل کالمتعلق بالشىء لا یثبت فیه قدمه على مکان و قیل دنوّ اللَّه من العبد على نوعین احدهما: باجابة الدعوة و اعطاء المنیة و رفع المنزلة کقوله تعالى: فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ.
و الثانى: بمعنى القرب فى الحقیقة دون هذه المعانى کقوله: ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى کما قال انس و ابن عباس و کما
جاء فى الخبر الصحیح عن النبى (ص): یدنو المؤمن من ربه عز و جل... الحدیث.
قوله: فَکانَ قابَ قَوْسَیْنِ. هذا من کون الوقت. مجازه صار قاب قوسین اى قدر قوسین من قسى العرب المخاطبین بهذا الکلام و هذا اشارة الى تأکید القرب و اصله ان الحلیفین من العرب کانا اذا ارادا عقد الصفاء و العهد خرجا بقوسیهما فالصقا بینهما یریدان بذلک انّهما متظاهران یحامى کل واحد منهما عن صاحبه و قیل معناه فى القرب من الوتر الى الکبد. و قال عبد اللَّه بن مسعود و سعید بن جبیر قاب قوسین اى قدر ذراعین و سمّى الذراع قوسا لانه یذرع بها الاشیاء و یقاس بها کل شیء و هى لغة بعض اهل الحجاز و فى الخبر لقاب قوس احدکم من الجنة خیر من الدنیا و ما فیها.
و قوله: أَوْ أَدْنى هذا حکایة عن تخمین الناظر و حدسه یعنى لو انتم عاینتم القرب لحرزتموه قاب قوسین او قلتم فى انفسکم انه ادنى. قیل انما قال او ادنى لانه لم یردان یجعل لذلک حدا محصورا و سئل ابو العباس بن عطاء عن هذه الایة فقال کیف أصف لکم مقاما انقطع عنه جبرئیل و میکائیل و اسرافیل و لم یکن الا محمد و ربه.
قوله: فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى
اى اوحى اللَّه تعالى الى عبده محمد ما اوحى و تکلم معه بما تکلّم و امره بما امر سرّا بسرّ بلا واسطة و لا ترجمان و فیه یقول القائل شعر:
بین المحبین سرّ لیس یفشیه
قول و لا قلم للخلق تحکیه
سرّ یمازجه انس مقابله
نور تحیّر فى بحر من التیه
قال سعید بن جبیر اوحى الیه الم اجدک یتیما فآویتک الم اجدک ضالا فهدیتک الم اجدک عائلا فاغنیتک ا لم اشرح لک صدرک الم اضع عنک وزرک الم ارفع لک ذکرک و قیل اوحى الیه ان الجنة محرّمة على الانبیاء حتى تدخلها و على الامم حتى تدخلها امّتک.
و قال على (ع) اوحى اللَّه الیه یا محمد لو لا انى احب معاتبة امتک لما حاسبتهم
و قال بعضهم انه مفسر فى الاخبار و نطقت به الروایات من احوال القیامة و غیرها و لهذا
قال (ص): لو تعلمون ما اعلم لضحکتم قلیلا و لبکیتم کثیرا.
و قیل ابهم ما اوحى تعظیما لشأن ذلک و تعبّدا للخلق بالایمان بکونه على الجملة. و قیل اوحى جبرئیل الى رسول اللَّه (ص) ما اوحى الیه ربه.
قوله ما کَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى، قرأ ابو جعفر ما کذّب بالتشدید اى ما کذّب قلب محمد ما رأى بعینه تلک اللیلة بل صدّقه و حقّقه و قرء الآخرون بالتخفیف اى ما کذب فؤاد محمد الذى راى بل صدقه یقال کذبه اذا قال له الکذب و قیل ما جحد الفؤاد و ما انکر ما رآه الرسول و قیل ما کذب فؤاده قبل ذلک ما رآه فى تلک اللّیلة ببصره لانه کان قد آمن بقدرة اللَّه سبحانه على امثال ذلک و اضعافه ثم اختلفوا فى الذى رآه فقال قوم راى جبرئیل و هو قول ابن مسعود و عایشه و قال آخرون هو اللَّه عز و جل ثم اختلفوا فى الرؤیة فقال بعضهم رآه بقلبه دون عینه و هذا خلاف السنة. و المذهب الصحیح انه (ص) راى ربه عز و جل بعین رأسه و هو قول الحسن و انس و عکرمة، روى عن ابن عباس انه قال ان اللَّه اصطفى ابراهیم بالخلّة و اصطفى موسى بالکلام و اصطفى محمدا بالرؤیة و امّا عایشه فانّها انکرت ذلک عن نفسها و لم تقل سمعت رسول اللَّه (ص) یقول فیه مقالا کیف و قول عایشه نفى و قول ابن عباس اثبات و الحکم للمثبت لا للنافى لان النافى انّما نفاه لانه لم یسمع و المثبت لانه سمعه و علمه.
قوله: أَ فَتُمارُونَهُ عَلى ما یَرى قرأ حمزة و الکسائى و یعقوب أ فتمارونه بفتح التاء بلا الف، یعنى ا فتجحدونه و تدفعونه یقال مریت الرجل حقه اذا جحدته، و اصل المرى من مریت الناقه اذا استخرجت لبنها بعلاج و قرأ الآخرون أ فتمارونه بالالف و ضم التاء على معنى أ فتجادلونه على ما یرى، و ذلک انّهم جادلوه حین اسرى به فقالوا صف لنا بیت المقدس و اخبرنا عن عیرنا فى الطریق و غیر ذلک مما جادلوه به و المعنى أ فتجادلونه جدالا ترومون به دفعه عما رآه و علمه، و المراء هو الجدال بالباطل و فى الحدیث: لا تماروا فى القرآن فانّ المراء فیه کفر.
وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى الخلاف فیه کالخلاف فى الاول. قال ابن مسعود رأى جبرئیل على صورته مرّتین: مرّة عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى و مرّة بِالْأُفُقِ الْمُبِینِ یعنى باجیاد مکه و قد سدّ الافق و علیه تهاویل الدّرّ و الیاقوت و على قول ابن عباس رأى ربّه نزلة اخرى و ذلک انه کانت للنبى (ص) عرجات فى تلک اللیلة لمسئلة التخفیف فى اعداد الصلوات فتکون لکل عرجة نزلة فرأى ربه فى بعضها و تقدیره رآه نازلا نزلة اخرى.
و فى بعض الروایات عن النبى (ص) قال کلّما رجعت الى ربى وجدته مکانه.
قوله: عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى السدرة شجرة النبق سمّیت سدرة المنتهى لانه ینتهى الیها علم الخلائق و اعمالهم لا یعلم احد ما ورائها الّا اللَّه و قیل ینتهى الیها مقامات الانبیاء، و الملائکة ینتهى الیها من فوقها و یصعد الیها من تحتها و لم یجاوزها احد الّا نبینا (ص). قال کعب الاحبار سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عن یمین العرش الیها انتهى علم العلماء لا یعلم احد ما وراءها.
فى حدیث المعراج قال (ص) ثم صعد بى الى السماء السابعة فاذا ابراهیم فسلّمت علیه ثم رفعت الى سدرة المنتهى فاذا نبقها مثل قلال هجر احلى من العسل و الین من الزبد و اذا ورقها مثل آذان الفیلة.
و عن ابى هریرة قال لمّا اسرى بالنبى (ص) انتهى الى السدرة فقیل له هذه السدرة ینتهى الیها کل احد خلا من امّتک على سنّتک فاذا هى شجرة تخرج من اصلها انهار من ماء غیر آسن الى قوله: مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى و هى شجرة یسیر الراکب فى ظلها سبعین عاما لا تقطعها.
و عن اسماء بنت ابى بکر قالت سمعت النبى (ص) یذکر سدرة المنتهى قال یسیر الراکب فى ظل الفنن فیها مائة عام و یستظل فى الفنن منها مائة الف راکب، فیها فراش من ذهب کانّ ثمرها القلال و قال مقاتل هى شجرة تحمل الحلىّ و الحلل و الثمار من جمیع الالوان، لو انّ ورقة منها وضعت فى الارض لاضاءت لاهل الارض و هى طوبى التی ذکرها اللَّه سبحانه فى سورة الرعد.
عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى قال ابن عباس جنة یاوى الیها جبرئیل و الملائکة و قال مقاتل و الکلبى یاوى الیها ارواح الشهداء، نظیره قوله: فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى و قیل هى التی کان فیها آدم و قیل هى الجنة التی وعد المتقون و الماوى مصدر تقدیره جنة الرجوع. قیل سمیت جنة الماوى لان ارواح الشهداء تسرح فى الجنة و تعلق من اشجارها ثم تاوى الى قنادیل فیها تحت العرش.
إِذْ یَغْشَى السِّدْرَةَ ما یَغْشى قال ابن مسعود یغشاها فراش من ذهب و قیل جراد من ذهب و قال مقاتل تغشیها الملائکة امثال الغربان حین یقعن على الشجر و فى الحدیث قال (ص) رایت على کل ورقة منها ملکا قائما یسبّح اللَّه عز و جل.
و قال الحسن غشیها نور رب العزّة فاستنارت و قال ابن عباس یغشاها الرب سبحانه قیل اراد ابن عباس بذلک نور الرب سبحانه.
و فى بعض الحدیث ان النبى (ص) قال یغشیها رفرف من طیر خضر
و عن انس عن النبى (ص) قال انتهیت الى السدرة و انا اعرف انها سدرة اعرف ورقها و ثمرها و اذا نبقها مثل الجرار و اذا ورقها مثل آذان الفیلة فلمّا غشیها من امر اللَّه ما یغشیها تحوّلت یاقوتا و زمردا حتى ما یستطیع احد یصفها.
و فى الحدیث انه اعطى رسول اللَّه (ص) عندها ثلثا: الصلوات الخمس و خواتیم البقرة و غفر لمن تاب من امّته لا یشرک باللّه شیئا.
ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغى اى ما مال بصر محمد (ص) و لا عدل یمینا او شمالا و لا جاوز ما امر به و هذا وصف ادبه فى ذلک المقام اذ لم یلتفت جانبا.
لَقَدْ رَأى مِنْ آیاتِ رَبِّهِ الْکُبْرى یعنى الآیات العظام و هى الجنة و النار و الانبیاء و الکوثر و راى جبرئیل فى صورته التی تکون فى السماء، له ستّمائة جناح و راى رفرفا اخضر من الجنّة قد سدّ الافق و راى امورا من امور الغیب کقوله: لِنُرِیَکَ مِنْ آیاتِنَا الْکُبْرى و الکبرى یجوز ان یکون المفعول و المعنى «لقد راى الکبرى من آیات ربه» فیکون من للتبعیض و یجوز ان یکون صفة للآیات و محلها جر و المفعول محذوف و المعنى لقد راى آیات من آیات ربه الکبرى، و یجوز ان یکون من زیادة و آیاتِ رَبِّهِ الْکُبْرى مفعول و زیادة من فى الاثبات قلیل.
أَ فَرَأَیْتُمُ اللَّاتَ وَ الْعُزَّى سمّوا اوثانهم باسماء اللَّه فقالوا من اللَّه اللات و من العزیز العزّى. و اللات صنم کان بالطائف تعبده ثقیف. و العزّى سمرة کانت تعبدها غطفان قطعها خالد بن الولید بالفاس و هو یقول:
کفرانک لا سبحانک
انى رایت اللَّه قد اهانک.
فخرجت منها شیطانة فى صورة امراة عریانة ناشرة شعرها، داعیة ویلها، واضعة یدها على راسها، فقتلها ثم رجع الى النبى (ص) و اخبره بذلک فقال تلک العزّى و لن تعبد ابدا، قرء ابن کثیر اللاتّ بتشدید التاء و قال هو رجل کان یلتّ السویق بالسّمن و الزیت للحاجّ فلما مات عکفوا على قبره فعبدوه.
وَ مَناةَ حجر کان تعبده خزاعة و هذیل، یقولون انه الحجر الذى نقله الامیر محمود من سومناة. قرأ ابن کثیر مناءة بالمد و الهمزة اشتقاقا من. مناه یمنیه اذا قطعه، قیل کانوا یذبحون عندها القرابین و منه سمّى منا لانّ هناک تذبح النسائک و فى الایة تقدیم و تأخیر مجازها: ا فرأیتم اللات و العزى الأخرى و مناة الثالثة، و تأویل الایة: ا فرأیتم هذه الاوثان و الاصنام التی تعبدونها هل تقدر هى ان تخلق ما خلق اللَّه بقدرته من الآیات الکبرى، ثم قال للذین کانوا یعبدون الملائکة فیقولون هم بنات اللَّه، منکرا علیهم: أَ لَکُمُ الذَّکَرُ ترضونه لانفسکم وَ لَهُ الْأُنْثى و انتم تکرهونها و لا ترضونها لانفسکم.
تِلْکَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِیزى اى قسمة عوجاء غیر معتدله ان یکون لکم الذکور و للَّه الاناث. قرء ابن کثیر ضئزى بالهمزة و هما لغتان، یقال ضاز یضیز ضیزا و ضاز یضوز ضوزا و ضأز یضأز ضأزا اذا ظلم و نقص و جار فى القضیة و تقدیر ضیزى من الکلام فعلى بضم الفاء لانها صفة و الصفات لا تکون الّا فعلى بضم الفاء کالحبلى و بشرى و انثى او فعلى بفتح الفاء نحو غضبى و سکرى و عطشى و لیس فى کلام العرب فعلى بکسر الفاء فى النعوت، انّما یکون فى الاسماء، مثل ذکرى و شعرى، غیر انهم کرهوا ضم الضاد و خافوا انقلاب الیاء واوا و هو من باب الیاء فکسروا الضاد لهذه العلة کما قالوا فى جمع ابیض بیض و اصله بیض کالاحمر و الحمر و الاصفر و الصّفر. فاما من قال ضاز یضوز، فالاسم منه ضوزى مثل شورى.
إِنْ هِیَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّیْتُمُوها أَنْتُمْ وَ آباؤُکُمْ هذا دلیل على قدم اسماء اللَّه عز و جل و انها اسماء له لم تزل و لیست من تسمیة الخلق ایاه بها. ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ اى من عذر و حجة لمن یعبدها إِنْ یَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ اى ما یتبعون فى ذلک الا الظن دون الیقین وَ ما تَهْوَى الْأَنْفُسُ اى و یتبعون ما یوافق اهواءهم فى عبادتهم الاصنام وَ لَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى اى البیان بالکتاب و الرسول انها لیست بآلهة و ان العبادة لا تصلح الا للواحد القهار.
أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى یظن الکافر انّ له ما یتمنى و یشتهى من شفاعة الاصنام کما ظنّوا و تمنّوا.
فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَ الْأُولى خلقا و ملکا یعطى ما یشاء و یمنع ما یشاء لا ما تمنّى الانسان و اشتهى.
و قیل ام للانسان ما اشتهى من طول الحیاة و ان لا بعث و لا حشر.
فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ یعنى باعطاء الثواب و الکرامة و الشفاعة وَ الْأُولى یعنى باعطاء المعرفة و التوفیق.
وَ کَمْ مِنْ مَلَکٍ فِی السَّماواتِ ممن یعبدهم هؤلاء الکفار و یرجون شفاعتهم عند اللَّه، لا تُغْنِی شَفاعَتُهُمْ شَیْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ یَأْذَنَ اللَّهُ فى الشفاعة لِمَنْ یَشاءُ وَ یَرْضى من اهل التوحید. قال ابن عباس یرید لا تشفع الملائکة الا لمن رضى اللَّه عنه و قوله: لِمَنْ یجوز للشافع و یجوز للمشفوع له.
إِنَّ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَیُسَمُّونَ الْمَلائِکَةَ تَسْمِیَةَ الْأُنْثى اى بتسمیة الانثى حین قالوا ابهم بنات اللَّه.
وَ ما لَهُمْ بِهِ اى بما یقولون مِنْ عِلْمٍ إِنْ یَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ و هو تقلید الآباء وَ إِنَّ الظَّنَّ لا یُغْنِی مِنَ الْحَقِّ شَیْئاً و الحق بمعنى العلم اى لا یقوم الظن مقام العلم. و قیل الحق بمعنى العذاب اى ان ظنّهم لا یدفع عنهم من العذاب شیئا.
فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِکْرِنا هذا التولّى هو التکذیب و الصدّ عن الایمان و معنى الاعراض منسوخ بآیة السیف وَ لَمْ یُرِدْ إِلَّا الْحَیاةَ الدُّنْیا یعنى ابا جهل و اصحابه. ثم صغّر رأیهم فقال ذلِکَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ اى ذلک نهایة علمهم و قدر عقولهم ان آثروا الدنیا على الآخرة. و قیل لم یبلغوا من العلم الا ظنّهم ان الملائکة بنات اللَّه و انّها تشفع لهم، فاعتمدوا ذلک و اعرضوا عن القران و الایمان، و قیل معناه علموا ما یحتاجون الیه فى معاشهم و نبذوا الآخرة من وراء ظهورهم.
إِنَّ رَبَّکَ یا محمد هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِیلِهِ دینه وَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى لدینه، هذا متعلّق بقوله: فَأَعْرِضْ، و المعنى کلهم الىّ فانّى عالم بالفریقین اجازى محسنهم و مسیئهم.
وَ لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ ملکا و ملکا لِیَجْزِیَ الَّذِینَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا، اى الذین اشرکوا على شرکهم وَ یَجْزِیَ الَّذِینَ أَحْسَنُوا اى الذین آمنوا بالحسنى اى بالجنّة یعنى له الملک و له الحکم، یتصرّف فى ملکه بحسب مشیّته، ثم وصفهم فقال الَّذِینَ یَجْتَنِبُونَ کَبائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَواحِشَ قیل کَبائِرَ الْإِثْمِ الشرک باللّه و الفواحش المعاصى کلّها. و قیل کَبائِرَ الْإِثْمِ ماله حدّ فى الدنیا و الفواحش الزنا خاصّة.
و سئل النبى (ص) عن اکبر الکبائر فقال ان تدعو للَّه ندّا و هو خلقک، و ان تقتل ولدک مخافة ان یاکل معک و ان تزانى حلیلة جارک
و قوله: إِلَّا اللَّمَمَ قال ابن عباس معناه الا ان یلمّ بالفاحشة مرّة ثم یتوب و لم یثبت علیها فانّ اللَّه یقبل توبته، الم تسمع
ان النبى (ص) کان یقول
ان تغفر اللهم تغفر جما
و اىّ عبد لک لا المّا
و قال عبد اللَّه بن عمرو بن العاص اللمم ما دون الشّرک. و قال ابو صالح سئلت عن قول اللَّه عز و جل إِلَّا اللَّمَمَ فقلت هو الرجل یلمّ بالذنب ثم لا یعاوده فذکرت ذلک لابن عباس، فقال اعانک علیها ملک کریم. و اصل اللمم و الالمام ما یعمله الانسان الحین بعد الحین و لا یکون له عادة و لا اقامة علیه. فعلى هذا، الاستثناء صحیح، و اللمم من الکبائر و الفواحش، و قال قوم هو استثناء منقطع مجازه لکن اللمم و لم یجعلوا اللمم من الکبائر و الفواحش، ثم اختلفوا فى معناه، فقال بعضهم هو ما سلف فى الجاهلیّة فلا یؤاخذهم اللَّه به و ذلک انّ المشرکین قالوا للمسلمین انّهم کانوا بالامس یعملون معنا، فانزل اللَّه هذه الایة، و قال بعضهم هو صغار الذنوب مثل النظرة و الغمزة و القبلة.
قال عبد اللَّه بن مسعود العینان تزنیان و زناهما النظر، و الشفتان تزنیان و زناهما التقبیل، و الیدان تزنیان و زناهما اللمس، و الرجلان تزنیان و زناهما المشى و یصدّق ذلک و یکذّبه الفرج فان واقع فذلک زنا و ان لم یواقع فهو لمم. و قال الکلبى اللمم على وجهین: کلّ ذنب لم یذکر اللَّه علیه حدّا فى الدنیا و لا عذابا فى الآخرة فذلک الذى تکفّره الصلوات ما لم یبلغ الکبائر و الفواحش. و الوجه الآخر هو الذنب العظیم یلمّ به المسلم المرّة بعد المرّة فیتوب منه و قال الحسین بن الفضل اللمم النظرة من غیر تعمّد فهو مغفور فان اعاد النظرة فلیس بلمم و هو مذنب و قیل اللمم النکاح.
و قال محمد ابن الحنفیّة کلّ ما هممت به من خیر و شرّ فهو لمم و دلیله قوله (ص): ان للشیطان لمّة و للملک لمّة، فلمّة الشیطان الوسوسة و لمّة الملک الالهام.
قوله: إِنَّ رَبَّکَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ قال ابن عباس واسع المغفرة لمن فعل ذلک و تاب تمّ الکلام هاهنا، ثم قال هُوَ أَعْلَمُ بِکُمْ إِذْ أَنْشَأَکُمْ مِنَ الْأَرْضِ ابتداکم فیها یعنى آدم علیه السلام وَ إِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ جمع جنین سمّى جنینا لاجتنانه فى البطن، فِی بُطُونِ أُمَّهاتِکُمْ قد علم اللَّه فى هذا الاحوال ما یکون منکم، فَلا تُزَکُّوا أَنْفُسَکُمْ فلا تبرّئوها عن الآثام و لا تمدحوها بحسن اعمالکم.
قال الکلبى و مقاتل کان ناس یعملون اعمالا حسنة فزکّوا انفسهم و قالوا صلوتنا و صیامنا و حجّنا، فانزل اللَّه هذه الایة هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى و بمن لم یتّق منکم.
قال النبى (ص) اذا رایتم المدّاحین فاحثوا فى وجوههم التراب
و قیل کانت الیهود تقول اذا هلک لهم صبىّ هو صدّیق، فبلغ ذلک النبى (ص) فقال کذبت الیهود ما من نسمة یخلقه اللَّه فى بطن امّه الّا هو شقّى او سعید فانزل اللَّه هُوَ أَعْلَمُ بِکُمْ إِذْ أَنْشَأَکُمْ مِنَ الْأَرْضِ... الایة.
أَ فَرَأَیْتَ الَّذِی تَوَلَّى وَ أَعْطى قَلِیلًا وَ أَکْدى نزلت فى ابى جهل کان یستمع الى القرآن ثم یعرض عنه و کان یبخل، قال الشاعر فیه و فى اخیه الحارث شعرا:
لعمرک ما یغنى هشام غناهم
و ما یجمعان من مأین و من الف
یقولان نستغنى و و اللَّه ما الغنى
من المال الا ما یعفّ و ما یکف.
و قوله: أَکْدى اى قطع العطاء، و اصله من قول العرب اکدى الحافر اى بلغ الکدیة و هى حجر صلب لا یعمل فیه المعول فیترک الحفر، فصار مثلا لکلّ من منع خیره و یقال للبخیل مکدّ.
أَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَیْبِ فَهُوَ یَرى هذه الرؤیة هى العلم، اى فهو یعلم، یجوز للاعمى ان یقول رایت فلانا فصیحا اى علمته و وجدته فصیحا و تاویل الایة هذا المعطى قلیلا المکدى عالم بالغیب فیعلم طول عمره فیبخل بماله..؟ و قیل نزلت فى الولید بن المغیرة کان قد اتّبع النبى (ص) فى دینه فعیره بعض المشرکین و قال له ا ترکت دین الاشیاخ و ضلّلتهم قال انّى خشیت عذاب اللَّه، فضمن الذى عاتبه ان هو اعطاه کذا من ماله و رجع الى شرکه ان یتحمّل عنه عذاب اللَّه فرجع الولید الى الشّرک و اعطى الذى عیّره بعض ذلک المال الذى ضمن و منعه تمامه، فانزل اللَّه أَ فَرَأَیْتَ الَّذِی تَوَلَّى ادبر عن الایمان و أَعْطى صاحبه قَلِیلًا ثم أَکْدى بخل بالباقى أَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَیْبِ فَهُوَ یَرى ما غاب عنه و یعلم ان صاحبه یتحمل عنه عذابه.؟ و قیل نزلت فى العاص بن وائل السّهمى لانه کان ربما یوافق النبى (ص) فى بعض الامور و کان یقول و اللَّه ما یامرنا محمد الا بمکارم الاخلاق فذلک قوله: أَعْطى قَلِیلًا وَ أَکْدى اى قطع و لم یؤمن به و قیل هو المنافق الذى یعین على الجهاد قلیلا ثم یقطع ذلک أَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَیْبِ فَهُوَ یَرى ما صنعه حقا.
أَمْ لَمْ یُنَبَّأْ لم یخبر بِما فِی صُحُفِ مُوسى.
وَ إِبْراهِیمَ الَّذِی وَفَّى ما ارسل به من تبلیغ رسالة اللَّه و هى قوله: أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى قال ابن عباس کانوا قبل ابراهیم یؤخذ الرجل بذنب غیره یقتل الأب بالابن و الاخ بالاخ و الزوج بامراته و السیّد بعبده حتى جاء ابراهیم فنهاهم عن ذلک و بلّغهم عن اللَّه أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى اى لا یؤخذ احد بذنب غیره.
و فى الخبر الصحیح عن رسول اللَّه (ص) قال نزلت على ابراهیم عشر صحائف و على موسى قبل التوراة عشر صحائف.
قوله: الَّذِی وَفَّى قرء مشدّدا و مخفّفا فاذا شدّدت فهو توفیة عدد الامور التی امر بها من ذبح الولد و الصبر على النار و الاختنان و الهجرة و ترک اهله و ولده بواد غیر ذى ذرع و توفیة عمل یومه باربع رکعات اوّل النهار و هى صلاة الضحى.
عن ابى ذر عن النبى (ص) عن اللَّه تبارک و تعالى قال ابن آدم ارکع لى اربع رکعات من اول النهار اکفک آخره. و اذا خفّت فهو من الوفاء و هو قضاء ما عهد و نذر.
روى انّ ابراهیم کان قد عهد ان لا یسئل مخلوقا شیئا، فلمّا قذف فى النار و اتاه جبرئیل فقال أ لک حاجة فقال امّا الیک فلا فاثنى اللَّه سبحانه علیه بقیامه بما قال و وفائه بما عهد
فقال تعالى وَ إِبْراهِیمَ الَّذِی وَفَّى و قیل وفّى سهام الاسلام و هو قوله: وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِیمَ رَبُّهُ بِکَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ.
قوله: وَ أَنْ لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى یعنى و کان فى صحف موسى و ابراهیم ان لیس للانسان الاثواب ما عمل من خیر او شرّ و ما عمل غیره فلیس له و لا علیه. قال ابن عباس هذا منسوخ بقوله: «و الذین آمنوا و اتبعناهم ذریاتهم بایمان الحقنا بهم ذریاتهم».
فادخل الأبناء بصلاح الآباء الجنة. قال عکرمه کان ذلک لقوم ابراهیم و موسى فامّا هذه الامّة فلهم ما سعوا و ما سعى غیرهم، فمن یصدّق عنه او یصام له او یحجّ عنه لا حق به و ان لم یأمر. و فى الخبر انّ سعدا سأل رسول اللَّه (ص) هل لامّى ان تطوّعت عنها قال نعم و روى انّ امراة سالته فقالت انّ ابى مات و لم یحجّ، قال فحجّى عنه.
و قال (ص) اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلث: صدقة جاریه او علم ینتفع به او و ولد صالح یدعو اللَّه.
و قال الربیع بن انس وَ أَنْ لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى یعنى الکافر فامّا المؤمن فله ما سعى و ما سعى له. و قیل لیس للکافر الا ما عمله فیثاب علیه فى الدنیا حتى لا یبقى له فى الآخرة خیر.
دعا عبد اللَّه بن طاهر والى خراسان، الحسین بن الفضل فقال اشکل علىّ ثلث آیات دعوتک لتکشفها لى، قال و ما هى ایها الامیر. قال قوله تعالى فى وصف ابن آدم: فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِینَ و صحّ الخبر بانّ الندم توبة.
و قوله: کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ و صحّ فى الخبر بانّ القلم جفّ بما هو کائن الى یوم القیامة.
و قوله: وَ أَنْ لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى فما بال الاضعاف.
فقال الحسین بن فضل یجوز ان لا یکون ندم قابیل توبة له و یکون ندم هذه الامّة توبة لان اللَّه تعالى خصّ هذه الامّة بخصائص لم یشرکهم فیها الامم.
و فیه قول آخر و هو ان ندم قابیل لم یکن على قتل هابیل انّما کان على حمله.
و اما قوله: وَ أَنْ لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى یعنى من طریق العدل و مجاز الایة: لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى عدلا ولى ان اجزیه بواحد الفا فضلا.
و اما قوله: کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ فانه شؤن یعیدها لا شؤن یبدئها و مجاز الایة: سوق المقادیر الى المواقیت.
قال فقام عبد اللَّه بن طاهر و قبّل رأسه و سوّغ خراجه قیل و کان خراجه. خمسون الف درهم.
وَ أَنَّ سَعْیَهُ سَوْفَ یُرى فى دیوانه و میزانه یوم القیمة، هذا کقوله: فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا یَرَهُ.
ثُمَّ یُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى یعنى الاکمل و الأتمّ بالحسن حسنا و بالسّىء سیّئا.
وَ أَنَّ إِلى رَبِّکَ الْمُنْتَهى اى منتهى الخلق و مصیرهم الیه و هو یجازیهم باعمالهم. و قیل منه ابتداء المنّة و الیه انتهاء الآمال. و قیل معناه اذا انتهى الکلام الى اللَّه فامسکوا و من تعاطى ذلک هلک.
و فى ذلک ما روى انس عن النبى (ص) قال اذا ذکر اللَّه فانتهوا.
و روى ابىّ بن کعب عن النبى (ص) فى قوله: وَ أَنَّ إِلى رَبِّکَ الْمُنْتَهى قال لا فکرة فى الرب.
و هذا مثل ما روى عن ابى هریرة مرفوعا تفکّروا فى الخلق و لا تتفکّروا فى الخالق فانه لا تحیط به الفکرة.
وَ أَنَّهُ هُوَ أَضْحَکَ وَ أَبْکى فهذا یدلّ على انّ کلّ ما یعمله الانسان فبقضائه و خلقه حتى الضحک و البکاء. قال مجاهد و الکلبى اضحک اهل الجنة و ابکى اهل النار فى النار. و قال الضحاک اضحک الارض بالنبات و ابکى السماء بالمطر. و قیل معناه افرح و احزن. لان الفرح یجلب الضحک و الحزن یجلب البکاء.
روى عن عایشه قالت مرّ النبى (ص) على قوم یضحکون، فقال لو تعلمون ما اعلم لبکیتم کثیرا و لضحکتم قلیلا، فنزل علیه جبرئیل فقال ان اللَّه عز و جل یقول وَ أَنَّهُ هُوَ أَضْحَکَ وَ أَبْکى فرجع الیهم فقال ما خطوت اربعین خطوة حتى اتانى جبرئیل فقال ائت هؤلاء فقل لهم ان اللَّه عز و جل یقول هو اضحک و ابکى.
و سئل طاهر المقدسىّ أ تضحک الملائکة فقال ما ضحک من دون العرش منذ خلقت جهنم و قیل لعمر هل کان اصحاب رسول اللَّه (ص) یضحکون، قال نعم و اللَّه و الایمان اثبت فى قلوبهم من الجبال الرواسى.
و عن سماک بن حرب قال قلت لجابر بن سمرة أ کنت تجالس النبى (ص) قال نعم و کان اصحابه یجلسون فیتناشدون الشعر و یذکرون اشیاء من امر الجاهلیة فیضحکون و یتبسّم معهم اذا ضحکوا یعنى النبى (ص). و قال ذو النون فى قوله: أَضْحَکَ وَ أَبْکى اى اضحک قلوب العارفین بشمس معرفته و ابکى قلوب العاصین بظلمة معصیته. و قال سهل اضحک المطیع بالرحمة و ابکى العاصى بالسخطة. و قیل اضحک المؤمن فى الآخرة و ابکاه فى الدنیا. و اضحک الکافر فى الدنیا و ابکاه فى الآخرة و قیل معناه خلق القوّتین اللتین منهما ینبعث الضحک و البکاء و الانسان لا یعلم ما تلک القوّة.
وَ أَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَ أَحْیا اى امات فى الدنیا و احیى للبعث: و قیل امات فى الدنیا و احیى فى القبر امّا للراحة و امّا للاحساس بالعقوبة. و قیل امات الآباء و احیى الأبناء.
و قیل امات الکافر بالنکرة و احیى المؤمن بالمعرفة. و قیل خلق الموت و الحیاة.
وَ أَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَیْنِ الذَّکَرَ وَ الْأُنْثى الذکر زوج الانثى و الانثى زوج الذکر.
مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى اى تصبّ فى الرحم، و قیل یقدّر منها الولد، اذ لیس کل منىّ یصیر ولدا، یقال منیت الشیء اذا قدّرته و المنىّ الماء یقدّر منه الولد و سمّیت المنیّة لانها مقدّرة و اصلها ممنیّة.
وَ أَنَّ عَلَیْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى الاحیاء بعد الموت. اى علیه تصدیق ما اخبر به من اعادتهم بعد الموت للجزاء ثوابا و عقابا. و النشاة نشأتان: نشاة فى الرحم و هى النشأة الاولى فى سورة الواقعة و هذه نشاة الآخرة و هى نشاة البعث کقوله: ثُمَّ اللَّهُ یُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ. تقول انشاته نشأة و نشاءة کقوله: انبتته نباتا.
وَ أَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَ أَقْنى اغنى الناس بالاموال و اقنى اعطى القنیة، و هى اصول الاموال و ما یدّخرونه بعد الکفایة. و قیل هو کلّ منتج او مغلّ من زرع او ضرع. و قال ابن عباس اغنى بالمال و اقنى، اى ارضى بما اعطى و قال الحسن اقنى اى اخدم و قال ابن زید اغنى اى اکثر، و اقنى اى اقلّ، و قرأ یَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ یَشاءُ وَ یَقْدِرُ.
وَ أَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى الشعرى کوکب خلف الجوزاء کانت خزاعة تعبده فى الجاهلیة فاعلم اللَّه عز و جل انه خالقها. و هما شعریان: الغمیصاء و العبور و المجرّة بینهما و اراد هاهنا الشعرى العبور و هى اشدّهما ضیاء و خصّت بالذکر لانّ ابا کبشة احد اجداد رسول اللَّه (ص) من قبل امّه قال لا ارى شمسا و لا قمرا و لا نجما یقطع السماء عرضا غیرها، فلیس شیء مثلها فعبدها، و عبدها خزاعة، فخالفوا قریشا فى عبادة الاوثان، و کانت قریش سمّى محمدا (ص) ابن ابى کبشة اى نزع الیه فى مخالفة دیننا کما خالف ابو کبشة.
وَ أَنَّهُ أَهْلَکَ عاداً الْأُولى. «ان» فى هذه الآیات کلها فى محلّ الجرّ بدلا من بِما فِی صُحُفِ مُوسى. قرء اهل المدینه و ابو عمرو عادا الولى بلام مشدّدة بعد الدال و العرب تفعل ذلک فتقول قم الان عنّا، اى قم الآن عنّا و صم الاثنین، اى صم الاثنین و عاد الاولى قوم هود اهلکهم اللَّه بالریح.
وَ ثَمُودَ یعنى قوم صالح، اهلکهم اللَّه بالصیحة فَما أَبْقى اى لم یترک منهم احدا.
وَ قَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ اى اهلک قوم نوح من قبل عاد و ثمود إِنَّهُمْ یعنى قوم نوح کانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَ أَطْغى من عاد و ثمود لطول دعوة نوح ایاهم و عتوّهم على اللَّه بالمعصیة و التکذیب، دعاهم نوح الف سنة الا خمسین عاما ف ما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِیلٌ.
وَ الْمُؤْتَفِکَةَ اى المنقلبة یعنى قرى قوم لوط: صبوا ایم و داد و ما و عامورا و سدوم ائتفکت باهلها اى انقلبت أَهْوى اى اهویها جبرئیل، یعنى رفعها ثم قلّبها.
و قیل اهواها جعلها تهوى. و قیل قلّبها فى موضعها فهوت خسفا.
فَغَشَّاها اى البسها اللَّه ما غَشَّى یعنى الحجارة المنضودة المسوّمة، و ابهم لیکون اوقع فى القلوب.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکَ تَتَمارى اى تشکّ و تجادل ایها الانسان بما اولاک من النعم او بما کفاک من النقم...؟ و قیل باىّ نعم ربک الدالة على وحدانیته تشکّ...؟.
قیل اراد بهذا المخاطب الولید بن المغیرة من عند اهل التفسیر.
هذا نَذِیرٌ یعنى محمدا (ص) مِنَ النُّذُرِ الْأُولى اى رسول من الرسل.
و النذیر بمعنى المنذر اى ارسل الیکم بالانذار کما ارسل غیره من الانبیاء الى قومهم.
و قیل معناه هذا الذى انذرتکم به من وقایع الامم الخالیة العاصیة فى صحف ابراهیم و موسى.
أَزِفَتِ الْآزِفَةُ اى قربت القیامة.
لَیْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ کاشِفَةٌ اى دافعة، و قیل لا یکشف وقتها و لا یزیل غطاؤها احد دون اللَّه، کقوله: لا یُجَلِّیها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ. و الهاء فیه للمبالغة او على تقدیر نفس کاشفة، و قیل هى مصدر کالطاغیة و الکاذبة. ثم قال لمشرکى العرب: أَ فَمِنْ هذَا الْحَدِیثِ یعنى آمن هذا القرآن الذى یقرأ علیکم محمد تَعْجَبُونَ کقوله: أَ کانَ لِلنَّاسِ عَجَباً... الایة.
وَ تَضْحَکُونَ استهزاء وَ لا تَبْکُونَ ممّا فیه من الوعید.
وَ أَنْتُمْ سامِدُونَ لاهون غافلون. و قیل السمود لغة یمانیّة لکل لاعب او راقص فى شرب او لهو او نوح و قال عبد اللَّه بن الزبیر:
و فى الحدثان نسوة آل حرب
بمقدار سمدن له سمودا
فردّ شعورهن السود بیضا
و ردّ وجوههن البیض سودا
سمدن اى زفنّ و نحن و رفعن ایدیهن و المعنى انهم کانوا اذا سمعوا القرآن عارضوه بالغناء و اللهو لیشغلوا الناس عن استماعه. و عن ابى هریرة قال لمّا نزلت هذه الایة بکى اهل الصّفة حتى جرى دموعهم على خدودهم فلمّا سمع رسول اللَّه (ص) حنینهم بکى معهم فبکینا ببکائه، فقال (ص) لا یلج النار من بکى من خشیة اللَّه و لا یدخل الجنة مصرّ على معصیة اللَّه و لو لم تذنبوا لجاء اللَّه بقوم یذنبون ثم یغفر لهم.
و روى ان النبى (ص) نزل علیه جبرئیل و عنده رجل یبکى فقال له من هذا، فقال فلان، فقال جبرئیل انّا نزن اعمال بنى آدم کلّها الا البکاء فان اللَّه عز و جل لیطفى بالدمعة بحورا من نیران جهنم.
و روى انّ النبى (ص) ما رؤى ضاحکا بعد نزول هذه الایة
و قال (ص) انّ هذا القرآن نزل بحزن فاذا قرأتموه فابکوا فان لم تبکوا فتباکوا.
فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَ اعْبُدُوا اى صلّوا للَّه و وحّدوه.
روى عکرمة عن ابن عباس قال قرأ رسول اللَّه (ص) سورة النجم فسجد فیها و سجد معه المسلمون و المشرکون و الجن و الانس.
و عن عبد اللَّه قال اول سورة انزلت فیها سجدة، النجم فسجد رسول اللَّه (ص) و سجد من خلفه الا رجلا رایته اخذ کفّا من تراب فسجد علیه فرأیته بعد ذلک قتل کافرا و هو امیّة بن خلف.
و عن زید بن ثابت قال قرأت على النبى (ص) و النجم فلم یسجد فیها و هذا دلیل على انّ سجود التلاوة غیر واجب و قال عمر بن الخطاب انّ اللَّه لم یکتبها علینا الا ان نشاء و هو قول الشافعى و احمد و ذهب قوم الى وجوب سجود التلاوة على القارئ و المستمع جمیعا و هو قول سفیان الثورى و اصحاب الرأى.
دیگر آیت: وَ أَنْ لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى منسوخ است بقوله تعالى: «و الذین آمنوا و اتبعناهم ذریاتهم بایمان الحقنا بهم ذریاتهم» و در فضیلت سورة روایت کنند از
ابىّ بن کعب قال قال رسول اللَّه (ص) من قرء و النجم اذا هوى اعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من صدّق بمحمد و جحد به.
و عن ابن مسعود قال هذا اوّل سورة اعلنها رسول اللَّه (ص) بمکه.
قوله: وَ النَّجْمِ إِذا هَوى مفسران را در معنى وَ النَّجْمِ قولهاست، بعضى گفتهاند اسم جنس است و مراد باین جمله ستارگان آسمان است. و هوى بمعنى سقط، قسم یاد مىکند رب العالمین بجمله ستارگان آن گه که از هول قیامت و رستاخیز همه فرو ریزند، همانست که جایى دیگر گفت: وَ إِذَا الْکَواکِبُ انْتَثَرَتْ.
و گفتهاند مراد باین ثریاست که عرب بنجم مطلق ثریا گویند. مصطفى (ص) فرموده
اذا طلع النجم ارتفعت العاهات یعنى الثریا، و فى روایة ما طلع النجم قطّ و فى الارض من العاهة شىء الا رفع.
و هویّها طلوعها و ارتفاعها. قسم یاد مى کند بثریّا بآنگه که برآید و آفات و عاهات از زمین بردارد. و روى عکرمة عن ابن عباس انه الرجوم من النجوم یعنى ما یرمى به الشیاطین عند استراقهم السمع.
مجاهد گفت و کلبى و روایت از ابن عباس وَ النَّجْمِ إِذا هَوى یعنى و القرآن اذا نزل. قسم یاد مىکند بقرآن که از آسمان فرو آمد نجم نجم در مدت بیست و سه سال. همانست که آنجا گفت فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ.
جعفر بن محمد گفت (ع) و النجم یعنى محمدا (ص) إِذا هَوى اى نزل من السماء لیلة المعراج. سمّاه نجما کما سمّاه سراجا فى قوله: وَ سِراجاً مُنِیراً. و قیل النجم النبات إِذا هَوى اى سقط على الارض، فان النجم لیس له ساق کقوله: وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ یَسْجُدانِ. و یحتمل من التأویل المصلّى اذا سجد و الغازى اذا قتل شهیدا و العالم اذا مات، فانّ هؤلاء نجوم الارض و الاخبار ناطقه بها.
گفتهاند آن روز که این آیت فرو آمد و رسول خدا بر قریش آشکارا کرد، عتبة بن ابى لهب گفت کفرت برب النجم اذا هوى و دختر رسول را که زن وى بود طلاق داد، رسول خداى دعا کرد گفت اللهم سلّط علیه کلبا من کلابک.
بعد از آن این عتبة بتجارت شام رفت با پدر خویش بو لهب، در منزلى از منازل راه فرو آمدند و آنجا دیرى بود، راهبى از دیر فرو آمد و گفت هذا ارض مسبعة، درین زمین سباع فراوان بود، نگر تا خویشتن را از شیر نگه دارید. بو لهب گفت فرا اصحاب خویش این پسر مرا نگه دارید که مىترسم که دعاء محمد در وى رسد. ایشان همه گرد وى درآمدند و او را در میان گرفتند و پاس وى میداشتند. در میانه شب، رب العالمین خواب بر ایشان اوکند و شیر بایشان درگذشت و لطمه بر وى زد و او را هلاک کرد. قوله: وَ النَّجْمِ إِذا هَوى اصحاب معانى گفتند قسم در قرآن بر دو وجه است، یکى: قسم بذات و صفات خالق جل جلاله و قسم حقیقى آنست، که ذات و صفات وى را استحقاق آنست، چنان که فرمود فَوَ رَبِّکَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِینَ فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ قُلْ إِی وَ رَبِّی. این قسم است بذات او جل جلاله. و قسم بصفات آنست که فرمود ق وَ الْقُرْآنِ الْمَجِیدِ ص وَ الْقُرْآنِ ذِی الذِّکْرِ و کذلک قوله: فَبِعِزَّتِکَ، و همچنین حروف تهجّى در اوائل سور، هر حرفى اشارتى است بصفتى از صفات حق جلّ جلاله و قسم بآن یاد کرده.
وجه دوم: قسم است بمخلوقات و آن بر چهار ضرب است، یکى: اظهار قدرت را چنانک فرمود وَ الذَّارِیاتِ ذَرْواً وَ الْمُرْسَلاتِ عُرْفاً وَ النَّازِعاتِ غَرْقاً هذا و امثاله نبّه العباد على معرفة القدرة فیها. دیگر: قسم است برستاخیز اظهار هیبت را کقوله: لا أُقْسِمُ بِیَوْمِ الْقِیامَةِ، اقسم بها لیعلم هیبته فیها. سدیگر: قسم یاد میکند اظهار نعمت را تا بندگان نعمت اللَّه را بر خود بشناسند و شکر آن بگزارند، کقوله: وَ التِّینِ وَ الزَّیْتُونِ. چهارم: قسم است ببعضى مخلوقات بیان تشریف را تا خلق شرف و عزّ آن چیز بدانند که قسم بوى یاد کرده، کقوله: لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ یعنى مکه و کذلک قوله: وَ طُورِ سِینِینَ وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِینِ و من ذلک قوله للمصطفى (ص) لعمرک. و هذا على عادة العرب فانها تقسم بکل ما تستعظمه و ترید اظهار تعظیمه، و قیل کلّ موضع اقسم فیه بمخلوق فالرب مضمر فیه کقوله: وَ النَّجْمِ یعنى برب النجم و رب الذاریات و اشباه ذلک.
ما ضَلَّ صاحِبُکُمْ وَ ما غَوى اى ما ضلّ عن التوحید قط و ما زاغ عن المعرفة باللّه سبحانه و عن الرشد قطّ. و قیل ما نکب عن الحق و الصدق و الامانة قطّ و هذا دلیل على انّ قوله: وَ وَجَدَکَ ضَالًّا لیس من ضلال الغىّ. و قیل ما غوى اى ما خاب سعیه و ذلک انّ قریشا قالوا ضلّ محمد عن دین آبائه و غوى ثم تقوّل على اللَّه و افترى.
فانزل اللَّه تعالى ما ضَلَّ صاحِبُکُمْ وَ ما غَوى یا محمد اگر مکّیان نسبت ضلالت و غوایت با تو میکنند تو دل بتنگ میاور، باک مدار تو آن بین که ما لوح مدح و ثناء تو بقلم لطف قدم مىنویسیم، چون ایشان تخته هجر تو خوانند تو سوره مدح و ثنا ما آغاز کن: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ.
قوله: وَ ما یَنْطِقُ عَنِ الْهَوى اى لم یأتکم بالقرآن من تلقاء نفسه و بهواه و مراده. و عن بمعنى الباء قد یتعاقبان کقوله: فَسْئَلْ بِهِ خَبِیراً اى عنه وَ ما نَحْنُ بِتارِکِی آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِکَ اى بقولک. در ضمن این آیت تشریف و تخصیص مصطفى است (ص) رب العزة رتبت قربت وى بلند نهاد و تشریف عظیم داد که خصم وى را بخودى خود جواب داد و برسول باز نگذاشت. آن گه که او را ضالّ گفتند، حق جل جلاله از بهر وى جواب داد که: ما ضَلَّ صاحِبُکُمْ وَ ما غَوى، نه چون دیگر پیغامبران که جواب خصم ایشان هم بایشان باز گذاشت، چنانک نوح، قوم او را گفتند إِنَّا لَنَراکَ فِی ضَلالٍ مُبِینٍ نوح خود جواب ایشان را داد که لَیْسَ بِی ضَلالَةٌ و هود را گفتند إِنَّا لَنَراکَ فِی سَفاهَةٍ هود جواب داد که لَیْسَ بِی سَفاهَةٌ، همچنین داود پیغامبر را فرمان آمد که فَاحْکُمْ بَیْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَ لا تَتَّبِعِ الْهَوى یا داود نگر تا حکمى که میان خلق کنى بعدل و راستى کنى و بر پى هوا و مراد خود نروى. چون نوبت بمصطفى عربى (ص) رسید حق جل جلاله فرمود: وَ ما یَنْطِقُ عَنِ الْهَوى او بر پى مراد و هوا خود نرود و آنچه گوید جز از وحى و پیغام ما نگوید.
إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحى اى ما هذا القران الا وحى من اللَّه یوحى الیه.
عَلَّمَهُ شَدِیدُ الْقُوى الهاء راجعة الى الرسول و شدید القوى هو جبرئیل علیه السلام و کان قوّته انّه اقتلع مدائن لوط من سبع ارضین و رفعها الى السماء ثم قلّبها على الماء الاسود. و من قوّته انه ابصر ابلیس و هو یکلّم عیسى على بعض العقاب، فنفخه بجناحیه نفخة القاه فى اقصى جبل الهند، و کذلک صیحته بثمود. فاصبحوا جاثمین خاملین، و کذلک هبوطه من السماء على الانبیاء و صعوده الیها فى اقلّ من الطرف.
ذُو مِرَّةٍ یعنى ذو منظر حسن، قیل ذو قوّة و شدّة و قیل شَدِیدُ الْقُوى اخبار عن قوّته فى امر اللَّه و ذو مرّة اخبار عن قوة جسمه. و المرّة القوة، تقول حبل ممرّ اى محکم الفتل و قیل هى فعلة من المرور و المعنى ذو مرور فى البحر فى صعوده و هبوطه و قیل شدید القوى ذو مرّة هو اللَّه عز و جل. هذا کقوله: هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِینُ قوله: فَاسْتَوى یعنى جبرئیل و هو یعنى محمدا (ص) و المعنى استوى جبرئیل و محمد لیلة المعراج بالافق الاعلى و هو اقصى الدنیا عند مطلع الشمس و قال سعید بن المسیب الافق الاعلى قاع تحت العرش و قیل فَاسْتَوى یعنى جبرئیل و قوله: وَ هُوَ کنایة عن جبرئیل ایضا یعنى استوى على صورته التی خلقه اللَّه علیها و هو اذ ذاک بالافق الاعلى و ذلک ان جبرئیل کان یأتى رسول اللَّه (ص) على صورة رجل من الآدمیّین کما یأتى الانبیاء فانه اتى ابراهیم علیه السلام فى صورة الاضیاف و اتى داود علیه السلام فى صورة الخصم فسأله رسول اللَّه (ص) ان یریه نفسه على صورته التی جبل علیها، فاراه نفسه مرّتین، مرّة فى الارض و مرّة فى السماء فاما فى الارض ففى الافق الاعلى و المراد بالاعلى جانب المشرق و ذلک ان محمدا (ص) کان بحراء فطلع له جبرئیل من المشرق فسدّ الافق الى المغرب فخرّ رسول اللَّه (ص) مغشّیا علیه فنزل جبرئیل فى صورة الآدمیّین فضمّه الى نفسه و جعل یمسح الغبار عن وجهه، یدلّ علیه قوله.
وَ لَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِینِ.
و اما فى السماء فعند سدرة المنتهى فذلک قوله: وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى و لم یره احد من الانبیاء على تلک الصورة الا محمد (ص).
فان قیل کیف یجوز ان یغیّر الملک صورة نفسه و هل یقدر غیر اللَّه تعالى تغییر صورة المخلوقین و قد علم ان جبرئیل علیه السلام اتى رسول اللَّه مرّة فى صور رجل و مرّة فى صورته التی ابتدأه اللَّه علیها. و انّ ابلیس اتى قریشا فى صورة شیخ من اهل نجد.
فالجواب عنه انّ تغییر الصور الذى هو تغییر الترکیب و التألیف لا یقدر علیه الّا اللَّه تعالى، فاما تغییر صفة جبرئیل ففعل اللَّه تعالى تبیینا للمصطفى (ص) و لیعلم انه امر من اللَّه تعالى اذا راه فى صور مختلفه فان ذلک لا یقدر علیه الا اللَّه تعالى و هو ان یراه مرّة قد سدّ الافق و اخرى یجمعها مکان ضیّق. و اما ابلیس فکان ذلک منه تخییلا للناظرین و تمویها دون التحقیق کفعل السحرة بالعصىّ و الحبال. قال اللَّه تعالى فَإِذا حِبالُهُمْ وَ عِصِیُّهُمْ یُخَیَّلُ إِلَیْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى و لم یقل سعت.
و قیل فاستوى و هو بالافق الاعلى من فعل اللَّه عز و جل کقوله اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ و الافق الاعلى فوق السماوات السبع یعنى العرش. و گفتهاند فاستوى صفت مصطفى است (ص) معنى آنست که راست بایستاد بنفس در مجاهدت و بدل در مشاهدت، بروح در مکاشفت، بسرّ در ملاطفت. راست بایستاد، از امر ما قدم بیرون ننهاد و بنهى ما قدم در ننهاد و بىفرمان ما دم نزد، راست بایستاد، مراد ما را، هر چه مراد وى بود زیر قدم آورد و مراد ما مراد او گشت و ما خود آن کردیم که مراد وى بود.
فَلَنُوَلِّیَنَّکَ قِبْلَةً تَرْضاها وَ لَسَوْفَ یُعْطِیکَ رَبُّکَ فَتَرْضى.
راست بایستاد در دوستى که از دوست جز دوست نخواست، راست بایستاد در نفس موافقت قلب را، راست بایستاد قلب موافقت سرّ را، راست بایستاد سرّ موافقت حق را، راست رفت، براست و چپ نگاه نکرد تا بمنزل ثُمَّ دَنا رسید بر بساط فَتَدَلَّى قدم نهاد.
بقاب قوسین قرب بر رفته، بر متکاء عزت او ادنى تکیه زده، بمشاهدت رسیده، شراب چشیده، راز شنیده دوست دیده.
دردى که من از عشق تو کردم حاصل
دل داند و من دانم و من دانم و دل
هر که تحفه ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغى برد، هدیه فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى
آرد. شعر:
و السرّ عندى فى بیت له غلق
لا یکتم السرّ الا کل ذى خطر
و السرّ عند الکرام الناس مکتوم
قد ضاع مفتاحه و الباب مختوم
قوله: ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى، هذا من المقلوب تأویله تدلّى فدنا، و التدلّى التنزّل، اخذ من الدلو. و صحّ
عن رسول اللَّه (ص) فى حدیث شریک بن عبد اللَّه بن ابى نمر عن انس بن مالک عن رسول اللَّه (ص) انه قال دنا الجبار رب العزة فتدلّى
و هو قول الحسن البصرى: دنا ربنا فتدلى، و روى موقوفا على انس بن مالک قال دنا الجبار رب العزة فتدلّى حتى کان منه قاب قوسین او ادنى. و هذا روایة ابى سلمة عن ابن عباس و قال الضحاک دنا محمد من ربه فتدلّى فاهوى للسجود فَکانَ منه قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنى و قیل دنى محمد من ساق العرش فتدلّى، اى جاوز الحجب و السرادقات لا یقلّه مکان و هو قائم باذن اللَّه عز و جل کالمتعلق بالشىء لا یثبت فیه قدمه على مکان و قیل دنوّ اللَّه من العبد على نوعین احدهما: باجابة الدعوة و اعطاء المنیة و رفع المنزلة کقوله تعالى: فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ.
و الثانى: بمعنى القرب فى الحقیقة دون هذه المعانى کقوله: ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى کما قال انس و ابن عباس و کما
جاء فى الخبر الصحیح عن النبى (ص): یدنو المؤمن من ربه عز و جل... الحدیث.
قوله: فَکانَ قابَ قَوْسَیْنِ. هذا من کون الوقت. مجازه صار قاب قوسین اى قدر قوسین من قسى العرب المخاطبین بهذا الکلام و هذا اشارة الى تأکید القرب و اصله ان الحلیفین من العرب کانا اذا ارادا عقد الصفاء و العهد خرجا بقوسیهما فالصقا بینهما یریدان بذلک انّهما متظاهران یحامى کل واحد منهما عن صاحبه و قیل معناه فى القرب من الوتر الى الکبد. و قال عبد اللَّه بن مسعود و سعید بن جبیر قاب قوسین اى قدر ذراعین و سمّى الذراع قوسا لانه یذرع بها الاشیاء و یقاس بها کل شیء و هى لغة بعض اهل الحجاز و فى الخبر لقاب قوس احدکم من الجنة خیر من الدنیا و ما فیها.
و قوله: أَوْ أَدْنى هذا حکایة عن تخمین الناظر و حدسه یعنى لو انتم عاینتم القرب لحرزتموه قاب قوسین او قلتم فى انفسکم انه ادنى. قیل انما قال او ادنى لانه لم یردان یجعل لذلک حدا محصورا و سئل ابو العباس بن عطاء عن هذه الایة فقال کیف أصف لکم مقاما انقطع عنه جبرئیل و میکائیل و اسرافیل و لم یکن الا محمد و ربه.
قوله: فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى
اى اوحى اللَّه تعالى الى عبده محمد ما اوحى و تکلم معه بما تکلّم و امره بما امر سرّا بسرّ بلا واسطة و لا ترجمان و فیه یقول القائل شعر:
بین المحبین سرّ لیس یفشیه
قول و لا قلم للخلق تحکیه
سرّ یمازجه انس مقابله
نور تحیّر فى بحر من التیه
قال سعید بن جبیر اوحى الیه الم اجدک یتیما فآویتک الم اجدک ضالا فهدیتک الم اجدک عائلا فاغنیتک ا لم اشرح لک صدرک الم اضع عنک وزرک الم ارفع لک ذکرک و قیل اوحى الیه ان الجنة محرّمة على الانبیاء حتى تدخلها و على الامم حتى تدخلها امّتک.
و قال على (ع) اوحى اللَّه الیه یا محمد لو لا انى احب معاتبة امتک لما حاسبتهم
و قال بعضهم انه مفسر فى الاخبار و نطقت به الروایات من احوال القیامة و غیرها و لهذا
قال (ص): لو تعلمون ما اعلم لضحکتم قلیلا و لبکیتم کثیرا.
و قیل ابهم ما اوحى تعظیما لشأن ذلک و تعبّدا للخلق بالایمان بکونه على الجملة. و قیل اوحى جبرئیل الى رسول اللَّه (ص) ما اوحى الیه ربه.
قوله ما کَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى، قرأ ابو جعفر ما کذّب بالتشدید اى ما کذّب قلب محمد ما رأى بعینه تلک اللیلة بل صدّقه و حقّقه و قرء الآخرون بالتخفیف اى ما کذب فؤاد محمد الذى راى بل صدقه یقال کذبه اذا قال له الکذب و قیل ما جحد الفؤاد و ما انکر ما رآه الرسول و قیل ما کذب فؤاده قبل ذلک ما رآه فى تلک اللّیلة ببصره لانه کان قد آمن بقدرة اللَّه سبحانه على امثال ذلک و اضعافه ثم اختلفوا فى الذى رآه فقال قوم راى جبرئیل و هو قول ابن مسعود و عایشه و قال آخرون هو اللَّه عز و جل ثم اختلفوا فى الرؤیة فقال بعضهم رآه بقلبه دون عینه و هذا خلاف السنة. و المذهب الصحیح انه (ص) راى ربه عز و جل بعین رأسه و هو قول الحسن و انس و عکرمة، روى عن ابن عباس انه قال ان اللَّه اصطفى ابراهیم بالخلّة و اصطفى موسى بالکلام و اصطفى محمدا بالرؤیة و امّا عایشه فانّها انکرت ذلک عن نفسها و لم تقل سمعت رسول اللَّه (ص) یقول فیه مقالا کیف و قول عایشه نفى و قول ابن عباس اثبات و الحکم للمثبت لا للنافى لان النافى انّما نفاه لانه لم یسمع و المثبت لانه سمعه و علمه.
قوله: أَ فَتُمارُونَهُ عَلى ما یَرى قرأ حمزة و الکسائى و یعقوب أ فتمارونه بفتح التاء بلا الف، یعنى ا فتجحدونه و تدفعونه یقال مریت الرجل حقه اذا جحدته، و اصل المرى من مریت الناقه اذا استخرجت لبنها بعلاج و قرأ الآخرون أ فتمارونه بالالف و ضم التاء على معنى أ فتجادلونه على ما یرى، و ذلک انّهم جادلوه حین اسرى به فقالوا صف لنا بیت المقدس و اخبرنا عن عیرنا فى الطریق و غیر ذلک مما جادلوه به و المعنى أ فتجادلونه جدالا ترومون به دفعه عما رآه و علمه، و المراء هو الجدال بالباطل و فى الحدیث: لا تماروا فى القرآن فانّ المراء فیه کفر.
وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى الخلاف فیه کالخلاف فى الاول. قال ابن مسعود رأى جبرئیل على صورته مرّتین: مرّة عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى و مرّة بِالْأُفُقِ الْمُبِینِ یعنى باجیاد مکه و قد سدّ الافق و علیه تهاویل الدّرّ و الیاقوت و على قول ابن عباس رأى ربّه نزلة اخرى و ذلک انه کانت للنبى (ص) عرجات فى تلک اللیلة لمسئلة التخفیف فى اعداد الصلوات فتکون لکل عرجة نزلة فرأى ربه فى بعضها و تقدیره رآه نازلا نزلة اخرى.
و فى بعض الروایات عن النبى (ص) قال کلّما رجعت الى ربى وجدته مکانه.
قوله: عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى السدرة شجرة النبق سمّیت سدرة المنتهى لانه ینتهى الیها علم الخلائق و اعمالهم لا یعلم احد ما ورائها الّا اللَّه و قیل ینتهى الیها مقامات الانبیاء، و الملائکة ینتهى الیها من فوقها و یصعد الیها من تحتها و لم یجاوزها احد الّا نبینا (ص). قال کعب الاحبار سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عن یمین العرش الیها انتهى علم العلماء لا یعلم احد ما وراءها.
فى حدیث المعراج قال (ص) ثم صعد بى الى السماء السابعة فاذا ابراهیم فسلّمت علیه ثم رفعت الى سدرة المنتهى فاذا نبقها مثل قلال هجر احلى من العسل و الین من الزبد و اذا ورقها مثل آذان الفیلة.
و عن ابى هریرة قال لمّا اسرى بالنبى (ص) انتهى الى السدرة فقیل له هذه السدرة ینتهى الیها کل احد خلا من امّتک على سنّتک فاذا هى شجرة تخرج من اصلها انهار من ماء غیر آسن الى قوله: مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى و هى شجرة یسیر الراکب فى ظلها سبعین عاما لا تقطعها.
و عن اسماء بنت ابى بکر قالت سمعت النبى (ص) یذکر سدرة المنتهى قال یسیر الراکب فى ظل الفنن فیها مائة عام و یستظل فى الفنن منها مائة الف راکب، فیها فراش من ذهب کانّ ثمرها القلال و قال مقاتل هى شجرة تحمل الحلىّ و الحلل و الثمار من جمیع الالوان، لو انّ ورقة منها وضعت فى الارض لاضاءت لاهل الارض و هى طوبى التی ذکرها اللَّه سبحانه فى سورة الرعد.
عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى قال ابن عباس جنة یاوى الیها جبرئیل و الملائکة و قال مقاتل و الکلبى یاوى الیها ارواح الشهداء، نظیره قوله: فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى و قیل هى التی کان فیها آدم و قیل هى الجنة التی وعد المتقون و الماوى مصدر تقدیره جنة الرجوع. قیل سمیت جنة الماوى لان ارواح الشهداء تسرح فى الجنة و تعلق من اشجارها ثم تاوى الى قنادیل فیها تحت العرش.
إِذْ یَغْشَى السِّدْرَةَ ما یَغْشى قال ابن مسعود یغشاها فراش من ذهب و قیل جراد من ذهب و قال مقاتل تغشیها الملائکة امثال الغربان حین یقعن على الشجر و فى الحدیث قال (ص) رایت على کل ورقة منها ملکا قائما یسبّح اللَّه عز و جل.
و قال الحسن غشیها نور رب العزّة فاستنارت و قال ابن عباس یغشاها الرب سبحانه قیل اراد ابن عباس بذلک نور الرب سبحانه.
و فى بعض الحدیث ان النبى (ص) قال یغشیها رفرف من طیر خضر
و عن انس عن النبى (ص) قال انتهیت الى السدرة و انا اعرف انها سدرة اعرف ورقها و ثمرها و اذا نبقها مثل الجرار و اذا ورقها مثل آذان الفیلة فلمّا غشیها من امر اللَّه ما یغشیها تحوّلت یاقوتا و زمردا حتى ما یستطیع احد یصفها.
و فى الحدیث انه اعطى رسول اللَّه (ص) عندها ثلثا: الصلوات الخمس و خواتیم البقرة و غفر لمن تاب من امّته لا یشرک باللّه شیئا.
ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغى اى ما مال بصر محمد (ص) و لا عدل یمینا او شمالا و لا جاوز ما امر به و هذا وصف ادبه فى ذلک المقام اذ لم یلتفت جانبا.
لَقَدْ رَأى مِنْ آیاتِ رَبِّهِ الْکُبْرى یعنى الآیات العظام و هى الجنة و النار و الانبیاء و الکوثر و راى جبرئیل فى صورته التی تکون فى السماء، له ستّمائة جناح و راى رفرفا اخضر من الجنّة قد سدّ الافق و راى امورا من امور الغیب کقوله: لِنُرِیَکَ مِنْ آیاتِنَا الْکُبْرى و الکبرى یجوز ان یکون المفعول و المعنى «لقد راى الکبرى من آیات ربه» فیکون من للتبعیض و یجوز ان یکون صفة للآیات و محلها جر و المفعول محذوف و المعنى لقد راى آیات من آیات ربه الکبرى، و یجوز ان یکون من زیادة و آیاتِ رَبِّهِ الْکُبْرى مفعول و زیادة من فى الاثبات قلیل.
أَ فَرَأَیْتُمُ اللَّاتَ وَ الْعُزَّى سمّوا اوثانهم باسماء اللَّه فقالوا من اللَّه اللات و من العزیز العزّى. و اللات صنم کان بالطائف تعبده ثقیف. و العزّى سمرة کانت تعبدها غطفان قطعها خالد بن الولید بالفاس و هو یقول:
کفرانک لا سبحانک
انى رایت اللَّه قد اهانک.
فخرجت منها شیطانة فى صورة امراة عریانة ناشرة شعرها، داعیة ویلها، واضعة یدها على راسها، فقتلها ثم رجع الى النبى (ص) و اخبره بذلک فقال تلک العزّى و لن تعبد ابدا، قرء ابن کثیر اللاتّ بتشدید التاء و قال هو رجل کان یلتّ السویق بالسّمن و الزیت للحاجّ فلما مات عکفوا على قبره فعبدوه.
وَ مَناةَ حجر کان تعبده خزاعة و هذیل، یقولون انه الحجر الذى نقله الامیر محمود من سومناة. قرأ ابن کثیر مناءة بالمد و الهمزة اشتقاقا من. مناه یمنیه اذا قطعه، قیل کانوا یذبحون عندها القرابین و منه سمّى منا لانّ هناک تذبح النسائک و فى الایة تقدیم و تأخیر مجازها: ا فرأیتم اللات و العزى الأخرى و مناة الثالثة، و تأویل الایة: ا فرأیتم هذه الاوثان و الاصنام التی تعبدونها هل تقدر هى ان تخلق ما خلق اللَّه بقدرته من الآیات الکبرى، ثم قال للذین کانوا یعبدون الملائکة فیقولون هم بنات اللَّه، منکرا علیهم: أَ لَکُمُ الذَّکَرُ ترضونه لانفسکم وَ لَهُ الْأُنْثى و انتم تکرهونها و لا ترضونها لانفسکم.
تِلْکَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِیزى اى قسمة عوجاء غیر معتدله ان یکون لکم الذکور و للَّه الاناث. قرء ابن کثیر ضئزى بالهمزة و هما لغتان، یقال ضاز یضیز ضیزا و ضاز یضوز ضوزا و ضأز یضأز ضأزا اذا ظلم و نقص و جار فى القضیة و تقدیر ضیزى من الکلام فعلى بضم الفاء لانها صفة و الصفات لا تکون الّا فعلى بضم الفاء کالحبلى و بشرى و انثى او فعلى بفتح الفاء نحو غضبى و سکرى و عطشى و لیس فى کلام العرب فعلى بکسر الفاء فى النعوت، انّما یکون فى الاسماء، مثل ذکرى و شعرى، غیر انهم کرهوا ضم الضاد و خافوا انقلاب الیاء واوا و هو من باب الیاء فکسروا الضاد لهذه العلة کما قالوا فى جمع ابیض بیض و اصله بیض کالاحمر و الحمر و الاصفر و الصّفر. فاما من قال ضاز یضوز، فالاسم منه ضوزى مثل شورى.
إِنْ هِیَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّیْتُمُوها أَنْتُمْ وَ آباؤُکُمْ هذا دلیل على قدم اسماء اللَّه عز و جل و انها اسماء له لم تزل و لیست من تسمیة الخلق ایاه بها. ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ اى من عذر و حجة لمن یعبدها إِنْ یَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ اى ما یتبعون فى ذلک الا الظن دون الیقین وَ ما تَهْوَى الْأَنْفُسُ اى و یتبعون ما یوافق اهواءهم فى عبادتهم الاصنام وَ لَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى اى البیان بالکتاب و الرسول انها لیست بآلهة و ان العبادة لا تصلح الا للواحد القهار.
أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى یظن الکافر انّ له ما یتمنى و یشتهى من شفاعة الاصنام کما ظنّوا و تمنّوا.
فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَ الْأُولى خلقا و ملکا یعطى ما یشاء و یمنع ما یشاء لا ما تمنّى الانسان و اشتهى.
و قیل ام للانسان ما اشتهى من طول الحیاة و ان لا بعث و لا حشر.
فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ یعنى باعطاء الثواب و الکرامة و الشفاعة وَ الْأُولى یعنى باعطاء المعرفة و التوفیق.
وَ کَمْ مِنْ مَلَکٍ فِی السَّماواتِ ممن یعبدهم هؤلاء الکفار و یرجون شفاعتهم عند اللَّه، لا تُغْنِی شَفاعَتُهُمْ شَیْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ یَأْذَنَ اللَّهُ فى الشفاعة لِمَنْ یَشاءُ وَ یَرْضى من اهل التوحید. قال ابن عباس یرید لا تشفع الملائکة الا لمن رضى اللَّه عنه و قوله: لِمَنْ یجوز للشافع و یجوز للمشفوع له.
إِنَّ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَیُسَمُّونَ الْمَلائِکَةَ تَسْمِیَةَ الْأُنْثى اى بتسمیة الانثى حین قالوا ابهم بنات اللَّه.
وَ ما لَهُمْ بِهِ اى بما یقولون مِنْ عِلْمٍ إِنْ یَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ و هو تقلید الآباء وَ إِنَّ الظَّنَّ لا یُغْنِی مِنَ الْحَقِّ شَیْئاً و الحق بمعنى العلم اى لا یقوم الظن مقام العلم. و قیل الحق بمعنى العذاب اى ان ظنّهم لا یدفع عنهم من العذاب شیئا.
فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِکْرِنا هذا التولّى هو التکذیب و الصدّ عن الایمان و معنى الاعراض منسوخ بآیة السیف وَ لَمْ یُرِدْ إِلَّا الْحَیاةَ الدُّنْیا یعنى ابا جهل و اصحابه. ثم صغّر رأیهم فقال ذلِکَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ اى ذلک نهایة علمهم و قدر عقولهم ان آثروا الدنیا على الآخرة. و قیل لم یبلغوا من العلم الا ظنّهم ان الملائکة بنات اللَّه و انّها تشفع لهم، فاعتمدوا ذلک و اعرضوا عن القران و الایمان، و قیل معناه علموا ما یحتاجون الیه فى معاشهم و نبذوا الآخرة من وراء ظهورهم.
إِنَّ رَبَّکَ یا محمد هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِیلِهِ دینه وَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى لدینه، هذا متعلّق بقوله: فَأَعْرِضْ، و المعنى کلهم الىّ فانّى عالم بالفریقین اجازى محسنهم و مسیئهم.
وَ لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ ملکا و ملکا لِیَجْزِیَ الَّذِینَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا، اى الذین اشرکوا على شرکهم وَ یَجْزِیَ الَّذِینَ أَحْسَنُوا اى الذین آمنوا بالحسنى اى بالجنّة یعنى له الملک و له الحکم، یتصرّف فى ملکه بحسب مشیّته، ثم وصفهم فقال الَّذِینَ یَجْتَنِبُونَ کَبائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَواحِشَ قیل کَبائِرَ الْإِثْمِ الشرک باللّه و الفواحش المعاصى کلّها. و قیل کَبائِرَ الْإِثْمِ ماله حدّ فى الدنیا و الفواحش الزنا خاصّة.
و سئل النبى (ص) عن اکبر الکبائر فقال ان تدعو للَّه ندّا و هو خلقک، و ان تقتل ولدک مخافة ان یاکل معک و ان تزانى حلیلة جارک
و قوله: إِلَّا اللَّمَمَ قال ابن عباس معناه الا ان یلمّ بالفاحشة مرّة ثم یتوب و لم یثبت علیها فانّ اللَّه یقبل توبته، الم تسمع
ان النبى (ص) کان یقول
ان تغفر اللهم تغفر جما
و اىّ عبد لک لا المّا
و قال عبد اللَّه بن عمرو بن العاص اللمم ما دون الشّرک. و قال ابو صالح سئلت عن قول اللَّه عز و جل إِلَّا اللَّمَمَ فقلت هو الرجل یلمّ بالذنب ثم لا یعاوده فذکرت ذلک لابن عباس، فقال اعانک علیها ملک کریم. و اصل اللمم و الالمام ما یعمله الانسان الحین بعد الحین و لا یکون له عادة و لا اقامة علیه. فعلى هذا، الاستثناء صحیح، و اللمم من الکبائر و الفواحش، و قال قوم هو استثناء منقطع مجازه لکن اللمم و لم یجعلوا اللمم من الکبائر و الفواحش، ثم اختلفوا فى معناه، فقال بعضهم هو ما سلف فى الجاهلیّة فلا یؤاخذهم اللَّه به و ذلک انّ المشرکین قالوا للمسلمین انّهم کانوا بالامس یعملون معنا، فانزل اللَّه هذه الایة، و قال بعضهم هو صغار الذنوب مثل النظرة و الغمزة و القبلة.
قال عبد اللَّه بن مسعود العینان تزنیان و زناهما النظر، و الشفتان تزنیان و زناهما التقبیل، و الیدان تزنیان و زناهما اللمس، و الرجلان تزنیان و زناهما المشى و یصدّق ذلک و یکذّبه الفرج فان واقع فذلک زنا و ان لم یواقع فهو لمم. و قال الکلبى اللمم على وجهین: کلّ ذنب لم یذکر اللَّه علیه حدّا فى الدنیا و لا عذابا فى الآخرة فذلک الذى تکفّره الصلوات ما لم یبلغ الکبائر و الفواحش. و الوجه الآخر هو الذنب العظیم یلمّ به المسلم المرّة بعد المرّة فیتوب منه و قال الحسین بن الفضل اللمم النظرة من غیر تعمّد فهو مغفور فان اعاد النظرة فلیس بلمم و هو مذنب و قیل اللمم النکاح.
و قال محمد ابن الحنفیّة کلّ ما هممت به من خیر و شرّ فهو لمم و دلیله قوله (ص): ان للشیطان لمّة و للملک لمّة، فلمّة الشیطان الوسوسة و لمّة الملک الالهام.
قوله: إِنَّ رَبَّکَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ قال ابن عباس واسع المغفرة لمن فعل ذلک و تاب تمّ الکلام هاهنا، ثم قال هُوَ أَعْلَمُ بِکُمْ إِذْ أَنْشَأَکُمْ مِنَ الْأَرْضِ ابتداکم فیها یعنى آدم علیه السلام وَ إِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ جمع جنین سمّى جنینا لاجتنانه فى البطن، فِی بُطُونِ أُمَّهاتِکُمْ قد علم اللَّه فى هذا الاحوال ما یکون منکم، فَلا تُزَکُّوا أَنْفُسَکُمْ فلا تبرّئوها عن الآثام و لا تمدحوها بحسن اعمالکم.
قال الکلبى و مقاتل کان ناس یعملون اعمالا حسنة فزکّوا انفسهم و قالوا صلوتنا و صیامنا و حجّنا، فانزل اللَّه هذه الایة هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى و بمن لم یتّق منکم.
قال النبى (ص) اذا رایتم المدّاحین فاحثوا فى وجوههم التراب
و قیل کانت الیهود تقول اذا هلک لهم صبىّ هو صدّیق، فبلغ ذلک النبى (ص) فقال کذبت الیهود ما من نسمة یخلقه اللَّه فى بطن امّه الّا هو شقّى او سعید فانزل اللَّه هُوَ أَعْلَمُ بِکُمْ إِذْ أَنْشَأَکُمْ مِنَ الْأَرْضِ... الایة.
أَ فَرَأَیْتَ الَّذِی تَوَلَّى وَ أَعْطى قَلِیلًا وَ أَکْدى نزلت فى ابى جهل کان یستمع الى القرآن ثم یعرض عنه و کان یبخل، قال الشاعر فیه و فى اخیه الحارث شعرا:
لعمرک ما یغنى هشام غناهم
و ما یجمعان من مأین و من الف
یقولان نستغنى و و اللَّه ما الغنى
من المال الا ما یعفّ و ما یکف.
و قوله: أَکْدى اى قطع العطاء، و اصله من قول العرب اکدى الحافر اى بلغ الکدیة و هى حجر صلب لا یعمل فیه المعول فیترک الحفر، فصار مثلا لکلّ من منع خیره و یقال للبخیل مکدّ.
أَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَیْبِ فَهُوَ یَرى هذه الرؤیة هى العلم، اى فهو یعلم، یجوز للاعمى ان یقول رایت فلانا فصیحا اى علمته و وجدته فصیحا و تاویل الایة هذا المعطى قلیلا المکدى عالم بالغیب فیعلم طول عمره فیبخل بماله..؟ و قیل نزلت فى الولید بن المغیرة کان قد اتّبع النبى (ص) فى دینه فعیره بعض المشرکین و قال له ا ترکت دین الاشیاخ و ضلّلتهم قال انّى خشیت عذاب اللَّه، فضمن الذى عاتبه ان هو اعطاه کذا من ماله و رجع الى شرکه ان یتحمّل عنه عذاب اللَّه فرجع الولید الى الشّرک و اعطى الذى عیّره بعض ذلک المال الذى ضمن و منعه تمامه، فانزل اللَّه أَ فَرَأَیْتَ الَّذِی تَوَلَّى ادبر عن الایمان و أَعْطى صاحبه قَلِیلًا ثم أَکْدى بخل بالباقى أَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَیْبِ فَهُوَ یَرى ما غاب عنه و یعلم ان صاحبه یتحمل عنه عذابه.؟ و قیل نزلت فى العاص بن وائل السّهمى لانه کان ربما یوافق النبى (ص) فى بعض الامور و کان یقول و اللَّه ما یامرنا محمد الا بمکارم الاخلاق فذلک قوله: أَعْطى قَلِیلًا وَ أَکْدى اى قطع و لم یؤمن به و قیل هو المنافق الذى یعین على الجهاد قلیلا ثم یقطع ذلک أَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَیْبِ فَهُوَ یَرى ما صنعه حقا.
أَمْ لَمْ یُنَبَّأْ لم یخبر بِما فِی صُحُفِ مُوسى.
وَ إِبْراهِیمَ الَّذِی وَفَّى ما ارسل به من تبلیغ رسالة اللَّه و هى قوله: أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى قال ابن عباس کانوا قبل ابراهیم یؤخذ الرجل بذنب غیره یقتل الأب بالابن و الاخ بالاخ و الزوج بامراته و السیّد بعبده حتى جاء ابراهیم فنهاهم عن ذلک و بلّغهم عن اللَّه أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى اى لا یؤخذ احد بذنب غیره.
و فى الخبر الصحیح عن رسول اللَّه (ص) قال نزلت على ابراهیم عشر صحائف و على موسى قبل التوراة عشر صحائف.
قوله: الَّذِی وَفَّى قرء مشدّدا و مخفّفا فاذا شدّدت فهو توفیة عدد الامور التی امر بها من ذبح الولد و الصبر على النار و الاختنان و الهجرة و ترک اهله و ولده بواد غیر ذى ذرع و توفیة عمل یومه باربع رکعات اوّل النهار و هى صلاة الضحى.
عن ابى ذر عن النبى (ص) عن اللَّه تبارک و تعالى قال ابن آدم ارکع لى اربع رکعات من اول النهار اکفک آخره. و اذا خفّت فهو من الوفاء و هو قضاء ما عهد و نذر.
روى انّ ابراهیم کان قد عهد ان لا یسئل مخلوقا شیئا، فلمّا قذف فى النار و اتاه جبرئیل فقال أ لک حاجة فقال امّا الیک فلا فاثنى اللَّه سبحانه علیه بقیامه بما قال و وفائه بما عهد
فقال تعالى وَ إِبْراهِیمَ الَّذِی وَفَّى و قیل وفّى سهام الاسلام و هو قوله: وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِیمَ رَبُّهُ بِکَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ.
قوله: وَ أَنْ لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى یعنى و کان فى صحف موسى و ابراهیم ان لیس للانسان الاثواب ما عمل من خیر او شرّ و ما عمل غیره فلیس له و لا علیه. قال ابن عباس هذا منسوخ بقوله: «و الذین آمنوا و اتبعناهم ذریاتهم بایمان الحقنا بهم ذریاتهم».
فادخل الأبناء بصلاح الآباء الجنة. قال عکرمه کان ذلک لقوم ابراهیم و موسى فامّا هذه الامّة فلهم ما سعوا و ما سعى غیرهم، فمن یصدّق عنه او یصام له او یحجّ عنه لا حق به و ان لم یأمر. و فى الخبر انّ سعدا سأل رسول اللَّه (ص) هل لامّى ان تطوّعت عنها قال نعم و روى انّ امراة سالته فقالت انّ ابى مات و لم یحجّ، قال فحجّى عنه.
و قال (ص) اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلث: صدقة جاریه او علم ینتفع به او و ولد صالح یدعو اللَّه.
و قال الربیع بن انس وَ أَنْ لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى یعنى الکافر فامّا المؤمن فله ما سعى و ما سعى له. و قیل لیس للکافر الا ما عمله فیثاب علیه فى الدنیا حتى لا یبقى له فى الآخرة خیر.
دعا عبد اللَّه بن طاهر والى خراسان، الحسین بن الفضل فقال اشکل علىّ ثلث آیات دعوتک لتکشفها لى، قال و ما هى ایها الامیر. قال قوله تعالى فى وصف ابن آدم: فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِینَ و صحّ الخبر بانّ الندم توبة.
و قوله: کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ و صحّ فى الخبر بانّ القلم جفّ بما هو کائن الى یوم القیامة.
و قوله: وَ أَنْ لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى فما بال الاضعاف.
فقال الحسین بن فضل یجوز ان لا یکون ندم قابیل توبة له و یکون ندم هذه الامّة توبة لان اللَّه تعالى خصّ هذه الامّة بخصائص لم یشرکهم فیها الامم.
و فیه قول آخر و هو ان ندم قابیل لم یکن على قتل هابیل انّما کان على حمله.
و اما قوله: وَ أَنْ لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى یعنى من طریق العدل و مجاز الایة: لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى عدلا ولى ان اجزیه بواحد الفا فضلا.
و اما قوله: کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ فانه شؤن یعیدها لا شؤن یبدئها و مجاز الایة: سوق المقادیر الى المواقیت.
قال فقام عبد اللَّه بن طاهر و قبّل رأسه و سوّغ خراجه قیل و کان خراجه. خمسون الف درهم.
وَ أَنَّ سَعْیَهُ سَوْفَ یُرى فى دیوانه و میزانه یوم القیمة، هذا کقوله: فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا یَرَهُ.
ثُمَّ یُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى یعنى الاکمل و الأتمّ بالحسن حسنا و بالسّىء سیّئا.
وَ أَنَّ إِلى رَبِّکَ الْمُنْتَهى اى منتهى الخلق و مصیرهم الیه و هو یجازیهم باعمالهم. و قیل منه ابتداء المنّة و الیه انتهاء الآمال. و قیل معناه اذا انتهى الکلام الى اللَّه فامسکوا و من تعاطى ذلک هلک.
و فى ذلک ما روى انس عن النبى (ص) قال اذا ذکر اللَّه فانتهوا.
و روى ابىّ بن کعب عن النبى (ص) فى قوله: وَ أَنَّ إِلى رَبِّکَ الْمُنْتَهى قال لا فکرة فى الرب.
و هذا مثل ما روى عن ابى هریرة مرفوعا تفکّروا فى الخلق و لا تتفکّروا فى الخالق فانه لا تحیط به الفکرة.
وَ أَنَّهُ هُوَ أَضْحَکَ وَ أَبْکى فهذا یدلّ على انّ کلّ ما یعمله الانسان فبقضائه و خلقه حتى الضحک و البکاء. قال مجاهد و الکلبى اضحک اهل الجنة و ابکى اهل النار فى النار. و قال الضحاک اضحک الارض بالنبات و ابکى السماء بالمطر. و قیل معناه افرح و احزن. لان الفرح یجلب الضحک و الحزن یجلب البکاء.
روى عن عایشه قالت مرّ النبى (ص) على قوم یضحکون، فقال لو تعلمون ما اعلم لبکیتم کثیرا و لضحکتم قلیلا، فنزل علیه جبرئیل فقال ان اللَّه عز و جل یقول وَ أَنَّهُ هُوَ أَضْحَکَ وَ أَبْکى فرجع الیهم فقال ما خطوت اربعین خطوة حتى اتانى جبرئیل فقال ائت هؤلاء فقل لهم ان اللَّه عز و جل یقول هو اضحک و ابکى.
و سئل طاهر المقدسىّ أ تضحک الملائکة فقال ما ضحک من دون العرش منذ خلقت جهنم و قیل لعمر هل کان اصحاب رسول اللَّه (ص) یضحکون، قال نعم و اللَّه و الایمان اثبت فى قلوبهم من الجبال الرواسى.
و عن سماک بن حرب قال قلت لجابر بن سمرة أ کنت تجالس النبى (ص) قال نعم و کان اصحابه یجلسون فیتناشدون الشعر و یذکرون اشیاء من امر الجاهلیة فیضحکون و یتبسّم معهم اذا ضحکوا یعنى النبى (ص). و قال ذو النون فى قوله: أَضْحَکَ وَ أَبْکى اى اضحک قلوب العارفین بشمس معرفته و ابکى قلوب العاصین بظلمة معصیته. و قال سهل اضحک المطیع بالرحمة و ابکى العاصى بالسخطة. و قیل اضحک المؤمن فى الآخرة و ابکاه فى الدنیا. و اضحک الکافر فى الدنیا و ابکاه فى الآخرة و قیل معناه خلق القوّتین اللتین منهما ینبعث الضحک و البکاء و الانسان لا یعلم ما تلک القوّة.
وَ أَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَ أَحْیا اى امات فى الدنیا و احیى للبعث: و قیل امات فى الدنیا و احیى فى القبر امّا للراحة و امّا للاحساس بالعقوبة. و قیل امات الآباء و احیى الأبناء.
و قیل امات الکافر بالنکرة و احیى المؤمن بالمعرفة. و قیل خلق الموت و الحیاة.
وَ أَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَیْنِ الذَّکَرَ وَ الْأُنْثى الذکر زوج الانثى و الانثى زوج الذکر.
مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى اى تصبّ فى الرحم، و قیل یقدّر منها الولد، اذ لیس کل منىّ یصیر ولدا، یقال منیت الشیء اذا قدّرته و المنىّ الماء یقدّر منه الولد و سمّیت المنیّة لانها مقدّرة و اصلها ممنیّة.
وَ أَنَّ عَلَیْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى الاحیاء بعد الموت. اى علیه تصدیق ما اخبر به من اعادتهم بعد الموت للجزاء ثوابا و عقابا. و النشاة نشأتان: نشاة فى الرحم و هى النشأة الاولى فى سورة الواقعة و هذه نشاة الآخرة و هى نشاة البعث کقوله: ثُمَّ اللَّهُ یُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ. تقول انشاته نشأة و نشاءة کقوله: انبتته نباتا.
وَ أَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَ أَقْنى اغنى الناس بالاموال و اقنى اعطى القنیة، و هى اصول الاموال و ما یدّخرونه بعد الکفایة. و قیل هو کلّ منتج او مغلّ من زرع او ضرع. و قال ابن عباس اغنى بالمال و اقنى، اى ارضى بما اعطى و قال الحسن اقنى اى اخدم و قال ابن زید اغنى اى اکثر، و اقنى اى اقلّ، و قرأ یَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ یَشاءُ وَ یَقْدِرُ.
وَ أَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى الشعرى کوکب خلف الجوزاء کانت خزاعة تعبده فى الجاهلیة فاعلم اللَّه عز و جل انه خالقها. و هما شعریان: الغمیصاء و العبور و المجرّة بینهما و اراد هاهنا الشعرى العبور و هى اشدّهما ضیاء و خصّت بالذکر لانّ ابا کبشة احد اجداد رسول اللَّه (ص) من قبل امّه قال لا ارى شمسا و لا قمرا و لا نجما یقطع السماء عرضا غیرها، فلیس شیء مثلها فعبدها، و عبدها خزاعة، فخالفوا قریشا فى عبادة الاوثان، و کانت قریش سمّى محمدا (ص) ابن ابى کبشة اى نزع الیه فى مخالفة دیننا کما خالف ابو کبشة.
وَ أَنَّهُ أَهْلَکَ عاداً الْأُولى. «ان» فى هذه الآیات کلها فى محلّ الجرّ بدلا من بِما فِی صُحُفِ مُوسى. قرء اهل المدینه و ابو عمرو عادا الولى بلام مشدّدة بعد الدال و العرب تفعل ذلک فتقول قم الان عنّا، اى قم الآن عنّا و صم الاثنین، اى صم الاثنین و عاد الاولى قوم هود اهلکهم اللَّه بالریح.
وَ ثَمُودَ یعنى قوم صالح، اهلکهم اللَّه بالصیحة فَما أَبْقى اى لم یترک منهم احدا.
وَ قَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ اى اهلک قوم نوح من قبل عاد و ثمود إِنَّهُمْ یعنى قوم نوح کانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَ أَطْغى من عاد و ثمود لطول دعوة نوح ایاهم و عتوّهم على اللَّه بالمعصیة و التکذیب، دعاهم نوح الف سنة الا خمسین عاما ف ما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِیلٌ.
وَ الْمُؤْتَفِکَةَ اى المنقلبة یعنى قرى قوم لوط: صبوا ایم و داد و ما و عامورا و سدوم ائتفکت باهلها اى انقلبت أَهْوى اى اهویها جبرئیل، یعنى رفعها ثم قلّبها.
و قیل اهواها جعلها تهوى. و قیل قلّبها فى موضعها فهوت خسفا.
فَغَشَّاها اى البسها اللَّه ما غَشَّى یعنى الحجارة المنضودة المسوّمة، و ابهم لیکون اوقع فى القلوب.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکَ تَتَمارى اى تشکّ و تجادل ایها الانسان بما اولاک من النعم او بما کفاک من النقم...؟ و قیل باىّ نعم ربک الدالة على وحدانیته تشکّ...؟.
قیل اراد بهذا المخاطب الولید بن المغیرة من عند اهل التفسیر.
هذا نَذِیرٌ یعنى محمدا (ص) مِنَ النُّذُرِ الْأُولى اى رسول من الرسل.
و النذیر بمعنى المنذر اى ارسل الیکم بالانذار کما ارسل غیره من الانبیاء الى قومهم.
و قیل معناه هذا الذى انذرتکم به من وقایع الامم الخالیة العاصیة فى صحف ابراهیم و موسى.
أَزِفَتِ الْآزِفَةُ اى قربت القیامة.
لَیْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ کاشِفَةٌ اى دافعة، و قیل لا یکشف وقتها و لا یزیل غطاؤها احد دون اللَّه، کقوله: لا یُجَلِّیها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ. و الهاء فیه للمبالغة او على تقدیر نفس کاشفة، و قیل هى مصدر کالطاغیة و الکاذبة. ثم قال لمشرکى العرب: أَ فَمِنْ هذَا الْحَدِیثِ یعنى آمن هذا القرآن الذى یقرأ علیکم محمد تَعْجَبُونَ کقوله: أَ کانَ لِلنَّاسِ عَجَباً... الایة.
وَ تَضْحَکُونَ استهزاء وَ لا تَبْکُونَ ممّا فیه من الوعید.
وَ أَنْتُمْ سامِدُونَ لاهون غافلون. و قیل السمود لغة یمانیّة لکل لاعب او راقص فى شرب او لهو او نوح و قال عبد اللَّه بن الزبیر:
و فى الحدثان نسوة آل حرب
بمقدار سمدن له سمودا
فردّ شعورهن السود بیضا
و ردّ وجوههن البیض سودا
سمدن اى زفنّ و نحن و رفعن ایدیهن و المعنى انهم کانوا اذا سمعوا القرآن عارضوه بالغناء و اللهو لیشغلوا الناس عن استماعه. و عن ابى هریرة قال لمّا نزلت هذه الایة بکى اهل الصّفة حتى جرى دموعهم على خدودهم فلمّا سمع رسول اللَّه (ص) حنینهم بکى معهم فبکینا ببکائه، فقال (ص) لا یلج النار من بکى من خشیة اللَّه و لا یدخل الجنة مصرّ على معصیة اللَّه و لو لم تذنبوا لجاء اللَّه بقوم یذنبون ثم یغفر لهم.
و روى ان النبى (ص) نزل علیه جبرئیل و عنده رجل یبکى فقال له من هذا، فقال فلان، فقال جبرئیل انّا نزن اعمال بنى آدم کلّها الا البکاء فان اللَّه عز و جل لیطفى بالدمعة بحورا من نیران جهنم.
و روى انّ النبى (ص) ما رؤى ضاحکا بعد نزول هذه الایة
و قال (ص) انّ هذا القرآن نزل بحزن فاذا قرأتموه فابکوا فان لم تبکوا فتباکوا.
فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَ اعْبُدُوا اى صلّوا للَّه و وحّدوه.
روى عکرمة عن ابن عباس قال قرأ رسول اللَّه (ص) سورة النجم فسجد فیها و سجد معه المسلمون و المشرکون و الجن و الانس.
و عن عبد اللَّه قال اول سورة انزلت فیها سجدة، النجم فسجد رسول اللَّه (ص) و سجد من خلفه الا رجلا رایته اخذ کفّا من تراب فسجد علیه فرأیته بعد ذلک قتل کافرا و هو امیّة بن خلف.
و عن زید بن ثابت قال قرأت على النبى (ص) و النجم فلم یسجد فیها و هذا دلیل على انّ سجود التلاوة غیر واجب و قال عمر بن الخطاب انّ اللَّه لم یکتبها علینا الا ان نشاء و هو قول الشافعى و احمد و ذهب قوم الى وجوب سجود التلاوة على القارئ و المستمع جمیعا و هو قول سفیان الثورى و اصحاب الرأى.
رشیدالدین میبدی : ۵۳- سورة النجم
النوبة الثالثة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ. اسم یدلّ على جلال من لم یزل. اسم یخبر عن جمال من لم یزل. اسم ینبّه على اقبال من لم یزل. اسم یشیر الى افضال من لم یزل.
فالعارف شهد جلاله فطاش و الصّفی شهد جماله فعاش و الولىّ شهد اقباله فارتاش.
نام خداوندى که او را جلال بىزوال است و جمال بر کمال. جلال او آتش عالم سوز است و جمال او نور جهان افروز. جلال او غارت دل مریدان است و جمال او آسایش جان ممتحنان. جلال او غارت کننده دلى که درو رخت نهد، جمال او چون جلوه گردد غمان از دل برکند.
عارف بجلال او نگرد بنالد، محب بجمال او نگرد بنازد. آن یکى مینالد از بیم فصال، این یکى مىنازد بامید وصال. بیچاره کسى که نام او شنود و نه از جمال او خبر دارد نه از جمال او اثر بیند.
مىنداند که این نام کهسار را بلاله آرد، و دل بیداران را بناله آرد.
سماع این نام طرب افزاید و یافت این نام صفت رباید. دلهاى عارفان بجوش آرد عاصیان را بفریاد و خروش آرد.
نام تو بصد معنى نقاش نگارند
بر یاد تو و نام تو مىجان بسپارند
آن عزیزى پیوسته در همه حال بهمه اوقات این نام همى گفت، بعد از وفات او بخواب دیدند که حالت چیست، گفت نجوت من الجحیم و وصلت الى دار النعیم ببرکة بسم اللَّه الرحمن الرحیم.
رستم از جحیم. رسیدم بدار النعیم از برکات این نام عظیم. و یاد کردیم: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ.
وَ النَّجْمِ إِذا هَوى بدان که حق جل و جلاله و تقدست اسماؤه اندرین سوره، از معراج مهتر عالم سید ولد آدم و سفر کردن وى بآسمان و بازگشتن از مشاهده و عیان خبر داد تا امت وى بدانستن این قصه روح را روح دهند و دل را نور و سرور افزایند. در ابتداء سوره بنى اسرائیل قصه رفتن وى یاد کرد و تعظیم آن را تنزیه خود جلّ جلاله در پیش داشت: سُبْحانَ الَّذِی أَسْرى بِعَبْدِهِ. و اندرین سورة بازگشت وى از حضرت بیان کرد و تشریف او را بشخص قسم یاد کرد گفت: وَ النَّجْمِ إِذا هَوى.
بآن ستاره روشن، بآن ماه دو هفته، بآن چراغ افروخته، آن گه که از حضرت عیان بازگشت، شخص او مقام قربت دیده، دل او روح مشاهدت یافته، سرّ او بدولت مواصلت رسیده، در خلوت او ادنى بر بساط، انبساط راز شنیده.
و بدانک رفتن آن سیّد بآن منزل غریب نبود، اما آرام وى درین منزل عجیب بود، زیرا که خلق عالم در ظلمت بعد بودند و آن مهتر در نور زلفت و قربت بود. چون آن مهتر عالم جبرئیل را در مقام معلوم خود بگذاشت و برگذشت، اسرار انوار ظاهر و باطن او را بجذب حضرت سپرد، تا اندر دریا نور و بحر عظمت غوص کرد و رفرف شرف را بپاى همت بسپرد و چنانک مغناطیس آهن را بخود جذب کند، شرفات عرش مجید آن مهتر را بخود جذب کرد و از عرش مجید قصد حضرت قاب قوسین کرد و در مقام قاب قوسین در مسند جمال بوصف کمال در مشاهده جلال تکیه گاه ساخت، تنزیل عزیز این اسرار در رموز این کلمات بیان کرد که: ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَکانَ قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنى.
از جمله خلایق، در عالم حقایق، کسى بزرگوارتر از محمد مصطفى نبود.
مراد اصلى از حکم الهى بر وفق علم ازلى ابداع حالت و اظهار جلالت آن مهتر بود.
اول جوهرى که از امر کن خلعت یافت و آفتاب لطف حق برو تافت، جان پاک آن مهتر بود.
هنوز نه عرش بود نه فرش، نه زحمت شب و نه رحمت روز، که صنع الهى مرو را از مستودع علم ازل بمستقرّ مجد ابد آورد و در روضه رضا بر مقام مشاهده او را جلوه کرد و هر چه بعد ازو موجود گشت طفیل وجود او بود و هر چه بوهم خلق درآید از الفت و زلفت و رأفت و رحمت و سیادت و سعادت، بر فرق ذات و صفات او نثار کرد، آن گه مر او را بقالب آدم صفى در آورد و بمدارج تلوین و مناهج تمکین گذر داد و در مسند رسالت بنشاند و مرو را امر کرد تا خلائق را بحضرت دین دعوت کند. گم شدگان را براه باز آرد و روندگان را بدرگاه خواند.
گویى بازى بود آن مهتر بر دست فضل آموخته، بر بساط قربت و زلفت پرورش داده، و از جمعیت مشاهدة او را بتفرقه دعوت درآورده تا عالمى را صید کند، همه را پیش لطف و قهر حق بدارد. امروز همه را بشریعت شکار خود گرداند و فردا در مقام شفاعت همه را بحق سپارد.
چون آن مهتر قدم در میان دعوت نهاد و آن عزیزان حضرت اجابت کردند، از هر گوشه طلیعه بلا سر برآورد و از آسمان فطرت باران محنت باریدن گرفت، قرآن قدیم از قصه غصه ایشان چنین خبر میدهد که: وَ لَنَبْلُوَنَّکُمْ بِشَیْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ و قال تعالى لَتُبْلَوُنَّ فِی أَمْوالِکُمْ وَ أَنْفُسِکُمْ... الآیة.
اى جوانمرد، هر که خیمه بر سر کوى محبت زند از چشیدن بلا و شنیدن جفا چاره نبود. ما دام تا قدم در عالم عافیت دارى، همه عالم بساط تو بود، چون قدم در عالم عشق نهادى، بزنجیر ز حیرت بر عقابین بلا پیچند و از حلقه در بىنیازى، حلق نیازت را برآویزند.
اگر مرد عیارى باشى و عاشق وفادار، نداء هل من مزید مىزنى و رنه که از الم زخم تیغ قهر، لا طاقة بر آرى. تازیانه عتاب بر سرت فرو گذارند و گویند:
چون دانستى که نیست مهر تو درست
چند نیّت هواء ما نبایستى جست
چون رنج بلا آن پاکان صحبت و عزیزان حضرت نبوة بغایت رسید و اذى کفار و طعن ایشان از حد درگذشت، فرمان آمد بجبرئیل پیک حضرت، برید رحمت سفیر رسالت که اى جبرئیل دلها آن مؤمنان و عزیزان صحابه در حیرت و غصه مانده و سینههاشان معدن اندوه و حسرت شده، مانا که خبر ندارند از آن انواع نعیم و الطاف کرم که ما درین سراى باقى از بهر ایشان ساختهایم و آن طرف و غرف که نامزد ایشان کردهایم، برخیز و طبقات آسمان گذار کن و بعالم سفلى سفرى کن، بدرگاه محمد عربى شو، آن مهتر عالم و سید ولد آدم که پیغامبر ایشانست و پیغام رسان ما، بگوى تا بحضرت آید و مآل و مرجع ایشان بیند و آن و ناز و نعیم و فوز عظیم که ایشان را ساخته باز گوید و دل ایشان را مرهم نهد، تا آن مشقت و بلا که در دنیا مىکشند بامید این کرامت و عطا بر ایشان آسان شود.
اى محمد، یاران خود را گوى از حلاوت حلوا وصال کسى خبر دارد که تلخى حنظل فراق چشیده باشد.
آن کس که طمع دارد بملک کبیر، در جوار خداوند کریم، بر دیدار و رضا ذو الجلال عظیم، کم از آن نباشد که درین زندان دنیا، روزى چند، بار محنت بکشد و بامید آن نعمت، این محنت دولت انگارد.
چنانک آن پیر طریقت گفته الهى، بر امید وصل چندان اشک باریدم که بر آب چشم خویش تخم درد بکاریدم،
ور سعادت ازلى دریابم
این درد پسندیدم
ور دیده من روزى بر تو آید
آن محنت همه دولت انگاریدم.
در خبرست که مصطفى (ص) بامداد آن روز که شبانگاه بمعراج بود از بدایت سفر خود بر زمین تا به بیت مقدس خبر داد. عزیزان صحابه شاد شدند و قبول کردند و این خبر در مکه منتشر گشت و ابو بکر صدّیق آن روز غایب بود، بحضرت نبوت نرسیده بود، بو جهل چون این خبر بشنید، با خود گفت اگر هیچ ممکن شود که بو بکر را از اتّباع محمد بسببى بر توان گردانید، آن سبب این خبر محال باشد، پس برخاست براه بو بکر شد، مرو را گفت اى پسر بو قحافه، این یار تو محمد محالى میگوید که هیچ عاقل مر آن را قبول نکند، مىگوید دوش ازین مسجد برفتهام و به بیت مقدس شدهام و هم در شب باز آمدهام، یا با بکر تو باور کن که اندر شبى کسى از مکه به بیت مقدس شود و هم در شب بازآید..؟ که یک ماهه را هست مر کاروان را و مر مرد رونده را، اگر باور دارى این خبر محال، در نقصان عقل تو هیچ شک نبود. صدّیق بو بکر مرو را تلقین داد، جوابى محترز، ببیانى ملخص، گفت ان قال هو فقد صدق. اى ابا جهل اگر این چه تو مىگویى محمد گوید، راست گوید. بو جهل از او نومید گشت و بو بکر بشتاب آمد بنزدیک رسول و پیش از آنکه بنشست، صادقوار و عاشقوار گفت یا رسول اللَّه مرا خبر ده از آن سفر دوشین تو.
گفت یا با بکر دوش جبرئیل آمد و براق آورد و مرا به بیت مقدس برد، ارواح پاک انبیا را دیدم و سادات ملاء اعلى، و ایشان را امامى کردم و از آنجا بخطّه ملکوت سفر کردم و بافق اعلى رسیدم و آیات کبرى دیدم و هم در شب بخطه مکه باز آمدم.
بو بکر گفت صدقت یا رسول اللَّه، بعزت آن خداوند که ترا بحق فرستاد که چنان که ترا به بیدارى بصورت و شخص اندرین سفر از مکانى بمکانى بردهاند، جان مرا اندر صحبت و خدمت تو همى بردهاند، سفر تو بصورت و قالب بوده و سفر من در خدمت تو بجان و سرّ بوده. مرا بخواب نمودند در خدمت تو و ترا به بیدارى نمودند بتأیید حق. پس اندران حال که این سخن رفت، جبرئیل امین آمد و آیت آورد وَ الَّذِی جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ از این روز باز لقب بو بکر، صدّیق گشت و تا قیام الساعة اهل سنت و جماعت اقتدا بوى دارند در تصدیق معراج، و تمامى قصّه معراج و لطائف و حقائق آن در افتتاح سوره بنى اسرائیل بشرح گفتهایم.
اگر کسى سؤال کند گوید روایت کردهاند که شب معراج چون آن مهتر عالم خواست که پاى در رکاب نهد براق از وى برمید، آن رمیدن براق از چه بود..؟
جواب آنست که براق اندر آن حال که خود را مرکب سید دید سر برآورد و بنازید و بخرامید، گفت اى سید، مرا از تو امیدى باید که بعد از این روزى خواهد بود که تو ببهشت خرامى، چنانک امشب به بیت مقدس مىشوى، باید که آن روز مرکبت، هم من باشم که عادت کرم آنست که هر که در شب طلب مونس بود در روز طرب رفیق بود. مهتر عالم (ص) این عهد با وى تحقیق کرد و برأفت نبوّت و شفقت رسالت گفت که در قیامت مرکب من تو باشى. آن گه گفت اى مهتر عالم با این همه از تو یادگارى خواهم تا بر گردن خویش قلاده بندم و ازو خود را طوقى سازم، سید (ص) التماس وى اجابت کرد و از زلف مشکین خود دو تار موى بوى بخشید، براق آن را بدست نیاز بر گردن خود بست و تا قیام الساعة در خمار آن شراب و طرب آن وصال خواهد بود.
اما آنچه گفتهاند که براق گفت که از آن برمیدم که از دست وى بوى بت همى آید و جبرئیل از رسول سؤال کرد که این چون است و رسول گفت روزى به بتى برگذشتم و دست فرا کردم و گفتم بیچاره بت نداند که وى را که مىپرستد و بیچارهتر آن کس که وى را پرستد همانا بوى اینست.
این معنى نقل کردهاند لکن ناقل معتمد نیست و این جواب درست نیست جواب درست آنست که اول گفتم.
اگر کسى گوید چه حکمت بود که شب معراج موسى علیه السلام با وى سخن گفت در طلب تخفیف نماز و هیچ پیغامبر دیگر نگفت.
جواب آنست که موسى صاحب مناجات بود در دنیا و ظن وى چنان بود که مرتبت کس بلندتر از مرتبت او نیست و معراج کس وراء معراج او نیست، اما معراج موسى تا طور بود و معراج محمد تا بساط نور بود و موسى را چهل روز روزه فرمودند و چون بحضرت مناجات حاضر کردند ملتمسات او بعضى بایجاب مقرون داشتند بعضى نه.
و محمد (ص) که درّ یتیم بحر فطرت بود، او را خواب آلود بحضرت بردند و در یک لحظه چندین بار تخفیف حواست همه باجابت مقرون گردانیدند، تا موسى را معلوم گردد شرف و مرتبت مصطفى (ص) و استغفار کند از آن گفت که جوانى را از سر ما در گذرانیدند.
و از این عجبتر که موسى چون دیدار خواست که أَرِنِی أَنْظُرْ إِلَیْکَ، او را بصمصام غیرت لَنْ تَرانِی جواب دادند، پس چون تاوان زده آن سؤال گشت بغرامت تُبْتُ إِلَیْکَ وادید آمد، باز چون نوبت بمصطفى (ص) رسید دیده وى را توتیاى غیرت لا تَمُدَّنَّ عَیْنَیْکَ در کشیدند، گفتند اى محمد دیده که بآن دیده ما را خواهى دید نگر بعاریت بکس ندهى. مهتر، عصابه عزت: ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغى بر دیده خود بست، بزبان حال گفت:
بر بندم چشم خویش نگشایم نیز
تا روز زیارت تو اى یار عزیز
لا جرم چون حاضر حضرت گشت، جلال و جمال ذو الجلال بر دیده او کشف کردند که: ما کَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى شعر:
همه تنم دل گردد چو با تو راز کنم
همه جمال تو بینم چو دیده باز کنم
ان تذکّرته فکلّى قلوب
و ان تأمّلته فکلّى عیون
گفتهاند موسى چون از حضرت مناجات بازگشت با وى نور هیبت بود و عظمت، لا جرم هر که در وى نگریست نابینا گشت، باز مصطفى (ص) چون از حضرت مشاهدت بازگشت با وى نور انس بود، تا هر که در وى نگرید بینایى وى بیفزود.
آن مقام اهل تلوین است و این مقام ارباب تمکین.
قوله تعالى: فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى
هر چند که این سخن سربسته گفت و مبهم فرو گذاشت تعظیم آن حال را و بزرگوارى قدر مصطفى را (ص)، اما در بعضى کتب آوردهاند که قومى از یاران پرسیدند از مصطفى (ص) که این وحى چه بود، و مصطفى آن قدر که حوصله ایشان برتافت بیان کرد گفت رب العالمین از امت من گله کرد گفت یا محمد، من که خداوندم بنیک عهدى خود براى امّت تو در دوزخ هیچ درک نیافریدهام و ایشان به بد عهدى خود خویشتن را بجهد در دوزخ افکنند. یا محمد، معزّ و مذلّ منم. عزیز اوست که من عزیز کنم، ذلیل اوست که من ذلیل کنم، ایشان عزّ از جاى دیگر مىجویند و ذلّ از جاى دیگر مىبینند.
یا محمد، عمل فردا امروز ازیشان نمىخواهم و ایشان رزق فردا امروز مىجویند از من.
یا محمد، رزقى که ایشان را نام زد کردهام بدیگرى ندهم و ایشان عملى که حق ماست و سزا ما، بریا بدیگرى مىدهند.
یا محمد، نعمت از ماست و دیگرى را شکر مىکنند.
یا محمد، با این همه اطلب العلل لغفران امّتک، بهانه جویم تا ایشان را بآن بهانه بیامرزم.
یا محمد، لو لا انى احب المعاتبة لما حاسبتهم، اگر نه آن بودى که دوست دارم با ایشان عتاب کردن و با ایشان سخن گفتن و رنه خود حساب ایشان نکردمى.
یا محمد، با امّتهاء پیشین چهار چیز کردم که با امت تو نکردم: قومى را بزمین فرو بردم. قومى را صورت بگردانیدم. قومى را سنگ باران کردم. قومى را بآتش حریق هلاک کردم، و از بهر شرف و جاه تو، با امت تو از این هیچ چیز نکردم.
یا محمد، این خلوت که ساختم با تو، بآن کردم تا با خلق نمایم که تو کیستى و با تو نمایم که من کیستم.
رسول خدا (ص) چون از درگاه عزت آن همه اکرام و اعزاز دید گفت بار خدایا، امّت مرا جمله بمن بخش. فرمان آمد که اى محمد امشب تنها آمدهاى دندان مزد ترا ثلثى بخشیدم و فردا برستاخیز در انجمن کبرى باقى بتو بخشم، تا عالمیان مرتبت و منزلت تو بنزدیک ما بدانند و اللَّه الموفق و المعین.
فالعارف شهد جلاله فطاش و الصّفی شهد جماله فعاش و الولىّ شهد اقباله فارتاش.
نام خداوندى که او را جلال بىزوال است و جمال بر کمال. جلال او آتش عالم سوز است و جمال او نور جهان افروز. جلال او غارت دل مریدان است و جمال او آسایش جان ممتحنان. جلال او غارت کننده دلى که درو رخت نهد، جمال او چون جلوه گردد غمان از دل برکند.
عارف بجلال او نگرد بنالد، محب بجمال او نگرد بنازد. آن یکى مینالد از بیم فصال، این یکى مىنازد بامید وصال. بیچاره کسى که نام او شنود و نه از جمال او خبر دارد نه از جمال او اثر بیند.
مىنداند که این نام کهسار را بلاله آرد، و دل بیداران را بناله آرد.
سماع این نام طرب افزاید و یافت این نام صفت رباید. دلهاى عارفان بجوش آرد عاصیان را بفریاد و خروش آرد.
نام تو بصد معنى نقاش نگارند
بر یاد تو و نام تو مىجان بسپارند
آن عزیزى پیوسته در همه حال بهمه اوقات این نام همى گفت، بعد از وفات او بخواب دیدند که حالت چیست، گفت نجوت من الجحیم و وصلت الى دار النعیم ببرکة بسم اللَّه الرحمن الرحیم.
رستم از جحیم. رسیدم بدار النعیم از برکات این نام عظیم. و یاد کردیم: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ.
وَ النَّجْمِ إِذا هَوى بدان که حق جل و جلاله و تقدست اسماؤه اندرین سوره، از معراج مهتر عالم سید ولد آدم و سفر کردن وى بآسمان و بازگشتن از مشاهده و عیان خبر داد تا امت وى بدانستن این قصه روح را روح دهند و دل را نور و سرور افزایند. در ابتداء سوره بنى اسرائیل قصه رفتن وى یاد کرد و تعظیم آن را تنزیه خود جلّ جلاله در پیش داشت: سُبْحانَ الَّذِی أَسْرى بِعَبْدِهِ. و اندرین سورة بازگشت وى از حضرت بیان کرد و تشریف او را بشخص قسم یاد کرد گفت: وَ النَّجْمِ إِذا هَوى.
بآن ستاره روشن، بآن ماه دو هفته، بآن چراغ افروخته، آن گه که از حضرت عیان بازگشت، شخص او مقام قربت دیده، دل او روح مشاهدت یافته، سرّ او بدولت مواصلت رسیده، در خلوت او ادنى بر بساط، انبساط راز شنیده.
و بدانک رفتن آن سیّد بآن منزل غریب نبود، اما آرام وى درین منزل عجیب بود، زیرا که خلق عالم در ظلمت بعد بودند و آن مهتر در نور زلفت و قربت بود. چون آن مهتر عالم جبرئیل را در مقام معلوم خود بگذاشت و برگذشت، اسرار انوار ظاهر و باطن او را بجذب حضرت سپرد، تا اندر دریا نور و بحر عظمت غوص کرد و رفرف شرف را بپاى همت بسپرد و چنانک مغناطیس آهن را بخود جذب کند، شرفات عرش مجید آن مهتر را بخود جذب کرد و از عرش مجید قصد حضرت قاب قوسین کرد و در مقام قاب قوسین در مسند جمال بوصف کمال در مشاهده جلال تکیه گاه ساخت، تنزیل عزیز این اسرار در رموز این کلمات بیان کرد که: ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَکانَ قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنى.
از جمله خلایق، در عالم حقایق، کسى بزرگوارتر از محمد مصطفى نبود.
مراد اصلى از حکم الهى بر وفق علم ازلى ابداع حالت و اظهار جلالت آن مهتر بود.
اول جوهرى که از امر کن خلعت یافت و آفتاب لطف حق برو تافت، جان پاک آن مهتر بود.
هنوز نه عرش بود نه فرش، نه زحمت شب و نه رحمت روز، که صنع الهى مرو را از مستودع علم ازل بمستقرّ مجد ابد آورد و در روضه رضا بر مقام مشاهده او را جلوه کرد و هر چه بعد ازو موجود گشت طفیل وجود او بود و هر چه بوهم خلق درآید از الفت و زلفت و رأفت و رحمت و سیادت و سعادت، بر فرق ذات و صفات او نثار کرد، آن گه مر او را بقالب آدم صفى در آورد و بمدارج تلوین و مناهج تمکین گذر داد و در مسند رسالت بنشاند و مرو را امر کرد تا خلائق را بحضرت دین دعوت کند. گم شدگان را براه باز آرد و روندگان را بدرگاه خواند.
گویى بازى بود آن مهتر بر دست فضل آموخته، بر بساط قربت و زلفت پرورش داده، و از جمعیت مشاهدة او را بتفرقه دعوت درآورده تا عالمى را صید کند، همه را پیش لطف و قهر حق بدارد. امروز همه را بشریعت شکار خود گرداند و فردا در مقام شفاعت همه را بحق سپارد.
چون آن مهتر قدم در میان دعوت نهاد و آن عزیزان حضرت اجابت کردند، از هر گوشه طلیعه بلا سر برآورد و از آسمان فطرت باران محنت باریدن گرفت، قرآن قدیم از قصه غصه ایشان چنین خبر میدهد که: وَ لَنَبْلُوَنَّکُمْ بِشَیْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ و قال تعالى لَتُبْلَوُنَّ فِی أَمْوالِکُمْ وَ أَنْفُسِکُمْ... الآیة.
اى جوانمرد، هر که خیمه بر سر کوى محبت زند از چشیدن بلا و شنیدن جفا چاره نبود. ما دام تا قدم در عالم عافیت دارى، همه عالم بساط تو بود، چون قدم در عالم عشق نهادى، بزنجیر ز حیرت بر عقابین بلا پیچند و از حلقه در بىنیازى، حلق نیازت را برآویزند.
اگر مرد عیارى باشى و عاشق وفادار، نداء هل من مزید مىزنى و رنه که از الم زخم تیغ قهر، لا طاقة بر آرى. تازیانه عتاب بر سرت فرو گذارند و گویند:
چون دانستى که نیست مهر تو درست
چند نیّت هواء ما نبایستى جست
چون رنج بلا آن پاکان صحبت و عزیزان حضرت نبوة بغایت رسید و اذى کفار و طعن ایشان از حد درگذشت، فرمان آمد بجبرئیل پیک حضرت، برید رحمت سفیر رسالت که اى جبرئیل دلها آن مؤمنان و عزیزان صحابه در حیرت و غصه مانده و سینههاشان معدن اندوه و حسرت شده، مانا که خبر ندارند از آن انواع نعیم و الطاف کرم که ما درین سراى باقى از بهر ایشان ساختهایم و آن طرف و غرف که نامزد ایشان کردهایم، برخیز و طبقات آسمان گذار کن و بعالم سفلى سفرى کن، بدرگاه محمد عربى شو، آن مهتر عالم و سید ولد آدم که پیغامبر ایشانست و پیغام رسان ما، بگوى تا بحضرت آید و مآل و مرجع ایشان بیند و آن و ناز و نعیم و فوز عظیم که ایشان را ساخته باز گوید و دل ایشان را مرهم نهد، تا آن مشقت و بلا که در دنیا مىکشند بامید این کرامت و عطا بر ایشان آسان شود.
اى محمد، یاران خود را گوى از حلاوت حلوا وصال کسى خبر دارد که تلخى حنظل فراق چشیده باشد.
آن کس که طمع دارد بملک کبیر، در جوار خداوند کریم، بر دیدار و رضا ذو الجلال عظیم، کم از آن نباشد که درین زندان دنیا، روزى چند، بار محنت بکشد و بامید آن نعمت، این محنت دولت انگارد.
چنانک آن پیر طریقت گفته الهى، بر امید وصل چندان اشک باریدم که بر آب چشم خویش تخم درد بکاریدم،
ور سعادت ازلى دریابم
این درد پسندیدم
ور دیده من روزى بر تو آید
آن محنت همه دولت انگاریدم.
در خبرست که مصطفى (ص) بامداد آن روز که شبانگاه بمعراج بود از بدایت سفر خود بر زمین تا به بیت مقدس خبر داد. عزیزان صحابه شاد شدند و قبول کردند و این خبر در مکه منتشر گشت و ابو بکر صدّیق آن روز غایب بود، بحضرت نبوت نرسیده بود، بو جهل چون این خبر بشنید، با خود گفت اگر هیچ ممکن شود که بو بکر را از اتّباع محمد بسببى بر توان گردانید، آن سبب این خبر محال باشد، پس برخاست براه بو بکر شد، مرو را گفت اى پسر بو قحافه، این یار تو محمد محالى میگوید که هیچ عاقل مر آن را قبول نکند، مىگوید دوش ازین مسجد برفتهام و به بیت مقدس شدهام و هم در شب باز آمدهام، یا با بکر تو باور کن که اندر شبى کسى از مکه به بیت مقدس شود و هم در شب بازآید..؟ که یک ماهه را هست مر کاروان را و مر مرد رونده را، اگر باور دارى این خبر محال، در نقصان عقل تو هیچ شک نبود. صدّیق بو بکر مرو را تلقین داد، جوابى محترز، ببیانى ملخص، گفت ان قال هو فقد صدق. اى ابا جهل اگر این چه تو مىگویى محمد گوید، راست گوید. بو جهل از او نومید گشت و بو بکر بشتاب آمد بنزدیک رسول و پیش از آنکه بنشست، صادقوار و عاشقوار گفت یا رسول اللَّه مرا خبر ده از آن سفر دوشین تو.
گفت یا با بکر دوش جبرئیل آمد و براق آورد و مرا به بیت مقدس برد، ارواح پاک انبیا را دیدم و سادات ملاء اعلى، و ایشان را امامى کردم و از آنجا بخطّه ملکوت سفر کردم و بافق اعلى رسیدم و آیات کبرى دیدم و هم در شب بخطه مکه باز آمدم.
بو بکر گفت صدقت یا رسول اللَّه، بعزت آن خداوند که ترا بحق فرستاد که چنان که ترا به بیدارى بصورت و شخص اندرین سفر از مکانى بمکانى بردهاند، جان مرا اندر صحبت و خدمت تو همى بردهاند، سفر تو بصورت و قالب بوده و سفر من در خدمت تو بجان و سرّ بوده. مرا بخواب نمودند در خدمت تو و ترا به بیدارى نمودند بتأیید حق. پس اندران حال که این سخن رفت، جبرئیل امین آمد و آیت آورد وَ الَّذِی جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ از این روز باز لقب بو بکر، صدّیق گشت و تا قیام الساعة اهل سنت و جماعت اقتدا بوى دارند در تصدیق معراج، و تمامى قصّه معراج و لطائف و حقائق آن در افتتاح سوره بنى اسرائیل بشرح گفتهایم.
اگر کسى سؤال کند گوید روایت کردهاند که شب معراج چون آن مهتر عالم خواست که پاى در رکاب نهد براق از وى برمید، آن رمیدن براق از چه بود..؟
جواب آنست که براق اندر آن حال که خود را مرکب سید دید سر برآورد و بنازید و بخرامید، گفت اى سید، مرا از تو امیدى باید که بعد از این روزى خواهد بود که تو ببهشت خرامى، چنانک امشب به بیت مقدس مىشوى، باید که آن روز مرکبت، هم من باشم که عادت کرم آنست که هر که در شب طلب مونس بود در روز طرب رفیق بود. مهتر عالم (ص) این عهد با وى تحقیق کرد و برأفت نبوّت و شفقت رسالت گفت که در قیامت مرکب من تو باشى. آن گه گفت اى مهتر عالم با این همه از تو یادگارى خواهم تا بر گردن خویش قلاده بندم و ازو خود را طوقى سازم، سید (ص) التماس وى اجابت کرد و از زلف مشکین خود دو تار موى بوى بخشید، براق آن را بدست نیاز بر گردن خود بست و تا قیام الساعة در خمار آن شراب و طرب آن وصال خواهد بود.
اما آنچه گفتهاند که براق گفت که از آن برمیدم که از دست وى بوى بت همى آید و جبرئیل از رسول سؤال کرد که این چون است و رسول گفت روزى به بتى برگذشتم و دست فرا کردم و گفتم بیچاره بت نداند که وى را که مىپرستد و بیچارهتر آن کس که وى را پرستد همانا بوى اینست.
این معنى نقل کردهاند لکن ناقل معتمد نیست و این جواب درست نیست جواب درست آنست که اول گفتم.
اگر کسى گوید چه حکمت بود که شب معراج موسى علیه السلام با وى سخن گفت در طلب تخفیف نماز و هیچ پیغامبر دیگر نگفت.
جواب آنست که موسى صاحب مناجات بود در دنیا و ظن وى چنان بود که مرتبت کس بلندتر از مرتبت او نیست و معراج کس وراء معراج او نیست، اما معراج موسى تا طور بود و معراج محمد تا بساط نور بود و موسى را چهل روز روزه فرمودند و چون بحضرت مناجات حاضر کردند ملتمسات او بعضى بایجاب مقرون داشتند بعضى نه.
و محمد (ص) که درّ یتیم بحر فطرت بود، او را خواب آلود بحضرت بردند و در یک لحظه چندین بار تخفیف حواست همه باجابت مقرون گردانیدند، تا موسى را معلوم گردد شرف و مرتبت مصطفى (ص) و استغفار کند از آن گفت که جوانى را از سر ما در گذرانیدند.
و از این عجبتر که موسى چون دیدار خواست که أَرِنِی أَنْظُرْ إِلَیْکَ، او را بصمصام غیرت لَنْ تَرانِی جواب دادند، پس چون تاوان زده آن سؤال گشت بغرامت تُبْتُ إِلَیْکَ وادید آمد، باز چون نوبت بمصطفى (ص) رسید دیده وى را توتیاى غیرت لا تَمُدَّنَّ عَیْنَیْکَ در کشیدند، گفتند اى محمد دیده که بآن دیده ما را خواهى دید نگر بعاریت بکس ندهى. مهتر، عصابه عزت: ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغى بر دیده خود بست، بزبان حال گفت:
بر بندم چشم خویش نگشایم نیز
تا روز زیارت تو اى یار عزیز
لا جرم چون حاضر حضرت گشت، جلال و جمال ذو الجلال بر دیده او کشف کردند که: ما کَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى شعر:
همه تنم دل گردد چو با تو راز کنم
همه جمال تو بینم چو دیده باز کنم
ان تذکّرته فکلّى قلوب
و ان تأمّلته فکلّى عیون
گفتهاند موسى چون از حضرت مناجات بازگشت با وى نور هیبت بود و عظمت، لا جرم هر که در وى نگریست نابینا گشت، باز مصطفى (ص) چون از حضرت مشاهدت بازگشت با وى نور انس بود، تا هر که در وى نگرید بینایى وى بیفزود.
آن مقام اهل تلوین است و این مقام ارباب تمکین.
قوله تعالى: فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى
هر چند که این سخن سربسته گفت و مبهم فرو گذاشت تعظیم آن حال را و بزرگوارى قدر مصطفى را (ص)، اما در بعضى کتب آوردهاند که قومى از یاران پرسیدند از مصطفى (ص) که این وحى چه بود، و مصطفى آن قدر که حوصله ایشان برتافت بیان کرد گفت رب العالمین از امت من گله کرد گفت یا محمد، من که خداوندم بنیک عهدى خود براى امّت تو در دوزخ هیچ درک نیافریدهام و ایشان به بد عهدى خود خویشتن را بجهد در دوزخ افکنند. یا محمد، معزّ و مذلّ منم. عزیز اوست که من عزیز کنم، ذلیل اوست که من ذلیل کنم، ایشان عزّ از جاى دیگر مىجویند و ذلّ از جاى دیگر مىبینند.
یا محمد، عمل فردا امروز ازیشان نمىخواهم و ایشان رزق فردا امروز مىجویند از من.
یا محمد، رزقى که ایشان را نام زد کردهام بدیگرى ندهم و ایشان عملى که حق ماست و سزا ما، بریا بدیگرى مىدهند.
یا محمد، نعمت از ماست و دیگرى را شکر مىکنند.
یا محمد، با این همه اطلب العلل لغفران امّتک، بهانه جویم تا ایشان را بآن بهانه بیامرزم.
یا محمد، لو لا انى احب المعاتبة لما حاسبتهم، اگر نه آن بودى که دوست دارم با ایشان عتاب کردن و با ایشان سخن گفتن و رنه خود حساب ایشان نکردمى.
یا محمد، با امّتهاء پیشین چهار چیز کردم که با امت تو نکردم: قومى را بزمین فرو بردم. قومى را صورت بگردانیدم. قومى را سنگ باران کردم. قومى را بآتش حریق هلاک کردم، و از بهر شرف و جاه تو، با امت تو از این هیچ چیز نکردم.
یا محمد، این خلوت که ساختم با تو، بآن کردم تا با خلق نمایم که تو کیستى و با تو نمایم که من کیستم.
رسول خدا (ص) چون از درگاه عزت آن همه اکرام و اعزاز دید گفت بار خدایا، امّت مرا جمله بمن بخش. فرمان آمد که اى محمد امشب تنها آمدهاى دندان مزد ترا ثلثى بخشیدم و فردا برستاخیز در انجمن کبرى باقى بتو بخشم، تا عالمیان مرتبت و منزلت تو بنزدیک ما بدانند و اللَّه الموفق و المعین.
رشیدالدین میبدی : ۵۴- سورة القمر
النوبة الثانیة
این سورة هزار و چهارصد و بیست و سه حرف است و سیصد و دو کلمه و پنجاه و پنج آیت، جمله بمکه فرو آمد. جمهور مفسران آن را مکّى شمرند مگر ابن عباس که آن را مدنى شمرد.
و درین سورة منسوخ یک آیت است: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ یَوْمَ یَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَیْءٍ نُکُرٍ اول آیت منسوخ است بآیت سیف و آخر آیت محکم.
و در فضیلت سورة، ابىّ بن کعب گفت: قال رسول اللَّه (ص) من قرأ سورة اقتربت الساعة فى کلّ غبّ، بعث یوم القیمه و وجهه على صورة القمر لیلة البدر، و من قرأ فى کلّ لیلة، کان افضل، و جاء یوم القیامة و وجهه مسفر على وجوه الخلائق یوم القیمة.
قوله: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ خبر درست است از عبد اللَّه بن مسعود گفت اهل مکة از رسول خدا درخواستند تا ایشان را آیتى نماید، یعنى بر صدق نبوّت خویش، گفتند خواهیم که ماه آسمان بدو نیم شود، رسول خدا دعا کرد و ماه بدو نیم گشت. ابن مسعود گفت کوه حرا را دیدم میان دو نیمه قمر، بروایتى دیگر گفت یک نیمه بالاء کوه دیدم و یک نیمه بدامن کوه. بروایتى دیگر یک نیمه بر کوه قعیقعان دیدند و یک نیمه بر کوه بو قبیس، و رسول خدا در آن حال گفت اشهدوا اشهدوا.
انس مالک گفت انشقّ القمر على عهد رسول اللَّه (ص) و هو بمکة مرّتین یعنى فى وقت واحد، کانّهما التأما ثم انشقّ المرّة الثانیة. انس مالک گفت دو بار شکافته شد ماه در آن یک شب، در آن یک وقت: یک بار شکافته گشت بدو نیم شد، سپس با هم شد هر دو نیمه، و دیگر باره هم در آن وقت شکافته گشت، قریش گفتند هذا سحر ابن ابى کبشة سالوا السفار فاسئلوهم فقالوا لهم قد رایناه فانزل اللَّه عز و جل اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ. فى الکلام تقدیم و تأخیر تأویله و اللَّه اعلم انشقّ القمر و اقتربت الساعة، کان فى علم اللَّه عزّ و جل انّ من آیات اقتراب الساعة انشقاق القمر فى آخر الزمان.
روى انّ حذیفة خطب فقال الا انّ اللَّه یقول اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ الا و انّ الساعة قد قربت الا و انّ القمر قد انشقّ، الا و ان الدنیا قد آذنت بفراق، الا و انّ المضمار الیوم و غدا السباق، الا و ان الغایة النّار و السابق من سبق الى الجنة.
قیل لبعض الرواة أ یستبق الناس غدا فقال انما هو السباق بالاعمال.
وَ إِنْ یَرَوْا آیَةً تدلّ على صدق النبى (ص) یُعْرِضُوا عنها و عن الایمان بها وَ یَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ اى ذاهب یبطل لا یبقى، من قولهم مرّ الشیء و استمرّ اى ذهب، مثل قولهم: قرّ و استقرّ، و قیل مستمرّ اى قوىّ شدید یعلو کلّ سحر من قولهم: مرّ الحبل اذا صلب و اشتدّ و امرّه اذا احکم مثله. و استمرّ الشیء اذا قوى و استحکم.
وَ کَذَّبُوا وَ اتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ اى کذّبوا النبى (ص) و ما عاینوا من قدرة اللَّه عز و جل و اتّبعوا ما زیّن لهم الشیطان من الباطل. وَ کُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ اما امر الدنیا فسیظهر فیثبت الحق و یزهق الباطل و اما امر الآخرة فسیبقى من ثواب او عقاب. هر کارى آخر و رجاى خویش قرار گیرد آنچه این جهانى است فرا دید آید، راستى کار راست و ناراستى کار ناراست. و اما آن جهانى، قرار گیرد نیک بخت در پاداش نیکبختى خویش، و بدبخت در پاداش بدبختى خویش. و قیل وَ کُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ اى کلّ ما قدّر کائن واقع لا محالة و قیل کل امر منته الى غایة لان الشیء اذا انتهى الى غایته استقرّ و ثبت.
وَ لَقَدْ جاءَهُمْ یعنى مشرکى مکه مِنَ الْأَنْباءِ اى من اخبار الامم المکذّبة فى القران ما فِیهِ مُزْدَجَرٌ اى ازدجار عن الکفر و المعاصى، تقول زجرته و ازدجرته اذا نهیته و وعظته و اصله مزتجر لانه مفتعل من الزجر، جعلت التاء دالّا لانّ التاء مهموسة و الزاى مجهورة. قوله: حِکْمَةٌ بالِغَةٌ هذا بیان ما فى قوله: ما فِیهِ مُزْدَجَرٌ و قیل معناه هو حکمة بالغة، اى القران حکمة تامّة فى الزجر و قیل بالغة من اللَّه الیکم فَما تُغْنِ النُّذُرُ. یجوز ان یکون ما نفیا و المعنى فلیست تغنى النذر، و یجوز ان یکون استفهاما و المعنى فاىّ شىء تغنى النذر اذا خالفوهم و کذّبوهم.
و النذر له وجهان: احدهما انه جمع النذیر و الثانى انه بمعنى الانذار کقوله: فَکَیْفَ کانَ عَذابِی وَ نُذُرِ اى عذابى و انذارى. و تمام هذا الکلام فى قوله: وَ ما تُغْنِی الْآیاتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا یُؤْمِنُونَ: چه بکار آید بیم نمودن و بیم نمایندگان قومى را که ایشان نمىخواهند گروید.
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فقد ادّیت الرسالة و دعنى و ایّاهم. و هذا تهدید و قیل تولّ عنهم الى ان تؤمر بالقتال و تم الکلام، ثم قال یَوْمَ یَدْعُ الدَّاعِ اى اذکر یوم یدع الداع و هو اسرافیل یدعو الاموات بالنفخ فى الصور و هو المنادى فى قوله: وَ اسْتَمِعْ یَوْمَ یُنادِ الْمُنادِ قال مقاتل ینفخ قائما على صخرة بیت المقدس.
إِلى شَیْءٍ نُکُرٍ منکر فظیع لم یروا مثله فینکرونه استعظاما. قرء ابن کثیر نکر بسکون الکاف و الآخرون بضمها و هو الشیء الکریه المنکر.
خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ قرأ ابو عمر و حمزة و الکسائى و یعقوب خاشعا على الواحد و قرأ الآخرون خشّعا بضم الخاء و تشدید السین على الجمع اى ذلیلة ابصارهم عند رؤیة العذاب و هو منصوب على الحال و اضاف الى البصر لان ذلّة الذلیل و عزّة العزیز یتبیّن فى نظره، یَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ من القبور کَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ منبثّ حیارى، و مثله قوله: کَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ و اراد انّهم یخرجون فزعین لا جهة لاحد منهم یقصدها کالجراد لا جهة لها تکون مختلطة بعضها فى بعض.
مُهْطِعِینَ إِلَى الدَّاعِ اى مسرعین الى صوت اسرافیل. اهطاع الرجل اسراعه فى المشى شاخصا ببصره، یَقُولُ الْکافِرُونَ هذا یَوْمٌ عَسِرٌ صعب شدید، لتوالى الشدائد علیهم. کقوله: یَوْمٌ عَسِیرٌ عَلَى الْکافِرِینَ غَیْرُ یَسِیرٍ.
کَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ اى قبل اهل مکه قَوْمُ نُوحٍ فَکَذَّبُوا عَبْدَنا نوحا و المعنى کذّبت قوم نوح بآیاتنا فکذّبوا رسولنا لاجل ذلک، وَ قالُوا مَجْنُونٌ اى هو مجنون، وَ ازْدُجِرَ اى زجر عن اداء الرسالة بالشّتم و هدّد بالقتل.
و قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ یا نُوحُ لَتَکُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِینَ فَدَعا رَبَّهُ جاء فى التفسیر ان الرجل من قوم نوح یلقى نوحا علیه السلام فیخنقه حتى یخرّ مغشّیا علیه فاذا افاق قال: اللهم اهد قومى فانهم لا یعلمون فلمّا بلغ تسعمائة و خمسین سنة فَدَعا رَبَّهُ أَنِّی مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ اى بانّى مغلوب مقهور فَانْتَصِرْ اى فانتقم لى منهم.
فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ قال (ع) فتحت السماء من المجرّة و هى شرج السماء بِماءٍ مُنْهَمِرٍ منصبّ انصیابا شدیدا کما یسیل من افواه القرب. و قیل بماء سائل خارج عن المعتاد لم ینقطع اربعین لیلة و لم یکن قطرات.
وَ فَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُیُوناً معناه شققنا الارض عن الماء عیونا تنبع منها فصارت الارض کلّها کالعیون، فَالْتَقَى الْماءُ یعنى ماء السماء و ماء الارض، و انما قال فَالْتَقَى الْماءُ و الالتقاء بین الاثنین فصاعدا، لان الماء یکون جمعا و واحدا عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ تاویله: قد قدّر یقال قدرت الامر و قدّرته. اى قدر فى اللوح المحفوظ. و قال مقاتل قدر اللَّه ان یکون الماءان سواء فکانا على ما قدر. و قیل معناه على امر عرف اللَّه مقداره و مبلغه. قال محمد بن کعب کانت الاقوات قبل الاجساد و کان القدر قبل البلاء و تلا هذه الایة.
وَ حَمَلْناهُ یعنى نوحا و من آمن معه عَلى ذاتِ أَلْواحٍ اى على سفینة ذات الواح، ذکر النعت و ترک الاسم، اراد بالالواح، خشب السفینة العریضة وَ دُسُرٍ هى المسامیر التی تشدّ بها الالواح و احدها دسار و دسیر. قال ابن عباس و الحسن الدسر صدر السفینة و کلکلها و قال الضحاک طرفاها.
تَجْرِی بِأَعْیُنِنا اى بمرأ منا و بحفظنا. جَزاءً لِمَنْ کانَ کُفِرَ من کنایة عن نوح علیه السلام و تقدیره کفر به قال الکسائى کفرته و کفرت به لغتان اى فعلنا ذلک ثوابا لمن کفر و جحد امره و هو نوح علیه السلام. و قیل بمعنى ماء المصدر، اى جزاء لکفرهم و قرئ فى الشّواذّ جَزاءً لِمَنْ کانَ کُفِرَ بفتحتین.
وَ لَقَدْ تَرَکْناها اى ترکنا السفینة «آیة» عبرة، قال قتاده ابقاه اللَّه بباقردا من ارض الجزیرة عبرة و آیة، حتى نظرت الیها اوائل هذه الامة نظرا و کم من سفینة کانت بعدها قد صارت رمادا، و قیل بقیت خشبه من سفینة نوح هى فى الکعبة الآن و هى ساجة غرست حتى ترعرعت اربعین سنة ثم قطعت فترکت حتى یبست اربعین سنة.
و قیل معناه ترکنا امثالها من السفن آیة، یعنى سفن الدنیا هى تذکرة سفینة نوح.
کانت هى اول سفینة فى الدنیا، علّم صنعتها جبرئیل نوحا و کان نوح نجّارا، فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ اى هل من متّعظ یتّعظ و یعتبر فیخاف مثل عقوبتهم، اصله مذتکر، مفتعل من الذکر.
فَکَیْفَ کانَ عَذابِی وَ نُذُرِ اى انذارى. قال الفرّاء الانذار و النذر مصدران، تقول العرب انذرت انذارا و نذرا کقولهم: انفقت انفاقا و نفقة و ایقنت ایقانا و یقینا، اقیم الاسم مقام المصدر. و قیل النذر جمع النذیر یعنى فکیف کان حال نذرى، استفهام تعظیم و تخویف لمن یؤمن بمحمد (ص). و کرّر هذه الکلمات لان کلّ واحد وقع مع قصّة اخرى فلم یکن تکرارا فى المعنى.
وَ لَقَدْ یَسَّرْنَا الْقُرْآنَ یسّرنا بلسانک و سهّلنا قرائته و تلاوته و لو لا ذلک ما اطاق العباد ان یتکلّموا بکلام اللَّه، و الذکر التلاوة و الحفظ کلاهما، لا تکاد تجد کتابا من کتب اللَّه عز و جل محفوظا غیر القران یحفظه الصبىّ و الکبیر و العربىّ و العجمى و الامّى و البلیغ، و سائر کتب اللَّه یقرءونه نظرا. و قیل یسّرنا استنباط معانیه و سهّلنا علم ما فیه فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ اى هل من طالب علم فیعان علیه. و هذا حثّ على الذکر لانه طریق للعلم.
کَذَّبَتْ عادٌ فَکَیْفَ کانَ عَذابِی وَ نُذُرِ.
إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَیْهِمْ رِیحاً صَرْصَراً الصرصر الشدید الصوت البارد، و الصّرّ البرد. و قیل هى ریح الدبور، فِی یَوْمِ نَحْسٍ اى مشئوم مُسْتَمِرٍّ دائم الشؤم ثابت الشر استمرّ علیهم سبع لیال و ثمانیة ایام. و قیل استمرّ بهم العذاب الى نار جهنم، و قیل مستمرّ شدید ماض على الصغیر و الکبیر و لم یبق منهم احدا. و قیل المستمرّ المرّ و کان یوم الاربعاء آخر الشهر و روى انه کان آخر ایّامهم الثمانیة فى العذاب یوم الاربعاء
و کان سلخ صفر و هى الحسوم فى سورة الحاقة تَنْزِعُ النَّاسَ تقلع الناس من اماکنهم فترمى بهم على رؤوسهم فتدقّ رقابهم. و قیل کانوا استتروا عن الرّیح بحفر حفروها و تغطّوا فیها، فنزعتهم الریح من تلک الحفر و صرعتهم موتى، کَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ اى اصول نخل منقلع من مکانه ساقط على الارض. و قیل کانت الریح تقلع رؤوسهم من مناکبهم ثم تلقیهم اجساما بلا رءوس کاعجاز النخل التی قطعت رؤوسها. و النخل یذکّر و یؤنّث فذکّر هاهنا و انّث فى الحاقة: أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِیَةٍ. قال مقاتل کان طول الواحد منهم اثنى عشر ذراعا و قیل اربعون و قیل ستون و قیل ثمانون. و فى القصة ان سبعة فهم قاموا مصطفین على باب الشعب یردّوا الریح عمّن فى الشعب من العیال فجعلت تجعفهم رجلا رجلا حتى هلکوا.
فَکَیْفَ کانَ عَذابِی وَ نُذُرِ اعاد فى قصة عاد مرّتین فقیل الاول فى الدنیا و الثانى فى العقبى کما قال فى موضع آخر: لِنُذِیقَهُمْ عَذابَ الْخِزْیِ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى.
و قیل الاول لتحذیرهم قبل هلاکهم و الثانى لتحذیر غیرهم بهم بعد هلاکهم.
وَ لَقَدْ یَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّکْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ.
کَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ النذر الرسل و انّما قال بالنذر، لانّ من کذّب رسولا واحدا کان کمن کذّب جمیع الرسل.
فَقالُوا أَ بَشَراً مِنَّا واحِداً یعنى صالحا علیه السلام نَتَّبِعُهُ اى نحن جماعة و هو واحد کیف نتّبعه و لیس له فضل علینا إِنَّا إِذاً لَفِی ضَلالٍ اى ذهاب عن الصواب وَ سُعُرٍ اى جنون. تقول العرب ناقة مسعورة اذا کان بها جنون و قیل السعر هاهنا جمع السعیر و هو نار جهنم فیکون هذا من قول الکفار کقوله: قالُوا تِلْکَ إِذاً کَرَّةٌ خاسِرَةٌ. و قال بعض مشرکى قریش لئن کان ما یقوله محمد حقا فنحن شرّ من الحمیر.
أَ أُلْقِیَ الذِّکْرُ عَلَیْهِ مِنْ بَیْنِنا یعنى أ أنزل علیه الکتاب و الوحى من بیننا و کیف خصّ بالنبوة من بیننا، بَلْ هُوَ کَذَّابٌ فیما یدّعیه أَشِرٌ اى بطر متکبّر یرید ان یتعظّم علینا بادّعائه النبوة من بیننا.
سَیَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْکَذَّابُ الْأَشِرُ قرا ابن عامر و حمزة سیعلمون بالنار على معنى قال لهم صالح سَیَعْلَمُونَ غَداً یعنى یوم القیمة حین ینزل بهم العذاب و قیل غدا یرید به یوم العذاب فى الدنیا.
إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ قال ابن عباس سالوا صالحا تعنّتا ان یخرج لهم ناقة حمراء عشراء من صخرة ثم تضع حملها ثم ترد ماءهم فتشربه ثم تغدو علیهم بمثله لبنا، فاجاب اللَّه صالحا الى ذلک فقال إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ اى باعثوها و مخرجوها من الهضبة التی سألوا فِتْنَةً لَهُمْ اى امتحانا و اختبارا لهم، یؤمنوا او لا یؤمنوا فَارْتَقِبْهُمْ اى انتظر امرهم مع الناقة و ما هم صانعون. و ما یأول الیه عاقبة امرهم من عقر الناقة و هلاکهم وَ اصْطَبِرْ حتى یاتى حکمنا.
وَ نَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَیْنَهُمْ لهم یوم و للناقة یوم و انّما قال بَیْنَهُمْ على جمع العقلاء، لانّ العرب اذا اخبرت عن بنى آدم و عن البهائم غلبت بنى آدم على البهائم کُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ الشرب النصیب من الماء و المحتضر المحضور حضر و احتضر بمعنى واحد، اى یحضره من کانت نوبته فاذا کان یوم الناقة حضرت شربها و لا یحضرون و اذا کان یومهم حضروا شربهم و لا تحضر الناقة، اى لا یزاحم البعض البعض کما قال فى سورة الشعراء لَها شِرْبٌ وَ لَکُمْ شِرْبُ یَوْمٍ مَعْلُومٍ.
و قال قتاده و مجاهد معناه اذا غابت الناقة حضرتم الماء و اذا حضرت الناقة الماء حضرتم اللبن فعلى هذا، الشرب النصیب من الماء و اللبن فمکثوا على ذلک زمانا ثم اجتمع تسعة نفر فتواطئوا على عقرها فَنادَوْا صاحِبَهُمْ یعنى قدار بن سالف و کان اشقر ازرق و لذلک یقال له احمر ثمود و قیل اشام عاد یعنى عادا الآخرة تشأم به العرب الى الیوم فَتَعاطى فَعَقَرَ یعنى فتناول الناقة بسیفه فعقرها.
فَکَیْفَ کانَ عَذابِی وَ نُذُرِ اى عذابى ایاهم و انذارى لهم ثم بیّن عذابهم.
فقال: إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَیْهِمْ صَیْحَةً واحِدَةً اى صاح بهم جبرئیل فماتوا عن آخرهم. و قیل کان صوت الفصیل، فَکانُوا کَهَشِیمِ الْمُحْتَظِرِ هشیم بمعنى مهشوم. اى مکسور و هو ما هشمته الریح و السابلة باقدامها من الورق الیابس. و عن ابن عباس فى قوله: کَهَشِیمِ الْمُحْتَظِرِ قال هو الرجل یجعل لغنمه حظیرة من الشجر و الشوک دون السباع فما سقط من ذلک فداسته الغنم فهو الهشیم فالمحتظر صاحب الحظیرة و المحتظر بفتح الظّاء اسم الحظیره و هو المکان الذى یجمع فیه من یابس النبت.
وَ لَقَدْ یَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّکْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ.
کَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ.
إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَیْهِمْ حاصِباً اى ریحا ترمیهم بالحصباء و هى الحصى و قیل سحابة تمطر علیهم الحصباء إِلَّا آلَ لُوطٍ یعنى بناته و من آمن به من ازواجهن نَجَّیْناهُمْ من العذاب بسحر من الاسحار یعنى عند السحر و هو آخر اللیل، نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا اى جعلناه نعمة منّا علیهم حیث انجیناهم کَذلِکَ نَجْزِی مَنْ شَکَرَ اى کما انعمنا على آل لوط نجزى من شکر نعمة ربه فاطاعه. و قیل الشکر هاهنا التوحید و هو فى القران کثیر، قال مقاتل من وحّد اللَّه لم یعذّبه مع المشرکین.
وَ لَقَدْ أَنْذَرَهُمْ لوط بَطْشَتَنا شدّة اخذنا و انتقامنا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ اى فکذّبوا بانذاره و شکّوا فیه و قیل جادلوا لوطا فى الرسل الذین اتوه فى صورة الاضیاف لیمکّنهم منهم و قیل تماریهم قولهم: أَ وَ لَمْ نَنْهَکَ عَنِ الْعالَمِینَ و قولهم: ما لَنا فِی بَناتِکَ مِنْ حَقٍّ.
وَ لَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَیْفِهِ اى طالبوه و سألوه ان یخلّى بینهم و بین اضیافه لما یریدونه من الفاحشة فَطَمَسْنا أَعْیُنَهُمْ، الطمس محو الاثر اى صیّرناها کسائر الوجه لا یرى لها شقّ قیل فى التفسیر لمّا قصدوا دار لوط و عالجوا الباب لیدخلوا، قالت الرسل للوط خلّ بینهم و بین الدخول فدخلوا فمسح جبرئیل علیه السلام اعینهم بجناحه فذهبت ابصارهم فبقوا متحیّرین لا یهتدون الى الباب.
فَذُوقُوا عَذابِی وَ نُذُرِ اى قال اللَّه لهم عند ذلک على لسان الملائکة ذوقوا جزاء معصیة انذارى.
وَ لَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُکْرَةً اى جاءهم العذاب وقت الصبح بکرة من الایام عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ دائم استقرّ فیهم حتى اهلکهم. و قیل استقرّ بهم الى یوم القیمة.
فَذُوقُوا عَذابِی وَ نُذُرِ کرّر لان الثانى قام مقام قوله: فَکَیْفَ کانَ عَذابِی وَ نُذُرِ.
وَ لَقَدْ یَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّکْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ.
وَ لَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ یعنى موسى و هارون علیهما السلام.
کَذَّبُوا بِآیاتِنا کُلِّها یجوز ان یکون الضمیر لفرعون و آله و المراد بالآیات الآیات التسع و علیه جمهور المفسرین و یجوز ان یتمّ الکلام على قوله: النُّذُرُ ثم قال کَذَّبُوا بِآیاتِنا فیکون اخبارا عن جمیع من تقدم ذکرهم و لهذا لم یأت بواو العطف فَأَخَذْناهُمْ بالعذاب أَخْذَ عَزِیزٍ غالب لا یغلب مُقْتَدِرٍ قادر لا یعجزه شىء کقوله: إِنَّ أَخْذَهُ أَلِیمٌ شَدِیدٌ أَخْذَةً رابِیَةً أَخْذاً وَبِیلًا ثم خوف اهل مکة فقال أَ کُفَّارُکُمْ یا معشر العرب خَیْرٌ اى اشدّ و اقوى مِنْ أُولئِکُمْ الکفار الذین ذکرناهم و قد اهلکناهم جمیعا یعنى عادا و ثمود و قوم لوط و آل فرعون و هذا استفهام بمعنى الانکار اى لیسوا باقوى منهم. أَمْ لَکُمْ بَراءَةٌ من العذاب فى الکتب انه لن یصیبکم ما اصاب الامم الخالیة.
أَمْ یَقُولُونَ یعنى کفار مکه نَحْنُ جَمِیعٌ مُنْتَصِرٌ اى نحن ید واحدة على من خالفنا، منتصر ممّن عادانا. و قیل نحن کثیر مجمعون على الانتقام من محمد و لم یقل منتصرون، لموافقة رءوس الآى.
قال اللَّه تعالى سَیُهْزَمُ الْجَمْعُ قرأ یعقوب سنهزم بالنون الْجَمْعُ و نصب یعنى جمع کفّار مکه وَ یُوَلُّونَ الدُّبُرَ اى الادبار.
فوحّد لاجل رءوس الآى، اخبر اللَّه انهم یولّون ادبارهم منهزمین، فصدّق اللَّه وعده و هزمهم یوم بدر قال. سعید بن المسیّب سمعت عمر بن الخطاب یقول لمّا نزلت سَیُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ یُوَلُّونَ الدُّبُرَ کنت لا ادرى اىّ جمع یهزم، فلمّا کان یوم بدر رأیت النبى (ص) یلبس الدرع و یقول: سَیُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ یُوَلُّونَ الدُّبُرَ. و عن ابن عباس قال قال النبى (ص) یوم بدر اللهم انى انشدک عهدک و وعدک اللهم ان شئت لم تعبد بعد الیوم. فاخذ ابو بکر بیده فقال حسبک یا رسول اللَّه فقد ألححت على ربک، فخرج و هو یقول سَیُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ یُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ اى القیامة موعدهم. اى موعد عذابهم، وَ السَّاعَةُ أَدْهى وَ أَمَرُّ اى عذاب یوم القیامة اعظم بلیّة و امر مذاقا من الاسر و القتل یوم بدر.
إِنَّ الْمُجْرِمِینَ، اى المشرکین فِی ضَلالٍ عن الحق یعنى فى الدنیا وَ سُعُرٍ اى فى عذاب النار فى الآخرة و قیل فى ضلال و سعر اى جنون، جواب لقولهم: إِنَّا إِذاً لَفِی ضَلالٍ وَ سُعُرٍ. قال محمد بن کعب القرظى نزلت هذه الآیات الا ربع فى القدریة. ثم بیّن عذابهم فقال: یَوْمَ یُسْحَبُونَ فِی النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ، و یقال لهم ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ اى اصابة جهنم ایاکم بالعذاب. و سقر من اسماء جهنم.
إِنَّا کُلَّ شَیْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ اى کل ما خلقناه مقدور مکتوب فى اللوح المحفوظ، و قیل کل ما خلقناه جعلناه على مقدار نعلمه، کقوله: وَ کُلُّ شَیْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ و قیل کلّ شىء خلقناه فهو على قدر ما اردناه، لا زائدا و لا ناقصا.
قال ابو هریرة جاءت مشرکو قریش الى النبى (ص) یخاصمونه فى القدر فنزلت هذه الآیة.
إِنَّ الْمُجْرِمِینَ فِی ضَلالٍ وَ سُعُرٍ الى قوله: إِنَّا کُلَّ شَیْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ.
و روى مرفوعا الى النبى (ص) ان هذه الایة نزلت فى اناس من آخر هذه الامّة یکذّبون بقدر اللَّه.
و عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، قال سمعت رسول اللَّه (ص) یقول کتب اللَّه مقادیر الخلائق کلها قبل ان یخلق السماوات و الارض بخمسین الف سنة.
قال و عرشه على الماء و قال رسول اللَّه (ص) کل شىء بقدر حتى العجز و الکیس.
و عن على بن ابى طالب (ع) قال قال رسول اللَّه (ص) لا یؤمن عبد حتى یؤمن باربع: یشهد ان لا اله الا اللَّه، و انى رسول اللَّه بعثنى بالحق، و یؤمن بالبعث بعد الموت، و یؤمن بالقدر خیره و شره.
وَ ما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ، اى مرّة واحدة و المعنى ما أَمْرُنا للشىء اذا اردنا تکوینه، الا کلمة واحدة و هى کن فیکون بلا مراجعة و لا معالجة، کَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ اى على قدر ما یلمح احدکم ببصره فى السّرعة. و عن ابن عباس قال معناه ان قضایى فى خلقى اسرع من لمح البصر، و قیل المراد بامرنا القیامة اى ما امرنا لمجىء الساعة فى السرعة الا کلمح البصر کقوله: وَ ما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا کَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ.
وَ لَقَدْ أَهْلَکْنا أَشْیاعَکُمْ، اى امثالکم و نظراءکم فى الکفر من الامم المتقدمة، فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ، اى متّعظ یعلم ان ذلک حق فیخاف و یعتبر.
وَ کُلُّ شَیْءٍ فَعَلُوهُ، اى فعله الاشیاع من خیر و شرّ، فِی الزُّبُرِ اى فى کتب الحفظة. و قیل کان مکتوبا فى اللوح المحفوظ قبل ان فعلوه، ثم فسّر فقال وَ کُلُّ صَغِیرٍ وَ کَبِیرٍ، من اعمالهم، مُسْتَطَرٌ مکتوب علیهم، فى اللوح المحفوظ المستطر المسطور و المحتضر المحضور و اعاد الذکر لانّ الاول خاص و هذا عام. و قیل وَ کُلُّ صَغِیرٍ وَ کَبِیرٍ من الارزاق و الآجال و الموت و الحیاة و غیر ذلک مکتوب.
إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ نَهَرٍ اى انهار. فوحّد لاجل رءوس الآى و اراد انهار الجنة من الماء و الخمر و اللبن و العسل. و قال الضحاک «فى نهر» اى فى ضیاء و نور و سعة. و منه النهار و قرئ فى الشواذّ وَ نَهَرٍ بضمتین جمع نهار یعنى لا لیل لهم.
فِی مَقْعَدِ صِدْقٍ، اى فى مجلس حق لا لغو فیه و لا تأثیم، و قیل فى صدق اللَّه وعده اولیائه فیه فاکتفى بالمصدر. و المقعد موضع القعود و کذلک القعود. قال الصادق و قیل سمّى الجنة مقعد صدق لان کلّ قاعد على سرور او فى نعیم یزعج عن مقعده یوما و یزاح عن مکانه الا القاعد فى نعیم الجنّة، تأویله فى مقعد حقیقة، عِنْدَ مَلِیکٍ مُقْتَدِرٍ اى عند اللَّه المالک القادر الذى لا یعجزه شىء.
و درین سورة منسوخ یک آیت است: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ یَوْمَ یَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَیْءٍ نُکُرٍ اول آیت منسوخ است بآیت سیف و آخر آیت محکم.
و در فضیلت سورة، ابىّ بن کعب گفت: قال رسول اللَّه (ص) من قرأ سورة اقتربت الساعة فى کلّ غبّ، بعث یوم القیمه و وجهه على صورة القمر لیلة البدر، و من قرأ فى کلّ لیلة، کان افضل، و جاء یوم القیامة و وجهه مسفر على وجوه الخلائق یوم القیمة.
قوله: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ خبر درست است از عبد اللَّه بن مسعود گفت اهل مکة از رسول خدا درخواستند تا ایشان را آیتى نماید، یعنى بر صدق نبوّت خویش، گفتند خواهیم که ماه آسمان بدو نیم شود، رسول خدا دعا کرد و ماه بدو نیم گشت. ابن مسعود گفت کوه حرا را دیدم میان دو نیمه قمر، بروایتى دیگر گفت یک نیمه بالاء کوه دیدم و یک نیمه بدامن کوه. بروایتى دیگر یک نیمه بر کوه قعیقعان دیدند و یک نیمه بر کوه بو قبیس، و رسول خدا در آن حال گفت اشهدوا اشهدوا.
انس مالک گفت انشقّ القمر على عهد رسول اللَّه (ص) و هو بمکة مرّتین یعنى فى وقت واحد، کانّهما التأما ثم انشقّ المرّة الثانیة. انس مالک گفت دو بار شکافته شد ماه در آن یک شب، در آن یک وقت: یک بار شکافته گشت بدو نیم شد، سپس با هم شد هر دو نیمه، و دیگر باره هم در آن وقت شکافته گشت، قریش گفتند هذا سحر ابن ابى کبشة سالوا السفار فاسئلوهم فقالوا لهم قد رایناه فانزل اللَّه عز و جل اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ. فى الکلام تقدیم و تأخیر تأویله و اللَّه اعلم انشقّ القمر و اقتربت الساعة، کان فى علم اللَّه عزّ و جل انّ من آیات اقتراب الساعة انشقاق القمر فى آخر الزمان.
روى انّ حذیفة خطب فقال الا انّ اللَّه یقول اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ الا و انّ الساعة قد قربت الا و انّ القمر قد انشقّ، الا و ان الدنیا قد آذنت بفراق، الا و انّ المضمار الیوم و غدا السباق، الا و ان الغایة النّار و السابق من سبق الى الجنة.
قیل لبعض الرواة أ یستبق الناس غدا فقال انما هو السباق بالاعمال.
وَ إِنْ یَرَوْا آیَةً تدلّ على صدق النبى (ص) یُعْرِضُوا عنها و عن الایمان بها وَ یَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ اى ذاهب یبطل لا یبقى، من قولهم مرّ الشیء و استمرّ اى ذهب، مثل قولهم: قرّ و استقرّ، و قیل مستمرّ اى قوىّ شدید یعلو کلّ سحر من قولهم: مرّ الحبل اذا صلب و اشتدّ و امرّه اذا احکم مثله. و استمرّ الشیء اذا قوى و استحکم.
وَ کَذَّبُوا وَ اتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ اى کذّبوا النبى (ص) و ما عاینوا من قدرة اللَّه عز و جل و اتّبعوا ما زیّن لهم الشیطان من الباطل. وَ کُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ اما امر الدنیا فسیظهر فیثبت الحق و یزهق الباطل و اما امر الآخرة فسیبقى من ثواب او عقاب. هر کارى آخر و رجاى خویش قرار گیرد آنچه این جهانى است فرا دید آید، راستى کار راست و ناراستى کار ناراست. و اما آن جهانى، قرار گیرد نیک بخت در پاداش نیکبختى خویش، و بدبخت در پاداش بدبختى خویش. و قیل وَ کُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ اى کلّ ما قدّر کائن واقع لا محالة و قیل کل امر منته الى غایة لان الشیء اذا انتهى الى غایته استقرّ و ثبت.
وَ لَقَدْ جاءَهُمْ یعنى مشرکى مکه مِنَ الْأَنْباءِ اى من اخبار الامم المکذّبة فى القران ما فِیهِ مُزْدَجَرٌ اى ازدجار عن الکفر و المعاصى، تقول زجرته و ازدجرته اذا نهیته و وعظته و اصله مزتجر لانه مفتعل من الزجر، جعلت التاء دالّا لانّ التاء مهموسة و الزاى مجهورة. قوله: حِکْمَةٌ بالِغَةٌ هذا بیان ما فى قوله: ما فِیهِ مُزْدَجَرٌ و قیل معناه هو حکمة بالغة، اى القران حکمة تامّة فى الزجر و قیل بالغة من اللَّه الیکم فَما تُغْنِ النُّذُرُ. یجوز ان یکون ما نفیا و المعنى فلیست تغنى النذر، و یجوز ان یکون استفهاما و المعنى فاىّ شىء تغنى النذر اذا خالفوهم و کذّبوهم.
و النذر له وجهان: احدهما انه جمع النذیر و الثانى انه بمعنى الانذار کقوله: فَکَیْفَ کانَ عَذابِی وَ نُذُرِ اى عذابى و انذارى. و تمام هذا الکلام فى قوله: وَ ما تُغْنِی الْآیاتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا یُؤْمِنُونَ: چه بکار آید بیم نمودن و بیم نمایندگان قومى را که ایشان نمىخواهند گروید.
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فقد ادّیت الرسالة و دعنى و ایّاهم. و هذا تهدید و قیل تولّ عنهم الى ان تؤمر بالقتال و تم الکلام، ثم قال یَوْمَ یَدْعُ الدَّاعِ اى اذکر یوم یدع الداع و هو اسرافیل یدعو الاموات بالنفخ فى الصور و هو المنادى فى قوله: وَ اسْتَمِعْ یَوْمَ یُنادِ الْمُنادِ قال مقاتل ینفخ قائما على صخرة بیت المقدس.
إِلى شَیْءٍ نُکُرٍ منکر فظیع لم یروا مثله فینکرونه استعظاما. قرء ابن کثیر نکر بسکون الکاف و الآخرون بضمها و هو الشیء الکریه المنکر.
خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ قرأ ابو عمر و حمزة و الکسائى و یعقوب خاشعا على الواحد و قرأ الآخرون خشّعا بضم الخاء و تشدید السین على الجمع اى ذلیلة ابصارهم عند رؤیة العذاب و هو منصوب على الحال و اضاف الى البصر لان ذلّة الذلیل و عزّة العزیز یتبیّن فى نظره، یَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ من القبور کَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ منبثّ حیارى، و مثله قوله: کَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ و اراد انّهم یخرجون فزعین لا جهة لاحد منهم یقصدها کالجراد لا جهة لها تکون مختلطة بعضها فى بعض.
مُهْطِعِینَ إِلَى الدَّاعِ اى مسرعین الى صوت اسرافیل. اهطاع الرجل اسراعه فى المشى شاخصا ببصره، یَقُولُ الْکافِرُونَ هذا یَوْمٌ عَسِرٌ صعب شدید، لتوالى الشدائد علیهم. کقوله: یَوْمٌ عَسِیرٌ عَلَى الْکافِرِینَ غَیْرُ یَسِیرٍ.
کَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ اى قبل اهل مکه قَوْمُ نُوحٍ فَکَذَّبُوا عَبْدَنا نوحا و المعنى کذّبت قوم نوح بآیاتنا فکذّبوا رسولنا لاجل ذلک، وَ قالُوا مَجْنُونٌ اى هو مجنون، وَ ازْدُجِرَ اى زجر عن اداء الرسالة بالشّتم و هدّد بالقتل.
و قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ یا نُوحُ لَتَکُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِینَ فَدَعا رَبَّهُ جاء فى التفسیر ان الرجل من قوم نوح یلقى نوحا علیه السلام فیخنقه حتى یخرّ مغشّیا علیه فاذا افاق قال: اللهم اهد قومى فانهم لا یعلمون فلمّا بلغ تسعمائة و خمسین سنة فَدَعا رَبَّهُ أَنِّی مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ اى بانّى مغلوب مقهور فَانْتَصِرْ اى فانتقم لى منهم.
فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ قال (ع) فتحت السماء من المجرّة و هى شرج السماء بِماءٍ مُنْهَمِرٍ منصبّ انصیابا شدیدا کما یسیل من افواه القرب. و قیل بماء سائل خارج عن المعتاد لم ینقطع اربعین لیلة و لم یکن قطرات.
وَ فَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُیُوناً معناه شققنا الارض عن الماء عیونا تنبع منها فصارت الارض کلّها کالعیون، فَالْتَقَى الْماءُ یعنى ماء السماء و ماء الارض، و انما قال فَالْتَقَى الْماءُ و الالتقاء بین الاثنین فصاعدا، لان الماء یکون جمعا و واحدا عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ تاویله: قد قدّر یقال قدرت الامر و قدّرته. اى قدر فى اللوح المحفوظ. و قال مقاتل قدر اللَّه ان یکون الماءان سواء فکانا على ما قدر. و قیل معناه على امر عرف اللَّه مقداره و مبلغه. قال محمد بن کعب کانت الاقوات قبل الاجساد و کان القدر قبل البلاء و تلا هذه الایة.
وَ حَمَلْناهُ یعنى نوحا و من آمن معه عَلى ذاتِ أَلْواحٍ اى على سفینة ذات الواح، ذکر النعت و ترک الاسم، اراد بالالواح، خشب السفینة العریضة وَ دُسُرٍ هى المسامیر التی تشدّ بها الالواح و احدها دسار و دسیر. قال ابن عباس و الحسن الدسر صدر السفینة و کلکلها و قال الضحاک طرفاها.
تَجْرِی بِأَعْیُنِنا اى بمرأ منا و بحفظنا. جَزاءً لِمَنْ کانَ کُفِرَ من کنایة عن نوح علیه السلام و تقدیره کفر به قال الکسائى کفرته و کفرت به لغتان اى فعلنا ذلک ثوابا لمن کفر و جحد امره و هو نوح علیه السلام. و قیل بمعنى ماء المصدر، اى جزاء لکفرهم و قرئ فى الشّواذّ جَزاءً لِمَنْ کانَ کُفِرَ بفتحتین.
وَ لَقَدْ تَرَکْناها اى ترکنا السفینة «آیة» عبرة، قال قتاده ابقاه اللَّه بباقردا من ارض الجزیرة عبرة و آیة، حتى نظرت الیها اوائل هذه الامة نظرا و کم من سفینة کانت بعدها قد صارت رمادا، و قیل بقیت خشبه من سفینة نوح هى فى الکعبة الآن و هى ساجة غرست حتى ترعرعت اربعین سنة ثم قطعت فترکت حتى یبست اربعین سنة.
و قیل معناه ترکنا امثالها من السفن آیة، یعنى سفن الدنیا هى تذکرة سفینة نوح.
کانت هى اول سفینة فى الدنیا، علّم صنعتها جبرئیل نوحا و کان نوح نجّارا، فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ اى هل من متّعظ یتّعظ و یعتبر فیخاف مثل عقوبتهم، اصله مذتکر، مفتعل من الذکر.
فَکَیْفَ کانَ عَذابِی وَ نُذُرِ اى انذارى. قال الفرّاء الانذار و النذر مصدران، تقول العرب انذرت انذارا و نذرا کقولهم: انفقت انفاقا و نفقة و ایقنت ایقانا و یقینا، اقیم الاسم مقام المصدر. و قیل النذر جمع النذیر یعنى فکیف کان حال نذرى، استفهام تعظیم و تخویف لمن یؤمن بمحمد (ص). و کرّر هذه الکلمات لان کلّ واحد وقع مع قصّة اخرى فلم یکن تکرارا فى المعنى.
وَ لَقَدْ یَسَّرْنَا الْقُرْآنَ یسّرنا بلسانک و سهّلنا قرائته و تلاوته و لو لا ذلک ما اطاق العباد ان یتکلّموا بکلام اللَّه، و الذکر التلاوة و الحفظ کلاهما، لا تکاد تجد کتابا من کتب اللَّه عز و جل محفوظا غیر القران یحفظه الصبىّ و الکبیر و العربىّ و العجمى و الامّى و البلیغ، و سائر کتب اللَّه یقرءونه نظرا. و قیل یسّرنا استنباط معانیه و سهّلنا علم ما فیه فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ اى هل من طالب علم فیعان علیه. و هذا حثّ على الذکر لانه طریق للعلم.
کَذَّبَتْ عادٌ فَکَیْفَ کانَ عَذابِی وَ نُذُرِ.
إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَیْهِمْ رِیحاً صَرْصَراً الصرصر الشدید الصوت البارد، و الصّرّ البرد. و قیل هى ریح الدبور، فِی یَوْمِ نَحْسٍ اى مشئوم مُسْتَمِرٍّ دائم الشؤم ثابت الشر استمرّ علیهم سبع لیال و ثمانیة ایام. و قیل استمرّ بهم العذاب الى نار جهنم، و قیل مستمرّ شدید ماض على الصغیر و الکبیر و لم یبق منهم احدا. و قیل المستمرّ المرّ و کان یوم الاربعاء آخر الشهر و روى انه کان آخر ایّامهم الثمانیة فى العذاب یوم الاربعاء
و کان سلخ صفر و هى الحسوم فى سورة الحاقة تَنْزِعُ النَّاسَ تقلع الناس من اماکنهم فترمى بهم على رؤوسهم فتدقّ رقابهم. و قیل کانوا استتروا عن الرّیح بحفر حفروها و تغطّوا فیها، فنزعتهم الریح من تلک الحفر و صرعتهم موتى، کَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ اى اصول نخل منقلع من مکانه ساقط على الارض. و قیل کانت الریح تقلع رؤوسهم من مناکبهم ثم تلقیهم اجساما بلا رءوس کاعجاز النخل التی قطعت رؤوسها. و النخل یذکّر و یؤنّث فذکّر هاهنا و انّث فى الحاقة: أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِیَةٍ. قال مقاتل کان طول الواحد منهم اثنى عشر ذراعا و قیل اربعون و قیل ستون و قیل ثمانون. و فى القصة ان سبعة فهم قاموا مصطفین على باب الشعب یردّوا الریح عمّن فى الشعب من العیال فجعلت تجعفهم رجلا رجلا حتى هلکوا.
فَکَیْفَ کانَ عَذابِی وَ نُذُرِ اعاد فى قصة عاد مرّتین فقیل الاول فى الدنیا و الثانى فى العقبى کما قال فى موضع آخر: لِنُذِیقَهُمْ عَذابَ الْخِزْیِ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى.
و قیل الاول لتحذیرهم قبل هلاکهم و الثانى لتحذیر غیرهم بهم بعد هلاکهم.
وَ لَقَدْ یَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّکْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ.
کَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ النذر الرسل و انّما قال بالنذر، لانّ من کذّب رسولا واحدا کان کمن کذّب جمیع الرسل.
فَقالُوا أَ بَشَراً مِنَّا واحِداً یعنى صالحا علیه السلام نَتَّبِعُهُ اى نحن جماعة و هو واحد کیف نتّبعه و لیس له فضل علینا إِنَّا إِذاً لَفِی ضَلالٍ اى ذهاب عن الصواب وَ سُعُرٍ اى جنون. تقول العرب ناقة مسعورة اذا کان بها جنون و قیل السعر هاهنا جمع السعیر و هو نار جهنم فیکون هذا من قول الکفار کقوله: قالُوا تِلْکَ إِذاً کَرَّةٌ خاسِرَةٌ. و قال بعض مشرکى قریش لئن کان ما یقوله محمد حقا فنحن شرّ من الحمیر.
أَ أُلْقِیَ الذِّکْرُ عَلَیْهِ مِنْ بَیْنِنا یعنى أ أنزل علیه الکتاب و الوحى من بیننا و کیف خصّ بالنبوة من بیننا، بَلْ هُوَ کَذَّابٌ فیما یدّعیه أَشِرٌ اى بطر متکبّر یرید ان یتعظّم علینا بادّعائه النبوة من بیننا.
سَیَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْکَذَّابُ الْأَشِرُ قرا ابن عامر و حمزة سیعلمون بالنار على معنى قال لهم صالح سَیَعْلَمُونَ غَداً یعنى یوم القیمة حین ینزل بهم العذاب و قیل غدا یرید به یوم العذاب فى الدنیا.
إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ قال ابن عباس سالوا صالحا تعنّتا ان یخرج لهم ناقة حمراء عشراء من صخرة ثم تضع حملها ثم ترد ماءهم فتشربه ثم تغدو علیهم بمثله لبنا، فاجاب اللَّه صالحا الى ذلک فقال إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ اى باعثوها و مخرجوها من الهضبة التی سألوا فِتْنَةً لَهُمْ اى امتحانا و اختبارا لهم، یؤمنوا او لا یؤمنوا فَارْتَقِبْهُمْ اى انتظر امرهم مع الناقة و ما هم صانعون. و ما یأول الیه عاقبة امرهم من عقر الناقة و هلاکهم وَ اصْطَبِرْ حتى یاتى حکمنا.
وَ نَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَیْنَهُمْ لهم یوم و للناقة یوم و انّما قال بَیْنَهُمْ على جمع العقلاء، لانّ العرب اذا اخبرت عن بنى آدم و عن البهائم غلبت بنى آدم على البهائم کُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ الشرب النصیب من الماء و المحتضر المحضور حضر و احتضر بمعنى واحد، اى یحضره من کانت نوبته فاذا کان یوم الناقة حضرت شربها و لا یحضرون و اذا کان یومهم حضروا شربهم و لا تحضر الناقة، اى لا یزاحم البعض البعض کما قال فى سورة الشعراء لَها شِرْبٌ وَ لَکُمْ شِرْبُ یَوْمٍ مَعْلُومٍ.
و قال قتاده و مجاهد معناه اذا غابت الناقة حضرتم الماء و اذا حضرت الناقة الماء حضرتم اللبن فعلى هذا، الشرب النصیب من الماء و اللبن فمکثوا على ذلک زمانا ثم اجتمع تسعة نفر فتواطئوا على عقرها فَنادَوْا صاحِبَهُمْ یعنى قدار بن سالف و کان اشقر ازرق و لذلک یقال له احمر ثمود و قیل اشام عاد یعنى عادا الآخرة تشأم به العرب الى الیوم فَتَعاطى فَعَقَرَ یعنى فتناول الناقة بسیفه فعقرها.
فَکَیْفَ کانَ عَذابِی وَ نُذُرِ اى عذابى ایاهم و انذارى لهم ثم بیّن عذابهم.
فقال: إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَیْهِمْ صَیْحَةً واحِدَةً اى صاح بهم جبرئیل فماتوا عن آخرهم. و قیل کان صوت الفصیل، فَکانُوا کَهَشِیمِ الْمُحْتَظِرِ هشیم بمعنى مهشوم. اى مکسور و هو ما هشمته الریح و السابلة باقدامها من الورق الیابس. و عن ابن عباس فى قوله: کَهَشِیمِ الْمُحْتَظِرِ قال هو الرجل یجعل لغنمه حظیرة من الشجر و الشوک دون السباع فما سقط من ذلک فداسته الغنم فهو الهشیم فالمحتظر صاحب الحظیرة و المحتظر بفتح الظّاء اسم الحظیره و هو المکان الذى یجمع فیه من یابس النبت.
وَ لَقَدْ یَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّکْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ.
کَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ.
إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَیْهِمْ حاصِباً اى ریحا ترمیهم بالحصباء و هى الحصى و قیل سحابة تمطر علیهم الحصباء إِلَّا آلَ لُوطٍ یعنى بناته و من آمن به من ازواجهن نَجَّیْناهُمْ من العذاب بسحر من الاسحار یعنى عند السحر و هو آخر اللیل، نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا اى جعلناه نعمة منّا علیهم حیث انجیناهم کَذلِکَ نَجْزِی مَنْ شَکَرَ اى کما انعمنا على آل لوط نجزى من شکر نعمة ربه فاطاعه. و قیل الشکر هاهنا التوحید و هو فى القران کثیر، قال مقاتل من وحّد اللَّه لم یعذّبه مع المشرکین.
وَ لَقَدْ أَنْذَرَهُمْ لوط بَطْشَتَنا شدّة اخذنا و انتقامنا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ اى فکذّبوا بانذاره و شکّوا فیه و قیل جادلوا لوطا فى الرسل الذین اتوه فى صورة الاضیاف لیمکّنهم منهم و قیل تماریهم قولهم: أَ وَ لَمْ نَنْهَکَ عَنِ الْعالَمِینَ و قولهم: ما لَنا فِی بَناتِکَ مِنْ حَقٍّ.
وَ لَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَیْفِهِ اى طالبوه و سألوه ان یخلّى بینهم و بین اضیافه لما یریدونه من الفاحشة فَطَمَسْنا أَعْیُنَهُمْ، الطمس محو الاثر اى صیّرناها کسائر الوجه لا یرى لها شقّ قیل فى التفسیر لمّا قصدوا دار لوط و عالجوا الباب لیدخلوا، قالت الرسل للوط خلّ بینهم و بین الدخول فدخلوا فمسح جبرئیل علیه السلام اعینهم بجناحه فذهبت ابصارهم فبقوا متحیّرین لا یهتدون الى الباب.
فَذُوقُوا عَذابِی وَ نُذُرِ اى قال اللَّه لهم عند ذلک على لسان الملائکة ذوقوا جزاء معصیة انذارى.
وَ لَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُکْرَةً اى جاءهم العذاب وقت الصبح بکرة من الایام عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ دائم استقرّ فیهم حتى اهلکهم. و قیل استقرّ بهم الى یوم القیمة.
فَذُوقُوا عَذابِی وَ نُذُرِ کرّر لان الثانى قام مقام قوله: فَکَیْفَ کانَ عَذابِی وَ نُذُرِ.
وَ لَقَدْ یَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّکْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ.
وَ لَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ یعنى موسى و هارون علیهما السلام.
کَذَّبُوا بِآیاتِنا کُلِّها یجوز ان یکون الضمیر لفرعون و آله و المراد بالآیات الآیات التسع و علیه جمهور المفسرین و یجوز ان یتمّ الکلام على قوله: النُّذُرُ ثم قال کَذَّبُوا بِآیاتِنا فیکون اخبارا عن جمیع من تقدم ذکرهم و لهذا لم یأت بواو العطف فَأَخَذْناهُمْ بالعذاب أَخْذَ عَزِیزٍ غالب لا یغلب مُقْتَدِرٍ قادر لا یعجزه شىء کقوله: إِنَّ أَخْذَهُ أَلِیمٌ شَدِیدٌ أَخْذَةً رابِیَةً أَخْذاً وَبِیلًا ثم خوف اهل مکة فقال أَ کُفَّارُکُمْ یا معشر العرب خَیْرٌ اى اشدّ و اقوى مِنْ أُولئِکُمْ الکفار الذین ذکرناهم و قد اهلکناهم جمیعا یعنى عادا و ثمود و قوم لوط و آل فرعون و هذا استفهام بمعنى الانکار اى لیسوا باقوى منهم. أَمْ لَکُمْ بَراءَةٌ من العذاب فى الکتب انه لن یصیبکم ما اصاب الامم الخالیة.
أَمْ یَقُولُونَ یعنى کفار مکه نَحْنُ جَمِیعٌ مُنْتَصِرٌ اى نحن ید واحدة على من خالفنا، منتصر ممّن عادانا. و قیل نحن کثیر مجمعون على الانتقام من محمد و لم یقل منتصرون، لموافقة رءوس الآى.
قال اللَّه تعالى سَیُهْزَمُ الْجَمْعُ قرأ یعقوب سنهزم بالنون الْجَمْعُ و نصب یعنى جمع کفّار مکه وَ یُوَلُّونَ الدُّبُرَ اى الادبار.
فوحّد لاجل رءوس الآى، اخبر اللَّه انهم یولّون ادبارهم منهزمین، فصدّق اللَّه وعده و هزمهم یوم بدر قال. سعید بن المسیّب سمعت عمر بن الخطاب یقول لمّا نزلت سَیُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ یُوَلُّونَ الدُّبُرَ کنت لا ادرى اىّ جمع یهزم، فلمّا کان یوم بدر رأیت النبى (ص) یلبس الدرع و یقول: سَیُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ یُوَلُّونَ الدُّبُرَ. و عن ابن عباس قال قال النبى (ص) یوم بدر اللهم انى انشدک عهدک و وعدک اللهم ان شئت لم تعبد بعد الیوم. فاخذ ابو بکر بیده فقال حسبک یا رسول اللَّه فقد ألححت على ربک، فخرج و هو یقول سَیُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ یُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ اى القیامة موعدهم. اى موعد عذابهم، وَ السَّاعَةُ أَدْهى وَ أَمَرُّ اى عذاب یوم القیامة اعظم بلیّة و امر مذاقا من الاسر و القتل یوم بدر.
إِنَّ الْمُجْرِمِینَ، اى المشرکین فِی ضَلالٍ عن الحق یعنى فى الدنیا وَ سُعُرٍ اى فى عذاب النار فى الآخرة و قیل فى ضلال و سعر اى جنون، جواب لقولهم: إِنَّا إِذاً لَفِی ضَلالٍ وَ سُعُرٍ. قال محمد بن کعب القرظى نزلت هذه الآیات الا ربع فى القدریة. ثم بیّن عذابهم فقال: یَوْمَ یُسْحَبُونَ فِی النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ، و یقال لهم ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ اى اصابة جهنم ایاکم بالعذاب. و سقر من اسماء جهنم.
إِنَّا کُلَّ شَیْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ اى کل ما خلقناه مقدور مکتوب فى اللوح المحفوظ، و قیل کل ما خلقناه جعلناه على مقدار نعلمه، کقوله: وَ کُلُّ شَیْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ و قیل کلّ شىء خلقناه فهو على قدر ما اردناه، لا زائدا و لا ناقصا.
قال ابو هریرة جاءت مشرکو قریش الى النبى (ص) یخاصمونه فى القدر فنزلت هذه الآیة.
إِنَّ الْمُجْرِمِینَ فِی ضَلالٍ وَ سُعُرٍ الى قوله: إِنَّا کُلَّ شَیْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ.
و روى مرفوعا الى النبى (ص) ان هذه الایة نزلت فى اناس من آخر هذه الامّة یکذّبون بقدر اللَّه.
و عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، قال سمعت رسول اللَّه (ص) یقول کتب اللَّه مقادیر الخلائق کلها قبل ان یخلق السماوات و الارض بخمسین الف سنة.
قال و عرشه على الماء و قال رسول اللَّه (ص) کل شىء بقدر حتى العجز و الکیس.
و عن على بن ابى طالب (ع) قال قال رسول اللَّه (ص) لا یؤمن عبد حتى یؤمن باربع: یشهد ان لا اله الا اللَّه، و انى رسول اللَّه بعثنى بالحق، و یؤمن بالبعث بعد الموت، و یؤمن بالقدر خیره و شره.
وَ ما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ، اى مرّة واحدة و المعنى ما أَمْرُنا للشىء اذا اردنا تکوینه، الا کلمة واحدة و هى کن فیکون بلا مراجعة و لا معالجة، کَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ اى على قدر ما یلمح احدکم ببصره فى السّرعة. و عن ابن عباس قال معناه ان قضایى فى خلقى اسرع من لمح البصر، و قیل المراد بامرنا القیامة اى ما امرنا لمجىء الساعة فى السرعة الا کلمح البصر کقوله: وَ ما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا کَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ.
وَ لَقَدْ أَهْلَکْنا أَشْیاعَکُمْ، اى امثالکم و نظراءکم فى الکفر من الامم المتقدمة، فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ، اى متّعظ یعلم ان ذلک حق فیخاف و یعتبر.
وَ کُلُّ شَیْءٍ فَعَلُوهُ، اى فعله الاشیاع من خیر و شرّ، فِی الزُّبُرِ اى فى کتب الحفظة. و قیل کان مکتوبا فى اللوح المحفوظ قبل ان فعلوه، ثم فسّر فقال وَ کُلُّ صَغِیرٍ وَ کَبِیرٍ، من اعمالهم، مُسْتَطَرٌ مکتوب علیهم، فى اللوح المحفوظ المستطر المسطور و المحتضر المحضور و اعاد الذکر لانّ الاول خاص و هذا عام. و قیل وَ کُلُّ صَغِیرٍ وَ کَبِیرٍ من الارزاق و الآجال و الموت و الحیاة و غیر ذلک مکتوب.
إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ نَهَرٍ اى انهار. فوحّد لاجل رءوس الآى و اراد انهار الجنة من الماء و الخمر و اللبن و العسل. و قال الضحاک «فى نهر» اى فى ضیاء و نور و سعة. و منه النهار و قرئ فى الشواذّ وَ نَهَرٍ بضمتین جمع نهار یعنى لا لیل لهم.
فِی مَقْعَدِ صِدْقٍ، اى فى مجلس حق لا لغو فیه و لا تأثیم، و قیل فى صدق اللَّه وعده اولیائه فیه فاکتفى بالمصدر. و المقعد موضع القعود و کذلک القعود. قال الصادق و قیل سمّى الجنة مقعد صدق لان کلّ قاعد على سرور او فى نعیم یزعج عن مقعده یوما و یزاح عن مکانه الا القاعد فى نعیم الجنّة، تأویله فى مقعد حقیقة، عِنْدَ مَلِیکٍ مُقْتَدِرٍ اى عند اللَّه المالک القادر الذى لا یعجزه شىء.
رشیدالدین میبدی : ۵۴- سورة القمر
النوبة الثالثة
بسم اللَّه الرحمن الرحیم ذابت اشباح الطالبین فى عرصة کبریائه. تفطّرت ارواح المریدین فى عز بقائه احترقت قلوب المشتاقین فى تعزز جلاله و جماله و ببهائه.
طربت اسرار الموحّدین فى ذکر صفاته و اسمائه.
اللَّه است که گم شدگان را آرد بر سر راه. شاهان از درگاه او برند حشمت و جاه. بر هر چیزى قادر است و بر هر شاهى شاه. دستگیر درماندگان و عاجزان را نیک پناه.
او که نه وى را خواند، خاسر کسى که اوست و کارش تباه.
آنست که رب العالمین فرمود: ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِیَّاهُ.
رحمن است روزىگمار و دشمنپرور، خالق خیر و شر، مبدع عین و اثر، نگارنده آدم نه از مادر نه از پدر.
یکى را بینى در دنیا با منزلت و خطر و سینه او از حق بىخبر، دیگرى را بینى درخت ایمان در دل و داغ آشنایى بر جگر، نه کفش در پاى و نه دستار بر سر.
آنست که رب العزه میفرماید: إِنَّا کُلَّ شَیْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ.
رحیم است او که ایمان دهد و قلب سلیم، مؤمنانرا رهاند از نار جحیم، بخلق فرستاد رسولى کریم. بستود او را بخلق عظیم. برو خطبه کرد که: حَرِیصٌ عَلَیْکُمْ بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ.
قوله: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ شور از جانها بیگانگان برخاست، دود حسد از سینههاهاشان برآمد، غبار عداوت بر رخسارشان نشست، آن ساعت که انشقاق قمر پدید آمد و این معجزه آشکارا گشت.
هر یکى از ایشان باعتراض بیرون آمد، یکى میگفت سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ. یکى میگفت هذا ساحِرٌ کَذَّابٌ. یکى میگفت مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ باین بس نکردند و در طعن بیفزودند، یکى گفت مال ندارد درویش است.
یکى گفت حشمت و جاه و تبع ندارد یتیم و دلریش است. درمانده و سرگشته در کار خویش است.
هر کسى بر اینگونه فساد طبع خود همى نمود و بر کفر و شرک خود همى مصرّ بود، و از درگاه جلال آن سید را نواخت و شرف همى فزود که: اگر مال و نعمت بنزد شما شرط مهترى است، معادن و رکاز عالم خزینه اوست، در لشکر و سپاه مىباید، کروبیان و مقربان عالم قدس لشکر و سپاه اوست. ور حشمت و جاه میخواهید کونین و عالمیان بفرمان اوست.
شرق و غرب مملکت گاه اوست. آفرینش آسمان و زمین طفیل قدم اوست.
جبرئیل امین، سفیر درگاه اوست. محشر قیامت میدان شفاعت اوست. حوض کوثر مجلس انس اوست. قاب قوسین قدمگاه عز اوست. بقاء و رضاء خداوند ذو الجلال تحفه و خلعت اوست.
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ موسى کلیم را انفلاق بحر بود. مصطفى حبیب را انشقاق قمر بود. چه عجب گر بحر بر موسى به ضرب عصا شکافته گشت که بحر مرکوب و ملموس است، دست آدمى بدو رسد و قصد آدمى بوى اثر دارد.
اعجوبه مملکت انشقاق قمر است که عالمیان از دریافت آن عاجز و دست جن و انس از رسیدن بوى قاصر و آن گه باشارت دو انگشت مبارک، مصطفى (ص) شکافته گشت و این معجزه مرو را ظاهر گشت.
و در انشقاق قمر اشارتیست، و مؤمنانرا در آن بشارتى است. چنان که قمر مقهور حق است، آتش هم مقهور حق است. پس بوقت اظهار معجزه رسول، قمر را فرمود تا باشارت وى بدو نیم گشت. اگر بوقت اظهار شفاعت روز رستاخیز آتش را فرماید تا بر گنهکاران سرد گردد چه عجب باشد.
قوله: وَ کُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ إِنَّا کُلَّ شَیْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ.
این هر سه آیت در این سورة حجّت است بر قدریان و معتزلیان و خارجیان و رد مذهب باطل ایشان که ایشان خیر و شر، همه از خود بینند و گویند اللَّه تعالى آلت آفرید و قوّت در وى نهاد و فرمان فرمود. بنده مستغنى شد از حق جل جلاله و او را بتوفیق و معونت حاجت نیست.
لا جرم لازم آید ایشان را که خود را خالق افعال خود گویند تا خداى را عز و جل در آفرینش شریک گفته باشند. و نیز کارها بخواست خود اضافت کنند نه بخواست اللَّه جل جلاله.
و این مذهب ثنویان است و این سه آیت ردّ ایشان است.
و مذهب اهل سنت آنست که نیکى و بدى هر چند کسب بنده است و بنده بآن مثاب و معاقب است اما بخواست اللَّه است و بقضا و تقدیر او. چنانک رب العزة فرمود: قُلْ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ و مصطفى (ص) فرمود: القدر خیره و شره من اللَّه عز و جل.
و قال تعالى و تقدس: إِنَّا کُلَّ شَیْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ.
هر چه بود و هست و خواهد بود همه آفریده ماست، بقضا و تقدیر ما، بارادت و مشیّت ما. قضایى رفته و حکمى رانده و کارى پرداخته، نه خواست تو است که امروز مىدروا کند، کرده ازلى است که مى آشکارا کند.
یکى را رقم فضل بلطف ازل کشیده، قبول وى از عمل وى بیش، اجابت او از دعاء وى بیش. عطاء او از سؤال وى بیش. خلعت او از خدمت وى بیش. عفو او از جرم وى پیش.
یکى را روز اول در عهد ازل داغ عدل بر نهاده و از درگاه خود برانده.
عذاب او از معصیت وى بیش، عقوبت او از جرم وى بیش.
اى مسکین، از او جز او مخواه. خدمت بمقاطعت مکن مقاطعه با اللَّه مذهب ابلیس است. ابلیس گفت: اکنون که مرا مطرود و ملعون کردى و از حضرت خویش براندى مرا چیزى ده: أَنْظِرْنِی إِلى یَوْمِ یُبْعَثُونَ همه دنیا بوى داد اما خویشتن را از او بازستد.
او که از او درماند اگرچه همه یافت هیچ نیافت و او که او را یافت اگر هیچ چیز نیافت، همه یافت.
چنانستى که اللَّه فرمودى عبدى تو نبودى و من ترا بودم. خود را بعزت بودم، مزدور را برحمت بودم، دوست را بصحبت بودم. ترا فکنده دیدم برگرفتم.
ترا گذاشته دیدم بپذیرفتم.
آن صفت که بآن برگرفتم برجاست، برداشته خود بیفکنم..؟ بعزّ عزّ خود نیفکنم.
إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ نَهَرٍ قیمت و عز آن بقعت نه بمرغ بریان است و جوى روان و خیرات حسان. قیمت صدف نه بصدف است. قیمت صدف بدرّ شاهوار است که در درون صدف است.
قیمت سراى بقا نه بآن است که در او مأکول و مشروب است. قیمت و شرف وى بآنست که رقم تقریب حق دارد و سمت تخصیص که: فِی مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِیکٍ مُقْتَدِرٍ.
و فى معناه انشدوا شعرا:
و لکن من یحل بها حبیب.
و ما عهدى بحب تراب ارض
مقصود رهى ز کوى تو روى تو بود.
کلمه عِنْدَ رقم تقریب و تخصیص دارد.
ما مصطفى عربى را (ص) در سراى حکم این خلعت قربت و شرف و رتبت دادیم که مىگفت ابیت عند ربى.
همین خلعت و رتبت، بر قدر روش مؤمنان فردا در کنار ایشان نهیم که: فِی مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِیکٍ مُقْتَدِرٍ.
روى صالح بن حیان عن عبد اللَّه بن بریده انه قال فى قوله تعالى: فِی مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِیکٍ مُقْتَدِرٍ ان اهل الجنّة یدخلون فى کل یوم مرّتین على الجبّار تبارک و تعالى فیقرأون علیه القرآن و قد جلس کل امرئ منهم مجلسه الذى هو مجلسه على منابر الدر و الیاقوت و الزمرد و الذهب و الفضة باعمالهم فلم تقرّ اعینهم بشىء قط کما تقرّ أعینهم بذلک و لم یسمعوا شیئا اعظم و لا احسن منه.
ثم ینصرفون الى رحالهم ناعمین قریرة اعینهم الى مثلها من الغد.
طربت اسرار الموحّدین فى ذکر صفاته و اسمائه.
اللَّه است که گم شدگان را آرد بر سر راه. شاهان از درگاه او برند حشمت و جاه. بر هر چیزى قادر است و بر هر شاهى شاه. دستگیر درماندگان و عاجزان را نیک پناه.
او که نه وى را خواند، خاسر کسى که اوست و کارش تباه.
آنست که رب العالمین فرمود: ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِیَّاهُ.
رحمن است روزىگمار و دشمنپرور، خالق خیر و شر، مبدع عین و اثر، نگارنده آدم نه از مادر نه از پدر.
یکى را بینى در دنیا با منزلت و خطر و سینه او از حق بىخبر، دیگرى را بینى درخت ایمان در دل و داغ آشنایى بر جگر، نه کفش در پاى و نه دستار بر سر.
آنست که رب العزه میفرماید: إِنَّا کُلَّ شَیْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ.
رحیم است او که ایمان دهد و قلب سلیم، مؤمنانرا رهاند از نار جحیم، بخلق فرستاد رسولى کریم. بستود او را بخلق عظیم. برو خطبه کرد که: حَرِیصٌ عَلَیْکُمْ بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ.
قوله: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ شور از جانها بیگانگان برخاست، دود حسد از سینههاهاشان برآمد، غبار عداوت بر رخسارشان نشست، آن ساعت که انشقاق قمر پدید آمد و این معجزه آشکارا گشت.
هر یکى از ایشان باعتراض بیرون آمد، یکى میگفت سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ. یکى میگفت هذا ساحِرٌ کَذَّابٌ. یکى میگفت مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ باین بس نکردند و در طعن بیفزودند، یکى گفت مال ندارد درویش است.
یکى گفت حشمت و جاه و تبع ندارد یتیم و دلریش است. درمانده و سرگشته در کار خویش است.
هر کسى بر اینگونه فساد طبع خود همى نمود و بر کفر و شرک خود همى مصرّ بود، و از درگاه جلال آن سید را نواخت و شرف همى فزود که: اگر مال و نعمت بنزد شما شرط مهترى است، معادن و رکاز عالم خزینه اوست، در لشکر و سپاه مىباید، کروبیان و مقربان عالم قدس لشکر و سپاه اوست. ور حشمت و جاه میخواهید کونین و عالمیان بفرمان اوست.
شرق و غرب مملکت گاه اوست. آفرینش آسمان و زمین طفیل قدم اوست.
جبرئیل امین، سفیر درگاه اوست. محشر قیامت میدان شفاعت اوست. حوض کوثر مجلس انس اوست. قاب قوسین قدمگاه عز اوست. بقاء و رضاء خداوند ذو الجلال تحفه و خلعت اوست.
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ موسى کلیم را انفلاق بحر بود. مصطفى حبیب را انشقاق قمر بود. چه عجب گر بحر بر موسى به ضرب عصا شکافته گشت که بحر مرکوب و ملموس است، دست آدمى بدو رسد و قصد آدمى بوى اثر دارد.
اعجوبه مملکت انشقاق قمر است که عالمیان از دریافت آن عاجز و دست جن و انس از رسیدن بوى قاصر و آن گه باشارت دو انگشت مبارک، مصطفى (ص) شکافته گشت و این معجزه مرو را ظاهر گشت.
و در انشقاق قمر اشارتیست، و مؤمنانرا در آن بشارتى است. چنان که قمر مقهور حق است، آتش هم مقهور حق است. پس بوقت اظهار معجزه رسول، قمر را فرمود تا باشارت وى بدو نیم گشت. اگر بوقت اظهار شفاعت روز رستاخیز آتش را فرماید تا بر گنهکاران سرد گردد چه عجب باشد.
قوله: وَ کُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ إِنَّا کُلَّ شَیْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ.
این هر سه آیت در این سورة حجّت است بر قدریان و معتزلیان و خارجیان و رد مذهب باطل ایشان که ایشان خیر و شر، همه از خود بینند و گویند اللَّه تعالى آلت آفرید و قوّت در وى نهاد و فرمان فرمود. بنده مستغنى شد از حق جل جلاله و او را بتوفیق و معونت حاجت نیست.
لا جرم لازم آید ایشان را که خود را خالق افعال خود گویند تا خداى را عز و جل در آفرینش شریک گفته باشند. و نیز کارها بخواست خود اضافت کنند نه بخواست اللَّه جل جلاله.
و این مذهب ثنویان است و این سه آیت ردّ ایشان است.
و مذهب اهل سنت آنست که نیکى و بدى هر چند کسب بنده است و بنده بآن مثاب و معاقب است اما بخواست اللَّه است و بقضا و تقدیر او. چنانک رب العزة فرمود: قُلْ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ و مصطفى (ص) فرمود: القدر خیره و شره من اللَّه عز و جل.
و قال تعالى و تقدس: إِنَّا کُلَّ شَیْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ.
هر چه بود و هست و خواهد بود همه آفریده ماست، بقضا و تقدیر ما، بارادت و مشیّت ما. قضایى رفته و حکمى رانده و کارى پرداخته، نه خواست تو است که امروز مىدروا کند، کرده ازلى است که مى آشکارا کند.
یکى را رقم فضل بلطف ازل کشیده، قبول وى از عمل وى بیش، اجابت او از دعاء وى بیش. عطاء او از سؤال وى بیش. خلعت او از خدمت وى بیش. عفو او از جرم وى پیش.
یکى را روز اول در عهد ازل داغ عدل بر نهاده و از درگاه خود برانده.
عذاب او از معصیت وى بیش، عقوبت او از جرم وى بیش.
اى مسکین، از او جز او مخواه. خدمت بمقاطعت مکن مقاطعه با اللَّه مذهب ابلیس است. ابلیس گفت: اکنون که مرا مطرود و ملعون کردى و از حضرت خویش براندى مرا چیزى ده: أَنْظِرْنِی إِلى یَوْمِ یُبْعَثُونَ همه دنیا بوى داد اما خویشتن را از او بازستد.
او که از او درماند اگرچه همه یافت هیچ نیافت و او که او را یافت اگر هیچ چیز نیافت، همه یافت.
چنانستى که اللَّه فرمودى عبدى تو نبودى و من ترا بودم. خود را بعزت بودم، مزدور را برحمت بودم، دوست را بصحبت بودم. ترا فکنده دیدم برگرفتم.
ترا گذاشته دیدم بپذیرفتم.
آن صفت که بآن برگرفتم برجاست، برداشته خود بیفکنم..؟ بعزّ عزّ خود نیفکنم.
إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ نَهَرٍ قیمت و عز آن بقعت نه بمرغ بریان است و جوى روان و خیرات حسان. قیمت صدف نه بصدف است. قیمت صدف بدرّ شاهوار است که در درون صدف است.
قیمت سراى بقا نه بآن است که در او مأکول و مشروب است. قیمت و شرف وى بآنست که رقم تقریب حق دارد و سمت تخصیص که: فِی مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِیکٍ مُقْتَدِرٍ.
و فى معناه انشدوا شعرا:
و لکن من یحل بها حبیب.
و ما عهدى بحب تراب ارض
مقصود رهى ز کوى تو روى تو بود.
کلمه عِنْدَ رقم تقریب و تخصیص دارد.
ما مصطفى عربى را (ص) در سراى حکم این خلعت قربت و شرف و رتبت دادیم که مىگفت ابیت عند ربى.
همین خلعت و رتبت، بر قدر روش مؤمنان فردا در کنار ایشان نهیم که: فِی مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِیکٍ مُقْتَدِرٍ.
روى صالح بن حیان عن عبد اللَّه بن بریده انه قال فى قوله تعالى: فِی مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِیکٍ مُقْتَدِرٍ ان اهل الجنّة یدخلون فى کل یوم مرّتین على الجبّار تبارک و تعالى فیقرأون علیه القرآن و قد جلس کل امرئ منهم مجلسه الذى هو مجلسه على منابر الدر و الیاقوت و الزمرد و الذهب و الفضة باعمالهم فلم تقرّ اعینهم بشىء قط کما تقرّ أعینهم بذلک و لم یسمعوا شیئا اعظم و لا احسن منه.
ثم ینصرفون الى رحالهم ناعمین قریرة اعینهم الى مثلها من الغد.
رشیدالدین میبدی : ۵۵- سورة الرحمن
۱ - النوبة الثانیة
این سورة الرحمن هزار و ششصد و سى و شش حرف است و سیصد و پنجاه و یک کلمت و هفتاد و هشت آیت. جمله بمکه فرود آمد و آن را مکى شمرند مگر یک آیت: یَسْئَلُهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ.
این یک آیت بقول ابن عباس و قتاده مدنى است و باقى سورة مکى.
مقاتل گفت سورة همه در مدینه فرود آمد و قول اول درستتر است و اللَّه اعلم.
و در این سورة هیچ ناسخ و منسوخ نیست و در خبر است که این سورة عروس قران است. و ذلک ما
روى على بن الحسین (ع) عن ابیه، عن على (ع) قال سمعت النبى (ص) یقول: لکل شىء عروس و عروس القرآن سورة الرحمن.
و عن ابى بن کعب قال قال رسول اللَّه (ص) من قرأ سورة الرحمن رحم اللَّه ضعفه و ادّى شکر ما انعم اللَّه علیه.
و گفتهاند اول چیزى از قرآن که در مکه بر قریش آشکارا خواندند بعضى آیات از اول این سورة بود. روایت کردند از عبد اللَّه بن مسعود گفتا صحابه رسول مجتمع شدند گفتند قریش تا این غایت از قرآن هیچ نشنیدند در میان ما کیست که ایشان را قرآن شنواند آشکارا.
عبد اللَّه مسعود گفت آن کس من باشم که قرآن آشکارا بر ایشان خواند اگر چه از آن رنج و گزند آید. پس بیامد و در انجمن قریش بیستاد و ابتداء سورة الرحمن در گرفت و لختى از آن آیات برخواند. قریش چون آن بشنیدند از سر غیظ و عداوت او را زخمها کردند و رنجانیدند.
پس چون بعضى خوانده بود او را فرا گذاشتند و بنزدیک اصحاب بازگشت فقالوا : هذا الذى خشینا علیک یا ابن مسعود.
اما سبب نزول این سورة آن بود که قریش نام رحمن کم شنیده بودند، چون آیت فرو آمد که: وَ إِذا قِیلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ چون ایشان را گویند که رحمن را سجود برید، ایشان گویند وَ مَا الرَّحْمنُ این رحمن کیست و چیست.
رب العالمین بجواب ایشان فرمود: الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ اى الرحمن الذى کفر به اهل مکه هو الذى، عَلَّمَ الْقُرْآنَ.
الرَّحْمنُ اسم من اسماء اللَّه لا یقال لغیره و لا یستطیع الناس ان ینتحلوه و معناه مبالغة الوصف بالرحمة، و هو الذى وسع کل شىء رحمة هؤلاء و هؤلاء و فى بعض الدعاء، رحمن الدنیا و رحیم الآخرة لانه عمّ الرزق فى الدنیا و خصّ المؤمنین بالعفو فى الآخرة.
عَلَّمَ الْقُرْآنَ هذا رد على من قال: انما یعلمه بشر و ان هذا الا اختلاق.اى الرحمن علّم محمدا القرآن لیعلّمه امته و قیل معنى عَلَّمَ الْقُرْآنَ اى مکّنهم من تعلّمه بان انزله عربیا و یسّره لان یحفظ و یذکر. و التعلیم تبیین ما یصیر المرء به عالما و الاعلام ایجاد ما به یصیر عالما.
خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَیانَ، قال ابن عباس و قتادة معناه خلق آدم (ع) و علّمه اسماء کل شىء و علّمه اللغات، کلها کان آدم (ع) یتکلم بسبع مائة الف لغة افضلها العربیة. و قیل الانسان اسم الجنس و اراد به جمیع الناس.
عَلَّمَهُ الْبَیانَ، یعنى النطق و الکتابة و الخط بالعلم و الفهم و الا فهام حتى عرف ما یقول و ما یقال له.
و قیل علّم کل قوم لسانهم الذى یتکلمون به. هذا قول ابى العالیة و ابن زید و الحسن.
و قال ابن کیسان خَلَقَ الْإِنْسانَ یعنى محمدا (ص)، عَلَّمَهُ الْبَیانَ یعنى النطق و الکتابة، یعنى القرآن فیه بیان ما کان و ما یکون لانه کان ینبئ عن الاولین و الآخرین و عن یوم الدین.
الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ بِحُسْبانٍ الحسبان قد یکون مصدرا مثل الغفران و الکفران و الرجحان و النقصان، تقول حسب یحسب حسابا و حسبانا، و قد یکون جمع الحساب کشهاب و شهبان و المعنى الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ یجریان بحساب و منازل فالشمس تقطع بروج السماء فى ثلاثمائة و خمسة و ستین یوما، و القمر یقطعها فى ثمانیة و عشرین یوما و قیل ذاب کل واحد منهما بحساب فالشمس سعتها ستة آلاف و اربعمائة فرسخ فى مثلها و سعة القمر الف فرسخ فى الف فرسخ و اللَّه اعلم.
و قیل لها اجل و حساب کآجال الناس فاذا جاء اجلهما هلکا.
و قیل لمدة نهایتهما اجل مضروب و حساب معدود لا یزید و لا ینقص.
و قیل یعرف من جریهما حساب عدد الشهور و الاعوام کقوله: لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِینَ وَ الْحِسابَ.
و قیل مکتوب فى وجه الشمس: لا اله الا اللَّه محمد رسول اللَّه خلق اللَّه الشمس بقدرته و اجراها بامره. و فى بطنها مکتوب: لا اله الا اللَّه رضاه کلام و غضبه کلام و رحمته کلام. و فى وجه القمر مکتوب: لا اله الا اللَّه محمد رسول اللَّه خلق اللَّه القمر و خلق الظلمات و النور و فى بطنه مکتوب: لا اله الّا اللَّه خلق الخیر و الشر بقدرته یبتلى بهما من یشاء من خلقه فطوبى لمن اجرى اللَّه الشر على یدیه.
وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ یَسْجُدانِ النَّجْمُ هاهنا کلّ نبات لا ساق له وَ الشَّجَرُ ماله ساق یبقى فى الشتاء و بیان سجود النجم و الشجر فى قوله عز و جل: یَتَفَیَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْیَمِینِ وَ الشَّمائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ.
و قال مجاهد النجم هو الکوکب و سجوده طلوعه و قد اثبت اللَّه عز و جل الصلاة و السجود و التسبیح للجماد فى القرآن فى مواضع و حققها بقوله: وَ لکِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِیحَهُمْ کما اثبت الکلام للسماء و الارض قالَتا أَتَیْنا طائِعِینَ و اثبت الکلام لجهنم انها تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِیدٍ و الَّذِی أَنْطَقَ کُلَّ شَیْءٍ و اثبت الغیظ للنار و الارادة للجدار و اثبت الکلام و الشهادة لاعضاء الانسان یوم القیامة هذا و ما فى معناه ممّا لم ینکره من المسلمین احد الا المعتزلة الذین لیسوا هم بالمسلمین عند المسلمین.
وَ السَّماءَ رَفَعَها اى رفعت من السفل الى العلو، اذ هى دخان فاربه موج الماء الذى کان فى الارض، وَ وَضَعَ الْمِیزانَ یرید المیزان المعهود له لسان و عمود و کفّتان اى الهم الناس کیفیت اتخاذ المیزان لیتوصّل به الى الانصاف و الانتصاف.
قال مجاهد المیزان هاهنا العدل، یقال وَضَعَ الْمِیزانَ اى قام بالعدل و دعا الیه، منه قوله: وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ و قیل المیزان القرآن، فیه بیان کلّ شىء یحتاج الیه.
«أَلَّا تَطْغَوْا» التأویل: لان لا تطغوا اى لان لا تجاوزوا الحد و الانصاف فیما لکم و علیکم. و قیل ان للتفسیر و لا للنهى اى لا تطغوا فى المیزان.
وَ أَقِیمُوا الْوَزْنَ اى اقیموا لسان المیزان، بِالْقِسْطِ، اى بالعدل.
قال ابن عیینة: الاقامة بالید و القسط بالقلب، وَ لا تُخْسِرُوا الْمِیزانَ اى لا تدخلوا النقص فیه و لا تطغوا فى الکیل و الوزن، یقال اخسرت المیزان و خسرته اى نقصته و قیل المیزان میزان القیامة اى لا تخسروا میزان اعمالکم. و قیل المیزان العقل فلا تخسروه بان یکون معطلا غیر متّبع و اعید ذکر المیزان مصرحا غیر مضمر لیکون النهى قائما بنفسه غیر محتاج الى الاول. و قیل لانها نزلت متفرقة فى اوقات مختلفة فتقتضى الاظهار.
و قال قتادة فى هذه الایة اعدل یا ابن آدم کما تحبّ ان یعدل علیک و اوف کما تحبّ ان یوفى لک فان العدل صلاح الناس.
وَ الْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ اى بسطها على وجه الماء للخلق لیکون قرارهم علیها. «و الانام» الجن و الانس. و قیل الانام کل ذى روح من الخلق.
فِیها فاکِهَةٌ، نکّر لکثرتها و عمومها، یعنى فیها انواع الفواکه. قال ابن کیسان فیها ما یتفکّهون به من النعم التی لا تحصى و کل النعمة یتفکّه بها،.. وَ النَّخْلُ ذاتُ الْأَکْمامِ اى ذات الاوعیة التی تکون فیه الثمر لان ثمر النخل تکون فى غلاف ما لم ینشقّ، واحدها کمّ و کل ما ستر شیئا فهو کمّ و کمّة و منه کم القمیص و کانت لرسول اللَّه (ص) کمة بیضاء یعنى القلنسوة.
وَ الْحَبُّ، اى حب البرّ و الشعیر و غیرهما من الحبوب التی خلقه اللَّه سبحانه فى الدنیا قوتا للانام، ذُو الْعَصْفِ العصف و العصیفة و رق الزرع. یقال یبدو اول ورقا ثم یکون سوقا ثم یحدث اللَّه فیه اکماما ثم یحدث فى الاکمام الحب.
و قیل العصف التبن. سمّى بذلک لان الریاح تعصفه بشدة هبوبها، اى تطیره و منه الریح العاصف و الریحان هو الرزق.
قال ابن عباس کل ریحان فى القرآن فهو رزق، تقول العرب خرجنا نطلب ریحان اللَّه اى رزقه. قال الحسن و ابن زید هو ریحانکم الذى یشمّ و قیل الریحان لباب القمح و قراءة العامة: وَ الْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَ الرَّیْحانُ کلّها مرفوعات بالرد على الفاکهة. و قرأ ابن عامر وَ الْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَ الرَّیْحانُ بنصب الباء و النون و ذا بالالف على معنى خلق الانسان و خلق هذه الاشیاء.
و قرأ حمزة و الکسائى: وَ الرَّیْحانُ بالجرّ عطفا على العصف تقدیره: و الحب ذو علف الانعام و طعام الانام.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ لما ذکر سبحانه ما مضى ذکره من فنون نعمه، قال فباىّ نعمة من هذه النعم تجحدان ایها الثقلان.
و الحکمة فى تکریر هذه الایة ما ذکره القتیبى ان اللَّه تعالى عدّد فى هذه السورة نعماءه و ذکّر خلقه آلائه، ثم اتبع ذکر کل کلمة وصفها و نعمة ذکرها بهذه الآیة و جعلها فاصلة بین کل نعمتین لینبّههم على النعم و یقررهم بها، کقولک لرجل احسنت الیه و تابعت علیه بالایادى و هو فى کل ذلک ینکرک و یکفرک الم تک فقیرا فاغنیتک، أ فتنکر هذا. الم تک عریانا فکسوتک، أ فتنکر هذا. ام لم تک خاملا فعزّزتک، أ فتنکر هذا. و مثل هذا التکرار سائغ فى کلام العرب، حسن فى هذا الموضع.
و قال الحسین بن الفضل التکرار لطرد الغفلة و تأکید الحجة.
روى جابر بن عبد اللَّه قال قرأ رسول اللَّه (ص) سورة الرحمن فى صلاة الفجر فلمّا انصرف قال للجن کانوا احسن ردّا منکم، ما قرأت فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ الا قالوا و لا بشىء من نعمک ربنا نکذّب.
و اعلم ان فى بعض هذه السورة ذکر الشدائد و العذاب و النار. و النعمة فیها من وجهین.
احدهما: فى صرفها من المؤمنین الى الکفار و تلک نعمة عظیمة تقتضى شکرا عظیما.
و الثانى: ان فى التخویف منها و التنبیه علیها نعمة عظیمة، لان اجتهاد الانسان رهبة ممّا یؤلمه اکثر من اجتهاده رغبة فیما ینعمه، و کرّر هذه الایة فى السورة احدى و ثلثین مرّة، ثمانیة منها ذکرها عقیب آیات فیها تعداد عجایب خلق اللَّه عز و جل و بدائع صنعه و مبدء الخلق و معادهم، ثم سبعة منها عقیب آیات فیها ذکر النار و شدائدها على عدد ابواب جهنم، و بعد هذه السبعة ثمانیة فى وصف الجنان و اهلها على عدد ابواب الجنة، و ثمانیة اخرى بعدها للجنتین اللتین دونهما، فمن اعتقد الثمانیة الاولى و عمل بموجبها استحق کلتى الثمانیتین من اللَّه و وقاه السبعة السابقة و اللَّه اعلم.
خَلَقَ الْإِنْسانَ یعنى آدم، مِنْ صَلْصالٍ للصلصال معنیان: احدهما هو الطین الیابس الذى اذا وطىء صلصل و صح عن رسول اللَّه (ص) انه قال اذا تکلّم اللَّه بالوحى سمع اهل السماوات لصوته صلصلة کصلصلة الجرس على الصفوان.
و الثانى الطین المنتن و هو الحمأ المسنون. یقال صل اللحم اذا انتن فاذقد جمعهما القرآن فهو الطین الیابس المنتن و اللَّه عز و جل خلق آدم من تراب صبّ علیه ماء فصار طینا ثم ترکه حتى انتن و لزب ثم سلّه فصار سلالة ثم ترکه حتى یبس فصار کالفخّار و الفخّار هو الطین المطبوخ بالنار و یکون له صوت ثم صبّ علیه ماء قیل ماء الاحزان، فلا ترى ابن آدم الا یکابد حزنا.
وَ خَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ المارج اللهب المختلط بسواد النار من قولهم مرج امر القوم اذا اختلط و قوله: فِی أَمْرٍ مَرِیجٍ اى مختلط و قیل المارج هى التی برأس الذبالة من خضرة النار و حمرتها المختلطین بالدخان خلق اللَّه عز و جل الجن منها و الملائکة من نورها و الشیاطین من دخانها. و الجانّ ابو الجن کما انّ الانسان ابو الانس و ابلیس ابو الشیاطین. و قیل خلق ابلیس من النار التی تکون منها الصواعق و قیل من نار الجحیم.
رَبُّ الْمَشْرِقَیْنِ وَ رَبُّ الْمَغْرِبَیْنِ احد المشرقین: هو الذى تطلع منه الشمس فى اطول یوم من السنة. و الثانى: الذى تطلع منه فى اقصر یوم و بینهما و ثمانون مشرقا و کذلک الکلام فى المغربین.
و قیل احد المشرقین للشمس و الثانى للقمر. و کذلک المغربان.
و اما قول عبد اللَّه بن عمر: ما بین المشرق و المغرب قبلة. یعنى لاهل المشرق و هو ان تجعل مغرب الصیف على یمنیک و مشرق الشتاء على یسارک فتکون مستقبل القبلة.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ یعنى فباىّ آلاء ربکما التی انعم علیکما من اتیانه بالصیف اثر الشتاء و بالشتاء اثر الصیف و من تصریفه الا زمان من حال الى حال و من حرّ الى برد، تکذّبان فتزعمان ان ربهما غیر اللَّه.
مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ، اى ارسل، من مرجت الدابة اذا ارسلتها للرعى. و قیل مرج اى خلط، من قوله: «مر مریج» اى مختلط و البحران فى بحر واحد و هو ماء عذب بجنب ماء ملح فى بحر واحد، و قیل هما بحر فارس و الروم، یَلْتَقِیانِ فى معظم البحر.
بَیْنَهُما بَرْزَخٌ، البرزخ الحائل بین الشیئین و منه سمّى القبر برزخا لانه بین الدنیا و الآخرة و قیل الوسوسة برزخ الایمان لانها طائفة بین الشک و الیقین، لا یَبْغِیانِ اى لا یختلطان و لا یتغیّران و قیل لا یَبْغِیانِ على الناس فیغرقاهم.
و عن ابن عباس قال بحر فى السماء و بحر فى الارض یلتقیان کل سنة مرّة و منه المطر، بینهما حاجز یمنع بحر السماء من النزول و بحر الارض من الصعود.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ فتزعمان انّهما لیست من عند اللَّه.
یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ قرأ اهل المدینة و البصرة: یخرج بضم الیاء و فتح الراء و قرأ الآخرون بفتح الیاء و ضم الراء، و اللؤلؤ اسم لکبار الدر، وَ الْمَرْجانُ صغار اللؤلؤ. و قیل المرجان هو البسّد و هو خزر حمر، یقال یلقیه الجن فى البحر.
قال ابن عباس یخرج منهما یعنى من ماء بحر السماء و بحر الارض لان ماء السماء اذا وقع فى صدف البحر انعقد اللؤلؤ فکان خارجا منها. و قیل یخرج من الاجاج و العذب جمیعا. و ذهب اکثرهم الى انهما یخرجان من المالح و لا یخرجان من العذب و لکن لما ذکرهما جمیعا اضاف الإخراج الیهما کما قال تعالى: وَ جَعَلَ الْقَمَرَ فِیهِنَّ نُوراً و انما هو فى السماء الدنیا لکن لما ذکر سبع سماوات و ذکر القمر بعدها اضافه الى ماجرا ذکره قبله.
و قال اهل الاشارة و حکى عن سفیان الثورى فى قول اللَّه عز و جل: مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ، قال فاطمة و على (ع) بَیْنَهُما بَرْزَخٌ محمد (ص). یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ الحسن و الحسین (ع). و قیل هما بحر العقل و الهوى بَیْنَهُما بَرْزَخٌ لطف اللَّه سبحانه یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ اى التوفیق و العصمة. و قیل بحرى الحجة و الشبهة، بینهما برزخ النظر و الاستدلال یخرج منهما الحق و الصواب.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ ا بالعذب ام بالملح.
وَ لَهُ الْجَوارِ هذه اللام لها معنیان، احدهما انها لام الملک. و الثانى انها لام الاستحسان و التعجب کقولهم: للَّه انت، للَّه درّک و الجوارى جمع الجاریة و هى السفینة هاهنا، اقام الصفة مقام الموصوف، الْمُنْشَآتُ قرأ حمزة و ابو بکر المنشآت بکسر الشین، اى المبتدئات و الآخذات فى السیر، فیکون الفعل لهن و قرأ الآخرون بفتح الشین اى المصنوعات و المتخذات اللاتى انشئن و خلقن و المعنى له السفن تجرى، فِی الْبَحْرِ کَالْأَعْلامِ فى البرّ. و الاعلام الجبال الطوال، واحدها علم، شبّه السفن فى البحر بالجبال فى البرّ.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ أ البحر تکذّبان ام بالسفن.
کُلُّ مَنْ عَلَیْها فانٍ اى کل من على وجه الارض یموت.
وَ یَبْقى وَجْهُ رَبِّکَ، تأویله: و یبقى ربک بوجهه، و العرب تضع الصفات موضع الذوات
کقول رسول اللَّه (ص): ید اللَّه على الجماعة، و قول اللَّه عز و جل: بِیَدِهِ مَلَکُوتُ کُلِّ شَیْءٍ و قول العرب: انشدک بوجه اللَّه یعنى باللّه. و عین اللَّه علیک. و قال الشاعر:
جزى اللَّه خیرا من امیر و بارکت
ید اللَّه فى ذاک الادیم الممزّق
قال ابن عباس لمّا نزلت هذه الآیة، قالت الملائکة هلک اهل الارض.
فانزل اللَّه عز و جل: کُلُّ شَیْءٍ هالِکٌ إِلَّا وَجْهَهُ، فایقنت الملائکة بالهلاک و وجه النعمة فى فناء الخلق التسویة بینهم فى حکم الفناء من غیر تخصیص بعضهم بالبقاء دون بعض.
و یحتمل ان یکون وجه النعمة فیه ما یبتنى علیه من الاعادة لیصل المؤمنون الى ما وعدوا به من النعیم الدائم السرمد.
ذُو الْجَلالِ وَ الْإِکْرامِ جلال اللَّه سبحانه عظمته و استحقاقه لاوصاف الکمال.
و قیل الجلال التنزیه، من قولهم: هو اجلّ من هذا. و معنى الاکرام الاعظام بالاحسان و قیل مکرم انبیائه و اولیائه بلطفه مع جلاله و عظمته.
روى ان رسول اللَّه (ص) مر برجل یصلّى و یقول یا ذا الجلال و الاکرام. فقال رسول اللَّه (ص) قد استجیب لک.
و عن انس قال قال رسول اللَّه (ص) الظّوا «۱» بیا ذا الجلال و الاکرام و عن سعید المقبرى قال الحّ رجل فقعد ینادى یا ذا الجلال و الاکرام، فنودى ان قد سمعت فما حاجتک.
یَسْئَلُهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ من ملک و انس و جن لا یستغنى عنه اهل السماء و الارض طرفة عین. قال ابن عباس اهل السماوات یسئلونه المغفرة و القوة، و اهل الارض یسئلونه الرزق و المغفرة، و قیل یسئلون الرزق و المغفرة للمؤمنین، کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ اى کل وقت له امر و هو اجراء المقادیر الى مواقیتها من احیاء و اماتة و اغناء و افقار و تحریک و تسکین و غیر ذلک.
روى عن ابى الدرداء عن رسول اللَّه (ص): انه قال یغنى فقیرا و یفقر غنیا و یذلّ عزیزا و یعزّ ذلیلا.
و فى الخبر الصحیح عن رسول اللَّه (ص) قال المیزان بید اللَّه یرفع اقواما و یضع آخرین.
و عن ابن عباس ان مما خلق اللَّه عز و جل لوحا من درّة بیضاء دفّتاه یاقوتة حمراء قلمه نور و کتابه نور، ینظر فیه کل یوم ثلاثمائة و ستین نظرة، یخلق و یرزق و یحیى و یمیت و یعزّ و یذلّ و یفعل ما یشاء. فذلک قوله: کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ.
و قیل شأنه انه یخرج کل یوم و لیلة عسکرا من اصلاب الآباء الى ارحام الامّهات و عسکرا من الارحام الى الدنیا و عسکرا من الدنیا الى القبور. ثم یرتحلون جمیعا الى اللَّه عز و جل.
و قیل کلّ یوم هو فى شأن یبدیه لا فى شأن یبتدئه.
قال سفیان بن عیینة الدهر کله عند اللَّه یومان، مدة الدنیا یوم فالشأن فیه الامر و النهى و الاحیاء و الاماتة و الاعطاء و المنع و تدبیر العالم.
و الآخر یوم القیامة فى الآخرة فالشأن فیه الجزاء و الحساب و الثواب و العقاب.
قال مقاتل نزلت فى الیهود حین قالوا ان اللَّه لا یقضى یوم السبت شیئا.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بسئوال اهل السماء ام بسئوال اهل الارض.
سَنَفْرُغُ لَکُمْ قرء حمزة و الکسائى: سیفرغ بالیاء لقوله: یَسْئَلُهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ یَبْقى وَجْهُ رَبِّکَ وَ لَهُ الْجَوارِ.
فاتبع الخبر الخبر. و قرأ الآخرون بالنون، و لیس المراد منه الفراغ عن شغل لانه سبحانه لیس له شغل یکون له فراغ و لا یشغله شأن و لکنه تهدید و وعید من اللَّه للخلق بالمحاسبة، کما تقول لمن تهدّده سافرغ لک، و ما به شغل.و قیل معناه سنقصدکم و نأخذ فى امرکم بعد ترک و امهال و ننجز لکم ما وعدناکم و نوصل کلّا الى ما وعدناه.
و فى الخبر قددنا من اللَّه فراغ لخلقه.
و الثَّقَلانِ الانس و الجن اثقل بهما الارض احیاء و امواتا. قال اللَّه تعالى: وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها.
و قال بعض اهل المعانى کل شىء له قدر و وزن ینافس فهو ثقل، قال النبى (ص) انّى تارک فیکم الثقلین کتاب اللَّه و عترتى.
فجعلهما ثقلین اعظاما لقدرهما، فکذلک سمّى الثقلان لعقلهم و رزانتهم و قدرهم. و قیل لانهما مثقلان بالذنوب، و قیل مثقلان بالتکلیف.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بقصدنا الى انجاز ما وعدناکم او بایصال الوعید الیکم.
یا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ اختلفوا فى معنى هذه الآیة. قال بعضهم خاطبهم به فى الدنیا فیقول إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا، اى تجوزوا و تخرجوا، مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ، من جوانبها و اطرافها، فَانْفُذُوا، معناه ان استطعتم ان تهربوا من الموت و الخروج من اقطار السماوات و الارض فاهربوا و اخرجوا منها. یعنى حیث ما کنتم ادرککم الموت کقوله: أَیْنَما تَکُونُوا یُدْرِکْکُمُ الْمَوْتُ، لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ یعنى حیث خرجتم الیه فثمّ سلطانى. فلا تخرجون من سلطانى.
و قال الزجاج حیث ما کنتم شاهدتم حجة اللَّه و سلطانه یدل على انه واحد. و قال بعضهم یخاطبهم به فى القیمة و القول هاهنا مضمر اى یقال لهم یوم القیامة: یا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فتعجزوا ربکم حتى لا یقدر علیکم. فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ.
اى حیث ما توجّهتم کنتم فى ملکى و سلطانى و لا یمکنکم الهرب من الجزاء.
و قیل لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ یعنى الا بشهادة ان لا اله الا اللَّه و ارضاء الخصوم و بعفو من اللَّه عز و جل. و قیل لا تنفذون الا بعد معاینة سلطان اللَّه فى محاسبته خلقه و مجازاته. قال ابن عباس ان اللَّه تعالى یأمر ملائکته یوم القیامة فتحفّ باقطار السماوات و الارض فلا یستطیع انس و لا جان ان یخرج من اقطارها.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بملکه فى السماء ام بملکه فى الارض.
یُرْسَلُ عَلَیْکُما شُواظٌ، قرأ ابن کثیر شواط بکسر الشین و الآخرون بضمها و هما لغتان و هو اللهب المتاجج الذى لا دخان فیه. و النحاس الدخان لا لهب معه و قیل النحاس الصفر المذاب یصبّ على رؤوسهم. قرأ ابن کثیر و ابو عمر وَ نُحاسٌ بکسر السین عطفا على النار و قرأ الباقون برفعها عطفا على الشواظ و قیل النحاس المهل و هو دردى الزیت، فَلا تَنْتَصِرانِ اى لا تقدران على الامتناع مما یعمل بکما و لا یکون لکما ناصر من اللَّه.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بارسال الشواظ او النحاس وجه النعمة فى هذا دلالته ایانا على ما ینجینا من ذلک.
فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ، اى انفرجت فتصیر ابوابا لنزول الملائکة کقوله: وَ یَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَ نُزِّلَ الْمَلائِکَةُ تَنْزِیلًا.
و قیل تصدّعت السماء و انفک بعضها من بعض لقیام الساعة، فَکانَتْ وَرْدَةً یعنى کلون الورد المشموم و قال ابن عباس یصیر کلون الفرس الورد و هو الأبیض الذى یضرب الى الحمرة و الصفرة، اى تتلوّن السماء یومئذ من الخوف کلون الفرس الوردة یکون فى الربیع اصفر و فى اول الشتاء احمر فاذا اشتد الشتاء کان اغبر فشبّه السماء فى تلوّنها عند انشقاقها بهذا الفرس فى تلوّنه، کَالدِّهانِ جمع دهن شبّه تلوّن السماء بتلون الورد من الخیل و شبّه الوردة فى اختلاف الوانها بالدهن یعنى دهن الزیت فانه یتلوّن الوانا بین صفرة و خضرة و حمرة. هذا قول الضحاک و مجاهد و قتادة و الربیع. و قال ابن جریح یصیر السماء کالدهن الذائب و ذلک حین یصیبها حرّ جهنم.
و قال الکلبى کَالدِّهانِ، اى کالادیم الاحمر و جمعه ادهنة.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بانشقاق السماء ام بتلوّنها و وجه النعمة فیه، التخویف و الزجر بما اخبرنا من ذلک.
فَیَوْمَئِذٍ یعنى فیوم تنشقّ السماء. لا یُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لا جَانٌّ و قال فى سورة اخرى فَوَ رَبِّکَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِینَ و لا تناقض لان التقدیر لا یسئل سؤال استعلام و استفهام لانهم یعرفون بسیماهم، لکن یسئلون سؤال توبیخ و تقریع، لا یسئلون هل عملتم کذا و کذا لان اللَّه تعالى علمها منهم و کتبت الملائکة علیهم، و لکن یسئلون لم عملتم کذا و کذا.
و قال ابو العالیة لا یُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ غیره من انس و لا جان. اى لا یؤخذ احد بذنب غیره. و قیل ان یوم القیمة یوم مقداره خمسون الف سنة و له اوقات فوقت یسئلون و وقت لا یسئلون و وقت ینطقون و یختصمون و وقت یصمتون.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بسئوال الانس ام بسؤال الجن و وجه النعمة فیه ما ذکرنا من التخویف.
یُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِیماهُمْ، بزرقة العیون و سواد الوجوه و المجرم هاهنا الکافر و اما المؤمن فاغر محجل. قال اللَّه تعالى یَوْمَ تَبْیَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ، فَیُؤْخَذُ بِالنَّواصِی وَ الْأَقْدامِ.
قیل یجمع بین نواصیهم و اقدامهم فیسحبون الى النار. و قیل تأخذهم الملائکة مرّة بنواصیهم فیجرّونهم على وجوههم فى النار و تارة یأخذون باقدامهم فیقذفونهم فى النار ثم یقال لهم: هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِی یُکَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ اى کان یکذّب بها المشرکون.
یَطُوفُونَ بَیْنَها اى بین جهنم، وَ بَیْنَ حَمِیمٍ آنٍ اى ماء حار قد انتهى حرّه یقال انى یانى فهو آن اذا انتهى من النّضج. یطاف بهم بین الجحیم و الحمیم و انهم یستغیثون فى النار من شدة حرّها و یسئلون قطرة من الماء فیذهب بهم الى حمیم آن فیغمسون فى ذلک الوادى فتنخلع اوصالهم هذا کقوله: إِنْ یَسْتَغِیثُوا یُغاثُوا بِماءٍ کَالْمُهْلِ.
فکلّ ما ذکر اللَّه تعالى من قوله: کُلُّ مَنْ عَلَیْها فانٍ مواعظ و زواجر و تخویف و کل ذلک نعمة من اللَّه تعالى لانها تزجر المعاصى و لذلک ختم کل آیة بقوله: فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ.
این یک آیت بقول ابن عباس و قتاده مدنى است و باقى سورة مکى.
مقاتل گفت سورة همه در مدینه فرود آمد و قول اول درستتر است و اللَّه اعلم.
و در این سورة هیچ ناسخ و منسوخ نیست و در خبر است که این سورة عروس قران است. و ذلک ما
روى على بن الحسین (ع) عن ابیه، عن على (ع) قال سمعت النبى (ص) یقول: لکل شىء عروس و عروس القرآن سورة الرحمن.
و عن ابى بن کعب قال قال رسول اللَّه (ص) من قرأ سورة الرحمن رحم اللَّه ضعفه و ادّى شکر ما انعم اللَّه علیه.
و گفتهاند اول چیزى از قرآن که در مکه بر قریش آشکارا خواندند بعضى آیات از اول این سورة بود. روایت کردند از عبد اللَّه بن مسعود گفتا صحابه رسول مجتمع شدند گفتند قریش تا این غایت از قرآن هیچ نشنیدند در میان ما کیست که ایشان را قرآن شنواند آشکارا.
عبد اللَّه مسعود گفت آن کس من باشم که قرآن آشکارا بر ایشان خواند اگر چه از آن رنج و گزند آید. پس بیامد و در انجمن قریش بیستاد و ابتداء سورة الرحمن در گرفت و لختى از آن آیات برخواند. قریش چون آن بشنیدند از سر غیظ و عداوت او را زخمها کردند و رنجانیدند.
پس چون بعضى خوانده بود او را فرا گذاشتند و بنزدیک اصحاب بازگشت فقالوا : هذا الذى خشینا علیک یا ابن مسعود.
اما سبب نزول این سورة آن بود که قریش نام رحمن کم شنیده بودند، چون آیت فرو آمد که: وَ إِذا قِیلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ چون ایشان را گویند که رحمن را سجود برید، ایشان گویند وَ مَا الرَّحْمنُ این رحمن کیست و چیست.
رب العالمین بجواب ایشان فرمود: الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ اى الرحمن الذى کفر به اهل مکه هو الذى، عَلَّمَ الْقُرْآنَ.
الرَّحْمنُ اسم من اسماء اللَّه لا یقال لغیره و لا یستطیع الناس ان ینتحلوه و معناه مبالغة الوصف بالرحمة، و هو الذى وسع کل شىء رحمة هؤلاء و هؤلاء و فى بعض الدعاء، رحمن الدنیا و رحیم الآخرة لانه عمّ الرزق فى الدنیا و خصّ المؤمنین بالعفو فى الآخرة.
عَلَّمَ الْقُرْآنَ هذا رد على من قال: انما یعلمه بشر و ان هذا الا اختلاق.اى الرحمن علّم محمدا القرآن لیعلّمه امته و قیل معنى عَلَّمَ الْقُرْآنَ اى مکّنهم من تعلّمه بان انزله عربیا و یسّره لان یحفظ و یذکر. و التعلیم تبیین ما یصیر المرء به عالما و الاعلام ایجاد ما به یصیر عالما.
خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَیانَ، قال ابن عباس و قتادة معناه خلق آدم (ع) و علّمه اسماء کل شىء و علّمه اللغات، کلها کان آدم (ع) یتکلم بسبع مائة الف لغة افضلها العربیة. و قیل الانسان اسم الجنس و اراد به جمیع الناس.
عَلَّمَهُ الْبَیانَ، یعنى النطق و الکتابة و الخط بالعلم و الفهم و الا فهام حتى عرف ما یقول و ما یقال له.
و قیل علّم کل قوم لسانهم الذى یتکلمون به. هذا قول ابى العالیة و ابن زید و الحسن.
و قال ابن کیسان خَلَقَ الْإِنْسانَ یعنى محمدا (ص)، عَلَّمَهُ الْبَیانَ یعنى النطق و الکتابة، یعنى القرآن فیه بیان ما کان و ما یکون لانه کان ینبئ عن الاولین و الآخرین و عن یوم الدین.
الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ بِحُسْبانٍ الحسبان قد یکون مصدرا مثل الغفران و الکفران و الرجحان و النقصان، تقول حسب یحسب حسابا و حسبانا، و قد یکون جمع الحساب کشهاب و شهبان و المعنى الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ یجریان بحساب و منازل فالشمس تقطع بروج السماء فى ثلاثمائة و خمسة و ستین یوما، و القمر یقطعها فى ثمانیة و عشرین یوما و قیل ذاب کل واحد منهما بحساب فالشمس سعتها ستة آلاف و اربعمائة فرسخ فى مثلها و سعة القمر الف فرسخ فى الف فرسخ و اللَّه اعلم.
و قیل لها اجل و حساب کآجال الناس فاذا جاء اجلهما هلکا.
و قیل لمدة نهایتهما اجل مضروب و حساب معدود لا یزید و لا ینقص.
و قیل یعرف من جریهما حساب عدد الشهور و الاعوام کقوله: لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِینَ وَ الْحِسابَ.
و قیل مکتوب فى وجه الشمس: لا اله الا اللَّه محمد رسول اللَّه خلق اللَّه الشمس بقدرته و اجراها بامره. و فى بطنها مکتوب: لا اله الا اللَّه رضاه کلام و غضبه کلام و رحمته کلام. و فى وجه القمر مکتوب: لا اله الا اللَّه محمد رسول اللَّه خلق اللَّه القمر و خلق الظلمات و النور و فى بطنه مکتوب: لا اله الّا اللَّه خلق الخیر و الشر بقدرته یبتلى بهما من یشاء من خلقه فطوبى لمن اجرى اللَّه الشر على یدیه.
وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ یَسْجُدانِ النَّجْمُ هاهنا کلّ نبات لا ساق له وَ الشَّجَرُ ماله ساق یبقى فى الشتاء و بیان سجود النجم و الشجر فى قوله عز و جل: یَتَفَیَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْیَمِینِ وَ الشَّمائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ.
و قال مجاهد النجم هو الکوکب و سجوده طلوعه و قد اثبت اللَّه عز و جل الصلاة و السجود و التسبیح للجماد فى القرآن فى مواضع و حققها بقوله: وَ لکِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِیحَهُمْ کما اثبت الکلام للسماء و الارض قالَتا أَتَیْنا طائِعِینَ و اثبت الکلام لجهنم انها تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِیدٍ و الَّذِی أَنْطَقَ کُلَّ شَیْءٍ و اثبت الغیظ للنار و الارادة للجدار و اثبت الکلام و الشهادة لاعضاء الانسان یوم القیامة هذا و ما فى معناه ممّا لم ینکره من المسلمین احد الا المعتزلة الذین لیسوا هم بالمسلمین عند المسلمین.
وَ السَّماءَ رَفَعَها اى رفعت من السفل الى العلو، اذ هى دخان فاربه موج الماء الذى کان فى الارض، وَ وَضَعَ الْمِیزانَ یرید المیزان المعهود له لسان و عمود و کفّتان اى الهم الناس کیفیت اتخاذ المیزان لیتوصّل به الى الانصاف و الانتصاف.
قال مجاهد المیزان هاهنا العدل، یقال وَضَعَ الْمِیزانَ اى قام بالعدل و دعا الیه، منه قوله: وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ و قیل المیزان القرآن، فیه بیان کلّ شىء یحتاج الیه.
«أَلَّا تَطْغَوْا» التأویل: لان لا تطغوا اى لان لا تجاوزوا الحد و الانصاف فیما لکم و علیکم. و قیل ان للتفسیر و لا للنهى اى لا تطغوا فى المیزان.
وَ أَقِیمُوا الْوَزْنَ اى اقیموا لسان المیزان، بِالْقِسْطِ، اى بالعدل.
قال ابن عیینة: الاقامة بالید و القسط بالقلب، وَ لا تُخْسِرُوا الْمِیزانَ اى لا تدخلوا النقص فیه و لا تطغوا فى الکیل و الوزن، یقال اخسرت المیزان و خسرته اى نقصته و قیل المیزان میزان القیامة اى لا تخسروا میزان اعمالکم. و قیل المیزان العقل فلا تخسروه بان یکون معطلا غیر متّبع و اعید ذکر المیزان مصرحا غیر مضمر لیکون النهى قائما بنفسه غیر محتاج الى الاول. و قیل لانها نزلت متفرقة فى اوقات مختلفة فتقتضى الاظهار.
و قال قتادة فى هذه الایة اعدل یا ابن آدم کما تحبّ ان یعدل علیک و اوف کما تحبّ ان یوفى لک فان العدل صلاح الناس.
وَ الْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ اى بسطها على وجه الماء للخلق لیکون قرارهم علیها. «و الانام» الجن و الانس. و قیل الانام کل ذى روح من الخلق.
فِیها فاکِهَةٌ، نکّر لکثرتها و عمومها، یعنى فیها انواع الفواکه. قال ابن کیسان فیها ما یتفکّهون به من النعم التی لا تحصى و کل النعمة یتفکّه بها،.. وَ النَّخْلُ ذاتُ الْأَکْمامِ اى ذات الاوعیة التی تکون فیه الثمر لان ثمر النخل تکون فى غلاف ما لم ینشقّ، واحدها کمّ و کل ما ستر شیئا فهو کمّ و کمّة و منه کم القمیص و کانت لرسول اللَّه (ص) کمة بیضاء یعنى القلنسوة.
وَ الْحَبُّ، اى حب البرّ و الشعیر و غیرهما من الحبوب التی خلقه اللَّه سبحانه فى الدنیا قوتا للانام، ذُو الْعَصْفِ العصف و العصیفة و رق الزرع. یقال یبدو اول ورقا ثم یکون سوقا ثم یحدث اللَّه فیه اکماما ثم یحدث فى الاکمام الحب.
و قیل العصف التبن. سمّى بذلک لان الریاح تعصفه بشدة هبوبها، اى تطیره و منه الریح العاصف و الریحان هو الرزق.
قال ابن عباس کل ریحان فى القرآن فهو رزق، تقول العرب خرجنا نطلب ریحان اللَّه اى رزقه. قال الحسن و ابن زید هو ریحانکم الذى یشمّ و قیل الریحان لباب القمح و قراءة العامة: وَ الْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَ الرَّیْحانُ کلّها مرفوعات بالرد على الفاکهة. و قرأ ابن عامر وَ الْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَ الرَّیْحانُ بنصب الباء و النون و ذا بالالف على معنى خلق الانسان و خلق هذه الاشیاء.
و قرأ حمزة و الکسائى: وَ الرَّیْحانُ بالجرّ عطفا على العصف تقدیره: و الحب ذو علف الانعام و طعام الانام.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ لما ذکر سبحانه ما مضى ذکره من فنون نعمه، قال فباىّ نعمة من هذه النعم تجحدان ایها الثقلان.
و الحکمة فى تکریر هذه الایة ما ذکره القتیبى ان اللَّه تعالى عدّد فى هذه السورة نعماءه و ذکّر خلقه آلائه، ثم اتبع ذکر کل کلمة وصفها و نعمة ذکرها بهذه الآیة و جعلها فاصلة بین کل نعمتین لینبّههم على النعم و یقررهم بها، کقولک لرجل احسنت الیه و تابعت علیه بالایادى و هو فى کل ذلک ینکرک و یکفرک الم تک فقیرا فاغنیتک، أ فتنکر هذا. الم تک عریانا فکسوتک، أ فتنکر هذا. ام لم تک خاملا فعزّزتک، أ فتنکر هذا. و مثل هذا التکرار سائغ فى کلام العرب، حسن فى هذا الموضع.
و قال الحسین بن الفضل التکرار لطرد الغفلة و تأکید الحجة.
روى جابر بن عبد اللَّه قال قرأ رسول اللَّه (ص) سورة الرحمن فى صلاة الفجر فلمّا انصرف قال للجن کانوا احسن ردّا منکم، ما قرأت فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ الا قالوا و لا بشىء من نعمک ربنا نکذّب.
و اعلم ان فى بعض هذه السورة ذکر الشدائد و العذاب و النار. و النعمة فیها من وجهین.
احدهما: فى صرفها من المؤمنین الى الکفار و تلک نعمة عظیمة تقتضى شکرا عظیما.
و الثانى: ان فى التخویف منها و التنبیه علیها نعمة عظیمة، لان اجتهاد الانسان رهبة ممّا یؤلمه اکثر من اجتهاده رغبة فیما ینعمه، و کرّر هذه الایة فى السورة احدى و ثلثین مرّة، ثمانیة منها ذکرها عقیب آیات فیها تعداد عجایب خلق اللَّه عز و جل و بدائع صنعه و مبدء الخلق و معادهم، ثم سبعة منها عقیب آیات فیها ذکر النار و شدائدها على عدد ابواب جهنم، و بعد هذه السبعة ثمانیة فى وصف الجنان و اهلها على عدد ابواب الجنة، و ثمانیة اخرى بعدها للجنتین اللتین دونهما، فمن اعتقد الثمانیة الاولى و عمل بموجبها استحق کلتى الثمانیتین من اللَّه و وقاه السبعة السابقة و اللَّه اعلم.
خَلَقَ الْإِنْسانَ یعنى آدم، مِنْ صَلْصالٍ للصلصال معنیان: احدهما هو الطین الیابس الذى اذا وطىء صلصل و صح عن رسول اللَّه (ص) انه قال اذا تکلّم اللَّه بالوحى سمع اهل السماوات لصوته صلصلة کصلصلة الجرس على الصفوان.
و الثانى الطین المنتن و هو الحمأ المسنون. یقال صل اللحم اذا انتن فاذقد جمعهما القرآن فهو الطین الیابس المنتن و اللَّه عز و جل خلق آدم من تراب صبّ علیه ماء فصار طینا ثم ترکه حتى انتن و لزب ثم سلّه فصار سلالة ثم ترکه حتى یبس فصار کالفخّار و الفخّار هو الطین المطبوخ بالنار و یکون له صوت ثم صبّ علیه ماء قیل ماء الاحزان، فلا ترى ابن آدم الا یکابد حزنا.
وَ خَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ المارج اللهب المختلط بسواد النار من قولهم مرج امر القوم اذا اختلط و قوله: فِی أَمْرٍ مَرِیجٍ اى مختلط و قیل المارج هى التی برأس الذبالة من خضرة النار و حمرتها المختلطین بالدخان خلق اللَّه عز و جل الجن منها و الملائکة من نورها و الشیاطین من دخانها. و الجانّ ابو الجن کما انّ الانسان ابو الانس و ابلیس ابو الشیاطین. و قیل خلق ابلیس من النار التی تکون منها الصواعق و قیل من نار الجحیم.
رَبُّ الْمَشْرِقَیْنِ وَ رَبُّ الْمَغْرِبَیْنِ احد المشرقین: هو الذى تطلع منه الشمس فى اطول یوم من السنة. و الثانى: الذى تطلع منه فى اقصر یوم و بینهما و ثمانون مشرقا و کذلک الکلام فى المغربین.
و قیل احد المشرقین للشمس و الثانى للقمر. و کذلک المغربان.
و اما قول عبد اللَّه بن عمر: ما بین المشرق و المغرب قبلة. یعنى لاهل المشرق و هو ان تجعل مغرب الصیف على یمنیک و مشرق الشتاء على یسارک فتکون مستقبل القبلة.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ یعنى فباىّ آلاء ربکما التی انعم علیکما من اتیانه بالصیف اثر الشتاء و بالشتاء اثر الصیف و من تصریفه الا زمان من حال الى حال و من حرّ الى برد، تکذّبان فتزعمان ان ربهما غیر اللَّه.
مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ، اى ارسل، من مرجت الدابة اذا ارسلتها للرعى. و قیل مرج اى خلط، من قوله: «مر مریج» اى مختلط و البحران فى بحر واحد و هو ماء عذب بجنب ماء ملح فى بحر واحد، و قیل هما بحر فارس و الروم، یَلْتَقِیانِ فى معظم البحر.
بَیْنَهُما بَرْزَخٌ، البرزخ الحائل بین الشیئین و منه سمّى القبر برزخا لانه بین الدنیا و الآخرة و قیل الوسوسة برزخ الایمان لانها طائفة بین الشک و الیقین، لا یَبْغِیانِ اى لا یختلطان و لا یتغیّران و قیل لا یَبْغِیانِ على الناس فیغرقاهم.
و عن ابن عباس قال بحر فى السماء و بحر فى الارض یلتقیان کل سنة مرّة و منه المطر، بینهما حاجز یمنع بحر السماء من النزول و بحر الارض من الصعود.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ فتزعمان انّهما لیست من عند اللَّه.
یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ قرأ اهل المدینة و البصرة: یخرج بضم الیاء و فتح الراء و قرأ الآخرون بفتح الیاء و ضم الراء، و اللؤلؤ اسم لکبار الدر، وَ الْمَرْجانُ صغار اللؤلؤ. و قیل المرجان هو البسّد و هو خزر حمر، یقال یلقیه الجن فى البحر.
قال ابن عباس یخرج منهما یعنى من ماء بحر السماء و بحر الارض لان ماء السماء اذا وقع فى صدف البحر انعقد اللؤلؤ فکان خارجا منها. و قیل یخرج من الاجاج و العذب جمیعا. و ذهب اکثرهم الى انهما یخرجان من المالح و لا یخرجان من العذب و لکن لما ذکرهما جمیعا اضاف الإخراج الیهما کما قال تعالى: وَ جَعَلَ الْقَمَرَ فِیهِنَّ نُوراً و انما هو فى السماء الدنیا لکن لما ذکر سبع سماوات و ذکر القمر بعدها اضافه الى ماجرا ذکره قبله.
و قال اهل الاشارة و حکى عن سفیان الثورى فى قول اللَّه عز و جل: مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ، قال فاطمة و على (ع) بَیْنَهُما بَرْزَخٌ محمد (ص). یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ الحسن و الحسین (ع). و قیل هما بحر العقل و الهوى بَیْنَهُما بَرْزَخٌ لطف اللَّه سبحانه یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ اى التوفیق و العصمة. و قیل بحرى الحجة و الشبهة، بینهما برزخ النظر و الاستدلال یخرج منهما الحق و الصواب.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ ا بالعذب ام بالملح.
وَ لَهُ الْجَوارِ هذه اللام لها معنیان، احدهما انها لام الملک. و الثانى انها لام الاستحسان و التعجب کقولهم: للَّه انت، للَّه درّک و الجوارى جمع الجاریة و هى السفینة هاهنا، اقام الصفة مقام الموصوف، الْمُنْشَآتُ قرأ حمزة و ابو بکر المنشآت بکسر الشین، اى المبتدئات و الآخذات فى السیر، فیکون الفعل لهن و قرأ الآخرون بفتح الشین اى المصنوعات و المتخذات اللاتى انشئن و خلقن و المعنى له السفن تجرى، فِی الْبَحْرِ کَالْأَعْلامِ فى البرّ. و الاعلام الجبال الطوال، واحدها علم، شبّه السفن فى البحر بالجبال فى البرّ.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ أ البحر تکذّبان ام بالسفن.
کُلُّ مَنْ عَلَیْها فانٍ اى کل من على وجه الارض یموت.
وَ یَبْقى وَجْهُ رَبِّکَ، تأویله: و یبقى ربک بوجهه، و العرب تضع الصفات موضع الذوات
کقول رسول اللَّه (ص): ید اللَّه على الجماعة، و قول اللَّه عز و جل: بِیَدِهِ مَلَکُوتُ کُلِّ شَیْءٍ و قول العرب: انشدک بوجه اللَّه یعنى باللّه. و عین اللَّه علیک. و قال الشاعر:
جزى اللَّه خیرا من امیر و بارکت
ید اللَّه فى ذاک الادیم الممزّق
قال ابن عباس لمّا نزلت هذه الآیة، قالت الملائکة هلک اهل الارض.
فانزل اللَّه عز و جل: کُلُّ شَیْءٍ هالِکٌ إِلَّا وَجْهَهُ، فایقنت الملائکة بالهلاک و وجه النعمة فى فناء الخلق التسویة بینهم فى حکم الفناء من غیر تخصیص بعضهم بالبقاء دون بعض.
و یحتمل ان یکون وجه النعمة فیه ما یبتنى علیه من الاعادة لیصل المؤمنون الى ما وعدوا به من النعیم الدائم السرمد.
ذُو الْجَلالِ وَ الْإِکْرامِ جلال اللَّه سبحانه عظمته و استحقاقه لاوصاف الکمال.
و قیل الجلال التنزیه، من قولهم: هو اجلّ من هذا. و معنى الاکرام الاعظام بالاحسان و قیل مکرم انبیائه و اولیائه بلطفه مع جلاله و عظمته.
روى ان رسول اللَّه (ص) مر برجل یصلّى و یقول یا ذا الجلال و الاکرام. فقال رسول اللَّه (ص) قد استجیب لک.
و عن انس قال قال رسول اللَّه (ص) الظّوا «۱» بیا ذا الجلال و الاکرام و عن سعید المقبرى قال الحّ رجل فقعد ینادى یا ذا الجلال و الاکرام، فنودى ان قد سمعت فما حاجتک.
یَسْئَلُهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ من ملک و انس و جن لا یستغنى عنه اهل السماء و الارض طرفة عین. قال ابن عباس اهل السماوات یسئلونه المغفرة و القوة، و اهل الارض یسئلونه الرزق و المغفرة، و قیل یسئلون الرزق و المغفرة للمؤمنین، کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ اى کل وقت له امر و هو اجراء المقادیر الى مواقیتها من احیاء و اماتة و اغناء و افقار و تحریک و تسکین و غیر ذلک.
روى عن ابى الدرداء عن رسول اللَّه (ص): انه قال یغنى فقیرا و یفقر غنیا و یذلّ عزیزا و یعزّ ذلیلا.
و فى الخبر الصحیح عن رسول اللَّه (ص) قال المیزان بید اللَّه یرفع اقواما و یضع آخرین.
و عن ابن عباس ان مما خلق اللَّه عز و جل لوحا من درّة بیضاء دفّتاه یاقوتة حمراء قلمه نور و کتابه نور، ینظر فیه کل یوم ثلاثمائة و ستین نظرة، یخلق و یرزق و یحیى و یمیت و یعزّ و یذلّ و یفعل ما یشاء. فذلک قوله: کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ.
و قیل شأنه انه یخرج کل یوم و لیلة عسکرا من اصلاب الآباء الى ارحام الامّهات و عسکرا من الارحام الى الدنیا و عسکرا من الدنیا الى القبور. ثم یرتحلون جمیعا الى اللَّه عز و جل.
و قیل کلّ یوم هو فى شأن یبدیه لا فى شأن یبتدئه.
قال سفیان بن عیینة الدهر کله عند اللَّه یومان، مدة الدنیا یوم فالشأن فیه الامر و النهى و الاحیاء و الاماتة و الاعطاء و المنع و تدبیر العالم.
و الآخر یوم القیامة فى الآخرة فالشأن فیه الجزاء و الحساب و الثواب و العقاب.
قال مقاتل نزلت فى الیهود حین قالوا ان اللَّه لا یقضى یوم السبت شیئا.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بسئوال اهل السماء ام بسئوال اهل الارض.
سَنَفْرُغُ لَکُمْ قرء حمزة و الکسائى: سیفرغ بالیاء لقوله: یَسْئَلُهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ یَبْقى وَجْهُ رَبِّکَ وَ لَهُ الْجَوارِ.
فاتبع الخبر الخبر. و قرأ الآخرون بالنون، و لیس المراد منه الفراغ عن شغل لانه سبحانه لیس له شغل یکون له فراغ و لا یشغله شأن و لکنه تهدید و وعید من اللَّه للخلق بالمحاسبة، کما تقول لمن تهدّده سافرغ لک، و ما به شغل.و قیل معناه سنقصدکم و نأخذ فى امرکم بعد ترک و امهال و ننجز لکم ما وعدناکم و نوصل کلّا الى ما وعدناه.
و فى الخبر قددنا من اللَّه فراغ لخلقه.
و الثَّقَلانِ الانس و الجن اثقل بهما الارض احیاء و امواتا. قال اللَّه تعالى: وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها.
و قال بعض اهل المعانى کل شىء له قدر و وزن ینافس فهو ثقل، قال النبى (ص) انّى تارک فیکم الثقلین کتاب اللَّه و عترتى.
فجعلهما ثقلین اعظاما لقدرهما، فکذلک سمّى الثقلان لعقلهم و رزانتهم و قدرهم. و قیل لانهما مثقلان بالذنوب، و قیل مثقلان بالتکلیف.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بقصدنا الى انجاز ما وعدناکم او بایصال الوعید الیکم.
یا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ اختلفوا فى معنى هذه الآیة. قال بعضهم خاطبهم به فى الدنیا فیقول إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا، اى تجوزوا و تخرجوا، مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ، من جوانبها و اطرافها، فَانْفُذُوا، معناه ان استطعتم ان تهربوا من الموت و الخروج من اقطار السماوات و الارض فاهربوا و اخرجوا منها. یعنى حیث ما کنتم ادرککم الموت کقوله: أَیْنَما تَکُونُوا یُدْرِکْکُمُ الْمَوْتُ، لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ یعنى حیث خرجتم الیه فثمّ سلطانى. فلا تخرجون من سلطانى.
و قال الزجاج حیث ما کنتم شاهدتم حجة اللَّه و سلطانه یدل على انه واحد. و قال بعضهم یخاطبهم به فى القیمة و القول هاهنا مضمر اى یقال لهم یوم القیامة: یا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فتعجزوا ربکم حتى لا یقدر علیکم. فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ.
اى حیث ما توجّهتم کنتم فى ملکى و سلطانى و لا یمکنکم الهرب من الجزاء.
و قیل لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ یعنى الا بشهادة ان لا اله الا اللَّه و ارضاء الخصوم و بعفو من اللَّه عز و جل. و قیل لا تنفذون الا بعد معاینة سلطان اللَّه فى محاسبته خلقه و مجازاته. قال ابن عباس ان اللَّه تعالى یأمر ملائکته یوم القیامة فتحفّ باقطار السماوات و الارض فلا یستطیع انس و لا جان ان یخرج من اقطارها.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بملکه فى السماء ام بملکه فى الارض.
یُرْسَلُ عَلَیْکُما شُواظٌ، قرأ ابن کثیر شواط بکسر الشین و الآخرون بضمها و هما لغتان و هو اللهب المتاجج الذى لا دخان فیه. و النحاس الدخان لا لهب معه و قیل النحاس الصفر المذاب یصبّ على رؤوسهم. قرأ ابن کثیر و ابو عمر وَ نُحاسٌ بکسر السین عطفا على النار و قرأ الباقون برفعها عطفا على الشواظ و قیل النحاس المهل و هو دردى الزیت، فَلا تَنْتَصِرانِ اى لا تقدران على الامتناع مما یعمل بکما و لا یکون لکما ناصر من اللَّه.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بارسال الشواظ او النحاس وجه النعمة فى هذا دلالته ایانا على ما ینجینا من ذلک.
فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ، اى انفرجت فتصیر ابوابا لنزول الملائکة کقوله: وَ یَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَ نُزِّلَ الْمَلائِکَةُ تَنْزِیلًا.
و قیل تصدّعت السماء و انفک بعضها من بعض لقیام الساعة، فَکانَتْ وَرْدَةً یعنى کلون الورد المشموم و قال ابن عباس یصیر کلون الفرس الورد و هو الأبیض الذى یضرب الى الحمرة و الصفرة، اى تتلوّن السماء یومئذ من الخوف کلون الفرس الوردة یکون فى الربیع اصفر و فى اول الشتاء احمر فاذا اشتد الشتاء کان اغبر فشبّه السماء فى تلوّنها عند انشقاقها بهذا الفرس فى تلوّنه، کَالدِّهانِ جمع دهن شبّه تلوّن السماء بتلون الورد من الخیل و شبّه الوردة فى اختلاف الوانها بالدهن یعنى دهن الزیت فانه یتلوّن الوانا بین صفرة و خضرة و حمرة. هذا قول الضحاک و مجاهد و قتادة و الربیع. و قال ابن جریح یصیر السماء کالدهن الذائب و ذلک حین یصیبها حرّ جهنم.
و قال الکلبى کَالدِّهانِ، اى کالادیم الاحمر و جمعه ادهنة.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بانشقاق السماء ام بتلوّنها و وجه النعمة فیه، التخویف و الزجر بما اخبرنا من ذلک.
فَیَوْمَئِذٍ یعنى فیوم تنشقّ السماء. لا یُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لا جَانٌّ و قال فى سورة اخرى فَوَ رَبِّکَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِینَ و لا تناقض لان التقدیر لا یسئل سؤال استعلام و استفهام لانهم یعرفون بسیماهم، لکن یسئلون سؤال توبیخ و تقریع، لا یسئلون هل عملتم کذا و کذا لان اللَّه تعالى علمها منهم و کتبت الملائکة علیهم، و لکن یسئلون لم عملتم کذا و کذا.
و قال ابو العالیة لا یُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ غیره من انس و لا جان. اى لا یؤخذ احد بذنب غیره. و قیل ان یوم القیمة یوم مقداره خمسون الف سنة و له اوقات فوقت یسئلون و وقت لا یسئلون و وقت ینطقون و یختصمون و وقت یصمتون.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بسئوال الانس ام بسؤال الجن و وجه النعمة فیه ما ذکرنا من التخویف.
یُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِیماهُمْ، بزرقة العیون و سواد الوجوه و المجرم هاهنا الکافر و اما المؤمن فاغر محجل. قال اللَّه تعالى یَوْمَ تَبْیَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ، فَیُؤْخَذُ بِالنَّواصِی وَ الْأَقْدامِ.
قیل یجمع بین نواصیهم و اقدامهم فیسحبون الى النار. و قیل تأخذهم الملائکة مرّة بنواصیهم فیجرّونهم على وجوههم فى النار و تارة یأخذون باقدامهم فیقذفونهم فى النار ثم یقال لهم: هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِی یُکَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ اى کان یکذّب بها المشرکون.
یَطُوفُونَ بَیْنَها اى بین جهنم، وَ بَیْنَ حَمِیمٍ آنٍ اى ماء حار قد انتهى حرّه یقال انى یانى فهو آن اذا انتهى من النّضج. یطاف بهم بین الجحیم و الحمیم و انهم یستغیثون فى النار من شدة حرّها و یسئلون قطرة من الماء فیذهب بهم الى حمیم آن فیغمسون فى ذلک الوادى فتنخلع اوصالهم هذا کقوله: إِنْ یَسْتَغِیثُوا یُغاثُوا بِماءٍ کَالْمُهْلِ.
فکلّ ما ذکر اللَّه تعالى من قوله: کُلُّ مَنْ عَلَیْها فانٍ مواعظ و زواجر و تخویف و کل ذلک نعمة من اللَّه تعالى لانها تزجر المعاصى و لذلک ختم کل آیة بقوله: فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ.
رشیدالدین میبدی : ۵۵- سورة الرحمن
۲ - النوبة الاولى
قوله تعالى: وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ (۴۶) آن را که میترسد از ایستاد نگاه پیش خداوند خویش، او راست دو بهشت.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۴۷) بکدام از نعمتهاى خداوند خویش خداوند خویش را مىنااستوار گیرید اى آدمیان و پریان.
ذَواتا أَفْنانٍ (۴۸) آن دو بهشت پر درختانست و پر شاخها آن و با گوناگون نعمتها و شادیها.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۴۹).
فِیهِما عَیْنانِ تَجْرِیانِ (۵۰). در آن دو بهشت دو چشمه روانست.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۵۱).
فِیهِما مِنْ کُلِّ فاکِهَةٍ زَوْجانِ (۵۲) در آن دو بهشت از هر میوه دو جفت است، دو طعم و دو رنگ و دو بوى.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۵۳).
مُتَّکِئِینَ عَلى فُرُشٍ، بازنشستگاناند خفتگان بر جامها باز گسترده.
بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ آسترها آن فراش از دیبا ستبر.
وَ جَنَى الْجَنَّتَیْنِ دانٍ (۵۴) و میوه آن دو بهشت از دست چنندگان نزدیک
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۵۵).
فِیهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ، در آن فراشها کنیزکاناند فرو داشته چشمان.
لَمْ یَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ (۵۶)، دست بایشان نبرده هیچ آدمى و نه پرى.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۵۷).
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۵۹).
کَأَنَّهُنَّ الْیاقُوتُ وَ الْمَرْجانُ (۵۸)، گویى که آن کنیزکان مرواریداند و یاقوت.
هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ (۶۰)، هست پاداش نیکویى مگر هم نیکویى..؟.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۶۱).
وَ مِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ (۶۲). و جز از آن دو بهشت دو بهشت دیگرند.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۶۳)
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۶۵).
مُدْهامَّتانِ (۶۴) دو بهشت سخت ژرف رنگ و سیراب رنگ.
هِما عَیْنانِ نَضَّاخَتانِ (۶۶)
، در آن دو چشمهاند که آب از بوم بهشت برمىاندازند و برمیجوشند.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۶۷).
فِیهِما فاکِهَةٌ وَ نَخْلٌ وَ رُمَّانٌ (۶۸)، در آن دو بهشت میوههاست و خرما ستان و انار.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۶۹).
فِیهِنَّ خَیْراتٌ حِسانٌ (۷۰)، در آن بهشتها کنیزکاناند نیکان در آفرینش و در خوى، نیکواناند در چهره و در روى.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۷۱).
حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِی الْخِیامِ (۷۲)، سیاه چشماناند از چشمها بیگانگان نگه داشته و در خیمها بداشته.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۷۳).
لَمْ یَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ (۷۴) خالى ندید ایشان را پیش از خداوندان ایشان هیچ کس نه مردم نه پرى.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۷۵).
مُتَّکِئِینَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ بناز نشستگاناند بر رفرف سبز در باغها رنگارنگ، وَ عَبْقَرِیٍّ حِسانٍ (۷۶)، و بساطها گران مایه نیکو.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۷۷).
تَبارَکَ اسْمُ رَبِّکَ، چون پاک است و بىعیب خداوند تو، ذِی الْجَلالِ وَ الْإِکْرامِ (۷۸)، خداوند با بزرگوارى و بندهنوازى.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۴۷) بکدام از نعمتهاى خداوند خویش خداوند خویش را مىنااستوار گیرید اى آدمیان و پریان.
ذَواتا أَفْنانٍ (۴۸) آن دو بهشت پر درختانست و پر شاخها آن و با گوناگون نعمتها و شادیها.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۴۹).
فِیهِما عَیْنانِ تَجْرِیانِ (۵۰). در آن دو بهشت دو چشمه روانست.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۵۱).
فِیهِما مِنْ کُلِّ فاکِهَةٍ زَوْجانِ (۵۲) در آن دو بهشت از هر میوه دو جفت است، دو طعم و دو رنگ و دو بوى.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۵۳).
مُتَّکِئِینَ عَلى فُرُشٍ، بازنشستگاناند خفتگان بر جامها باز گسترده.
بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ آسترها آن فراش از دیبا ستبر.
وَ جَنَى الْجَنَّتَیْنِ دانٍ (۵۴) و میوه آن دو بهشت از دست چنندگان نزدیک
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۵۵).
فِیهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ، در آن فراشها کنیزکاناند فرو داشته چشمان.
لَمْ یَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ (۵۶)، دست بایشان نبرده هیچ آدمى و نه پرى.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۵۷).
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۵۹).
کَأَنَّهُنَّ الْیاقُوتُ وَ الْمَرْجانُ (۵۸)، گویى که آن کنیزکان مرواریداند و یاقوت.
هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ (۶۰)، هست پاداش نیکویى مگر هم نیکویى..؟.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۶۱).
وَ مِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ (۶۲). و جز از آن دو بهشت دو بهشت دیگرند.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۶۳)
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۶۵).
مُدْهامَّتانِ (۶۴) دو بهشت سخت ژرف رنگ و سیراب رنگ.
هِما عَیْنانِ نَضَّاخَتانِ (۶۶)
، در آن دو چشمهاند که آب از بوم بهشت برمىاندازند و برمیجوشند.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۶۷).
فِیهِما فاکِهَةٌ وَ نَخْلٌ وَ رُمَّانٌ (۶۸)، در آن دو بهشت میوههاست و خرما ستان و انار.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۶۹).
فِیهِنَّ خَیْراتٌ حِسانٌ (۷۰)، در آن بهشتها کنیزکاناند نیکان در آفرینش و در خوى، نیکواناند در چهره و در روى.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۷۱).
حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِی الْخِیامِ (۷۲)، سیاه چشماناند از چشمها بیگانگان نگه داشته و در خیمها بداشته.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۷۳).
لَمْ یَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ (۷۴) خالى ندید ایشان را پیش از خداوندان ایشان هیچ کس نه مردم نه پرى.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۷۵).
مُتَّکِئِینَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ بناز نشستگاناند بر رفرف سبز در باغها رنگارنگ، وَ عَبْقَرِیٍّ حِسانٍ (۷۶)، و بساطها گران مایه نیکو.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ (۷۷).
تَبارَکَ اسْمُ رَبِّکَ، چون پاک است و بىعیب خداوند تو، ذِی الْجَلالِ وَ الْإِکْرامِ (۷۸)، خداوند با بزرگوارى و بندهنوازى.
رشیدالدین میبدی : ۵۵- سورة الرحمن
۲ - النوبة الثانیة
قوله: وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ آیات مواعظ و زواجر و ذکر عذاب و عقوبت کافران در پیش داشت تا مؤمنان بدان عبرت گیرند و پند پذیرند و در خوف و خشیت بیفزایند و در طاعت و عبادت کوشش نمایند و فرا اسباب نجات خود بینند و این عظیمتر نعمتى است از حق جل جلاله بر بندگان و لهذا ذکر عقیب کلّ آیة: فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ پس مآل و مرجع مؤمنان و بیان ثواب طاعات ایشان درگرفت فرمود: وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ.
مقام هم مصدر است و هم مکان، اگر مصدر نهى، معنى آنست که آن کس که در دنیا بوقت معصیت ترسد از ایستادن وى روز قیامت بحضرى عزت در مقام حساب، و از آن ترس معصیت و شهوت بگدازد، فردا او را دو بهشت است، یکى ثواب خوف را و دیگر ترک معصیت را.
و اگر مقام بر موضع و مکان نهى پس اینجا مضمرى محذوف است یعنى خاف مقام حساب ربه، آن کس که از مقام حساب حق بترسد داند که او را در آن مقام بدارند و از وى سؤال کنند کقوله تعالى: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ. او را دو بهشت است یکى جنة عدن و دیگر جنة النعیم. یکى نشستگاه خویش و دیگر نشستگاه جفتان و خادمان وى.
مفسران گفتند این آیت در شأن بو بکر صدیق فرو آمد، شرب لبنا فقیل له انه من غیر حل فاستقاء. و قال قتاده ان المؤمنین خافوا ذلک المقام فعملوا اللَّه و قاموا باللیل و النهار.
و فى الخبر الصحیح عن ابى هریرة قال قال رسول اللَّه (ص) من خاف ادلج و من ادلج بلغ المنزل الا ان سلعة اللَّه غالیة الا ان سلعة اللَّه الجنة.
و عن عطاء بن یسار عن ابى الدرداء: انه سمع رسول اللَّه (ص) یقصّ على المنبر و هو یقول: وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ. قلت و ان زنا و ان سرق یا رسول اللَّه فقال رسول اللَّه (ص) الثانیة: وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ. فقلت الثانیة: و ان زنا و ان سرق یا رسول اللَّه. فقال رسول اللَّه (ص) الثالثة: وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ فقلت الثالثة: و ان زنا و ان سرق یا رسول اللَّه. فقال: و ان رغم انف ابى الدرداء.
قال بعض المفسرین فى قوله: جنتان اى جنة للانس و جنة للجن. معنى آنست که هر که از مقام حساب پیش حق تعالى ترسد از آدمى و پرى، هر یکى را بهشتى است.
پرهیزکاران مردمان را بهشتى و پرهیزکاران پریان را بهشتى.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ باىّ نعمة من نعمه فى الجنتین، ثم وصف الجنتین، فقال ذَواتا أَفْنانٍ اى اغصان واحدها فنن و هو الغصن المستقیم طولا و قیل ذَواتا أَفْنانٍ اى الوان و انواع من الاشجار و الثمار واحدها فن یقال: هو الجنة کله افنان الاشجار متکاوسة غیر انها لا ترد شیئا. و قیل جنتان من الیاقوت الاحمر و الزبرجد الا خضر، ترابها الکافور و العنبر و حمأتها المسک الاذفر، کل بستان مسیرة مائة سنة فى وسط کل بستان دار من نور.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بالاغصان ام بالالوان.
فِیهِما عَیْنانِ تَجْرِیانِ بالماء الزلال احدیها التسنیم و الأخرى السلسبیل.
و قیل احدیهما من ماء غیر آسن و الأخرى من خمر لذّة للشاربین، تجریان من جبل من مسک.
قال ابو بکر محمد بن عمر الورّاق فیهما عینان تجریان لمن کانت له فى الدنیا عینان تجریان بالبکاء.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ باىّ العینین تجحدان.
فِیهِما مِنْ کُلِّ فاکِهَةٍ زَوْجانِ اى فیهما من کل ما یتفکه به صنفان رطب و یابس کالرطب و التمر و العنب و الزبیب.
قال ابن عباس ما فى الدنیا ثمرة حلو و لا مرّ الا و هى فى الجنة حتى الحنظل الا انه حلو.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ. باىّ الصنفین تجحدان.
مُتَّکِئِینَ اى جالسین جلسة الملوک جلوس راحة و دعة عَلى فُرُشٍ جمع فراش و هو ما استمهد للجلوس و النوم.
بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ جمع بطانة و الاستبرق الدیباج الثخین الغلیظ.
قیل لسعید بن جبیر البطائن من استبرق فما الظواهر.
قال هذا مما قال اللَّه تعالى فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ.
و قیل بطائنها من استبرق و ظواهرها من نور جامد.
و قال ابن عباس وصف البطائن و ترک الظواهر لانه لیس فى الارض احد یعرف ما الظواهر وَ جَنَى الْجَنَّتَیْنِ دانٍ اى ما یجتنى من ثمر الجنتین قریب یناله القائم و القاعد و النائم.
و قیل اذا ارادوه دنا من افواههم، فیتناولون من غیر تعب.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بالظهارة ام بالبطانة.
فِیهِنَّ اى فى الجنان و قیل فى الفرش قاصِراتُ الطَّرْفِ یعنى الحوارى قصرن اعینهن على ازواجهن فلا یطمحن الى غیرهم و تقول لزوجها و عزة ربى ما ارى فى الجنة شیئا احسن منک، فالحمد للَّه الذى جعلک زوجى و جعلنى زوجک.
و قصر الطرف ایضا من الحیاء و الغنج. قصر الطرف چون بر معنى حیا و غنج بود معنى قاصرات الطرف آنست که: کنیزکان بهشتى نازنیناناند، از ناز فرو شکسته چشماناند.
لَمْ یَطْمِثْهُنَّ. الطمث المجامعة بالتدمیة اى ما ادماهن بالجماع احد.
قال مجاهد اذا جامع الرجل فلم یسمّ اللَّه انطوى الجانّ على احلیله فجامع معه فذلک قوله: لَمْ یَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ.
گفتهاند که إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ دلیل آنست که مسلمان جن در بهشت باشند و از ایشان جماع بود با جنس خویش نه با جنس انس و معنى الایة: حور الانس لم یطمثهن انس و حور الجن لم یطمثهن جن.
مقاتل گفت: مراد باین حور بهشتىاند که ایشان را در بهشت آفریدند و هرگز هیچ کس بایشان نارسیده و نه دست بایشان برده.
حسن گفت زنان دنیوىاند که بعد از آنکه ایشان را در آن جهان باز نو آفریدند در بهشت هیچ کس بایشان نرسید پیش از شویان خویش.
در این سورة دو جاى فرمود لَمْ یَطْمِثْهُنَّ. کسایى یکى از آن بضم میم خواند و آن دیگر بکسر میم. اگر اول بضم خواند آخر بکسر خواند و اگر اول بکسر خواند آخر بضم خواند و السبب فى ذلک ما روى ابو اسحاق السبیعى قال کنت اصلّى خلف اصحاب على (ع) فاسمعهم یقرءون: لَمْ یَطْمِثْهُنَّ، بضم المیم و کنت اصلّى خلف اصحاب عبد اللَّه بن مسعود فاسمعهم یقرءون بکسر المیم فکان الکسائى یضم احدیهما و یکسر الأخرى لئلّا یخرج عن هذین الاثرین.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بقصر اطرافهن، ام بانهن لم یطمثن، کَأَنَّهُنَّ الْیاقُوتُ وَ الْمَرْجانُ اى کانهن الیاقوت حمرة و صفاء، و المرجان بیاضا و ضیاء.
روى عن ابى سعید فى صفة اهل الجنة عن رسول اللَّه (ص) لکل رجل منهم زوجان على کل زوجة سبعون حلّة یرى مخ سوقهن دون لحمهما و دمائهما و حللهما.
و روى عن ابى هریرة ان رسول اللَّه (ص) قال اول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر لیلة البدر و الذین على اثرهم کاشدّ کوکب اضاءة. قلوبهم على قلب رجل واحد لا اختلاف بینهم و لا تباغض، لکل امرئ منهم زوجتان کل واحدة منهما یرى مخ ساقها من وراء لحمها من الحسن.
«یسبحون اللَّه بکرة و عشیا لا یسقمون و لا یمتخطون و لا یبصقون، آنیتهم الذهب و الفضة و امشاطهم الذهب و وقود مجامرهم الالوة و ریحهم المسک.
و عن عبد اللَّه بن مسعود عن النبى (ص) ان المرأة من اهل الجنة لیرى بیاض ساقها من وراء سبعین حلة من حریر و مخّها.
ان اللَّه عز و جل یقول کَأَنَّهُنَّ الْیاقُوتُ وَ الْمَرْجانُ فاما الیاقوت فانه حجر لو ادخلت فیه سلکا ثم استصفیته لرأیته من ورائه.
و قال عمرو بن میمون ان المرأة من الحور العین لتلبس سبعین حلة فیرى مخّ ساقها من ورائها کما یرى الشراب الاحمر فى الزجاجة البیضاء.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بمشابهته الیاقوت ام بمشابهته المرجان.
هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ هل هاهنا بمعنى ما کقوله: فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِینُ. یعنى ما جزاء من احسن فى الدنیا الا ان یحسن الیه فى الآخرة.
و قال ابن عباس هل جزاء من قال: لا اله الا اللَّه و عمل بما جاء به محمد (ص) الا الجنة.
عن انس بن مالک قال قرأ رسول اللَّه (ص) هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ.
ثم قال هل تدرون ما قال ربکم قالوا اللَّه و رسوله اعلم، قال یقول هل جزاء من انعمت علیه بالتوحید الا الجنة.
و فى روایة ابن عباس و ابن عمر قالا قال رسول اللَّه (ص) یقول اللَّه تعالى ما جزاء من انعمت علیه بمعرفتى و توحیدى الا ان امکّنه جنتى و حظیرة قدسى برحمتى.
و قال محمد ابن الحنفیّة هى مسجّلة للبرّ و الفاجر اى سواء فى هذا ابرار الخلق و فجّارهم، انه من احسن احسن الیه، للفاجر فى دنیاه و للبر فى اخراه.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ باحسان التوفیق فى الدنیا ام باحسان الثواب فى الآخرة.
وَ مِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ. اى من دون الجنتین الاولیین جنّتان اخریان: جنتان من فضة آنیتهما و ما فیهما و جنتان من ذهب آنیتهما و ما فیهما و لکل رجل و امرأة من اهل الجنّة جنتان، احدیهما جزاء اعماله و الأخرى ورثوها عن الکفار و هو قوله عز و جل: أُولئِکَ هُمُ الْوارِثُونَ الآیة و قوله: نُورِثُ مِنْ عِبادِنا.
و فى الخبر الصحیح عن رسول اللَّه (ص) جنتان من فضة آنیتهما و ما فیهما و جنتان من ذهب آنیتهما و ما فیهما و ما بین القوم و بین ان ینظروا الى ربهم الّا رداء الکبریاء على وجهه فى جنة عدن. و قیل لکل واحد منهم اربع جنان فى الجهات الاربع: بین یدیه و من خلفه و یمینه و شماله.
و قیل اربع جنان على التوالى لیتضاعف له السرور بالتنقل من جنة الى جنة و یکون امتع لانه ابعد من الملک فیما طبع علیه البشر.
و قیل الجنتان الاولیان افضل منهما.
و الآخریان ادون منهما فالاولیان: جنات عدن و جنة الفردوس و الآخریان: جنة النعیم و جنة المأوى.
و قیل الاولیان للمقربین السابقین، فیهما من کل فاکهة زوجان و الآخریان لاصحاب الیمین و التابعین فیهما فاکهة و نخل و رمان.
و قیل الاولیان جنتان فى القصر و الآخریان خارج القصر.
و قیل الاولیان للرجال و الولدان و الآخریان للنساء و الحور العین.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ باىّ الجنتین تجحدان.
مُدْهامَّتانِ، اى، ناعمتان سوداوان من ریّهما و شدة خضرتهما لان الخضرة اذا اشتدت ضربت الى السواد و الفعل منه ادهامّ یدهامّ فهو مدهامّ و هما مدهامتان اى الغالب على هاتین الجنتین النبات و الریاحین المنبسطة على وجه الارض و فى الاولیین الاشجار و الفواکه.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ، منهما.
هِما عَیْنانِ نَضَّاخَتانِ
، تفوران بالماء لا تنقطعان. و النضخ ان تفور العین بالماء و هو اکثر من النضج و انما وصفها بالنضخ لان الماء الذى یفور و یجرى امتع من الماء الراکد.
قال ابن مسعود تنضخان على اولیاء اللَّه بالمسک و الکافور. و قال ابن عباس تنضخان بالخیر و البرکة على اهل الجنة. و قال سعید بن جبیر: بالماء و الوان الفاکهة. و قال انس بن مالک تنضخان بالمسک و العنبر فى دور اهل الجنة کطش المطر.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ، من العینین.
فِیهِما فاکِهَةٌ وَ نَخْلٌ وَ رُمَّانٌ، انما اعاد ذکر النخل و الرمان و هما من جملة الفواکه للتفضیل و عن سعید بن جبیر عن ابن عباس قال نخل الجنة جذوعها زمرد اخضر و ورقها ذهب احمر و سعفها کسوة لاهل الجنة، منها مقطعاتهم و حللهم و ثمرها امثال القلال او الدلاء اشد بیاضا من اللبن و احلى من العسل، و الین من الزبد لیس له عجم کلما نزعت ثمرة عادت مکانها اخرى و انهارها تجرى فى غیر اخدود.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ، بالفاکهة ام بالنخل ام بالرمان.
فِیهِنَّ خَیْراتٌ حِسانٌ، فِیهِنَّ، اى: فى الجنان الاربع جوار خَیْراتٌ حِسانٌ، واحدة الخیرات خیرة، و اصلها خیّرات، واحدها خیّرة و الرجل خیّر فخفف کهین و لین.
روى عن ام سلمة قالت قلت لرسول اللَّه (ص) اخبرنى عن قوله: خَیْراتٌ حِسانٌ، قال خیرات الاخلاق حسان الوجوه.
و قیل فى تفسیر الخیرات، اى لسن بدفرات و لا بخرات و لا متطلعات و لا متشوفات و لا ذربات و لا سلیطات و لا طماحات و لا طوافات فى الطرق.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ، بالخیرات ام بالحسان.
حُورٌ مَقْصُوراتٌ، لاهل اللغه فى الحور قولان: قال قوم الحور البیاض و الحوارى سمّى لبیاضه، و الحواریون کانوا قصارین، یبیضون الثیاب. و خبز محوّر و الحواریات نساء القرى لبیاض لونهن.
و قال قوم الحور السواد.
مَقْصُوراتٌ، اى محبوسات عن اعین ازواج غیرهن.
و جمع المفسرون بینهما فقالوا حوراى شدیدات سواد العین، شدیدات بیاضها.
و قیل مَقْصُوراتٌ اى مخدّرات مستورات فى الحجال.
و قیل معناه شدیدات سواد العین شدیدات بیاض الوجه.
یقال امراة مقصورة، اذا کانت مخدرة مستورة لا تخرج.
روى عن النبى (ص)، قال لو ان امرأة من نساء اهل الجنة اطلعت الى الارض لاضاءت ما بینهما و لملأت ما بینهما ریحا. و لنصیفها على راسها خیر من الدنیا و ما فیها فِی الْخِیامِ قیل فى التفسیر خیمة من درة مجوفة طولها فى السماء ستون میلا و قیل الخیمة لؤلؤة اربعة فراسخ فى اربعة فراسخ لها الف من باب ذهب.
و روى لو ان حوراء بزقت فى بحر، لعذب ذلک البحر من عذوبة ریقها
و روى انهن یقلن نحن الناعمات فلا نبأس. الراضیات فلا نسخط نحن الخالدات فلا نبید. طوبى لمن کنا له و کان لنا.
و فى الاثر اذا قلن هذه المقالة اجابتهن المؤمنات من نساء الدنیا نحن المصلّیات و ما صلیتن، نحن الصائمات و ما صمتن، نحن المتصدقات و ما تصدقتن، فغلبنهن.
و قال ابن مسعود لکل زوجة خیمة طولها ستون میلا.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ، بالحور ام بالخیام.
لَمْ یَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ اى لم یمسهن آدمى قبلهم و لا جان، کرّر ذلک زیادة فى التشویق تاکیدا للرغبة فیها.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ، مما ذکرنا. قال محمد بن کعب ان المؤمن یزوّج الف ثیب و الف بکر و الف حوراء.
مُتَّکِئِینَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ قال سعید بن جبیر و ابن عباس الرفرف ریاض الجنة، خضر مخصبة. واحدتها رفرفة، و الرفارف جمع الجمع مشتق من رف النبت یرف اذا صار غضّا نضرا.
و قیل هى الوسائد و النمارق و البسط اى کما اتکأوا فى الاولیین على فرش بطائنها من استبرق، اتکأوا فى هاتین الجنتین على رفرف خضر و عبقرىّ حسان.
العبقرىّ الزرابى الطنافس الثخان و قیل هى الدیباج واحدتها عبقریة کما یقال: تمرة و تمر و لوزة و لوز و العبقرى عند العرب کل ثوب موشى منسوب الى عبقر و هى بلدة یعمل فیها الوشى.
و قیل عبقر اسم ارض یسکنها الجن، ینسب الیها خیار کل شىء و قیل عبقر اسم رجل کان بمکة یتخذ الزرابى و یجیدها فینسب الیه کل شىء جیّد حسن.
و العبقرىّ ایضا عند العرب: القوىّ الشدید القوة، الحاذق فى الصنعة.
قال رسول اللَّه (ص): رأیت عمر بن الخطاب فى المنام یستقى من بئر فلم ار عبقریا یفرى فریه. اى یعمل عمله.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بالرفرف ام بالعبقرى.
تَبارَکَ اسْمُ رَبِّکَ اى تبارک ربک و الاسم صلة کقوله: تَبارَکَ الَّذِی و قال لبید: الى الحول ثم اسم السلام علیکما.
اى ثم السلام علیکما. و الاسم صلة و الاسم هو المسمى و من قال بغیر هذا قال بخلق اسماء اللَّه تَبارَکَ اى تقدس و تعظّم و تمجّد و تعالى و دام الذى لم یزل و لا یزال، ذِی الْجَلالِ وَ الْإِکْرامِ قرأ اهل الشام: ذو الجلال بالواو و کذلک فى مصاحفهم اجراء على الاسم و الجلال لا یستعمل الا للَّه سبحانه و تعالى. وَ الْإِکْرامِ هو ان یکرم اولیائه بالانعام علیهم و الاحسان الیهم.
ختم اللَّه سبحانه هذه السورة بذکر تمجیده و تحمیده کما عدّد فنون نعمه و صنوف مبرته و روى عن عائشة قالت کان رسول اللَّه (ص) اذا سلم من الصلاة لا یقعد الا مقدار ما یقول اللهم انت السلام و منک السلام تبارکت ذا الجلال و الاکرام.
مقام هم مصدر است و هم مکان، اگر مصدر نهى، معنى آنست که آن کس که در دنیا بوقت معصیت ترسد از ایستادن وى روز قیامت بحضرى عزت در مقام حساب، و از آن ترس معصیت و شهوت بگدازد، فردا او را دو بهشت است، یکى ثواب خوف را و دیگر ترک معصیت را.
و اگر مقام بر موضع و مکان نهى پس اینجا مضمرى محذوف است یعنى خاف مقام حساب ربه، آن کس که از مقام حساب حق بترسد داند که او را در آن مقام بدارند و از وى سؤال کنند کقوله تعالى: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ. او را دو بهشت است یکى جنة عدن و دیگر جنة النعیم. یکى نشستگاه خویش و دیگر نشستگاه جفتان و خادمان وى.
مفسران گفتند این آیت در شأن بو بکر صدیق فرو آمد، شرب لبنا فقیل له انه من غیر حل فاستقاء. و قال قتاده ان المؤمنین خافوا ذلک المقام فعملوا اللَّه و قاموا باللیل و النهار.
و فى الخبر الصحیح عن ابى هریرة قال قال رسول اللَّه (ص) من خاف ادلج و من ادلج بلغ المنزل الا ان سلعة اللَّه غالیة الا ان سلعة اللَّه الجنة.
و عن عطاء بن یسار عن ابى الدرداء: انه سمع رسول اللَّه (ص) یقصّ على المنبر و هو یقول: وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ. قلت و ان زنا و ان سرق یا رسول اللَّه فقال رسول اللَّه (ص) الثانیة: وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ. فقلت الثانیة: و ان زنا و ان سرق یا رسول اللَّه. فقال رسول اللَّه (ص) الثالثة: وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ فقلت الثالثة: و ان زنا و ان سرق یا رسول اللَّه. فقال: و ان رغم انف ابى الدرداء.
قال بعض المفسرین فى قوله: جنتان اى جنة للانس و جنة للجن. معنى آنست که هر که از مقام حساب پیش حق تعالى ترسد از آدمى و پرى، هر یکى را بهشتى است.
پرهیزکاران مردمان را بهشتى و پرهیزکاران پریان را بهشتى.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ باىّ نعمة من نعمه فى الجنتین، ثم وصف الجنتین، فقال ذَواتا أَفْنانٍ اى اغصان واحدها فنن و هو الغصن المستقیم طولا و قیل ذَواتا أَفْنانٍ اى الوان و انواع من الاشجار و الثمار واحدها فن یقال: هو الجنة کله افنان الاشجار متکاوسة غیر انها لا ترد شیئا. و قیل جنتان من الیاقوت الاحمر و الزبرجد الا خضر، ترابها الکافور و العنبر و حمأتها المسک الاذفر، کل بستان مسیرة مائة سنة فى وسط کل بستان دار من نور.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بالاغصان ام بالالوان.
فِیهِما عَیْنانِ تَجْرِیانِ بالماء الزلال احدیها التسنیم و الأخرى السلسبیل.
و قیل احدیهما من ماء غیر آسن و الأخرى من خمر لذّة للشاربین، تجریان من جبل من مسک.
قال ابو بکر محمد بن عمر الورّاق فیهما عینان تجریان لمن کانت له فى الدنیا عینان تجریان بالبکاء.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ باىّ العینین تجحدان.
فِیهِما مِنْ کُلِّ فاکِهَةٍ زَوْجانِ اى فیهما من کل ما یتفکه به صنفان رطب و یابس کالرطب و التمر و العنب و الزبیب.
قال ابن عباس ما فى الدنیا ثمرة حلو و لا مرّ الا و هى فى الجنة حتى الحنظل الا انه حلو.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ. باىّ الصنفین تجحدان.
مُتَّکِئِینَ اى جالسین جلسة الملوک جلوس راحة و دعة عَلى فُرُشٍ جمع فراش و هو ما استمهد للجلوس و النوم.
بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ جمع بطانة و الاستبرق الدیباج الثخین الغلیظ.
قیل لسعید بن جبیر البطائن من استبرق فما الظواهر.
قال هذا مما قال اللَّه تعالى فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ.
و قیل بطائنها من استبرق و ظواهرها من نور جامد.
و قال ابن عباس وصف البطائن و ترک الظواهر لانه لیس فى الارض احد یعرف ما الظواهر وَ جَنَى الْجَنَّتَیْنِ دانٍ اى ما یجتنى من ثمر الجنتین قریب یناله القائم و القاعد و النائم.
و قیل اذا ارادوه دنا من افواههم، فیتناولون من غیر تعب.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بالظهارة ام بالبطانة.
فِیهِنَّ اى فى الجنان و قیل فى الفرش قاصِراتُ الطَّرْفِ یعنى الحوارى قصرن اعینهن على ازواجهن فلا یطمحن الى غیرهم و تقول لزوجها و عزة ربى ما ارى فى الجنة شیئا احسن منک، فالحمد للَّه الذى جعلک زوجى و جعلنى زوجک.
و قصر الطرف ایضا من الحیاء و الغنج. قصر الطرف چون بر معنى حیا و غنج بود معنى قاصرات الطرف آنست که: کنیزکان بهشتى نازنیناناند، از ناز فرو شکسته چشماناند.
لَمْ یَطْمِثْهُنَّ. الطمث المجامعة بالتدمیة اى ما ادماهن بالجماع احد.
قال مجاهد اذا جامع الرجل فلم یسمّ اللَّه انطوى الجانّ على احلیله فجامع معه فذلک قوله: لَمْ یَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ.
گفتهاند که إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ دلیل آنست که مسلمان جن در بهشت باشند و از ایشان جماع بود با جنس خویش نه با جنس انس و معنى الایة: حور الانس لم یطمثهن انس و حور الجن لم یطمثهن جن.
مقاتل گفت: مراد باین حور بهشتىاند که ایشان را در بهشت آفریدند و هرگز هیچ کس بایشان نارسیده و نه دست بایشان برده.
حسن گفت زنان دنیوىاند که بعد از آنکه ایشان را در آن جهان باز نو آفریدند در بهشت هیچ کس بایشان نرسید پیش از شویان خویش.
در این سورة دو جاى فرمود لَمْ یَطْمِثْهُنَّ. کسایى یکى از آن بضم میم خواند و آن دیگر بکسر میم. اگر اول بضم خواند آخر بکسر خواند و اگر اول بکسر خواند آخر بضم خواند و السبب فى ذلک ما روى ابو اسحاق السبیعى قال کنت اصلّى خلف اصحاب على (ع) فاسمعهم یقرءون: لَمْ یَطْمِثْهُنَّ، بضم المیم و کنت اصلّى خلف اصحاب عبد اللَّه بن مسعود فاسمعهم یقرءون بکسر المیم فکان الکسائى یضم احدیهما و یکسر الأخرى لئلّا یخرج عن هذین الاثرین.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بقصر اطرافهن، ام بانهن لم یطمثن، کَأَنَّهُنَّ الْیاقُوتُ وَ الْمَرْجانُ اى کانهن الیاقوت حمرة و صفاء، و المرجان بیاضا و ضیاء.
روى عن ابى سعید فى صفة اهل الجنة عن رسول اللَّه (ص) لکل رجل منهم زوجان على کل زوجة سبعون حلّة یرى مخ سوقهن دون لحمهما و دمائهما و حللهما.
و روى عن ابى هریرة ان رسول اللَّه (ص) قال اول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر لیلة البدر و الذین على اثرهم کاشدّ کوکب اضاءة. قلوبهم على قلب رجل واحد لا اختلاف بینهم و لا تباغض، لکل امرئ منهم زوجتان کل واحدة منهما یرى مخ ساقها من وراء لحمها من الحسن.
«یسبحون اللَّه بکرة و عشیا لا یسقمون و لا یمتخطون و لا یبصقون، آنیتهم الذهب و الفضة و امشاطهم الذهب و وقود مجامرهم الالوة و ریحهم المسک.
و عن عبد اللَّه بن مسعود عن النبى (ص) ان المرأة من اهل الجنة لیرى بیاض ساقها من وراء سبعین حلة من حریر و مخّها.
ان اللَّه عز و جل یقول کَأَنَّهُنَّ الْیاقُوتُ وَ الْمَرْجانُ فاما الیاقوت فانه حجر لو ادخلت فیه سلکا ثم استصفیته لرأیته من ورائه.
و قال عمرو بن میمون ان المرأة من الحور العین لتلبس سبعین حلة فیرى مخّ ساقها من ورائها کما یرى الشراب الاحمر فى الزجاجة البیضاء.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بمشابهته الیاقوت ام بمشابهته المرجان.
هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ هل هاهنا بمعنى ما کقوله: فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِینُ. یعنى ما جزاء من احسن فى الدنیا الا ان یحسن الیه فى الآخرة.
و قال ابن عباس هل جزاء من قال: لا اله الا اللَّه و عمل بما جاء به محمد (ص) الا الجنة.
عن انس بن مالک قال قرأ رسول اللَّه (ص) هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ.
ثم قال هل تدرون ما قال ربکم قالوا اللَّه و رسوله اعلم، قال یقول هل جزاء من انعمت علیه بالتوحید الا الجنة.
و فى روایة ابن عباس و ابن عمر قالا قال رسول اللَّه (ص) یقول اللَّه تعالى ما جزاء من انعمت علیه بمعرفتى و توحیدى الا ان امکّنه جنتى و حظیرة قدسى برحمتى.
و قال محمد ابن الحنفیّة هى مسجّلة للبرّ و الفاجر اى سواء فى هذا ابرار الخلق و فجّارهم، انه من احسن احسن الیه، للفاجر فى دنیاه و للبر فى اخراه.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ باحسان التوفیق فى الدنیا ام باحسان الثواب فى الآخرة.
وَ مِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ. اى من دون الجنتین الاولیین جنّتان اخریان: جنتان من فضة آنیتهما و ما فیهما و جنتان من ذهب آنیتهما و ما فیهما و لکل رجل و امرأة من اهل الجنّة جنتان، احدیهما جزاء اعماله و الأخرى ورثوها عن الکفار و هو قوله عز و جل: أُولئِکَ هُمُ الْوارِثُونَ الآیة و قوله: نُورِثُ مِنْ عِبادِنا.
و فى الخبر الصحیح عن رسول اللَّه (ص) جنتان من فضة آنیتهما و ما فیهما و جنتان من ذهب آنیتهما و ما فیهما و ما بین القوم و بین ان ینظروا الى ربهم الّا رداء الکبریاء على وجهه فى جنة عدن. و قیل لکل واحد منهم اربع جنان فى الجهات الاربع: بین یدیه و من خلفه و یمینه و شماله.
و قیل اربع جنان على التوالى لیتضاعف له السرور بالتنقل من جنة الى جنة و یکون امتع لانه ابعد من الملک فیما طبع علیه البشر.
و قیل الجنتان الاولیان افضل منهما.
و الآخریان ادون منهما فالاولیان: جنات عدن و جنة الفردوس و الآخریان: جنة النعیم و جنة المأوى.
و قیل الاولیان للمقربین السابقین، فیهما من کل فاکهة زوجان و الآخریان لاصحاب الیمین و التابعین فیهما فاکهة و نخل و رمان.
و قیل الاولیان جنتان فى القصر و الآخریان خارج القصر.
و قیل الاولیان للرجال و الولدان و الآخریان للنساء و الحور العین.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ باىّ الجنتین تجحدان.
مُدْهامَّتانِ، اى، ناعمتان سوداوان من ریّهما و شدة خضرتهما لان الخضرة اذا اشتدت ضربت الى السواد و الفعل منه ادهامّ یدهامّ فهو مدهامّ و هما مدهامتان اى الغالب على هاتین الجنتین النبات و الریاحین المنبسطة على وجه الارض و فى الاولیین الاشجار و الفواکه.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ، منهما.
هِما عَیْنانِ نَضَّاخَتانِ
، تفوران بالماء لا تنقطعان. و النضخ ان تفور العین بالماء و هو اکثر من النضج و انما وصفها بالنضخ لان الماء الذى یفور و یجرى امتع من الماء الراکد.
قال ابن مسعود تنضخان على اولیاء اللَّه بالمسک و الکافور. و قال ابن عباس تنضخان بالخیر و البرکة على اهل الجنة. و قال سعید بن جبیر: بالماء و الوان الفاکهة. و قال انس بن مالک تنضخان بالمسک و العنبر فى دور اهل الجنة کطش المطر.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ، من العینین.
فِیهِما فاکِهَةٌ وَ نَخْلٌ وَ رُمَّانٌ، انما اعاد ذکر النخل و الرمان و هما من جملة الفواکه للتفضیل و عن سعید بن جبیر عن ابن عباس قال نخل الجنة جذوعها زمرد اخضر و ورقها ذهب احمر و سعفها کسوة لاهل الجنة، منها مقطعاتهم و حللهم و ثمرها امثال القلال او الدلاء اشد بیاضا من اللبن و احلى من العسل، و الین من الزبد لیس له عجم کلما نزعت ثمرة عادت مکانها اخرى و انهارها تجرى فى غیر اخدود.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ، بالفاکهة ام بالنخل ام بالرمان.
فِیهِنَّ خَیْراتٌ حِسانٌ، فِیهِنَّ، اى: فى الجنان الاربع جوار خَیْراتٌ حِسانٌ، واحدة الخیرات خیرة، و اصلها خیّرات، واحدها خیّرة و الرجل خیّر فخفف کهین و لین.
روى عن ام سلمة قالت قلت لرسول اللَّه (ص) اخبرنى عن قوله: خَیْراتٌ حِسانٌ، قال خیرات الاخلاق حسان الوجوه.
و قیل فى تفسیر الخیرات، اى لسن بدفرات و لا بخرات و لا متطلعات و لا متشوفات و لا ذربات و لا سلیطات و لا طماحات و لا طوافات فى الطرق.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ، بالخیرات ام بالحسان.
حُورٌ مَقْصُوراتٌ، لاهل اللغه فى الحور قولان: قال قوم الحور البیاض و الحوارى سمّى لبیاضه، و الحواریون کانوا قصارین، یبیضون الثیاب. و خبز محوّر و الحواریات نساء القرى لبیاض لونهن.
و قال قوم الحور السواد.
مَقْصُوراتٌ، اى محبوسات عن اعین ازواج غیرهن.
و جمع المفسرون بینهما فقالوا حوراى شدیدات سواد العین، شدیدات بیاضها.
و قیل مَقْصُوراتٌ اى مخدّرات مستورات فى الحجال.
و قیل معناه شدیدات سواد العین شدیدات بیاض الوجه.
یقال امراة مقصورة، اذا کانت مخدرة مستورة لا تخرج.
روى عن النبى (ص)، قال لو ان امرأة من نساء اهل الجنة اطلعت الى الارض لاضاءت ما بینهما و لملأت ما بینهما ریحا. و لنصیفها على راسها خیر من الدنیا و ما فیها فِی الْخِیامِ قیل فى التفسیر خیمة من درة مجوفة طولها فى السماء ستون میلا و قیل الخیمة لؤلؤة اربعة فراسخ فى اربعة فراسخ لها الف من باب ذهب.
و روى لو ان حوراء بزقت فى بحر، لعذب ذلک البحر من عذوبة ریقها
و روى انهن یقلن نحن الناعمات فلا نبأس. الراضیات فلا نسخط نحن الخالدات فلا نبید. طوبى لمن کنا له و کان لنا.
و فى الاثر اذا قلن هذه المقالة اجابتهن المؤمنات من نساء الدنیا نحن المصلّیات و ما صلیتن، نحن الصائمات و ما صمتن، نحن المتصدقات و ما تصدقتن، فغلبنهن.
و قال ابن مسعود لکل زوجة خیمة طولها ستون میلا.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ، بالحور ام بالخیام.
لَمْ یَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ اى لم یمسهن آدمى قبلهم و لا جان، کرّر ذلک زیادة فى التشویق تاکیدا للرغبة فیها.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ، مما ذکرنا. قال محمد بن کعب ان المؤمن یزوّج الف ثیب و الف بکر و الف حوراء.
مُتَّکِئِینَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ قال سعید بن جبیر و ابن عباس الرفرف ریاض الجنة، خضر مخصبة. واحدتها رفرفة، و الرفارف جمع الجمع مشتق من رف النبت یرف اذا صار غضّا نضرا.
و قیل هى الوسائد و النمارق و البسط اى کما اتکأوا فى الاولیین على فرش بطائنها من استبرق، اتکأوا فى هاتین الجنتین على رفرف خضر و عبقرىّ حسان.
العبقرىّ الزرابى الطنافس الثخان و قیل هى الدیباج واحدتها عبقریة کما یقال: تمرة و تمر و لوزة و لوز و العبقرى عند العرب کل ثوب موشى منسوب الى عبقر و هى بلدة یعمل فیها الوشى.
و قیل عبقر اسم ارض یسکنها الجن، ینسب الیها خیار کل شىء و قیل عبقر اسم رجل کان بمکة یتخذ الزرابى و یجیدها فینسب الیه کل شىء جیّد حسن.
و العبقرىّ ایضا عند العرب: القوىّ الشدید القوة، الحاذق فى الصنعة.
قال رسول اللَّه (ص): رأیت عمر بن الخطاب فى المنام یستقى من بئر فلم ار عبقریا یفرى فریه. اى یعمل عمله.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بالرفرف ام بالعبقرى.
تَبارَکَ اسْمُ رَبِّکَ اى تبارک ربک و الاسم صلة کقوله: تَبارَکَ الَّذِی و قال لبید: الى الحول ثم اسم السلام علیکما.
اى ثم السلام علیکما. و الاسم صلة و الاسم هو المسمى و من قال بغیر هذا قال بخلق اسماء اللَّه تَبارَکَ اى تقدس و تعظّم و تمجّد و تعالى و دام الذى لم یزل و لا یزال، ذِی الْجَلالِ وَ الْإِکْرامِ قرأ اهل الشام: ذو الجلال بالواو و کذلک فى مصاحفهم اجراء على الاسم و الجلال لا یستعمل الا للَّه سبحانه و تعالى. وَ الْإِکْرامِ هو ان یکرم اولیائه بالانعام علیهم و الاحسان الیهم.
ختم اللَّه سبحانه هذه السورة بذکر تمجیده و تحمیده کما عدّد فنون نعمه و صنوف مبرته و روى عن عائشة قالت کان رسول اللَّه (ص) اذا سلم من الصلاة لا یقعد الا مقدار ما یقول اللهم انت السلام و منک السلام تبارکت ذا الجلال و الاکرام.
رشیدالدین میبدی : ۵۶- سورة الواقعه
۱ - النوبة الثانیة
این سورة هزار و هفتصد و سه حرف است و سیصد و هفتاد و هشت کلمه و نود و شش آیة جمله بمکه فرو آمد و آن را مکى شمرند مگر یک آیت بقول ابن عباس: أَ فَبِهذَا الْحَدِیثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَکُمْ أَنَّکُمْ تُکَذِّبُونَ.
گفت این یک آیت بمدینه فرود آمد و باقى بمکه.
و قیل الّا قوله: ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ.
و در این سورة ناسخ و منسوخ نیست مگر یک آیت بقول مقاتل بن سلیمان: ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ قَلِیلٌ مِنَ الْآخِرِینَ. مقاتل گفت: این یک آیت منسوخ است بآیت دیگر که ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ.
در خبر است که عثمان بن عفان عیادت کرد عبد اللَّه مسعود را در بیمارى مرگ، گفت یا عبد اللَّه این ساعت از چه مىنالى. گفت اشتکى ذنوبى، بر گناهان خود مىنالم گفت چه آرزوست ترا در این وقت گفت: رحمة ربى، آرزوى من آن است که اللَّه بر من رحمت کند و بر ضعف و عجز من ببخشاید.
عثمان گفت: ا فلا ندعو الطبیب، طبیب را خوانیم تا درد ترا مداوات کند؟
گفت الطبیب امرضنى. طبیب خود مرا بروز بیمارى افکند.
گفت خواهى تا ترا عطائى فرمایم که ببعضى حاجتهاى خود صرف کنى.
گفت لا حاجة لى به وقتى مرا باین حاجت نیست و هیچ دربایست نیست.
گفت دستورى هست تا بدخترانت دهم که ناچار ایشان را حاجت بود، گفت نه، که ایشان را حاجت نیست و اگر حاجت بود به از این من ایشان را عطائى دادهام، گفتهام که بوقت حاجت و ضرورت، سورة الواقعة بر خوانید که من از رسول خدا (ص) شنیدم: من قرأ سورة الواقعة کل لیلة لم تصبه فاقة ابدا.
هر که سورة الواقعة هر شب برخواند فقر و فاقت هرگز بدو نرسد.
و عن هلال بن یساف عن مسروق قال من اراد ان یعلم نبأ الاولین و الآخرین و نبأ اهل الجنة و نبأ اهل النار و نبأ الدنیا و نبأ الآخرة فلیقرأ سورة الواقعة.
قوله تعالى: إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ تقدیره: اذکر اذا وقعت الواقعه اى قامت القیامة و نزلت صیحتها و هى النفخة الاخیرة، هذا کقوله: فَیَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ و کقوله: إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ وَ إِنَّ الدِّینَ لَواقِعٌ.
لَیْسَ لِوَقْعَتِها کاذِبَةٌ اى لیس لکونها اکذوبة و لا مثنویة. و کاذبة هاهنا فى موضع المصدر کقوله عز و جل: لا تَسْمَعُ فِیها لاغِیَةً الکاذبة الکذب و اللاغیة اللغو. تقول کذب یکذب کذبا و کاذبة کالعافیة و العاقبة. و المعنى من اخبر عنها صدق و لم یکذب. و قیل لیس الخبر عن وقوعها کذبا.
یاد کن اى محمد آن روز که دردمند در صور در آن نفخه آخر که قیامت بپاى شود و صیحه رستاخیز و زلزله ساعت پدید آید، روزى که در آن شک نیست، وعده که در وى خلاف نیست. هر که ازو خبر دهد راست گوید، که در آن گفت وى دروغ نیست، بودنى که آن را مردّ نیست. افتادنى که درو گمان نیست و وقت وقوع آن جز بعلم اللَّه نیست.
خافِضَةٌ رافِعَةٌ هذه صفة القیامة. اذا وقعت تبلغ و تسمع من بعد کمن قرب.
و قیل تخفض اعداء اللَّه فى النار و ان کانوا اعزّة فى الدنیا و ترفع اولیاء اللَّه الى الجنة و ان کانوا اذلّاء فى الدنیا.
قال ابن عطاء خفضت قوما بالعدل و رفعت قوما بالعدل.
إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا اى حرّکت الارض تحریکا شدیدا، کقوله: إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها قال الکلبى و ذلک ان اللَّه عز و جل یوحى الیها فتضطرب فرقا. و قیل ترجّ کما یرجّ الصبىّ فى المهد حتى یهدم کل بناء علیها و ینکسر کل من علیها من الجبال و غیرها، تقول رججته فارتجّ اى حرّکته فتحرک.
وَ بُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا قال الحسن: اى نسفت و قلعت من اصلها کقوله: یَنْسِفُها رَبِّی نَسْفاً و قال مقاتل و مجاهد فتّت فتّا و کسرت کسرا حتى صارت کالدقیق و قال الکلبى سیّرت على وجه الارض تسییرا، کقوله: وَ یَوْمَ نُسَیِّرُ الْجِبالَ.
قوله: فَکانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا، صارت الجبال هباء و هو حشو الجو. و المنبث المنتسف المتفرّق. و قیل الهباء المنبث ما سطع من سنابک الخیل و قیل ما تطایر من شرر النار و قال فى موضع آخر وَ تَکُونُ الْجِبالُ کَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ و فى التفسیر ان اللَّه سبحانه یبعث ریحا من تحت الارض فتحمل الارض و الجبال و تضرب بعضها ببعض و لا تزال کذلک حتى تصیر غبارا و یسقط ذلک الغبار على وجوه الکفار و ذلک قوله: وَ حُمِلَتِ الْأَرْضُ وَ الْجِبالُ فَدُکَّتا دَکَّةً واحِدَةً و قال فى صفة الکفار وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ عَلَیْها غَبَرَةٌ.
وَ کُنْتُمْ أَزْواجاً اى صرتم اصنافا ثُلُثَهُ و عند العرب کل ماله نظیر فهو زوج، فردا کان او شفعا ثم فسّرهم فقال: فَأَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ. اى ما هم و اىّ شىء هم. و هذا اللفظ فى العربیة تجرى مجرى التعجب و هو من اللَّه تعظیم الشأن عند من یخاطبه به فکانه عجّب نبیه (ص) و عظّم شأن المذکورین عنده. و فى تفسیر هذه الکلمة اربعة اقوال.
احدها: انهم هم الذین یؤخذ بهم عن الموقف ذات الیمین الى الجنة و اصحاب الشمال هم الذین یؤخذ بهم ذات الشمال الى النار.
و القول الثانى و هو قول ابن عباس: هم الذین اخرجوا من الکتف الیمنى من آدم (ع) حین اخرج اللَّه ذریته من صلبه. و قال اللَّه لهم هؤلاء للجنة و لا ابالى و اصحاب المشأمة اصحاب الشمال الذین اخرجوا من الکتف الیسرى من آدم (ع) و قال اللَّه لهم هؤلاء للنار و لا ابالى.
و القول الثالث و هو قول الضحاک: فَأَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ، هم الذین یعطون کتبهم بایمانهم. وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ، هم الذین یعطون کتبهم بشمائلهم.
و القول الرابع و هو قول الحسن و الربیع: فَأَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ، هم الذین کانوا میامین مبارکین على انفسهم و کانت اعمارهم فى طاعة اللَّه، و هم التابعون باحسان و أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ هم المشائیم على انفسهم و کانت اعمارهم فى المعاصى.
تقول یمین و شمال و یمنى و شؤمى و الایمن و الاشأم.
و صحّ فى الحدیث ان الکافر یسئل یوم القیمة فیقال له ما ذا قدّمت فینظر ایمن منه فلا یرى الا النار و ینظر اشأم منه فلا یرى الى النار.
و جمع المیمنة المیامن و جمع المشأمة المشائم و کان رسول اللَّه (ص) اذا توضّأ یبدأ بمیامنه و کان یحب التیامن فى کل شىء. تقول تیامن الرجل اذا بدأ بیمینه و اصل الیمن السعادة و اصل التیمن الزجر و الفال الحسن و اما الشمال فجمعه شمائل و شمل و اشملة و شمالات و سمى الیمن لان الیمن عن یمین الکعبة و الشام عن شمال الکعبة و ذلک اذا دخل الحجر تحت المیزاب.
وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِکَ الْمُقَرَّبُونَ یحتمل ان یکون السابقون مبتداء و خبره السابقون الثانى و معناه و السابقون الى طاعة اللَّه فى الدنیا هم السابقون غدا الى الجنة و الرضوان. و یجوز ان یکون السابقون الثانى تأکیدا للأول و خبر الابتداء قوله: أُولئِکَ الْمُقَرَّبُونَ.
و یحتمل ان یکون تقدیر الآیة و السابقون ما السابقون فحذف ما لان الاولیین تدلّان علیه فیکون الکلام فى الثلاثة على نسق واحد.
و فى التفسیر انهم السابقون الى الاسلام ثم السابقون الى الهجرة ثم السابقون الى التکبیرة الاولى فى الصلاة الخمس ثم السابقون الى الخیرات. قال اللَّه عز و جل وَ هُمْ لَها سابِقُونَ و قال تعالى اسْتَبِقُوا الْخَیْراتِ
و هذا هو التقسیم الذى فى قوله عز و جل: فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَیْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ.
و یقال السابقون الذین سبقت لهم من اللَّه الحسنى فسبقوا الى ما سبق لهم.
أُولئِکَ الْمُقَرَّبُونَ لم یقل المتقرّبون بل قال المقرّبون و هذا عین الجمع و علم الکافة انهم بتقریب ربهم سبقوا لا بتقرّبهم.
أُولئِکَ الْمُقَرَّبُونَ من اللَّه.
فِی جَنَّاتِ النَّعِیمِ. و قیل الناس ثلاثة رجل: ابتکر الخیر فى حداثة سنّه ثم داوم علیه حتى خرج من الدنیا فهو السابق المقرب. و رجل ابتکر عمره بالذنوب و طول الغفلة ثم یراجع بتوبة فهذا صاحب یمین. و رجل ابتکر الشر فى حداثته ثم لم یزل علیه حتى خرج من الدنیا فهذا صاحب شمال.
ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ، اى هى ثلة من الاوّلین و الثلّة فى اللغة الجماعة من الناس، و الثلّة بفتح الثاء الجماعة من النساء.
و تکلّموا فى الثلّة الاولین فقالوا هم اتباع الانبیاء قبلنا، وَ قَلِیلٌ مِنَ الْآخِرِینَ عنینا بها فنحن فى کثرتهم قلیل، قال الزجاج الذین عاینوا جمیع النبیّین من لدن آدم و صدّقوهم اکثر ممن عاین النبى (ص) لکثرة الانبیاء.
و قیل ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ قَلِیلٌ مِنَ الْآخِرِینَ کلاهما من امة محمد (ص)
فقد روى انه قال (ص) کلتا الثلّتین امّتى.
روى عن ابى هریرة قال لما نزل ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ قَلِیلٌ مِنَ الْآخِرِینَ شقّ ذلک على اصحاب النبى (ص) و استوحشوا حتى بکى عمرو قال یا نبى اللَّه آمنّا بک و صدّقناک و ما ینجو منا الا قلیل فانزل اللَّه تعالى ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ فصارت هذه الایة ناسخة لقوله: وَ قَلِیلٌ مِنَ الْآخِرِینَ. ثم قال (ص) انى لارجو ان تکونوا ربع اهل الجنة بل ثلث اهل الجنة بل انتم نصف اهل الجنة و تقاسمونهم فى النصف الثانى.
و روى انه قال (ص) اهل الجنة مائة و عشرون صفّا ثمانون صفا منها امّتى و هم الفائزون الاخیار.
و روى انه قال تبعث هذه الامّة یوم القیامة تسدّ الافق و انى مکاثر بکم الامم.
و قال (ص) مثل امّتى مثل المطر لا یدرى اوله خیر ام آخره.
قوله: عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ الموضون المنسوج مضاعفا یقال للدرع موضونة اذا کانت بحلقتین حلقتین.
قال اهل التفسیر عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ منسوجة بقضبان الذهب و الجواهر و قیل جعل کل سریر بجنب سریر طول کل سریر ثلاثمائة ذراع فاذا اراد العبد ان یجلس علیها تواضعت فاذا جلس علیها ارتفعت.
مُتَّکِئِینَ عَلَیْها مُتَقابِلِینَ بنظر بعضهم الى بعض لا یرى بعضهم قفا صاحبه، وصفوا مع نعیمهم بحسن العشرة و صفاء المودّة و تهذیب الاخلاق.
یَطُوفُ عَلَیْهِمْ، اى یخدمهم و ینقلب الیهم وِلْدانٌ غلمان جمع ولید. و خدمة الغلمان امتع من خدمة الکبار و هم ولدان انشأهم اللَّه لخدمة اهل الجنة.
و قال الحسن: هم اولاد اهل الدنیا اطفال لم تکن لهم حسنات فیثابوا علیها و لا سیئات فیعاقبوا علیها لان الجنة لا ولادة فیها.
و جاء فى بعض الاخبار: ان اطفال الکفار خدم اهل الجنة، مُخَلَّدُونَ، اى باقون لا یموتون، خلقوا للخلد. و قیل یبقون على غلومتهم لا یتغیر نضارتهم و لا یحولون من حالة الى حالة. و قیل مُخَلَّدُونَ مستورون مقرّطون یقال خلد جاریته اذا زیّنها و حلّاها بالخلد و هو القرط. و الخلادة القلادة لغة قحطانیة. قال الشاعر:
و مخلّدات باللجین کانما
اعجازهن اقاوز الکثبان
اى مزینات محلیات.
بِأَکْوابٍ وَ أَبارِیقَ و الاکواب جمع کوب و هى الاقداح المستدیرة الافواه لا آذان لها و لا عرى و الأباریق جمع ابریق، و هى ذوات الخراطیم و لها عروة سمیت اباریق لبروق لونها من الصفاء و قیل انها عجمیة معرّبة آب ریز، وَ کَأْسٍ مِنْ مَعِینٍ اى قدح مملوء من خمر. الکأس القدح فیه الشراب و المعین الخمر تجرى من العیون یقال الکوب للماء و غیره، و الإبریق لغسل الایدى و الکأس لشرب الخمر.
لا یُصَدَّعُونَ عَنْها. اى تطربهم و لا تؤذیهم بصداع. تقول صدع الرجل و صدع اذا اصابه الصداع. و قیل لا یُصَدَّعُونَ، اى لا یفرّقون، عَنْها تقول صدّعهم فانصدعوا اى فرّقهم فتفرقوا، وَ لا یُنْزِفُونَ اى لا یسکرون فتذهب عقولهم، یقال نزف الشارب فهو نزیف و منزوف اى سکر. و قیل لا یتقیّئون و لا یبولون.
قال ابن عباس: فى الخمر اربع خصال: السکر و الصداع و القىء و البول و اللَّه عز و جل نزّه خمر الجنة عنها کلّها.
و قرئ یُنْزِفُونَ بکسر الزاى، یعنى لا تفنى خمرهم تقول انزف القوم اذا فنى شرابهم و قیل انزف سکر.
وَ فاکِهَةٍ مِمَّا یَتَخَیَّرُونَ اى یختارون فکلّها خیار.
وَ لَحْمِ طَیْرٍ مِمَّا یَشْتَهُونَ. قال ابن عباس یخطر على قلبه لحم الطیر فیصیر بین یدیه على ما اشتهى و یقال انه یقع على صحفة الرجل فیاکل منه ما یشتهى ثم یطیر فیذهب.
وَ حُورٌ عِینٌ قرأ ابو جعفر و حمزة و الکسائى بکسر الراء و النون اى و بحور عین. و قرأ الباقون بالرفع یعنى و لهم حور عین اى بیض عین، اى ضخام العیون هذا تفسیر النبى (ص) فى جواب ام سلمه.
کَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَکْنُونِ المخزون فى الصدف لم تمسّه الایدى.
روى انه سطع نور فى الجنة فقالوا ما هذا قالوا حوراء ضحکت فى وجه زوجها. و روى ان الحوراء اذا مشت سمع تقدیس الخلاخیل من ساقیها و تمجید الاسورة من ساعدیها و ان عقد الیاقوت یضحک من نحرها و فى رجلیها نعلان من ذهب شراکهما من لؤلؤ تصرّان بالتسبیح.
و کان یحیى بن معاذ یقول اخطب زوجة لا تسلبها منک المنایا و اعرس بها فى دار لا یخربها دوران البلایا و شبّک لها حجلة لا تحرقها نیران الرزایا.
و روى انهن خلقن من الزعفران.
قوله: جَزاءً بِما کانُوا یَعْمَلُونَ اى یفعل ذلک بهم لجزاء اعمالهم.
قوله: جَزاءً منصوب على انه مفعول له و قیل منصوب على المصدر اى یجازون جزاء باعمالهم.
لا یَسْمَعُونَ فِیها اى فى الجنة، لَغْواً، اى باطلا من القول و لا صیاحا و صخبا و عبثا، وَ لا تَأْثِیماً اى اثما و قیل وَ لا تَأْثِیماً اى لا یقال لهم اثمتم و اسأتم. و لیس التأثیم مما یختصّ بالسماع و انما جاز بمجاورة اللغو کقول القائل: اکلت خبزا و لبنا، اللبن مشروب لا مأکول و انما جاز بمجاورة الخبز.
قوله: إِلَّا قِیلًا سَلاماً سَلاماً یعنى الا قولا ذا سلامة یعنى قولا یسلم من اللغو و الاثم و فى نصب سلاما ثلاثة اقوال: احدها ان یکون صفة للقیل کما ذکرت.
و الثانى ان ینتصب بالقول اى الا ان یقولوا سلاما. و الثالث على المصدر و تقدیره الا ان یقولوا سلّمک اللَّه سلاما.
ثم ذکر اصحاب الیمین على التعجب مما لهم، فقال: وَ أَصْحابُ الْیَمِینِ ما أَصْحابُ الْیَمِینِ تقدیره ما لاصحاب الیمین. قال ابو العالیة و الضحاک: نظر المسلمون الى وجّ و هو واد مخصب بالطائف فاعجبهم سدرها فقالوا یا لیت لنا مثل هذا فانزل اللَّه تعالى هذه الآیات.
فِی سِدْرٍ مَخْضُودٍ السدر شجر النبق و المخضود الذى لا شوک له و الخضد القطع کانه قطع شوکه و یجوز فى العربیة ان یقال هذا شجرة مخضودة الشوک و لم یکن لها شوک اصلا یجب خضده کقوله عز و جل: مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى و هو عسل لم یکن فیه شمع قط یحب تصفیته منه. و قال ابن کیسان: هو الذى لا اذى فیه. قال: و لیس شىء من ثمر الجنة فى غلف کما یکون فى الدنیا من الباقلى و غیره بل کلها مأکول و مشروب و مشموم و منظور الیه.
وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ جاء فى التفسیر انه شجر الموز لان ثمره یکون منضودا بعضه فوق بعض قیل شجر الجنة موقر بالحمل من اسفله الى اعلاه لیست له سوق بارزة و قال الحسن لیس هو بالموز و لکنه شجر عظیم ناضر رفیف له ظل بارد طیب و قیل هوام غیلان و العرب تحبه لنوره اى لطیب نوره. و خوطبوا بما عقلوا و انما فضله على ما فى الدنیا کفضل سائر ما فى الجنة على ما فى الدنیا.
وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ دائم تامّ لا تنسخه الشمس کما بین الفجر الى طلوع الشمس.
و قال مقاتل هو ظل العرش و صحّ عن رسول اللَّه (ص) انه قال ان فى الجنة شجرة یسیر الراکب فى ظلها مائة عام لا یقطعها
و عن ابن عباس فى قوله: وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ قال شجرة فى الجنة على ساق یخرج الیها اهل الجنة فیتحدّثون فى اصلها و یتذکر بعضهم و یشتهى لهو الدنیا فیرسل اللَّه عز و جل ریحا من الجنة فتحرّک تلک الشجرة بکل لهو کان فى الدنیا.
و یحتمل ان الظل عبارة عن الحفظ. تقول فلان فى ظلّ فلان اى فى کنفه لانه لا شمس هناک.
وَ ماءٍ مَسْکُوبٍ مصبوب یجرى دائما فى غیر اخدود و یصعد الى القصور و العلالى و ینسکب منحدرا لا یلطخ شیئا و قیل یسکب على الخمر فیشرب ممزوجا.
وَ فاکِهَةٍ کَثِیرَةٍ اى کثیرة الاجناس و الانواع لا مقطوعة بالزمن و لا ممنوعة بالثمن و قیل ثمرة الدنیا فى الشتاء مقطوعة و فى الربیع ممنوعة لم ینع.
قال ابن عباس: لا تنقطع اذا جنیت و لا تمتنع من احد اراد اخذها.
و قیل وَ لا مَمْنُوعَةٍ اى لا محصورة بالجدار کما یحصر على بساتین الدنیا و جاء فى الحدیث ما قطعت ثمرة من ثمار الجنة الا ابدل اللَّه مکانها ضعفین.
و فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ اى عالیة بعضها فوق بعض.
قال رسول اللَّه (ص) فى قوله: وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ اى عالیة قال ارتفاعها لکما بین السماء و الارض و ان ما بین السماء و الارض لمسیرة خمس مائة عام
و قیل اراد بالفرش النساء و العرب تسمى المرأة فراشا و لباسا على الاستعارة.
قال النبى (ص) الولد للفراش.
فسمّى المرأة فراشا. مَرْفُوعَةٍ رفعن بالجمال و الفضل على نساء الدنیا و قیل: رفعن عن ان یبلن او یحضن او یتغوّطن او یمتحطن او یشین. دلیل هذا التاویل قوله فى عقبه: إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً اى خلقناهن خلقا جدیدا.
قال ابن عباس یعنى الآدمیات العجائز الشمط یقول خلقنا هن بعد الهرم خلقا آخر فجعلناهن ابکارا عذارى.
قال مجاهد روى عن رسول اللَّه (ص) انه قال فى امرأة عند عایشه من بنى عامر و کانت عجوزا ان الجنة لا تدخلها العجز، فولّت تبکى فقال (ص) اخبروها انها یومئذ لیست بعجوز.
ان اللَّه تعالى یقول: إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً الایة.
و عن انس بن مالک عن النبى (ص) فى قوله: إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً قال: عجائزکن فى الدنیا عمشا رمصا فجعلهن ابکارا.
قال بعض المفسرین و قد فعل اللَّه سبحانه فى الدنیا بزکریّا فقال تعالى وَ أَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ سئل الحسن عن ذلک الصلاح، فقال جعلها شابة بعد أن کانت عجوزا، و ولودا بعد ان کانت عقیما.
و قال مقاتل و غیره هن الحور العین انشأهن اللَّه عز و جل على جهة الابتداء لم تقع علیهن ولادة.
فَجَعَلْناهُنَّ أَبْکاراً عذارى لا یأتیها الرجل الا وجدها بکرا.
عُرُباً جمع عروب و هى المتحبّبة الى زوجها بغنجها و قیل عُرُباً مشتهیات للازواج، یقال ناقة عروبة اذا اشتهت الفحل و قیل هى الحسنة التبعّل و قیل هى الخفرة المتبذلة لزوجها و قیل هى اللعوب بزوجها انسابه.
و فى بعض التفاسیر عُرُباً اى کلامهن عربى أَتْراباً جمع ترب.
اى مستویات على سن واحد، بنات ثلث و ثلثین، و قیل هن لدات فى شکل ثلث عشره سنة فى قد صاحبها.
لِأَصْحابِ الْیَمِینِ اى خلقناهن لاصحاب الیمین، و عن ابى هریرة عن النبى (ص) قال یدخل اهل الجنة الجنة جردا و مردا بیضا جعادا مکحّلین ابناء ثلث و ثلثین على خلق آدم طوله ستون ذراعا فى سبع اذرع.
و عن ابى سعید الخدرى قال قال رسول اللَّه (ص) ادنى اهل الجنة الذى له ثمانون الف خادم و اثنتان و سبعون زوجة و تنصب له قبة من لؤلؤ و زبرجد و یاقوت کما بین الجابیة الى صنعاء.
و فى بعض الروایات ینظر الى وجهه فى خدها اصفى من المرآة و ان ادنى لؤلؤة علیها تضیء ما بین المشرق و المغرب و انه لیکون علیها سبعون ثوبا ینفذها بصره حتى یرى مخّ ساقها من وراء ذلک.
و روى ان فى الجنة غرفة یقال لها العالیة فیها حوراء یقال لها الغنجة اذا اراد ولى اللَّه ان یأتیها اتاها جبرئیل فآذنها فقامت على اطرافها معها اربعة آلاف و صیفة یجمعن اذیالها و ذوائبها یبخرنها بمجامر بلا نار.
و عن عبد الرحمن البیلمانى قال لیعطى الرجل منکم غرفة من لؤلؤ فیها سبعون غرفة فى کل غرفة زوجة من الحور العین ینظر فى وجه کل واحدة منهن فیرى وجهه فى وجهها و ترى هى وجهها فى وجهه من الحسن، مکتوب فى نحر کل واحدة منهن انت حبّى و انا حبّک بیاضهن کبیاض المرجان و صفاؤهن کصفاء الیاقوت.
و عن انس بن مالک قال قال رسول اللَّه (ص) تقول الحوراء یوم القیامة لولىّ اللَّه کم من مجلس من مجالس ذکر اللَّه قد اکرمک به العزیز اشرفت علیک بدلالى و غنجى و اترابى و انت قاعد بین اصحابک تخاطبنی الى اللَّه عز و جل، فترى شوقک کان یعدل شوقى او حبک کان یعدل حبى و الذى اکرمنى بک و اکرمک بى ما خطبتنى الى اللَّه عز و جل مرّة الا خطبتک الى اللَّه سبعین مرة فالحمد للَّه الذى اکرمنى بک و اکرمک بى وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ من مؤمنى هذه الامّة.
هذا قول بعض المفسرین. و یروى عن النبى (ص) قال من آدم (ع) الینا ثلة و منّى الى یوم القیمة ثلّة و لا یستتمّها الا سودان من رعاة الإبل ممن قال لا اله الا اللَّه.
و عن سعید بن جبیر عن ابن عباس قال خرج رسول اللَّه (ص) یوما فقال عرضت علىّ الامم فجعل یمرّ النبى معه الرجل و النبى معه الرجلان و النّبی معه الرهط و النبى لیس معه رهط و النبى لیس معه احد و رایت سوادا کثیرا سدّ الافق فقیل لى انظر هکذا و هکذا فرأیت سوادا کثیرا سدّ الافق فقیل هؤلاء امّتک و مع هؤلاء سبعون الفا یدخلون الجنة بغیر حساب.
و فى روایة عبد اللَّه بن مسعود عن رسول اللَّه (ص) قال عرضت علىّ الانبیاء اللیلة باتباعها حتى اتى على موسى فى کبکبة بنى اسرائیل فلما رایتهم اعجبونى فقلت اى رب من هؤلاء قیل هذا اخوک موسى و من معه من بنى اسرائیل، قلت فاین امّتى قیل انظر عن یمینک فاذا ظراب مکه قد سدّت بوجوه الرجال فقیل هؤلاء امّتک أ رضیت قلت رب رضیت قیل انظر عن یسارک فاذا الافق قد سدّ بوجوه الرجال، قیل هؤلاء امّتک ا رضیت قلت رب رضیت رب رضیت فقیل ان مع هؤلاء سبعین الفا یدخلون الجنة بلا حساب علیهم. فقال نبى اللَّه (ص) ان استطعتم ان تکونوا من السبعین فکونوا و ان عجزتم و قصرتم فکونوا من اهل الظراب و ان عجزتم فکونوا من اهل الافق فانى قد رأیت ثم اناسا یتهاوشون کثیرا.
و روى انه قال (ص) انى لارجو ان تکونوا شطر اهل الجنة ثم تلا رسول اللَّه (ص): ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ.
و قال ابو العالیة و مجاهد و عطاء بن ابى رباح و الضحاک ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ، یعنى من سابقى هذه الامّة وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ من هذه الامّة فى آخر الزمان یدل علیه
قول النبى (ص): هما جمیعا من امّتى.
قوله: وَ أَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ المشأمة و الشمال واحد و هم الذین یعطون کتبهم بشمائلهم و یؤخذ بهم طریق الشمال الى النار و یلزمهم الشوم و النکدة.
فِی سَمُومٍ، و هو الریح الحارة تدخل فى المسامّ و جمعه سمائم و قیل السموم حرّ جهنم و فیحها و هو بالنهار و الحرور باللیل و قیل سموم جهنم ریح باردة شدیدة البرد تخرج من تحت صخرة فى جهنم تقطع الوجوه و سائر اللحوم و منه قول الشاعر:
الیوم یوم بارد سمومة
من جزع الیوم فلا نلومه
وَ حَمِیمٍ و هو الماء الحار فى النهایة.
وَ ظِلٍّ مِنْ یَحْمُومٍ دخان شدید السواد تقول العرب اسود یحموم اذا کان شدید السواد. قال الضحاک النار سوداء و اهلها سود و کل شىء فیها اسود.
و قیل یحموم جبل فى النار یستغیث الى ظله اهل النار. قابل بهذا الظل ظل اصحاب المیمنة.
لا بارِدٍ وَ لا کَرِیمٍ اى لا بارد المدخل و لا کریم المنظر. و قیل لا ماؤهم بارد، و لا مقیلهم کریم و العرب اذا بالغت فى ذم الشیء نفت عنه الکرم، و قال فى موضع آخر لا ظَلِیلٍ وَ لا یُغْنِی مِنَ اللَّهَبِ و هذا الظل هو سرادق جهنم یجمع الخلق یوم القیامة، فیرسل علیهم الدخان ثلث شعب شعبة تأخذهم عن یمینهم و شعبة عن شمالهم، و تنطبق علیهم شعبة فتملأ اجواف الکفار و مسامّهم و یأخذ المؤمن کهیئة الزکمة.
إِنَّهُمْ کانُوا قَبْلَ ذلِکَ مُتْرَفِینَ متنعّمین فمنعهم ذلک عن الانزجار و شغلهم عن الاعتبار. المترف الجبار المتنعّم المعجب بنفسه و الترف السرف فى العیش.
وَ کانُوا یُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِیمِ اى یقیمون على الذنب العظیم لا یتوبون و لا یستغفرون، و الحنث العظیم هاهنا الشرک، یقال بلغ الغلام الحنث اى بلغ مبلغا بحیث یسیء العمل و التحنث من الاضداد التحنث التأثم و التحنث التبرر و التحرّج عن الاثم. و کان رسول اللَّه (ص) یتحنّث فى غار حراء اى یتعبّد.
و قیل الحنث العظیم الیمین الغموس و معنى هذا: انهم کانوا یحلفون انهم لا یبعثون و ذلک فى قوله: أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَیْمانِهِمْ لا یَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ یَمُوتُ یقویه ما بعده: وَ کانُوا یَقُولُونَ أَ إِذا مِتْنا وَ کُنَّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ قرأ ابو جعفر و نافع و الکسائى: إِذا مِتْنا بالخبر، أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ بالاستفهام. و قرأ الباقون بالاستفهام فیهما أَ وَ آباؤُنَا قرء نافع و ابن عامر بسکون الواو و الباقون بفتح الواو، من فتح الواو جعله عطفا و استفهاما و من سکنه جعله عطفا. و کانوا یقولون، ذلک تکذیبا للبعث.
قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ اى قل لهم یا محمد ان الاولین و الآخرین.
لَمَجْمُوعُونَ، محشورون، إِلى مِیقاتِ یَوْمٍ مَعْلُومٍ و هو یوم القیمة معلوم للَّه سبحانه و تعالى متى یکون.
ثُمَّ إِنَّکُمْ أَیُّهَا الضَّالُّونَ، اى ثُمَّ یقال لهم ذلک الیوم انکم أَیُّهَا الضَّالُّونَ عن الدین الذاهبون عن الحق، الْمُکَذِّبُونَ باللّه و رسله.
لَآکِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ شجرة الزقوم هى الشجرة الملعونة فى القرآن و هى شجرة تنبت فى النار ترعرع و تورق و تثمر کانّ طلعها رؤس الحیّات.
فَمالِؤُنَ مِنْهَا اى من الشجر، الْبُطُونَ لان اللَّه یسلّط علیهم جوعا شدیدا فیملأون بطونهم رجاء زوال الجوع فاذا امتلئوا منه وجدوا عطشا شدیدا فیعرض علیهم الحمیم. فیشربون شرب الهیم و هى العطاش من الإبل و قیل هى ابل تصیبها داء فلا تروى من الماء فلا تزال تشرب حتى تهلک. و قیل الهیم جمع الاهیم و هو الرمل الذى لا یرویه المطر.
و قوله: فَشارِبُونَ عَلَیْهِ، اى على الزقوم او على الاکل او على الشجر قرأ اهل المدینة و عاصم و حمزة شرب الهیم بضم الشین و الباقون بفتحها، و هما لغتان فالفتح على المصدر و الضم اسم بمعنى المصدر کالضّعف و الضّعف.
هذا نُزُلُهُمْ یَوْمَ الدِّینِ اى هذا الطعام و الشراب ما اعدّ لضیافتهم یوم الجزاء و قوتهم و غذاؤهم ابدا.
نَحْنُ خَلَقْناکُمْ، خطاب لمشرکى قریش اى نحن خلقناکم و لم تکونوا شیئا و انتم تعلمون ذلک، فَلَوْ لا تُصَدِّقُونَ فهلا تصدّقون باللّه و رسوله و هلّا تصدّقون بالبعث بعد أن علمتم النشأة الاولى.
گفت این یک آیت بمدینه فرود آمد و باقى بمکه.
و قیل الّا قوله: ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ.
و در این سورة ناسخ و منسوخ نیست مگر یک آیت بقول مقاتل بن سلیمان: ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ قَلِیلٌ مِنَ الْآخِرِینَ. مقاتل گفت: این یک آیت منسوخ است بآیت دیگر که ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ.
در خبر است که عثمان بن عفان عیادت کرد عبد اللَّه مسعود را در بیمارى مرگ، گفت یا عبد اللَّه این ساعت از چه مىنالى. گفت اشتکى ذنوبى، بر گناهان خود مىنالم گفت چه آرزوست ترا در این وقت گفت: رحمة ربى، آرزوى من آن است که اللَّه بر من رحمت کند و بر ضعف و عجز من ببخشاید.
عثمان گفت: ا فلا ندعو الطبیب، طبیب را خوانیم تا درد ترا مداوات کند؟
گفت الطبیب امرضنى. طبیب خود مرا بروز بیمارى افکند.
گفت خواهى تا ترا عطائى فرمایم که ببعضى حاجتهاى خود صرف کنى.
گفت لا حاجة لى به وقتى مرا باین حاجت نیست و هیچ دربایست نیست.
گفت دستورى هست تا بدخترانت دهم که ناچار ایشان را حاجت بود، گفت نه، که ایشان را حاجت نیست و اگر حاجت بود به از این من ایشان را عطائى دادهام، گفتهام که بوقت حاجت و ضرورت، سورة الواقعة بر خوانید که من از رسول خدا (ص) شنیدم: من قرأ سورة الواقعة کل لیلة لم تصبه فاقة ابدا.
هر که سورة الواقعة هر شب برخواند فقر و فاقت هرگز بدو نرسد.
و عن هلال بن یساف عن مسروق قال من اراد ان یعلم نبأ الاولین و الآخرین و نبأ اهل الجنة و نبأ اهل النار و نبأ الدنیا و نبأ الآخرة فلیقرأ سورة الواقعة.
قوله تعالى: إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ تقدیره: اذکر اذا وقعت الواقعه اى قامت القیامة و نزلت صیحتها و هى النفخة الاخیرة، هذا کقوله: فَیَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ و کقوله: إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ وَ إِنَّ الدِّینَ لَواقِعٌ.
لَیْسَ لِوَقْعَتِها کاذِبَةٌ اى لیس لکونها اکذوبة و لا مثنویة. و کاذبة هاهنا فى موضع المصدر کقوله عز و جل: لا تَسْمَعُ فِیها لاغِیَةً الکاذبة الکذب و اللاغیة اللغو. تقول کذب یکذب کذبا و کاذبة کالعافیة و العاقبة. و المعنى من اخبر عنها صدق و لم یکذب. و قیل لیس الخبر عن وقوعها کذبا.
یاد کن اى محمد آن روز که دردمند در صور در آن نفخه آخر که قیامت بپاى شود و صیحه رستاخیز و زلزله ساعت پدید آید، روزى که در آن شک نیست، وعده که در وى خلاف نیست. هر که ازو خبر دهد راست گوید، که در آن گفت وى دروغ نیست، بودنى که آن را مردّ نیست. افتادنى که درو گمان نیست و وقت وقوع آن جز بعلم اللَّه نیست.
خافِضَةٌ رافِعَةٌ هذه صفة القیامة. اذا وقعت تبلغ و تسمع من بعد کمن قرب.
و قیل تخفض اعداء اللَّه فى النار و ان کانوا اعزّة فى الدنیا و ترفع اولیاء اللَّه الى الجنة و ان کانوا اذلّاء فى الدنیا.
قال ابن عطاء خفضت قوما بالعدل و رفعت قوما بالعدل.
إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا اى حرّکت الارض تحریکا شدیدا، کقوله: إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها قال الکلبى و ذلک ان اللَّه عز و جل یوحى الیها فتضطرب فرقا. و قیل ترجّ کما یرجّ الصبىّ فى المهد حتى یهدم کل بناء علیها و ینکسر کل من علیها من الجبال و غیرها، تقول رججته فارتجّ اى حرّکته فتحرک.
وَ بُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا قال الحسن: اى نسفت و قلعت من اصلها کقوله: یَنْسِفُها رَبِّی نَسْفاً و قال مقاتل و مجاهد فتّت فتّا و کسرت کسرا حتى صارت کالدقیق و قال الکلبى سیّرت على وجه الارض تسییرا، کقوله: وَ یَوْمَ نُسَیِّرُ الْجِبالَ.
قوله: فَکانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا، صارت الجبال هباء و هو حشو الجو. و المنبث المنتسف المتفرّق. و قیل الهباء المنبث ما سطع من سنابک الخیل و قیل ما تطایر من شرر النار و قال فى موضع آخر وَ تَکُونُ الْجِبالُ کَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ و فى التفسیر ان اللَّه سبحانه یبعث ریحا من تحت الارض فتحمل الارض و الجبال و تضرب بعضها ببعض و لا تزال کذلک حتى تصیر غبارا و یسقط ذلک الغبار على وجوه الکفار و ذلک قوله: وَ حُمِلَتِ الْأَرْضُ وَ الْجِبالُ فَدُکَّتا دَکَّةً واحِدَةً و قال فى صفة الکفار وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ عَلَیْها غَبَرَةٌ.
وَ کُنْتُمْ أَزْواجاً اى صرتم اصنافا ثُلُثَهُ و عند العرب کل ماله نظیر فهو زوج، فردا کان او شفعا ثم فسّرهم فقال: فَأَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ. اى ما هم و اىّ شىء هم. و هذا اللفظ فى العربیة تجرى مجرى التعجب و هو من اللَّه تعظیم الشأن عند من یخاطبه به فکانه عجّب نبیه (ص) و عظّم شأن المذکورین عنده. و فى تفسیر هذه الکلمة اربعة اقوال.
احدها: انهم هم الذین یؤخذ بهم عن الموقف ذات الیمین الى الجنة و اصحاب الشمال هم الذین یؤخذ بهم ذات الشمال الى النار.
و القول الثانى و هو قول ابن عباس: هم الذین اخرجوا من الکتف الیمنى من آدم (ع) حین اخرج اللَّه ذریته من صلبه. و قال اللَّه لهم هؤلاء للجنة و لا ابالى و اصحاب المشأمة اصحاب الشمال الذین اخرجوا من الکتف الیسرى من آدم (ع) و قال اللَّه لهم هؤلاء للنار و لا ابالى.
و القول الثالث و هو قول الضحاک: فَأَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ، هم الذین یعطون کتبهم بایمانهم. وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ، هم الذین یعطون کتبهم بشمائلهم.
و القول الرابع و هو قول الحسن و الربیع: فَأَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ، هم الذین کانوا میامین مبارکین على انفسهم و کانت اعمارهم فى طاعة اللَّه، و هم التابعون باحسان و أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ هم المشائیم على انفسهم و کانت اعمارهم فى المعاصى.
تقول یمین و شمال و یمنى و شؤمى و الایمن و الاشأم.
و صحّ فى الحدیث ان الکافر یسئل یوم القیمة فیقال له ما ذا قدّمت فینظر ایمن منه فلا یرى الا النار و ینظر اشأم منه فلا یرى الى النار.
و جمع المیمنة المیامن و جمع المشأمة المشائم و کان رسول اللَّه (ص) اذا توضّأ یبدأ بمیامنه و کان یحب التیامن فى کل شىء. تقول تیامن الرجل اذا بدأ بیمینه و اصل الیمن السعادة و اصل التیمن الزجر و الفال الحسن و اما الشمال فجمعه شمائل و شمل و اشملة و شمالات و سمى الیمن لان الیمن عن یمین الکعبة و الشام عن شمال الکعبة و ذلک اذا دخل الحجر تحت المیزاب.
وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِکَ الْمُقَرَّبُونَ یحتمل ان یکون السابقون مبتداء و خبره السابقون الثانى و معناه و السابقون الى طاعة اللَّه فى الدنیا هم السابقون غدا الى الجنة و الرضوان. و یجوز ان یکون السابقون الثانى تأکیدا للأول و خبر الابتداء قوله: أُولئِکَ الْمُقَرَّبُونَ.
و یحتمل ان یکون تقدیر الآیة و السابقون ما السابقون فحذف ما لان الاولیین تدلّان علیه فیکون الکلام فى الثلاثة على نسق واحد.
و فى التفسیر انهم السابقون الى الاسلام ثم السابقون الى الهجرة ثم السابقون الى التکبیرة الاولى فى الصلاة الخمس ثم السابقون الى الخیرات. قال اللَّه عز و جل وَ هُمْ لَها سابِقُونَ و قال تعالى اسْتَبِقُوا الْخَیْراتِ
و هذا هو التقسیم الذى فى قوله عز و جل: فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَیْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ.
و یقال السابقون الذین سبقت لهم من اللَّه الحسنى فسبقوا الى ما سبق لهم.
أُولئِکَ الْمُقَرَّبُونَ لم یقل المتقرّبون بل قال المقرّبون و هذا عین الجمع و علم الکافة انهم بتقریب ربهم سبقوا لا بتقرّبهم.
أُولئِکَ الْمُقَرَّبُونَ من اللَّه.
فِی جَنَّاتِ النَّعِیمِ. و قیل الناس ثلاثة رجل: ابتکر الخیر فى حداثة سنّه ثم داوم علیه حتى خرج من الدنیا فهو السابق المقرب. و رجل ابتکر عمره بالذنوب و طول الغفلة ثم یراجع بتوبة فهذا صاحب یمین. و رجل ابتکر الشر فى حداثته ثم لم یزل علیه حتى خرج من الدنیا فهذا صاحب شمال.
ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ، اى هى ثلة من الاوّلین و الثلّة فى اللغة الجماعة من الناس، و الثلّة بفتح الثاء الجماعة من النساء.
و تکلّموا فى الثلّة الاولین فقالوا هم اتباع الانبیاء قبلنا، وَ قَلِیلٌ مِنَ الْآخِرِینَ عنینا بها فنحن فى کثرتهم قلیل، قال الزجاج الذین عاینوا جمیع النبیّین من لدن آدم و صدّقوهم اکثر ممن عاین النبى (ص) لکثرة الانبیاء.
و قیل ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ قَلِیلٌ مِنَ الْآخِرِینَ کلاهما من امة محمد (ص)
فقد روى انه قال (ص) کلتا الثلّتین امّتى.
روى عن ابى هریرة قال لما نزل ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ قَلِیلٌ مِنَ الْآخِرِینَ شقّ ذلک على اصحاب النبى (ص) و استوحشوا حتى بکى عمرو قال یا نبى اللَّه آمنّا بک و صدّقناک و ما ینجو منا الا قلیل فانزل اللَّه تعالى ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ فصارت هذه الایة ناسخة لقوله: وَ قَلِیلٌ مِنَ الْآخِرِینَ. ثم قال (ص) انى لارجو ان تکونوا ربع اهل الجنة بل ثلث اهل الجنة بل انتم نصف اهل الجنة و تقاسمونهم فى النصف الثانى.
و روى انه قال (ص) اهل الجنة مائة و عشرون صفّا ثمانون صفا منها امّتى و هم الفائزون الاخیار.
و روى انه قال تبعث هذه الامّة یوم القیامة تسدّ الافق و انى مکاثر بکم الامم.
و قال (ص) مثل امّتى مثل المطر لا یدرى اوله خیر ام آخره.
قوله: عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ الموضون المنسوج مضاعفا یقال للدرع موضونة اذا کانت بحلقتین حلقتین.
قال اهل التفسیر عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ منسوجة بقضبان الذهب و الجواهر و قیل جعل کل سریر بجنب سریر طول کل سریر ثلاثمائة ذراع فاذا اراد العبد ان یجلس علیها تواضعت فاذا جلس علیها ارتفعت.
مُتَّکِئِینَ عَلَیْها مُتَقابِلِینَ بنظر بعضهم الى بعض لا یرى بعضهم قفا صاحبه، وصفوا مع نعیمهم بحسن العشرة و صفاء المودّة و تهذیب الاخلاق.
یَطُوفُ عَلَیْهِمْ، اى یخدمهم و ینقلب الیهم وِلْدانٌ غلمان جمع ولید. و خدمة الغلمان امتع من خدمة الکبار و هم ولدان انشأهم اللَّه لخدمة اهل الجنة.
و قال الحسن: هم اولاد اهل الدنیا اطفال لم تکن لهم حسنات فیثابوا علیها و لا سیئات فیعاقبوا علیها لان الجنة لا ولادة فیها.
و جاء فى بعض الاخبار: ان اطفال الکفار خدم اهل الجنة، مُخَلَّدُونَ، اى باقون لا یموتون، خلقوا للخلد. و قیل یبقون على غلومتهم لا یتغیر نضارتهم و لا یحولون من حالة الى حالة. و قیل مُخَلَّدُونَ مستورون مقرّطون یقال خلد جاریته اذا زیّنها و حلّاها بالخلد و هو القرط. و الخلادة القلادة لغة قحطانیة. قال الشاعر:
و مخلّدات باللجین کانما
اعجازهن اقاوز الکثبان
اى مزینات محلیات.
بِأَکْوابٍ وَ أَبارِیقَ و الاکواب جمع کوب و هى الاقداح المستدیرة الافواه لا آذان لها و لا عرى و الأباریق جمع ابریق، و هى ذوات الخراطیم و لها عروة سمیت اباریق لبروق لونها من الصفاء و قیل انها عجمیة معرّبة آب ریز، وَ کَأْسٍ مِنْ مَعِینٍ اى قدح مملوء من خمر. الکأس القدح فیه الشراب و المعین الخمر تجرى من العیون یقال الکوب للماء و غیره، و الإبریق لغسل الایدى و الکأس لشرب الخمر.
لا یُصَدَّعُونَ عَنْها. اى تطربهم و لا تؤذیهم بصداع. تقول صدع الرجل و صدع اذا اصابه الصداع. و قیل لا یُصَدَّعُونَ، اى لا یفرّقون، عَنْها تقول صدّعهم فانصدعوا اى فرّقهم فتفرقوا، وَ لا یُنْزِفُونَ اى لا یسکرون فتذهب عقولهم، یقال نزف الشارب فهو نزیف و منزوف اى سکر. و قیل لا یتقیّئون و لا یبولون.
قال ابن عباس: فى الخمر اربع خصال: السکر و الصداع و القىء و البول و اللَّه عز و جل نزّه خمر الجنة عنها کلّها.
و قرئ یُنْزِفُونَ بکسر الزاى، یعنى لا تفنى خمرهم تقول انزف القوم اذا فنى شرابهم و قیل انزف سکر.
وَ فاکِهَةٍ مِمَّا یَتَخَیَّرُونَ اى یختارون فکلّها خیار.
وَ لَحْمِ طَیْرٍ مِمَّا یَشْتَهُونَ. قال ابن عباس یخطر على قلبه لحم الطیر فیصیر بین یدیه على ما اشتهى و یقال انه یقع على صحفة الرجل فیاکل منه ما یشتهى ثم یطیر فیذهب.
وَ حُورٌ عِینٌ قرأ ابو جعفر و حمزة و الکسائى بکسر الراء و النون اى و بحور عین. و قرأ الباقون بالرفع یعنى و لهم حور عین اى بیض عین، اى ضخام العیون هذا تفسیر النبى (ص) فى جواب ام سلمه.
کَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَکْنُونِ المخزون فى الصدف لم تمسّه الایدى.
روى انه سطع نور فى الجنة فقالوا ما هذا قالوا حوراء ضحکت فى وجه زوجها. و روى ان الحوراء اذا مشت سمع تقدیس الخلاخیل من ساقیها و تمجید الاسورة من ساعدیها و ان عقد الیاقوت یضحک من نحرها و فى رجلیها نعلان من ذهب شراکهما من لؤلؤ تصرّان بالتسبیح.
و کان یحیى بن معاذ یقول اخطب زوجة لا تسلبها منک المنایا و اعرس بها فى دار لا یخربها دوران البلایا و شبّک لها حجلة لا تحرقها نیران الرزایا.
و روى انهن خلقن من الزعفران.
قوله: جَزاءً بِما کانُوا یَعْمَلُونَ اى یفعل ذلک بهم لجزاء اعمالهم.
قوله: جَزاءً منصوب على انه مفعول له و قیل منصوب على المصدر اى یجازون جزاء باعمالهم.
لا یَسْمَعُونَ فِیها اى فى الجنة، لَغْواً، اى باطلا من القول و لا صیاحا و صخبا و عبثا، وَ لا تَأْثِیماً اى اثما و قیل وَ لا تَأْثِیماً اى لا یقال لهم اثمتم و اسأتم. و لیس التأثیم مما یختصّ بالسماع و انما جاز بمجاورة اللغو کقول القائل: اکلت خبزا و لبنا، اللبن مشروب لا مأکول و انما جاز بمجاورة الخبز.
قوله: إِلَّا قِیلًا سَلاماً سَلاماً یعنى الا قولا ذا سلامة یعنى قولا یسلم من اللغو و الاثم و فى نصب سلاما ثلاثة اقوال: احدها ان یکون صفة للقیل کما ذکرت.
و الثانى ان ینتصب بالقول اى الا ان یقولوا سلاما. و الثالث على المصدر و تقدیره الا ان یقولوا سلّمک اللَّه سلاما.
ثم ذکر اصحاب الیمین على التعجب مما لهم، فقال: وَ أَصْحابُ الْیَمِینِ ما أَصْحابُ الْیَمِینِ تقدیره ما لاصحاب الیمین. قال ابو العالیة و الضحاک: نظر المسلمون الى وجّ و هو واد مخصب بالطائف فاعجبهم سدرها فقالوا یا لیت لنا مثل هذا فانزل اللَّه تعالى هذه الآیات.
فِی سِدْرٍ مَخْضُودٍ السدر شجر النبق و المخضود الذى لا شوک له و الخضد القطع کانه قطع شوکه و یجوز فى العربیة ان یقال هذا شجرة مخضودة الشوک و لم یکن لها شوک اصلا یجب خضده کقوله عز و جل: مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى و هو عسل لم یکن فیه شمع قط یحب تصفیته منه. و قال ابن کیسان: هو الذى لا اذى فیه. قال: و لیس شىء من ثمر الجنة فى غلف کما یکون فى الدنیا من الباقلى و غیره بل کلها مأکول و مشروب و مشموم و منظور الیه.
وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ جاء فى التفسیر انه شجر الموز لان ثمره یکون منضودا بعضه فوق بعض قیل شجر الجنة موقر بالحمل من اسفله الى اعلاه لیست له سوق بارزة و قال الحسن لیس هو بالموز و لکنه شجر عظیم ناضر رفیف له ظل بارد طیب و قیل هوام غیلان و العرب تحبه لنوره اى لطیب نوره. و خوطبوا بما عقلوا و انما فضله على ما فى الدنیا کفضل سائر ما فى الجنة على ما فى الدنیا.
وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ دائم تامّ لا تنسخه الشمس کما بین الفجر الى طلوع الشمس.
و قال مقاتل هو ظل العرش و صحّ عن رسول اللَّه (ص) انه قال ان فى الجنة شجرة یسیر الراکب فى ظلها مائة عام لا یقطعها
و عن ابن عباس فى قوله: وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ قال شجرة فى الجنة على ساق یخرج الیها اهل الجنة فیتحدّثون فى اصلها و یتذکر بعضهم و یشتهى لهو الدنیا فیرسل اللَّه عز و جل ریحا من الجنة فتحرّک تلک الشجرة بکل لهو کان فى الدنیا.
و یحتمل ان الظل عبارة عن الحفظ. تقول فلان فى ظلّ فلان اى فى کنفه لانه لا شمس هناک.
وَ ماءٍ مَسْکُوبٍ مصبوب یجرى دائما فى غیر اخدود و یصعد الى القصور و العلالى و ینسکب منحدرا لا یلطخ شیئا و قیل یسکب على الخمر فیشرب ممزوجا.
وَ فاکِهَةٍ کَثِیرَةٍ اى کثیرة الاجناس و الانواع لا مقطوعة بالزمن و لا ممنوعة بالثمن و قیل ثمرة الدنیا فى الشتاء مقطوعة و فى الربیع ممنوعة لم ینع.
قال ابن عباس: لا تنقطع اذا جنیت و لا تمتنع من احد اراد اخذها.
و قیل وَ لا مَمْنُوعَةٍ اى لا محصورة بالجدار کما یحصر على بساتین الدنیا و جاء فى الحدیث ما قطعت ثمرة من ثمار الجنة الا ابدل اللَّه مکانها ضعفین.
و فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ اى عالیة بعضها فوق بعض.
قال رسول اللَّه (ص) فى قوله: وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ اى عالیة قال ارتفاعها لکما بین السماء و الارض و ان ما بین السماء و الارض لمسیرة خمس مائة عام
و قیل اراد بالفرش النساء و العرب تسمى المرأة فراشا و لباسا على الاستعارة.
قال النبى (ص) الولد للفراش.
فسمّى المرأة فراشا. مَرْفُوعَةٍ رفعن بالجمال و الفضل على نساء الدنیا و قیل: رفعن عن ان یبلن او یحضن او یتغوّطن او یمتحطن او یشین. دلیل هذا التاویل قوله فى عقبه: إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً اى خلقناهن خلقا جدیدا.
قال ابن عباس یعنى الآدمیات العجائز الشمط یقول خلقنا هن بعد الهرم خلقا آخر فجعلناهن ابکارا عذارى.
قال مجاهد روى عن رسول اللَّه (ص) انه قال فى امرأة عند عایشه من بنى عامر و کانت عجوزا ان الجنة لا تدخلها العجز، فولّت تبکى فقال (ص) اخبروها انها یومئذ لیست بعجوز.
ان اللَّه تعالى یقول: إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً الایة.
و عن انس بن مالک عن النبى (ص) فى قوله: إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً قال: عجائزکن فى الدنیا عمشا رمصا فجعلهن ابکارا.
قال بعض المفسرین و قد فعل اللَّه سبحانه فى الدنیا بزکریّا فقال تعالى وَ أَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ سئل الحسن عن ذلک الصلاح، فقال جعلها شابة بعد أن کانت عجوزا، و ولودا بعد ان کانت عقیما.
و قال مقاتل و غیره هن الحور العین انشأهن اللَّه عز و جل على جهة الابتداء لم تقع علیهن ولادة.
فَجَعَلْناهُنَّ أَبْکاراً عذارى لا یأتیها الرجل الا وجدها بکرا.
عُرُباً جمع عروب و هى المتحبّبة الى زوجها بغنجها و قیل عُرُباً مشتهیات للازواج، یقال ناقة عروبة اذا اشتهت الفحل و قیل هى الحسنة التبعّل و قیل هى الخفرة المتبذلة لزوجها و قیل هى اللعوب بزوجها انسابه.
و فى بعض التفاسیر عُرُباً اى کلامهن عربى أَتْراباً جمع ترب.
اى مستویات على سن واحد، بنات ثلث و ثلثین، و قیل هن لدات فى شکل ثلث عشره سنة فى قد صاحبها.
لِأَصْحابِ الْیَمِینِ اى خلقناهن لاصحاب الیمین، و عن ابى هریرة عن النبى (ص) قال یدخل اهل الجنة الجنة جردا و مردا بیضا جعادا مکحّلین ابناء ثلث و ثلثین على خلق آدم طوله ستون ذراعا فى سبع اذرع.
و عن ابى سعید الخدرى قال قال رسول اللَّه (ص) ادنى اهل الجنة الذى له ثمانون الف خادم و اثنتان و سبعون زوجة و تنصب له قبة من لؤلؤ و زبرجد و یاقوت کما بین الجابیة الى صنعاء.
و فى بعض الروایات ینظر الى وجهه فى خدها اصفى من المرآة و ان ادنى لؤلؤة علیها تضیء ما بین المشرق و المغرب و انه لیکون علیها سبعون ثوبا ینفذها بصره حتى یرى مخّ ساقها من وراء ذلک.
و روى ان فى الجنة غرفة یقال لها العالیة فیها حوراء یقال لها الغنجة اذا اراد ولى اللَّه ان یأتیها اتاها جبرئیل فآذنها فقامت على اطرافها معها اربعة آلاف و صیفة یجمعن اذیالها و ذوائبها یبخرنها بمجامر بلا نار.
و عن عبد الرحمن البیلمانى قال لیعطى الرجل منکم غرفة من لؤلؤ فیها سبعون غرفة فى کل غرفة زوجة من الحور العین ینظر فى وجه کل واحدة منهن فیرى وجهه فى وجهها و ترى هى وجهها فى وجهه من الحسن، مکتوب فى نحر کل واحدة منهن انت حبّى و انا حبّک بیاضهن کبیاض المرجان و صفاؤهن کصفاء الیاقوت.
و عن انس بن مالک قال قال رسول اللَّه (ص) تقول الحوراء یوم القیامة لولىّ اللَّه کم من مجلس من مجالس ذکر اللَّه قد اکرمک به العزیز اشرفت علیک بدلالى و غنجى و اترابى و انت قاعد بین اصحابک تخاطبنی الى اللَّه عز و جل، فترى شوقک کان یعدل شوقى او حبک کان یعدل حبى و الذى اکرمنى بک و اکرمک بى ما خطبتنى الى اللَّه عز و جل مرّة الا خطبتک الى اللَّه سبعین مرة فالحمد للَّه الذى اکرمنى بک و اکرمک بى وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ من مؤمنى هذه الامّة.
هذا قول بعض المفسرین. و یروى عن النبى (ص) قال من آدم (ع) الینا ثلة و منّى الى یوم القیمة ثلّة و لا یستتمّها الا سودان من رعاة الإبل ممن قال لا اله الا اللَّه.
و عن سعید بن جبیر عن ابن عباس قال خرج رسول اللَّه (ص) یوما فقال عرضت علىّ الامم فجعل یمرّ النبى معه الرجل و النبى معه الرجلان و النّبی معه الرهط و النبى لیس معه رهط و النبى لیس معه احد و رایت سوادا کثیرا سدّ الافق فقیل لى انظر هکذا و هکذا فرأیت سوادا کثیرا سدّ الافق فقیل هؤلاء امّتک و مع هؤلاء سبعون الفا یدخلون الجنة بغیر حساب.
و فى روایة عبد اللَّه بن مسعود عن رسول اللَّه (ص) قال عرضت علىّ الانبیاء اللیلة باتباعها حتى اتى على موسى فى کبکبة بنى اسرائیل فلما رایتهم اعجبونى فقلت اى رب من هؤلاء قیل هذا اخوک موسى و من معه من بنى اسرائیل، قلت فاین امّتى قیل انظر عن یمینک فاذا ظراب مکه قد سدّت بوجوه الرجال فقیل هؤلاء امّتک أ رضیت قلت رب رضیت قیل انظر عن یسارک فاذا الافق قد سدّ بوجوه الرجال، قیل هؤلاء امّتک ا رضیت قلت رب رضیت رب رضیت فقیل ان مع هؤلاء سبعین الفا یدخلون الجنة بلا حساب علیهم. فقال نبى اللَّه (ص) ان استطعتم ان تکونوا من السبعین فکونوا و ان عجزتم و قصرتم فکونوا من اهل الظراب و ان عجزتم فکونوا من اهل الافق فانى قد رأیت ثم اناسا یتهاوشون کثیرا.
و روى انه قال (ص) انى لارجو ان تکونوا شطر اهل الجنة ثم تلا رسول اللَّه (ص): ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ.
و قال ابو العالیة و مجاهد و عطاء بن ابى رباح و الضحاک ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ، یعنى من سابقى هذه الامّة وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ من هذه الامّة فى آخر الزمان یدل علیه
قول النبى (ص): هما جمیعا من امّتى.
قوله: وَ أَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ المشأمة و الشمال واحد و هم الذین یعطون کتبهم بشمائلهم و یؤخذ بهم طریق الشمال الى النار و یلزمهم الشوم و النکدة.
فِی سَمُومٍ، و هو الریح الحارة تدخل فى المسامّ و جمعه سمائم و قیل السموم حرّ جهنم و فیحها و هو بالنهار و الحرور باللیل و قیل سموم جهنم ریح باردة شدیدة البرد تخرج من تحت صخرة فى جهنم تقطع الوجوه و سائر اللحوم و منه قول الشاعر:
الیوم یوم بارد سمومة
من جزع الیوم فلا نلومه
وَ حَمِیمٍ و هو الماء الحار فى النهایة.
وَ ظِلٍّ مِنْ یَحْمُومٍ دخان شدید السواد تقول العرب اسود یحموم اذا کان شدید السواد. قال الضحاک النار سوداء و اهلها سود و کل شىء فیها اسود.
و قیل یحموم جبل فى النار یستغیث الى ظله اهل النار. قابل بهذا الظل ظل اصحاب المیمنة.
لا بارِدٍ وَ لا کَرِیمٍ اى لا بارد المدخل و لا کریم المنظر. و قیل لا ماؤهم بارد، و لا مقیلهم کریم و العرب اذا بالغت فى ذم الشیء نفت عنه الکرم، و قال فى موضع آخر لا ظَلِیلٍ وَ لا یُغْنِی مِنَ اللَّهَبِ و هذا الظل هو سرادق جهنم یجمع الخلق یوم القیامة، فیرسل علیهم الدخان ثلث شعب شعبة تأخذهم عن یمینهم و شعبة عن شمالهم، و تنطبق علیهم شعبة فتملأ اجواف الکفار و مسامّهم و یأخذ المؤمن کهیئة الزکمة.
إِنَّهُمْ کانُوا قَبْلَ ذلِکَ مُتْرَفِینَ متنعّمین فمنعهم ذلک عن الانزجار و شغلهم عن الاعتبار. المترف الجبار المتنعّم المعجب بنفسه و الترف السرف فى العیش.
وَ کانُوا یُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِیمِ اى یقیمون على الذنب العظیم لا یتوبون و لا یستغفرون، و الحنث العظیم هاهنا الشرک، یقال بلغ الغلام الحنث اى بلغ مبلغا بحیث یسیء العمل و التحنث من الاضداد التحنث التأثم و التحنث التبرر و التحرّج عن الاثم. و کان رسول اللَّه (ص) یتحنّث فى غار حراء اى یتعبّد.
و قیل الحنث العظیم الیمین الغموس و معنى هذا: انهم کانوا یحلفون انهم لا یبعثون و ذلک فى قوله: أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَیْمانِهِمْ لا یَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ یَمُوتُ یقویه ما بعده: وَ کانُوا یَقُولُونَ أَ إِذا مِتْنا وَ کُنَّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ قرأ ابو جعفر و نافع و الکسائى: إِذا مِتْنا بالخبر، أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ بالاستفهام. و قرأ الباقون بالاستفهام فیهما أَ وَ آباؤُنَا قرء نافع و ابن عامر بسکون الواو و الباقون بفتح الواو، من فتح الواو جعله عطفا و استفهاما و من سکنه جعله عطفا. و کانوا یقولون، ذلک تکذیبا للبعث.
قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ اى قل لهم یا محمد ان الاولین و الآخرین.
لَمَجْمُوعُونَ، محشورون، إِلى مِیقاتِ یَوْمٍ مَعْلُومٍ و هو یوم القیمة معلوم للَّه سبحانه و تعالى متى یکون.
ثُمَّ إِنَّکُمْ أَیُّهَا الضَّالُّونَ، اى ثُمَّ یقال لهم ذلک الیوم انکم أَیُّهَا الضَّالُّونَ عن الدین الذاهبون عن الحق، الْمُکَذِّبُونَ باللّه و رسله.
لَآکِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ شجرة الزقوم هى الشجرة الملعونة فى القرآن و هى شجرة تنبت فى النار ترعرع و تورق و تثمر کانّ طلعها رؤس الحیّات.
فَمالِؤُنَ مِنْهَا اى من الشجر، الْبُطُونَ لان اللَّه یسلّط علیهم جوعا شدیدا فیملأون بطونهم رجاء زوال الجوع فاذا امتلئوا منه وجدوا عطشا شدیدا فیعرض علیهم الحمیم. فیشربون شرب الهیم و هى العطاش من الإبل و قیل هى ابل تصیبها داء فلا تروى من الماء فلا تزال تشرب حتى تهلک. و قیل الهیم جمع الاهیم و هو الرمل الذى لا یرویه المطر.
و قوله: فَشارِبُونَ عَلَیْهِ، اى على الزقوم او على الاکل او على الشجر قرأ اهل المدینة و عاصم و حمزة شرب الهیم بضم الشین و الباقون بفتحها، و هما لغتان فالفتح على المصدر و الضم اسم بمعنى المصدر کالضّعف و الضّعف.
هذا نُزُلُهُمْ یَوْمَ الدِّینِ اى هذا الطعام و الشراب ما اعدّ لضیافتهم یوم الجزاء و قوتهم و غذاؤهم ابدا.
نَحْنُ خَلَقْناکُمْ، خطاب لمشرکى قریش اى نحن خلقناکم و لم تکونوا شیئا و انتم تعلمون ذلک، فَلَوْ لا تُصَدِّقُونَ فهلا تصدّقون باللّه و رسوله و هلّا تصدّقون بالبعث بعد أن علمتم النشأة الاولى.
رشیدالدین میبدی : ۵۶- سورة الواقعه
۱ - النوبة الثالثة
قوله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اى نامى که بهر جایى قدم زنى و بهر کویى قدم نهى و رنگ کس نگیرى و همه را برنگ خود برآرى.
بر ملکوت گذر کردى ملک و ملائکه زیر و زبر کردى. بدیوان دیوان رسیدى لشکر تلبیس ابلیس را هزیمت کردى. بمیدان سلطان درآمدى، سر سروران و گردن کشان را بچنبر طاعت آوردى. ببازار راغبان دنیا برآمدى، ساکنان دکان رغبت را برانگیختى. هنگامها مخلوقات را تاراج کردى. بجمع عاشقان رسیدى نعره عاشقان بعیوق رسانیدى. از کنشت و کلیسا، مسجد و صومعه ساختى. ببت کده آمدى بت را با بتگر بسجود آوردى. در عقبه عاقبت بىحرمتان را لا بُشْرى و حرمت داران را لا تَخَفْ شنوانیدى.
تو آنى که در حجره تنگ و تاریک لحد چراغ معرفت و توحید دوستان را افروزى. در قیامت زبانه آتش و زبانیه دوزخ را از گوینده خود باز دارى. بنور خود نائره نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ بنشانى، اینست که دوزخ بنده مؤمن را گوید: جز یا مؤمن فقد اطفأ نورک لهبى: قوله: إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ معناه اذکر یا محمد إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ.
یاد کن اى محمد آن روز که افتادنى بیفتد. قیامت را واقعه فرمود از زودى که بیفتد چون فرا دید آید. نه بینى که هر چه بیفتد زودتر از آن بزمین رسد که بنهند. همانست که جایى دیگر فرمود: وَ ما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا کَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ.
روز سیاست و هیبت است روز تغابن و حسرت است، یوم الأزفة و الغاشیة یوم القارعة و الواقعة.
آن روز قبه اخضر فرو گشایند و بساط اغبر در نوردند و عقد پروین تباه کنند، چهره ماه و خورشید سیاه کنند. اختران را از فلک فرو ریزند. سما را بر سمک زنند. زمین را بجنبانند.
رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا کوهها را از بیخ برکنند بُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا تا همچون دودى و گردى شود بر هوا.
فَکانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا آن روز بلال درویش را میآرند با تاج و حله و مرکب برد ابرد میزنند تا بفردوس اعلى برند و خواجه او را امیة بن خلف با اغلال و انکال و سلاسل بر وى میکشند تا بدرک اسفل برند.
اینست که رب العالمین فرمود خافِضَةٌ رافِعَةٌ، یکى را بردارنده تا با على علیین برند یکى را فرو برنده تا باسفل السافلین. آن طیلسان پوش منافق را بآتش میبرند و آن قبا بسته مخلص را ببهشت میفرستند. آن پیر مناجاتى مبتدع را بآتش قهر میسوزند و آن جوان خراباتى معتقد را بر تخت بخت مىنشانند.
بسا پیر مناجاتى که بىمرکب فرو ماند
بسا رند خراباتى که زین بر شیر نر بندد
آن روز عالمیان سه گروه باشند چنانک حضرت رب العزة فرمود: وَ کُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً فَأَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَ السَّابِقُونَ.
همان تقسیم است که در آخر سورة فرمود: فَأَمَّا إِنْ کانَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ فَرَوْحٌ وَ رَیْحانٌ وَ جَنَّةُ نَعِیمٍ.
سابقان که در اول سورة فرمود مقرّباناند که در آخر سورة فرمود ایشان را چه کرامت است و چه دولت فَرَوْحٌ وَ رَیْحانٌ وَ جَنَّةُ نَعِیمٍ، أُولئِکَ الْمُقَرَّبُونَ، فِی جَنَّاتِ النَّعِیمِ. ایشان را منازل با رفعت است و مساکن با سعت. میان غرف و طرف، در ریاض اریض و غیاض عریض مطاف ساخته، بر اطراف سریر و اعطاف حریر تکیه زده، غلمان مخلّدون و ولدان چون در مکنون سماطین کشیده، کواعب اتراب با اباریق و اکواب بخدمت میان بسته، مطربان ملیح با او تار فصیح صف کشیده.
ساقیان با جام زنجبیل و ماء معین و شیر و مى و انگبین پیش آن مقربان و سابقان در باغ معرفت در ظل درخت محبت بر حافات جوى قربت شراب زلفت و الفت نوش همى کنند و بر بساط انبساط در خلوت وَ هُوَ مَعَکُمْ با دوست مهره مهر همى بازند.
وَ حُورٌ عِینٌ کَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَکْنُونِ حوران بهشتى را بمروارید مانند کرد آن مروارید خوشاب که در صدف پوشیده باشد، نه آفتاب بدو رسیده نه مهتاب.
همچنین کنیزکان بهشتى در میوه بهشت تعبیهاند تا چشم رضوان و ولدان و غلمان بریشان نیفتد تا آنکه بنده مؤمن ببهشت رسد، میوه باز کند از میان میوه بیرون آید نقاب بر بسته. از چشم اغیار پوشیده نگه داشته و زمین بهشت از نور روى او روشن گشته.
مصطفى (ص) در وصف این کنیزکان فرموده در تفسیر حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِی الْخِیامِ قال على کل امراة سبعون حلة لیست منها حلة على لون الأخرى و سبعون لونا من الطیب لیس منها لون على لون الآخر لکل امراة سبعون سریرا من یاقوتة حمراء منسوجة بالدر، على کل سریر سبعون فراشا بطائنها من استبرق و فوق السبعین فراشا سبعون ایکة لکل امراة منهن سبعون وصیفة بید کل وصیفة صحفتان من ذهب فیهما لون من طعام یجد لآخر لقمة منها لذة لا یجد لاولها و یعطى زوجها مثل ذلک على سریر من یاقوت احمر علیه سواران من ذهب موشح بیاقوت احمر ثم قال اللَّه تبارک و تعالى: جَزاءً بِما کانُوا یَعْمَلُونَ.
اینست پاداش کردار مؤمنان و ثواب طاعات و عبادات ایشان. و این صفت مزدوران است که کار کنند و مزد خواهند.
اما خداى را دوستانىاند که ایشان سر ببهشت رضوان فرو نیارند و حور و قصور و انهار و اشجار ایشان را صید نکنند. غلامان سراى سلطان توحیداند و ساکنان عالم عشق و سلاطین جهان معرفت و مشتاق شربت نیستى.
بهشت خلد زینت و جمال خود بریشان عرضه میکند و ایشان یقین و معرفت خود برو جلوه میکنند.
بهشت جوى مى و شیر و عسل بر ایشان عرضه میکند و ایشان چشمهاى توحید و دریاهاى تفرید برو جلوه میکنند.
بهشت درختان میوهدار با ازهار و انوار بریشان عرضه میکند و ایشان نهالهاى درد و حیرت برو جلوه میکنند.
بهشت حورا و عینا آراسته و پیراسته بریشان عرضه میکند و ایشان مخدّرات معرفت و مخبآت مشاهدت برو جلوه میکنند. تا آخر، بهشت از ایشان خجل بازگردد و ایشان درگذرند و تا به مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِیکٍ مُقْتَدِرٍ دیده همت بکس باز نکنند.
بر ملکوت گذر کردى ملک و ملائکه زیر و زبر کردى. بدیوان دیوان رسیدى لشکر تلبیس ابلیس را هزیمت کردى. بمیدان سلطان درآمدى، سر سروران و گردن کشان را بچنبر طاعت آوردى. ببازار راغبان دنیا برآمدى، ساکنان دکان رغبت را برانگیختى. هنگامها مخلوقات را تاراج کردى. بجمع عاشقان رسیدى نعره عاشقان بعیوق رسانیدى. از کنشت و کلیسا، مسجد و صومعه ساختى. ببت کده آمدى بت را با بتگر بسجود آوردى. در عقبه عاقبت بىحرمتان را لا بُشْرى و حرمت داران را لا تَخَفْ شنوانیدى.
تو آنى که در حجره تنگ و تاریک لحد چراغ معرفت و توحید دوستان را افروزى. در قیامت زبانه آتش و زبانیه دوزخ را از گوینده خود باز دارى. بنور خود نائره نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ بنشانى، اینست که دوزخ بنده مؤمن را گوید: جز یا مؤمن فقد اطفأ نورک لهبى: قوله: إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ معناه اذکر یا محمد إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ.
یاد کن اى محمد آن روز که افتادنى بیفتد. قیامت را واقعه فرمود از زودى که بیفتد چون فرا دید آید. نه بینى که هر چه بیفتد زودتر از آن بزمین رسد که بنهند. همانست که جایى دیگر فرمود: وَ ما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا کَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ.
روز سیاست و هیبت است روز تغابن و حسرت است، یوم الأزفة و الغاشیة یوم القارعة و الواقعة.
آن روز قبه اخضر فرو گشایند و بساط اغبر در نوردند و عقد پروین تباه کنند، چهره ماه و خورشید سیاه کنند. اختران را از فلک فرو ریزند. سما را بر سمک زنند. زمین را بجنبانند.
رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا کوهها را از بیخ برکنند بُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا تا همچون دودى و گردى شود بر هوا.
فَکانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا آن روز بلال درویش را میآرند با تاج و حله و مرکب برد ابرد میزنند تا بفردوس اعلى برند و خواجه او را امیة بن خلف با اغلال و انکال و سلاسل بر وى میکشند تا بدرک اسفل برند.
اینست که رب العالمین فرمود خافِضَةٌ رافِعَةٌ، یکى را بردارنده تا با على علیین برند یکى را فرو برنده تا باسفل السافلین. آن طیلسان پوش منافق را بآتش میبرند و آن قبا بسته مخلص را ببهشت میفرستند. آن پیر مناجاتى مبتدع را بآتش قهر میسوزند و آن جوان خراباتى معتقد را بر تخت بخت مىنشانند.
بسا پیر مناجاتى که بىمرکب فرو ماند
بسا رند خراباتى که زین بر شیر نر بندد
آن روز عالمیان سه گروه باشند چنانک حضرت رب العزة فرمود: وَ کُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً فَأَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَ السَّابِقُونَ.
همان تقسیم است که در آخر سورة فرمود: فَأَمَّا إِنْ کانَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ فَرَوْحٌ وَ رَیْحانٌ وَ جَنَّةُ نَعِیمٍ.
سابقان که در اول سورة فرمود مقرّباناند که در آخر سورة فرمود ایشان را چه کرامت است و چه دولت فَرَوْحٌ وَ رَیْحانٌ وَ جَنَّةُ نَعِیمٍ، أُولئِکَ الْمُقَرَّبُونَ، فِی جَنَّاتِ النَّعِیمِ. ایشان را منازل با رفعت است و مساکن با سعت. میان غرف و طرف، در ریاض اریض و غیاض عریض مطاف ساخته، بر اطراف سریر و اعطاف حریر تکیه زده، غلمان مخلّدون و ولدان چون در مکنون سماطین کشیده، کواعب اتراب با اباریق و اکواب بخدمت میان بسته، مطربان ملیح با او تار فصیح صف کشیده.
ساقیان با جام زنجبیل و ماء معین و شیر و مى و انگبین پیش آن مقربان و سابقان در باغ معرفت در ظل درخت محبت بر حافات جوى قربت شراب زلفت و الفت نوش همى کنند و بر بساط انبساط در خلوت وَ هُوَ مَعَکُمْ با دوست مهره مهر همى بازند.
وَ حُورٌ عِینٌ کَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَکْنُونِ حوران بهشتى را بمروارید مانند کرد آن مروارید خوشاب که در صدف پوشیده باشد، نه آفتاب بدو رسیده نه مهتاب.
همچنین کنیزکان بهشتى در میوه بهشت تعبیهاند تا چشم رضوان و ولدان و غلمان بریشان نیفتد تا آنکه بنده مؤمن ببهشت رسد، میوه باز کند از میان میوه بیرون آید نقاب بر بسته. از چشم اغیار پوشیده نگه داشته و زمین بهشت از نور روى او روشن گشته.
مصطفى (ص) در وصف این کنیزکان فرموده در تفسیر حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِی الْخِیامِ قال على کل امراة سبعون حلة لیست منها حلة على لون الأخرى و سبعون لونا من الطیب لیس منها لون على لون الآخر لکل امراة سبعون سریرا من یاقوتة حمراء منسوجة بالدر، على کل سریر سبعون فراشا بطائنها من استبرق و فوق السبعین فراشا سبعون ایکة لکل امراة منهن سبعون وصیفة بید کل وصیفة صحفتان من ذهب فیهما لون من طعام یجد لآخر لقمة منها لذة لا یجد لاولها و یعطى زوجها مثل ذلک على سریر من یاقوت احمر علیه سواران من ذهب موشح بیاقوت احمر ثم قال اللَّه تبارک و تعالى: جَزاءً بِما کانُوا یَعْمَلُونَ.
اینست پاداش کردار مؤمنان و ثواب طاعات و عبادات ایشان. و این صفت مزدوران است که کار کنند و مزد خواهند.
اما خداى را دوستانىاند که ایشان سر ببهشت رضوان فرو نیارند و حور و قصور و انهار و اشجار ایشان را صید نکنند. غلامان سراى سلطان توحیداند و ساکنان عالم عشق و سلاطین جهان معرفت و مشتاق شربت نیستى.
بهشت خلد زینت و جمال خود بریشان عرضه میکند و ایشان یقین و معرفت خود برو جلوه میکنند.
بهشت جوى مى و شیر و عسل بر ایشان عرضه میکند و ایشان چشمهاى توحید و دریاهاى تفرید برو جلوه میکنند.
بهشت درختان میوهدار با ازهار و انوار بریشان عرضه میکند و ایشان نهالهاى درد و حیرت برو جلوه میکنند.
بهشت حورا و عینا آراسته و پیراسته بریشان عرضه میکند و ایشان مخدّرات معرفت و مخبآت مشاهدت برو جلوه میکنند. تا آخر، بهشت از ایشان خجل بازگردد و ایشان درگذرند و تا به مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِیکٍ مُقْتَدِرٍ دیده همت بکس باز نکنند.
رشیدالدین میبدی : ۵۶- سورة الواقعه
۲ - النوبة الثانیة
قوله: أَ فَرَأَیْتُمْ ما تُمْنُونَ اى تصبّون فى الارحام من النطف یقال امنى الرجل یمنى لا غیر و منیت الشیء اذا قضیته و سمى المنى منیا لان الخلق منه یقضى و تقول مذى الرجل یمذى و امذى یمذى لغتان: و اما الودى فلا اشتقاق منه و هو عند ابى عبیدة بالدال غیر المعجمة و عند الماستوى بالذال المعجمة قال و بالدال غیر المعجمة هو غرس النخل. احتجّ اللَّه علیهم بابتداء الخلق على صحة البعث فقال أَ أَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ اى انتم تخلقون ما تُمْنُونَ بشرا، أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ و قد کانوا مقرّین بان اللَّه خالقهم.
نَحْنُ قَدَّرْنا، قرأ ابن کثیر بتخفیف الدال و الباقون بتشدیدها. و هما لغتان. التقدیر: ترتیب الشیء على مقدار و الموت یجرى بین الخلق على مقدار ما یقتضیه علمه و حکمه فسوّى بینهم و جعل اهل السماء و الارض و الشریف و الوضیع فیه واحدا و قیل قَدَّرْنا بَیْنَکُمُ الْمَوْتَ، بان کتبناه على مقدار لا زیادة فیه و لا نقصان فمنهم من یموت صغیرا و منهم من یموت کبیرا، وَ ما نَحْنُ بِمَسْبُوقِینَ لا یسبقنا احد الى اماتتکم قبل الوقت.
عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَکُمْ على بمعنى اللام و هو متصل بقوله: قَدَّرْنا.
.. وَ ما نَحْنُ بِمَسْبُوقِینَ اعتراض و المعنى: قدّرنا بینکم الموت، لنبدّل امثالکم و قیل السّبق بمعنى الغلبة و عَلى أَنْ نُبَدِّلَ متصل بالغلبة، یعنى و ما نحن بمغلوبین عاجزین عن اهلاککم و ابدالکم بامثالکم. هذا کقوله تعالى: إِنْ یَشَأْ یُذْهِبْکُمْ وَ یَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِیدٍ. وَ نُنْشِئَکُمْ فِی ما لا تَعْلَمُونَ اى لا یعیبنا احد لو أردنا ان ننشئکم فى خلق آخر مما لا تعلمونه من اعادتکم فى الوقت الذى اریده و على الوجه الذى اریده.
و قیل نُنْشِئَکُمْ فِی ما لا تَعْلَمُونَ اى ان اردنا ان نجعل منکم القردة و الخنازیر لم نسبق و لا فاتنا ذلک. و قیل معناه نحن قادرون على احیائکم و انشائکم ثانیا و ان کنتم لا تعلمون النشأة الثانیة فلقد علمتم النشأة الاولى کیف کانت فى بطون الامهات نطفة ثم علقة ثم مضغة الى تمام الخلقة و لیست الأخرى کذلک فَلَوْ لا تَذَکَّرُونَ فتعلمون انى قادر على اعادتکم کما قدرت على ابدائکم و قیل النشأة الاولى خلق آدم من طین.
أَ فَرَأَیْتُمْ ما تَحْرُثُونَ اى تثیرون الارض و تلقون فیها البذر.
أَ أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ، تنبتونه، أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ المنبتون، و الحرث فعل العبد و الزرع فعل اللَّه وحده و لهذا
قال النبى (ص) لا یقولنّ احدکم زرعت و لیقل حرثت، و قد سمّى الحارث زارعا على انه فعل اسباب الزرع و الانبات.
لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً اى ابطلناه حتى یکون متحطما اى تبنا لا حب فیه و لا قمح اى جعلناه یابسا بعد خضرته بآفة تصیبه حتّى لا یکون فیه الحب، فَظَلْتُمْ تَفَکَّهُونَ اى صرتم تتعجبون لهلاکه و یبسه بعد خضرته و قیل تفکّهون اى تندمون على نفقاتکم کقوله: فَأَصْبَحَ یُقَلِّبُ کَفَّیْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِیها. و قال الحسن تندمون على ما سلف منکم من المعصیة التی اوجبت تلک العقوبة.
إِنَّا لَمُغْرَمُونَ قرأ ابو بکر عن عاصم «اءنا» بهمزتین، و قرء الآخرون على الخبر و مجاز الایة: فَظَلْتُمْ تَفَکَّهُونَ و تقولون إِنَّا لَمُغْرَمُونَ اى غرمنا اموالنا و صارما انفقنا فى حراثتنا غرما علینا و المغرم الذى ذهب ماله بغیر عوض.
بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ممنوعون عن الرزق اى حرمنا ما کنّا نطلبه من الریع و الزرع.
روى عن انس بن مالک قال مر رسول اللَّه بارض الانصار فقال ما یمنعکم من الحرث قالوا الجدوبة قال: فلا تفعلوا فان اللَّه عز و جل یقول انا الزارع ان شئت زرعت بالماء و ان شئت زرعت بالریح و ان شئت زرعت بالبذر. ثم تلا رسول اللَّه (ص): أَ فَرَأَیْتُمْ ما تَحْرُثُونَ. أَ أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ.
أَ فَرَأَیْتُمُ الْماءَ الَّذِی تَشْرَبُونَ یعنى الماء العذب.
أَ أَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ و هو السحاب واحدتها مزنة، أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ بقدرتنا.
لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً ملحا شدید الملوحة و قیل مرّا و المرّ الذى اذا شرب احرق الخلق، من تاججت النار اذا استعرت فَلَوْ لا تَشْکُرُونَ اى هلّا تشکرون على عظیم منتى علیکم حیث لم اجعل ذلک اجاجا.
أَ فَرَأَیْتُمُ النَّارَ الَّتِی تُورُونَ اى تقدحون و تستخرجون من زندکم یقال ورى الزند یرى وریا فهو وار اذا انقدحت و اوریت الزند اى قدحتها.
أَ أَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها التی تقدح منها النار و هى المرخ و العفار، أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ الخالقون.
و فى المثل: فى کل شجر نار و استمجد المرخ و العفار.
یقال یثقب الراعى عود احدهما و یدخل رأس الآخر فى الثقبة فیولد النار.
نَحْنُ جَعَلْناها تَذْکِرَةً، اى جعلنا نار الدنیا تذکرة للنار الکبرى اذا رآها الرائی ذکر جهنّم. قال مقاتل و مجاهد جَعَلْناها تَذْکِرَةً، اى موعظة یتعظ المؤمن. و فى الخبر عن رسول اللَّه (ص) قال: نار بنى آدم التی یوقدون جزء من سبعین جزءا من نار جهنم. قالوا یا رسول اللَّه: ان کانت لکافیة قال: فانها فضلت علیها بتسعة و ستین جزءا.
و قیل معناه جعلنا النعم التی تقدمت تذکرة لحق اللَّه و ما یجب من طاعته وَ مَتاعاً، اى بلعة و منفعة لِلْمُقْوِینَ اى المسافرین الذین نزلوا بالقواء و القى و هى الارض الخالیة البعیدة من العمران و الاهلین ففى النار اعظم نفع للمسافر اذا نزل بالارض القفر، یخبز بها خبزه و یصلح طعامه و یستدفئ بها فى حال برده فحاجة المسافر الیها اعظم من حاجة المقیم.
ثم ان اللَّه تعالى اجرى السعادة باظهار النار و خلقها اذا اورى الزند لانه لو احتاج المسافر الى حملها مع نفسه لشق علیه ذلک ففى هذا اعظم عبرة و اعظم حجة.
و قیل المقوى الذى نفد زاده من قولهم اقوت الدار اذا خلت من ساکنیها.
و قیل المقوى المسافر الذى معه دابّة قویة.
بدأ اللَّه تعالى بذکر خَلَقَ الْإِنْسانَ فقال أَ فَرَأَیْتُمْ ما تُمْنُونَ لان النعمة فیه سابقة على جمیع النعم ثم بما فیه قوام الناس و هو الحبّ فقال أَ فَرَأَیْتُمْ ما تَحْرُثُونَ ثم بالماء الذى یعجن به و یشرب علیه، فقال أَ فَرَأَیْتُمُ الْماءَ الَّذِی تَشْرَبُونَ ثم بالنار التی یخبز بها، فقال أَ فَرَأَیْتُمُ النَّارَ الَّتِی تُورُونَ فصار بمجموع الثلاثة طعاما لا یستغنى عنه الجسد ما دام حیا و ذکر عقیب کل واحد ما یأتى علیه و یفسده.
فقال فى الاول: نَحْنُ قَدَّرْنا بَیْنَکُمُ الْمَوْتَ.
و فى الثانى: لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً. و فى الثالث لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً و لم یقل فى الرابعة ما یفسدها بل قال: نَحْنُ جَعَلْناها تَذْکِرَةً یتّعظون بها، وَ مَتاعاً لِلْمُقْوِینَ المسافرین ینتفعون بها.
ثم قال فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّکَ الْعَظِیمِ امر بتنزیه اللَّه تعالى و تقدّس عمّا لا یلیق بوصفه بعد ما ذکر ما یدل وحدانیّته من عظیم آیاته، و قیل معناه قل سبحان ربى العظیم.
و جاء مرفوعا انّه لما نزلت هذه الآیة.
قال علیه السلام اجعلوها فى رکوعکم و لما نزلت: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ الْأَعْلَى، قال اجعلوها فى سجودکم.
فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ معناه فاقسم و دخلت لا صلة للتوکید و قیل لا نفى و معناه: لیس الامر کما قال الکفار فى القرآن انه سحر و شعر و کهانة ثم ابتدأ فقال أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ.
قرأ حمزة و الکسائى: بموقع النجوم على التوحید. و قرأ الباقون: بِمَواقِعِ النُّجُومِ على الجمع.
قال ابن عباس: اراد نجوم القرآن و سوره فانه کان ینزل على رسول اللَّه (ص) متفرّقا نجوما فکانّه اقسم بنزول القرآن نجوما على رسول اللَّه (ص) و قیل اقسم بقلب محمد (ص) لانه محل وقوع نجوم القرآن و قیل مواقع النجوم قلوب العلماء و قیل هى مغارب کواکب السماء و قیل منازلها، فکانه اقسم بقدرته على مساقطها و مجاریها فى افلاکها، و قیل هى الارض تسقط علیها الکواکب و تتناثر لیوم القیامة و یحتمل ان النجوم نجوم الرجوم و زمانه لانها حدثت عند مولده (ص) و بعثته.
وَ إِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِیمٌ اى القسم، بنجوم القرآن قسم عظیم القدر لو تعلمون.
إِنَّهُ لَقُرْآنٌ کَرِیمٌ کثیر الخیر عام المنافع تنال ببرکته الدنیا و الآخرة و الرؤیة و النعیم و قیل کَرِیمٌ اى عزیز لانه کلام اللَّه غیر مخلوق لم یلحقه التکوین و قیل کریم یکرم حافظه و یکرم قارئه، و قیل کریم یکرمه المؤمنون و الملائکة المقرّبون و قیل کریم لانّ یسره یغلب عسره.
فِی کِتابٍ مَکْنُونٍ اى محفوظ مصون محروس عند اللَّه فى اللوح المحفوظ محفوظ من الشیاطین و قیل فِی کِتابٍ مَکْنُونٍ اى محفوظ فى المصاحف عن التبدیل فلا یغیّر منه حرف و لا لفظ کقوله: إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ.
لا یَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ قال قتاده هى المصاحف التی فى السماء بایدى الملائکة السفرة الکرام البررة لا یمسّها الّا ملک مطهّر، اما المصاحف فى الدنیا فیمسّه الکافر النجس و المنافق الرجس و قیل ظاهر الآیة نفى و معناه نهى اى لا ینبغى ان یمسّه جنب او حائض او محدث و هو قول عطاء و طاووس و اکثر اهل العلم و به قال مالک و الشافعى و قال ابو حنیفة یجور للمحدث و الجنب حمل المصحف و مسّه و الاول قول اکثر العلماء لما
روى عن عبد اللَّه بن ابى بکر بن محمد بن عمرو بن حزم ان فى الکتاب الذى کتبه رسول اللَّه (ص) لعمرو بن حزم ان لا یمسّ القرآن الا طاهر
و المراد بالقرآن المصحف سماه قرآنا على قرب الجوار و الاتساع کما
روى ان رسول اللَّه (ص) نهى ان یسافر بالقرآن، الى ارض العدو و اراد به المصحف.
و روى سالم بن عبد اللَّه بن عمر عن ابیه ان النبى (ص) قال لا تمسّ القرآن الا و انت طاهر. و لانه اجماع الصحابه، و سئل على (ع) أ یمسّ المحدث المصحف؟
فقال لا.
و قال عطاء: لا یقلّب الورق من المصحف الا المتوضّى.
و اما الصبیان فلاصحابنا فیه وجهان: احدهما انهم یمنعون منه کالبالغین.
و الثانى انهم لا یمنعون لمعنیین: احدهما ان الصبى لو منع ذلک ادّى الى ان لا یتعلّم القرآن و لا یحفظه لان وقت تعلّمه و حفظه حال الصغر.
و الثانى ان الصبى و ان کان له طهارة فلیست بکاملة لان النیّة لا تصح منه فاذا جاز ان یحمله على غیر طهر کامل جاز ان یحمله محدثا و اللَّه اعلم.
تَنْزِیلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِینَ اى القرآن من عند رب العالمین. سمّى المنزل تنزیلا على اتساع اللغة کالقدر للمقدور و الخلق للمخلوق.
أَ فَبِهذَا الْحَدِیثِ، اى بهذا القرآن، سمّاه حدیثا لان فیه ذکر حوادث الامور، أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ اى مکذّبون کافرون و المدهن المنافق الذى یجرى فى الظاهر على خلاف ما هو فى الباطن. ادهن و داهن اذا اسرّ خلاف ما اظهر. و قیل المدهن المنافق الذى یلین جانبه لیخفى کفره و اصله من الدهن.
وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَکُمْ أَنَّکُمْ تُکَذِّبُونَ اى تجعلون شکر رزقکم ان تکذّبوا رازقکم، نزلت فى المستمطرین بالانواء و ذلک انهم کانوا یقولون اذا مطروا بعد الجدوبة امطرنا بنوء کذا و لا یرون ذلک من قبل اللَّه عز و جل، و روى عن ابن عباس: ان النبى (ص) خرج فى بعض اسفاره فعطش اصحابه و احتاجوا الى الماء. فقال (ص) أ رأیتم ان دعوت لکم، فسقیتم فلعلکم تقولون سقینا هذا المطر بنوء کذا، فقالوا یا رسول اللَّه ما هذا بحین الانواء ثم صلّى رکعتین و دعا فهاجت ریح هیّمت سحابة فمطروا حتى سالت الاودیة و ملئوا الأسقیة، ثم رکب النبى علیه افضل الصلوات و اکمل التحیات، فمرّ برجل یغترف بقدح له و یقول سقینا بنوء کذا و لم یقل هذا من رزق اللَّه فانزل اللَّه سبحانه تعالى و تقدّس وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَکُمْ أَنَّکُمْ تُکَذِّبُونَ.
و کان علیه الصلاة و السلام یقول لو حبس اللَّه سبحانه القطر عن امّتى عشر سنین ثم انزل لاصبحت طائفة منهم یقولون: سقینا بنوء کذا.
و عن زید بن خالد الجهنى قال: صلّى لنا رسول اللَّه (ص) صلاة الصبح بالحدیبیة فى اثر سماء کان من اللیل فلما انصرف اقبل على الناس، فقال هل تدرون ما ذا قال ربکم قالوا اللَّه و رسوله اعلم قال اصبح من عبادى مؤمن بى و کافر فاما من قال مطرنا بفضل اللَّه و رسوله و برحمته فذلک مؤمن بى کافر بالکوکب و اما من قال مطرنا بنوء کذا و کذا، فذلک کافر بى مؤمن بالکوکب.
و عن ابى هریرة عن رسول اللَّه (ص) قال: ما انزل اللَّه من السماء من برکة الا اصبح فریق من الناس بها کافرین ینزل اللَّه الغیث فیقولون بکوکب کذا و کذا.
و قیل وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَکُمْ اى حظکم و نصیبکم من القرآن، أَنَّکُمْ تُکَذِّبُونَ.
قال الحسن خسر عبد لا یکون حظه من کتاب اللَّه الا التکذیب به. و یروى انه (ص) قال: انّ اخوف ما اخاف على امّتى ثلث: حیف الأئمة و تکذیب بالقدر و ایمان بالنجوم ثم حذّرهم فقال: فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ الحلقوم مجرى النفس و البلعوم مجرى الطعام.
یقول تعالى فهلا اذا بلغت الحلقوم عند النزع وَ أَنْتُمْ یا اقرباء المیت الذین حوله تَنْظُرُونَ الیه متى تخرج نفسه و قیل تنظرون الى امرى و سلطانى لا یمکنکم الدفع و لا تملکون شیئا و قیل و انتم تنظرون ان یحلّ بکم ما حلّ به.
و فى الخبر لا یموت احد حتى یعلم أ هو من اهل الجنة ام من اهل النار.
وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْکُمْ یعنى بالقدرة و العلم، وَ لکِنْ لا تُبْصِرُونَ قربنا منه. و قیل نحن اقرب الیه و اقدر منکم علیه، وَ لکِنْ لا تُبْصِرُونَ قربى و لا تعرفون قدرتى.
فَلَوْ لا إِنْ کُنْتُمْ غَیْرَ مَدِینِینَ تَرْجِعُونَها إِنْ کُنْتُمْ صادِقِینَ اى هلا ان کنتم غیر مجزیین، محاسبین تَرْجِعُونَها، اى تردّون روح هذا المیت الى جسده، إِنْ کُنْتُمْ صادِقِینَ فى قولکم: لَوْ کانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَ ما قُتِلُوا.
و قیل إِنْ کُنْتُمْ صادِقِینَ فى ان لا بعث. و قوله: تَرْجِعُونَها، جواب لو لا الاولى و الثانیة و مثل هذا جائز فى کلامهم کقوله: فَإِمَّا یَأْتِیَنَّکُمْ مِنِّی هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدایَ فَلا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ اجیبا بجواب واحد و تقدیر الآیة: ان کان الامر کما تقولون انه لا بعث و لا حساب و لا اله یجازى فهلا تردّون نفس من یعزّ علیکم اذا بلغت الحلقوم و اذ لم یمکنکم ذلک فاعلموا ان الامر الى غیرکم و هو اللَّه عز و جل فآمنوا.
ثم ذکر طبقات الخلق عند الموت و بیّن درجاتهم فقال: فَأَمَّا إِنْ کانَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ هذا رجوع الى التقسیم فى اول السورة فالمقرّبون هم السابقون و هم اهل جنة عدن.
فَرَوْحٌ، قرأ یعقوب: فروح بضم الراء و الباقون بفتحها. فمن قرأ بالضم فمعناه الحیاة الدائمة لهم.
و قال الحسن: معناه تخرج روحه فى الریحان اى یشمّ عند الموت ریحانة فتخرج بها روحه.
و من قرأ بالفتح فمعناه فله روح اى راحة و فرح عند الموت.
و قیل الروح الاستراحة و الریحان الرزق و قیل الروح فى القبر و الریحان فى الجنة معدّلهم و قیل الروح النجاة من النار و الریحان دخول دار القرار.
و قال الزجاج: الریحان هاهنا التحیة لاهل جنة عدن.
وَ أَمَّا إِنْ کانَ، المتوفى، مِنْ أَصْحابِ الْیَمِینِ فَسَلامٌ لَکَ مِنْ أَصْحابِ الْیَمِینِ اى سلامة لک یا محمد منهم فلا تهتم لهم فانهم سلموا من عذاب اللَّه عز و جل و انک ترى فیهم ما تحب من السلامة.
و قیل فَسَلامٌ لَکَ، اى امن لک من شقاوتهم.
آوردهاند در بعضى کتب که عایشه از حضرت سلطان کونین و امام الثقلین النبى الهاشمى اعنى النبى الامى العربى محمد المصطفى (ص) پرسید که یا رسول اللَّه از آن رازها که شب معراج رفت و حضرت احدیت جل جلاله و عم نواله و عظم شأنه و عزت کبریاؤه در کلام قدیم میفرماید که فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى چه بود؟ اگر لختى که گفتنى است با من گویى.
رسول هاشمى و نبىّ مطلبى علیه افضل الصلوات و اکمل التحیات فرمود: یا عایشه گفتم خداوندا امّتهاى گذشته چون سر از اطاعت بگردانیدند قومى را سنگ باران فرمودى، قومى را بزمین فرو بردى، قومى را صورت بگردانیدى، خداوندا با امت من چه خواهى فرمود و ایشان را حکم چه راندهاى؟
حضرت عزت جل و علا فرمود فَسَلامٌ لَکَ مِنْ أَصْحابِ الْیَمِینِ.
تو در کار ایشان همه سلامت و امن و عافیتدان و دل خویش از ایشان بسلامت دار و ایمن باش.
اگر گذشتگان را سنگباران فرستادم، امت تو را رحمت باران فرستادم و فرستم که من در ازل فرمودهام و حکم رانده که: عَسى رَبُّکُمْ أَنْ یَرْحَمَکُمْ کَتَبَ رَبُّکُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ.
و اگر از ایشان قومى را بزمین فرو بردم اینان را بآسمان بر آرم و بجنّات مأوى رسانم که من در ازل فرمودهام: فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلًا.
و اگر ایشان را صورت خلقت بگردانیدم، اینان را صورت عمل بگردانم، سیّئات را حسنات کنم. که من در ازل فرمودهام.
فَأُوْلئِکَ یُبَدِّلُ اللَّهُ سَیِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ.
یا محمد و اگر نه آن بودى که من دوست دارم که با امت تو سخن گویم و عتاب کنم، خود با ایشان من حساب نکردى، لو لا انى احب معاتبتهم لما حاسبتهم.
و قیل قوله: فَسَلامٌ لَکَ، هذا خطاب لکل من مات منهم یقول له الملائکة یبشرونه عند قبض روحه سلام لک انک من اصحاب الیمین و قیل یبشرونه عند الخروج من القبر و قیل هذا من المقلوب اى سلام لاصحاب الیمین منک اى انک تلقاهم فى الجنة.
وَ أَمَّا إِنْ کانَ مِنَ الْمُکَذِّبِینَ، بالبعث، الضَّالِّینَ عن الهدى و هم اصحاب المشأمة فَنُزُلٌ مِنْ حَمِیمٍ اى له نزل من حمیم اى غذاؤهم و معاشهم و نصیبهم من جهنم ماء حار.
وَ تَصْلِیَةُ جَحِیمٍ اى اقامة فى جحیم و هو ما عظم من النار.
إِنَّ هذا الذى ذکرت لهؤلاء الفرق الثلث و قیل کل ما ذکرنا فى هذه السورة، لَهُوَ حَقُّ الْیَقِینِ اى هو یقین حق الیقین، اى الخبر الذى لا شک فیه اضاف الى نفسه کیوم القیامة و مسجد الجامع.
و قیل التقدیر: حق الامر الیقین. و الیقین علم یحصل به ثلج الصدر و یسمى برد الیقین و قیل هو علم یحصل بالدلیل.
و قال قتادة ان اللَّه عز و جل: لیس تارکا احدا من الناس حتى یقفه على الیقین من هذا القرآن. فاما المؤمن فایقن فى الدنیا فنفعه ذلک یوم القیامة و اما الکافر فایقن یوم القیامه حین لا ینفعه.
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّکَ الْعَظِیمِ فیه دلالة على ان الاسم هو المسمّى لانه لا یجوز ان یکون المسبّح غیر اللَّه و المعنى اذکره باسمائه العلى و صفاته الحسنى و قیل نزّه اللَّه عما نسب الیه من السوء.
روى صلة بن زفر عن حذیفة: انه صلّى مع النبى (ص)، فکان یقول فى رکوعه: «سبحان ربى العظیم» و فى سجوده: «سبحان ربى الاعلى». و ما اتى على آیة رحمة الا وقف و سأل و ما اتى على آیة عذاب الا وقف و تعوّذ.
.
و عن ابى هریرة قال قال رسول اللَّه ص: کلمتان خفیفتان على اللسان ثقیلتان فى المیزان حبیبتان الى الرحمن: سبحان اللَّه و بحمده، سبحان اللَّه العظیم.
و عن عبد اللَّه بن مسعود قال سمعت رسول اللَّه (ص): من قرأ سورة الواقعة کل لیلة لم تصبه فاقة ابدا.
نَحْنُ قَدَّرْنا، قرأ ابن کثیر بتخفیف الدال و الباقون بتشدیدها. و هما لغتان. التقدیر: ترتیب الشیء على مقدار و الموت یجرى بین الخلق على مقدار ما یقتضیه علمه و حکمه فسوّى بینهم و جعل اهل السماء و الارض و الشریف و الوضیع فیه واحدا و قیل قَدَّرْنا بَیْنَکُمُ الْمَوْتَ، بان کتبناه على مقدار لا زیادة فیه و لا نقصان فمنهم من یموت صغیرا و منهم من یموت کبیرا، وَ ما نَحْنُ بِمَسْبُوقِینَ لا یسبقنا احد الى اماتتکم قبل الوقت.
عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَکُمْ على بمعنى اللام و هو متصل بقوله: قَدَّرْنا.
.. وَ ما نَحْنُ بِمَسْبُوقِینَ اعتراض و المعنى: قدّرنا بینکم الموت، لنبدّل امثالکم و قیل السّبق بمعنى الغلبة و عَلى أَنْ نُبَدِّلَ متصل بالغلبة، یعنى و ما نحن بمغلوبین عاجزین عن اهلاککم و ابدالکم بامثالکم. هذا کقوله تعالى: إِنْ یَشَأْ یُذْهِبْکُمْ وَ یَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِیدٍ. وَ نُنْشِئَکُمْ فِی ما لا تَعْلَمُونَ اى لا یعیبنا احد لو أردنا ان ننشئکم فى خلق آخر مما لا تعلمونه من اعادتکم فى الوقت الذى اریده و على الوجه الذى اریده.
و قیل نُنْشِئَکُمْ فِی ما لا تَعْلَمُونَ اى ان اردنا ان نجعل منکم القردة و الخنازیر لم نسبق و لا فاتنا ذلک. و قیل معناه نحن قادرون على احیائکم و انشائکم ثانیا و ان کنتم لا تعلمون النشأة الثانیة فلقد علمتم النشأة الاولى کیف کانت فى بطون الامهات نطفة ثم علقة ثم مضغة الى تمام الخلقة و لیست الأخرى کذلک فَلَوْ لا تَذَکَّرُونَ فتعلمون انى قادر على اعادتکم کما قدرت على ابدائکم و قیل النشأة الاولى خلق آدم من طین.
أَ فَرَأَیْتُمْ ما تَحْرُثُونَ اى تثیرون الارض و تلقون فیها البذر.
أَ أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ، تنبتونه، أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ المنبتون، و الحرث فعل العبد و الزرع فعل اللَّه وحده و لهذا
قال النبى (ص) لا یقولنّ احدکم زرعت و لیقل حرثت، و قد سمّى الحارث زارعا على انه فعل اسباب الزرع و الانبات.
لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً اى ابطلناه حتى یکون متحطما اى تبنا لا حب فیه و لا قمح اى جعلناه یابسا بعد خضرته بآفة تصیبه حتّى لا یکون فیه الحب، فَظَلْتُمْ تَفَکَّهُونَ اى صرتم تتعجبون لهلاکه و یبسه بعد خضرته و قیل تفکّهون اى تندمون على نفقاتکم کقوله: فَأَصْبَحَ یُقَلِّبُ کَفَّیْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِیها. و قال الحسن تندمون على ما سلف منکم من المعصیة التی اوجبت تلک العقوبة.
إِنَّا لَمُغْرَمُونَ قرأ ابو بکر عن عاصم «اءنا» بهمزتین، و قرء الآخرون على الخبر و مجاز الایة: فَظَلْتُمْ تَفَکَّهُونَ و تقولون إِنَّا لَمُغْرَمُونَ اى غرمنا اموالنا و صارما انفقنا فى حراثتنا غرما علینا و المغرم الذى ذهب ماله بغیر عوض.
بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ممنوعون عن الرزق اى حرمنا ما کنّا نطلبه من الریع و الزرع.
روى عن انس بن مالک قال مر رسول اللَّه بارض الانصار فقال ما یمنعکم من الحرث قالوا الجدوبة قال: فلا تفعلوا فان اللَّه عز و جل یقول انا الزارع ان شئت زرعت بالماء و ان شئت زرعت بالریح و ان شئت زرعت بالبذر. ثم تلا رسول اللَّه (ص): أَ فَرَأَیْتُمْ ما تَحْرُثُونَ. أَ أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ.
أَ فَرَأَیْتُمُ الْماءَ الَّذِی تَشْرَبُونَ یعنى الماء العذب.
أَ أَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ و هو السحاب واحدتها مزنة، أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ بقدرتنا.
لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً ملحا شدید الملوحة و قیل مرّا و المرّ الذى اذا شرب احرق الخلق، من تاججت النار اذا استعرت فَلَوْ لا تَشْکُرُونَ اى هلّا تشکرون على عظیم منتى علیکم حیث لم اجعل ذلک اجاجا.
أَ فَرَأَیْتُمُ النَّارَ الَّتِی تُورُونَ اى تقدحون و تستخرجون من زندکم یقال ورى الزند یرى وریا فهو وار اذا انقدحت و اوریت الزند اى قدحتها.
أَ أَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها التی تقدح منها النار و هى المرخ و العفار، أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ الخالقون.
و فى المثل: فى کل شجر نار و استمجد المرخ و العفار.
یقال یثقب الراعى عود احدهما و یدخل رأس الآخر فى الثقبة فیولد النار.
نَحْنُ جَعَلْناها تَذْکِرَةً، اى جعلنا نار الدنیا تذکرة للنار الکبرى اذا رآها الرائی ذکر جهنّم. قال مقاتل و مجاهد جَعَلْناها تَذْکِرَةً، اى موعظة یتعظ المؤمن. و فى الخبر عن رسول اللَّه (ص) قال: نار بنى آدم التی یوقدون جزء من سبعین جزءا من نار جهنم. قالوا یا رسول اللَّه: ان کانت لکافیة قال: فانها فضلت علیها بتسعة و ستین جزءا.
و قیل معناه جعلنا النعم التی تقدمت تذکرة لحق اللَّه و ما یجب من طاعته وَ مَتاعاً، اى بلعة و منفعة لِلْمُقْوِینَ اى المسافرین الذین نزلوا بالقواء و القى و هى الارض الخالیة البعیدة من العمران و الاهلین ففى النار اعظم نفع للمسافر اذا نزل بالارض القفر، یخبز بها خبزه و یصلح طعامه و یستدفئ بها فى حال برده فحاجة المسافر الیها اعظم من حاجة المقیم.
ثم ان اللَّه تعالى اجرى السعادة باظهار النار و خلقها اذا اورى الزند لانه لو احتاج المسافر الى حملها مع نفسه لشق علیه ذلک ففى هذا اعظم عبرة و اعظم حجة.
و قیل المقوى الذى نفد زاده من قولهم اقوت الدار اذا خلت من ساکنیها.
و قیل المقوى المسافر الذى معه دابّة قویة.
بدأ اللَّه تعالى بذکر خَلَقَ الْإِنْسانَ فقال أَ فَرَأَیْتُمْ ما تُمْنُونَ لان النعمة فیه سابقة على جمیع النعم ثم بما فیه قوام الناس و هو الحبّ فقال أَ فَرَأَیْتُمْ ما تَحْرُثُونَ ثم بالماء الذى یعجن به و یشرب علیه، فقال أَ فَرَأَیْتُمُ الْماءَ الَّذِی تَشْرَبُونَ ثم بالنار التی یخبز بها، فقال أَ فَرَأَیْتُمُ النَّارَ الَّتِی تُورُونَ فصار بمجموع الثلاثة طعاما لا یستغنى عنه الجسد ما دام حیا و ذکر عقیب کل واحد ما یأتى علیه و یفسده.
فقال فى الاول: نَحْنُ قَدَّرْنا بَیْنَکُمُ الْمَوْتَ.
و فى الثانى: لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً. و فى الثالث لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً و لم یقل فى الرابعة ما یفسدها بل قال: نَحْنُ جَعَلْناها تَذْکِرَةً یتّعظون بها، وَ مَتاعاً لِلْمُقْوِینَ المسافرین ینتفعون بها.
ثم قال فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّکَ الْعَظِیمِ امر بتنزیه اللَّه تعالى و تقدّس عمّا لا یلیق بوصفه بعد ما ذکر ما یدل وحدانیّته من عظیم آیاته، و قیل معناه قل سبحان ربى العظیم.
و جاء مرفوعا انّه لما نزلت هذه الآیة.
قال علیه السلام اجعلوها فى رکوعکم و لما نزلت: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ الْأَعْلَى، قال اجعلوها فى سجودکم.
فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ معناه فاقسم و دخلت لا صلة للتوکید و قیل لا نفى و معناه: لیس الامر کما قال الکفار فى القرآن انه سحر و شعر و کهانة ثم ابتدأ فقال أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ.
قرأ حمزة و الکسائى: بموقع النجوم على التوحید. و قرأ الباقون: بِمَواقِعِ النُّجُومِ على الجمع.
قال ابن عباس: اراد نجوم القرآن و سوره فانه کان ینزل على رسول اللَّه (ص) متفرّقا نجوما فکانّه اقسم بنزول القرآن نجوما على رسول اللَّه (ص) و قیل اقسم بقلب محمد (ص) لانه محل وقوع نجوم القرآن و قیل مواقع النجوم قلوب العلماء و قیل هى مغارب کواکب السماء و قیل منازلها، فکانه اقسم بقدرته على مساقطها و مجاریها فى افلاکها، و قیل هى الارض تسقط علیها الکواکب و تتناثر لیوم القیامة و یحتمل ان النجوم نجوم الرجوم و زمانه لانها حدثت عند مولده (ص) و بعثته.
وَ إِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِیمٌ اى القسم، بنجوم القرآن قسم عظیم القدر لو تعلمون.
إِنَّهُ لَقُرْآنٌ کَرِیمٌ کثیر الخیر عام المنافع تنال ببرکته الدنیا و الآخرة و الرؤیة و النعیم و قیل کَرِیمٌ اى عزیز لانه کلام اللَّه غیر مخلوق لم یلحقه التکوین و قیل کریم یکرم حافظه و یکرم قارئه، و قیل کریم یکرمه المؤمنون و الملائکة المقرّبون و قیل کریم لانّ یسره یغلب عسره.
فِی کِتابٍ مَکْنُونٍ اى محفوظ مصون محروس عند اللَّه فى اللوح المحفوظ محفوظ من الشیاطین و قیل فِی کِتابٍ مَکْنُونٍ اى محفوظ فى المصاحف عن التبدیل فلا یغیّر منه حرف و لا لفظ کقوله: إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ.
لا یَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ قال قتاده هى المصاحف التی فى السماء بایدى الملائکة السفرة الکرام البررة لا یمسّها الّا ملک مطهّر، اما المصاحف فى الدنیا فیمسّه الکافر النجس و المنافق الرجس و قیل ظاهر الآیة نفى و معناه نهى اى لا ینبغى ان یمسّه جنب او حائض او محدث و هو قول عطاء و طاووس و اکثر اهل العلم و به قال مالک و الشافعى و قال ابو حنیفة یجور للمحدث و الجنب حمل المصحف و مسّه و الاول قول اکثر العلماء لما
روى عن عبد اللَّه بن ابى بکر بن محمد بن عمرو بن حزم ان فى الکتاب الذى کتبه رسول اللَّه (ص) لعمرو بن حزم ان لا یمسّ القرآن الا طاهر
و المراد بالقرآن المصحف سماه قرآنا على قرب الجوار و الاتساع کما
روى ان رسول اللَّه (ص) نهى ان یسافر بالقرآن، الى ارض العدو و اراد به المصحف.
و روى سالم بن عبد اللَّه بن عمر عن ابیه ان النبى (ص) قال لا تمسّ القرآن الا و انت طاهر. و لانه اجماع الصحابه، و سئل على (ع) أ یمسّ المحدث المصحف؟
فقال لا.
و قال عطاء: لا یقلّب الورق من المصحف الا المتوضّى.
و اما الصبیان فلاصحابنا فیه وجهان: احدهما انهم یمنعون منه کالبالغین.
و الثانى انهم لا یمنعون لمعنیین: احدهما ان الصبى لو منع ذلک ادّى الى ان لا یتعلّم القرآن و لا یحفظه لان وقت تعلّمه و حفظه حال الصغر.
و الثانى ان الصبى و ان کان له طهارة فلیست بکاملة لان النیّة لا تصح منه فاذا جاز ان یحمله على غیر طهر کامل جاز ان یحمله محدثا و اللَّه اعلم.
تَنْزِیلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِینَ اى القرآن من عند رب العالمین. سمّى المنزل تنزیلا على اتساع اللغة کالقدر للمقدور و الخلق للمخلوق.
أَ فَبِهذَا الْحَدِیثِ، اى بهذا القرآن، سمّاه حدیثا لان فیه ذکر حوادث الامور، أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ اى مکذّبون کافرون و المدهن المنافق الذى یجرى فى الظاهر على خلاف ما هو فى الباطن. ادهن و داهن اذا اسرّ خلاف ما اظهر. و قیل المدهن المنافق الذى یلین جانبه لیخفى کفره و اصله من الدهن.
وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَکُمْ أَنَّکُمْ تُکَذِّبُونَ اى تجعلون شکر رزقکم ان تکذّبوا رازقکم، نزلت فى المستمطرین بالانواء و ذلک انهم کانوا یقولون اذا مطروا بعد الجدوبة امطرنا بنوء کذا و لا یرون ذلک من قبل اللَّه عز و جل، و روى عن ابن عباس: ان النبى (ص) خرج فى بعض اسفاره فعطش اصحابه و احتاجوا الى الماء. فقال (ص) أ رأیتم ان دعوت لکم، فسقیتم فلعلکم تقولون سقینا هذا المطر بنوء کذا، فقالوا یا رسول اللَّه ما هذا بحین الانواء ثم صلّى رکعتین و دعا فهاجت ریح هیّمت سحابة فمطروا حتى سالت الاودیة و ملئوا الأسقیة، ثم رکب النبى علیه افضل الصلوات و اکمل التحیات، فمرّ برجل یغترف بقدح له و یقول سقینا بنوء کذا و لم یقل هذا من رزق اللَّه فانزل اللَّه سبحانه تعالى و تقدّس وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَکُمْ أَنَّکُمْ تُکَذِّبُونَ.
و کان علیه الصلاة و السلام یقول لو حبس اللَّه سبحانه القطر عن امّتى عشر سنین ثم انزل لاصبحت طائفة منهم یقولون: سقینا بنوء کذا.
و عن زید بن خالد الجهنى قال: صلّى لنا رسول اللَّه (ص) صلاة الصبح بالحدیبیة فى اثر سماء کان من اللیل فلما انصرف اقبل على الناس، فقال هل تدرون ما ذا قال ربکم قالوا اللَّه و رسوله اعلم قال اصبح من عبادى مؤمن بى و کافر فاما من قال مطرنا بفضل اللَّه و رسوله و برحمته فذلک مؤمن بى کافر بالکوکب و اما من قال مطرنا بنوء کذا و کذا، فذلک کافر بى مؤمن بالکوکب.
و عن ابى هریرة عن رسول اللَّه (ص) قال: ما انزل اللَّه من السماء من برکة الا اصبح فریق من الناس بها کافرین ینزل اللَّه الغیث فیقولون بکوکب کذا و کذا.
و قیل وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَکُمْ اى حظکم و نصیبکم من القرآن، أَنَّکُمْ تُکَذِّبُونَ.
قال الحسن خسر عبد لا یکون حظه من کتاب اللَّه الا التکذیب به. و یروى انه (ص) قال: انّ اخوف ما اخاف على امّتى ثلث: حیف الأئمة و تکذیب بالقدر و ایمان بالنجوم ثم حذّرهم فقال: فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ الحلقوم مجرى النفس و البلعوم مجرى الطعام.
یقول تعالى فهلا اذا بلغت الحلقوم عند النزع وَ أَنْتُمْ یا اقرباء المیت الذین حوله تَنْظُرُونَ الیه متى تخرج نفسه و قیل تنظرون الى امرى و سلطانى لا یمکنکم الدفع و لا تملکون شیئا و قیل و انتم تنظرون ان یحلّ بکم ما حلّ به.
و فى الخبر لا یموت احد حتى یعلم أ هو من اهل الجنة ام من اهل النار.
وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْکُمْ یعنى بالقدرة و العلم، وَ لکِنْ لا تُبْصِرُونَ قربنا منه. و قیل نحن اقرب الیه و اقدر منکم علیه، وَ لکِنْ لا تُبْصِرُونَ قربى و لا تعرفون قدرتى.
فَلَوْ لا إِنْ کُنْتُمْ غَیْرَ مَدِینِینَ تَرْجِعُونَها إِنْ کُنْتُمْ صادِقِینَ اى هلا ان کنتم غیر مجزیین، محاسبین تَرْجِعُونَها، اى تردّون روح هذا المیت الى جسده، إِنْ کُنْتُمْ صادِقِینَ فى قولکم: لَوْ کانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَ ما قُتِلُوا.
و قیل إِنْ کُنْتُمْ صادِقِینَ فى ان لا بعث. و قوله: تَرْجِعُونَها، جواب لو لا الاولى و الثانیة و مثل هذا جائز فى کلامهم کقوله: فَإِمَّا یَأْتِیَنَّکُمْ مِنِّی هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدایَ فَلا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ اجیبا بجواب واحد و تقدیر الآیة: ان کان الامر کما تقولون انه لا بعث و لا حساب و لا اله یجازى فهلا تردّون نفس من یعزّ علیکم اذا بلغت الحلقوم و اذ لم یمکنکم ذلک فاعلموا ان الامر الى غیرکم و هو اللَّه عز و جل فآمنوا.
ثم ذکر طبقات الخلق عند الموت و بیّن درجاتهم فقال: فَأَمَّا إِنْ کانَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ هذا رجوع الى التقسیم فى اول السورة فالمقرّبون هم السابقون و هم اهل جنة عدن.
فَرَوْحٌ، قرأ یعقوب: فروح بضم الراء و الباقون بفتحها. فمن قرأ بالضم فمعناه الحیاة الدائمة لهم.
و قال الحسن: معناه تخرج روحه فى الریحان اى یشمّ عند الموت ریحانة فتخرج بها روحه.
و من قرأ بالفتح فمعناه فله روح اى راحة و فرح عند الموت.
و قیل الروح الاستراحة و الریحان الرزق و قیل الروح فى القبر و الریحان فى الجنة معدّلهم و قیل الروح النجاة من النار و الریحان دخول دار القرار.
و قال الزجاج: الریحان هاهنا التحیة لاهل جنة عدن.
وَ أَمَّا إِنْ کانَ، المتوفى، مِنْ أَصْحابِ الْیَمِینِ فَسَلامٌ لَکَ مِنْ أَصْحابِ الْیَمِینِ اى سلامة لک یا محمد منهم فلا تهتم لهم فانهم سلموا من عذاب اللَّه عز و جل و انک ترى فیهم ما تحب من السلامة.
و قیل فَسَلامٌ لَکَ، اى امن لک من شقاوتهم.
آوردهاند در بعضى کتب که عایشه از حضرت سلطان کونین و امام الثقلین النبى الهاشمى اعنى النبى الامى العربى محمد المصطفى (ص) پرسید که یا رسول اللَّه از آن رازها که شب معراج رفت و حضرت احدیت جل جلاله و عم نواله و عظم شأنه و عزت کبریاؤه در کلام قدیم میفرماید که فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى چه بود؟ اگر لختى که گفتنى است با من گویى.
رسول هاشمى و نبىّ مطلبى علیه افضل الصلوات و اکمل التحیات فرمود: یا عایشه گفتم خداوندا امّتهاى گذشته چون سر از اطاعت بگردانیدند قومى را سنگ باران فرمودى، قومى را بزمین فرو بردى، قومى را صورت بگردانیدى، خداوندا با امت من چه خواهى فرمود و ایشان را حکم چه راندهاى؟
حضرت عزت جل و علا فرمود فَسَلامٌ لَکَ مِنْ أَصْحابِ الْیَمِینِ.
تو در کار ایشان همه سلامت و امن و عافیتدان و دل خویش از ایشان بسلامت دار و ایمن باش.
اگر گذشتگان را سنگباران فرستادم، امت تو را رحمت باران فرستادم و فرستم که من در ازل فرمودهام و حکم رانده که: عَسى رَبُّکُمْ أَنْ یَرْحَمَکُمْ کَتَبَ رَبُّکُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ.
و اگر از ایشان قومى را بزمین فرو بردم اینان را بآسمان بر آرم و بجنّات مأوى رسانم که من در ازل فرمودهام: فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلًا.
و اگر ایشان را صورت خلقت بگردانیدم، اینان را صورت عمل بگردانم، سیّئات را حسنات کنم. که من در ازل فرمودهام.
فَأُوْلئِکَ یُبَدِّلُ اللَّهُ سَیِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ.
یا محمد و اگر نه آن بودى که من دوست دارم که با امت تو سخن گویم و عتاب کنم، خود با ایشان من حساب نکردى، لو لا انى احب معاتبتهم لما حاسبتهم.
و قیل قوله: فَسَلامٌ لَکَ، هذا خطاب لکل من مات منهم یقول له الملائکة یبشرونه عند قبض روحه سلام لک انک من اصحاب الیمین و قیل یبشرونه عند الخروج من القبر و قیل هذا من المقلوب اى سلام لاصحاب الیمین منک اى انک تلقاهم فى الجنة.
وَ أَمَّا إِنْ کانَ مِنَ الْمُکَذِّبِینَ، بالبعث، الضَّالِّینَ عن الهدى و هم اصحاب المشأمة فَنُزُلٌ مِنْ حَمِیمٍ اى له نزل من حمیم اى غذاؤهم و معاشهم و نصیبهم من جهنم ماء حار.
وَ تَصْلِیَةُ جَحِیمٍ اى اقامة فى جحیم و هو ما عظم من النار.
إِنَّ هذا الذى ذکرت لهؤلاء الفرق الثلث و قیل کل ما ذکرنا فى هذه السورة، لَهُوَ حَقُّ الْیَقِینِ اى هو یقین حق الیقین، اى الخبر الذى لا شک فیه اضاف الى نفسه کیوم القیامة و مسجد الجامع.
و قیل التقدیر: حق الامر الیقین. و الیقین علم یحصل به ثلج الصدر و یسمى برد الیقین و قیل هو علم یحصل بالدلیل.
و قال قتادة ان اللَّه عز و جل: لیس تارکا احدا من الناس حتى یقفه على الیقین من هذا القرآن. فاما المؤمن فایقن فى الدنیا فنفعه ذلک یوم القیامة و اما الکافر فایقن یوم القیامه حین لا ینفعه.
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّکَ الْعَظِیمِ فیه دلالة على ان الاسم هو المسمّى لانه لا یجوز ان یکون المسبّح غیر اللَّه و المعنى اذکره باسمائه العلى و صفاته الحسنى و قیل نزّه اللَّه عما نسب الیه من السوء.
روى صلة بن زفر عن حذیفة: انه صلّى مع النبى (ص)، فکان یقول فى رکوعه: «سبحان ربى العظیم» و فى سجوده: «سبحان ربى الاعلى». و ما اتى على آیة رحمة الا وقف و سأل و ما اتى على آیة عذاب الا وقف و تعوّذ.
.
و عن ابى هریرة قال قال رسول اللَّه ص: کلمتان خفیفتان على اللسان ثقیلتان فى المیزان حبیبتان الى الرحمن: سبحان اللَّه و بحمده، سبحان اللَّه العظیم.
و عن عبد اللَّه بن مسعود قال سمعت رسول اللَّه (ص): من قرأ سورة الواقعة کل لیلة لم تصبه فاقة ابدا.
رشیدالدین میبدی : ۵۶- سورة الواقعه
۲ - النوبة الثالثة
قوله: أَ فَرَأَیْتُمْ ما تُمْنُونَ أَ أَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ. حضرت حق جل جلاله و تقدّست اسمائه و تعالت صفاته، درین آیت کریمه کلام قدیم ازلى اظهار قدرت خویش میکند بر عالمیان در آفرینش ایشان. تا بدانند که صانع بىعلت او است، کردگار بىآلت اوست قهار بىعلت اوست غفار بىمهلت اوست. ستّار هر زلّت اوست.
خداوندى که بیافرید از آب ضعیف صورتى لطیف. بنمود صنعتى متین از نطفه مهین. نقشهاء گوناگون راست کرده بکن فیکون. اعضاء متشاکل، اضداد متماثل.
هر عضوى بنوعى از جمال آراسته. نه بر حد او فزوده نه از قدر او کاسته.
هر یکى را صفتى داده و در هر یکى قوّتى نهاده.
حواسّ در دماغ، بها در پیشانى، جمال در بینى، سحر در چشم، ملاحت در لب، صباحت در خد، کمال حسن در موى، حسد در جگر، حقد در سپرز، شهوت در عروق، ایمان در دل، محبت در سر، معرفت در جان. نه پیدا که صنایع در طبایع نیکوتر یا تدبیر در تصویر شیرینتر.
میان آب لطیف و خاک کثیف چنین نگار چیست. چون نگارنده یکیست در کس کس این خوار چیست. چندین غرائب و عجائب از قطره آب..؟ عاقل در نظاره صنعت، و غافل در خواب.
اى جوانمرد تا چند بدیده ظاهر بنشان شواهد نگرى، یک بار بدیده باطن بنشان لطائف نگر.
چنانستى که رب العزة فرمودى: عبدى رویت آراستم و دلت آراستم، رویت آراستم از بهر نظاره خلق. دلت آراستم از بهر نظاره خود. رویت خلق ببیند و دلت من بینم.
بر روى تو که نظارهگاه خلق است حد شریعت راندن روا نداشتم. در دلت که نظارهگاه من است درد قطیعت رسانیدن کى روا دارم.
ما آن خداوندیم که در صفت قدرت ما هم آفریدن است، هم میرانیدن از آفریدن خبر داد که: أَ أَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ.
از میرانیدن خبر داد که: نَحْنُ قَدَّرْنا بَیْنَکُمُ الْمَوْتَ.
در آفریدن صفات لطف نمودم. در میراندن کمال قهر نمودم.
بیافریدم، تا قدرت و لطف بینى، بمیرانم، تا سیاست و قهر بینى، باز زنده گردانم تا هیبت و سلطنت بینى.
چون میدانى که قادر و تواناام، حکیم و داناام. و در توانایى و دانایى بىهمتاام، فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّکَ الْعَظِیمِ. بپاکى مرا بستاى و بیکتایى و بزرگوارى مرا یاد کن تا فردا ترا در زمره مقربان فَرَوْحٌ وَ رَیْحانٌ پیش آرم که من در ازل حکم چنین کردهام و خود در کلام قدیم فرمودهام: فَأَمَّا إِنْ کانَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ فَرَوْحٌ وَ رَیْحانٌ وَ جَنَّةُ نَعِیمٍ.
یکى از بزرگان دین گفته که روح و ریحان هم در دنیاست و هم در عقبى.
روح در دنیاست و ریحان در عقبى. روح آنست که دل بنده مؤمن را بنظر خویش بیاراید تا حق از باطل واشناسد. آن گه بعلم فراخ کند تا دیدار قدرت در آن جاى یابد. آن گه بینا کند تا بنور منت مىبیند. شنوا کند تا پند ازلى مىنیوشد. پاک کند تا همه صحبت او جوید. بعطر وصال خوش کند تا در آن مهر دوست روید. بنور خویش روشن کند تا از او باو نگرد. بصیقل عنایت بزداید تا در هر چه در نگرد او را بیند.
بنده چون برین صفت بسراى سعادت رود آنجا ریحان کرامت بیند. نسیم انس دمیده، زیر درخت وجود تخت رضا نهاده، بساط انس گسترده، شمع عطف افروخته. بنده ملکوار نشسته و دوست ازلى پرده برگرفته بسمع بنده سلام رسانیده و دیدار ذو الجلال نموده.
وَ أَمَّا إِنْ کانَ مِنْ أَصْحابِ الْیَمِینِ فَسَلامٌ لَکَ مِنْ أَصْحابِ الْیَمِینِ اصحاب الیمین از سابقان و مقرّبان بمنزلت و مرتبت فروتراند عابداناند، عبادت از بهر آن میکنند تا بناز و نعیم بهشت رسند و عاملاناند، در دنیا عمل میکنند تا در عقبى. ثواب یابند و رب العزه میفرماید: إِنَّا لا نُضِیعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا.
ما مزد نیکوکاران ضایع نکنیم و بهر چه طمع دارند از آن دولت مقیم و ملک کریم ایشان را نومید نکنیم. مزد کارشان تمام دهیم. فَیُوَفِّیهِمْ أُجُورَهُمْ و فضل خود بر سر نهیم وَ یَزِیدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ.
ایشانراست مجالس آراسته و مساکن پیراسته، انوار لطفها افروخته، انواع عطرها سوخته، غلمان و ولدان، خدم و حشم بخدمت ایستاده، ساقیان دل فریب جامهاى شراب بر دست نهاده، مطربان شورانگیز نغمهاى دلرباى درگرفته.
هر یکى چون ملکى نشسته، در غرف و شرف و ریاض و غیاض خویش بر تخت عز تکیه زده، تاج ولایت مرصع بجواهر عنایت بر سر نهاده، بر بساط انبساط از مشاهده مشهود داد بداده، طوق جمال در گردن وصال قلاده کرده، بتمجید و تحمید آواز برآورده و مولى جل جلاله پرده برگرفته: مالا عین رأت و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر نقد گشته، بجلال عز بار خداى که مادر مهربان طفل گریان را چنان ننوازد که اللَّه تعالى بنده عاصى را نوازد بوقت غیان.
خداوندى که بیافرید از آب ضعیف صورتى لطیف. بنمود صنعتى متین از نطفه مهین. نقشهاء گوناگون راست کرده بکن فیکون. اعضاء متشاکل، اضداد متماثل.
هر عضوى بنوعى از جمال آراسته. نه بر حد او فزوده نه از قدر او کاسته.
هر یکى را صفتى داده و در هر یکى قوّتى نهاده.
حواسّ در دماغ، بها در پیشانى، جمال در بینى، سحر در چشم، ملاحت در لب، صباحت در خد، کمال حسن در موى، حسد در جگر، حقد در سپرز، شهوت در عروق، ایمان در دل، محبت در سر، معرفت در جان. نه پیدا که صنایع در طبایع نیکوتر یا تدبیر در تصویر شیرینتر.
میان آب لطیف و خاک کثیف چنین نگار چیست. چون نگارنده یکیست در کس کس این خوار چیست. چندین غرائب و عجائب از قطره آب..؟ عاقل در نظاره صنعت، و غافل در خواب.
اى جوانمرد تا چند بدیده ظاهر بنشان شواهد نگرى، یک بار بدیده باطن بنشان لطائف نگر.
چنانستى که رب العزة فرمودى: عبدى رویت آراستم و دلت آراستم، رویت آراستم از بهر نظاره خلق. دلت آراستم از بهر نظاره خود. رویت خلق ببیند و دلت من بینم.
بر روى تو که نظارهگاه خلق است حد شریعت راندن روا نداشتم. در دلت که نظارهگاه من است درد قطیعت رسانیدن کى روا دارم.
ما آن خداوندیم که در صفت قدرت ما هم آفریدن است، هم میرانیدن از آفریدن خبر داد که: أَ أَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ.
از میرانیدن خبر داد که: نَحْنُ قَدَّرْنا بَیْنَکُمُ الْمَوْتَ.
در آفریدن صفات لطف نمودم. در میراندن کمال قهر نمودم.
بیافریدم، تا قدرت و لطف بینى، بمیرانم، تا سیاست و قهر بینى، باز زنده گردانم تا هیبت و سلطنت بینى.
چون میدانى که قادر و تواناام، حکیم و داناام. و در توانایى و دانایى بىهمتاام، فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّکَ الْعَظِیمِ. بپاکى مرا بستاى و بیکتایى و بزرگوارى مرا یاد کن تا فردا ترا در زمره مقربان فَرَوْحٌ وَ رَیْحانٌ پیش آرم که من در ازل حکم چنین کردهام و خود در کلام قدیم فرمودهام: فَأَمَّا إِنْ کانَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ فَرَوْحٌ وَ رَیْحانٌ وَ جَنَّةُ نَعِیمٍ.
یکى از بزرگان دین گفته که روح و ریحان هم در دنیاست و هم در عقبى.
روح در دنیاست و ریحان در عقبى. روح آنست که دل بنده مؤمن را بنظر خویش بیاراید تا حق از باطل واشناسد. آن گه بعلم فراخ کند تا دیدار قدرت در آن جاى یابد. آن گه بینا کند تا بنور منت مىبیند. شنوا کند تا پند ازلى مىنیوشد. پاک کند تا همه صحبت او جوید. بعطر وصال خوش کند تا در آن مهر دوست روید. بنور خویش روشن کند تا از او باو نگرد. بصیقل عنایت بزداید تا در هر چه در نگرد او را بیند.
بنده چون برین صفت بسراى سعادت رود آنجا ریحان کرامت بیند. نسیم انس دمیده، زیر درخت وجود تخت رضا نهاده، بساط انس گسترده، شمع عطف افروخته. بنده ملکوار نشسته و دوست ازلى پرده برگرفته بسمع بنده سلام رسانیده و دیدار ذو الجلال نموده.
وَ أَمَّا إِنْ کانَ مِنْ أَصْحابِ الْیَمِینِ فَسَلامٌ لَکَ مِنْ أَصْحابِ الْیَمِینِ اصحاب الیمین از سابقان و مقرّبان بمنزلت و مرتبت فروتراند عابداناند، عبادت از بهر آن میکنند تا بناز و نعیم بهشت رسند و عاملاناند، در دنیا عمل میکنند تا در عقبى. ثواب یابند و رب العزه میفرماید: إِنَّا لا نُضِیعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا.
ما مزد نیکوکاران ضایع نکنیم و بهر چه طمع دارند از آن دولت مقیم و ملک کریم ایشان را نومید نکنیم. مزد کارشان تمام دهیم. فَیُوَفِّیهِمْ أُجُورَهُمْ و فضل خود بر سر نهیم وَ یَزِیدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ.
ایشانراست مجالس آراسته و مساکن پیراسته، انوار لطفها افروخته، انواع عطرها سوخته، غلمان و ولدان، خدم و حشم بخدمت ایستاده، ساقیان دل فریب جامهاى شراب بر دست نهاده، مطربان شورانگیز نغمهاى دلرباى درگرفته.
هر یکى چون ملکى نشسته، در غرف و شرف و ریاض و غیاض خویش بر تخت عز تکیه زده، تاج ولایت مرصع بجواهر عنایت بر سر نهاده، بر بساط انبساط از مشاهده مشهود داد بداده، طوق جمال در گردن وصال قلاده کرده، بتمجید و تحمید آواز برآورده و مولى جل جلاله پرده برگرفته: مالا عین رأت و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر نقد گشته، بجلال عز بار خداى که مادر مهربان طفل گریان را چنان ننوازد که اللَّه تعالى بنده عاصى را نوازد بوقت غیان.
رشیدالدین میبدی : ۵۷- سورة الحدید
۱ - النوبة الثانیة
این سورة الحدید بیست و نه آیت است و پانصد و چهل کلمه و دو هزار و چهارصد و هفتاد و شش حرف، جمله بمدینه فرود آمده است.
مفسران آن را مدنى شمردند، مگر کلبى که او این سورة از مکیات شمرد و در این سورة هیچ ناسخ و منسوخ نیست.
و در فضیلت سورة روایت کند ابى کعب از مصطفى (ص) قال من قرأ سورة الحدید کتب من الذین آمنوا باللّه و رسوله.
قوله: سَبَّحَ لِلَّهِ در قرآن ذکر تسبیح بچهار لفظ بیاید: بلفظ مصدر و ماضى و مستقبل و امر، مصدر آن است که گفت: سُبْحانَ الَّذِی أَسْرى، ماضى آن است که گفت: سبح للَّه مستقبل آنست که: یسبح للَّه امر آنست که: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ.
و این کلمه بر اختلاف الفاظ بر دو معنى حمل کنند یا بر معنى صلاة یا بر معنى تنزیه و تمجید ابن عباس بر معنى صلاة نهاد سَبَّحَ لِلَّهِ اى صلّى للَّه یُسَبِّحُ لِلَّهِ اى یصلّى للَّه سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ اى صلّ لربک و باین قول ما فِی السَّماواتِ معنى آن است که من فى السماوات تا بر عقلا افتد که نماز میکنند.
و بر قول دیگر مفسران تسبیح تنزیه است و تمجید و ما فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ از بهر آن گفت که عقلا و غیر عقلا در تحت آن مندرج است همانست که جاى دیگر گفت وَ إِنْ مِنْ شَیْءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ.
سئل عن على بن ابى طالب (ع) عن سبحان فقال کلمة رضیها اللَّه لنفسه.
و سئل ابن عباس عن التسبیح فقال انزاه اللَّه عن السوء.
و الاسم منه سبّوح اى طاهر لا سوء به و لا دام و قال امیّة:
سبّحوا اللَّه و هو للمجد اهل
ربنا فى السماء امسى کبیرا
وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ العزیز هو المتین فى صنعه الشدید فى بطشه المنیع فى قدره الغالب على غیره الذى لا نظیر له.
و قیل هُوَ الْعَزِیزُ فى امره الْحَکِیمُ فى قضائه و قیل العزیز فى انتصاره الحکیم فى تدبیره.
لَهُ مُلْکُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ اى القدرة على ابداعها و اتقانها و ما فیها من المطر و الارزاق و الدفائن و النبات یُحْیِی وَ یُمِیتُ یحیى النطف المیتة و یمیت الحى.
و قیل یحیى للبعث و یمیت فى الدنیا. و قیل یحیى الارضین بالنبات و یمیتها عنه بیبسها و قیل یحیى قلوب المؤمنین بالایمان و یمیت قلوب الکافرین بالکفر، وَ هُوَ عَلى کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ من الاحیاء و الاماتة و غیر ذلک.
هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ هُوَ الْأَوَّلُ یعنى قبل کل شىء بلا ابتداء کان هو و لم یکن شىء موجود و الآخر بعد فناء کل شىء بلا انتهاء یفنى الاشیاء و یبقى هو و الظاهر الغالب العالى على کل شىء، و الباطن العالم بکل شىء.
هذا معنى قول ابن عباس.
و قال السّدى: هُوَ الْأَوَّلُ ببره اذ عرّفک توحیده و الآخر بجوده اذ عرفک التوبة على ما جنیت، وَ الظَّاهِرُ بتوفیقه اذ وفّقک للسجود له الْباطِنُ بستره اذ عصیته فستر علیک.
و قال ابن عمر هُوَ الْأَوَّلُ بالخلق وَ الْآخِرُ بالرزق وَ الظَّاهِرُ بالاحیاء وَ الْباطِنُ بالاماتة.
و قال الضحاک هو الذى اول الاول و اخّر الآخر و اظهر الظاهر و ابطن الباطن.
و قال مقاتل بن حیان هُوَ الْأَوَّلُ بلا تاویل احد وَ الْآخِرُ بلا تاخیر احد، وَ الظَّاهِرُ بلا اظهار احد وَ الْباطِنُ بلا ابطان احد.
و قال یمان هو الاول القدیم و الآخر الرحیم و الظّاهر الحلیم. و الباطن العلیم.
و قال ابن عطاء هُوَ الْأَوَّلُ بکشف احوال الدنیا حتى لا یرغبوا فیها وَ الْآخِرُ بکشف احوال العقبى حتى لا یشکّوا فیها وَ الظَّاهِرُ على قلوب اولیائه حتى یعرفوه وَ الْباطِنُ عن قلوب اعدائه حتى ینکروه.
و قیل هذه الواوات مقحمة و المعنى هو الاول الآخر و الظاهر الباطن لان من کان منا اولا لا یکون آخرا و من کان ظاهرا لا یکون باطنا.
و قیل هُوَ الْأَوَّلُ کان قبل کل شىء باسمائه و صفاته و کلامه لم یکن شىء غیره وَ الْآخِرُ بعد کل شىء یمضى ما قد اراد و یجبر على مشیته العباد لم یزل آخرا کما کان اولا و لا یزال اولا کما یکون آخرا وَ الظَّاهِرُ الغالب العالى عز و جل و هو البارئ فى صنعه الدال على قدرته و حکمته وَ الْباطِنُ الذى بطن کل شىء علما فهو یبطنها و یرى سرائرها و یعلم خفایاها و هو عز و جل خفى کنهه و کیفه و قدره.
و قیل هُوَ الْأَوَّلُ علما و حکما وَ الْآخِرُ امضاء و قسما وَ الظَّاهِرُ صنعا و رسما وَ الْباطِنُ کیفا و قدرا.
و سأل عمر کعبا عن هذه الآیة فقال معناها: ان علمه بالاول کعلمه بالآخر و علمه بالظاهر کعلمه بالباطن وَ هُوَ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ ما کان منها و ما هو کائن مما لم یکن لا یخفى علیه شىء.
روى عن ابى هریرة قال دخلت فاطمة بنت رسول اللَّه على النبى (ص)، فسالته خادما فقال لها رسول اللَّه (ص) الا ادلّک على ما هو خیر لک من ذلک ان تقولى اللهم رب السماوات السبع و رب العرش العظیم ربنا و رب کل شىء منزّل التوریة و الانجیل و الفرقان فالق الحب و النوى اعوذ بک من شر کل ذى شر انت آخذ بناصیته انت الاول فلیس قبلک شىء و انت الآخر فلیس بعدک شىء و انت الظاهر فلیس فوقک شىء و انت الباطن فلیس دونک شىء اقض عنّى الدین و اغننى من الفقر.
هُوَ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ قال ابن عباس: کل یوم کالف سنة ممّا تعدّون و قال الحسن: ستة ایام من ایام الدنیا و لو أراد أن یجعلها فى طرفة عین لکان قادرا على ذلک، ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ، الاستواء اذا عقّبته على فهو فى العربیة استقرار کقوله عز و جل: وَ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِیِّ لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ إِذَا اسْتَوَیْتُمْ عَلَیْهِ فَإِذَا اسْتَوَیْتَ أَنْتَ هو فى هذه المواضع الاربع استقرار.
قال یزید بن هارون من وضع استقراء اللَّه على العرش على غیر ما یقرر فى قلوب العامة فهو جهمى.
و الاستقراء اذا عقّبته الى فهو الصعود و العمد کقوله تعالى فى موضعین من القرآن: اسْتَوى إِلَى السَّماءِ.
و عن على بن الحسین بن شقیق، قال: قلت لعبد اللَّه بن المبارک: کیف نعرف ربنا عز و جل. قال: فى السماء السابعة على عرشه و لا نقول کما تقول الجهمیة هنا هنا فى الارض و قد شرحنا الکلام فى هذه المسئلة فیما تقدم.
یَعْلَمُ ما یَلِجُ فِی الْأَرْضِ من عرق او دابة او ماء او بذر او کنز، وَ ما یَخْرُجُ مِنْها من دابة او نبات او ماء او جوهر، وَ ما یَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ من امر او قضاء او ملک او قطر، وَ ما یَعْرُجُ فِیها من ملک او عمل، وَ هُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ ما کُنْتُمْ اتّفق العلماء قدیما و حدیثا ان معناه علمه معکم و قیل هو معکم اینما کنتم بالقدرة و العلم على العموم و مع المؤمنین بالرحمة و النصرة على الخصوص، وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ فیجازیکم على اعمالکم.
لَهُ مُلْکُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ کرر لان المراد بالاول حالة الدنیا و المراد بالثانیة الدار الآخرة و لهذا ختم بقوله: وَ إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ اى له الملک اولا و آخرا فالاول فى الدنیا و هو وقت الاحیاء و الإماتة و الآخر فى الآخرة حین ترجع الیه الامور و لا یملک احد سواه لا ملکا و لا ملکا فقرن بالاول یحیى و یمیت و قرن بالآخر ما یکون فى الآخرة من مرجع الخلق الیه و جزائه ایاهم بالثواب و العقاب.
یُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ اى ینقص من اللیل و یزید فى النهار، وَ یُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ اى ینقص من النهار و یزید فى اللیل وَ هُوَ عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ اى بما فى القلوب من خیر و شرّ و توحید و جحد.
آمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ أَنْفِقُوا من الزکاة و الجهاد و وجوه البرّ، مِمَّا جَعَلَکُمْ مُسْتَخْلَفِینَ فِیهِ اى جعلکم خلفاء فى المال بالوراثة ممن قبلکم. و قیل جعلکم مملکین فیه بتملیکه ایاکم ذلک و حقیقة الاستخلاف استدعاء القادر الى ان یقوم بالامر بدلا من قیام غیره.
فَالَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ أَنْفَقُوا فى سبیل اللَّه لَهُمْ أَجْرٌ کَبِیرٌ، جزاء حسن.
وَ ما لَکُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الرَّسُولُ یَدْعُوکُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّکُمْ فى هذا دلالة على الزام الایمان بالسمع و المعنى اىّ عذر لکم فى حال ترککم الایمان و دعاء الرسول ایاکم الى الایمان حاصل موجود، وَ قَدْ أَخَذَ مِیثاقَکُمْ قرأ ابو عمرو اخذ على ما لم یسم فاعله، مِیثاقَکُمْ بضم القاف و قرأ الآخرون، بفتح الهمزة و الخاء میثاقکم بفتح القاف اى اخذ اللَّه میثاقکم حین اخرجکم من ظهر آدم علیه السلام بان اللَّه ربکم لا اله لکم سواه إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ، باخذ ذلکم المیثاق و قیل: اخذ میثاقکم باقامة الحجج و الدلائل التی تدعو الى متابعة الرسول ان کنتم مؤمنین یوما فالیوم احرى الاوقات ان تؤمنوا لقیام الحجج و الاعلام ببعثة محمد (ص) و نزول القرآن.
هُوَ الَّذِی یُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ یعنى على محمد (ص) آیاتٍ بَیِّناتٍ یعنى القرآن لِیُخْرِجَکُمْ، اللَّه بالقرآن مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ، و قیل لیخرجکم الرسول بالدعوة من ظلمات الشرک الى نور الایمان، وَ إِنَّ اللَّهَ بِکُمْ لَرَؤُفٌ رَحِیمٌ، وَ ما لَکُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ لِلَّهِ مِیراثُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ، یقول اىّ شىء لکم فى ترک الانفاق فیما یقربکم الى اللَّه و انتم میتون تارکون اموالکم کانه یحثّهم على الانفاق فى سبیله بتنبیههم على انهم مخلفون ما یملکونه و انهم لا یخلدون فى الدنیا و ان ما فى ایدیهم یأول الى اللَّه سبحانه بعد فنائهم ثم بیّن فضل من سبق بالانفاق فى سبیل اللَّه و بالجهاد فقال: لا یَسْتَوِی مِنْکُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ، یعنى فتح مکه و قیل فتح الحدیبیة و قاتَلَ، یعنى لا یستوى فى الفضل من انفق ماله و قاتل العدو مع رسول اللَّه (ص) قبل فتح مکه مع من انفق و قاتل بعده أُولئِکَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِینَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَ قاتَلُوا، و ذلک لان العرب کانت تعتز بمکه فلما فتحت قویت قلوب المؤمنین و انکسرت قلوبهم و کان الانفاق قبل فتح مکه افضل و کذلک الجهاد لما کان فیها من المشقة و لما کان بالمؤمنین الیها من الحاجة، قال الکلبى نزلت هذه الایة فى ابى بکر الصدّیق و فیها دلالة واضحة و حجة ظاهرة على تفضیل ابى بکر و تقدیمه فانه اول من سلم و ذلک فیما روى ان ابا امامة قال لعمرو بن عبسه: باىّ شىء تدّعى انک ربع الاسلام قال انى کنت ارى الناس على الضلالة و لا ارى للاوثان شیئا ثم سمعت عن رجل یخبرنا اخبار مکة فرکبت راحلتى حتى قدمت علیه قال: قلت ما انت قال انا نبى، قلت و ما نبى، قال رسول اللَّه قلت باى شىء ارسلک قال اوحّد اللَّه لا اشرک به شیئا و کسر الاوثان و صلة الارحام قلت: من معک على هذا، قال: حر و عبد و اذا معه ابو بکر و بلال فاسلمت عند ذلک فرأیتنی ربع الاسلام.
و انه اول من اظهر الاسلام على ما روى عن عبد اللَّه قال کان اول من اظهر الاسلام رسول اللَّه (ص) و ابو بکر و عمار و امّه سمیة و صهیب و بلال و المقداد و لانه اول من قاتل على الاسلام.
روى عن عبد اللَّه قال: اول من اظهر اسلامه بسیفه النبى (ص) و ابو بکر و انه اول من انفق على رسول اللَّه (ص).
روى عن ابن عمر قال کنت عند النبى و عنده ابو بکر الصدیق و علیه عباءة قد خلّها فى صدره بخلال فنزل جبرئیل فقال مالى ارى ابا بکر علیه عباءة قد خلها فى صدره بخلال فقال انفق ماله علىّ قبل الفتح. قال فان اللَّه عز و جل یقول اقرأ علیه السلام و قل له أ راض انت عنى فى فقرک هذا ام ساخط، فقال رسول اللَّه (ص) یا ابا بکر ان اللَّه عز و جل یقرأ علیک السلام و یقول لک أ راض انت فى فقرک ام ساخط، فقال: اسخط على ربى..؟ انى عن ربى راض.
و لهذا قدّمه الصحابه على انفسهم و اقرّوا له بالتقدم و السبق و ذلک فیما
روى عبد اللَّه بن سلمة عن على (ع) قال: سبق رسول اللَّه (ص) و صلى ابو بکر و ثلّث عمر فلا اوتى برجل فضلنى على ابى بکر و عمر الا جلدته جلد المفترى و طرح الشهادة
و قوله: وَ کُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى السابق و اللاحق وعدهم اللَّه الجنة. قال عطا درجات الجنة یتفاضل فالذین انفقوا قبل الفتح فى افضلها.
و قرأ ابن عامر: و کلّ بالرفع اى کل وعد اللَّه الحسنى وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ. فیثبت کلا على ما یستحقه.
مَنْ ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً کل من قدم عملا صالحا یستحق به مثوبة فقد اقرض و منه قولهم: الایادى قروض و کذلک کلّ من قدّم عملا سیّئا یستوجب به عقوبة فقد اقرض. لذلک قال عز و جل: قَرْضاً حَسَناً لان المعصیة قرض سىء قال امیّة:
لا تخلطن خبیثات بطیبة
و اخلع ثیابک عنها و انج عریانا
کل امرئ سوف یجزى قرضه حسنا
او سیّئا و مدین مثل ما دانا
و قیل المراد بالقرض الصدقة.
و اختلفوا فى القرض الحسن فقیل: ان یکون من الحلال و قیل لا ربا فیه و قیل: طیبة بها نفسه و قیل القرض الحسن ان یقول: «سبحان اللَّه و الحمد للَّه و لا اله الا اللَّه و اللَّه اکبر».
روى انه لما نزلت هذه الایة جعل ابو الدحداح یتصدق بنصف کل شىء یملکه فى سبیل اللَّه حتى انه خلع احدى نعلیه ثم جاء الى ام الدحداح فقال: انى بایعت ربى فقالت: ربح بیعک، فقال النبى (ص): کم من نخلة مدلاة عذوقها فى الجنة لابى الدحداح
فَیُضاعِفَهُ بالرفع على الاستیناف على معنى فهو یضاعفه و بالنصب على جواب الاستفهام وَ لَهُ أَجْرٌ کَرِیمٌ. ثواب حسن و قیل کریم لانه لم یتبذل فى طلبه و قیل کریم صاحبه.
یَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ اى لهم اجر کریم، فى ذلک الیوم یَسْعى نُورُهُمْ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ لان طریق اهل الجنة یمنة و تجاههم و طریق اهل النار یسرة ذات الشمال. رفت بهشتیان سوى بهشت میان دست راست است و پیش روى و رفت دوزخیان سوى دوزخ میان پس پشت است و دست چپ و قال النبى (ص): بینا انا على الحوض انادى هلمّ، فاذا ناس اخذ بهم ذات الشمال فاختلجوا دونى فانادى الا هلم فیقال انک لا تدرى ما احدثوا بعدک فاقول سحقا.
قال ابن مسعود نورهم على قدر اعمالهم یمرّون على الصراط فمنهم من نوره مثل الجبل و منهم من نوره مثل النخلة و من نوره کالرجل القائم و ادناهم نورا من نوره فى ابهامه یتّقد مرّة و یطفأ اخرى.
قال الضحاک لیس من احد الا یعطى یوم القیامة نورا فاذا انتهوا الى الصراط طفئ نور المنافقین فلما رأى المؤمنون ذلک اشفقوا ان یطفأ نورهم کما طفئ نور المنافقین فیقولون رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا اى بلّغنا به الى جنّتک و قیل الباء بمعنى فى یعنى فى ایمانهم کتبهم التی اعطوها بایمانهم دخلها نورهم و قیل الباء بمعنى عن و التقدیر: یسعى نورهم بین ایدیهم و عن ایمانهم، اراد جمیع جوانبهم فعبّر بالبعض عن الکل و قیل بایمانهم یعنى بسبب صدقاتهم التی اعطوها بایمانهم لان الغالب فى اعطاء الصدقات ان یکون بالایمان و قوله: بُشْراکُمُ الْیَوْمَ، اى تقول لهم الملائکة بشراکم الیوم، جَنَّاتٌ اى بشارتکم من اللَّه الیوم جنات فیکون مبتداء و خبرا، ذلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ اى النجاة العظیمة.
یَوْمَ یَقُولُ الْمُنافِقُونَ، اى اذکر ذلک الیوم و هو یوم القیامة، یَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَ الْمُنافِقاتُ اذا رأوا المؤمنین و هم فى ضیاء و نور و المنافقون خلفهم فى ظلمة لا یبصرون مواقع اقدامهم، انْظُرُونا اى انتظرونا، و قرأ حمزة: انظرونا بفتح الهمزة و کسر الظاء اى امهلونا و قیل انتظرونا یقول العرب نظرته و انتظرته کقوله عز و جل: غَیْرَ ناظِرِینَ إِناهُ، اى منتظرین و قوله عز و جل: فَنَظِرَةٌ إِلى مَیْسَرَةٍ اى فانظار. قال الشاعر:
فان یک صدر هذا الیوم ولّى
فانّ غدا لناظره قریب
اى لمنتظره و تأویل الآیة: قفوا لنا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِکُمْ، نأخذ من نورکم قبسا سراجا او شعلة و قیل معنى نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِکُمْ: نمشی فیه معکم و ذلک ان اللَّه تعالى یعطى المؤمنین نورا على قدر اعمالهم یمشون به على الصراط و یعطى المنافقین ایضا نورا خدیعة لهم و هو قوله عز و جل: وَ هُوَ خادِعُهُمْ
فبیناهم یمشون اذ بعث اللَّه ریحا و ظلمة فاطفأ نور المنافقین.
و قال الکلبى: بل یستضیء المنافقون بنور المؤمنین و لا یعطون النور فاذا سبقهم المؤمنون و بقوا فى الظلمة قالوا للمؤمنین: انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِکُمْ، قِیلَ ارْجِعُوا وَراءَکُمْ.
قال ابن عباس یقول لهم المؤمنون. و قال قتادة یقول لهم الملائکة، ارْجِعُوا وَراءَکُمْ، اى ارجعوا الى الموضع الذى اعطینا فیه النور فاطلبوا النور هناک لانفسکم فانه لا سبیل لکم الى الاقتباس من نورنا فیرجعون فى طلب النور و لا یجدون شیئا فینصرفون الیهم فیمیّز بینهم و بین المؤمنین و هو قوله: فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ و قیل معناه ارجعوا الى حکم الازل و اطلبوا النور من القسمة و هذا على جهة ضرب المثل و استبعاد ذلک و قیل ارْجِعُوا وَراءَکُمْ یعنى الى الدنیا فاعملوا عملا یجعله اللَّه بین ایدیکم نُوراً فان نورنا انما اقتبسنا، فى الدنیا و قیل ارْجِعُوا وَراءَکُمْ هذا استهزائهم جزاء على استهزائهم فى الدنیا کقوله: لا تَرْکُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِیهِ و کقوله: ذُقْ إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْکَرِیمُ فَذُوقُوا ما کُنْتُمْ تَکْنِزُونَ و قوله: فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ الباء صلة و معناه: فضرب بینهم سور و هو سور بین الجنة و النار و یقف علیها اصحاب الاعراف یشرفون على اهل الجنة و اهل النار و هو السور الذى یذبح علیه الموت یراه الفریقان معا و قیل هو سور بیت المقدس باطنه المسجد و ظاهره وادى جهنم.
روى عن ابى سنان قال کنت مع على بن عبد اللَّه بن عباس عند وادى جهنم یحدث عن ابیه و قرأ: فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ، ثم قال قال ابى هذا موضع السور یعنى وادى جهنم.
و عن عبد اللَّه بن عمرو قال ان السور الذى ذکر اللَّه عز و جل فى القرآن: فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ سور بیت المقدس الشرقى، باطنه منه المسجد و ظاهره وادى جهنم.
و قام عبادة على سور بیت المقدس الشرقى فبکى فقال بعضهم ما یبکیک یا با الولید فقال من هاهنا اخبرنا رسول اللَّه (ص) انه رأى جهنم
و قیل لَهُ بابٌ هو الباب الذى سمّى باب الرحمة ببیت المقدس، باطِنُهُ فِیهِ الرَّحْمَةُ، اى ینتهى الى الجنة، وَ ظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ اى من قبل ذلک الظاهر العذاب یعنى النار و هو الجانب الذى یلى المنافقون.
یُنادُونَهُمْ اى ینادى المنافقون المؤمنین حین حجز بینهم السور فبقوا فى الظلمة و العذاب و صار المؤمنون فى النور و الرحمة، أَ لَمْ نَکُنْ مَعَکُمْ، یعنى فى الدنیا نصلّى کما تصلّون و نصوم کما تصومون و کنّا معکم فى المناکحة و الموارثة، قالُوا بَلى وَ لکِنَّکُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَکُمْ، اى اهلکتم انفسکم بالنفاق، وَ تَرَبَّصْتُمْ اى انتظرتم موت محمد (ص) و قلتم یوشک ان یموت فنستریح منه و انتظرتم نزول الدوابر بالمؤمنین. و قیل تَرَبَّصْتُمْ بالایمان و التوبة، وَ ارْتَبْتُمْ، اى شککتم فى کتاب اللَّه و نبوّة محمد (ص) و قیل ارْتَبْتُمْ یعنى فى قوله عز و جل: وَ یَقُولُونَ فِی أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا یُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ، وَ غَرَّتْکُمُ الْأَمانِیُّ یعنى ما کنتم تمنّون على اللَّه من الجنة و المغفرة و هو قوله: سَیُغْفَرُ لَنا، و قیل ما کنتم تمنّون من نزول البلاء بالمؤمنین و طول الحیاة لکم و ان تکون لکم السلامة فى الدنیا و ان لا بعث بعد الموت حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللَّهِ، یعنى الموت و قیل ظهور الاسلام و نصرة المؤمنین، وَ غَرَّکُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ اى غرّکم الشیطان اى اطمعکم فى بطلان الاسلام و ان لا بعث و لا حساب، و الغرور الشیطان الذى یغرّ کثیرا و هو من اسماء المبالغة کالاکول الذى یاکل کثیرا.
قال قتادة ما زالوا على خدعة من الشیطان حتى قذفهم اللَّه فى النار.
و قیل الغرور هو الدنیا تغر اهلها فى طول الحیاة و دوام السلامة.
روى انس بن مالک ان النبى (ص) خط خطوطا و خط خطا منها ناحیة فقال تدرون ما هذا، هذا مثل ابن آدم و مثل التمنى و ذلک الخط الامل، بینما هو یتمنى اذ جاءه الموت.
فَالْیَوْمَ لا یُؤْخَذُ مِنْکُمْ فِدْیَةٌ، قرأ ابو جعفر و ابن عامر و یعقوب: تؤخذ بالتاء، و قرأ الباقون: بالیاء، و الفدیة الفداء و المعنى: لا یُؤْخَذُ مِنْکُمْ ایها المنافقون، وَ لا مِنَ الَّذِینَ کَفَرُوا، فداء بنفس و لا فداء بمال یعنى لا یُؤْخَذُ مِنْکُمْ دیة و لا نفس اخرى مکان انفسکم، مَأْواکُمُ النَّارُ اى مصیرکم و منقلبکم الیها، هِیَ مَوْلاکُمْ، اى هى اولى بکم لما اسلفتم من الذنوب، وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ اى المرجع و المنقلب.
مفسران آن را مدنى شمردند، مگر کلبى که او این سورة از مکیات شمرد و در این سورة هیچ ناسخ و منسوخ نیست.
و در فضیلت سورة روایت کند ابى کعب از مصطفى (ص) قال من قرأ سورة الحدید کتب من الذین آمنوا باللّه و رسوله.
قوله: سَبَّحَ لِلَّهِ در قرآن ذکر تسبیح بچهار لفظ بیاید: بلفظ مصدر و ماضى و مستقبل و امر، مصدر آن است که گفت: سُبْحانَ الَّذِی أَسْرى، ماضى آن است که گفت: سبح للَّه مستقبل آنست که: یسبح للَّه امر آنست که: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ.
و این کلمه بر اختلاف الفاظ بر دو معنى حمل کنند یا بر معنى صلاة یا بر معنى تنزیه و تمجید ابن عباس بر معنى صلاة نهاد سَبَّحَ لِلَّهِ اى صلّى للَّه یُسَبِّحُ لِلَّهِ اى یصلّى للَّه سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ اى صلّ لربک و باین قول ما فِی السَّماواتِ معنى آن است که من فى السماوات تا بر عقلا افتد که نماز میکنند.
و بر قول دیگر مفسران تسبیح تنزیه است و تمجید و ما فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ از بهر آن گفت که عقلا و غیر عقلا در تحت آن مندرج است همانست که جاى دیگر گفت وَ إِنْ مِنْ شَیْءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ.
سئل عن على بن ابى طالب (ع) عن سبحان فقال کلمة رضیها اللَّه لنفسه.
و سئل ابن عباس عن التسبیح فقال انزاه اللَّه عن السوء.
و الاسم منه سبّوح اى طاهر لا سوء به و لا دام و قال امیّة:
سبّحوا اللَّه و هو للمجد اهل
ربنا فى السماء امسى کبیرا
وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ العزیز هو المتین فى صنعه الشدید فى بطشه المنیع فى قدره الغالب على غیره الذى لا نظیر له.
و قیل هُوَ الْعَزِیزُ فى امره الْحَکِیمُ فى قضائه و قیل العزیز فى انتصاره الحکیم فى تدبیره.
لَهُ مُلْکُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ اى القدرة على ابداعها و اتقانها و ما فیها من المطر و الارزاق و الدفائن و النبات یُحْیِی وَ یُمِیتُ یحیى النطف المیتة و یمیت الحى.
و قیل یحیى للبعث و یمیت فى الدنیا. و قیل یحیى الارضین بالنبات و یمیتها عنه بیبسها و قیل یحیى قلوب المؤمنین بالایمان و یمیت قلوب الکافرین بالکفر، وَ هُوَ عَلى کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ من الاحیاء و الاماتة و غیر ذلک.
هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ هُوَ الْأَوَّلُ یعنى قبل کل شىء بلا ابتداء کان هو و لم یکن شىء موجود و الآخر بعد فناء کل شىء بلا انتهاء یفنى الاشیاء و یبقى هو و الظاهر الغالب العالى على کل شىء، و الباطن العالم بکل شىء.
هذا معنى قول ابن عباس.
و قال السّدى: هُوَ الْأَوَّلُ ببره اذ عرّفک توحیده و الآخر بجوده اذ عرفک التوبة على ما جنیت، وَ الظَّاهِرُ بتوفیقه اذ وفّقک للسجود له الْباطِنُ بستره اذ عصیته فستر علیک.
و قال ابن عمر هُوَ الْأَوَّلُ بالخلق وَ الْآخِرُ بالرزق وَ الظَّاهِرُ بالاحیاء وَ الْباطِنُ بالاماتة.
و قال الضحاک هو الذى اول الاول و اخّر الآخر و اظهر الظاهر و ابطن الباطن.
و قال مقاتل بن حیان هُوَ الْأَوَّلُ بلا تاویل احد وَ الْآخِرُ بلا تاخیر احد، وَ الظَّاهِرُ بلا اظهار احد وَ الْباطِنُ بلا ابطان احد.
و قال یمان هو الاول القدیم و الآخر الرحیم و الظّاهر الحلیم. و الباطن العلیم.
و قال ابن عطاء هُوَ الْأَوَّلُ بکشف احوال الدنیا حتى لا یرغبوا فیها وَ الْآخِرُ بکشف احوال العقبى حتى لا یشکّوا فیها وَ الظَّاهِرُ على قلوب اولیائه حتى یعرفوه وَ الْباطِنُ عن قلوب اعدائه حتى ینکروه.
و قیل هذه الواوات مقحمة و المعنى هو الاول الآخر و الظاهر الباطن لان من کان منا اولا لا یکون آخرا و من کان ظاهرا لا یکون باطنا.
و قیل هُوَ الْأَوَّلُ کان قبل کل شىء باسمائه و صفاته و کلامه لم یکن شىء غیره وَ الْآخِرُ بعد کل شىء یمضى ما قد اراد و یجبر على مشیته العباد لم یزل آخرا کما کان اولا و لا یزال اولا کما یکون آخرا وَ الظَّاهِرُ الغالب العالى عز و جل و هو البارئ فى صنعه الدال على قدرته و حکمته وَ الْباطِنُ الذى بطن کل شىء علما فهو یبطنها و یرى سرائرها و یعلم خفایاها و هو عز و جل خفى کنهه و کیفه و قدره.
و قیل هُوَ الْأَوَّلُ علما و حکما وَ الْآخِرُ امضاء و قسما وَ الظَّاهِرُ صنعا و رسما وَ الْباطِنُ کیفا و قدرا.
و سأل عمر کعبا عن هذه الآیة فقال معناها: ان علمه بالاول کعلمه بالآخر و علمه بالظاهر کعلمه بالباطن وَ هُوَ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ ما کان منها و ما هو کائن مما لم یکن لا یخفى علیه شىء.
روى عن ابى هریرة قال دخلت فاطمة بنت رسول اللَّه على النبى (ص)، فسالته خادما فقال لها رسول اللَّه (ص) الا ادلّک على ما هو خیر لک من ذلک ان تقولى اللهم رب السماوات السبع و رب العرش العظیم ربنا و رب کل شىء منزّل التوریة و الانجیل و الفرقان فالق الحب و النوى اعوذ بک من شر کل ذى شر انت آخذ بناصیته انت الاول فلیس قبلک شىء و انت الآخر فلیس بعدک شىء و انت الظاهر فلیس فوقک شىء و انت الباطن فلیس دونک شىء اقض عنّى الدین و اغننى من الفقر.
هُوَ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ قال ابن عباس: کل یوم کالف سنة ممّا تعدّون و قال الحسن: ستة ایام من ایام الدنیا و لو أراد أن یجعلها فى طرفة عین لکان قادرا على ذلک، ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ، الاستواء اذا عقّبته على فهو فى العربیة استقرار کقوله عز و جل: وَ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِیِّ لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ إِذَا اسْتَوَیْتُمْ عَلَیْهِ فَإِذَا اسْتَوَیْتَ أَنْتَ هو فى هذه المواضع الاربع استقرار.
قال یزید بن هارون من وضع استقراء اللَّه على العرش على غیر ما یقرر فى قلوب العامة فهو جهمى.
و الاستقراء اذا عقّبته الى فهو الصعود و العمد کقوله تعالى فى موضعین من القرآن: اسْتَوى إِلَى السَّماءِ.
و عن على بن الحسین بن شقیق، قال: قلت لعبد اللَّه بن المبارک: کیف نعرف ربنا عز و جل. قال: فى السماء السابعة على عرشه و لا نقول کما تقول الجهمیة هنا هنا فى الارض و قد شرحنا الکلام فى هذه المسئلة فیما تقدم.
یَعْلَمُ ما یَلِجُ فِی الْأَرْضِ من عرق او دابة او ماء او بذر او کنز، وَ ما یَخْرُجُ مِنْها من دابة او نبات او ماء او جوهر، وَ ما یَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ من امر او قضاء او ملک او قطر، وَ ما یَعْرُجُ فِیها من ملک او عمل، وَ هُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ ما کُنْتُمْ اتّفق العلماء قدیما و حدیثا ان معناه علمه معکم و قیل هو معکم اینما کنتم بالقدرة و العلم على العموم و مع المؤمنین بالرحمة و النصرة على الخصوص، وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ فیجازیکم على اعمالکم.
لَهُ مُلْکُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ کرر لان المراد بالاول حالة الدنیا و المراد بالثانیة الدار الآخرة و لهذا ختم بقوله: وَ إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ اى له الملک اولا و آخرا فالاول فى الدنیا و هو وقت الاحیاء و الإماتة و الآخر فى الآخرة حین ترجع الیه الامور و لا یملک احد سواه لا ملکا و لا ملکا فقرن بالاول یحیى و یمیت و قرن بالآخر ما یکون فى الآخرة من مرجع الخلق الیه و جزائه ایاهم بالثواب و العقاب.
یُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ اى ینقص من اللیل و یزید فى النهار، وَ یُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ اى ینقص من النهار و یزید فى اللیل وَ هُوَ عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ اى بما فى القلوب من خیر و شرّ و توحید و جحد.
آمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ أَنْفِقُوا من الزکاة و الجهاد و وجوه البرّ، مِمَّا جَعَلَکُمْ مُسْتَخْلَفِینَ فِیهِ اى جعلکم خلفاء فى المال بالوراثة ممن قبلکم. و قیل جعلکم مملکین فیه بتملیکه ایاکم ذلک و حقیقة الاستخلاف استدعاء القادر الى ان یقوم بالامر بدلا من قیام غیره.
فَالَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ أَنْفَقُوا فى سبیل اللَّه لَهُمْ أَجْرٌ کَبِیرٌ، جزاء حسن.
وَ ما لَکُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الرَّسُولُ یَدْعُوکُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّکُمْ فى هذا دلالة على الزام الایمان بالسمع و المعنى اىّ عذر لکم فى حال ترککم الایمان و دعاء الرسول ایاکم الى الایمان حاصل موجود، وَ قَدْ أَخَذَ مِیثاقَکُمْ قرأ ابو عمرو اخذ على ما لم یسم فاعله، مِیثاقَکُمْ بضم القاف و قرأ الآخرون، بفتح الهمزة و الخاء میثاقکم بفتح القاف اى اخذ اللَّه میثاقکم حین اخرجکم من ظهر آدم علیه السلام بان اللَّه ربکم لا اله لکم سواه إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ، باخذ ذلکم المیثاق و قیل: اخذ میثاقکم باقامة الحجج و الدلائل التی تدعو الى متابعة الرسول ان کنتم مؤمنین یوما فالیوم احرى الاوقات ان تؤمنوا لقیام الحجج و الاعلام ببعثة محمد (ص) و نزول القرآن.
هُوَ الَّذِی یُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ یعنى على محمد (ص) آیاتٍ بَیِّناتٍ یعنى القرآن لِیُخْرِجَکُمْ، اللَّه بالقرآن مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ، و قیل لیخرجکم الرسول بالدعوة من ظلمات الشرک الى نور الایمان، وَ إِنَّ اللَّهَ بِکُمْ لَرَؤُفٌ رَحِیمٌ، وَ ما لَکُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ لِلَّهِ مِیراثُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ، یقول اىّ شىء لکم فى ترک الانفاق فیما یقربکم الى اللَّه و انتم میتون تارکون اموالکم کانه یحثّهم على الانفاق فى سبیله بتنبیههم على انهم مخلفون ما یملکونه و انهم لا یخلدون فى الدنیا و ان ما فى ایدیهم یأول الى اللَّه سبحانه بعد فنائهم ثم بیّن فضل من سبق بالانفاق فى سبیل اللَّه و بالجهاد فقال: لا یَسْتَوِی مِنْکُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ، یعنى فتح مکه و قیل فتح الحدیبیة و قاتَلَ، یعنى لا یستوى فى الفضل من انفق ماله و قاتل العدو مع رسول اللَّه (ص) قبل فتح مکه مع من انفق و قاتل بعده أُولئِکَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِینَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَ قاتَلُوا، و ذلک لان العرب کانت تعتز بمکه فلما فتحت قویت قلوب المؤمنین و انکسرت قلوبهم و کان الانفاق قبل فتح مکه افضل و کذلک الجهاد لما کان فیها من المشقة و لما کان بالمؤمنین الیها من الحاجة، قال الکلبى نزلت هذه الایة فى ابى بکر الصدّیق و فیها دلالة واضحة و حجة ظاهرة على تفضیل ابى بکر و تقدیمه فانه اول من سلم و ذلک فیما روى ان ابا امامة قال لعمرو بن عبسه: باىّ شىء تدّعى انک ربع الاسلام قال انى کنت ارى الناس على الضلالة و لا ارى للاوثان شیئا ثم سمعت عن رجل یخبرنا اخبار مکة فرکبت راحلتى حتى قدمت علیه قال: قلت ما انت قال انا نبى، قلت و ما نبى، قال رسول اللَّه قلت باى شىء ارسلک قال اوحّد اللَّه لا اشرک به شیئا و کسر الاوثان و صلة الارحام قلت: من معک على هذا، قال: حر و عبد و اذا معه ابو بکر و بلال فاسلمت عند ذلک فرأیتنی ربع الاسلام.
و انه اول من اظهر الاسلام على ما روى عن عبد اللَّه قال کان اول من اظهر الاسلام رسول اللَّه (ص) و ابو بکر و عمار و امّه سمیة و صهیب و بلال و المقداد و لانه اول من قاتل على الاسلام.
روى عن عبد اللَّه قال: اول من اظهر اسلامه بسیفه النبى (ص) و ابو بکر و انه اول من انفق على رسول اللَّه (ص).
روى عن ابن عمر قال کنت عند النبى و عنده ابو بکر الصدیق و علیه عباءة قد خلّها فى صدره بخلال فنزل جبرئیل فقال مالى ارى ابا بکر علیه عباءة قد خلها فى صدره بخلال فقال انفق ماله علىّ قبل الفتح. قال فان اللَّه عز و جل یقول اقرأ علیه السلام و قل له أ راض انت عنى فى فقرک هذا ام ساخط، فقال رسول اللَّه (ص) یا ابا بکر ان اللَّه عز و جل یقرأ علیک السلام و یقول لک أ راض انت فى فقرک ام ساخط، فقال: اسخط على ربى..؟ انى عن ربى راض.
و لهذا قدّمه الصحابه على انفسهم و اقرّوا له بالتقدم و السبق و ذلک فیما
روى عبد اللَّه بن سلمة عن على (ع) قال: سبق رسول اللَّه (ص) و صلى ابو بکر و ثلّث عمر فلا اوتى برجل فضلنى على ابى بکر و عمر الا جلدته جلد المفترى و طرح الشهادة
و قوله: وَ کُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى السابق و اللاحق وعدهم اللَّه الجنة. قال عطا درجات الجنة یتفاضل فالذین انفقوا قبل الفتح فى افضلها.
و قرأ ابن عامر: و کلّ بالرفع اى کل وعد اللَّه الحسنى وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ. فیثبت کلا على ما یستحقه.
مَنْ ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً کل من قدم عملا صالحا یستحق به مثوبة فقد اقرض و منه قولهم: الایادى قروض و کذلک کلّ من قدّم عملا سیّئا یستوجب به عقوبة فقد اقرض. لذلک قال عز و جل: قَرْضاً حَسَناً لان المعصیة قرض سىء قال امیّة:
لا تخلطن خبیثات بطیبة
و اخلع ثیابک عنها و انج عریانا
کل امرئ سوف یجزى قرضه حسنا
او سیّئا و مدین مثل ما دانا
و قیل المراد بالقرض الصدقة.
و اختلفوا فى القرض الحسن فقیل: ان یکون من الحلال و قیل لا ربا فیه و قیل: طیبة بها نفسه و قیل القرض الحسن ان یقول: «سبحان اللَّه و الحمد للَّه و لا اله الا اللَّه و اللَّه اکبر».
روى انه لما نزلت هذه الایة جعل ابو الدحداح یتصدق بنصف کل شىء یملکه فى سبیل اللَّه حتى انه خلع احدى نعلیه ثم جاء الى ام الدحداح فقال: انى بایعت ربى فقالت: ربح بیعک، فقال النبى (ص): کم من نخلة مدلاة عذوقها فى الجنة لابى الدحداح
فَیُضاعِفَهُ بالرفع على الاستیناف على معنى فهو یضاعفه و بالنصب على جواب الاستفهام وَ لَهُ أَجْرٌ کَرِیمٌ. ثواب حسن و قیل کریم لانه لم یتبذل فى طلبه و قیل کریم صاحبه.
یَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ اى لهم اجر کریم، فى ذلک الیوم یَسْعى نُورُهُمْ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ لان طریق اهل الجنة یمنة و تجاههم و طریق اهل النار یسرة ذات الشمال. رفت بهشتیان سوى بهشت میان دست راست است و پیش روى و رفت دوزخیان سوى دوزخ میان پس پشت است و دست چپ و قال النبى (ص): بینا انا على الحوض انادى هلمّ، فاذا ناس اخذ بهم ذات الشمال فاختلجوا دونى فانادى الا هلم فیقال انک لا تدرى ما احدثوا بعدک فاقول سحقا.
قال ابن مسعود نورهم على قدر اعمالهم یمرّون على الصراط فمنهم من نوره مثل الجبل و منهم من نوره مثل النخلة و من نوره کالرجل القائم و ادناهم نورا من نوره فى ابهامه یتّقد مرّة و یطفأ اخرى.
قال الضحاک لیس من احد الا یعطى یوم القیامة نورا فاذا انتهوا الى الصراط طفئ نور المنافقین فلما رأى المؤمنون ذلک اشفقوا ان یطفأ نورهم کما طفئ نور المنافقین فیقولون رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا اى بلّغنا به الى جنّتک و قیل الباء بمعنى فى یعنى فى ایمانهم کتبهم التی اعطوها بایمانهم دخلها نورهم و قیل الباء بمعنى عن و التقدیر: یسعى نورهم بین ایدیهم و عن ایمانهم، اراد جمیع جوانبهم فعبّر بالبعض عن الکل و قیل بایمانهم یعنى بسبب صدقاتهم التی اعطوها بایمانهم لان الغالب فى اعطاء الصدقات ان یکون بالایمان و قوله: بُشْراکُمُ الْیَوْمَ، اى تقول لهم الملائکة بشراکم الیوم، جَنَّاتٌ اى بشارتکم من اللَّه الیوم جنات فیکون مبتداء و خبرا، ذلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ اى النجاة العظیمة.
یَوْمَ یَقُولُ الْمُنافِقُونَ، اى اذکر ذلک الیوم و هو یوم القیامة، یَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَ الْمُنافِقاتُ اذا رأوا المؤمنین و هم فى ضیاء و نور و المنافقون خلفهم فى ظلمة لا یبصرون مواقع اقدامهم، انْظُرُونا اى انتظرونا، و قرأ حمزة: انظرونا بفتح الهمزة و کسر الظاء اى امهلونا و قیل انتظرونا یقول العرب نظرته و انتظرته کقوله عز و جل: غَیْرَ ناظِرِینَ إِناهُ، اى منتظرین و قوله عز و جل: فَنَظِرَةٌ إِلى مَیْسَرَةٍ اى فانظار. قال الشاعر:
فان یک صدر هذا الیوم ولّى
فانّ غدا لناظره قریب
اى لمنتظره و تأویل الآیة: قفوا لنا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِکُمْ، نأخذ من نورکم قبسا سراجا او شعلة و قیل معنى نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِکُمْ: نمشی فیه معکم و ذلک ان اللَّه تعالى یعطى المؤمنین نورا على قدر اعمالهم یمشون به على الصراط و یعطى المنافقین ایضا نورا خدیعة لهم و هو قوله عز و جل: وَ هُوَ خادِعُهُمْ
فبیناهم یمشون اذ بعث اللَّه ریحا و ظلمة فاطفأ نور المنافقین.
و قال الکلبى: بل یستضیء المنافقون بنور المؤمنین و لا یعطون النور فاذا سبقهم المؤمنون و بقوا فى الظلمة قالوا للمؤمنین: انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِکُمْ، قِیلَ ارْجِعُوا وَراءَکُمْ.
قال ابن عباس یقول لهم المؤمنون. و قال قتادة یقول لهم الملائکة، ارْجِعُوا وَراءَکُمْ، اى ارجعوا الى الموضع الذى اعطینا فیه النور فاطلبوا النور هناک لانفسکم فانه لا سبیل لکم الى الاقتباس من نورنا فیرجعون فى طلب النور و لا یجدون شیئا فینصرفون الیهم فیمیّز بینهم و بین المؤمنین و هو قوله: فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ و قیل معناه ارجعوا الى حکم الازل و اطلبوا النور من القسمة و هذا على جهة ضرب المثل و استبعاد ذلک و قیل ارْجِعُوا وَراءَکُمْ یعنى الى الدنیا فاعملوا عملا یجعله اللَّه بین ایدیکم نُوراً فان نورنا انما اقتبسنا، فى الدنیا و قیل ارْجِعُوا وَراءَکُمْ هذا استهزائهم جزاء على استهزائهم فى الدنیا کقوله: لا تَرْکُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِیهِ و کقوله: ذُقْ إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْکَرِیمُ فَذُوقُوا ما کُنْتُمْ تَکْنِزُونَ و قوله: فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ الباء صلة و معناه: فضرب بینهم سور و هو سور بین الجنة و النار و یقف علیها اصحاب الاعراف یشرفون على اهل الجنة و اهل النار و هو السور الذى یذبح علیه الموت یراه الفریقان معا و قیل هو سور بیت المقدس باطنه المسجد و ظاهره وادى جهنم.
روى عن ابى سنان قال کنت مع على بن عبد اللَّه بن عباس عند وادى جهنم یحدث عن ابیه و قرأ: فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ، ثم قال قال ابى هذا موضع السور یعنى وادى جهنم.
و عن عبد اللَّه بن عمرو قال ان السور الذى ذکر اللَّه عز و جل فى القرآن: فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ سور بیت المقدس الشرقى، باطنه منه المسجد و ظاهره وادى جهنم.
و قام عبادة على سور بیت المقدس الشرقى فبکى فقال بعضهم ما یبکیک یا با الولید فقال من هاهنا اخبرنا رسول اللَّه (ص) انه رأى جهنم
و قیل لَهُ بابٌ هو الباب الذى سمّى باب الرحمة ببیت المقدس، باطِنُهُ فِیهِ الرَّحْمَةُ، اى ینتهى الى الجنة، وَ ظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ اى من قبل ذلک الظاهر العذاب یعنى النار و هو الجانب الذى یلى المنافقون.
یُنادُونَهُمْ اى ینادى المنافقون المؤمنین حین حجز بینهم السور فبقوا فى الظلمة و العذاب و صار المؤمنون فى النور و الرحمة، أَ لَمْ نَکُنْ مَعَکُمْ، یعنى فى الدنیا نصلّى کما تصلّون و نصوم کما تصومون و کنّا معکم فى المناکحة و الموارثة، قالُوا بَلى وَ لکِنَّکُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَکُمْ، اى اهلکتم انفسکم بالنفاق، وَ تَرَبَّصْتُمْ اى انتظرتم موت محمد (ص) و قلتم یوشک ان یموت فنستریح منه و انتظرتم نزول الدوابر بالمؤمنین. و قیل تَرَبَّصْتُمْ بالایمان و التوبة، وَ ارْتَبْتُمْ، اى شککتم فى کتاب اللَّه و نبوّة محمد (ص) و قیل ارْتَبْتُمْ یعنى فى قوله عز و جل: وَ یَقُولُونَ فِی أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا یُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ، وَ غَرَّتْکُمُ الْأَمانِیُّ یعنى ما کنتم تمنّون على اللَّه من الجنة و المغفرة و هو قوله: سَیُغْفَرُ لَنا، و قیل ما کنتم تمنّون من نزول البلاء بالمؤمنین و طول الحیاة لکم و ان تکون لکم السلامة فى الدنیا و ان لا بعث بعد الموت حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللَّهِ، یعنى الموت و قیل ظهور الاسلام و نصرة المؤمنین، وَ غَرَّکُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ اى غرّکم الشیطان اى اطمعکم فى بطلان الاسلام و ان لا بعث و لا حساب، و الغرور الشیطان الذى یغرّ کثیرا و هو من اسماء المبالغة کالاکول الذى یاکل کثیرا.
قال قتادة ما زالوا على خدعة من الشیطان حتى قذفهم اللَّه فى النار.
و قیل الغرور هو الدنیا تغر اهلها فى طول الحیاة و دوام السلامة.
روى انس بن مالک ان النبى (ص) خط خطوطا و خط خطا منها ناحیة فقال تدرون ما هذا، هذا مثل ابن آدم و مثل التمنى و ذلک الخط الامل، بینما هو یتمنى اذ جاءه الموت.
فَالْیَوْمَ لا یُؤْخَذُ مِنْکُمْ فِدْیَةٌ، قرأ ابو جعفر و ابن عامر و یعقوب: تؤخذ بالتاء، و قرأ الباقون: بالیاء، و الفدیة الفداء و المعنى: لا یُؤْخَذُ مِنْکُمْ ایها المنافقون، وَ لا مِنَ الَّذِینَ کَفَرُوا، فداء بنفس و لا فداء بمال یعنى لا یُؤْخَذُ مِنْکُمْ دیة و لا نفس اخرى مکان انفسکم، مَأْواکُمُ النَّارُ اى مصیرکم و منقلبکم الیها، هِیَ مَوْلاکُمْ، اى هى اولى بکم لما اسلفتم من الذنوب، وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ اى المرجع و المنقلب.
رشیدالدین میبدی : ۵۷- سورة الحدید
۲ - النوبة الثانیة
أَ لَمْ یَأْنِ لِلَّذِینَ آمَنُوا، علماء تفسیر مختلفاند، در سبب نزول این آیة، مقاتل و کلبى گفتند در شأن منافقان فرو آمد بعد از هجرة بیک سال، منافقان از سلمان درخواست کردند که ما را از تورات سخنى گوى که در تورات عجائب است، بجواب ایشان آیة فرود آمد که نَحْنُ نَقُصُّ عَلَیْکَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ، سلمان ایشان را گفت القرآن احسن من غیره قرآن از همه نیکوتر و با بیانتر، چه حاجت است بغیر قرآن، ایشان مدتى فرو گذاشتند باز دیگر همان سؤال کردند از سلمان و بجواب ایشان آیت فرود آمد که اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِیثِ، نیکوتر سخنى که اللَّه از آسمان فرو فرستاد این قرآن است.
ایشان یک چند از این سؤال خاموش گشتند، آن گه سیم بار همین درخواست کردند از سلمان که: حدّثنا عن التوریة فان فیها العجائب، این آیة فرود آمد: أَ لَمْ یَأْنِ لِلَّذِینَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِکْرِ اللَّهِ وَ ما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ، یعنى اما حان لهم وقت الاخلاص و قد ظهرت لهم الآیات و المعجزات، این منافقان که ایمان بظاهر آوردهاند بر زبان، بىاخلاص دل، هنوز وقت آن نیامد که دلهاشان باخلاص ایمان آرد و سر بر خط قرآن نهند که فرستاده خداست براستى و درستى.
ابن عباس و جماعتى گفتند که عتابى است که از اللَّه تعالى بمؤمنان صحابه فرود آمد بعد از نزول قرآن بسیزده سال از آنک طبیعت فراوان و خنده و نشاط لختى در ایشان پدید آمد و عبد اللَّه مسعود گفت: ما بین اسلامنا و بین ان عوتبنا بهذه الایة الا اربع سنین و قد روى سبع سنین، و المعنى ا لم یحن للذین آمنوا ان تخشع و ترقّ و تتواضع و تلین قلوبهم لذکر اللَّه، وَ ما نَزَلَ قرأ نافع و حفص عن عاصم: نزل بالتخفیف و قرأ الباقون بالتشدید مِنَ الْحَقِّ و هو القرآن تقول انى وقت کذا یأنی آناء و اینا و آن یأین مثل حان یحین و الخشوع هو الخبوع و الخضوع و اصله الاتضاع للحق مع الخلق و اخبات القلب و سمى اللَّه الارض خاشعة و الأبصار خاشعة یوم القیامة وَ لا یَکُونُوا یعنى و ان لا یکونوا محله نصب بالعطف على تخشع و قرأ یعقوب بروایة رویس «و لا تکونوا» بالتاء على النهى اى لا تکونوا ایها المؤمنون کَالَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ مِنْ قَبْلُ و هم الیهود و النصارى، فطال علیهم الامد اى الزمان بینهم و بین انبیائهم فقست قلوبهم، و المعنى ان اللَّه عز و جل ینهى المؤمنین ان یکونوا فى صحبة القرآن کالیهود الذین قست قلوبهم یعنى لما طال علیهم الدهر.
روى ان ابا موسى الاشعرى بعث الى قرّاء البصرة فدخل علیه ثلاثمائة رجل و قد قرءوا القرآن فقال انتم خیار اهل البصرة و قرّاؤهم فاتلوه و لا یطولنّ علیکم الامد فتقسو قلوبکم کما قست قلوب من کان قبلکم.
در بعضى اخبارست که بنى اسرائیل چون روزگار دراز بىپیغمبر بر ایشان بگذشت دلهاى ایشان سخت شد و کتاب خدا بگذاشتند و از بر خویش کتابى بنهادند بهوا و مراد خویش، آن گه گفتند این کتاب بر فلان عالم از علماء ایشان عرضه کنید اگر متابعة ما کند و الا بکشید او را که بعد از وى کس در آن مخالفت ما نکند. آن مرد عالم ورقى از کتاب اللَّه تعالى زیر جامه خویش تعبیه کرد، چون ایشان گفتند ایمان دارى باین کتاب یعنى این که ساخته ماست، عالم دست بزیر جامه برد و اشارت بکتاب خداوند کرد گفت باین کتاب ایمان آوردم، ایشان باین فریفته گشتند و از وى بازگشتند. پس این عالم را اصحاب بودند و ازین قصه بعد از وفات وى خبر بداشتند و اتباع دین وى بنى اسرائیل مختلف شدند تا هفتاد و اند فرقت گشتند و بهینه ایشان اصحاب آن عالم بودند. حق تعالى با مؤمنان صحابه خطاب میکند که در صحبت قرآن چون آن جهودان مباشید که درنگ و روزگار بر ایشان دراز شد تا دلهاشان سخت شد و از طاعت و فرمان ما بیرون شدند.
روى ان عیسى (ع) قال لا تکثروا الکلام بغیر ذکر اللَّه عز و جل فتقسو قلوبکم فان القلب القاسى بعید من اللَّه و لا تنظروا فى ذنوب العباد کانکم ارباب و انظروا فى ذنوبکم کانکم عبید فانما الناس رجلان: مبتلى و معافى، فارحموا اهل البلاء و احمدوا اللَّه على العافیة.
اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَیَّنَّا لَکُمُ الْآیاتِ لَعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ اى کما احیا الارض بعد موتها کذلک یحیى الموتى و قیل کما احیا الارض یحیى الکافر بالایمان و قیل کما احیا الارض یلین القلوب القاسیة لیتفکروا فى الآیات.
إِنَّ الْمُصَّدِّقِینَ وَ الْمُصَّدِّقاتِ، قرأ ابن کثیر و ابو بکر عن عاصم بتخفیف الصاد فیهما من التصدیق یعنى المؤمنین و المؤمنات و قرأ الآخرون بتشدید الصاد اى المتصدقین و المتصدقات فادغمت التاء فى الصاد، وَ أَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً بالصدقة و النفقة فى سبیل اللَّه، یُضاعَفُ لَهُمْ، ذلک القرض الحسنات من عشر امثالها الى ما شاء اللَّه من الاضعاف.
قرأ ابن کثیر و ابو جعفر یضعّف بالتشدید، وَ لَهُمْ أَجْرٌ کَرِیمٌ ثواب حسن فى الجنة و قیل أَجْرٌ کَرِیمٌ ما حسن منظره و سهل مناله و دام نماه، وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِکَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ، الصدّیق هو الذى یصدق قوله و فعله و عهده تقول صدق فلان القتال اذا ثبت فیه، وَ لَقَدْ صَدَقَکُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ، اى فى وعده قال الضحاک الصدّیقون ثمانیة نفر من هذه الامّة سبقوا اهل الارض فى زمانهم الى الاسلام: ابو بکر و على و زید و عثمان و طلحه و الزبیر و سعد و حمزة بن عبد المطلب و تاسعهم عمر الخطاب الحقه اللَّه بهم لما عرف من صدق نیته، وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ، اختلفوا فى نظم هذه الآیة منهم من قال هى متصلة بما قبلها و الواو واو النسق و الآیة عمّت جمیع المؤمنین و المؤمنون کلّهم صدّیقون شهداء، قال مجاهد کل مؤمن صدّیق شهید و تلا هذه الآیة و معنى قوله: عِنْدَ رَبِّهِمْ، على هذا التأویل اى فى علمه و حکمه و الشهداء هم عدول الآخرة کقوله: وَ تَکُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ.
و قال قوم تمّ الکلام عند قوله: هُمُ الصِّدِّیقُونَ ثم ابتدأ فقال: وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ و الواو واو الاستیناف، و الشهداء هم المقتولون فى سبیل اللَّه لان الشهید اذا اطلق تناول المقتول فى سبیل اللَّه و هم الذین قال تعالى وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْواتاً، الى قوله: عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ، و قیل الشهداء على ثلث درجات. الدرجة الاولى الشهید بین الصفین و هو اکبرهم درجة ثم کل من قضى بقارعة او بلیة، و هى الدرجة الثانیة مثل الغریق و الحریق و الهالک فى الهدم و المطعون و المبطون و الغریب و المیتة فى نفاسها و المیتة بجمع و المیت یوم الجمعة و لیلة الجمعة و المیت على الطهارة و الدرجة الثالثة ما نطق به هذه الآیة العامة للمؤمنین.
روى عن البراء بن عازب انّ النبى (ص) قال مؤمنوا امّتى شهداء ثم تلا هذه الآیة
و قوله: لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ الذى یعطون فى القیامة لیهتدوا به الى طریق الجنة و یجوزوا به على الصراط، و قیل نورهم فى الدنیا، وَ الَّذِینَ کَفَرُوا وَ کَذَّبُوا بِآیاتِنا اى بالقرآن، أُولئِکَ أَصْحابُ الْجَحِیمِ اى سکّان النار.
اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَیاةُ الدُّنْیا اى ان الحیاة الدنیا و ما صلة اى الحیاة القربى فى الدار الاولى، لَعِبٌ، اى عبث و باطل لا حاصل له، وَ لَهْوٌ، اى فرح ینقضى لا بقاء له، وَ زِینَةٌ، هو ان تتزین المرء فیها بما لا یحبه اللَّه و لا یرضاه، وَ تَفاخُرٌ بَیْنَکُمْ، هو ان تفاخر الرجل جاره و قرینه، وَ تَکاثُرٌ فِی الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ، اى مباهاة بکثرة المال و الولد.
قال ابن عباس هو ان یتطاول على اولیاء اللَّه بماله و اولاده و قیل لعب، کلعب الصبیان و لهو کلهو الفتیان، و زینة، کزینة النسوان و تفاخر کتفاخر الاقران، و تکاثر، کتکاثر الدهقان.
و قال على (ع) لعمار لا تحزن على الدنیا فان الدنیا ستة اشیاء: مطعوم و مشروب و ملبوس و مشموم و مرکوب و منکوح. فاکبر طعامها العسل و هو بزقة ذبابة، و اکبر شرابها الماء و یستوى فیه جمیع الحیوان، و اکبر الملبوس الدیباج و هو نسیج دودة، و اکبر المشموم المسک و هو دم فارة ظبیة، و اکبر المرکوب الفرس و علیها یقتل الرجال، و اکبر المنکوح النساء و هو مبال فى مبال.
ثم ضرب لها مثلا و اخبر انها و ان کانت بهذه الصفة فانها غیر باقیة و لا هم مخلدون فیها، فقال: «کمثل الغیث»، الکاف فى موضع رفع على معنى انما الحیاة مثل غیث أَعْجَبَ الْکُفَّارَ، اى الحرّاث نباته و سمّى الحرّاث کفارا لانهم یسترون البذر تحت الارض و الکفر الستر و قیل هم الکفار المشرکون لانهم اکثر اعجابا بالدنیا و اشدهم حرصا علیها و قیل لان المؤمن یعرف موجبه فلا یعجبه و الکافر لا یعرف الموجب فیعجبه، ثُمَّ یَهِیجُ، ییبس و یأخذ فى الجفاف فیسمع له بما یدخله من الریح صوت الهائج، فَتَراهُ مُصْفَرًّا، بعد خضرته، ثُمَّ یَکُونُ حُطاماً، متحطّما متکسّرا بعد یبسه، وَ فِی الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِیدٌ وَ مَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوانٌ، اى صار الناس کلهم فى الآخرة الى هذین الحرفین اما العذاب الشدید لاعداء اللَّه و اما المغفرة و الرضوان لاولیائه و اهل طاعته، وَ مَا الْحَیاةُ الدُّنْیا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ قال سعید بن جبیر مَتاعُ الْغُرُورِ لمن لم یستعمل فیها بطلب الآخرة و من استعمل بطلبها فله متاع بلاغ الى ما هو خیر منه.
قال ابن بحر الغرور جمع غر الثوب و هو طیّه اى متاع ینطوى و ینقضى سریعا.
سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّکُمْ، اى سارعوا و بادروا الى عمل یوجب لکم، مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّکُمْ، و هو الطاعة للَّه سبحانه و تعالى و التوبة الیه. قال انس بن مالک یعنى الى التکبیرة الاولى من الصلاة مع الامام و قیل الى الصف الاول و کان النبى (ص) یقول ان اللَّه و ملائکته یصلون على المصلین فى الصفوف الاول.
و قیل الى متابعة محمد (ص) فان متابعته محبة اللَّه عز و جل: وَ جَنَّةٍ عَرْضُها کَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ، وصف اللَّه تعالى عرضها و لم یذکر طولها تنبیها بذکر العرض على ما یلیق بها من الطول.
قال القتیبى لیس هو العرض الذى هو خلاف الطول و انما یرید بالعرض سعتها، یقال فضاء عریض اى واسع و انما شبّه عرضها بعرض السماوات و الارض تمثیلا للعباد بما یعقلونه و یقع فى نفوسهم مقدار السماوات و الارض فلذلک قال کَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ.
و قیل انما قال هاهنا کعرض السماء و الارض و قال فى آل عمران وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ، لان الجنان اربع قال اللَّه تعالى: وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ و قال: وَ مِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ، فالذى هاهنا اراد به جنة من الجنان و ذکران عرضها کعرض سماء و ارض و الذى فى آل عمران عنى به الجنان، کلها أُعِدَّتْ لِلَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ. هذا دلیل على انها مخلوقة و هو مذهب اهل السنة و الجماعة، ذلِکَ فَضْلُ اللَّهِ، اخبر و بیّن ان ذلک الثواب غیر مستحق على الطاعات فان ذلک عطاؤه یعطیه من یشاء من خلقه المؤمن وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ، اى المنّ الکبیر و قیل المراد بالفضل النبوة.
و قال ابن عباس ذلک اشارة الى الدّین یعطیه من یشاء من عباده.
ما أَصابَ مِنْ مُصِیبَةٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی أَنْفُسِکُمْ، المصیبة فى الارض و الانفس نقص الانفس و الثمرات و ظهور الفساد فى البر و البحر و الموت و الاوجاع إِلَّا فِی کِتابٍ یعنى فى اللوح المحفوظ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها اى من قبل ان نخلق تلک الارض و تلک الانفس، إِنَّ ذلِکَ عَلَى اللَّهِ یَسِیرٌ، اى حفظ ذلک على اللَّه یسیر هیّن و هو تنفیذ القضاء على ما سبق به العلم و حق فیه الحکم فانه هین عند اللَّه لانه خالقها و ان ذلک مقضىّ فى الکتاب قبل ان خلقها لا یشغله شأن عن شأن.
لِکَیْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَکُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاکُمْ، اى هذا الذى بیّنت لکم من حکم القضاء و القدر انما بینت لکم لکیلا تأسوا على ما فاتکم من الدنیا و نعمها وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاکُمْ قرأ ابو عمرو بقصر الالف اى بما جاءکم من الدنیا اعتبارا بقوله: عَلى ما فاتَکُمْ و لم یقل افاتکم فذکر اللَّه سبحانه ان التأسف على فوات الدنیا و نعیمها و الفرح بما ینال منها مذموم و ان الامر صادر عن القضاء و القدر فلا التأسف یردّ فائتا و لا الفرح و الحرص یقرب معدوما و انما ذم تأسفا یوجب الجزع و الخروج عن حد الصبر الى الاعتراض و الشکایة و کذلک ذم فرحا یوجب بطرا و اشرا و لذلک قال تعالى وَ اللَّهُ لا یُحِبُّ کُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ، فالفرح الذى یؤدّى الى التفاخر بالدنیا و التکاثر فیها و یوجب الخیلاء لصاحبها مذموم و اما الفرح بنعمة اللَّه فغیر مذموم لانه یوجب الشکر و یعین على الطاعة بل هو عبادة اللَّه حیث علم نعمة اللَّه علیه.
قال ابن مسعود لان الحس جمرة احرقت ما احرقت و ابقت ما ابقت احب الى من ان اقول لشىء کان لیته لم یکن او لشىء لم یکن لیته کان.
و قال جعفر بن محمد یا بنى آدم مالک تأسف على معدوم لا یرده الیک الفوت و مالک تفرح بموجود لا یترکه فى یدیک الموت، و قال الشاعر:
لا تطل الحزن على فائت
فقل ما یجدى علیک الحزن
سیان محزون على ما مضى
و مظهر حزنا لما لم یکن
الَّذِینَ یَبْخَلُونَ من صلة قوله: وَ اللَّهُ لا یُحِبُّ کُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ الذین صفتهم انهم یَبْخَلُونَ وَ یَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ.
قیل هم الیهود، بخلهم کتمان صفة المصطفى محمد (ص) و کانوا یأمرون اتباعهم بکتمان صفته لئلا یکسد سوقهم و لا یبطل ریاستهم و لا ینقطع عن اموال السفلة مأکلتهم.
و قیل کان بخلهم منع الصدقات و ذلک ان اللَّه سبحانه و تعالى امرهم باعطاء الصدقات فبخل المنافقون و الیهود و امروا اصحابهم بالبخل وَ مَنْ یَتَوَلَّ یعنى عن الایمان و اعطاء الصدقات فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِیُّ یستغنى عنهم فلا یعود الیه شىء من معاصیهم الْحَمِیدُ لا یلحقه نقص و لا عیب و قیل حمید یحمد عباده المؤمنین.
قرأ اهل المدینة و الشام فان اللَّه الغنى باسقاط هو کما فى مصاحفهم.
لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَیِّناتِ، اى ارسلنا الانبیاء بالمعجزات الدالة على صدقهم فى دعوى النبوة وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْکِتابَ اى مع الانبیاء الکتب التی یتضمن مصالح دینهم و دنیاهم یعرف منها مائة کتاب و اربعة کتب.
و قیل: الرسل هاهنا الملائکة لقوله: مَعَهُمُ و الانبیاء ینزل علیهم و الیهم وَ الْمِیزانَ فیه ثلاثة اقوال: احدها انزل عین المیزان زمن نوح (ع) و قیل على آدم (ع) و القول الثانى: انزل علیهم و صفه و عرّفهم کیف یتخذونه. و القول الثالث المیزان هو العدل اى امرهم باقامة العدل و بالعدل فى المیزان و الدلیل علیه انه ذکر مَعَهُمُ بلفظ الجمع و المیزان الذى یتعامل علیه انما نزل على واحد منهم و الامر باقامة العدل مع جمیع الانبیاء لِیَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ، اى بالعدل فى معاملاتهم ایفاء و استیفاء و لا یظلم احد احدا فى ذلک.
وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِیدَ، جمهور المفسرین على ان آدم (ع) نزل الى الارض و معه العلاة و المطرقة و الکلبتان و الإبرة و عن ابن عباس قال: ثلاثة اشیاء نزلت مع آدم (ع): الحجر الاسود و کان اشدّ بیاضا من الثلج. و عصا موسى و کانت من آس الجنة طولها عشرة اذرع. و الحدید.
و عن ابن عمر عن النبى (ص) قال ان اللَّه عز و جل انزل اربع برکات من السماء الى الارض و الحدید و النار و الماء و الملح.
و قیل معنى انزل هاهنا خلق و اظهر کقوله: وَ أَنْزَلَ لَکُمْ مِنَ الْأَنْعامِ.
و قیل: انزل الماء فانعقد به جوهر الحدید فاصله من الماء و هو منزل فِیهِ بَأْسٌ شَدِیدٌ، اى یتحصّن به عن العدو باتخاذ الدرع و المغفر منه و باتخاذ السیف و السنان و غیر ذلک منه وَ مَنافِعُ لِلنَّاسِ، فى الحرث و الحصود و سائر الصناعات.
و قیل لا یتم فى الدنیا من امورها الا بالحدید و منفعتها، وَ لِیَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ یَنْصُرُهُ وَ رُسُلَهُ اى لیرى اللَّه من ینصر دینه و من یضرب بالسیف و الزجّاج و النصّال فى سبیله و ینصر اولیاءه و رسوله قوله بِالْغَیْبِ یعنى و هم مؤمنون باللّه بظهر غیب منهم لم یعاینوه و انما یحمد و یثاب من اطاع بالغیب إِنَّ اللَّهَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ، اى قدیر منیع منتقم من عباده غالب لا یغلبه احد اشار بهذا الى غناه فى نصرة دینه عن الانصار و الضاربین فى سبیله بالسیف.
وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَ إِبْراهِیمَ خصّا بذکر لانهما ابوان للانبیاء فالبشر کلهم من ولد نوح و العرب و العبرانیون کلهم من ولد ابراهیم وَ جَعَلْنا فِی ذُرِّیَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْکِتابَ اى الکتب فهو للجنس و قیل الخط بالقلم فَمِنْهُمْ اى من الذریة مُهْتَدٍ اى من اهتدى باتباع الرسل و اخذ بما فى الکتاب وَ کَثِیرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ خارجون عن الایمان و الطاعة.
ثُمَّ قَفَّیْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا، اى ارسلنا رسولا بعد رسول على اثر نوح و ابراهیم و من مضى من الانبیاء، وَ قَفَّیْنا بِعِیسَى ابْنِ مَرْیَمَ، اى اتبعنا آثار هؤلاء الرسل بعیسى بن مریم وَ آتَیْناهُ الْإِنْجِیلَ، جاءه دفعة واحدة وَ جَعَلْنا فِی قُلُوبِ الَّذِینَ اتَّبَعُوهُ على دینه رَأْفَةً، هى اشد الرحمة وَ رَحْمَةً لبعض على بعض کانوا متوادّین متراحمین کما قال اللَّه تعالى فى وصف اصحاب النبى (ص) رُحَماءُ بَیْنَهُمْ و قیل امروا بالصفح عن اذى الناس و قیل لهم من لطم خدّک الایمن فولّه خدّک الایسر و من سألک رداءک فاعطه قمیصک، وصفوا بالرحمة خلاف الیهود الذین وصفوا بالقسوة، وَ رَهْبانِیَّةً ابْتَدَعُوها لیس هذا بعطف على ما قبله و انتصابه بفعل مضمر کانه قال و ابتدعوا رهبانیة و الرهبانیة من الرهبة و معناها البلوغ فى النسک اعلى المبالغ مع الانقطاع عن الناس و الخلوة بالعبادة فى الصوامع و البیوت و ترک المطاعم الترفه، ابْتَدَعُوها، من تلقاء انفسهم لم نامرهم بها.
قال ابن عباس هم قوم رأوا المنکر فلم یقدروا على تغییره فساحوا فى الارض و لزموا البرارى.
و قال قتادة: رفضوا النساء و اتخذوا الصوامع ما کَتَبْناها عَلَیْهِمْ اى لم نامرهم و لم نوجبها علیهم إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ یعنى لکنهم ابتغوا رضوان اللَّه بتلک الرهبانیه التی حملوها انفسهم من المشاقّ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعایَتِها و ضیعوها و کفروا بدین عیسى فتهودوا و تنصروا و دخلوا فى دین ملوکهم و ترکوا الترهیب و اقام منهم اناس على دین عیسى (ع) حین ادرکوا محمدا (ص) فآمنوا به و ذلک قوله: فَآتَیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ و هم الذین ثبتوا علیها و هم اهل الرأفة و الرحمة و قیل هو النجاشى و من آمن من قومه و من نصارى نجران و تغلب و لخم و تمیم و الروم وَ کَثِیرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ، و هم الذین ترکوا الرهبانیة و کفروا بدین عیسى (ع).
و فى ذلک ما روى ابن مسعود قال کنت ردیف رسول اللَّه (ص) على حمار فقال یا بن ام عبد هل تدرى من این اتخذت بنو اسرائیل الرهبانیة قلت اللَّه و رسوله اعلم، قال ظهرت علیهم الجبابرة بعد عیسى (ع) یعملون بمعاصى اللَّه فغضب اهل الایمان فقاتلوهم فهزم اهل الایمان ثلث مرات فلم یبق منهم الا القلیل فقالوا ان ظهرنا لهؤلاء افنونا و لم یبق للدین احد یدعو اللَّه فتعالوا نتفرق فى الارض الى ان یبعث اللَّه النبى الذى وعدنا عیسى یعنون محمدا (ص) فتفرقوا فى غیران الجبال و احدثوا رهبانیة فمنهم من تمسک بدینه و منهم من کفر، ثم تلا هذه الآیة: وَ رَهْبانِیَّةً ابْتَدَعُوها.. الآیة، فَآتَیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ یعنى من ثبتوا علیها ثم قال النبى (ص) یا بن ام عبد أ تدرى ما رهبانیة امتى، قلت اللَّه و رسوله اعلم، قال الهجرة و الجهاد و الصلاة و الصوم و الحج و العمرة و التکبیر على التلاع.
قال الزجاج قوله: إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ، موضعه نصب لانه بدل من الهاء فى قوله: ما کَتَبْناها و التقدیر: «ما کتبنا علیهم الا ابتغاء رضوان اللَّه» فیکون مفعولا به و المعنى ما کتبنا علیهم الا ائتمار ما امرناهم به و ما رعوا ما امرناهم به من ابتغاء الرضوان حق رعایتها، اى انهم قصروا فى طاعتنا و فیما امرناهم بها و قیل فَما رَعَوْها حَقَّ رِعایَتِها اذ بدّلوا دینهم و لم یؤمنوا بمحمد، فیکون المراد بهم من کان منهم فى زمن النبى (ص) فَآتَیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا، بمحمد (ص)، مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَ کَثِیرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ، کافرون.
روى عن ابن مسعود قال دخلت على رسول اللَّه (ص) فقال یا بن مسعود اختلف من کان قبلکم على اثنتین و سبعین فرقة نجا منها ثلاث و هلک سائرهن: فرقة آذت الملوک و قاتلوهم على دین عیسى (ع) فاخذوهم فقتلوهم و فرقة لم یکن لهم طاقة بموازاة الملک و لا بان یقیموا بین ظهرانیهم یدعوهم الى دین اللَّه عز و جل و دین عیسى (ع) فساحوا فى البلاد و ترهبوا
و هم الذین قال اللَّه تعالى: وَ رَهْبانِیَّةً ابْتَدَعُوها ما کَتَبْناها عَلَیْهِمْ، قال النبى (ص) من آمن بى و صدقنى و اتبعنى فقد رعاها حق رعایتها و من لم یؤمن بى فاولئک هم الهالکون، فلما بعث النبى (ص) و لم یبق منهم الا قلیل، حط رجل من صومعته و جاء سائح من سیاحته و صاحب الدیر من دیره و آمنوا به فقال اللَّه عز و جل: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا، بموسى و عیسى اتَّقُوا اللَّهَ وَ آمِنُوا، بمحمد (ص)، یُؤْتِکُمْ کِفْلَیْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ، یعنى یؤتکم اجرین لایمانکم بعیسى و الانجیل و بمحمد و القرآن.
و فى الحدیث الصحیح عن رسول اللَّه (ص) قال: ثلاثة یؤتون اجرهم، مرتین: رجل کانت له جاریة فادّبها فاحسن ادبها ثم اعتقها و تزوّجها و رجل من اهل الکتاب آمن بکتابه و آمن بمحمد (ص) و عبد احسن عبادة للَّه و نصح سیّده.
سعید بن جبیر گفت: رسول خداى (ص) جعفر را فرستاد بحبشه با هفتاد کس از اصحاب خویش تا نجاشى را و قوم وى را بدین اسلام دعوت کنند. نجاشى با چهل مرد از قوم وى ایمان آوردند و دین اسلام قبول کردند، چون خواستند که باز گردند، آن چهل مرد گفتند راه ایشان بحر است، و احوال بحر ما بهتر دانیم تا با ایشان برویم و ایشان را ببحر باز گذرانیم، و نیز پیغامبر (ص) به بینیم و بدیدار وى بیاساییم و فائده گیریم، ایشان بیامدند و درویشان صحابه را دیدند سخت درویش و بىنوا و بىحال از رسول خدا دستورى کردند، تا بروند و از مال و نعمت خویش بهرهاى بیارند براى درویشان صحابه و مواساة با ایشان. رسول خدا ایشان را دستورى داد تا برفتند و مال آوردند و بصحابه تفرقه کردند، رب العالمین در شأن ایشان آیت فرستاد: الَّذِینَ آتَیْناهُمُ الْکِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ یُؤْمِنُونَ. قومى از اهل کتاب که ایمان نیاورده بودند با مسلمانان گفتند که اللَّه تعالى ایشان را که بهر دو کتاب ایمان آوردند از مزد دو بهر داد. ما کتاب خویش را ایمان آوردیم از مزد یک بهره است همچون مزد شما، پس شما را بر ما فضل نیست.
رب العالمین بجواب ایشان این آیت فرستاد: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ آمِنُوا بِرَسُولِهِ، یُؤْتِکُمْ کِفْلَیْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ.
یعنى که اندو بهره از مزد کسى را بود که ایمان آرد بمحمد (ص) و نیز او را نور دهند و مغفرة. اما کسى که ایمان بمحمد نیارد، او را هیچ مزد نیست.
قوله: وَ یَجْعَلْ لَکُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ یعنى على الصراط کما قال اللَّه تعالى: نُورُهُمْ یَسْعى بَیْنَ أَیْدِیهِمْ، و قیل النور هو القرآن یحمله المؤمن یقظان و نائما و قاعدا و قائما.
و قیل هو الهدى و البیان اى یجعل لکم سبیلا واضحا فى الدین تهتدون به، وَ یَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ.
لِئَلَّا یَعْلَمَ أَهْلُ الْکِتابِ، لا فى هذه الکلمة زائدة که فى قوله: ما مَنَعَکَ أَلَّا تَسْجُدَ یعنى ان تسجد و انما یحسن ادخالها فى کلام یدخل فى آخره او اوله جحد، و المعنى: لیعلم الذین لم یؤمنوا انهم لا اجر لهم و لا نصیب لهم فى الفضل.
و قیل نزلت هذه الآیة فى ان اهل الکتاب اطول زمانا و اکثر اجتهادا و اقل اجرا و هذه الامّة اقصر مدة و اقل سعیا و اعظم اجرا و به
قال رسول اللَّه (ص): انّما مثلنا و مثل الذین اوتوا الکتاب من قبلنا مثل رجل استأجر اجیرا فقال: من یعمل لى الى آخر النهار على قیراط قیراط فعمل قوم ثم ترکوا العمل نصف النهار ثم قال: من یعمل لى نصف النهار الى آخر النهار على قیراط قیراط، فعمل قوم الى العصر على قیراط قیراط ثم ترکوا العمل، ثم قال: من یعمل لى الى اللیل على قیراطین قیراطین.
فعمل قوم الى اللیل على قیراطین قیراطین. فقال الطائفتان الاولیان: ما لنا اکثر عملا و اقل اجرا. فقال: هل نقصتکم من حقکم شیئا، قالوا: لا قال: ذلک فضلى اوتیه من اشاء و معنى الآیة: ان القرآن و الاجر و النبوة و الرزق بید اللَّه یملکه دونهم، یُؤْتِیهِ مَنْ یَشاءُ، اى یعطیه من هو اهل لذلک، وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ اى ذو الافضال على من یشاء من عباده المؤمنین.
ایشان یک چند از این سؤال خاموش گشتند، آن گه سیم بار همین درخواست کردند از سلمان که: حدّثنا عن التوریة فان فیها العجائب، این آیة فرود آمد: أَ لَمْ یَأْنِ لِلَّذِینَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِکْرِ اللَّهِ وَ ما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ، یعنى اما حان لهم وقت الاخلاص و قد ظهرت لهم الآیات و المعجزات، این منافقان که ایمان بظاهر آوردهاند بر زبان، بىاخلاص دل، هنوز وقت آن نیامد که دلهاشان باخلاص ایمان آرد و سر بر خط قرآن نهند که فرستاده خداست براستى و درستى.
ابن عباس و جماعتى گفتند که عتابى است که از اللَّه تعالى بمؤمنان صحابه فرود آمد بعد از نزول قرآن بسیزده سال از آنک طبیعت فراوان و خنده و نشاط لختى در ایشان پدید آمد و عبد اللَّه مسعود گفت: ما بین اسلامنا و بین ان عوتبنا بهذه الایة الا اربع سنین و قد روى سبع سنین، و المعنى ا لم یحن للذین آمنوا ان تخشع و ترقّ و تتواضع و تلین قلوبهم لذکر اللَّه، وَ ما نَزَلَ قرأ نافع و حفص عن عاصم: نزل بالتخفیف و قرأ الباقون بالتشدید مِنَ الْحَقِّ و هو القرآن تقول انى وقت کذا یأنی آناء و اینا و آن یأین مثل حان یحین و الخشوع هو الخبوع و الخضوع و اصله الاتضاع للحق مع الخلق و اخبات القلب و سمى اللَّه الارض خاشعة و الأبصار خاشعة یوم القیامة وَ لا یَکُونُوا یعنى و ان لا یکونوا محله نصب بالعطف على تخشع و قرأ یعقوب بروایة رویس «و لا تکونوا» بالتاء على النهى اى لا تکونوا ایها المؤمنون کَالَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ مِنْ قَبْلُ و هم الیهود و النصارى، فطال علیهم الامد اى الزمان بینهم و بین انبیائهم فقست قلوبهم، و المعنى ان اللَّه عز و جل ینهى المؤمنین ان یکونوا فى صحبة القرآن کالیهود الذین قست قلوبهم یعنى لما طال علیهم الدهر.
روى ان ابا موسى الاشعرى بعث الى قرّاء البصرة فدخل علیه ثلاثمائة رجل و قد قرءوا القرآن فقال انتم خیار اهل البصرة و قرّاؤهم فاتلوه و لا یطولنّ علیکم الامد فتقسو قلوبکم کما قست قلوب من کان قبلکم.
در بعضى اخبارست که بنى اسرائیل چون روزگار دراز بىپیغمبر بر ایشان بگذشت دلهاى ایشان سخت شد و کتاب خدا بگذاشتند و از بر خویش کتابى بنهادند بهوا و مراد خویش، آن گه گفتند این کتاب بر فلان عالم از علماء ایشان عرضه کنید اگر متابعة ما کند و الا بکشید او را که بعد از وى کس در آن مخالفت ما نکند. آن مرد عالم ورقى از کتاب اللَّه تعالى زیر جامه خویش تعبیه کرد، چون ایشان گفتند ایمان دارى باین کتاب یعنى این که ساخته ماست، عالم دست بزیر جامه برد و اشارت بکتاب خداوند کرد گفت باین کتاب ایمان آوردم، ایشان باین فریفته گشتند و از وى بازگشتند. پس این عالم را اصحاب بودند و ازین قصه بعد از وفات وى خبر بداشتند و اتباع دین وى بنى اسرائیل مختلف شدند تا هفتاد و اند فرقت گشتند و بهینه ایشان اصحاب آن عالم بودند. حق تعالى با مؤمنان صحابه خطاب میکند که در صحبت قرآن چون آن جهودان مباشید که درنگ و روزگار بر ایشان دراز شد تا دلهاشان سخت شد و از طاعت و فرمان ما بیرون شدند.
روى ان عیسى (ع) قال لا تکثروا الکلام بغیر ذکر اللَّه عز و جل فتقسو قلوبکم فان القلب القاسى بعید من اللَّه و لا تنظروا فى ذنوب العباد کانکم ارباب و انظروا فى ذنوبکم کانکم عبید فانما الناس رجلان: مبتلى و معافى، فارحموا اهل البلاء و احمدوا اللَّه على العافیة.
اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَیَّنَّا لَکُمُ الْآیاتِ لَعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ اى کما احیا الارض بعد موتها کذلک یحیى الموتى و قیل کما احیا الارض یحیى الکافر بالایمان و قیل کما احیا الارض یلین القلوب القاسیة لیتفکروا فى الآیات.
إِنَّ الْمُصَّدِّقِینَ وَ الْمُصَّدِّقاتِ، قرأ ابن کثیر و ابو بکر عن عاصم بتخفیف الصاد فیهما من التصدیق یعنى المؤمنین و المؤمنات و قرأ الآخرون بتشدید الصاد اى المتصدقین و المتصدقات فادغمت التاء فى الصاد، وَ أَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً بالصدقة و النفقة فى سبیل اللَّه، یُضاعَفُ لَهُمْ، ذلک القرض الحسنات من عشر امثالها الى ما شاء اللَّه من الاضعاف.
قرأ ابن کثیر و ابو جعفر یضعّف بالتشدید، وَ لَهُمْ أَجْرٌ کَرِیمٌ ثواب حسن فى الجنة و قیل أَجْرٌ کَرِیمٌ ما حسن منظره و سهل مناله و دام نماه، وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِکَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ، الصدّیق هو الذى یصدق قوله و فعله و عهده تقول صدق فلان القتال اذا ثبت فیه، وَ لَقَدْ صَدَقَکُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ، اى فى وعده قال الضحاک الصدّیقون ثمانیة نفر من هذه الامّة سبقوا اهل الارض فى زمانهم الى الاسلام: ابو بکر و على و زید و عثمان و طلحه و الزبیر و سعد و حمزة بن عبد المطلب و تاسعهم عمر الخطاب الحقه اللَّه بهم لما عرف من صدق نیته، وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ، اختلفوا فى نظم هذه الآیة منهم من قال هى متصلة بما قبلها و الواو واو النسق و الآیة عمّت جمیع المؤمنین و المؤمنون کلّهم صدّیقون شهداء، قال مجاهد کل مؤمن صدّیق شهید و تلا هذه الآیة و معنى قوله: عِنْدَ رَبِّهِمْ، على هذا التأویل اى فى علمه و حکمه و الشهداء هم عدول الآخرة کقوله: وَ تَکُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ.
و قال قوم تمّ الکلام عند قوله: هُمُ الصِّدِّیقُونَ ثم ابتدأ فقال: وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ و الواو واو الاستیناف، و الشهداء هم المقتولون فى سبیل اللَّه لان الشهید اذا اطلق تناول المقتول فى سبیل اللَّه و هم الذین قال تعالى وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْواتاً، الى قوله: عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ، و قیل الشهداء على ثلث درجات. الدرجة الاولى الشهید بین الصفین و هو اکبرهم درجة ثم کل من قضى بقارعة او بلیة، و هى الدرجة الثانیة مثل الغریق و الحریق و الهالک فى الهدم و المطعون و المبطون و الغریب و المیتة فى نفاسها و المیتة بجمع و المیت یوم الجمعة و لیلة الجمعة و المیت على الطهارة و الدرجة الثالثة ما نطق به هذه الآیة العامة للمؤمنین.
روى عن البراء بن عازب انّ النبى (ص) قال مؤمنوا امّتى شهداء ثم تلا هذه الآیة
و قوله: لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ الذى یعطون فى القیامة لیهتدوا به الى طریق الجنة و یجوزوا به على الصراط، و قیل نورهم فى الدنیا، وَ الَّذِینَ کَفَرُوا وَ کَذَّبُوا بِآیاتِنا اى بالقرآن، أُولئِکَ أَصْحابُ الْجَحِیمِ اى سکّان النار.
اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَیاةُ الدُّنْیا اى ان الحیاة الدنیا و ما صلة اى الحیاة القربى فى الدار الاولى، لَعِبٌ، اى عبث و باطل لا حاصل له، وَ لَهْوٌ، اى فرح ینقضى لا بقاء له، وَ زِینَةٌ، هو ان تتزین المرء فیها بما لا یحبه اللَّه و لا یرضاه، وَ تَفاخُرٌ بَیْنَکُمْ، هو ان تفاخر الرجل جاره و قرینه، وَ تَکاثُرٌ فِی الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ، اى مباهاة بکثرة المال و الولد.
قال ابن عباس هو ان یتطاول على اولیاء اللَّه بماله و اولاده و قیل لعب، کلعب الصبیان و لهو کلهو الفتیان، و زینة، کزینة النسوان و تفاخر کتفاخر الاقران، و تکاثر، کتکاثر الدهقان.
و قال على (ع) لعمار لا تحزن على الدنیا فان الدنیا ستة اشیاء: مطعوم و مشروب و ملبوس و مشموم و مرکوب و منکوح. فاکبر طعامها العسل و هو بزقة ذبابة، و اکبر شرابها الماء و یستوى فیه جمیع الحیوان، و اکبر الملبوس الدیباج و هو نسیج دودة، و اکبر المشموم المسک و هو دم فارة ظبیة، و اکبر المرکوب الفرس و علیها یقتل الرجال، و اکبر المنکوح النساء و هو مبال فى مبال.
ثم ضرب لها مثلا و اخبر انها و ان کانت بهذه الصفة فانها غیر باقیة و لا هم مخلدون فیها، فقال: «کمثل الغیث»، الکاف فى موضع رفع على معنى انما الحیاة مثل غیث أَعْجَبَ الْکُفَّارَ، اى الحرّاث نباته و سمّى الحرّاث کفارا لانهم یسترون البذر تحت الارض و الکفر الستر و قیل هم الکفار المشرکون لانهم اکثر اعجابا بالدنیا و اشدهم حرصا علیها و قیل لان المؤمن یعرف موجبه فلا یعجبه و الکافر لا یعرف الموجب فیعجبه، ثُمَّ یَهِیجُ، ییبس و یأخذ فى الجفاف فیسمع له بما یدخله من الریح صوت الهائج، فَتَراهُ مُصْفَرًّا، بعد خضرته، ثُمَّ یَکُونُ حُطاماً، متحطّما متکسّرا بعد یبسه، وَ فِی الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِیدٌ وَ مَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوانٌ، اى صار الناس کلهم فى الآخرة الى هذین الحرفین اما العذاب الشدید لاعداء اللَّه و اما المغفرة و الرضوان لاولیائه و اهل طاعته، وَ مَا الْحَیاةُ الدُّنْیا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ قال سعید بن جبیر مَتاعُ الْغُرُورِ لمن لم یستعمل فیها بطلب الآخرة و من استعمل بطلبها فله متاع بلاغ الى ما هو خیر منه.
قال ابن بحر الغرور جمع غر الثوب و هو طیّه اى متاع ینطوى و ینقضى سریعا.
سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّکُمْ، اى سارعوا و بادروا الى عمل یوجب لکم، مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّکُمْ، و هو الطاعة للَّه سبحانه و تعالى و التوبة الیه. قال انس بن مالک یعنى الى التکبیرة الاولى من الصلاة مع الامام و قیل الى الصف الاول و کان النبى (ص) یقول ان اللَّه و ملائکته یصلون على المصلین فى الصفوف الاول.
و قیل الى متابعة محمد (ص) فان متابعته محبة اللَّه عز و جل: وَ جَنَّةٍ عَرْضُها کَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ، وصف اللَّه تعالى عرضها و لم یذکر طولها تنبیها بذکر العرض على ما یلیق بها من الطول.
قال القتیبى لیس هو العرض الذى هو خلاف الطول و انما یرید بالعرض سعتها، یقال فضاء عریض اى واسع و انما شبّه عرضها بعرض السماوات و الارض تمثیلا للعباد بما یعقلونه و یقع فى نفوسهم مقدار السماوات و الارض فلذلک قال کَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ.
و قیل انما قال هاهنا کعرض السماء و الارض و قال فى آل عمران وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ، لان الجنان اربع قال اللَّه تعالى: وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ و قال: وَ مِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ، فالذى هاهنا اراد به جنة من الجنان و ذکران عرضها کعرض سماء و ارض و الذى فى آل عمران عنى به الجنان، کلها أُعِدَّتْ لِلَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ. هذا دلیل على انها مخلوقة و هو مذهب اهل السنة و الجماعة، ذلِکَ فَضْلُ اللَّهِ، اخبر و بیّن ان ذلک الثواب غیر مستحق على الطاعات فان ذلک عطاؤه یعطیه من یشاء من خلقه المؤمن وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ، اى المنّ الکبیر و قیل المراد بالفضل النبوة.
و قال ابن عباس ذلک اشارة الى الدّین یعطیه من یشاء من عباده.
ما أَصابَ مِنْ مُصِیبَةٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی أَنْفُسِکُمْ، المصیبة فى الارض و الانفس نقص الانفس و الثمرات و ظهور الفساد فى البر و البحر و الموت و الاوجاع إِلَّا فِی کِتابٍ یعنى فى اللوح المحفوظ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها اى من قبل ان نخلق تلک الارض و تلک الانفس، إِنَّ ذلِکَ عَلَى اللَّهِ یَسِیرٌ، اى حفظ ذلک على اللَّه یسیر هیّن و هو تنفیذ القضاء على ما سبق به العلم و حق فیه الحکم فانه هین عند اللَّه لانه خالقها و ان ذلک مقضىّ فى الکتاب قبل ان خلقها لا یشغله شأن عن شأن.
لِکَیْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَکُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاکُمْ، اى هذا الذى بیّنت لکم من حکم القضاء و القدر انما بینت لکم لکیلا تأسوا على ما فاتکم من الدنیا و نعمها وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاکُمْ قرأ ابو عمرو بقصر الالف اى بما جاءکم من الدنیا اعتبارا بقوله: عَلى ما فاتَکُمْ و لم یقل افاتکم فذکر اللَّه سبحانه ان التأسف على فوات الدنیا و نعیمها و الفرح بما ینال منها مذموم و ان الامر صادر عن القضاء و القدر فلا التأسف یردّ فائتا و لا الفرح و الحرص یقرب معدوما و انما ذم تأسفا یوجب الجزع و الخروج عن حد الصبر الى الاعتراض و الشکایة و کذلک ذم فرحا یوجب بطرا و اشرا و لذلک قال تعالى وَ اللَّهُ لا یُحِبُّ کُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ، فالفرح الذى یؤدّى الى التفاخر بالدنیا و التکاثر فیها و یوجب الخیلاء لصاحبها مذموم و اما الفرح بنعمة اللَّه فغیر مذموم لانه یوجب الشکر و یعین على الطاعة بل هو عبادة اللَّه حیث علم نعمة اللَّه علیه.
قال ابن مسعود لان الحس جمرة احرقت ما احرقت و ابقت ما ابقت احب الى من ان اقول لشىء کان لیته لم یکن او لشىء لم یکن لیته کان.
و قال جعفر بن محمد یا بنى آدم مالک تأسف على معدوم لا یرده الیک الفوت و مالک تفرح بموجود لا یترکه فى یدیک الموت، و قال الشاعر:
لا تطل الحزن على فائت
فقل ما یجدى علیک الحزن
سیان محزون على ما مضى
و مظهر حزنا لما لم یکن
الَّذِینَ یَبْخَلُونَ من صلة قوله: وَ اللَّهُ لا یُحِبُّ کُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ الذین صفتهم انهم یَبْخَلُونَ وَ یَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ.
قیل هم الیهود، بخلهم کتمان صفة المصطفى محمد (ص) و کانوا یأمرون اتباعهم بکتمان صفته لئلا یکسد سوقهم و لا یبطل ریاستهم و لا ینقطع عن اموال السفلة مأکلتهم.
و قیل کان بخلهم منع الصدقات و ذلک ان اللَّه سبحانه و تعالى امرهم باعطاء الصدقات فبخل المنافقون و الیهود و امروا اصحابهم بالبخل وَ مَنْ یَتَوَلَّ یعنى عن الایمان و اعطاء الصدقات فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِیُّ یستغنى عنهم فلا یعود الیه شىء من معاصیهم الْحَمِیدُ لا یلحقه نقص و لا عیب و قیل حمید یحمد عباده المؤمنین.
قرأ اهل المدینة و الشام فان اللَّه الغنى باسقاط هو کما فى مصاحفهم.
لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَیِّناتِ، اى ارسلنا الانبیاء بالمعجزات الدالة على صدقهم فى دعوى النبوة وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْکِتابَ اى مع الانبیاء الکتب التی یتضمن مصالح دینهم و دنیاهم یعرف منها مائة کتاب و اربعة کتب.
و قیل: الرسل هاهنا الملائکة لقوله: مَعَهُمُ و الانبیاء ینزل علیهم و الیهم وَ الْمِیزانَ فیه ثلاثة اقوال: احدها انزل عین المیزان زمن نوح (ع) و قیل على آدم (ع) و القول الثانى: انزل علیهم و صفه و عرّفهم کیف یتخذونه. و القول الثالث المیزان هو العدل اى امرهم باقامة العدل و بالعدل فى المیزان و الدلیل علیه انه ذکر مَعَهُمُ بلفظ الجمع و المیزان الذى یتعامل علیه انما نزل على واحد منهم و الامر باقامة العدل مع جمیع الانبیاء لِیَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ، اى بالعدل فى معاملاتهم ایفاء و استیفاء و لا یظلم احد احدا فى ذلک.
وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِیدَ، جمهور المفسرین على ان آدم (ع) نزل الى الارض و معه العلاة و المطرقة و الکلبتان و الإبرة و عن ابن عباس قال: ثلاثة اشیاء نزلت مع آدم (ع): الحجر الاسود و کان اشدّ بیاضا من الثلج. و عصا موسى و کانت من آس الجنة طولها عشرة اذرع. و الحدید.
و عن ابن عمر عن النبى (ص) قال ان اللَّه عز و جل انزل اربع برکات من السماء الى الارض و الحدید و النار و الماء و الملح.
و قیل معنى انزل هاهنا خلق و اظهر کقوله: وَ أَنْزَلَ لَکُمْ مِنَ الْأَنْعامِ.
و قیل: انزل الماء فانعقد به جوهر الحدید فاصله من الماء و هو منزل فِیهِ بَأْسٌ شَدِیدٌ، اى یتحصّن به عن العدو باتخاذ الدرع و المغفر منه و باتخاذ السیف و السنان و غیر ذلک منه وَ مَنافِعُ لِلنَّاسِ، فى الحرث و الحصود و سائر الصناعات.
و قیل لا یتم فى الدنیا من امورها الا بالحدید و منفعتها، وَ لِیَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ یَنْصُرُهُ وَ رُسُلَهُ اى لیرى اللَّه من ینصر دینه و من یضرب بالسیف و الزجّاج و النصّال فى سبیله و ینصر اولیاءه و رسوله قوله بِالْغَیْبِ یعنى و هم مؤمنون باللّه بظهر غیب منهم لم یعاینوه و انما یحمد و یثاب من اطاع بالغیب إِنَّ اللَّهَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ، اى قدیر منیع منتقم من عباده غالب لا یغلبه احد اشار بهذا الى غناه فى نصرة دینه عن الانصار و الضاربین فى سبیله بالسیف.
وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَ إِبْراهِیمَ خصّا بذکر لانهما ابوان للانبیاء فالبشر کلهم من ولد نوح و العرب و العبرانیون کلهم من ولد ابراهیم وَ جَعَلْنا فِی ذُرِّیَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْکِتابَ اى الکتب فهو للجنس و قیل الخط بالقلم فَمِنْهُمْ اى من الذریة مُهْتَدٍ اى من اهتدى باتباع الرسل و اخذ بما فى الکتاب وَ کَثِیرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ خارجون عن الایمان و الطاعة.
ثُمَّ قَفَّیْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا، اى ارسلنا رسولا بعد رسول على اثر نوح و ابراهیم و من مضى من الانبیاء، وَ قَفَّیْنا بِعِیسَى ابْنِ مَرْیَمَ، اى اتبعنا آثار هؤلاء الرسل بعیسى بن مریم وَ آتَیْناهُ الْإِنْجِیلَ، جاءه دفعة واحدة وَ جَعَلْنا فِی قُلُوبِ الَّذِینَ اتَّبَعُوهُ على دینه رَأْفَةً، هى اشد الرحمة وَ رَحْمَةً لبعض على بعض کانوا متوادّین متراحمین کما قال اللَّه تعالى فى وصف اصحاب النبى (ص) رُحَماءُ بَیْنَهُمْ و قیل امروا بالصفح عن اذى الناس و قیل لهم من لطم خدّک الایمن فولّه خدّک الایسر و من سألک رداءک فاعطه قمیصک، وصفوا بالرحمة خلاف الیهود الذین وصفوا بالقسوة، وَ رَهْبانِیَّةً ابْتَدَعُوها لیس هذا بعطف على ما قبله و انتصابه بفعل مضمر کانه قال و ابتدعوا رهبانیة و الرهبانیة من الرهبة و معناها البلوغ فى النسک اعلى المبالغ مع الانقطاع عن الناس و الخلوة بالعبادة فى الصوامع و البیوت و ترک المطاعم الترفه، ابْتَدَعُوها، من تلقاء انفسهم لم نامرهم بها.
قال ابن عباس هم قوم رأوا المنکر فلم یقدروا على تغییره فساحوا فى الارض و لزموا البرارى.
و قال قتادة: رفضوا النساء و اتخذوا الصوامع ما کَتَبْناها عَلَیْهِمْ اى لم نامرهم و لم نوجبها علیهم إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ یعنى لکنهم ابتغوا رضوان اللَّه بتلک الرهبانیه التی حملوها انفسهم من المشاقّ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعایَتِها و ضیعوها و کفروا بدین عیسى فتهودوا و تنصروا و دخلوا فى دین ملوکهم و ترکوا الترهیب و اقام منهم اناس على دین عیسى (ع) حین ادرکوا محمدا (ص) فآمنوا به و ذلک قوله: فَآتَیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ و هم الذین ثبتوا علیها و هم اهل الرأفة و الرحمة و قیل هو النجاشى و من آمن من قومه و من نصارى نجران و تغلب و لخم و تمیم و الروم وَ کَثِیرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ، و هم الذین ترکوا الرهبانیة و کفروا بدین عیسى (ع).
و فى ذلک ما روى ابن مسعود قال کنت ردیف رسول اللَّه (ص) على حمار فقال یا بن ام عبد هل تدرى من این اتخذت بنو اسرائیل الرهبانیة قلت اللَّه و رسوله اعلم، قال ظهرت علیهم الجبابرة بعد عیسى (ع) یعملون بمعاصى اللَّه فغضب اهل الایمان فقاتلوهم فهزم اهل الایمان ثلث مرات فلم یبق منهم الا القلیل فقالوا ان ظهرنا لهؤلاء افنونا و لم یبق للدین احد یدعو اللَّه فتعالوا نتفرق فى الارض الى ان یبعث اللَّه النبى الذى وعدنا عیسى یعنون محمدا (ص) فتفرقوا فى غیران الجبال و احدثوا رهبانیة فمنهم من تمسک بدینه و منهم من کفر، ثم تلا هذه الآیة: وَ رَهْبانِیَّةً ابْتَدَعُوها.. الآیة، فَآتَیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ یعنى من ثبتوا علیها ثم قال النبى (ص) یا بن ام عبد أ تدرى ما رهبانیة امتى، قلت اللَّه و رسوله اعلم، قال الهجرة و الجهاد و الصلاة و الصوم و الحج و العمرة و التکبیر على التلاع.
قال الزجاج قوله: إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ، موضعه نصب لانه بدل من الهاء فى قوله: ما کَتَبْناها و التقدیر: «ما کتبنا علیهم الا ابتغاء رضوان اللَّه» فیکون مفعولا به و المعنى ما کتبنا علیهم الا ائتمار ما امرناهم به و ما رعوا ما امرناهم به من ابتغاء الرضوان حق رعایتها، اى انهم قصروا فى طاعتنا و فیما امرناهم بها و قیل فَما رَعَوْها حَقَّ رِعایَتِها اذ بدّلوا دینهم و لم یؤمنوا بمحمد، فیکون المراد بهم من کان منهم فى زمن النبى (ص) فَآتَیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا، بمحمد (ص)، مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَ کَثِیرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ، کافرون.
روى عن ابن مسعود قال دخلت على رسول اللَّه (ص) فقال یا بن مسعود اختلف من کان قبلکم على اثنتین و سبعین فرقة نجا منها ثلاث و هلک سائرهن: فرقة آذت الملوک و قاتلوهم على دین عیسى (ع) فاخذوهم فقتلوهم و فرقة لم یکن لهم طاقة بموازاة الملک و لا بان یقیموا بین ظهرانیهم یدعوهم الى دین اللَّه عز و جل و دین عیسى (ع) فساحوا فى البلاد و ترهبوا
و هم الذین قال اللَّه تعالى: وَ رَهْبانِیَّةً ابْتَدَعُوها ما کَتَبْناها عَلَیْهِمْ، قال النبى (ص) من آمن بى و صدقنى و اتبعنى فقد رعاها حق رعایتها و من لم یؤمن بى فاولئک هم الهالکون، فلما بعث النبى (ص) و لم یبق منهم الا قلیل، حط رجل من صومعته و جاء سائح من سیاحته و صاحب الدیر من دیره و آمنوا به فقال اللَّه عز و جل: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا، بموسى و عیسى اتَّقُوا اللَّهَ وَ آمِنُوا، بمحمد (ص)، یُؤْتِکُمْ کِفْلَیْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ، یعنى یؤتکم اجرین لایمانکم بعیسى و الانجیل و بمحمد و القرآن.
و فى الحدیث الصحیح عن رسول اللَّه (ص) قال: ثلاثة یؤتون اجرهم، مرتین: رجل کانت له جاریة فادّبها فاحسن ادبها ثم اعتقها و تزوّجها و رجل من اهل الکتاب آمن بکتابه و آمن بمحمد (ص) و عبد احسن عبادة للَّه و نصح سیّده.
سعید بن جبیر گفت: رسول خداى (ص) جعفر را فرستاد بحبشه با هفتاد کس از اصحاب خویش تا نجاشى را و قوم وى را بدین اسلام دعوت کنند. نجاشى با چهل مرد از قوم وى ایمان آوردند و دین اسلام قبول کردند، چون خواستند که باز گردند، آن چهل مرد گفتند راه ایشان بحر است، و احوال بحر ما بهتر دانیم تا با ایشان برویم و ایشان را ببحر باز گذرانیم، و نیز پیغامبر (ص) به بینیم و بدیدار وى بیاساییم و فائده گیریم، ایشان بیامدند و درویشان صحابه را دیدند سخت درویش و بىنوا و بىحال از رسول خدا دستورى کردند، تا بروند و از مال و نعمت خویش بهرهاى بیارند براى درویشان صحابه و مواساة با ایشان. رسول خدا ایشان را دستورى داد تا برفتند و مال آوردند و بصحابه تفرقه کردند، رب العالمین در شأن ایشان آیت فرستاد: الَّذِینَ آتَیْناهُمُ الْکِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ یُؤْمِنُونَ. قومى از اهل کتاب که ایمان نیاورده بودند با مسلمانان گفتند که اللَّه تعالى ایشان را که بهر دو کتاب ایمان آوردند از مزد دو بهر داد. ما کتاب خویش را ایمان آوردیم از مزد یک بهره است همچون مزد شما، پس شما را بر ما فضل نیست.
رب العالمین بجواب ایشان این آیت فرستاد: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ آمِنُوا بِرَسُولِهِ، یُؤْتِکُمْ کِفْلَیْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ.
یعنى که اندو بهره از مزد کسى را بود که ایمان آرد بمحمد (ص) و نیز او را نور دهند و مغفرة. اما کسى که ایمان بمحمد نیارد، او را هیچ مزد نیست.
قوله: وَ یَجْعَلْ لَکُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ یعنى على الصراط کما قال اللَّه تعالى: نُورُهُمْ یَسْعى بَیْنَ أَیْدِیهِمْ، و قیل النور هو القرآن یحمله المؤمن یقظان و نائما و قاعدا و قائما.
و قیل هو الهدى و البیان اى یجعل لکم سبیلا واضحا فى الدین تهتدون به، وَ یَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ.
لِئَلَّا یَعْلَمَ أَهْلُ الْکِتابِ، لا فى هذه الکلمة زائدة که فى قوله: ما مَنَعَکَ أَلَّا تَسْجُدَ یعنى ان تسجد و انما یحسن ادخالها فى کلام یدخل فى آخره او اوله جحد، و المعنى: لیعلم الذین لم یؤمنوا انهم لا اجر لهم و لا نصیب لهم فى الفضل.
و قیل نزلت هذه الآیة فى ان اهل الکتاب اطول زمانا و اکثر اجتهادا و اقل اجرا و هذه الامّة اقصر مدة و اقل سعیا و اعظم اجرا و به
قال رسول اللَّه (ص): انّما مثلنا و مثل الذین اوتوا الکتاب من قبلنا مثل رجل استأجر اجیرا فقال: من یعمل لى الى آخر النهار على قیراط قیراط فعمل قوم ثم ترکوا العمل نصف النهار ثم قال: من یعمل لى نصف النهار الى آخر النهار على قیراط قیراط، فعمل قوم الى العصر على قیراط قیراط ثم ترکوا العمل، ثم قال: من یعمل لى الى اللیل على قیراطین قیراطین.
فعمل قوم الى اللیل على قیراطین قیراطین. فقال الطائفتان الاولیان: ما لنا اکثر عملا و اقل اجرا. فقال: هل نقصتکم من حقکم شیئا، قالوا: لا قال: ذلک فضلى اوتیه من اشاء و معنى الآیة: ان القرآن و الاجر و النبوة و الرزق بید اللَّه یملکه دونهم، یُؤْتِیهِ مَنْ یَشاءُ، اى یعطیه من هو اهل لذلک، وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ اى ذو الافضال على من یشاء من عباده المؤمنین.