عبارات مورد جستجو در ۲۲۴ گوهر پیدا شد:
رشیدالدین میبدی : ۵۲- سورة الطور
النوبة الثانیة
این سورة الطور باجماع مفسران مکى است، بمکه فرو آمد از آسمان.
هزار و پانصد حرف است و سیصد و دوازده کلمت و چهل و نه آیت و در این سورة دو آیت منسوخ است یکى: قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّی مَعَکُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِینَ بآیت سیف منسوخ است و دیگر آیت: وَ اصْبِرْ لِحُکْمِ رَبِّکَ، معنى صبر منسوخ است بآیت سیف. و در فضیلت سورة ابىّ کعب روایت کند از
مصطفى (ص) قال من قرأ سورة الطور کان حقّا على اللَّه عز و جل ان یؤمنه من عذابه و ان ینعمه فى جنته.
قوله: وَ الطُّورِ نامى است از نامهاى کوه بلغة سریانى و درین موضع مراد آن کوه است که رب العالمین سخن فرمود با موسى بر آن کوه در آن زمین مقدسه در ناحیه مدین و گفته‏اند نام آن کوه زبیر است همانست که رب العالمین جایى دیگر فرمود: وَ طُورِ سِینِینَ یعنى جبل المبارک. مقاتل بن حیان گفت دو کوه‏اند در شام یکى طور تینا یکى طور زیتا و هما ینبتان التین و الزیتون و قیل هنّ اربعة طور تینا و هو دمشق و طور زیتا و هو بیت المقدس و طور سینا و هو جبل موسى و طور تمینایا و هو مکه و قیل معناه و رب الطور قوله: وَ کِتابٍ مَسْطُورٍ، فِی رَقٍّ مَنْشُورٍ السطر الکتابة و المسطور المکتوب و الرقّ و الورق واحد و المنشور المفتوح الذى نشر عن الطى للقراءة.
و اختلفوا فى هذا الکتاب. فقال الکلبى هو ما کتب اللَّه بیده لموسى (ع) من التوریة و موسى سمع صریر القلم و قیل هو اللوح المحفوظ و قیل الکتاب المسطور آخر سطر فى اللوح المحفوظ و هو سبقت رحمتى غضبى، من اتانى بشهادة ان لا اله الا اللَّه ادخلته الجنة و قیل هو القرآن المکتوب فى المصاحف و قیل هو دیوان الحفظة تخرج الیهم یوم القیمة منشورة فآخذ بیمینه و آخذ بشماله، نظیره قوله: وَ نُخْرِجُ لَهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ کِتاباً یَلْقاهُ مَنْشُوراً
و قال تعالى: وَ إِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ، و قیل هو ما کتب اللَّه فى قلوب الاولیاء من الایمان، دلیله قوله: أُولئِکَ کَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ الْإِیمانَ.
وَ الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ، اى المأهول و هو بیت فى السماء السابعة حذاء العرش بحیال الکعبة یقال له الصّراح، حرمته فى السماء کحرمة الکعبة فى الارض یدخله کلّ یوم سبعون الفا من الملائکة یطوفون به و یصلّون فیه ثم لا یعودون الیه ابدا، و قیل کان بیت المعمور من الجنة فحمل الى الارض لاجل آدم علیه السلام ثم رفع الى السماء ایام الطوفان. و فى اخبار المعراج قال النبى (ص) رایت فى السماء السابعة البیت المعمور و اذا امامه بحر و اذا بزمر من الملائکة یخوضون البحر و یخرجون فینتقضون فى اجنحتهم فیخلق اللَّه من کل قطرة ملکا یطوف به فدخلته و صلّیت فیه‏
و قال الحسن البیت المعمور الکعبة البیت الحرام الذى هو معمور من الناس یعمره اللَّه کلّ سنة، اوّل مسجد وضع للعبادة فى الارض، و المعمور الماهول و قیل هو من القصد و قیل من العمارة.
وَ السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ، یعنى السماء نظیره قوله: وَ جَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً و قیل السقف المرفوع العرش.
وَ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ یعنى المملوء ماء و هو البحر الذى علیه العرش و عن على (ع) قال البحر المسجور بحر تحت العرش غمره کما بین سبع سماوات الى سبع ارضین، فیه ماء غلیظ یقال له بحر الحیوان یمطر العباد بعد النفخة الاولى اربعین صباحا فینبتون فى قبورهم‏
و هذا قول مقاتل و قال ابن عباس و الضّحاک و محمد بن کعب: الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ، اى الموقد نارا بمنزلة التنور المسجور و ذلک ما روى ان اللَّه عز و جل یجعل البحار کلّها یوم القیمة نارا فیزاد بها فى نار جهنم کما قال تعالى: وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ و جاء فى الحدیث عن عبد اللَّه بن عمر قال: قال رسول اللَّه (ص) لا یرکبنّ رجل بحرا الا غازیا او معتمرا او حاجّا فانّ تحت البحر نارا و تحت النار بحر او قال (ص) البحر نار فى نار.
اقسم اللَّه بهذه الاشیاء. إِنَّ عَذابَ رَبِّکَ لَواقِعٌ، العذاب هاهنا هو الساعة لانها بما فیها للکافرین عذاب.
ما لَهُ مِنْ دافِعٍ هذا کقوله: لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ. قال جبیر بن مطعم قدمت المدینة لاکلّم رسول اللَّه (ص) فى اسارى بدر. فدفعت الیه و هو یصلّى باصحابه المغرب و صوته یخرج من المسجد فسمعته یقرأ: وَ الطُّورِ وَ کِتابٍ مَسْطُورٍ الى قوله: إِنَّ عَذابَ رَبِّکَ لَواقِعٌ ما لَهُ مِنْ دافِعٍ. فکانّما صدع قلبى حین سمعته فکان اول ما دخل قلبى الاسلام فاسلمت خوفا من نزول العذاب و ما کنت اظن انّى اقوم من مکانى حتى یقع بى العذاب. ثم بیّن انّه متى یقع فقال: یَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً. اى تدور کدوران الرحى و تتکفّأ باهلها کما تتکفّأ السفینة. قال قتاده تتحرک و قال عطاء الخراسانى تختلف اجزاؤها بعضها فى بعض و قیل تضطرب، و المور جمیع هذه المعانى فهو فى اللغة، الذهاب و المجى‏ء و التردد و الدوران و الاضطراب، هذا کقوله عز و جل فَإِذا هِیَ تَمُورُ. یقال تنقاض السماء ثم تمور فتنهار فتختلط بعض الملائکة ببعض. قوله: وَ تَسِیرُ الْجِبالُ سَیْراً هذا کقوله یَوْمَ نُسَیِّرُ الْجِبالَ وَ إِذَا الْجِبالُ سُیِّرَتْ یعنى فى الهواء و قیل تزول عن اماکنها و تصیر هباء منبثا.
فَوَیْلٌ یَوْمَئِذٍ یعنى فشدة عذاب یومئذ للمکذبین.
الَّذِینَ هُمْ فِی خَوْضٍ یَلْعَبُونَ، اى یخوضون فى الباطل یلعبون غافلین لاهین، الخوض و اللعب و الکذب واحد و التاویل: الذین هم فى انکار البعث و تکذیب محمد (ص) و سائر الانبیاء یلعبون من غیر بیان و حجة و قیل فى اسباب الدنیا یلعبون من غیر فکر فى ثواب و عقاب.
یَوْمَ یُدَعُّونَ إِلى‏ نارِ جَهَنَّمَ اى یدفعون الیها دَعًّا اى دفعا بعنف و جفوة و ذلک انّ خزنة جهنم یغلّون ایدیهم الى اعناقهم و یجمعون نواصیهم الى اقدامهم ثم یدفعونهم الى النار دفعا على وجوههم و زخا فى اقفیتهم حتى یردوا النار فاذا دنوا من النار قال لهم الخزنة: هذِهِ النَّارُ الَّتِی کُنْتُمْ بِها تُکَذِّبُونَ فى الدنیا.
أَ فَسِحْرٌ هذا یعنى أ کان الوعید بهذا العذاب و الاخبار سحرا کما زعمتم فى الدنیا، أَمْ أَنْتُمْ ام کنتم لا تُبْصِرُونَ و قیل عنفوا و وبّخوا بمثل ما کانوا ینسبون النبى (ص) الیه من السحر و تسکیر البصر و الاخذ بالاعین فقیل لهم أ تمویه هذا و حیلة ام غطّى على ابصارکم فلا تبصرون.
اصْلَوْها ادخلوها و قاسوا شدتها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَیْکُمْ الصبر و الجزع إِنَّما تُجْزَوْنَ ما کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ اى هذا جزاء اعمالکم.
إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ نَعِیمٍ.
فاکِهِینَ اى معجبین و الفاکه المعجب و قیل ناعمین فرحین و قیل الفاکه الذى عنده الفاکهة و الفاکهة طعام من ثمار یتناولون للّذة لا للغذاء بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَ وَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِیمِ و یقال لهم.
کُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِیئاً لا داء و لا غائلة و لا اثم و لا موت فیه و لا تنقیص للذاته هنیئا مصدر اى هنئتهم هنیئا بِما کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ.
مُتَّکِئِینَ جالسین عَلى‏ سُرُرٍ جمع سریر مَصْفُوفَةٍ اى موصولة بعضها ببعض و قیل مرمولة بالذهب و الفضة و الصف مد الشی‏ء على الولاء وَ زَوَّجْناهُمْ قرنّاهم بِحُورٍ عِینٍ و المعنى جعلنا ذکران اهل الجنة ازواجا للحور العین و معنى الباء انهم صاروا بسبهن ازواجا و قیل زوجت به لغة.
قوله وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُمْ معناه الذین آمنوا بمحمد و القران ندخلهم الجنة و اتبعناهم ذریاتهم قرء ابو عمر اتبعناهم بقطع الالف على التعظیم، ذریاتهم بالالف و کسر التاء فیها لقوله الحقنا بهم و ما التناهم لیکون الکلام على نسق واحد و قرأ الآخرون و اتبعتهم بوصل الالف و تشدید التاء بعدها و سکون التاء الآخرة ثم، اختلفوا فى ذریتهم قرأ نافع الاولى بغیر الف و ضم التاء و الثانیة بالالف و کسر التاء و قرء ابن عامر و یعقوب کلیهما بالالف و ضم التاء فى الاولى و نصبها فى الثانیة.
و اختلفوا فى معنى الایة فقال قوم و الذین آمنوا و اتبعتهم ذریتهم بایمان یعنى اولادهم الصغار و الکبار فالکبار بایمانهم بانفسهم و الصغار بایمان آبائهم فان الولد الصغیر یحکم باسلامه تبعا لاحد الأبوین،... الحقنا ذریتهم المؤمنین بدرجاتهم و ان لم یبلغوا باعمالهم درجات آبائهم تکرمة لآبائهم لتقرّ بذلک اعینهم و هى روایة سعید بن جبیر عن ابن عباس و قال آخرون معناه و الذین آمنوا و اتبعتهم ذریتهم البالغون بایمان الحقنا بهم ذریتهم الصغار الذین لم یبلغوا الایمان بایمان آبائهم و هو قول الضحاک. و روایة العوفى عن ابن عباس اخبر اللَّه عز و جل انه یجمع لعبده المؤمن ذریته فى الجنة کما کان یحب فى الدنیا ان یجتمعوا له و یدخلهم الجنة بفضله و یلحقهم بدرجته لعمل ابیهم من غیر ان ینقص الآباء من اعمالهم شیئا فذلک قوله: وَ ما أَلَتْناهُمْ اى ما نقصناهم مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَیْ‏ءٍ. الهاء و المیم راجعتان الى الذین آمنوا، یقال آلت یالت و آلت یالت و الات یلیت و لات یلیت اذا نقص. قرء ابن کثیر التناهم بکسر اللام و الباقون بفتحها و فى الخبر عن ابن عباس قال قال رسول اللَّه (ص) ان اللَّه یرفع ذریة المؤمن فى درجته و ان کانوا دونه فى العمل لتقرّ بهم عینه ثم قرء وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُمْ... الایة
و عن على (ع) قال سألت خدیجه النبى (ص) عن ولدین لها ماتا فى الجاهلیة فقال (ص) هما فى النار فلما راى الکراهیة فى وجهها قال لو رایت مکانهما لا بغضتهما قالت یا رسول اللَّه فولدى منک قال فى الجنة ثم قال رسول اللَّه (ص) انّ المؤمنین و اولادهم فى الجنة و انّ المشرکین و اولادهم فى النار ثم قرء رسول اللَّه (ص) و الذین آمنوا و اتبعناهم ذریاتهم... الایة
و عن ابن عباس عن النبى (ص) قال اذا دخل اهل الجنة الجنة یسأل عن ابویه و زوجته و ولده فیقال انهم لم یدرکوا ما ادرکت فیقول لقد عملت لى و لهم فیؤمر بالحاقهم به‏
و تلا ابن عباس هذه الآیة کُلُّ امْرِئٍ بِما کَسَبَ رَهِینٌ اى بما کسب من الخیر و الشر مرهون فیؤخذ بذنبه و لا یؤخذ بذنب غیره هذا کقوله وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏، و قال تعالى کُلُّ نَفْسٍ بِما کَسَبَتْ رَهِینَةٌ.
قوله: وَ أَمْدَدْناهُمْ بِفاکِهَةٍ وَ لَحْمٍ مِمَّا یَشْتَهُونَ اى ذلک دائم لهم لا ینقطع و فى الخبر انک لتشتهى الطیر فى الجنة فیخرّ بین یدیک مشویا
و قیل یقع الطائر بین یدى الرجل فى الجنة فیاکل منه قدیرا و قدیرا و شواء ثم یطیر الى النهر.
قوله: یَتَنازَعُونَ فِیها کَأْساً. یتعاطونها طربا و الکأس کلها فى القران کاس الخمر لا لَغْوٌ فِیها اى لا فضول فیها و قیل لاسباب فیها و لا تخاصم و لا کذب و لا باطل... وَ لا تَأْثِیمٌ اى لا اثم فى شربها کما فى الدنیا. قال ابن عطاء اىّ لغو یکون فى مجلس محلّه جنة عدن و الساقى فیه الملائکة و شربهم على ذکر اللَّه و ریحانهم تحیّة من عند اللَّه مبارکة طیّبة و القوم اضیاف اللَّه.
وَ یَطُوفُ عَلَیْهِمْ بالخدمة و قیل بالکأس و الفاکهة غِلْمانٌ لهم کَأَنَّهُمْ فى الحسن و البیاض و الصفاء لُؤْلُؤٌ مَکْنُونٌ مخزون مصون لم تمسّه الایدى و قیل مصون یعنى فى الصدف مستور عن الشمس و الغبار و قیل هم اولادهم الذین سبقوهم اقرّ اللَّه بهم اعینهم. و قال الحسن اولاد المشرکین ذکورهم غلمان اهل الجنة و اناثهم هنّ الحور العین و اولاد المؤمنین مع آبائهم على هیئتهم التی کانوا علیها.
روى عایشه قالت قال رسول اللَّه (ص) انّ ادنى اهل الجنّة منزلة من ینادى الخادم من خدّامه فیجیبه الف ینادى کلّهم لبیک لبیک‏
و عن عبد اللَّه بن عمرو قال ما من احد من اهل الجنة الا یسعى علیه الف غلام کلّ غلام على عمل ما علیه صاحبه‏
روى انّ الحسن تلا هذه الایة قال قالوا یا رسول اللَّه الخادم کاللؤلؤ فکیف المخدوم قال فضل المخدوم على الخادم کفضل القمر لیلة البدر على سائر الکواکب.
وَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ یَتَساءَلُونَ اى یسئل بعضهم بعضا عن سبب نیلهم الجنة.
قالُوا إِنَّا کُنَّا قَبْلُ فِی أَهْلِنا مُشْفِقِینَ موقنین بوعده و وعیده خائفین من عصیانه قال ابن جریر انّ هذا التساؤل عند البعث من القبور.
فَمَنَّ اللَّهُ عَلَیْنا بالمغفرة و الرحمة و قیل بالهدایة و التوفیق فى الدنیا وَ وَقانا عَذابَ السَّمُومِ یعنى الحرّ الشدید من نار او هواء او ریح و قال الحسن السموم اسم من اسماء جهنم.
إِنَّا کُنَّا مِنْ قَبْلُ یعنى فى الدنیا نَدْعُوهُ. ان یتفضّل و یمنّ علینا بالمغفرة، إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِیمُ قرء نافع و الکسائى و ابو جعفر انه بفتح الالف اى لانّه او بانّه هو البرّ الصادق فى وعده، اللطیف الرحیم بالمؤمنین.
فَذَکِّرْ یا محمد بالقرآن فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّکَ اى برحمة ربک و قیل برسالة ربک بِکاهِنٍ وَ لا مَجْنُونٍ کما زعموا، و التقدیر ما انت بکاهن و لا مجنون بنعمة ربک. الکاهن الذى یقول ان معى رئیّا من الجن اى انّهم علموا انه لیس لک کهانة و لا جنون و انما قالوه على جهة الاشتفاء کالسفیه اذا بسط لسانه فیمن یسبّه مما یعلم انه برى‏ء ممّا یقوله.
أَمْ یَقُولُونَ شاعِرٌ سمّوه شاعرا لانّ عندهم الشاعر یقول الشعر بمعاونة الجن ایاه، فقالوا لکلّ شاعر معین من الجن و کذلک المجنون عندهم من یکون معه جنّى یعلّمه و على هذا قالوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ. نَتَرَبَّصُ بِهِ رَیْبَ الْمَنُونِ اى حوادث الدهر، و المنون الدهر و قیل هو الموت، و المنّ النقص، سمیّا بذلک لان الدهر و الموت کلاهما یقطعان الاجل و ینقصان العمر. و فى بعض التفاسیر ان المجتمعین فى دار الندوة قالوا تربّصوا بمحمد الموت یکفکموه کما کفاکم شاعر بنى فلان و شاعر بنى فلان، قالوا انّ اباه مات شابّا و نحن نرجو أن یکون موته کموت ابیه.
قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّی مَعَکُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِینَ حتى یأتى امر اللَّه فیکم، معناه ما ترجونه فى محمد لا یکون و ما ینتظره فیکم یقع عن قریب و جاء فى التفسیر انّ جمیعهم ماتوا قبل رسول اللَّه. و قیل الذى هدّدهم به نالهم یوم بدر و قیل هذه الایة منسوخة بآیة القتال أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ فى هذه الآیات الزامات و هى خمسة عشر قبلته عقولهم ان لم یکابروا، و ام فى هذه الآیات للاستفهام بمعنى بل و بمعنى الالف و معنى اکثرها الانکار و معنى بعضها الاثبات. أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ اى عقولهم و الحلم اى العقل و قیل الحلم اشرف فیوصف اللَّه سبحانه بالحلم و لا یوصف بالعقل و قد ینفى الحلم عمّن یوصف بالعقل و قیل الحلم الامهال الذى یدعو الیه الحکمة. قال المفسرون انّ عظماء قریش کانوا یوصفون بالاحلام و العقول فى الجاهلیة فازرى اللَّه بعقولهم حین لم تثمر لهم معرفة الحق من الباطل و قیل لعمرو بن العاص ما بال قومک لم یؤمنوا و قد وصفهم اللَّه بالعقول فقال تلک عقول کادها اللَّه اى لم یصحبها التوفیق و فى الخبر ان اللَّه عز و جل لما خلق العقل قال له ادبر فادبر ثم قال له اقبل فاقبل فقال انى لم اخلق خلقا اکرم علىّ منک، بک اعبد و بک اعطى و بک آخذ.
قال ابو عبد اللَّه المغربى لمّا قال اللَّه ذلک تداخله العجب فعوقب من ساعته فقیل له التفت فلمّا التفت نظر الى ما هو احسن منه فقال من انت قال انا الذى لا تقوم الا بى، قال و من انت، قال التوفیق. روى انّ صفوان بن امیّة فخر على رجل فقال انا صفوان ابن امیّة بن خلف بن فلان فبلغ ذلک عمر فارسل الیه و غضب فلمّا جاء قال ثکلتک امّک ما قلت، قال فهاب عمر ان یتکلّم فقال عمر ان کان لک تقوى فانّ لک کرما و ان کان لک عقل فانّ لک اصلا و ان کان لک خلق حسن فانّ لک مروّة و الا فانت شرّ من الکلب.
... أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ معناه بل هم قوم مجاوزون الحدّ فى الکفر و قیل معناه ام تأمرهم احلامهم بهذا ام طغیانهم یحملهم على هذا.
أَمْ یَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ محمد من تلقاء نفسه، بَلْ لا یُؤْمِنُونَ اى لیس الامر کما زعموا بل لا یؤمنون بالقرآن استکبارا و عتوّا.
فَلْیَأْتُوا بِحَدِیثٍ مِثْلِهِ إِنْ کانُوا صادِقِینَ. معناه ان کانوا صادقین فى انّ محمدا تقوّله من نفسه فلیأتوا بکلام مثله فانّه بلسانهم و هم فصحاء زمانهم.
أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَیْرِ شَیْ‏ءٍ اى من غیر خالق خلقهم فوجدوا بلا خالق و ذلک ممّا لا یجوز ان یوجدوا بلا خالق أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ لانفسهم و ذلک فى البطلان اشدّ، لانّ مالا وجود له کیف یخلق، فاذا بطل الوجهان قامت الحجة علیهم بانّ لهم خالقا فلیؤمنوا به و قال ابن کیسان ام خلقوا عبثا و ترکوا سدى لا یؤمرون و لا ینهون فهو کقول القائل فعلت کذا و کذا من غیر شی‏ء اى لغیر شی‏ء. أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ لانفسهم فلا یجب علیهم للَّه امر.
أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ عطف على قوله: أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ و المعنى أ خلقوا انفسهم ام خلقوا السماوات و الارض. بَلْ اى لم یخلقوا شیئا منها لا یُوقِنُونَ اى لا یتدبّرون فى الآیات فیعلموا خالقهم و خالق السماوات و الارض و سائر المخلوقات و قیل لا یوقنون و عد اللَّه فهان علیهم المعاصى.
أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّکَ یعنى خزائن العلم فیعلموا ان لا بعث و لا حساب، و قیل خزائن الرزق فلا یحتاجوا الى من یرزقهم و قال مقاتل معناه ا بایدیهم مفاتیح ربک بالرسالة فیضعوا حیث شاؤا، هذا کقوله: أَ هُمْ یَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّکَ یعنى النبوة أَمْ هُمُ الْمُصَیْطِرُونَ و منه قوله: لَسْتَ عَلَیْهِمْ بِمُصَیْطِرٍ اى بمسلط، یقال تسیطر على فلان بالسین و الصاد اى تسلط. قرء ابن عامر بالسین هاهنا و فى قوله بمسیطر و قرء حمزه باشمام الزاى فیهما و قرء ابن کثیر هاهنا بالسین و قوله «بمسیطر» بالصاد و قرء الآخرون بالصّاد فیهما، أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ یَسْتَمِعُونَ فِیهِ السلّم المرقاة و کلّ سبب یصعد به، یَسْتَمِعُونَ فِیهِ اى علیه کقوله: فِی جُذُوعِ النَّخْلِ اى علیها و المعنى الهم سلّم یرتقون الى السماء فیستمعون علیه الوحى و یعلمون انّ ما هم علیه حق بالوحى فهم متمسکون به لذلک... فَلْیَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ ان ادّعوا ذلک، بِسُلْطانٍ مُبِینٍ حجة بیّنة و قیل معناه لیس معهم کتاب، فهل لهم سلّم هو سبب الى بلوغ السماء و استماع ما یدعون الیه، و ان ادّعوا انهم یستمعون من الملائکة ما یستغنون به عن الانبیاء، فَلْیَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِینٍ على صدق دعواه.
أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَ لَکُمُ الْبَنُونَ هذا انکار علیهم و تسفیه لاحلامهم حیث جعلوا للَّه ما یکرهون و اختاروا له ما یانفون هم عنه کقوله: فَاسْتَفْتِهِمْ أَ لِرَبِّکَ الْبَناتُ وَ لَهُمُ الْبَنُونَ.
أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً اى جعلا على تبلیغ الرساله فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ اى من اداء ذلک مثقلون. المغرم الزام الغرم و الغرم المطالبة بالحاج.
أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَیْبُ قال قتادة هذا جواب لقولهم: نَتَرَبَّصُ بِهِ رَیْبَ الْمَنُونِ.
یقول ا عندهم الغیب حتى علموا ان محمدا یموت قبلهم فَهُمْ یَکْتُبُونَ اى یحکمون و الکتاب الحکم و منه‏
قول النبى (ص) لرجلین تخاصما الیه: ساقضى بینکما بکتاب اللَّه اى بحکمه‏
و قال ابن عباس معناه أ عندهم اللوح المحفوظ فهم یکتبون ما فیه و یخبرون الناس به.
أَمْ یُرِیدُونَ کَیْداً اى مکروا بک فى دار النّدوة، فَالَّذِینَ کَفَرُوا هُمُ الْمَکِیدُونَ الممکور بهم، یعود الضرر علیهم وَ لا یَحِیقُ الْمَکْرُ السَّیِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ، و ذلک انهم قتلوا ببدر.
أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَیْرُ اللَّهِ یرزقهم و ینصرهم سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یُشْرِکُونَ قال الخلیل ما فى هذه السورة من ذکر «ام» کلّها استفهام و لیس بعطف.
وَ إِنْ یَرَوْا کِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً هذا جواب لقولهم: نُسْقِطْ عَلَیْهِمْ کِسَفاً مِنَ السَّماءِ یقول لو عذّبناهم بسقوط بعض من السماء علیهم لم ینتهوا عن کفرهم و یقولوا لمعاندتهم و فرط غباوتهم و درک شقاءهم هذا سحاب مرکوم بعضه على بعض یسقینا.
فَذَرْهُمْ حَتَّى یُلاقُوا یَوْمَهُمُ الَّذِی فِیهِ یُصْعَقُونَ اى لا ینفع انذار هؤلاء فدرهم حتى یلقوا یومهم الذى فیه یموتون. قرء عاصم و ابن عامر یُصْعَقُونَ بضم الیاء اى یهلکون.
یَوْمَ لا یُغْنِی عَنْهُمْ کَیْدُهُمْ شَیْئاً وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ اى لا ینفعهم کیدهم یوم الموت و لا یمنعهم من العذاب مانع.
وَ إِنَّ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا اى کفروا عَذاباً دُونَ ذلِکَ اى عذابا فى الدنیا، قبل عذاب الآخرة، قال ابن عباس یعنى القتل یوم بدر و قال مجاهد یعنى الجوع و القحط سبع سنین و قال البراء بن عازب یعنى عذاب القبر وَ لکِنَّ أَکْثَرَهُمْ لا یَعْلَمُونَ انّ العذاب نازل بهم.
وَ اصْبِرْ لِحُکْمِ رَبِّکَ الى ان یقع بهم العذاب الذى حکمنا علیهم و قیل و اصبر لحکم ربک اى لبلائه فیما ابتلاک به من قومک و لما حکم من تأخیر عذابهم فَإِنَّکَ بِأَعْیُنِنا اى بمراى منا و بعلمنا و حفظنا و المعنى انک مراعى محفوظ محروس لا یصلون الیک بمکروه و قال ابن عباس اى نرى ما یعمل بک وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ حِینَ تَقُومُ قال عطاء و سعید بن جبیر اى قل سبحانک اللهم و بحمدک حین تقوم من مجلسک فان کان المجلس خیرا لازددت احسانا و ان کان غیر ذلک کان کفارة له.
روى ابو هریرة عن النبى، (ص) قال من جلس فى مجلس کثر فیه لغطه فقال قبل ان یقوم سبحانک اللهم و بحمدک لا اله الا انت استغفرک و اتوب الیک، غفر له ما کان فى مجلسه ذلک.
و قال ابن زید معناه و صلّ بامر ربک حین تقوم من المنام، یعنى صلاة الصبح و قال الکلبى اى اذکر اللَّه باللسان حین تقوم من فراشک الى ان تدخل الصلاة و قال الضحاک یعنى قل حین تقوم الى الصلاة اللَّه اکبر کبیرا و الحمد للَّه کثیرا و سبحان اللَّه بکرة و اصیلا. و قال الربیع اذا قمت الى الصلاة فقل سبحانک اللهم و بحمدک و تبارک اسمک و تعالى جدک و لا اله غیرک. و قیل هو سبحان ربى العظیم فى الرکوع و سبحان ربى الاعلى فى السجود.
وَ مِنَ اللَّیْلِ فَسَبِّحْهُ یعنى صلاة اللیل و قال مقاتل یعنى صلوتى المغرب و العشاء. قوله وَ إِدْبارَ النُّجُومِ یعنى الرکعتین المسنونتین قبل صلاة الفجر و ذلک حین تدبر النجوم.
و فى الخبر انّهما خیر من الدنیا جمیعا
و قیل هى فریضة صلاة الصبح و استدلّ بعضهم بهذا على انّ الاسفار بصلاة الصبح افضل و کذلک قراءة یعقوب: و ادبار بفتح الالف لانّ النجوم لا ادبار لها و لا ادبار و انّما ذلک بالاستتار عن العیون.
رشیدالدین میبدی : ۵۳- سورة النجم‏
النوبة الثانیة
این سورة هزار و چهارصد و پنج حرف است سیصد و هشت کلمه و شست و دو آیت، جمله بمکه فرود آمد مگر یک آیت: الَّذِینَ یَجْتَنِبُونَ کَبائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَواحِشَ این یک آیت بقول ابن عباس بمدینه فرود آمد. و درین سورة دو آیت منسوخ است یکى: فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِکْرِنا معنى اعراض منسوخ است بآیت سیف.
دیگر آیت: وَ أَنْ لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى‏ منسوخ است بقوله تعالى: «و الذین آمنوا و اتبعناهم ذریاتهم بایمان الحقنا بهم ذریاتهم» و در فضیلت سورة روایت کنند از
ابىّ بن کعب قال قال رسول اللَّه (ص) من قرء و النجم اذا هوى اعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من صدّق بمحمد و جحد به.
و عن ابن مسعود قال هذا اوّل سورة اعلنها رسول اللَّه (ص) بمکه.
قوله: وَ النَّجْمِ إِذا هَوى‏ مفسران را در معنى وَ النَّجْمِ قولهاست، بعضى گفته‏اند اسم جنس است و مراد باین جمله ستارگان آسمان است. و هوى بمعنى سقط، قسم یاد مى‏کند رب العالمین بجمله ستارگان آن گه که از هول قیامت و رستاخیز همه فرو ریزند، همانست که جایى دیگر گفت: وَ إِذَا الْکَواکِبُ انْتَثَرَتْ.
و گفته‏اند مراد باین ثریاست که عرب بنجم مطلق ثریا گویند. مصطفى (ص) فرموده
اذا طلع النجم ارتفعت العاهات یعنى الثریا، و فى روایة ما طلع النجم قطّ و فى الارض من العاهة شى‏ء الا رفع.
و هویّها طلوعها و ارتفاعها. قسم یاد مى کند بثریّا بآنگه که برآید و آفات و عاهات از زمین بردارد. و روى عکرمة عن ابن عباس انه الرجوم من النجوم یعنى ما یرمى به الشیاطین عند استراقهم السمع.
مجاهد گفت و کلبى و روایت از ابن عباس وَ النَّجْمِ إِذا هَوى‏ یعنى و القرآن اذا نزل. قسم یاد مى‏کند بقرآن که از آسمان فرو آمد نجم نجم در مدت بیست و سه سال. همانست که آنجا گفت فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ.
جعفر بن محمد گفت (ع) و النجم یعنى محمدا (ص) إِذا هَوى‏ اى نزل من السماء لیلة المعراج. سمّاه نجما کما سمّاه سراجا فى قوله: وَ سِراجاً مُنِیراً. و قیل النجم النبات إِذا هَوى‏ اى سقط على الارض، فان النجم لیس له ساق کقوله: وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ یَسْجُدانِ. و یحتمل من التأویل المصلّى اذا سجد و الغازى اذا قتل شهیدا و العالم اذا مات، فانّ هؤلاء نجوم الارض و الاخبار ناطقه بها.
گفته‏اند آن روز که این آیت فرو آمد و رسول خدا بر قریش آشکارا کرد، عتبة بن ابى لهب گفت کفرت برب النجم اذا هوى و دختر رسول را که زن وى بود طلاق داد، رسول خداى دعا کرد گفت اللهم سلّط علیه کلبا من کلابک.
بعد از آن این عتبة بتجارت شام رفت با پدر خویش بو لهب، در منزلى از منازل راه فرو آمدند و آنجا دیرى بود، راهبى از دیر فرو آمد و گفت هذا ارض مسبعة، درین زمین سباع فراوان بود، نگر تا خویشتن را از شیر نگه دارید. بو لهب گفت فرا اصحاب خویش این پسر مرا نگه دارید که مى‏ترسم که دعاء محمد در وى رسد. ایشان همه گرد وى درآمدند و او را در میان گرفتند و پاس وى میداشتند. در میانه شب، رب العالمین خواب بر ایشان اوکند و شیر بایشان درگذشت و لطمه بر وى زد و او را هلاک کرد. قوله: وَ النَّجْمِ إِذا هَوى‏ اصحاب معانى گفتند قسم در قرآن بر دو وجه است، یکى: قسم بذات و صفات خالق جل جلاله و قسم حقیقى آنست، که ذات و صفات وى را استحقاق آنست، چنان که فرمود فَوَ رَبِّکَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِینَ فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ قُلْ إِی وَ رَبِّی. این قسم است بذات او جل جلاله. و قسم بصفات آنست که فرمود ق وَ الْقُرْآنِ الْمَجِیدِ ص وَ الْقُرْآنِ ذِی الذِّکْرِ و کذلک قوله: فَبِعِزَّتِکَ، و همچنین حروف تهجّى در اوائل سور، هر حرفى اشارتى است بصفتى از صفات حق جلّ جلاله و قسم بآن یاد کرده.
وجه دوم: قسم است بمخلوقات و آن بر چهار ضرب است، یکى: اظهار قدرت را چنانک فرمود وَ الذَّارِیاتِ ذَرْواً وَ الْمُرْسَلاتِ عُرْفاً وَ النَّازِعاتِ غَرْقاً هذا و امثاله نبّه العباد على معرفة القدرة فیها. دیگر: قسم است برستاخیز اظهار هیبت را کقوله: لا أُقْسِمُ بِیَوْمِ الْقِیامَةِ، اقسم بها لیعلم هیبته فیها. سدیگر: قسم یاد میکند اظهار نعمت را تا بندگان نعمت اللَّه را بر خود بشناسند و شکر آن بگزارند، کقوله: وَ التِّینِ وَ الزَّیْتُونِ. چهارم: قسم است ببعضى مخلوقات بیان تشریف را تا خلق شرف و عزّ آن چیز بدانند که قسم بوى یاد کرده، کقوله: لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ یعنى مکه و کذلک قوله: وَ طُورِ سِینِینَ وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِینِ و من ذلک قوله للمصطفى (ص) لعمرک. و هذا على عادة العرب فانها تقسم بکل ما تستعظمه و ترید اظهار تعظیمه، و قیل کلّ موضع اقسم فیه بمخلوق فالرب مضمر فیه کقوله: وَ النَّجْمِ یعنى برب النجم و رب الذاریات و اشباه ذلک.
ما ضَلَّ صاحِبُکُمْ وَ ما غَوى‏ اى ما ضلّ عن التوحید قط و ما زاغ عن المعرفة باللّه سبحانه و عن الرشد قطّ. و قیل ما نکب عن الحق و الصدق و الامانة قطّ و هذا دلیل على انّ قوله: وَ وَجَدَکَ ضَالًّا لیس من ضلال الغىّ. و قیل ما غوى اى ما خاب سعیه و ذلک انّ قریشا قالوا ضلّ محمد عن دین آبائه و غوى ثم تقوّل على اللَّه و افترى.
فانزل اللَّه تعالى ما ضَلَّ صاحِبُکُمْ وَ ما غَوى‏ یا محمد اگر مکّیان نسبت ضلالت و غوایت با تو میکنند تو دل بتنگ میاور، باک مدار تو آن بین که ما لوح مدح و ثناء تو بقلم لطف قدم مى‏نویسیم، چون ایشان تخته هجر تو خوانند تو سوره مدح و ثنا ما آغاز کن: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ.
قوله: وَ ما یَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‏ اى لم یأتکم بالقرآن من تلقاء نفسه و بهواه و مراده. و عن بمعنى الباء قد یتعاقبان کقوله: فَسْئَلْ بِهِ خَبِیراً اى عنه وَ ما نَحْنُ بِتارِکِی آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِکَ اى بقولک. در ضمن این آیت تشریف و تخصیص مصطفى است (ص) رب العزة رتبت قربت وى بلند نهاد و تشریف عظیم داد که خصم وى را بخودى خود جواب داد و برسول باز نگذاشت. آن گه که او را ضالّ گفتند، حق جل جلاله از بهر وى جواب داد که: ما ضَلَّ صاحِبُکُمْ وَ ما غَوى‏، نه چون دیگر پیغامبران که جواب خصم ایشان هم بایشان باز گذاشت، چنانک نوح، قوم او را گفتند إِنَّا لَنَراکَ فِی ضَلالٍ مُبِینٍ نوح خود جواب ایشان را داد که لَیْسَ بِی ضَلالَةٌ و هود را گفتند إِنَّا لَنَراکَ فِی سَفاهَةٍ هود جواب داد که لَیْسَ بِی سَفاهَةٌ، همچنین داود پیغامبر را فرمان آمد که فَاحْکُمْ بَیْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَ لا تَتَّبِعِ الْهَوى‏ یا داود نگر تا حکمى که میان خلق کنى بعدل و راستى کنى و بر پى هوا و مراد خود نروى. چون نوبت بمصطفى عربى (ص) رسید حق جل جلاله فرمود: وَ ما یَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‏ او بر پى مراد و هوا خود نرود و آنچه گوید جز از وحى و پیغام ما نگوید.
إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحى‏ اى ما هذا القران الا وحى من اللَّه یوحى الیه.
عَلَّمَهُ شَدِیدُ الْقُوى‏ الهاء راجعة الى الرسول و شدید القوى هو جبرئیل علیه السلام و کان قوّته انّه اقتلع مدائن لوط من سبع ارضین و رفعها الى السماء ثم قلّبها على الماء الاسود. و من قوّته انه ابصر ابلیس و هو یکلّم عیسى على بعض العقاب، فنفخه بجناحیه نفخة القاه فى اقصى جبل الهند، و کذلک صیحته بثمود. فاصبحوا جاثمین خاملین، و کذلک هبوطه من السماء على الانبیاء و صعوده الیها فى اقلّ من الطرف.
ذُو مِرَّةٍ یعنى ذو منظر حسن، قیل ذو قوّة و شدّة و قیل شَدِیدُ الْقُوى‏ اخبار عن قوّته فى امر اللَّه و ذو مرّة اخبار عن قوة جسمه. و المرّة القوة، تقول حبل ممرّ اى محکم الفتل و قیل هى فعلة من المرور و المعنى ذو مرور فى البحر فى صعوده و هبوطه و قیل شدید القوى ذو مرّة هو اللَّه عز و جل. هذا کقوله: هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِینُ قوله: فَاسْتَوى‏ یعنى جبرئیل و هو یعنى محمدا (ص) و المعنى استوى جبرئیل و محمد لیلة المعراج بالافق الاعلى و هو اقصى الدنیا عند مطلع الشمس و قال سعید بن المسیب الافق الاعلى قاع تحت العرش و قیل فَاسْتَوى‏ یعنى جبرئیل و قوله: وَ هُوَ کنایة عن جبرئیل ایضا یعنى استوى على صورته التی خلقه اللَّه علیها و هو اذ ذاک بالافق الاعلى و ذلک ان جبرئیل کان یأتى رسول اللَّه (ص) على صورة رجل من الآدمیّین کما یأتى الانبیاء فانه اتى ابراهیم علیه السلام فى صورة الاضیاف و اتى داود علیه السلام فى صورة الخصم فسأله رسول اللَّه (ص) ان یریه نفسه على صورته التی جبل علیها، فاراه نفسه مرّتین، مرّة فى الارض و مرّة فى السماء فاما فى الارض ففى الافق الاعلى و المراد بالاعلى جانب المشرق و ذلک ان محمدا (ص) کان بحراء فطلع له جبرئیل من المشرق فسدّ الافق الى المغرب فخرّ رسول اللَّه (ص) مغشّیا علیه فنزل جبرئیل فى صورة الآدمیّین فضمّه الى نفسه و جعل یمسح الغبار عن وجهه، یدلّ علیه قوله.
وَ لَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِینِ.
و اما فى السماء فعند سدرة المنتهى فذلک قوله: وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى‏ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى‏ و لم یره احد من الانبیاء على تلک الصورة الا محمد (ص).
فان قیل کیف یجوز ان یغیّر الملک صورة نفسه و هل یقدر غیر اللَّه تعالى تغییر صورة المخلوقین و قد علم ان جبرئیل علیه السلام اتى رسول اللَّه مرّة فى صور رجل و مرّة فى صورته التی ابتدأه اللَّه علیها. و انّ ابلیس اتى قریشا فى صورة شیخ من اهل نجد.
فالجواب عنه انّ تغییر الصور الذى هو تغییر الترکیب و التألیف لا یقدر علیه الّا اللَّه تعالى، فاما تغییر صفة جبرئیل ففعل اللَّه تعالى تبیینا للمصطفى (ص) و لیعلم انه امر من اللَّه تعالى اذا راه فى صور مختلفه فان ذلک لا یقدر علیه الا اللَّه تعالى و هو ان یراه مرّة قد سدّ الافق و اخرى یجمعها مکان ضیّق. و اما ابلیس فکان ذلک منه تخییلا للناظرین و تمویها دون التحقیق کفعل السحرة بالعصىّ و الحبال. قال اللَّه تعالى فَإِذا حِبالُهُمْ وَ عِصِیُّهُمْ یُخَیَّلُ إِلَیْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى‏ و لم یقل سعت.
و قیل فاستوى و هو بالافق الاعلى من فعل اللَّه عز و جل کقوله اسْتَوى‏ عَلَى الْعَرْشِ و الافق الاعلى فوق السماوات السبع یعنى العرش. و گفته‏اند فاستوى صفت مصطفى است (ص) معنى آنست که راست بایستاد بنفس در مجاهدت و بدل در مشاهدت، بروح در مکاشفت، بسرّ در ملاطفت. راست بایستاد، از امر ما قدم بیرون ننهاد و بنهى ما قدم در ننهاد و بى‏فرمان ما دم نزد، راست بایستاد، مراد ما را، هر چه مراد وى بود زیر قدم آورد و مراد ما مراد او گشت و ما خود آن کردیم که مراد وى بود.
فَلَنُوَلِّیَنَّکَ قِبْلَةً تَرْضاها وَ لَسَوْفَ یُعْطِیکَ رَبُّکَ فَتَرْضى‏.
راست بایستاد در دوستى که از دوست جز دوست نخواست، راست بایستاد در نفس موافقت قلب را، راست بایستاد قلب موافقت سرّ را، راست بایستاد سرّ موافقت حق را، راست رفت، براست و چپ نگاه نکرد تا بمنزل ثُمَّ دَنا رسید بر بساط فَتَدَلَّى قدم نهاد.
بقاب قوسین قرب بر رفته، بر متکاء عزت او ادنى تکیه زده، بمشاهدت رسیده، شراب چشیده، راز شنیده دوست دیده.
دردى که من از عشق تو کردم حاصل
دل داند و من دانم و من دانم و دل‏
هر که تحفه ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغى‏ برد، هدیه فَأَوْحى‏ إِلى‏ عَبْدِهِ ما أَوْحى‏
آرد. شعر:
و السرّ عندى فى بیت له غلق
لا یکتم السرّ الا کل ذى خطر
و السرّ عند الکرام الناس مکتوم‏
قد ضاع مفتاحه و الباب مختوم‏
قوله: ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى، هذا من المقلوب تأویله تدلّى فدنا، و التدلّى التنزّل، اخذ من الدلو. و صحّ‏
عن رسول اللَّه (ص) فى حدیث شریک بن عبد اللَّه بن ابى نمر عن انس بن مالک عن رسول اللَّه (ص) انه قال دنا الجبار رب العزة فتدلّى‏
و هو قول الحسن البصرى: دنا ربنا فتدلى، و روى موقوفا على انس بن مالک قال دنا الجبار رب العزة فتدلّى حتى کان منه قاب قوسین او ادنى. و هذا روایة ابى سلمة عن ابن عباس و قال الضحاک دنا محمد من ربه فتدلّى فاهوى للسجود فَکانَ منه قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنى‏ و قیل دنى محمد من ساق العرش فتدلّى، اى جاوز الحجب و السرادقات لا یقلّه مکان و هو قائم باذن اللَّه عز و جل کالمتعلق بالشى‏ء لا یثبت فیه قدمه على مکان و قیل دنوّ اللَّه من العبد على نوعین احدهما: باجابة الدعوة و اعطاء المنیة و رفع المنزلة کقوله تعالى: فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ.
و الثانى: بمعنى القرب فى الحقیقة دون هذه المعانى کقوله: ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى کما قال انس و ابن عباس و کما
جاء فى الخبر الصحیح عن النبى (ص): یدنو المؤمن من ربه عز و جل... الحدیث.
قوله: فَکانَ قابَ قَوْسَیْنِ. هذا من کون الوقت. مجازه صار قاب قوسین اى قدر قوسین من قسى العرب المخاطبین بهذا الکلام و هذا اشارة الى تأکید القرب و اصله ان الحلیفین من العرب کانا اذا ارادا عقد الصفاء و العهد خرجا بقوسیهما فالصقا بینهما یریدان بذلک انّهما متظاهران یحامى کل واحد منهما عن صاحبه و قیل معناه فى القرب من الوتر الى الکبد. و قال عبد اللَّه بن مسعود و سعید بن جبیر قاب قوسین اى قدر ذراعین و سمّى الذراع قوسا لانه یذرع بها الاشیاء و یقاس بها کل شی‏ء و هى لغة بعض اهل الحجاز و فى الخبر لقاب قوس احدکم من الجنة خیر من الدنیا و ما فیها.
و قوله: أَوْ أَدْنى‏ هذا حکایة عن تخمین الناظر و حدسه یعنى لو انتم عاینتم القرب لحرزتموه قاب قوسین او قلتم فى انفسکم انه ادنى. قیل انما قال او ادنى لانه لم یردان یجعل لذلک حدا محصورا و سئل ابو العباس بن عطاء عن هذه الایة فقال کیف أصف لکم مقاما انقطع عنه جبرئیل و میکائیل و اسرافیل و لم یکن الا محمد و ربه.
قوله: فَأَوْحى‏ إِلى‏ عَبْدِهِ ما أَوْحى‏
اى اوحى اللَّه تعالى الى عبده محمد ما اوحى و تکلم معه بما تکلّم و امره بما امر سرّا بسرّ بلا واسطة و لا ترجمان و فیه یقول القائل شعر:
بین المحبین سرّ لیس یفشیه
قول و لا قلم للخلق تحکیه‏
سرّ یمازجه انس مقابله
نور تحیّر فى بحر من التیه
قال سعید بن جبیر اوحى الیه الم اجدک یتیما فآویتک الم اجدک ضالا فهدیتک الم اجدک عائلا فاغنیتک ا لم اشرح لک صدرک الم اضع عنک وزرک الم ارفع لک ذکرک و قیل اوحى الیه ان الجنة محرّمة على الانبیاء حتى تدخلها و على الامم حتى تدخلها امّتک.
و قال على (ع) اوحى اللَّه الیه یا محمد لو لا انى احب معاتبة امتک لما حاسبتهم‏
و قال بعضهم انه مفسر فى الاخبار و نطقت به الروایات من احوال القیامة و غیرها و لهذا
قال (ص): لو تعلمون ما اعلم لضحکتم قلیلا و لبکیتم کثیرا.
و قیل ابهم ما اوحى تعظیما لشأن ذلک و تعبّدا للخلق بالایمان بکونه على الجملة. و قیل اوحى جبرئیل الى رسول اللَّه (ص) ما اوحى الیه ربه.
قوله ما کَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى‏، قرأ ابو جعفر ما کذّب بالتشدید اى ما کذّب قلب محمد ما رأى بعینه تلک اللیلة بل صدّقه و حقّقه و قرء الآخرون بالتخفیف اى ما کذب فؤاد محمد الذى راى بل صدقه یقال کذبه اذا قال له الکذب و قیل ما جحد الفؤاد و ما انکر ما رآه الرسول و قیل ما کذب فؤاده قبل ذلک ما رآه فى تلک اللّیلة ببصره لانه کان قد آمن بقدرة اللَّه سبحانه على امثال ذلک و اضعافه ثم اختلفوا فى الذى رآه فقال قوم راى جبرئیل و هو قول ابن مسعود و عایشه و قال آخرون هو اللَّه عز و جل ثم اختلفوا فى الرؤیة فقال بعضهم رآه بقلبه دون عینه و هذا خلاف السنة. و المذهب الصحیح انه (ص) راى ربه عز و جل بعین رأسه و هو قول‏ الحسن و انس و عکرمة، روى عن ابن عباس انه قال ان اللَّه اصطفى ابراهیم بالخلّة و اصطفى موسى بالکلام و اصطفى محمدا بالرؤیة و امّا عایشه فانّها انکرت ذلک عن نفسها و لم تقل سمعت رسول اللَّه (ص) یقول فیه مقالا کیف و قول عایشه نفى و قول ابن عباس اثبات و الحکم للمثبت لا للنافى لان النافى انّما نفاه لانه لم یسمع و المثبت لانه سمعه و علمه.
قوله: أَ فَتُمارُونَهُ عَلى‏ ما یَرى‏ قرأ حمزة و الکسائى و یعقوب أ فتمارونه بفتح التاء بلا الف، یعنى ا فتجحدونه و تدفعونه یقال مریت الرجل حقه اذا جحدته، و اصل المرى من مریت الناقه اذا استخرجت لبنها بعلاج و قرأ الآخرون أ فتمارونه بالالف و ضم التاء على معنى أ فتجادلونه على ما یرى، و ذلک انّهم جادلوه حین اسرى به فقالوا صف لنا بیت المقدس و اخبرنا عن عیرنا فى الطریق و غیر ذلک مما جادلوه به و المعنى أ فتجادلونه جدالا ترومون به دفعه عما رآه و علمه، و المراء هو الجدال بالباطل و فى الحدیث: لا تماروا فى القرآن فانّ المراء فیه کفر.
وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى‏ الخلاف فیه کالخلاف فى الاول. قال ابن مسعود رأى جبرئیل على صورته مرّتین: مرّة عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى‏ و مرّة بِالْأُفُقِ الْمُبِینِ یعنى باجیاد مکه و قد سدّ الافق و علیه تهاویل الدّرّ و الیاقوت و على قول ابن عباس رأى ربّه نزلة اخرى و ذلک انه کانت للنبى (ص) عرجات فى تلک اللیلة لمسئلة التخفیف فى اعداد الصلوات فتکون لکل عرجة نزلة فرأى ربه فى بعضها و تقدیره رآه نازلا نزلة اخرى.
و فى بعض الروایات عن النبى (ص) قال کلّما رجعت الى ربى وجدته مکانه.
قوله: عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى‏ السدرة شجرة النبق سمّیت سدرة المنتهى لانه ینتهى الیها علم الخلائق و اعمالهم لا یعلم احد ما ورائها الّا اللَّه و قیل ینتهى الیها مقامات الانبیاء، و الملائکة ینتهى الیها من فوقها و یصعد الیها من تحتها و لم یجاوزها احد الّا نبینا (ص). قال کعب الاحبار سِدْرَةِ الْمُنْتَهى‏ عن یمین العرش الیها انتهى علم العلماء لا یعلم احد ما وراءها.
فى حدیث المعراج قال (ص) ثم صعد بى الى السماء السابعة فاذا ابراهیم فسلّمت علیه ثم رفعت الى سدرة المنتهى فاذا نبقها مثل قلال هجر احلى من العسل و الین من الزبد و اذا ورقها مثل آذان الفیلة.
و عن ابى هریرة قال لمّا اسرى بالنبى (ص) انتهى الى السدرة فقیل له هذه السدرة ینتهى الیها کل احد خلا من امّتک على سنّتک فاذا هى شجرة تخرج من اصلها انهار من ماء غیر آسن الى قوله: مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى‏ و هى شجرة یسیر الراکب فى ظلها سبعین عاما لا تقطعها.
و عن اسماء بنت ابى بکر قالت سمعت النبى (ص) یذکر سدرة المنتهى قال یسیر الراکب فى ظل الفنن فیها مائة عام و یستظل فى الفنن منها مائة الف راکب، فیها فراش من ذهب کانّ ثمرها القلال و قال مقاتل هى شجرة تحمل الحلىّ و الحلل و الثمار من جمیع الالوان، لو انّ ورقة منها وضعت فى الارض لاضاءت لاهل الارض و هى طوبى التی ذکرها اللَّه سبحانه فى سورة الرعد.
عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى‏ قال ابن عباس جنة یاوى الیها جبرئیل و الملائکة و قال مقاتل و الکلبى یاوى الیها ارواح الشهداء، نظیره قوله: فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى‏ و قیل هى التی کان فیها آدم و قیل هى الجنة التی وعد المتقون و الماوى مصدر تقدیره جنة الرجوع. قیل سمیت جنة الماوى لان ارواح الشهداء تسرح فى الجنة و تعلق من اشجارها ثم تاوى الى قنادیل فیها تحت العرش.
إِذْ یَغْشَى السِّدْرَةَ ما یَغْشى‏ قال ابن مسعود یغشاها فراش من ذهب و قیل جراد من ذهب و قال مقاتل تغشیها الملائکة امثال الغربان حین یقعن على الشجر و فى الحدیث قال (ص) رایت على کل ورقة منها ملکا قائما یسبّح اللَّه عز و جل.
و قال الحسن غشیها نور رب العزّة فاستنارت و قال ابن عباس یغشاها الرب سبحانه قیل اراد ابن عباس بذلک نور الرب سبحانه.
و فى بعض الحدیث ان النبى (ص) قال یغشیها رفرف من طیر خضر
و عن انس عن النبى (ص) قال انتهیت الى السدرة و انا اعرف انها سدرة اعرف ورقها و ثمرها و اذا نبقها مثل الجرار و اذا ورقها مثل آذان الفیلة فلمّا غشیها من امر اللَّه‏ ما یغشیها تحوّلت یاقوتا و زمردا حتى ما یستطیع احد یصفها.
و فى الحدیث انه اعطى رسول اللَّه (ص) عندها ثلثا: الصلوات الخمس و خواتیم البقرة و غفر لمن تاب من امّته لا یشرک باللّه شیئا.
ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغى‏ اى ما مال بصر محمد (ص) و لا عدل یمینا او شمالا و لا جاوز ما امر به و هذا وصف ادبه فى ذلک المقام اذ لم یلتفت جانبا.
لَقَدْ رَأى‏ مِنْ آیاتِ رَبِّهِ الْکُبْرى‏ یعنى الآیات العظام و هى الجنة و النار و الانبیاء و الکوثر و راى جبرئیل فى صورته التی تکون فى السماء، له ستّمائة جناح و راى رفرفا اخضر من الجنّة قد سدّ الافق و راى امورا من امور الغیب کقوله: لِنُرِیَکَ مِنْ آیاتِنَا الْکُبْرى‏ و الکبرى یجوز ان یکون المفعول و المعنى «لقد راى الکبرى من آیات ربه» فیکون من للتبعیض و یجوز ان یکون صفة للآیات و محلها جر و المفعول محذوف و المعنى لقد راى آیات من آیات ربه الکبرى، و یجوز ان یکون من زیادة و آیاتِ رَبِّهِ الْکُبْرى‏ مفعول و زیادة من فى الاثبات قلیل.
أَ فَرَأَیْتُمُ اللَّاتَ وَ الْعُزَّى سمّوا اوثانهم باسماء اللَّه فقالوا من اللَّه اللات و من العزیز العزّى. و اللات صنم کان بالطائف تعبده ثقیف. و العزّى سمرة کانت تعبدها غطفان قطعها خالد بن الولید بالفاس و هو یقول:
کفرانک لا سبحانک
انى رایت اللَّه قد اهانک.
فخرجت منها شیطانة فى صورة امراة عریانة ناشرة شعرها، داعیة ویلها، واضعة یدها على راسها، فقتلها ثم رجع الى النبى (ص) و اخبره بذلک فقال تلک العزّى و لن تعبد ابدا، قرء ابن کثیر اللاتّ بتشدید التاء و قال هو رجل کان یلتّ السویق بالسّمن و الزیت للحاجّ فلما مات عکفوا على قبره فعبدوه.
وَ مَناةَ حجر کان تعبده خزاعة و هذیل، یقولون انه الحجر الذى نقله الامیر محمود من سومناة. قرأ ابن کثیر مناءة بالمد و الهمزة اشتقاقا من. مناه یمنیه اذا قطعه، قیل کانوا یذبحون عندها القرابین و منه سمّى منا لانّ هناک تذبح النسائک و فى الایة تقدیم و تأخیر مجازها: ا فرأیتم اللات و العزى الأخرى و مناة الثالثة، و تأویل الایة: ا فرأیتم هذه الاوثان و الاصنام التی تعبدونها هل تقدر هى ان تخلق ما خلق اللَّه بقدرته من الآیات الکبرى، ثم قال للذین کانوا یعبدون الملائکة فیقولون هم بنات اللَّه، منکرا علیهم: أَ لَکُمُ الذَّکَرُ ترضونه لانفسکم وَ لَهُ الْأُنْثى‏ و انتم تکرهونها و لا ترضونها لانفسکم.
تِلْکَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِیزى‏ اى قسمة عوجاء غیر معتدله ان یکون لکم الذکور و للَّه الاناث. قرء ابن کثیر ضئزى بالهمزة و هما لغتان، یقال ضاز یضیز ضیزا و ضاز یضوز ضوزا و ضأز یضأز ضأزا اذا ظلم و نقص و جار فى القضیة و تقدیر ضیزى من الکلام فعلى بضم الفاء لانها صفة و الصفات لا تکون الّا فعلى بضم الفاء کالحبلى و بشرى و انثى او فعلى بفتح الفاء نحو غضبى و سکرى و عطشى و لیس فى کلام العرب فعلى بکسر الفاء فى النعوت، انّما یکون فى الاسماء، مثل ذکرى و شعرى، غیر انهم کرهوا ضم الضاد و خافوا انقلاب الیاء واوا و هو من باب الیاء فکسروا الضاد لهذه العلة کما قالوا فى جمع ابیض بیض و اصله بیض کالاحمر و الحمر و الاصفر و الصّفر. فاما من قال ضاز یضوز، فالاسم منه ضوزى مثل شورى.
إِنْ هِیَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّیْتُمُوها أَنْتُمْ وَ آباؤُکُمْ هذا دلیل على قدم اسماء اللَّه عز و جل و انها اسماء له لم تزل و لیست من تسمیة الخلق ایاه بها. ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ اى من عذر و حجة لمن یعبدها إِنْ یَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ اى ما یتبعون فى ذلک الا الظن دون الیقین وَ ما تَهْوَى الْأَنْفُسُ اى و یتبعون ما یوافق اهواءهم فى عبادتهم الاصنام وَ لَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى‏ اى البیان بالکتاب و الرسول انها لیست بآلهة و ان العبادة لا تصلح الا للواحد القهار.
أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى یظن الکافر انّ له ما یتمن‏ى و یشتهى من شفاعة الاصنام کما ظنّوا و تمنّوا.
فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَ الْأُولى‏ خلقا و ملکا یعطى ما یشاء و یمنع ما یشاء لا ما تمنّى الانسان و اشتهى.
و قیل ام للانسان ما اشتهى من طول الحیاة و ان لا بعث و لا حشر.
فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ یعنى باعطاء الثواب و الکرامة و الشفاعة وَ الْأُولى‏ یعنى باعطاء المعرفة و التوفیق.
وَ کَمْ مِنْ مَلَکٍ فِی السَّماواتِ ممن یعبدهم هؤلاء الکفار و یرجون شفاعتهم عند اللَّه، لا تُغْنِی شَفاعَتُهُمْ شَیْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ یَأْذَنَ اللَّهُ فى الشفاعة لِمَنْ یَشاءُ وَ یَرْضى‏ من اهل التوحید. قال ابن عباس یرید لا تشفع الملائکة الا لمن رضى اللَّه عنه و قوله: لِمَنْ یجوز للشافع و یجوز للمشفوع له.
إِنَّ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَیُسَمُّونَ الْمَلائِکَةَ تَسْمِیَةَ الْأُنْثى‏ اى بتسمیة الانثى حین قالوا ابهم بنات اللَّه.
وَ ما لَهُمْ بِهِ اى بما یقولون مِنْ عِلْمٍ إِنْ یَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ و هو تقلید الآباء وَ إِنَّ الظَّنَّ لا یُغْنِی مِنَ الْحَقِّ شَیْئاً و الحق بمعنى العلم اى لا یقوم الظن مقام العلم. و قیل الحق بمعنى العذاب اى ان ظنّهم لا یدفع عنهم من العذاب شیئا.
فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِکْرِنا هذا التولّى هو التکذیب و الصدّ عن الایمان و معنى الاعراض منسوخ بآیة السیف وَ لَمْ یُرِدْ إِلَّا الْحَیاةَ الدُّنْیا یعنى ابا جهل و اصحابه. ثم صغّر رأیهم فقال ذلِکَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ اى ذلک نهایة علمهم و قدر عقولهم ان آثروا الدنیا على الآخرة. و قیل لم یبلغوا من العلم الا ظنّهم ان الملائکة بنات اللَّه و انّها تشفع لهم، فاعتمدوا ذلک و اعرضوا عن القران و الایمان، و قیل معناه علموا ما یحتاجون الیه فى معاشهم و نبذوا الآخرة من وراء ظهورهم.
إِنَّ رَبَّکَ یا محمد هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِیلِهِ دینه وَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى‏ لدینه، هذا متعلّق بقوله: فَأَعْرِضْ، و المعنى کلهم الىّ فانّى عالم بالفریقین اجازى محسنهم و مسیئهم.
وَ لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ ملکا و ملکا لِیَجْزِیَ الَّذِینَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا، اى الذین اشرکوا على شرکهم وَ یَجْزِیَ الَّذِینَ أَحْسَنُوا اى الذین آمنوا بالحسنى اى بالجنّة یعنى له الملک و له الحکم، یتصرّف فى ملکه بحسب مشیّته، ثم وصفهم فقال الَّذِینَ یَجْتَنِبُونَ کَبائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَواحِشَ قیل کَبائِرَ الْإِثْمِ الشرک باللّه و الفواحش المعاصى کلّها. و قیل کَبائِرَ الْإِثْمِ ماله حدّ فى الدنیا و الفواحش الزنا خاصّة.
و سئل النبى (ص) عن اکبر الکبائر فقال ان تدعو للَّه ندّا و هو خلقک، و ان تقتل ولدک مخافة ان یاکل معک و ان تزانى حلیلة جارک‏
و قوله: إِلَّا اللَّمَمَ قال ابن عباس معناه الا ان یلمّ بالفاحشة مرّة ثم یتوب و لم یثبت علیها فانّ اللَّه یقبل توبته، الم تسمع‏
ان النبى (ص) کان یقول
ان تغفر اللهم تغفر جما
و اىّ عبد لک لا المّا
و قال عبد اللَّه بن عمرو بن العاص اللمم ما دون الشّرک. و قال ابو صالح سئلت عن قول اللَّه عز و جل إِلَّا اللَّمَمَ فقلت هو الرجل یلمّ بالذنب ثم لا یعاوده فذکرت ذلک لابن عباس، فقال اعانک علیها ملک کریم. و اصل اللمم و الالمام ما یعمله الانسان الحین بعد الحین و لا یکون له عادة و لا اقامة علیه. فعلى هذا، الاستثناء صحیح، و اللمم من الکبائر و الفواحش، و قال قوم هو استثناء منقطع مجازه لکن اللمم و لم یجعلوا اللمم من الکبائر و الفواحش، ثم اختلفوا فى معناه، فقال بعضهم هو ما سلف فى الجاهلیّة فلا یؤاخذهم اللَّه به و ذلک انّ المشرکین قالوا للمسلمین انّهم کانوا بالامس یعملون معنا، فانزل اللَّه هذه الایة، و قال بعضهم هو صغار الذنوب مثل النظرة و الغمزة و القبلة.
قال عبد اللَّه بن مسعود العینان تزنیان و زناهما النظر، و الشفتان تزنیان و زناهما التقبیل، و الیدان تزنیان و زناهما اللمس، و الرجلان تزنیان و زناهما المشى و یصدّق ذلک و یکذّبه الفرج فان واقع فذلک زنا و ان لم یواقع فهو لمم. و قال الکلبى اللمم على وجهین: کلّ ذنب لم یذکر اللَّه علیه حدّا فى الدنیا و لا عذابا فى الآخرة فذلک الذى تکفّره الصلوات ما لم یبلغ الکبائر و الفواحش. و الوجه الآخر هو الذنب العظیم یلمّ به المسلم المرّة بعد المرّة فیتوب منه و قال الحسین بن الفضل اللمم النظرة من غیر تعمّد فهو مغفور فان اعاد النظرة فلیس بلمم و هو مذنب و قیل اللمم النکاح.
و قال محمد ابن الحنفیّة کلّ ما هممت به من خیر و شرّ فهو لمم و دلیله قوله (ص): ان للشیطان لمّة و للملک لمّة، فلمّة الشیطان الوسوسة و لمّة الملک الالهام.
قوله: إِنَّ رَبَّکَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ قال ابن عباس واسع المغفرة لمن فعل ذلک و تاب تمّ الکلام هاهنا، ثم قال هُوَ أَعْلَمُ بِکُمْ إِذْ أَنْشَأَکُمْ مِنَ الْأَرْضِ ابتداکم فیها یعنى آدم علیه السلام وَ إِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ جمع جنین سمّى جنینا لاجتنانه فى البطن، فِی بُطُونِ أُمَّهاتِکُمْ قد علم اللَّه فى هذا الاحوال ما یکون منکم، فَلا تُزَکُّوا أَنْفُسَکُمْ فلا تبرّئوها عن الآثام و لا تمدحوها بحسن اعمالکم.
قال الکلبى و مقاتل کان ناس یعملون اعمالا حسنة فزکّوا انفسهم و قالوا صلوتنا و صیامنا و حجّنا، فانزل اللَّه هذه الایة هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى‏ و بمن لم یتّق منکم.
قال النبى (ص) اذا رایتم المدّاحین فاحثوا فى وجوههم التراب‏
و قیل کانت الیهود تقول اذا هلک لهم صبىّ هو صدّیق، فبلغ ذلک النبى (ص) فقال کذبت الیهود ما من نسمة یخلقه اللَّه فى بطن امّه الّا هو شقّى او سعید فانزل اللَّه هُوَ أَعْلَمُ بِکُمْ إِذْ أَنْشَأَکُمْ مِنَ الْأَرْضِ... الایة.
أَ فَرَأَیْتَ الَّذِی تَوَلَّى وَ أَعْطى‏ قَلِیلًا وَ أَکْدى‏ نزلت فى ابى جهل کان یستمع الى القرآن ثم یعرض عنه و کان یبخل، قال الشاعر فیه و فى اخیه الحارث شعرا:
لعمرک ما یغنى هشام غناهم
و ما یجمعان من مأین و من الف‏
یقولان نستغنى و و اللَّه ما الغنى
من المال الا ما یعفّ و ما یکف.
و قوله: أَکْدى‏ اى قطع العطاء، و اصله من قول العرب اکدى الحافر اى بلغ الکدیة و هى حجر صلب لا یعمل فیه المعول فیترک الحفر، فصار مثلا لکلّ من منع خیره و یقال للبخیل مکدّ.
أَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَیْبِ فَهُوَ یَرى‏ هذه الرؤیة هى العلم، اى فهو یعلم، یجوز للاعمى ان یقول رایت فلانا فصیحا اى علمته و وجدته فصیحا و تاویل الایة هذا المعطى قلیلا المکدى عالم بالغیب فیعلم طول عمره فیبخل بماله..؟ و قیل نزلت فى الولید بن المغیرة کان قد اتّبع النبى (ص) فى دینه فعیره بعض المشرکین و قال له ا ترکت دین الاشیاخ و ضلّلتهم قال انّى خشیت عذاب اللَّه، فضمن الذى عاتبه ان هو اعطاه کذا من ماله و رجع الى شرکه ان یتحمّل عنه عذاب اللَّه فرجع الولید الى الشّرک و اعطى الذى عیّره بعض ذلک المال الذى ضمن و منعه تمامه، فانزل اللَّه أَ فَرَأَیْتَ الَّذِی تَوَلَّى ادبر عن الایمان و أَعْطى‏ صاحبه قَلِیلًا ثم أَکْدى‏ بخل بالباقى أَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَیْبِ فَهُوَ یَرى‏ ما غاب عنه و یعلم ان صاحبه یتحمل عنه عذابه.؟ و قیل نزلت فى العاص بن وائل السّهمى لانه کان ربما یوافق النبى (ص) فى بعض الامور و کان یقول و اللَّه ما یامرنا محمد الا بمکارم الاخلاق فذلک قوله: أَعْطى‏ قَلِیلًا وَ أَکْدى‏ اى قطع و لم یؤمن به و قیل هو المنافق الذى یعین على الجهاد قلیلا ثم یقطع ذلک أَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَیْبِ فَهُوَ یَرى‏ ما صنعه حقا.
أَمْ لَمْ یُنَبَّأْ لم یخبر بِما فِی صُحُفِ مُوسى‏.
وَ إِبْراهِیمَ الَّذِی وَفَّى ما ارسل به من تبلیغ رسالة اللَّه و هى قوله: أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏ قال ابن عباس کانوا قبل ابراهیم یؤخذ الرجل بذنب غیره یقتل الأب بالابن و الاخ بالاخ و الزوج بامراته و السیّد بعبده حتى جاء ابراهیم فنهاهم عن ذلک و بلّغهم عن اللَّه أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏ اى لا یؤخذ احد بذنب غیره.
و فى الخبر الصحیح عن رسول اللَّه (ص) قال نزلت على ابراهیم عشر صحائف و على موسى قبل التوراة عشر صحائف.
قوله: الَّذِی وَفَّى قرء مشدّدا و مخفّفا فاذا شدّدت فهو توفیة عدد الامور التی امر بها من ذبح الولد و الصبر على النار و الاختنان و الهجرة و ترک اهله و ولده بواد غیر ذى ذرع و توفیة عمل یومه باربع رکعات اوّل النهار و هى صلاة الضحى.
عن ابى ذر عن النبى (ص) عن اللَّه تبارک و تعالى قال ابن آدم ارکع لى اربع رکعات من اول النهار اکفک آخره. و اذا خفّت فهو من الوفاء و هو قضاء ما عهد و نذر.
روى انّ ابراهیم کان قد عهد ان لا یسئل مخلوقا شیئا، فلمّا قذف فى النار و اتاه جبرئیل فقال أ لک حاجة فقال امّا الیک فلا فاثنى اللَّه سبحانه علیه بقیامه بما قال و وفائه بما عهد
فقال تعالى وَ إِبْراهِیمَ الَّذِی وَفَّى و قیل وفّى سهام الاسلام و هو قوله: وَ إِذِ ابْتَلى‏ إِبْراهِیمَ رَبُّهُ بِکَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ.
قوله: وَ أَنْ لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى‏ یعنى و کان فى صحف موسى و ابراهیم ان لیس للانسان الاثواب ما عمل من خیر او شرّ و ما عمل غیره فلیس له و لا علیه. قال ابن عباس هذا منسوخ بقوله: «و الذین آمنوا و اتبعناهم ذریاتهم بایمان الحقنا بهم ذریاتهم».
فادخل الأبناء بصلاح الآباء الجنة. قال عکرمه کان ذلک لقوم ابراهیم و موسى فامّا هذه الامّة فلهم ما سعوا و ما سعى غیرهم، فمن یصدّق عنه او یصام له او یحجّ عنه لا حق به و ان لم یأمر. و فى الخبر انّ سعدا سأل رسول اللَّه (ص) هل لامّى ان تطوّعت عنها قال نعم و روى انّ امراة سالته فقالت انّ ابى مات و لم یحجّ، قال فحجّى عنه.
و قال (ص) اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلث: صدقة جاریه او علم ینتفع به او و ولد صالح یدعو اللَّه.
و قال الربیع بن انس وَ أَنْ لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى‏ یعنى الکافر فامّا المؤمن فله ما سعى و ما سعى له. و قیل لیس للکافر الا ما عمله فیثاب علیه فى الدنیا حتى لا یبقى له فى الآخرة خیر.
دعا عبد اللَّه بن طاهر والى خراسان، الحسین بن الفضل فقال اشکل علىّ ثلث آیات دعوتک لتکشفها لى، قال و ما هى ایها الامیر. قال قوله تعالى فى وصف ابن آدم: فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِینَ و صحّ الخبر بانّ الندم توبة.
و قوله: کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ و صحّ فى الخبر بانّ القلم جفّ بما هو کائن الى یوم القیامة.
و قوله: وَ أَنْ لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى‏ فما بال الاضعاف.
فقال الحسین بن فضل یجوز ان لا یکون ندم قابیل توبة له و یکون ندم هذه الامّة توبة لان اللَّه تعالى خصّ هذه الامّة بخصائص لم یشرکهم فیها الامم.
و فیه قول آخر و هو ان ندم قابیل لم یکن على قتل هابیل انّما کان على حمله.
و اما قوله: وَ أَنْ لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى‏ یعنى من طریق العدل و مجاز الایة: لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى‏ عدلا ولى ان اجزیه بواحد الفا فضلا.
و اما قوله: کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ فانه شؤن یعیدها لا شؤن یبدئها و مجاز الایة: سوق المقادیر الى المواقیت.
قال فقام عبد اللَّه بن طاهر و قبّل رأسه و سوّغ خراجه قیل و کان خراجه. خمسون الف درهم.
وَ أَنَّ سَعْیَهُ سَوْفَ یُرى‏ فى دیوانه و میزانه یوم القیمة، هذا کقوله: فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا یَرَهُ.
ثُمَّ یُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى‏ یعنى الاکمل و الأتمّ بالحسن حسنا و بالسّى‏ء سیّئا.
وَ أَنَّ إِلى‏ رَبِّکَ الْمُنْتَهى‏ اى منتهى الخلق و مصیرهم الیه و هو یجازیهم باعمالهم. و قیل منه ابتداء المنّة و الیه انتهاء الآمال. و قیل معناه اذا انتهى الکلام الى اللَّه فامسکوا و من تعاطى ذلک هلک.
و فى ذلک ما روى انس عن النبى (ص) قال اذا ذکر اللَّه فانتهوا.
و روى ابىّ بن کعب عن النبى (ص) فى قوله: وَ أَنَّ إِلى‏ رَبِّکَ الْمُنْتَهى‏ قال لا فکرة فى الرب.
و هذا مثل ما روى عن ابى هریرة مرفوعا تفکّروا فى الخلق و لا تتفکّروا فى الخالق فانه لا تحیط به الفکرة.
وَ أَنَّهُ هُوَ أَضْحَکَ وَ أَبْکى‏ فهذا یدلّ على انّ کلّ ما یعمله الانسان فبقضائه و خلقه حتى الضحک و البکاء. قال مجاهد و الکلبى اضحک اهل الجنة و ابکى اهل النار فى النار. و قال الضحاک اضحک الارض بالنبات و ابکى السماء بالمطر. و قیل معناه افرح و احزن. لان الفرح یجلب الضحک و الحزن یجلب البکاء.
روى عن عایشه قالت مرّ النبى (ص) على قوم یضحکون، فقال لو تعلمون ما اعلم لبکیتم کثیرا و لضحکتم قلیلا، فنزل علیه جبرئیل فقال ان اللَّه عز و جل یقول وَ أَنَّهُ هُوَ أَضْحَکَ وَ أَبْکى‏ فرجع الیهم فقال ما خطوت اربعین خطوة حتى اتانى جبرئیل فقال ائت هؤلاء فقل لهم ان اللَّه عز و جل یقول هو اضحک و ابکى.
و سئل طاهر المقدسىّ أ تضحک الملائکة فقال ما ضحک من دون العرش منذ خلقت جهنم و قیل لعمر هل کان اصحاب رسول اللَّه (ص) یضحکون، قال نعم و اللَّه و الایمان اثبت فى قلوبهم من الجبال الرواسى.
و عن سماک بن حرب قال قلت لجابر بن سمرة أ کنت تجالس النبى (ص) قال نعم و کان اصحابه یجلسون فیتناشدون الشعر و یذکرون اشیاء من امر الجاهلیة فیضحکون و یتبسّم معهم اذا ضحکوا یعنى النبى (ص). و قال ذو النون فى قوله: أَضْحَکَ وَ أَبْکى‏ اى اضحک قلوب العارفین بشمس معرفته و ابکى قلوب العاصین بظلمة معصیته. و قال سهل اضحک المطیع بالرحمة و ابکى العاصى بالسخطة. و قیل اضحک المؤمن فى الآخرة و ابکاه فى الدنیا. و اضحک الکافر فى الدنیا و ابکاه فى الآخرة و قیل معناه خلق القوّتین اللتین منهما ینبعث الضحک و البکاء و الانسان لا یعلم ما تلک القوّة.
وَ أَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَ أَحْیا اى امات فى الدنیا و احیى للبعث: و قیل امات فى الدنیا و احیى فى القبر امّا للراحة و امّا للاحساس بالعقوبة. و قیل امات الآباء و احیى الأبناء.
و قیل امات الکافر بالنکرة و احیى المؤمن بالمعرفة. و قیل خلق الموت و الحیاة.
وَ أَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَیْنِ الذَّکَرَ وَ الْأُنْثى‏ الذکر زوج الانثى و الانثى زوج الذکر.
مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى‏ اى تصبّ فى الرحم، و قیل یقدّر منها الولد، اذ لیس کل منىّ یصیر ولدا، یقال منیت الشی‏ء اذا قدّرته و المنىّ الماء یقدّر منه الولد و سمّیت المنیّة لانها مقدّرة و اصلها ممنیّة.
وَ أَنَّ عَلَیْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى‏ الاحیاء بعد الموت. اى علیه تصدیق ما اخبر به من اعادتهم بعد الموت للجزاء ثوابا و عقابا. و النشاة نشأتان: نشاة فى الرحم و هى النشأة الاولى فى سورة الواقعة و هذه نشاة الآخرة و هى نشاة البعث کقوله: ثُمَّ اللَّهُ یُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ. تقول انشاته نشأة و نشاءة کقوله: انبتته نباتا.
وَ أَنَّهُ هُوَ أَغْنى‏ وَ أَقْنى‏ اغنى الناس بالاموال و اقنى اعطى القنیة، و هى اصول الاموال و ما یدّخرونه بعد الکفایة. و قیل هو کلّ منتج او مغلّ من زرع او ضرع. و قال ابن عباس اغنى بالمال و اقنى، اى ارضى بما اعطى و قال الحسن اقنى اى اخدم و قال ابن زید اغنى اى اکثر، و اقنى اى اقلّ، و قرأ یَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ یَشاءُ وَ یَقْدِرُ.
وَ أَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى‏ الشعرى کوکب خلف الجوزاء کانت خزاعة تعبده فى الجاهلیة فاعلم اللَّه عز و جل انه خالقها. و هما شعریان: الغمیصاء و العبور و المجرّة بینهما و اراد هاهنا الشعرى العبور و هى اشدّهما ضیاء و خصّت بالذکر لانّ ابا کبشة احد اجداد رسول اللَّه (ص) من قبل امّه قال لا ارى شمسا و لا قمرا و لا نجما یقطع السماء عرضا غیرها، فلیس شی‏ء مثلها فعبدها، و عبدها خزاعة، فخالفوا قریشا فى عبادة الاوثان، و کانت قریش سمّى محمدا (ص) ابن ابى کبشة اى نزع الیه فى مخالفة دیننا کما خالف ابو کبشة.
وَ أَنَّهُ أَهْلَکَ عاداً الْأُولى‏. «ان» فى هذه الآیات کلها فى محلّ الجرّ بدلا من بِما فِی صُحُفِ مُوسى‏. قرء اهل المدینه و ابو عمرو عادا الولى بلام مشدّدة بعد الدال و العرب تفعل ذلک فتقول قم الان عنّا، اى قم الآن عنّا و صم الاثنین، اى صم الاثنین و عاد الاولى قوم هود اهلکهم اللَّه بالریح.
وَ ثَمُودَ یعنى قوم صالح، اهلکهم اللَّه بالصیحة فَما أَبْقى‏ اى لم یترک منهم احدا.
وَ قَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ اى اهلک قوم نوح من قبل عاد و ثمود إِنَّهُمْ یعنى قوم نوح کانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَ أَطْغى‏ من عاد و ثمود لطول دعوة نوح ایاهم و عتوّهم على اللَّه بالمعصیة و التکذیب، دعاهم نوح الف سنة الا خمسین عاما ف ما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِیلٌ.
وَ الْمُؤْتَفِکَةَ اى المنقلبة یعنى قرى قوم لوط: صبوا ایم و داد و ما و عامورا و سدوم ائتفکت باهلها اى انقلبت أَهْوى‏ اى اهویها جبرئیل، یعنى رفعها ثم قلّبها.
و قیل اهواها جعلها تهوى. و قیل قلّبها فى موضعها فهوت خسفا.
فَغَشَّاها اى البسها اللَّه ما غَشَّى یعنى الحجارة المنضودة المسوّمة، و ابهم لیکون اوقع فى القلوب.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکَ تَتَمارى‏ اى تشکّ و تجادل ایها الانسان بما اولاک من النعم او بما کفاک من النقم...؟ و قیل باىّ نعم ربک الدالة على وحدانیته تشکّ...؟.
قیل اراد بهذا المخاطب الولید بن المغیرة من عند اهل التفسیر.
هذا نَذِیرٌ یعنى محمدا (ص) مِنَ النُّذُرِ الْأُولى‏ اى رسول من الرسل.
و النذیر بمعنى المنذر اى ارسل الیکم بالانذار کما ارسل غیره من الانبیاء الى قومهم.
و قیل معناه هذا الذى انذرتکم به من وقایع الامم الخالیة العاصیة فى صحف ابراهیم و موسى.
أَزِفَتِ الْآزِفَةُ اى قربت القیامة.
لَیْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ کاشِفَةٌ اى دافعة، و قیل لا یکشف وقتها و لا یزیل غطاؤها احد دون اللَّه، کقوله: لا یُجَلِّیها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ. و الهاء فیه للمبالغة او على تقدیر نفس کاشفة، و قیل هى مصدر کالطاغیة و الکاذبة. ثم قال لمشرکى العرب: أَ فَمِنْ هذَا الْحَدِیثِ یعنى آمن هذا القرآن الذى یقرأ علیکم محمد تَعْجَبُونَ کقوله: أَ کانَ لِلنَّاسِ عَجَباً... الایة.
وَ تَضْحَکُونَ استهزاء وَ لا تَبْکُونَ ممّا فیه من الوعید.
وَ أَنْتُمْ سامِدُونَ لاهون غافلون. و قیل السمود لغة یمانیّة لکل لاعب او راقص فى شرب او لهو او نوح و قال عبد اللَّه بن الزبیر:
و فى الحدثان نسوة آل حرب
بمقدار سمدن له سمودا
فردّ شعورهن السود بیضا
و ردّ وجوههن البیض سودا
سمدن اى زفنّ و نحن و رفعن ایدیهن و المعنى انهم کانوا اذا سمعوا القرآن عارضوه بالغناء و اللهو لیشغلوا الناس عن استماعه. و عن ابى هریرة قال لمّا نزلت هذه الایة بکى اهل الصّفة حتى جرى دموعهم على خدودهم فلمّا سمع رسول اللَّه (ص) حنینهم بکى معهم فبکینا ببکائه، فقال (ص) لا یلج النار من بکى من خشیة اللَّه و لا یدخل الجنة مصرّ على معصیة اللَّه و لو لم تذنبوا لجاء اللَّه بقوم یذنبون ثم یغفر لهم.
و روى ان النبى (ص) نزل علیه جبرئیل و عنده رجل یبکى فقال له من هذا، فقال فلان، فقال جبرئیل انّا نزن اعمال بنى آدم کلّها الا البکاء فان اللَّه عز و جل لیطفى بالدمعة بحورا من نیران جهنم.
و روى انّ النبى (ص) ما رؤى ضاحکا بعد نزول هذه الایة
و قال (ص) انّ هذا القرآن نزل بحزن فاذا قرأتموه فابکوا فان لم تبکوا فتباکوا.
فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَ اعْبُدُوا اى صلّوا للَّه و وحّدوه.
روى عکرمة عن ابن عباس قال قرأ رسول اللَّه (ص) سورة النجم فسجد فیها و سجد معه المسلمون و المشرکون و الجن و الانس.
و عن عبد اللَّه قال اول سورة انزلت فیها سجدة، النجم فسجد رسول اللَّه (ص) و سجد من خلفه الا رجلا رایته اخذ کفّا من تراب فسجد علیه فرأیته بعد ذلک قتل کافرا و هو امیّة بن خلف.
و عن زید بن ثابت قال قرأت على النبى (ص) و النجم فلم یسجد فیها و هذا دلیل على انّ سجود التلاوة غیر واجب و قال عمر بن الخطاب انّ اللَّه لم یکتبها علینا الا ان نشاء و هو قول الشافعى و احمد و ذهب قوم الى وجوب سجود التلاوة على القارئ و المستمع جمیعا و هو قول سفیان الثورى و اصحاب الرأى.
رشیدالدین میبدی : ۵۵- سورة الرحمن‏
۱ - النوبة الثانیة
این سورة الرحمن هزار و ششصد و سى و شش حرف است و سیصد و پنجاه و یک‏ کلمت و هفتاد و هشت آیت. جمله بمکه فرود آمد و آن را مکى شمرند مگر یک آیت: یَسْئَلُهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ.
این یک آیت بقول ابن عباس و قتاده مدنى است و باقى سورة مکى.
مقاتل گفت سورة همه در مدینه فرود آمد و قول اول درست‏تر است و اللَّه اعلم.
و در این سورة هیچ ناسخ و منسوخ نیست و در خبر است که این سورة عروس قران است. و ذلک ما
روى على بن الحسین (ع) عن ابیه، عن على (ع) قال سمعت النبى (ص) یقول: لکل شى‏ء عروس و عروس القرآن سورة الرحمن.
و عن ابى بن کعب قال قال رسول اللَّه (ص) من قرأ سورة الرحمن رحم اللَّه ضعفه و ادّى شکر ما انعم اللَّه علیه.
و گفته‏اند اول چیزى از قرآن که در مکه بر قریش آشکارا خواندند بعضى آیات از اول این سورة بود. روایت کردند از عبد اللَّه بن مسعود گفتا صحابه رسول مجتمع شدند گفتند قریش تا این غایت از قرآن هیچ نشنیدند در میان ما کیست که ایشان را قرآن شنواند آشکارا.
عبد اللَّه مسعود گفت آن کس من باشم که قرآن آشکارا بر ایشان خواند اگر چه از آن رنج و گزند آید. پس بیامد و در انجمن قریش بیستاد و ابتداء سورة الرحمن در گرفت و لختى از آن آیات برخواند. قریش چون آن بشنیدند از سر غیظ و عداوت او را زخمها کردند و رنجانیدند.
پس چون بعضى خوانده بود او را فرا گذاشتند و بنزدیک اصحاب بازگشت فقالوا : هذا الذى خشینا علیک یا ابن مسعود.
اما سبب نزول این سورة آن بود که قریش نام رحمن کم شنیده بودند، چون آیت فرو آمد که: وَ إِذا قِیلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ چون ایشان را گویند که رحمن را سجود برید، ایشان گویند وَ مَا الرَّحْمنُ این رحمن کیست و چیست.
رب العالمین بجواب ایشان فرمود: الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ اى الرحمن الذى کفر به اهل مکه هو الذى، عَلَّمَ الْقُرْآنَ.
الرَّحْمنُ اسم من اسماء اللَّه لا یقال لغیره و لا یستطیع الناس ان ینتحلوه و معناه مبالغة الوصف بالرحمة، و هو الذى وسع کل شى‏ء رحمة هؤلاء و هؤلاء و فى بعض الدعاء، رحمن الدنیا و رحیم الآخرة لانه عمّ الرزق فى الدنیا و خصّ المؤمنین بالعفو فى الآخرة.
عَلَّمَ الْقُرْآنَ هذا رد على من قال: انما یعلمه بشر و ان هذا الا اختلاق.اى الرحمن علّم محمدا القرآن لیعلّمه امته و قیل معنى عَلَّمَ الْقُرْآنَ اى مکّنهم من تعلّمه بان انزله عربیا و یسّره لان یحفظ و یذکر. و التعلیم تبیین ما یصیر المرء به عالما و الاعلام ایجاد ما به یصیر عالما.
خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَیانَ، قال ابن عباس و قتادة معناه خلق آدم (ع) و علّمه اسماء کل شى‏ء و علّمه اللغات، کلها کان آدم (ع) یتکلم بسبع مائة الف لغة افضلها العربیة. و قیل الانسان اسم الجنس و اراد به جمیع الناس.
عَلَّمَهُ الْبَیانَ، یعنى النطق و الکتابة و الخط بالعلم و الفهم و الا فهام حتى عرف ما یقول و ما یقال له.
و قیل علّم کل قوم لسانهم الذى یتکلمون به. هذا قول ابى العالیة و ابن زید و الحسن.
و قال ابن کیسان خَلَقَ الْإِنْسانَ یعنى محمدا (ص)، عَلَّمَهُ الْبَیانَ یعنى النطق و الکتابة، یعنى القرآن فیه بیان ما کان و ما یکون لانه کان ینبئ عن الاولین و الآخرین و عن یوم الدین.
الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ بِحُسْبانٍ الحسبان قد یکون مصدرا مثل الغفران و الکفران و الرجحان و النقصان، تقول حسب یحسب حسابا و حسبانا، و قد یکون جمع الحساب کشهاب و شهبان و المعنى الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ یجریان بحساب و منازل فالشمس تقطع بروج السماء فى ثلاثمائة و خمسة و ستین یوما، و القمر یقطعها فى ثمانیة و عشرین یوما و قیل ذاب کل واحد منهما بحساب فالشمس سعتها ستة آلاف و اربعمائة فرسخ فى مثلها و سعة القمر الف فرسخ فى الف فرسخ و اللَّه اعلم.
و قیل لها اجل و حساب کآجال الناس فاذا جاء اجلهما هلکا.
و قیل لمدة نهایتهما اجل مضروب و حساب معدود لا یزید و لا ینقص.
و قیل یعرف من جریهما حساب عدد الشهور و الاعوام کقوله: لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِینَ وَ الْحِسابَ.
و قیل مکتوب فى وجه الشمس: لا اله الا اللَّه محمد رسول اللَّه خلق اللَّه الشمس بقدرته و اجراها بامره. و فى بطنها مکتوب: لا اله الا اللَّه رضاه کلام و غضبه کلام و رحمته کلام. و فى وجه القمر مکتوب: لا اله الا اللَّه محمد رسول اللَّه خلق اللَّه القمر و خلق الظلمات و النور و فى بطنه مکتوب: لا اله الّا اللَّه خلق الخیر و الشر بقدرته یبتلى بهما من یشاء من خلقه فطوبى لمن اجرى اللَّه الشر على یدیه.
وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ یَسْجُدانِ النَّجْمُ هاهنا کلّ نبات لا ساق له وَ الشَّجَرُ ماله ساق یبقى فى الشتاء و بیان سجود النجم و الشجر فى قوله عز و جل: یَتَفَیَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْیَمِینِ وَ الشَّمائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ.
و قال مجاهد النجم هو الکوکب و سجوده طلوعه و قد اثبت اللَّه عز و جل الصلاة و السجود و التسبیح للجماد فى القرآن فى مواضع و حققها بقوله: وَ لکِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِیحَهُمْ کما اثبت الکلام للسماء و الارض قالَتا أَتَیْنا طائِعِینَ و اثبت الکلام لجهنم انها تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِیدٍ و الَّذِی أَنْطَقَ کُلَّ شَیْ‏ءٍ و اثبت الغیظ للنار و الارادة للجدار و اثبت الکلام و الشهادة لاعضاء الانسان یوم القیامة هذا و ما فى معناه ممّا لم ینکره من المسلمین احد الا المعتزلة الذین لیسوا هم بالمسلمین عند المسلمین.
وَ السَّماءَ رَفَعَها اى رفعت من السفل الى العلو، اذ هى دخان فاربه‏ موج الماء الذى کان فى الارض، وَ وَضَعَ الْمِیزانَ یرید المیزان المعهود له لسان و عمود و کفّتان اى الهم الناس کیفیت اتخاذ المیزان لیتوصّل به الى الانصاف و الانتصاف.
قال مجاهد المیزان هاهنا العدل، یقال وَضَعَ الْمِیزانَ اى قام بالعدل و دعا الیه، منه قوله: وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ و قیل المیزان القرآن، فیه بیان کلّ شى‏ء یحتاج الیه.
«أَلَّا تَطْغَوْا» التأویل: لان لا تطغوا اى لان لا تجاوزوا الحد و الانصاف فیما لکم و علیکم. و قیل ان للتفسیر و لا للنهى اى لا تطغوا فى المیزان.
وَ أَقِیمُوا الْوَزْنَ اى اقیموا لسان المیزان، بِالْقِسْطِ، اى بالعدل.
قال ابن عیینة: الاقامة بالید و القسط بالقلب، وَ لا تُخْسِرُوا الْمِیزانَ اى لا تدخلوا النقص فیه و لا تطغوا فى الکیل و الوزن، یقال اخسرت المیزان و خسرته اى نقصته و قیل المیزان میزان القیامة اى لا تخسروا میزان اعمالکم. و قیل المیزان العقل فلا تخسروه بان یکون معطلا غیر متّبع و اعید ذکر المیزان مصرحا غیر مضمر لیکون النهى قائما بنفسه غیر محتاج الى الاول. و قیل لانها نزلت متفرقة فى اوقات مختلفة فتقتضى الاظهار.
و قال قتادة فى هذه الایة اعدل یا ابن آدم کما تحبّ ان یعدل علیک و اوف کما تحبّ ان یوفى لک فان العدل صلاح الناس.
وَ الْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ اى بسطها على وجه الماء للخلق لیکون قرارهم علیها. «و الانام» الجن و الانس. و قیل الانام کل ذى روح من الخلق.
فِیها فاکِهَةٌ، نکّر لکثرتها و عمومها، یعنى فیها انواع الفواکه. قال ابن کیسان فیها ما یتفکّهون به من النعم التی لا تحصى و کل النعمة یتفکّه بها،.. وَ النَّخْلُ ذاتُ الْأَکْمامِ اى ذات الاوعیة التی تکون فیه الثمر لان ثمر النخل تکون فى غلاف ما لم ینشقّ، واحدها کمّ و کل ما ستر شیئا فهو کمّ و کمّة و منه کم القمیص و کانت لرسول اللَّه (ص) کمة بیضاء یعنى القلنسوة.
وَ الْحَبُّ، اى حب البرّ و الشعیر و غیرهما من الحبوب التی خلقه اللَّه سبحانه فى الدنیا قوتا للانام، ذُو الْعَصْفِ العصف و العصیفة و رق الزرع. یقال یبدو اول ورقا ثم یکون سوقا ثم یحدث اللَّه فیه اکماما ثم یحدث فى الاکمام الحب.
و قیل العصف التبن. سمّى بذلک لان الریاح تعصفه بشدة هبوبها، اى تطیره و منه الریح العاصف و الریحان هو الرزق.
قال ابن عباس کل ریحان فى القرآن فهو رزق، تقول العرب خرجنا نطلب ریحان اللَّه اى رزقه. قال الحسن و ابن زید هو ریحانکم الذى یشمّ و قیل الریحان لباب القمح و قراءة العامة: وَ الْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَ الرَّیْحانُ کلّها مرفوعات بالرد على الفاکهة. و قرأ ابن عامر وَ الْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَ الرَّیْحانُ بنصب الباء و النون و ذا بالالف على معنى خلق الانسان و خلق هذه الاشیاء.
و قرأ حمزة و الکسائى: وَ الرَّیْحانُ بالجرّ عطفا على العصف تقدیره: و الحب ذو علف الانعام و طعام الانام.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ لما ذکر سبحانه ما مضى ذکره من فنون نعمه، قال فباىّ نعمة من هذه النعم تجحدان ایها الثقلان.
و الحکمة فى تکریر هذه الایة ما ذکره القتیبى ان اللَّه تعالى عدّد فى هذه السورة نعماءه و ذکّر خلقه آلائه، ثم اتبع ذکر کل کلمة وصفها و نعمة ذکرها بهذه الآیة و جعلها فاصلة بین کل نعمتین لینبّههم على النعم و یقررهم بها، کقولک لرجل احسنت الیه و تابعت علیه بالایادى و هو فى کل ذلک ینکرک و یکفرک الم تک فقیرا فاغنیتک، أ فتنکر هذا. الم تک عریانا فکسوتک، أ فتنکر هذا. ام لم تک خاملا فعزّزتک، أ فتنکر هذا. و مثل هذا التکرار سائغ فى کلام العرب، حسن فى هذا الموضع.
و قال الحسین بن الفضل التکرار لطرد الغفلة و تأکید الحجة.
روى جابر بن عبد اللَّه قال قرأ رسول اللَّه (ص) سورة الرحمن فى صلاة الفجر فلمّا انصرف قال للجن کانوا احسن ردّا منکم، ما قرأت فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ الا قالوا و لا بشى‏ء من نعمک ربنا نکذّب.
و اعلم ان فى بعض هذه السورة ذکر الشدائد و العذاب و النار. و النعمة فیها من وجهین.
احدهما: فى صرفها من المؤمنین الى الکفار و تلک نعمة عظیمة تقتضى شکرا عظیما.
و الثانى: ان فى التخویف منها و التنبیه علیها نعمة عظیمة، لان اجتهاد الانسان رهبة ممّا یؤلمه اکثر من اجتهاده رغبة فیما ینعمه، و کرّر هذه الایة فى السورة احدى و ثلثین مرّة، ثمانیة منها ذکرها عقیب آیات فیها تعداد عجایب خلق اللَّه عز و جل و بدائع صنعه و مبدء الخلق و معادهم، ثم سبعة منها عقیب آیات فیها ذکر النار و شدائدها على عدد ابواب جهنم، و بعد هذه السبعة ثمانیة فى وصف الجنان و اهلها على عدد ابواب الجنة، و ثمانیة اخرى بعدها للجنتین اللتین دونهما، فمن اعتقد الثمانیة الاولى و عمل بموجبها استحق کلتى الثمانیتین من اللَّه و وقاه السبعة السابقة و اللَّه اعلم.
خَلَقَ الْإِنْسانَ یعنى آدم، مِنْ صَلْصالٍ للصلصال معنیان: احدهما هو الطین الیابس الذى اذا وطى‏ء صلصل و صح‏ عن رسول اللَّه (ص) انه قال اذا تکلّم اللَّه بالوحى سمع اهل السماوات لصوته صلصلة کصلصلة الجرس على الصفوان.
و الثانى الطین المنتن و هو الحمأ المسنون. یقال صل اللحم اذا انتن فاذقد جمعهما القرآن فهو الطین الیابس المنتن و اللَّه عز و جل خلق آدم من تراب صبّ علیه ماء فصار طینا ثم ترکه حتى انتن و لزب ثم سلّه فصار سلالة ثم ترکه حتى یبس فصار کالفخّار و الفخّار هو الطین المطبوخ بالنار و یکون له صوت ثم صبّ علیه ماء قیل ماء الاحزان، فلا ترى ابن آدم الا یکابد حزنا.
وَ خَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ المارج اللهب المختلط بسواد النار من قولهم مرج امر القوم اذا اختلط و قوله: فِی أَمْرٍ مَرِیجٍ اى مختلط و قیل المارج هى التی برأس الذبالة من خضرة النار و حمرتها المختلطین بالدخان خلق اللَّه عز و جل‏ الجن منها و الملائکة من نورها و الشیاطین من دخانها. و الجانّ ابو الجن کما انّ الانسان ابو الانس و ابلیس ابو الشیاطین. و قیل خلق ابلیس من النار التی تکون منها الصواعق و قیل من نار الجحیم.
رَبُّ الْمَشْرِقَیْنِ وَ رَبُّ الْمَغْرِبَیْنِ احد المشرقین: هو الذى تطلع منه الشمس فى اطول یوم من السنة. و الثانى: الذى تطلع منه فى اقصر یوم و بینهما و ثمانون مشرقا و کذلک الکلام فى المغربین.
و قیل احد المشرقین للشمس و الثانى للقمر. و کذلک المغربان.
و اما قول عبد اللَّه بن عمر: ما بین المشرق و المغرب قبلة. یعنى لاهل المشرق و هو ان تجعل مغرب الصیف على یمنیک و مشرق الشتاء على یسارک فتکون مستقبل القبلة.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ یعنى فباىّ آلاء ربکما التی انعم علیکما من اتیانه بالصیف اثر الشتاء و بالشتاء اثر الصیف و من تصریفه الا زمان من حال الى حال و من حرّ الى برد، تکذّبان فتزعمان ان ربهما غیر اللَّه.
مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ، اى ارسل، من مرجت الدابة اذا ارسلتها للرعى. و قیل مرج اى خلط، من قوله: «مر مریج» اى مختلط و البحران فى بحر واحد و هو ماء عذب بجنب ماء ملح فى بحر واحد، و قیل هما بحر فارس و الروم، یَلْتَقِیانِ فى معظم البحر.
بَیْنَهُما بَرْزَخٌ، البرزخ الحائل بین الشیئین و منه سمّى القبر برزخا لانه بین الدنیا و الآخرة و قیل الوسوسة برزخ الایمان لانها طائفة بین الشک و الیقین، لا یَبْغِیانِ اى لا یختلطان و لا یتغیّران و قیل لا یَبْغِیانِ على الناس فیغرقاهم.
و عن ابن عباس قال بحر فى السماء و بحر فى الارض یلتقیان کل سنة مرّة و منه المطر، بینهما حاجز یمنع بحر السماء من النزول و بحر الارض من الصعود.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ فتزعمان انّهما لیست من عند اللَّه.
یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ قرأ اهل المدینة و البصرة: یخرج بضم الیاء و فتح الراء و قرأ الآخرون بفتح الیاء و ضم الراء، و اللؤلؤ اسم لکبار الدر، وَ الْمَرْجانُ صغار اللؤلؤ. و قیل المرجان هو البسّد و هو خزر حمر، یقال یلقیه الجن فى البحر.
قال ابن عباس یخرج منهما یعنى من ماء بحر السماء و بحر الارض لان ماء السماء اذا وقع فى صدف البحر انعقد اللؤلؤ فکان خارجا منها. و قیل یخرج من الاجاج و العذب جمیعا. و ذهب اکثرهم الى انهما یخرجان من المالح و لا یخرجان من العذب و لکن لما ذکرهما جمیعا اضاف الإخراج الیهما کما قال تعالى: وَ جَعَلَ الْقَمَرَ فِیهِنَّ نُوراً و انما هو فى السماء الدنیا لکن لما ذکر سبع سماوات و ذکر القمر بعدها اضافه الى ماجرا ذکره قبله.
و قال اهل الاشارة و حکى عن سفیان الثورى فى قول اللَّه عز و جل: مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ، قال فاطمة و على (ع) بَیْنَهُما بَرْزَخٌ محمد (ص). یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ الحسن و الحسین (ع). و قیل هما بحر العقل و الهوى بَیْنَهُما بَرْزَخٌ لطف اللَّه سبحانه یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ اى التوفیق و العصمة. و قیل بحرى الحجة و الشبهة، بینهما برزخ النظر و الاستدلال یخرج منهما الحق و الصواب.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ ا بالعذب ام بالملح.
وَ لَهُ الْجَوارِ هذه اللام لها معنیان، احدهما انها لام الملک. و الثانى انها لام الاستحسان و التعجب کقولهم: للَّه انت، للَّه درّک و الجوارى جمع الجاریة و هى السفینة هاهنا، اقام الصفة مقام الموصوف، الْمُنْشَآتُ قرأ حمزة و ابو بکر المنشآت بکسر الشین، اى المبتدئات و الآخذات فى السیر، فیکون الفعل لهن و قرأ الآخرون بفتح الشین اى المصنوعات و المتخذات اللاتى انشئن و خلقن و المعنى له السفن تجرى، فِی الْبَحْرِ کَالْأَعْلامِ فى البرّ. و الاعلام الجبال الطوال، واحدها علم، شبّه السفن فى البحر بالجبال فى البرّ.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ أ البحر تکذّبان ام بالسفن.
کُلُّ مَنْ عَلَیْها فانٍ اى کل من على وجه الارض یموت.
وَ یَبْقى‏ وَجْهُ رَبِّکَ، تأویله: و یبقى ربک بوجهه، و العرب تضع الصفات موضع الذوات‏
کقول رسول اللَّه (ص): ید اللَّه على الجماعة، و قول اللَّه عز و جل: بِیَدِهِ مَلَکُوتُ کُلِّ شَیْ‏ءٍ و قول العرب: انشدک بوجه اللَّه یعنى باللّه. و عین اللَّه علیک. و قال الشاعر:
جزى اللَّه خیرا من امیر و بارکت
ید اللَّه فى ذاک الادیم الممزّق‏
قال ابن عباس لمّا نزلت هذه الآیة، قالت الملائکة هلک اهل الارض.
فانزل اللَّه عز و جل: کُلُّ شَیْ‏ءٍ هالِکٌ إِلَّا وَجْهَهُ، فایقنت الملائکة بالهلاک و وجه النعمة فى فناء الخلق التسویة بینهم فى حکم الفناء من غیر تخصیص بعضهم بالبقاء دون بعض.
و یحتمل ان یکون وجه النعمة فیه ما یبتنى علیه من الاعادة لیصل المؤمنون الى ما وعدوا به من النعیم الدائم السرمد.
ذُو الْجَلالِ وَ الْإِکْرامِ جلال اللَّه سبحانه عظمته و استحقاقه لاوصاف الکمال.
و قیل الجلال التنزیه، من قولهم: هو اجلّ من هذا. و معنى الاکرام الاعظام بالاحسان و قیل مکرم انبیائه و اولیائه بلطفه مع جلاله و عظمته.
روى ان رسول اللَّه (ص) مر برجل یصلّى و یقول یا ذا الجلال و الاکرام. فقال رسول اللَّه (ص) قد استجیب لک.
و عن انس قال قال رسول اللَّه (ص) الظّوا «۱» بیا ذا الجلال و الاکرام و عن سعید المقبرى قال الحّ رجل فقعد ینادى یا ذا الجلال و الاکرام، فنودى ان قد سمعت فما حاجتک.
یَسْئَلُهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ من ملک و انس و جن لا یستغنى عنه اهل السماء و الارض طرفة عین. قال ابن عباس اهل السماوات یسئلونه المغفرة و القوة، و اهل الارض یسئلونه الرزق و المغفرة، و قیل یسئلون الرزق و المغفرة للمؤمنین، کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ اى کل وقت له امر و هو اجراء المقادیر الى مواقیتها من احیاء و اماتة و اغناء و افقار و تحریک و تسکین و غیر ذلک.
روى عن ابى الدرداء عن رسول اللَّه (ص): انه قال یغنى فقیرا و یفقر غنیا و یذلّ عزیزا و یعزّ ذلیلا.
و فى الخبر الصحیح عن رسول اللَّه (ص) قال المیزان بید اللَّه یرفع اقواما و یضع آخرین.
و عن ابن عباس ان مما خلق اللَّه عز و جل لوحا من درّة بیضاء دفّتاه یاقوتة حمراء قلمه نور و کتابه نور، ینظر فیه کل یوم ثلاثمائة و ستین نظرة، یخلق و یرزق و یحیى و یمیت و یعزّ و یذلّ و یفعل ما یشاء. فذلک قوله: کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ.
و قیل شأنه انه یخرج کل یوم و لیلة عسکرا من اصلاب الآباء الى ارحام الامّهات و عسکرا من الارحام الى الدنیا و عسکرا من الدنیا الى القبور. ثم یرتحلون جمیعا الى اللَّه عز و جل.
و قیل کلّ یوم هو فى شأن یبدیه لا فى شأن یبتدئه.
قال سفیان بن عیینة الدهر کله عند اللَّه یومان، مدة الدنیا یوم فالشأن فیه الامر و النهى و الاحیاء و الاماتة و الاعطاء و المنع و تدبیر العالم.
و الآخر یوم القیامة فى الآخرة فالشأن فیه الجزاء و الحساب و الثواب و العقاب.
قال مقاتل نزلت فى الیهود حین قالوا ان اللَّه لا یقضى یوم السبت شیئا.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بسئوال اهل السماء ام بسئوال اهل الارض.
سَنَفْرُغُ لَکُمْ قرء حمزة و الکسائى: سیفرغ بالیاء لقوله: یَسْئَلُهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ یَبْقى‏ وَجْهُ رَبِّکَ وَ لَهُ الْجَوارِ.
فاتبع الخبر الخبر. و قرأ الآخرون بالنون، و لیس المراد منه الفراغ عن شغل لانه سبحانه لیس له شغل یکون له فراغ و لا یشغله شأن و لکنه تهدید و وعید من اللَّه للخلق بالمحاسبة، کما تقول لمن تهدّده سافرغ لک، و ما به شغل.و قیل معناه سنقصدکم و نأخذ فى امرکم بعد ترک و امهال و ننجز لکم ما وعدناکم و نوصل کلّا الى ما وعدناه.
و فى الخبر قددنا من اللَّه فراغ لخلقه.
و الثَّقَلانِ الانس و الجن اثقل بهما الارض احیاء و امواتا. قال اللَّه تعالى: وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها.
و قال بعض اهل المعانى کل شى‏ء له قدر و وزن ینافس فهو ثقل، قال النبى (ص) انّى تارک فیکم الثقلین کتاب اللَّه و عترتى.
فجعلهما ثقلین اعظاما لقدرهما، فکذلک سمّى الثقلان لعقلهم و رزانتهم و قدرهم. و قیل لانهما مثقلان بالذنوب، و قیل مثقلان بالتکلیف.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بقصدنا الى انجاز ما وعدناکم او بایصال الوعید الیکم.
یا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ اختلفوا فى معنى هذه الآیة. قال بعضهم خاطبهم به فى الدنیا فیقول إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا، اى تجوزوا و تخرجوا، مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ، من جوانبها و اطرافها، فَانْفُذُوا، معناه ان استطعتم ان تهربوا من الموت و الخروج من اقطار السماوات و الارض فاهربوا و اخرجوا منها. یعنى حیث ما کنتم ادرککم الموت کقوله: أَیْنَما تَکُونُوا یُدْرِکْکُمُ الْمَوْتُ، لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ یعنى حیث خرجتم الیه فثمّ سلطانى. فلا تخرجون من سلطانى.
و قال الزجاج حیث ما کنتم شاهدتم حجة اللَّه و سلطانه یدل على انه واحد. و قال بعضهم یخاطبهم به فى القیمة و القول هاهنا مضمر اى یقال لهم یوم القیامة: یا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فتعجزوا ربکم حتى لا یقدر علیکم. فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ.
اى حیث ما توجّهتم کنتم فى ملکى و سلطانى و لا یمکنکم الهرب من الجزاء.
و قیل لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ یعنى الا بشهادة ان لا اله الا اللَّه و ارضاء الخصوم و بعفو من اللَّه عز و جل. و قیل لا تنفذون الا بعد معاینة سلطان اللَّه فى محاسبته خلقه و مجازاته. قال ابن عباس ان اللَّه تعالى یأمر ملائکته یوم القیامة فتحفّ باقطار السماوات و الارض فلا یستطیع انس و لا جان ان یخرج من اقطارها.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بملکه فى السماء ام بملکه فى الارض.
یُرْسَلُ عَلَیْکُما شُواظٌ، قرأ ابن کثیر شواط بکسر الشین و الآخرون بضمها و هما لغتان و هو اللهب المتاجج الذى لا دخان فیه. و النحاس الدخان لا لهب معه و قیل النحاس الصفر المذاب یصبّ على رؤوسهم. قرأ ابن کثیر و ابو عمر وَ نُحاسٌ بکسر السین عطفا على النار و قرأ الباقون برفعها عطفا على الشواظ و قیل النحاس المهل و هو دردى الزیت، فَلا تَنْتَصِرانِ اى لا تقدران على الامتناع مما یعمل بکما و لا یکون لکما ناصر من اللَّه.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بارسال الشواظ او النحاس وجه النعمة فى هذا دلالته ایانا على ما ینجینا من ذلک.
فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ، اى انفرجت فتصیر ابوابا لنزول الملائکة کقوله: وَ یَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَ نُزِّلَ الْمَلائِکَةُ تَنْزِیلًا.
و قیل تصدّعت السماء و انفک بعضها من بعض لقیام الساعة، فَکانَتْ وَرْدَةً یعنى کلون الورد المشموم و قال ابن عباس یصیر کلون الفرس الورد و هو الأبیض الذى یضرب الى الحمرة و الصفرة، اى تتلوّن السماء یومئذ من الخوف کلون الفرس الوردة یکون فى الربیع اصفر و فى اول الشتاء احمر فاذا اشتد الشتاء کان اغبر فشبّه السماء فى تلوّنها عند انشقاقها بهذا الفرس فى تلوّنه، کَالدِّهانِ جمع دهن شبّه تلوّن السماء بتلون الورد من الخیل و شبّه الوردة فى اختلاف الوانها بالدهن یعنى دهن الزیت فانه یتلوّن الوانا بین صفرة و خضرة و حمرة. هذا قول الضحاک و مجاهد و قتادة و الربیع. و قال ابن جریح یصیر السماء کالدهن الذائب و ذلک حین یصیبها حرّ جهنم.
و قال الکلبى کَالدِّهانِ، اى کالادیم الاحمر و جمعه ادهنة.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بانشقاق السماء ام بتلوّنها و وجه النعمة فیه، التخویف و الزجر بما اخبرنا من ذلک.
فَیَوْمَئِذٍ یعنى فیوم تنشقّ السماء. لا یُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لا جَانٌّ و قال فى سورة اخرى فَوَ رَبِّکَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِینَ و لا تناقض لان التقدیر لا یسئل سؤال استعلام و استفهام لانهم یعرفون بسیماهم، لکن یسئلون سؤال توبیخ و تقریع، لا یسئلون هل عملتم کذا و کذا لان اللَّه تعالى علمها منهم و کتبت الملائکة علیهم، و لکن یسئلون لم عملتم کذا و کذا.
و قال ابو العالیة لا یُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ غیره من انس و لا جان. اى لا یؤخذ احد بذنب غیره. و قیل ان یوم القیمة یوم مقداره خمسون الف سنة و له اوقات فوقت یسئلون و وقت لا یسئلون و وقت ینطقون و یختصمون و وقت یصمتون.
فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ بسئوال الانس ام بسؤال الجن و وجه النعمة فیه ما ذکرنا من التخویف.
یُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِیماهُمْ، بزرقة العیون و سواد الوجوه و المجرم هاهنا الکافر و اما المؤمن فاغر محجل. قال اللَّه تعالى یَوْمَ تَبْیَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ، فَیُؤْخَذُ بِالنَّواصِی وَ الْأَقْدامِ.
قیل یجمع بین نواصیهم و اقدامهم فیسحبون الى النار. و قیل تأخذهم الملائکة مرّة بنواصیهم فیجرّونهم على وجوههم فى النار و تارة یأخذون باقدامهم فیقذفونهم فى النار ثم یقال لهم: هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِی یُکَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ اى کان یکذّب بها المشرکون.
یَطُوفُونَ بَیْنَها اى بین جهنم، وَ بَیْنَ حَمِیمٍ آنٍ اى ماء حار قد انتهى حرّه یقال انى یانى فهو آن اذا انتهى من النّضج. یطاف بهم بین الجحیم و الحمیم و انهم یستغیثون فى النار من شدة حرّها و یسئلون قطرة من الماء فیذهب بهم الى حمیم آن فیغمسون فى ذلک الوادى فتنخلع اوصالهم هذا کقوله: إِنْ یَسْتَغِیثُوا یُغاثُوا بِماءٍ کَالْمُهْلِ.
فکلّ ما ذکر اللَّه تعالى من قوله: کُلُّ مَنْ عَلَیْها فانٍ مواعظ و زواجر و تخویف و کل ذلک نعمة من اللَّه تعالى لانها تزجر المعاصى و لذلک ختم کل آیة بقوله: فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ.
رشیدالدین میبدی : ۵۶- سورة الواقعه‏
۱ - النوبة الثانیة
این سورة هزار و هفتصد و سه حرف است و سیصد و هفتاد و هشت کلمه و نود و شش آیة جمله بمکه فرو آمد و آن را مکى شمرند مگر یک آیت بقول ابن عباس: أَ فَبِهذَا الْحَدِیثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَکُمْ أَنَّکُمْ تُکَذِّبُونَ.
گفت این یک آیت بمدینه فرود آمد و باقى بمکه.
و قیل الّا قوله: ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ.
و در این سورة ناسخ و منسوخ نیست مگر یک آیت بقول مقاتل بن سلیمان: ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ قَلِیلٌ مِنَ الْآخِرِینَ. مقاتل گفت: این یک آیت منسوخ است بآیت دیگر که ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ.
در خبر است که عثمان بن عفان عیادت کرد عبد اللَّه مسعود را در بیمارى مرگ، گفت یا عبد اللَّه این ساعت از چه مى‏نالى. گفت اشتکى ذنوبى، بر گناهان خود مى‏نالم گفت چه آرزوست ترا در این وقت گفت: رحمة ربى، آرزوى من آن است که اللَّه بر من رحمت کند و بر ضعف و عجز من ببخشاید.
عثمان گفت: ا فلا ندعو الطبیب، طبیب را خوانیم تا درد ترا مداوات کند؟
گفت الطبیب امرضنى. طبیب خود مرا بروز بیمارى افکند.
گفت خواهى تا ترا عطائى فرمایم که ببعضى حاجتهاى خود صرف کنى.
گفت لا حاجة لى به وقتى مرا باین حاجت نیست و هیچ دربایست نیست.
گفت دستورى هست تا بدخترانت دهم که ناچار ایشان را حاجت بود، گفت نه، که ایشان را حاجت نیست و اگر حاجت بود به از این من ایشان را عطائى داده‏ام، گفته‏ام که بوقت حاجت و ضرورت، سورة الواقعة بر خوانید که من از رسول خدا (ص) شنیدم: من قرأ سورة الواقعة کل لیلة لم تصبه فاقة ابدا.
هر که سورة الواقعة هر شب برخواند فقر و فاقت هرگز بدو نرسد.
و عن هلال بن یساف عن مسروق قال من اراد ان یعلم نبأ الاولین و الآخرین و نبأ اهل الجنة و نبأ اهل النار و نبأ الدنیا و نبأ الآخرة فلیقرأ سورة الواقعة.
قوله تعالى: إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ تقدیره: اذکر اذا وقعت الواقعه اى قامت القیامة و نزلت صیحتها و هى النفخة الاخیرة، هذا کقوله: فَیَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ و کقوله: إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ وَ إِنَّ الدِّینَ لَواقِعٌ.
لَیْسَ لِوَقْعَتِها کاذِبَةٌ اى لیس لکونها اکذوبة و لا مثنویة. و کاذبة هاهنا فى موضع المصدر کقوله عز و جل: لا تَسْمَعُ فِیها لاغِیَةً الکاذبة الکذب و اللاغیة اللغو. تقول کذب یکذب کذبا و کاذبة کالعافیة و العاقبة. و المعنى من اخبر عنها صدق و لم یکذب. و قیل لیس الخبر عن وقوعها کذبا.
یاد کن اى محمد آن روز که دردمند در صور در آن نفخه آخر که قیامت بپاى شود و صیحه رستاخیز و زلزله ساعت پدید آید، روزى که در آن شک نیست، وعده که در وى خلاف نیست. هر که ازو خبر دهد راست گوید، که در آن گفت وى دروغ نیست، بودنى که آن را مردّ نیست. افتادنى که درو گمان نیست و وقت وقوع آن جز بعلم اللَّه نیست.
خافِضَةٌ رافِعَةٌ هذه صفة القیامة. اذا وقعت تبلغ و تسمع من بعد کمن قرب.
و قیل تخفض اعداء اللَّه فى النار و ان کانوا اعزّة فى الدنیا و ترفع اولیاء اللَّه الى الجنة و ان کانوا اذلّاء فى الدنیا.
قال ابن عطاء خفضت قوما بالعدل و رفعت قوما بالعدل.
إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا اى حرّکت الارض تحریکا شدیدا، کقوله: إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها قال الکلبى و ذلک ان اللَّه عز و جل یوحى الیها فتضطرب فرقا. و قیل ترجّ کما یرجّ الصبىّ فى المهد حتى یهدم کل بناء علیها و ینکسر کل من علیها من الجبال و غیرها، تقول رججته فارتجّ اى حرّکته فتحرک.
وَ بُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا قال الحسن: اى نسفت و قلعت من اصلها کقوله: یَنْسِفُها رَبِّی نَسْفاً و قال مقاتل و مجاهد فتّت فتّا و کسرت کسرا حتى صارت کالدقیق و قال الکلبى سیّرت على وجه الارض تسییرا، کقوله: وَ یَوْمَ نُسَیِّرُ الْجِبالَ.
قوله: فَکانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا، صارت الجبال هباء و هو حشو الجو. و المنبث المنتسف المتفرّق. و قیل الهباء المنبث ما سطع من سنابک الخیل و قیل ما تطایر من شرر النار و قال فى موضع آخر وَ تَکُونُ الْجِبالُ کَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ و فى التفسیر ان اللَّه سبحانه یبعث ریحا من تحت الارض فتحمل الارض و الجبال و تضرب بعضها ببعض و لا تزال کذلک حتى تصیر غبارا و یسقط ذلک الغبار على وجوه الکفار و ذلک قوله: وَ حُمِلَتِ الْأَرْضُ وَ الْجِبالُ فَدُکَّتا دَکَّةً واحِدَةً و قال فى صفة الکفار وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ عَلَیْها غَبَرَةٌ.
وَ کُنْتُمْ أَزْواجاً اى صرتم اصنافا ثُلُثَهُ و عند العرب کل ماله نظیر فهو زوج، فردا کان او شفعا ثم فسّرهم فقال: فَأَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ. اى ما هم و اىّ شى‏ء هم. و هذا اللفظ فى العربیة تجرى مجرى التعجب و هو من اللَّه تعظیم الشأن عند من یخاطبه به فکانه عجّب نبیه (ص) و عظّم شأن المذکورین عنده. و فى تفسیر هذه الکلمة اربعة اقوال.
احدها: انهم هم الذین یؤخذ بهم عن الموقف ذات الیمین الى الجنة و اصحاب الشمال هم الذین یؤخذ بهم ذات الشمال الى النار.
و القول الثانى و هو قول ابن عباس: هم الذین اخرجوا من الکتف الیمنى من آدم (ع) حین اخرج اللَّه ذریته من صلبه. و قال اللَّه لهم هؤلاء للجنة و لا ابالى و اصحاب المشأمة اصحاب الشمال الذین اخرجوا من الکتف الیسرى من آدم (ع) و قال اللَّه لهم هؤلاء للنار و لا ابالى.
و القول الثالث و هو قول الضحاک: فَأَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ، هم الذین یعطون کتبهم بایمانهم. وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ، هم الذین یعطون کتبهم بشمائلهم.
و القول الرابع و هو قول الحسن و الربیع: فَأَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ، هم الذین کانوا میامین مبارکین على انفسهم و کانت اعمارهم فى طاعة اللَّه، و هم التابعون باحسان و أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ هم المشائیم على انفسهم و کانت اعمارهم فى المعاصى.
تقول یمین و شمال و یمنى و شؤمى و الایمن و الاشأم.
و صحّ فى الحدیث ان الکافر یسئل یوم القیمة فیقال له ما ذا قدّمت فینظر ایمن منه فلا یرى الا النار و ینظر اشأم منه فلا یرى الى النار.
و جمع المیمنة المیامن و جمع المشأمة المشائم و کان رسول اللَّه (ص) اذا توضّأ یبدأ بمیامنه و کان یحب التیامن فى کل شى‏ء. تقول تیامن الرجل اذا بدأ بیمینه و اصل الیمن السعادة و اصل التیمن الزجر و الفال الحسن و اما الشمال فجمعه شمائل و شمل و اشملة و شمالات و سمى الیمن لان الیمن عن یمین الکعبة و الشام عن شمال الکعبة و ذلک اذا دخل الحجر تحت المیزاب.
وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِکَ الْمُقَرَّبُونَ یحتمل ان یکون السابقون مبتداء و خبره السابقون الثانى و معناه و السابقون الى طاعة اللَّه فى الدنیا هم السابقون غدا الى الجنة و الرضوان. و یجوز ان یکون السابقون الثانى تأکیدا للأول و خبر الابتداء قوله: أُولئِکَ الْمُقَرَّبُونَ.
و یحتمل ان یکون تقدیر الآیة و السابقون ما السابقون فحذف ما لان الاولیین تدلّان علیه فیکون الکلام فى الثلاثة على نسق واحد.
و فى التفسیر انهم السابقون الى الاسلام ثم السابقون الى الهجرة ثم السابقون الى التکبیرة الاولى فى الصلاة الخمس ثم السابقون الى الخیرات. قال اللَّه عز و جل وَ هُمْ لَها سابِقُونَ و قال تعالى اسْتَبِقُوا الْخَیْراتِ‏
و هذا هو التقسیم الذى فى قوله عز و جل: فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَیْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ.
و یقال السابقون الذین سبقت لهم من اللَّه الحسنى فسبقوا الى ما سبق لهم.
أُولئِکَ الْمُقَرَّبُونَ لم یقل المتقرّبون بل قال المقرّبون و هذا عین الجمع و علم الکافة انهم بتقریب ربهم سبقوا لا بتقرّبهم.
أُولئِکَ الْمُقَرَّبُونَ من اللَّه.
فِی جَنَّاتِ النَّعِیمِ. و قیل الناس ثلاثة رجل: ابتکر الخیر فى حداثة سنّه ثم داوم علیه حتى خرج من الدنیا فهو السابق المقرب. و رجل ابتکر عمره بالذنوب و طول الغفلة ثم یراجع بتوبة فهذا صاحب یمین. و رجل ابتکر الشر فى حداثته ثم لم یزل علیه حتى خرج من الدنیا فهذا صاحب شمال.
ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ، اى هى ثلة من الاوّلین و الثلّة فى اللغة الجماعة من الناس، و الثلّة بفتح الثاء الجماعة من النساء.
و تکلّموا فى الثلّة الاولین فقالوا هم اتباع الانبیاء قبلنا، وَ قَلِیلٌ مِنَ الْآخِرِینَ عنینا بها فنحن فى کثرتهم قلیل، قال الزجاج الذین عاینوا جمیع النبیّین من لدن آدم و صدّقوهم اکثر ممن عاین النبى (ص) لکثرة الانبیاء.
و قیل ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ قَلِیلٌ مِنَ الْآخِرِینَ کلاهما من امة محمد (ص)
فقد روى انه قال (ص) کلتا الثلّتین امّتى.
روى عن ابى هریرة قال لما نزل ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ قَلِیلٌ مِنَ الْآخِرِینَ شقّ ذلک على اصحاب النبى (ص) و استوحشوا حتى بکى عمرو قال یا نبى اللَّه آمنّا بک و صدّقناک و ما ینجو منا الا قلیل فانزل اللَّه تعالى ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ فصارت هذه الایة ناسخة لقوله: وَ قَلِیلٌ مِنَ الْآخِرِینَ. ثم قال (ص) انى لارجو ان تکونوا ربع اهل الجنة بل ثلث اهل الجنة بل انتم نصف اهل الجنة و تقاسمونهم فى النصف الثانى.
و روى انه قال (ص) اهل الجنة مائة و عشرون صفّا ثمانون صفا منها امّتى و هم الفائزون الاخیار.
و روى انه قال تبعث هذه الامّة یوم القیامة تسدّ الافق و انى مکاثر بکم الامم.
و قال (ص) مثل امّتى مثل المطر لا یدرى اوله خیر ام آخره.
قوله: عَلى‏ سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ الموضون المنسوج مضاعفا یقال للدرع موضونة اذا کانت بحلقتین حلقتین.
قال اهل التفسیر عَلى‏ سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ منسوجة بقضبان الذهب و الجواهر و قیل جعل کل سریر بجنب سریر طول کل سریر ثلاثمائة ذراع فاذا اراد العبد ان یجلس علیها تواضعت فاذا جلس علیها ارتفعت.
مُتَّکِئِینَ عَلَیْها مُتَقابِلِینَ بنظر بعضهم الى بعض لا یرى بعضهم قفا صاحبه، وصفوا مع نعیمهم بحسن العشرة و صفاء المودّة و تهذیب الاخلاق.
یَطُوفُ عَلَیْهِمْ، اى یخدمهم و ینقلب الیهم وِلْدانٌ غلمان جمع‏ ولید. و خدمة الغلمان امتع من خدمة الکبار و هم ولدان انشأهم اللَّه لخدمة اهل الجنة.
و قال الحسن: هم اولاد اهل الدنیا اطفال لم تکن لهم حسنات فیثابوا علیها و لا سیئات فیعاقبوا علیها لان الجنة لا ولادة فیها.
و جاء فى بعض الاخبار: ان اطفال الکفار خدم اهل الجنة، مُخَلَّدُونَ، اى باقون لا یموتون، خلقوا للخلد. و قیل یبقون على غلومتهم لا یتغیر نضارتهم و لا یحولون من حالة الى حالة. و قیل مُخَلَّدُونَ مستورون مقرّطون یقال خلد جاریته اذا زیّنها و حلّاها بالخلد و هو القرط. و الخلادة القلادة لغة قحطانیة. قال الشاعر:
و مخلّدات باللجین کانما
اعجازهن اقاوز الکثبان‏
اى مزینات محلیات.
بِأَکْوابٍ وَ أَبارِیقَ و الاکواب جمع کوب و هى الاقداح المستدیرة الافواه لا آذان لها و لا عرى و الأباریق جمع ابریق، و هى ذوات الخراطیم و لها عروة سمیت اباریق لبروق لونها من الصفاء و قیل انها عجمیة معرّبة آب ریز، وَ کَأْسٍ مِنْ مَعِینٍ اى قدح مملوء من خمر. الکأس القدح فیه الشراب و المعین الخمر تجرى من العیون یقال الکوب للماء و غیره، و الإبریق لغسل الایدى و الکأس لشرب الخمر.
لا یُصَدَّعُونَ عَنْها. اى تطربهم و لا تؤذیهم بصداع. تقول صدع الرجل و صدع اذا اصابه الصداع. و قیل لا یُصَدَّعُونَ، اى لا یفرّقون، عَنْها تقول صدّعهم فانصدعوا اى فرّقهم فتفرقوا، وَ لا یُنْزِفُونَ اى لا یسکرون فتذهب عقولهم، یقال نزف الشارب فهو نزیف و منزوف اى سکر. و قیل لا یتقیّئون و لا یبولون.
قال ابن عباس: فى الخمر اربع خصال: السکر و الصداع و القى‏ء و البول و اللَّه عز و جل نزّه خمر الجنة عنها کلّها.
و قرئ یُنْزِفُونَ بکسر الزاى، یعنى لا تفنى خمرهم تقول انزف القوم اذا فنى شرابهم و قیل انزف سکر.
وَ فاکِهَةٍ مِمَّا یَتَخَیَّرُونَ اى یختارون فکلّها خیار.
وَ لَحْمِ طَیْرٍ مِمَّا یَشْتَهُونَ. قال ابن عباس یخطر على قلبه لحم الطیر فیصیر بین یدیه على ما اشتهى و یقال انه یقع على صحفة الرجل فیاکل منه ما یشتهى ثم یطیر فیذهب.
وَ حُورٌ عِینٌ قرأ ابو جعفر و حمزة و الکسائى بکسر الراء و النون اى و بحور عین. و قرأ الباقون بالرفع یعنى و لهم حور عین اى بیض عین، اى ضخام العیون هذا تفسیر النبى (ص) فى جواب ام سلمه.
کَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَکْنُونِ المخزون فى الصدف لم تمسّه الایدى.
روى انه سطع نور فى الجنة فقالوا ما هذا قالوا حوراء ضحکت فى وجه زوجها. و روى ان الحوراء اذا مشت سمع تقدیس الخلاخیل من ساقیها و تمجید الاسورة من ساعدیها و ان عقد الیاقوت یضحک من نحرها و فى رجلیها نعلان من ذهب شراکهما من لؤلؤ تصرّان بالتسبیح.
و کان یحیى بن معاذ یقول اخطب زوجة لا تسلبها منک المنایا و اعرس بها فى دار لا یخربها دوران البلایا و شبّک لها حجلة لا تحرقها نیران الرزایا.
و روى انهن خلقن من الزعفران.
قوله: جَزاءً بِما کانُوا یَعْمَلُونَ اى یفعل ذلک بهم لجزاء اعمالهم.
قوله: جَزاءً منصوب على انه مفعول له و قیل منصوب على المصدر اى یجازون جزاء باعمالهم.
لا یَسْمَعُونَ فِیها اى فى الجنة، لَغْواً، اى باطلا من القول و لا صیاحا و صخبا و عبثا، وَ لا تَأْثِیماً اى اثما و قیل وَ لا تَأْثِیماً اى لا یقال لهم اثمتم و اسأتم. و لیس التأثیم مما یختصّ بالسماع و انما جاز بمجاورة اللغو کقول القائل: اکلت خبزا و لبنا، اللبن مشروب لا مأکول و انما جاز بمجاورة الخبز.
قوله: إِلَّا قِیلًا سَلاماً سَلاماً یعنى الا قولا ذا سلامة یعنى قولا یسلم من اللغو و الاثم و فى نصب سلاما ثلاثة اقوال: احدها ان یکون صفة للقیل کما ذکرت.
و الثانى ان ینتصب بالقول اى الا ان یقولوا سلاما. و الثالث على المصدر و تقدیره الا ان یقولوا سلّمک اللَّه سلاما.
ثم ذکر اصحاب الیمین على التعجب مما لهم، فقال: وَ أَصْحابُ الْیَمِینِ ما أَصْحابُ الْیَمِینِ تقدیره ما لاصحاب الیمین. قال ابو العالیة و الضحاک: نظر المسلمون الى وجّ و هو واد مخصب بالطائف فاعجبهم سدرها فقالوا یا لیت لنا مثل هذا فانزل اللَّه تعالى هذه الآیات.
فِی سِدْرٍ مَخْضُودٍ السدر شجر النبق و المخضود الذى لا شوک له و الخضد القطع کانه قطع شوکه و یجوز فى العربیة ان یقال هذا شجرة مخضودة الشوک و لم یکن لها شوک اصلا یجب خضده کقوله عز و جل: مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى و هو عسل لم یکن فیه شمع قط یحب تصفیته منه. و قال ابن کیسان: هو الذى لا اذى فیه. قال: و لیس شى‏ء من ثمر الجنة فى غلف کما یکون فى الدنیا من الباقلى و غیره بل کلها مأکول و مشروب و مشموم و منظور الیه.
وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ جاء فى التفسیر انه شجر الموز لان ثمره یکون منضودا بعضه فوق بعض قیل شجر الجنة موقر بالحمل من اسفله الى اعلاه لیست له سوق بارزة و قال الحسن لیس هو بالموز و لکنه شجر عظیم ناضر رفیف له ظل بارد طیب و قیل هوام غیلان و العرب تحبه لنوره اى لطیب نوره. و خوطبوا بما عقلوا و انما فضله على ما فى الدنیا کفضل سائر ما فى الجنة على ما فى الدنیا.
وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ دائم تامّ لا تنسخه الشمس کما بین الفجر الى طلوع الشمس.
و قال مقاتل هو ظل العرش و صحّ‏ عن رسول اللَّه (ص) انه قال ان فى الجنة شجرة یسیر الراکب فى ظلها مائة عام لا یقطعها
و عن ابن عباس فى قوله: وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ قال شجرة فى الجنة على ساق یخرج الیها اهل الجنة فیتحدّثون فى اصلها و یتذکر بعضهم و یشتهى لهو الدنیا فیرسل اللَّه عز و جل ریحا من الجنة فتحرّک تلک الشجرة بکل لهو کان فى الدنیا.
و یحتمل ان الظل عبارة عن الحفظ. تقول فلان فى ظلّ فلان اى فى کنفه لانه لا شمس هناک.
وَ ماءٍ مَسْکُوبٍ مصبوب یجرى دائما فى غیر اخدود و یصعد الى القصور و العلالى و ینسکب منحدرا لا یلطخ شیئا و قیل یسکب على الخمر فیشرب ممزوجا.
وَ فاکِهَةٍ کَثِیرَةٍ اى کثیرة الاجناس و الانواع لا مقطوعة بالزمن و لا ممنوعة بالثمن و قیل ثمرة الدنیا فى الشتاء مقطوعة و فى الربیع ممنوعة لم ینع.
قال ابن عباس: لا تنقطع اذا جنیت و لا تمتنع من احد اراد اخذها.
و قیل وَ لا مَمْنُوعَةٍ اى لا محصورة بالجدار کما یحصر على بساتین الدنیا و جاء فى الحدیث ما قطعت ثمرة من ثمار الجنة الا ابدل اللَّه مکانها ضعفین.
و فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ اى عالیة بعضها فوق بعض.
قال رسول اللَّه (ص) فى قوله: وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ اى عالیة قال ارتفاعها لکما بین السماء و الارض و ان ما بین السماء و الارض لمسیرة خمس مائة عام‏
و قیل اراد بالفرش النساء و العرب تسمى المرأة فراشا و لباسا على الاستعارة.
قال النبى (ص) الولد للفراش.
فسمّى المرأة فراشا. مَرْفُوعَةٍ رفعن بالجمال و الفضل على نساء الدنیا و قیل: رفعن عن ان یبلن او یحضن او یتغوّطن او یمتحطن او یشین. دلیل هذا التاویل قوله فى عقبه: إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً اى خلقناهن خلقا جدیدا.
قال ابن عباس یعنى الآدمیات العجائز الشمط یقول خلقنا هن بعد الهرم خلقا آخر فجعلناهن ابکارا عذارى.
قال مجاهد روى عن رسول اللَّه (ص) انه قال فى امرأة عند عایشه من بنى عامر و کانت عجوزا ان الجنة لا تدخلها العجز، فولّت تبکى فقال (ص) اخبروها انها یومئذ لیست بعجوز.
ان اللَّه تعالى یقول: إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً الایة.
و عن انس بن مالک عن النبى (ص) فى قوله: إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً قال: عجائزکن فى الدنیا عمشا رمصا فجعلهن ابکارا.
قال بعض المفسرین و قد فعل اللَّه سبحانه فى الدنیا بزکریّا فقال تعالى وَ أَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ سئل الحسن عن ذلک الصلاح، فقال جعلها شابة بعد أن کانت عجوزا، و ولودا بعد ان کانت عقیما.
و قال مقاتل و غیره هن الحور العین انشأهن اللَّه عز و جل على جهة الابتداء لم تقع علیهن ولادة.
فَجَعَلْناهُنَّ أَبْکاراً عذارى لا یأتیها الرجل الا وجدها بکرا.
عُرُباً جمع عروب و هى المتحبّبة الى زوجها بغنجها و قیل عُرُباً مشتهیات للازواج، یقال ناقة عروبة اذا اشتهت الفحل و قیل هى الحسنة التبعّل و قیل هى الخفرة المتبذلة لزوجها و قیل هى اللعوب بزوجها انسابه.
و فى بعض التفاسیر عُرُباً اى کلامهن عربى أَتْراباً جمع ترب.
اى مستویات على سن واحد، بنات ثلث و ثلثین، و قیل هن لدات فى شکل ثلث عشره سنة فى قد صاحبها.
لِأَصْحابِ الْیَمِینِ اى خلقناهن لاصحاب الیمین، و عن ابى هریرة عن النبى (ص) قال یدخل اهل الجنة الجنة جردا و مردا بیضا جعادا مکحّلین ابناء ثلث و ثلثین على خلق آدم طوله ستون ذراعا فى سبع اذرع.
و عن ابى سعید الخدرى قال قال رسول اللَّه (ص) ادنى اهل الجنة الذى له ثمانون الف خادم و اثنتان و سبعون زوجة و تنصب له قبة من لؤلؤ و زبرجد و یاقوت کما بین الجابیة الى صنعاء.
و فى بعض الروایات ینظر الى وجهه فى خدها اصفى من المرآة و ان ادنى لؤلؤة علیها تضی‏ء ما بین المشرق و المغرب و انه لیکون علیها سبعون ثوبا ینفذها بصره حتى یرى مخّ ساقها من وراء ذلک.
و روى ان فى الجنة غرفة یقال لها العالیة فیها حوراء یقال لها الغنجة اذا اراد ولى اللَّه ان یأتیها اتاها جبرئیل فآذنها فقامت على اطرافها معها اربعة آلاف و صیفة یجمعن اذیالها و ذوائبها یبخرنها بمجامر بلا نار.
و عن عبد الرحمن البیلمانى قال لیعطى الرجل منکم غرفة من لؤلؤ فیها سبعون غرفة فى کل غرفة زوجة من الحور العین ینظر فى وجه کل واحدة منهن فیرى وجهه فى وجهها و ترى هى وجهها فى وجهه من الحسن، مکتوب فى نحر کل واحدة منهن انت حبّى و انا حبّک بیاضهن کبیاض المرجان و صفاؤهن کصفاء الیاقوت.
و عن انس بن مالک قال قال رسول اللَّه (ص) تقول الحوراء یوم القیامة لولىّ اللَّه کم من مجلس من مجالس ذکر اللَّه قد اکرمک به العزیز اشرفت علیک بدلالى و غنجى و اترابى و انت قاعد بین اصحابک تخاطبنی الى اللَّه عز و جل، فترى شوقک کان یعدل شوقى او حبک کان یعدل حبى و الذى اکرمنى بک و اکرمک بى ما خطبتنى الى اللَّه عز و جل مرّة الا خطبتک الى اللَّه سبعین مرة فالحمد للَّه الذى اکرمنى بک و اکرمک بى وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ من مؤمنى هذه الامّة.
هذا قول بعض المفسرین. و یروى عن النبى (ص) قال من آدم (ع) الینا ثلة و منّى الى یوم القیمة ثلّة و لا یستتمّها الا سودان من رعاة الإبل ممن قال لا اله الا اللَّه.
و عن سعید بن جبیر عن ابن عباس قال خرج رسول اللَّه (ص) یوما فقال عرضت علىّ الامم فجعل یمرّ النبى معه الرجل و النبى معه الرجلان و النّبی معه الرهط و النبى لیس معه رهط و النبى لیس معه احد و رایت سوادا کثیرا سدّ الافق فقیل لى انظر هکذا و هکذا فرأیت سوادا کثیرا سدّ الافق فقیل هؤلاء امّتک و مع هؤلاء سبعون الفا یدخلون الجنة بغیر حساب.
و فى روایة عبد اللَّه بن مسعود عن رسول اللَّه (ص) قال عرضت علىّ الانبیاء اللیلة باتباعها حتى اتى على موسى فى کبکبة بنى اسرائیل فلما رایتهم اعجبونى فقلت اى رب من هؤلاء قیل هذا اخوک موسى و من معه من بنى اسرائیل، قلت فاین امّتى قیل انظر عن یمینک فاذا ظراب مکه قد سدّت بوجوه الرجال فقیل هؤلاء امّتک أ رضیت قلت رب رضیت قیل انظر عن یسارک فاذا الافق قد سدّ بوجوه الرجال، قیل هؤلاء امّتک ا رضیت قلت رب رضیت رب رضیت فقیل ان مع هؤلاء سبعین الفا یدخلون الجنة بلا حساب علیهم. فقال نبى اللَّه (ص) ان استطعتم ان تکونوا من السبعین فکونوا و ان عجزتم و قصرتم فکونوا من اهل الظراب و ان عجزتم فکونوا من اهل الافق فانى قد رأیت ثم اناسا یتهاوشون کثیرا.
و روى انه قال (ص) انى لارجو ان تکونوا شطر اهل الجنة ثم تلا رسول اللَّه (ص): ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ.
و قال ابو العالیة و مجاهد و عطاء بن ابى رباح و الضحاک ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ، یعنى من سابقى هذه الامّة وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ من هذه الامّة فى آخر الزمان یدل علیه‏
قول النبى (ص): هما جمیعا من امّتى.
قوله: وَ أَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ المشأمة و الشمال واحد و هم الذین یعطون کتبهم بشمائلهم و یؤخذ بهم طریق الشمال الى النار و یلزمهم الشوم و النکدة.
فِی سَمُومٍ، و هو الریح الحارة تدخل فى المسامّ و جمعه سمائم و قیل السموم حرّ جهنم و فیحها و هو بالنهار و الحرور باللیل و قیل سموم جهنم ریح باردة شدیدة البرد تخرج من تحت صخرة فى جهنم تقطع الوجوه و سائر اللحوم و منه قول الشاعر:
الیوم یوم بارد سمومة
من جزع الیوم فلا نلومه‏
وَ حَمِیمٍ و هو الماء الحار فى النهایة.
وَ ظِلٍّ مِنْ یَحْمُومٍ دخان شدید السواد تقول العرب اسود یحموم اذا کان شدید السواد. قال الضحاک النار سوداء و اهلها سود و کل شى‏ء فیها اسود.
و قیل یحموم جبل فى النار یستغیث الى ظله اهل النار. قابل بهذا الظل ظل اصحاب المیمنة.
لا بارِدٍ وَ لا کَرِیمٍ اى لا بارد المدخل و لا کریم المنظر. و قیل لا ماؤهم بارد، و لا مقیلهم کریم و العرب اذا بالغت فى ذم الشی‏ء نفت عنه الکرم، و قال فى موضع آخر لا ظَلِیلٍ وَ لا یُغْنِی مِنَ اللَّهَبِ و هذا الظل هو سرادق جهنم یجمع الخلق یوم القیامة، فیرسل علیهم الدخان ثلث شعب شعبة تأخذهم عن یمینهم و شعبة عن شمالهم، و تنطبق علیهم شعبة فتملأ اجواف الکفار و مسامّهم و یأخذ المؤمن کهیئة الزکمة.
إِنَّهُمْ کانُوا قَبْلَ ذلِکَ مُتْرَفِینَ متنعّمین فمنعهم ذلک عن الانزجار و شغلهم عن الاعتبار. المترف الجبار المتنعّم المعجب بنفسه و الترف السرف فى العیش.
وَ کانُوا یُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِیمِ اى یقیمون على الذنب العظیم لا یتوبون و لا یستغفرون، و الحنث العظیم هاهنا الشرک، یقال بلغ الغلام الحنث اى بلغ مبلغا بحیث یسی‏ء العمل و التحنث من الاضداد التحنث التأثم و التحنث التبرر و التحرّج عن الاثم. و کان رسول اللَّه (ص) یتحنّث فى غار حراء اى یتعبّد.
و قیل الحنث العظیم الیمین الغموس و معنى هذا: انهم کانوا یحلفون انهم لا یبعثون و ذلک فى قوله: أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَیْمانِهِمْ لا یَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ یَمُوتُ یقویه ما بعده: وَ کانُوا یَقُولُونَ أَ إِذا مِتْنا وَ کُنَّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ قرأ ابو جعفر و نافع و الکسائى: إِذا مِتْنا بالخبر، أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ بالاستفهام. و قرأ الباقون بالاستفهام فیهما أَ وَ آباؤُنَا قرء نافع و ابن عامر بسکون الواو و الباقون بفتح الواو، من فتح الواو جعله عطفا و استفهاما و من سکنه جعله عطفا. و کانوا یقولون، ذلک تکذیبا للبعث.
قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ اى قل لهم یا محمد ان الاولین و الآخرین.
لَمَجْمُوعُونَ، محشورون، إِلى‏ مِیقاتِ یَوْمٍ مَعْلُومٍ و هو یوم القیمة معلوم للَّه سبحانه و تعالى متى یکون.
ثُمَّ إِنَّکُمْ أَیُّهَا الضَّالُّونَ، اى ثُمَّ یقال لهم ذلک الیوم انکم أَیُّهَا الضَّالُّونَ عن الدین الذاهبون عن الحق، الْمُکَذِّبُونَ باللّه و رسله.
لَآکِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ شجرة الزقوم هى الشجرة الملعونة فى القرآن و هى شجرة تنبت فى النار ترعرع و تورق و تثمر کانّ طلعها رؤس الحیّات.
فَمالِؤُنَ مِنْهَا اى من الشجر، الْبُطُونَ لان اللَّه یسلّط علیهم جوعا شدیدا فیملأون بطونهم رجاء زوال الجوع فاذا امتلئوا منه وجدوا عطشا شدیدا فیعرض علیهم الحمیم. فیشربون شرب الهیم و هى العطاش من الإبل و قیل هى ابل تصیبها داء فلا تروى من الماء فلا تزال تشرب حتى تهلک. و قیل الهیم جمع الاهیم و هو الرمل الذى لا یرویه المطر.
و قوله: فَشارِبُونَ عَلَیْهِ، اى على الزقوم او على الاکل او على الشجر قرأ اهل المدینة و عاصم و حمزة شرب الهیم بضم الشین و الباقون بفتحها، و هما لغتان فالفتح على المصدر و الضم اسم بمعنى المصدر کالضّعف و الضّعف.
هذا نُزُلُهُمْ یَوْمَ الدِّینِ اى هذا الطعام و الشراب ما اعدّ لضیافتهم یوم الجزاء و قوتهم و غذاؤهم ابدا.
نَحْنُ خَلَقْناکُمْ، خطاب لمشرکى قریش اى نحن خلقناکم و لم تکونوا شیئا و انتم تعلمون ذلک، فَلَوْ لا تُصَدِّقُونَ فهلا تصدّقون باللّه و رسوله و هلّا تصدّقون بالبعث بعد أن علمتم النشأة الاولى.
رشیدالدین میبدی : ۵۷- سورة الحدید
۱ - النوبة الثانیة
این سورة الحدید بیست و نه آیت است و پانصد و چهل کلمه و دو هزار و چهارصد و هفتاد و شش حرف، جمله بمدینه فرود آمده است.
مفسران آن را مدنى شمردند، مگر کلبى که او این سورة از مکیات شمرد و در این سورة هیچ ناسخ و منسوخ نیست.
و در فضیلت سورة روایت کند ابى کعب از مصطفى (ص) قال من قرأ سورة الحدید کتب من الذین آمنوا باللّه و رسوله.
قوله: سَبَّحَ لِلَّهِ در قرآن ذکر تسبیح بچهار لفظ بیاید: بلفظ مصدر و ماضى و مستقبل و امر، مصدر آن است که گفت: سُبْحانَ الَّذِی أَسْرى‏، ماضى آن است که گفت: سبح للَّه مستقبل آنست که: یسبح للَّه امر آنست که: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ.
و این کلمه بر اختلاف الفاظ بر دو معنى حمل کنند یا بر معنى صلاة یا بر معنى تنزیه و تمجید ابن عباس بر معنى صلاة نهاد سَبَّحَ لِلَّهِ اى صلّى للَّه یُسَبِّحُ لِلَّهِ اى یصلّى للَّه سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ اى صلّ لربک و باین قول ما فِی السَّماواتِ معنى آن است که من فى السماوات تا بر عقلا افتد که نماز میکنند.
و بر قول دیگر مفسران تسبیح تنزیه است و تمجید و ما فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ از بهر آن گفت که عقلا و غیر عقلا در تحت آن مندرج است همانست که جاى دیگر گفت وَ إِنْ مِنْ شَیْ‏ءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ.
سئل عن على بن ابى طالب (ع) عن سبحان فقال کلمة رضیها اللَّه لنفسه.
و سئل ابن عباس عن التسبیح فقال انزاه اللَّه عن السوء.
و الاسم منه سبّوح اى طاهر لا سوء به و لا دام و قال امیّة:
سبّحوا اللَّه و هو للمجد اهل
ربنا فى السماء امسى کبیرا
وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ العزیز هو المتین فى صنعه الشدید فى بطشه المنیع فى قدره الغالب على غیره الذى لا نظیر له.
و قیل هُوَ الْعَزِیزُ فى امره الْحَکِیمُ فى قضائه و قیل العزیز فى انتصاره الحکیم فى تدبیره.
لَهُ مُلْکُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ اى القدرة على ابداعها و اتقانها و ما فیها من المطر و الارزاق و الدفائن و النبات یُحْیِی وَ یُمِیتُ یحیى النطف المیتة و یمیت الحى.
و قیل یحیى للبعث و یمیت فى الدنیا. و قیل یحیى الارضین بالنبات و یمیتها عنه بیبسها و قیل یحیى قلوب المؤمنین بالایمان و یمیت قلوب الکافرین بالکفر، وَ هُوَ عَلى‏ کُلِّ شَیْ‏ءٍ قَدِیرٌ من الاحیاء و الاماتة و غیر ذلک.
هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ هُوَ الْأَوَّلُ یعنى قبل کل شى‏ء بلا ابتداء کان هو و لم یکن شى‏ء موجود و الآخر بعد فناء کل شى‏ء بلا انتهاء یفنى الاشیاء و یبقى هو و الظاهر الغالب العالى على کل شى‏ء، و الباطن العالم بکل شى‏ء.
هذا معنى قول ابن عباس.
و قال السّدى: هُوَ الْأَوَّلُ ببره اذ عرّفک توحیده و الآخر بجوده اذ عرفک التوبة على ما جنیت، وَ الظَّاهِرُ بتوفیقه اذ وفّقک للسجود له الْباطِنُ بستره اذ عصیته فستر علیک.
و قال ابن عمر هُوَ الْأَوَّلُ بالخلق وَ الْآخِرُ بالرزق وَ الظَّاهِرُ بالاحیاء وَ الْباطِنُ بالاماتة.
و قال الضحاک هو الذى اول الاول و اخّر الآخر و اظهر الظاهر و ابطن الباطن.
و قال مقاتل بن حیان هُوَ الْأَوَّلُ بلا تاویل احد وَ الْآخِرُ بلا تاخیر احد، وَ الظَّاهِرُ بلا اظهار احد وَ الْباطِنُ بلا ابطان احد.
و قال یمان هو الاول القدیم و الآخر الرحیم و الظّاهر الحلیم. و الباطن العلیم.
و قال ابن عطاء هُوَ الْأَوَّلُ بکشف احوال الدنیا حتى لا یرغبوا فیها وَ الْآخِرُ بکشف احوال العقبى حتى لا یشکّوا فیها وَ الظَّاهِرُ على قلوب اولیائه حتى یعرفوه وَ الْباطِنُ عن قلوب اعدائه حتى ینکروه.
و قیل هذه الواوات مقحمة و المعنى هو الاول الآخر و الظاهر الباطن لان من کان منا اولا لا یکون آخرا و من کان ظاهرا لا یکون باطنا.
و قیل هُوَ الْأَوَّلُ کان قبل کل شى‏ء باسمائه و صفاته و کلامه لم یکن شى‏ء غیره وَ الْآخِرُ بعد کل شى‏ء یمضى ما قد اراد و یجبر على مشیته العباد لم یزل آخرا کما کان اولا و لا یزال اولا کما یکون آخرا وَ الظَّاهِرُ الغالب العالى عز و جل و هو البارئ فى صنعه الدال على قدرته و حکمته وَ الْباطِنُ الذى بطن کل شى‏ء علما فهو یبطنها و یرى سرائرها و یعلم خفایاها و هو عز و جل خفى کنهه و کیفه و قدره.
و قیل هُوَ الْأَوَّلُ علما و حکما وَ الْآخِرُ امضاء و قسما وَ الظَّاهِرُ صنعا و رسما وَ الْباطِنُ کیفا و قدرا.
و سأل عمر کعبا عن هذه الآیة فقال معناها: ان علمه بالاول کعلمه بالآخر و علمه بالظاهر کعلمه بالباطن وَ هُوَ بِکُلِّ شَیْ‏ءٍ عَلِیمٌ ما کان منها و ما هو کائن مما لم یکن لا یخفى علیه شى‏ء.
روى عن ابى هریرة قال دخلت فاطمة بنت رسول اللَّه على النبى (ص)، فسالته خادما فقال لها رسول اللَّه (ص) الا ادلّک على ما هو خیر لک من ذلک ان تقولى اللهم رب السماوات السبع و رب العرش العظیم ربنا و رب کل شى‏ء منزّل التوریة و الانجیل و الفرقان فالق الحب و النوى اعوذ بک من شر کل ذى شر انت آخذ بناصیته انت الاول فلیس قبلک شى‏ء و انت الآخر فلیس بعدک شى‏ء و انت الظاهر فلیس فوقک شى‏ء و انت الباطن فلیس دونک شى‏ء اقض عنّى الدین و اغننى من الفقر.
هُوَ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ قال ابن عباس: کل یوم کالف سنة ممّا تعدّون و قال الحسن: ستة ایام من ایام الدنیا و لو أراد أن یجعلها فى طرفة عین لکان قادرا على ذلک، ثُمَّ اسْتَوى‏ عَلَى الْعَرْشِ، الاستواء اذا عقّبته على فهو فى العربیة استقرار کقوله عز و جل: وَ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِیِّ لِتَسْتَوُوا عَلى‏ ظُهُورِهِ إِذَا اسْتَوَیْتُمْ عَلَیْهِ فَإِذَا اسْتَوَیْتَ أَنْتَ هو فى هذه المواضع الاربع استقرار.
قال یزید بن هارون من وضع استقراء اللَّه على العرش على غیر ما یقرر فى قلوب العامة فهو جهمى.
و الاستقراء اذا عقّبته الى فهو الصعود و العمد کقوله تعالى فى موضعین من القرآن: اسْتَوى‏ إِلَى السَّماءِ.
و عن على بن الحسین بن شقیق، قال: قلت لعبد اللَّه بن المبارک: کیف نعرف ربنا عز و جل. قال: فى السماء السابعة على عرشه و لا نقول کما تقول الجهمیة هنا هنا فى الارض و قد شرحنا الکلام فى هذه المسئلة فیما تقدم.
یَعْلَمُ ما یَلِجُ فِی الْأَرْضِ من عرق او دابة او ماء او بذر او کنز، وَ ما یَخْرُجُ مِنْها من دابة او نبات او ماء او جوهر، وَ ما یَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ من امر او قضاء او ملک او قطر، وَ ما یَعْرُجُ فِیها من ملک او عمل، وَ هُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ ما کُنْتُمْ اتّفق العلماء قدیما و حدیثا ان معناه علمه معکم و قیل هو معکم اینما کنتم بالقدرة و العلم على العموم و مع المؤمنین بالرحمة و النصرة على الخصوص، وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ فیجازیکم على اعمالکم.
لَهُ مُلْکُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ کرر لان المراد بالاول حالة الدنیا و المراد بالثانیة الدار الآخرة و لهذا ختم بقوله: وَ إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ اى له الملک اولا و آخرا فالاول فى الدنیا و هو وقت الاحیاء و الإماتة و الآخر فى الآخرة حین ترجع الیه الامور و لا یملک احد سواه لا ملکا و لا ملکا فقرن بالاول یحیى و یمیت و قرن بالآخر ما یکون فى الآخرة من مرجع الخلق الیه و جزائه ایاهم بالثواب و العقاب.
یُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ اى ینقص من اللیل و یزید فى النهار، وَ یُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ اى ینقص من النهار و یزید فى اللیل وَ هُوَ عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ اى بما فى القلوب من خیر و شرّ و توحید و جحد.
آمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ أَنْفِقُوا من الزکاة و الجهاد و وجوه البرّ، مِمَّا جَعَلَکُمْ مُسْتَخْلَفِینَ فِیهِ اى جعلکم خلفاء فى المال بالوراثة ممن قبلکم. و قیل جعلکم مملکین فیه بتملیکه ایاکم ذلک و حقیقة الاستخلاف استدعاء القادر الى ان یقوم بالامر بدلا من قیام غیره.
فَالَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ أَنْفَقُوا فى سبیل اللَّه لَهُمْ أَجْرٌ کَبِیرٌ، جزاء حسن.
وَ ما لَکُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الرَّسُولُ یَدْعُوکُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّکُمْ فى هذا دلالة على الزام الایمان بالسمع و المعنى اىّ عذر لکم فى حال ترککم الایمان و دعاء الرسول ایاکم الى الایمان حاصل موجود، وَ قَدْ أَخَذَ مِیثاقَکُمْ قرأ ابو عمرو اخذ على ما لم یسم فاعله، مِیثاقَکُمْ بضم القاف و قرأ الآخرون، بفتح الهمزة و الخاء میثاقکم بفتح القاف اى اخذ اللَّه میثاقکم حین اخرجکم من ظهر آدم علیه السلام بان اللَّه ربکم لا اله لکم سواه إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ، باخذ ذلکم المیثاق و قیل: اخذ میثاقکم باقامة الحجج و الدلائل التی تدعو الى متابعة الرسول ان کنتم مؤمنین یوما فالیوم احرى الاوقات ان تؤمنوا لقیام الحجج و الاعلام ببعثة محمد (ص) و نزول القرآن.
هُوَ الَّذِی یُنَزِّلُ عَلى‏ عَبْدِهِ یعنى على محمد (ص) آیاتٍ بَیِّناتٍ یعنى القرآن لِیُخْرِجَکُمْ، اللَّه بالقرآن مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ، و قیل لیخرجکم الرسول بالدعوة من ظلمات الشرک الى نور الایمان، وَ إِنَّ اللَّهَ بِکُمْ لَرَؤُفٌ رَحِیمٌ، وَ ما لَکُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ لِلَّهِ مِیراثُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ، یقول اىّ شى‏ء لکم فى ترک الانفاق فیما یقربکم الى اللَّه و انتم میتون تارکون اموالکم کانه یحثّهم على الانفاق فى سبیله بتنبیههم على انهم مخلفون ما یملکونه و انهم لا یخلدون فى الدنیا و ان ما فى ایدیهم یأول الى اللَّه سبحانه بعد فنائهم ثم بیّن فضل من سبق بالانفاق فى سبیل اللَّه و بالجهاد فقال: لا یَسْتَوِی مِنْکُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ، یعنى فتح مکه و قیل فتح الحدیبیة و قاتَلَ، یعنى لا یستوى فى الفضل من انفق ماله و قاتل العدو مع رسول اللَّه (ص) قبل فتح مکه مع من انفق و قاتل بعده أُولئِکَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِینَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَ قاتَلُوا، و ذلک لان العرب کانت تعتز بمکه فلما فتحت قویت قلوب المؤمنین و انکسرت قلوبهم و کان الانفاق قبل فتح مکه افضل و کذلک الجهاد لما کان فیها من المشقة و لما کان بالمؤمنین الیها من الحاجة، قال الکلبى نزلت هذه الایة فى ابى بکر الصدّیق و فیها دلالة واضحة و حجة ظاهرة على تفضیل ابى بکر و تقدیمه فانه اول من سلم و ذلک فیما روى ان ابا امامة قال لعمرو بن عبسه: باىّ شى‏ء تدّعى انک ربع الاسلام قال انى کنت ارى الناس على الضلالة و لا ارى للاوثان شیئا ثم سمعت عن رجل یخبرنا اخبار مکة فرکبت راحلتى حتى قدمت علیه قال: قلت ما انت قال انا نبى، قلت و ما نبى، قال رسول اللَّه قلت باى شى‏ء ارسلک قال اوحّد اللَّه لا اشرک به شیئا و کسر الاوثان و صلة الارحام قلت: من معک على هذا، قال: حر و عبد و اذا معه ابو بکر و بلال فاسلمت عند ذلک فرأیتنی ربع الاسلام.
و انه اول من اظهر الاسلام على ما روى عن عبد اللَّه قال کان اول من اظهر الاسلام رسول اللَّه (ص) و ابو بکر و عمار و امّه سمیة و صهیب و بلال و المقداد و لانه اول من قاتل على الاسلام.
روى عن عبد اللَّه قال: اول من اظهر اسلامه بسیفه النبى (ص) و ابو بکر و انه اول من انفق على رسول اللَّه (ص).
روى عن ابن عمر قال کنت عند النبى و عنده ابو بکر الصدیق و علیه عباءة قد خلّها فى صدره بخلال فنزل جبرئیل فقال مالى ارى ابا بکر علیه عباءة قد خلها فى صدره بخلال فقال انفق ماله علىّ قبل الفتح. قال فان اللَّه عز و جل یقول اقرأ علیه السلام و قل له أ راض انت عنى فى فقرک هذا ام ساخط، فقال رسول اللَّه (ص) یا ابا بکر ان اللَّه عز و جل یقرأ علیک السلام و یقول لک أ راض انت فى فقرک ام ساخط، فقال: اسخط على ربى..؟ انى عن ربى راض.
و لهذا قدّمه الصحابه على انفسهم و اقرّوا له بالتقدم و السبق و ذلک فیما
روى عبد اللَّه بن سلمة عن على (ع) قال: سبق رسول اللَّه (ص) و صلى ابو بکر و ثلّث عمر فلا اوتى برجل فضلنى على ابى بکر و عمر الا جلدته جلد المفترى و طرح الشهادة
و قوله: وَ کُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى‏ السابق و اللاحق وعدهم اللَّه الجنة. قال عطا درجات الجنة یتفاضل فالذین انفقوا قبل الفتح فى افضلها.
و قرأ ابن عامر: و کلّ بالرفع اى کل وعد اللَّه الحسنى وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ. فیثبت کلا على ما یستحقه.
مَنْ ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً کل من قدم عملا صالحا یستحق به مثوبة فقد اقرض و منه قولهم: الایادى قروض و کذلک کلّ من قدّم عملا سیّئا یستوجب به عقوبة فقد اقرض. لذلک قال عز و جل: قَرْضاً حَسَناً لان المعصیة قرض سى‏ء قال امیّة:
لا تخلطن خبیثات بطیبة
و اخلع ثیابک عنها و انج عریانا
کل امرئ سوف یجزى قرضه حسنا
او سیّئا و مدین مثل ما دانا
و قیل المراد بالقرض الصدقة.
و اختلفوا فى القرض الحسن فقیل: ان یکون من الحلال و قیل لا ربا فیه و قیل: طیبة بها نفسه و قیل القرض الحسن ان یقول: «سبحان اللَّه و الحمد للَّه و لا اله الا اللَّه و اللَّه اکبر».
روى انه لما نزلت هذه الایة جعل ابو الدحداح یتصدق بنصف کل شى‏ء یملکه فى سبیل اللَّه حتى انه خلع احدى نعلیه ثم جاء الى ام الدحداح فقال: انى بایعت ربى فقالت: ربح بیعک، فقال النبى (ص): کم من نخلة مدلاة عذوقها فى الجنة لابى الدحداح‏
فَیُضاعِفَهُ بالرفع على الاستیناف على معنى فهو یضاعفه و بالنصب على جواب الاستفهام وَ لَهُ أَجْرٌ کَرِیمٌ. ثواب حسن و قیل کریم لانه لم یتبذل فى طلبه و قیل کریم صاحبه.
یَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ اى لهم اجر کریم، فى ذلک الیوم یَسْعى‏ نُورُهُمْ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ لان طریق اهل الجنة یمنة و تجاههم و طریق اهل النار یسرة ذات الشمال. رفت بهشتیان سوى بهشت میان دست راست است و پیش روى و رفت دوزخیان سوى دوزخ میان پس پشت است و دست چپ و قال النبى (ص): بینا انا على الحوض انادى هلمّ، فاذا ناس اخذ بهم ذات الشمال فاختلجوا دونى فانادى الا هلم فیقال انک لا تدرى ما احدثوا بعدک فاقول سحقا.
قال ابن مسعود نورهم على قدر اعمالهم یمرّون على الصراط فمنهم من نوره مثل الجبل و منهم من نوره مثل النخلة و من نوره کالرجل القائم و ادناهم نورا من نوره فى ابهامه یتّقد مرّة و یطفأ اخرى.
قال الضحاک لیس من احد الا یعطى یوم القیامة نورا فاذا انتهوا الى الصراط طفئ نور المنافقین فلما رأى المؤمنون ذلک اشفقوا ان یطفأ نورهم کما طفئ نور المنافقین فیقولون رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا اى بلّغنا به الى جنّتک و قیل الباء بمعنى فى یعنى فى ایمانهم کتبهم التی اعطوها بایمانهم دخلها نورهم و قیل الباء بمعنى عن و التقدیر: یسعى نورهم بین ایدیهم و عن ایمانهم، اراد جمیع جوانبهم فعبّر بالبعض عن الکل و قیل بایمانهم یعنى بسبب صدقاتهم التی اعطوها بایمانهم لان الغالب فى اعطاء الصدقات ان یکون بالایمان و قوله: بُشْراکُمُ الْیَوْمَ، اى تقول لهم الملائکة بشراکم الیوم، جَنَّاتٌ اى بشارتکم من اللَّه الیوم جنات فیکون مبتداء و خبرا، ذلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ اى النجاة العظیمة.
یَوْمَ یَقُولُ الْمُنافِقُونَ، اى اذکر ذلک الیوم و هو یوم القیامة، یَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَ الْمُنافِقاتُ اذا رأوا المؤمنین و هم فى ضیاء و نور و المنافقون خلفهم فى ظلمة لا یبصرون مواقع اقدامهم، انْظُرُونا اى انتظرونا، و قرأ حمزة: انظرونا بفتح الهمزة و کسر الظاء اى امهلونا و قیل انتظرونا یقول العرب نظرته و انتظرته کقوله عز و جل: غَیْرَ ناظِرِینَ إِناهُ، اى منتظرین و قوله عز و جل: فَنَظِرَةٌ إِلى‏ مَیْسَرَةٍ اى فانظار. قال الشاعر:
فان یک صدر هذا الیوم ولّى
فانّ غدا لناظره قریب‏
اى لمنتظره و تأویل الآیة: قفوا لنا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِکُمْ، نأخذ من نورکم قبسا سراجا او شعلة و قیل معنى نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِکُمْ: نمشی فیه معکم و ذلک ان اللَّه تعالى یعطى المؤمنین نورا على قدر اعمالهم یمشون به على الصراط و یعطى المنافقین ایضا نورا خدیعة لهم و هو قوله عز و جل: وَ هُوَ خادِعُهُمْ‏
فبیناهم یمشون اذ بعث اللَّه ریحا و ظلمة فاطفأ نور المنافقین.
و قال الکلبى: بل یستضی‏ء المنافقون بنور المؤمنین و لا یعطون النور فاذا سبقهم المؤمنون و بقوا فى الظلمة قالوا للمؤمنین: انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِکُمْ، قِیلَ ارْجِعُوا وَراءَکُمْ.
قال ابن عباس یقول لهم المؤمنون. و قال قتادة یقول لهم الملائکة، ارْجِعُوا وَراءَکُمْ، اى ارجعوا الى الموضع الذى اعطینا فیه النور فاطلبوا النور هناک لانفسکم فانه لا سبیل لکم الى الاقتباس من نورنا فیرجعون فى طلب النور و لا یجدون شیئا فینصرفون الیهم فیمیّز بینهم و بین المؤمنین و هو قوله: فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ و قیل معناه ارجعوا الى حکم الازل و اطلبوا النور من القسمة و هذا على جهة ضرب المثل و استبعاد ذلک و قیل ارْجِعُوا وَراءَکُمْ یعنى الى الدنیا فاعملوا عملا یجعله اللَّه بین ایدیکم نُوراً فان نورنا انما اقتبسنا، فى الدنیا و قیل ارْجِعُوا وَراءَکُمْ هذا استهزائهم جزاء على استهزائهم فى الدنیا کقوله: لا تَرْکُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلى‏ ما أُتْرِفْتُمْ فِیهِ و کقوله: ذُقْ إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْکَرِیمُ فَذُوقُوا ما کُنْتُمْ تَکْنِزُونَ و قوله: فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ الباء صلة و معناه: فضرب بینهم سور و هو سور بین الجنة و النار و یقف علیها اصحاب الاعراف یشرفون على اهل الجنة و اهل النار و هو السور الذى یذبح علیه الموت یراه الفریقان معا و قیل هو سور بیت المقدس باطنه المسجد و ظاهره وادى جهنم.
روى عن ابى سنان قال کنت مع على بن عبد اللَّه بن عباس عند وادى جهنم یحدث عن ابیه و قرأ: فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ، ثم قال قال ابى هذا موضع السور یعنى وادى جهنم.
و عن عبد اللَّه بن عمرو قال ان السور الذى ذکر اللَّه عز و جل فى القرآن: فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ سور بیت المقدس الشرقى، باطنه منه المسجد و ظاهره وادى جهنم.
و قام عبادة على سور بیت المقدس الشرقى فبکى فقال بعضهم ما یبکیک یا با الولید فقال من هاهنا اخبرنا رسول اللَّه (ص) انه رأى جهنم‏
و قیل لَهُ بابٌ هو الباب الذى سمّى باب الرحمة ببیت المقدس، باطِنُهُ فِیهِ الرَّحْمَةُ، اى ینتهى الى الجنة، وَ ظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ اى من قبل ذلک الظاهر العذاب یعنى النار و هو الجانب الذى یلى المنافقون.
یُنادُونَهُمْ اى ینادى المنافقون المؤمنین حین حجز بینهم السور فبقوا فى الظلمة و العذاب و صار المؤمنون فى النور و الرحمة، أَ لَمْ نَکُنْ مَعَکُمْ، یعنى فى الدنیا نصلّى کما تصلّون و نصوم کما تصومون و کنّا معکم فى المناکحة و الموارثة، قالُوا بَلى‏ وَ لکِنَّکُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَکُمْ، اى اهلکتم انفسکم بالنفاق، وَ تَرَبَّصْتُمْ اى انتظرتم موت محمد (ص) و قلتم یوشک ان یموت فنستریح منه و انتظرتم نزول الدوابر بالمؤمنین. و قیل تَرَبَّصْتُمْ بالایمان و التوبة، وَ ارْتَبْتُمْ، اى شککتم فى کتاب اللَّه و نبوّة محمد (ص) و قیل ارْتَبْتُمْ یعنى فى قوله عز و جل: وَ یَقُولُونَ فِی أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا یُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ، وَ غَرَّتْکُمُ الْأَمانِیُّ یعنى ما کنتم تمنّون على اللَّه من الجنة و المغفرة و هو قوله: سَیُغْفَرُ لَنا، و قیل ما کنتم تمنّون من نزول البلاء بالمؤمنین و طول الحیاة لکم و ان تکون لکم السلامة فى الدنیا و ان لا بعث بعد الموت حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللَّهِ، یعنى الموت و قیل ظهور الاسلام و نصرة المؤمنین، وَ غَرَّکُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ اى غرّکم الشیطان اى اطمعکم فى بطلان الاسلام و ان لا بعث و لا حساب، و الغرور الشیطان الذى یغرّ کثیرا و هو من اسماء المبالغة کالاکول الذى یاکل کثیرا.
قال قتادة ما زالوا على خدعة من الشیطان حتى قذفهم اللَّه فى النار.
و قیل الغرور هو الدنیا تغر اهلها فى طول الحیاة و دوام السلامة.
روى انس بن مالک ان النبى (ص) خط خطوطا و خط خطا منها ناحیة فقال تدرون ما هذا، هذا مثل ابن آدم و مثل التمنى و ذلک الخط الامل، بینما هو یتمنى اذ جاءه الموت.
فَالْیَوْمَ لا یُؤْخَذُ مِنْکُمْ فِدْیَةٌ، قرأ ابو جعفر و ابن عامر و یعقوب: تؤخذ بالتاء، و قرأ الباقون: بالیاء، و الفدیة الفداء و المعنى: لا یُؤْخَذُ مِنْکُمْ ایها المنافقون، وَ لا مِنَ الَّذِینَ کَفَرُوا، فداء بنفس و لا فداء بمال یعنى لا یُؤْخَذُ مِنْکُمْ دیة و لا نفس اخرى مکان انفسکم، مَأْواکُمُ النَّارُ اى مصیرکم و منقلبکم الیها، هِیَ مَوْلاکُمْ، اى هى اولى بکم لما اسلفتم من الذنوب، وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ اى المرجع و المنقلب.
رشیدالدین میبدی : ۵۷- سورة الحدید
۲ - النوبة الثانیة
أَ لَمْ یَأْنِ لِلَّذِینَ آمَنُوا، علماء تفسیر مختلف‏اند، در سبب نزول این آیة، مقاتل و کلبى گفتند در شأن منافقان فرو آمد بعد از هجرة بیک سال، منافقان از سلمان درخواست کردند که ما را از تورات سخنى گوى که در تورات عجائب است، بجواب ایشان آیة فرود آمد که نَحْنُ نَقُصُّ عَلَیْکَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ، سلمان ایشان را گفت القرآن احسن من غیره قرآن از همه نیکوتر و با بیان‏تر، چه حاجت است بغیر قرآن، ایشان مدتى فرو گذاشتند باز دیگر همان سؤال کردند از سلمان و بجواب ایشان آیت فرود آمد که اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِیثِ، نیکوتر سخنى که اللَّه از آسمان فرو فرستاد این قرآن است.
ایشان یک چند از این سؤال خاموش گشتند، آن گه سیم بار همین درخواست کردند از سلمان که: حدّثنا عن التوریة فان فیها العجائب، این آیة فرود آمد: أَ لَمْ یَأْنِ لِلَّذِینَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِکْرِ اللَّهِ وَ ما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ، یعنى اما حان لهم وقت الاخلاص و قد ظهرت لهم الآیات و المعجزات، این منافقان که ایمان بظاهر آورده‏اند بر زبان، بى‏اخلاص دل، هنوز وقت آن نیامد که دلهاشان باخلاص ایمان آرد و سر بر خط قرآن نهند که فرستاده خداست براستى و درستى.
ابن عباس و جماعتى گفتند که عتابى است که از اللَّه تعالى بمؤمنان صحابه فرود آمد بعد از نزول قرآن بسیزده سال از آنک طبیعت فراوان و خنده و نشاط لختى در ایشان پدید آمد و عبد اللَّه مسعود گفت: ما بین اسلامنا و بین ان عوتبنا بهذه الایة الا اربع سنین و قد روى سبع سنین، و المعنى ا لم یحن للذین آمنوا ان تخشع و ترقّ و تتواضع و تلین قلوبهم لذکر اللَّه، وَ ما نَزَلَ قرأ نافع و حفص عن عاصم: نزل بالتخفیف و قرأ الباقون بالتشدید مِنَ الْحَقِّ و هو القرآن تقول انى وقت کذا یأنی آناء و اینا و آن یأین مثل حان یحین و الخشوع هو الخبوع و الخضوع و اصله الاتضاع للحق مع الخلق و اخبات القلب و سمى اللَّه الارض خاشعة و الأبصار خاشعة یوم القیامة وَ لا یَکُونُوا یعنى و ان لا یکونوا محله نصب بالعطف على تخشع و قرأ یعقوب بروایة رویس «و لا تکونوا» بالتاء على النهى اى لا تکونوا ایها المؤمنون کَالَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ مِنْ قَبْلُ و هم الیهود و النصارى، فطال علیهم الامد اى الزمان بینهم و بین انبیائهم فقست قلوبهم، و المعنى ان اللَّه عز و جل ینهى المؤمنین ان یکونوا فى صحبة القرآن کالیهود الذین قست قلوبهم یعنى لما طال علیهم الدهر.
روى ان ابا موسى الاشعرى بعث الى قرّاء البصرة فدخل علیه ثلاثمائة رجل و قد قرءوا القرآن فقال انتم خیار اهل البصرة و قرّاؤهم فاتلوه و لا یطولنّ علیکم الامد فتقسو قلوبکم کما قست قلوب من کان قبلکم.
در بعضى اخبارست که بنى اسرائیل چون روزگار دراز بى‏پیغمبر بر ایشان بگذشت دلهاى ایشان سخت شد و کتاب خدا بگذاشتند و از بر خویش کتابى بنهادند بهوا و مراد خویش، آن گه گفتند این کتاب بر فلان عالم از علماء ایشان عرضه کنید اگر متابعة ما کند و الا بکشید او را که بعد از وى کس در آن مخالفت ما نکند. آن مرد عالم ورقى از کتاب اللَّه تعالى زیر جامه خویش تعبیه کرد، چون ایشان گفتند ایمان دارى باین کتاب یعنى این که ساخته ماست، عالم دست بزیر جامه برد و اشارت بکتاب خداوند کرد گفت باین کتاب ایمان آوردم، ایشان باین فریفته گشتند و از وى بازگشتند. پس این عالم را اصحاب بودند و ازین قصه بعد از وفات وى خبر بداشتند و اتباع دین وى بنى اسرائیل مختلف شدند تا هفتاد و اند فرقت گشتند و بهینه ایشان اصحاب آن عالم بودند. حق تعالى با مؤمنان صحابه خطاب میکند که در صحبت قرآن چون آن جهودان مباشید که درنگ و روزگار بر ایشان دراز شد تا دلهاشان سخت شد و از طاعت و فرمان ما بیرون شدند.
روى ان عیسى (ع) قال لا تکثروا الکلام بغیر ذکر اللَّه عز و جل فتقسو قلوبکم فان القلب القاسى بعید من اللَّه و لا تنظروا فى ذنوب العباد کانکم ارباب و انظروا فى ذنوبکم کانکم عبید فانما الناس رجلان: مبتلى و معافى، فارحموا اهل البلاء و احمدوا اللَّه على العافیة.
اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَیَّنَّا لَکُمُ الْآیاتِ لَعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ اى کما احیا الارض بعد موتها کذلک یحیى الموتى و قیل کما احیا الارض یحیى الکافر بالایمان و قیل کما احیا الارض یلین القلوب القاسیة لیتفکروا فى الآیات.
إِنَّ الْمُصَّدِّقِینَ وَ الْمُصَّدِّقاتِ، قرأ ابن کثیر و ابو بکر عن عاصم بتخفیف الصاد فیهما من التصدیق یعنى المؤمنین و المؤمنات و قرأ الآخرون بتشدید الصاد اى المتصدقین و المتصدقات فادغمت التاء فى الصاد، وَ أَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً بالصدقة و النفقة فى سبیل اللَّه، یُضاعَفُ لَهُمْ، ذلک القرض الحسنات من عشر امثالها الى ما شاء اللَّه من الاضعاف.
قرأ ابن کثیر و ابو جعفر یضعّف بالتشدید، وَ لَهُمْ أَجْرٌ کَرِیمٌ ثواب حسن فى الجنة و قیل أَجْرٌ کَرِیمٌ ما حسن منظره و سهل مناله و دام نماه، وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِکَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ، الصدّیق هو الذى یصدق قوله و فعله و عهده تقول صدق فلان القتال اذا ثبت فیه، وَ لَقَدْ صَدَقَکُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ، اى فى وعده قال الضحاک الصدّیقون ثمانیة نفر من هذه الامّة سبقوا اهل الارض فى زمانهم الى الاسلام: ابو بکر و على و زید و عثمان و طلحه و الزبیر و سعد و حمزة بن عبد المطلب و تاسعهم عمر الخطاب الحقه اللَّه بهم لما عرف من صدق نیته، وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ، اختلفوا فى نظم هذه الآیة منهم من قال هى متصلة بما قبلها و الواو واو النسق و الآیة عمّت جمیع المؤمنین و المؤمنون کلّهم صدّیقون شهداء، قال مجاهد کل مؤمن صدّیق شهید و تلا هذه الآیة و معنى قوله: عِنْدَ رَبِّهِمْ، على هذا التأویل اى فى علمه و حکمه و الشهداء هم عدول الآخرة کقوله: وَ تَکُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ.
و قال قوم تمّ الکلام عند قوله: هُمُ الصِّدِّیقُونَ ثم ابتدأ فقال: وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ و الواو واو الاستیناف، و الشهداء هم المقتولون فى سبیل اللَّه لان الشهید اذا اطلق تناول المقتول فى سبیل اللَّه و هم الذین قال تعالى وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْواتاً، الى قوله: عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ، و قیل الشهداء على ثلث درجات. الدرجة الاولى الشهید بین الصفین و هو اکبرهم درجة ثم کل من قضى بقارعة او بلیة، و هى الدرجة الثانیة مثل الغریق و الحریق و الهالک فى الهدم و المطعون و المبطون و الغریب و المیتة فى نفاسها و المیتة بجمع و المیت یوم الجمعة و لیلة الجمعة و المیت على الطهارة و الدرجة الثالثة ما نطق به هذه الآیة العامة للمؤمنین.
روى عن البراء بن عازب انّ النبى (ص) قال مؤمنوا امّتى شهداء ثم تلا هذه الآیة
و قوله: لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ الذى یعطون فى القیامة لیهتدوا به الى طریق الجنة و یجوزوا به على الصراط، و قیل نورهم فى الدنیا، وَ الَّذِینَ کَفَرُوا وَ کَذَّبُوا بِآیاتِنا اى بالقرآن، أُولئِکَ أَصْحابُ الْجَحِیمِ اى سکّان النار.
اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَیاةُ الدُّنْیا اى ان الحیاة الدنیا و ما صلة اى الحیاة القربى فى الدار الاولى، لَعِبٌ، اى عبث و باطل لا حاصل له، وَ لَهْوٌ، اى فرح ینقضى لا بقاء له، وَ زِینَةٌ، هو ان تتزین المرء فیها بما لا یحبه اللَّه و لا یرضاه، وَ تَفاخُرٌ بَیْنَکُمْ، هو ان تفاخر الرجل جاره و قرینه، وَ تَکاثُرٌ فِی الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ، اى مباهاة بکثرة المال و الولد.
قال ابن عباس هو ان یتطاول على اولیاء اللَّه بماله و اولاده و قیل لعب، کلعب الصبیان و لهو کلهو الفتیان، و زینة، کزینة النسوان و تفاخر کتفاخر الاقران، و تکاثر، کتکاثر الدهقان.
و قال على (ع) لعمار لا تحزن على الدنیا فان الدنیا ستة اشیاء: مطعوم و مشروب و ملبوس و مشموم و مرکوب و منکوح. فاکبر طعامها العسل و هو بزقة ذبابة، و اکبر شرابها الماء و یستوى فیه جمیع الحیوان، و اکبر الملبوس الدیباج و هو نسیج دودة، و اکبر المشموم المسک و هو دم فارة ظبیة، و اکبر المرکوب الفرس و علیها یقتل الرجال، و اکبر المنکوح النساء و هو مبال فى مبال.
ثم ضرب لها مثلا و اخبر انها و ان کانت بهذه الصفة فانها غیر باقیة و لا هم مخلدون فیها، فقال: «کمثل الغیث»، الکاف فى موضع رفع على معنى انما الحیاة مثل غیث أَعْجَبَ الْکُفَّارَ، اى الحرّاث نباته و سمّى الحرّاث کفارا لانهم یسترون البذر تحت الارض و الکفر الستر و قیل هم الکفار المشرکون لانهم اکثر اعجابا بالدنیا و اشدهم حرصا علیها و قیل لان المؤمن یعرف موجبه فلا یعجبه و الکافر لا یعرف الموجب فیعجبه، ثُمَّ یَهِیجُ، ییبس و یأخذ فى الجفاف فیسمع له بما یدخله من الریح صوت الهائج، فَتَراهُ مُصْفَرًّا، بعد خضرته، ثُمَّ یَکُونُ حُطاماً، متحطّما متکسّرا بعد یبسه، وَ فِی الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِیدٌ وَ مَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوانٌ، اى صار الناس کلهم فى الآخرة الى هذین الحرفین اما العذاب الشدید لاعداء اللَّه و اما المغفرة و الرضوان لاولیائه و اهل طاعته، وَ مَا الْحَیاةُ الدُّنْیا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ قال سعید بن جبیر مَتاعُ الْغُرُورِ لمن لم یستعمل فیها بطلب الآخرة و من استعمل بطلبها فله متاع بلاغ الى ما هو خیر منه.
قال ابن بحر الغرور جمع غر الثوب و هو طیّه اى متاع ینطوى و ینقضى سریعا.
سابِقُوا إِلى‏ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّکُمْ، اى سارعوا و بادروا الى عمل یوجب لکم، مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّکُمْ، و هو الطاعة للَّه سبحانه و تعالى و التوبة الیه. قال انس بن مالک یعنى الى التکبیرة الاولى من الصلاة مع الامام و قیل الى الصف الاول و کان النبى (ص) یقول ان اللَّه و ملائکته یصلون على المصلین فى الصفوف الاول.
و قیل الى متابعة محمد (ص) فان متابعته محبة اللَّه عز و جل: وَ جَنَّةٍ عَرْضُها کَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ، وصف اللَّه تعالى عرضها و لم یذکر طولها تنبیها بذکر العرض على ما یلیق بها من الطول.
قال القتیبى لیس هو العرض الذى هو خلاف الطول و انما یرید بالعرض سعتها، یقال فضاء عریض اى واسع و انما شبّه عرضها بعرض السماوات و الارض تمثیلا للعباد بما یعقلونه و یقع فى نفوسهم مقدار السماوات و الارض فلذلک قال کَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ.
و قیل انما قال هاهنا کعرض السماء و الارض و قال فى آل عمران وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ، لان الجنان اربع قال اللَّه تعالى: وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ و قال: وَ مِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ، فالذى هاهنا اراد به جنة من الجنان و ذکران عرضها کعرض سماء و ارض و الذى فى آل عمران عنى به الجنان، کلها أُعِدَّتْ لِلَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ. هذا دلیل على انها مخلوقة و هو مذهب اهل السنة و الجماعة، ذلِکَ فَضْلُ اللَّهِ، اخبر و بیّن ان ذلک الثواب غیر مستحق على الطاعات فان ذلک عطاؤه یعطیه من یشاء من خلقه المؤمن وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ، اى المنّ الکبیر و قیل المراد بالفضل النبوة.
و قال ابن عباس ذلک اشارة الى الدّین یعطیه من یشاء من عباده.
ما أَصابَ مِنْ مُصِیبَةٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی أَنْفُسِکُمْ، المصیبة فى الارض و الانفس نقص الانفس و الثمرات و ظهور الفساد فى البر و البحر و الموت و الاوجاع إِلَّا فِی کِتابٍ یعنى فى اللوح المحفوظ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها اى من قبل ان نخلق تلک الارض و تلک الانفس، إِنَّ ذلِکَ عَلَى اللَّهِ یَسِیرٌ، اى حفظ ذلک على اللَّه یسیر هیّن و هو تنفیذ القضاء على ما سبق به العلم و حق فیه الحکم فانه هین عند اللَّه لانه خالقها و ان ذلک مقضىّ فى الکتاب قبل ان خلقها لا یشغله شأن عن شأن.
لِکَیْلا تَأْسَوْا عَلى‏ ما فاتَکُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاکُمْ، اى هذا الذى بیّنت لکم من حکم القضاء و القدر انما بینت لکم لکیلا تأسوا على ما فاتکم من الدنیا و نعمها وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاکُمْ قرأ ابو عمرو بقصر الالف اى بما جاءکم من الدنیا اعتبارا بقوله: عَلى‏ ما فاتَکُمْ و لم یقل افاتکم فذکر اللَّه سبحانه ان التأسف على فوات الدنیا و نعیمها و الفرح بما ینال منها مذموم و ان الامر صادر عن القضاء و القدر فلا التأسف یردّ فائتا و لا الفرح و الحرص یقرب معدوما و انما ذم تأسفا یوجب الجزع و الخروج عن حد الصبر الى الاعتراض و الشکایة و کذلک ذم فرحا یوجب بطرا و اشرا و لذلک قال تعالى وَ اللَّهُ لا یُحِبُّ کُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ، فالفرح الذى یؤدّى الى التفاخر بالدنیا و التکاثر فیها و یوجب الخیلاء لصاحبها مذموم و اما الفرح بنعمة اللَّه فغیر مذموم لانه یوجب الشکر و یعین على الطاعة بل هو عبادة اللَّه حیث علم نعمة اللَّه علیه.
قال ابن مسعود لان الحس جمرة احرقت ما احرقت و ابقت ما ابقت‏ احب الى من ان اقول لشى‏ء کان لیته لم یکن او لشى‏ء لم یکن لیته کان.
و قال جعفر بن محمد یا بنى آدم مالک تأسف على معدوم لا یرده الیک الفوت و مالک تفرح بموجود لا یترکه فى یدیک الموت، و قال الشاعر:
لا تطل الحزن على فائت
فقل ما یجدى علیک الحزن‏
سیان محزون على ما مضى
و مظهر حزنا لما لم یکن‏
الَّذِینَ یَبْخَلُونَ من صلة قوله: وَ اللَّهُ لا یُحِبُّ کُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ الذین صفتهم انهم یَبْخَلُونَ وَ یَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ.
قیل هم الیهود، بخلهم کتمان صفة المصطفى محمد (ص) و کانوا یأمرون اتباعهم بکتمان صفته لئلا یکسد سوقهم و لا یبطل ریاستهم و لا ینقطع عن اموال السفلة مأکلتهم.
و قیل کان بخلهم منع الصدقات و ذلک ان اللَّه سبحانه و تعالى امرهم باعطاء الصدقات فبخل المنافقون و الیهود و امروا اصحابهم بالبخل وَ مَنْ یَتَوَلَّ یعنى عن الایمان و اعطاء الصدقات فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِیُّ یستغنى عنهم فلا یعود الیه شى‏ء من معاصیهم الْحَمِیدُ لا یلحقه نقص و لا عیب و قیل حمید یحمد عباده المؤمنین.
قرأ اهل المدینة و الشام فان اللَّه الغنى باسقاط هو کما فى مصاحفهم.
لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَیِّناتِ، اى ارسلنا الانبیاء بالمعجزات الدالة على صدقهم فى دعوى النبوة وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْکِتابَ اى مع الانبیاء الکتب التی یتضمن مصالح دینهم و دنیاهم یعرف منها مائة کتاب و اربعة کتب.
و قیل: الرسل هاهنا الملائکة لقوله: مَعَهُمُ و الانبیاء ینزل علیهم و الیهم وَ الْمِیزانَ فیه ثلاثة اقوال: احدها انزل عین المیزان زمن نوح (ع) و قیل على آدم (ع) و القول الثانى: انزل علیهم و صفه و عرّفهم کیف یتخذونه. و القول الثالث المیزان هو العدل اى امرهم باقامة العدل و بالعدل فى المیزان و الدلیل علیه انه ذکر مَعَهُمُ بلفظ الجمع و المیزان الذى یتعامل علیه انما نزل على واحد منهم و الامر باقامة العدل مع جمیع الانبیاء لِیَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ، اى بالعدل فى معاملاتهم ایفاء و استیفاء و لا یظلم احد احدا فى ذلک.
وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِیدَ، جمهور المفسرین على ان آدم (ع) نزل الى الارض و معه العلاة و المطرقة و الکلبتان و الإبرة و عن ابن عباس قال: ثلاثة اشیاء نزلت مع آدم (ع): الحجر الاسود و کان اشدّ بیاضا من الثلج. و عصا موسى و کانت من آس الجنة طولها عشرة اذرع. و الحدید.
و عن ابن عمر عن النبى (ص) قال ان اللَّه عز و جل انزل اربع برکات من السماء الى الارض و الحدید و النار و الماء و الملح.
و قیل معنى انزل هاهنا خلق و اظهر کقوله: وَ أَنْزَلَ لَکُمْ مِنَ الْأَنْعامِ.
و قیل: انزل الماء فانعقد به جوهر الحدید فاصله من الماء و هو منزل فِیهِ بَأْسٌ شَدِیدٌ، اى یتحصّن به عن العدو باتخاذ الدرع و المغفر منه و باتخاذ السیف و السنان و غیر ذلک منه وَ مَنافِعُ لِلنَّاسِ، فى الحرث و الحصود و سائر الصناعات.
و قیل لا یتم فى الدنیا من امورها الا بالحدید و منفعتها، وَ لِیَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ یَنْصُرُهُ وَ رُسُلَهُ اى لیرى اللَّه من ینصر دینه و من یضرب بالسیف و الزجّاج و النصّال فى سبیله و ینصر اولیاءه و رسوله قوله بِالْغَیْبِ یعنى و هم مؤمنون باللّه بظهر غیب منهم لم یعاینوه و انما یحمد و یثاب من اطاع بالغیب إِنَّ اللَّهَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ، اى قدیر منیع منتقم من عباده غالب لا یغلبه احد اشار بهذا الى غناه فى نصرة دینه عن الانصار و الضاربین فى سبیله بالسیف.
وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَ إِبْراهِیمَ خصّا بذکر لانهما ابوان للانبیاء فالبشر کلهم من ولد نوح و العرب و العبرانیون کلهم من ولد ابراهیم وَ جَعَلْنا فِی ذُرِّیَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْکِتابَ اى الکتب فهو للجنس و قیل الخط بالقلم فَمِنْهُمْ اى من الذریة مُهْتَدٍ اى من اهتدى باتباع الرسل و اخذ بما فى الکتاب وَ کَثِیرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ خارجون عن الایمان و الطاعة.
ثُمَّ قَفَّیْنا عَلى‏ آثارِهِمْ بِرُسُلِنا، اى ارسلنا رسولا بعد رسول على اثر نوح و ابراهیم و من مضى من الانبیاء، وَ قَفَّیْنا بِعِیسَى ابْنِ مَرْیَمَ، اى اتبعنا آثار هؤلاء الرسل بعیسى بن مریم وَ آتَیْناهُ الْإِنْجِیلَ، جاءه دفعة واحدة وَ جَعَلْنا فِی قُلُوبِ الَّذِینَ اتَّبَعُوهُ على دینه رَأْفَةً، هى اشد الرحمة وَ رَحْمَةً لبعض على بعض کانوا متوادّین متراحمین کما قال اللَّه تعالى فى وصف اصحاب النبى (ص) رُحَماءُ بَیْنَهُمْ و قیل امروا بالصفح عن اذى الناس و قیل لهم من لطم خدّک الایمن فولّه خدّک الایسر و من سألک رداءک فاعطه قمیصک، وصفوا بالرحمة خلاف الیهود الذین وصفوا بالقسوة، وَ رَهْبانِیَّةً ابْتَدَعُوها لیس هذا بعطف على ما قبله و انتصابه بفعل مضمر کانه قال و ابتدعوا رهبانیة و الرهبانیة من الرهبة و معناها البلوغ فى النسک اعلى المبالغ مع الانقطاع عن الناس و الخلوة بالعبادة فى الصوامع و البیوت و ترک المطاعم الترفه، ابْتَدَعُوها، من تلقاء انفسهم لم نامرهم بها.
قال ابن عباس هم قوم رأوا المنکر فلم یقدروا على تغییره فساحوا فى الارض و لزموا البرارى.
و قال قتادة: رفضوا النساء و اتخذوا الصوامع ما کَتَبْناها عَلَیْهِمْ اى لم نامرهم و لم نوجبها علیهم إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ یعنى لکنهم ابتغوا رضوان اللَّه بتلک الرهبانیه التی حملوها انفسهم من المشاقّ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعایَتِها و ضیعوها و کفروا بدین عیسى فتهودوا و تنصروا و دخلوا فى دین ملوکهم و ترکوا الترهیب و اقام منهم اناس على دین عیسى (ع) حین ادرکوا محمدا (ص) فآمنوا به و ذلک قوله: فَآتَیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ و هم الذین ثبتوا علیها و هم اهل الرأفة و الرحمة و قیل هو النجاشى و من آمن من قومه و من نصارى نجران و تغلب و لخم و تمیم و الروم وَ کَثِیرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ، و هم الذین ترکوا الرهبانیة و کفروا بدین عیسى (ع).
و فى ذلک ما روى ابن مسعود قال کنت ردیف رسول اللَّه (ص) على حمار فقال یا بن ام عبد هل تدرى من این اتخذت بنو اسرائیل الرهبانیة قلت اللَّه و رسوله اعلم، قال ظهرت علیهم الجبابرة بعد عیسى (ع) یعملون بمعاصى اللَّه فغضب اهل الایمان فقاتلوهم فهزم اهل الایمان ثلث مرات فلم یبق منهم الا القلیل فقالوا ان ظهرنا لهؤلاء افنونا و لم یبق للدین احد یدعو اللَّه فتعالوا نتفرق فى الارض الى ان یبعث اللَّه النبى الذى وعدنا عیسى یعنون محمدا (ص) فتفرقوا فى غیران الجبال و احدثوا رهبانیة فمنهم من تمسک بدینه و منهم من کفر، ثم تلا هذه الآیة: وَ رَهْبانِیَّةً ابْتَدَعُوها.. الآیة، فَآتَیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ یعنى من ثبتوا علیها ثم قال النبى (ص) یا بن ام عبد أ تدرى ما رهبانیة امتى، قلت اللَّه و رسوله اعلم، قال الهجرة و الجهاد و الصلاة و الصوم و الحج و العمرة و التکبیر على التلاع.
قال الزجاج قوله: إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ، موضعه نصب لانه بدل من الهاء فى قوله: ما کَتَبْناها و التقدیر: «ما کتبنا علیهم الا ابتغاء رضوان اللَّه» فیکون مفعولا به و المعنى ما کتبنا علیهم الا ائتمار ما امرناهم به و ما رعوا ما امرناهم به من ابتغاء الرضوان حق رعایتها، اى انهم قصروا فى طاعتنا و فیما امرناهم بها و قیل فَما رَعَوْها حَقَّ رِعایَتِها اذ بدّلوا دینهم و لم یؤمنوا بمحمد، فیکون المراد بهم من کان منهم فى زمن النبى (ص) فَآتَیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا، بمحمد (ص)، مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَ کَثِیرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ، کافرون.
روى عن ابن مسعود قال دخلت على رسول اللَّه (ص) فقال یا بن مسعود اختلف من کان قبلکم على اثنتین و سبعین فرقة نجا منها ثلاث و هلک سائرهن: فرقة آذت الملوک و قاتلوهم على دین عیسى (ع) فاخذوهم فقتلوهم و فرقة لم یکن لهم طاقة بموازاة الملک و لا بان یقیموا بین ظهرانیهم یدعوهم الى دین اللَّه عز و جل و دین عیسى (ع) فساحوا فى البلاد و ترهبوا
و هم الذین قال اللَّه تعالى: وَ رَهْبانِیَّةً ابْتَدَعُوها ما کَتَبْناها عَلَیْهِمْ، قال النبى (ص) من آمن بى و صدقنى و اتبعنى فقد رعاها حق رعایتها و من لم یؤمن بى فاولئک هم الهالکون، فلما بعث النبى (ص) و لم یبق منهم الا قلیل، حط رجل من صومعته و جاء سائح من سیاحته و صاحب الدیر من دیره و آمنوا به فقال اللَّه عز و جل: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا، بموسى و عیسى‏ اتَّقُوا اللَّهَ وَ آمِنُوا، بمحمد (ص)، یُؤْتِکُمْ کِفْلَیْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ، یعنى یؤتکم اجرین لایمانکم بعیسى و الانجیل و بمحمد و القرآن.
و فى الحدیث الصحیح عن رسول اللَّه (ص) قال: ثلاثة یؤتون اجرهم، مرتین: رجل کانت له جاریة فادّبها فاحسن ادبها ثم اعتقها و تزوّجها و رجل من اهل الکتاب آمن بکتابه و آمن بمحمد (ص) و عبد احسن عبادة للَّه و نصح سیّده.
سعید بن جبیر گفت: رسول خداى (ص) جعفر را فرستاد بحبشه با هفتاد کس از اصحاب خویش تا نجاشى را و قوم وى را بدین اسلام دعوت کنند. نجاشى با چهل مرد از قوم وى ایمان آوردند و دین اسلام قبول کردند، چون خواستند که باز گردند، آن چهل مرد گفتند راه ایشان بحر است، و احوال بحر ما بهتر دانیم تا با ایشان برویم و ایشان را ببحر باز گذرانیم، و نیز پیغامبر (ص) به بینیم و بدیدار وى بیاساییم و فائده گیریم، ایشان بیامدند و درویشان صحابه را دیدند سخت درویش و بى‏نوا و بى‏حال از رسول خدا دستورى کردند، تا بروند و از مال و نعمت خویش بهره‏اى بیارند براى درویشان صحابه و مواساة با ایشان. رسول خدا ایشان را دستورى داد تا برفتند و مال آوردند و بصحابه تفرقه کردند، رب العالمین در شأن ایشان آیت فرستاد: الَّذِینَ آتَیْناهُمُ الْکِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ یُؤْمِنُونَ. قومى از اهل کتاب که ایمان نیاورده بودند با مسلمانان گفتند که اللَّه تعالى ایشان را که بهر دو کتاب ایمان آوردند از مزد دو بهر داد. ما کتاب خویش را ایمان آوردیم از مزد یک بهره است همچون مزد شما، پس شما را بر ما فضل نیست.
رب العالمین بجواب ایشان این آیت فرستاد: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ آمِنُوا بِرَسُولِهِ، یُؤْتِکُمْ کِفْلَیْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ.
یعنى که اندو بهره از مزد کسى را بود که ایمان آرد بمحمد (ص) و نیز او را نور دهند و مغفرة. اما کسى که ایمان بمحمد نیارد، او را هیچ مزد نیست.
قوله: وَ یَجْعَلْ لَکُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ یعنى على الصراط کما قال اللَّه تعالى: نُورُهُمْ یَسْعى‏ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ، و قیل النور هو القرآن یحمله المؤمن یقظان و نائما و قاعدا و قائما.
و قیل هو الهدى و البیان اى یجعل لکم سبیلا واضحا فى الدین تهتدون به، وَ یَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ.
لِئَلَّا یَعْلَمَ أَهْلُ الْکِتابِ، لا فى هذه الکلمة زائدة که فى قوله: ما مَنَعَکَ أَلَّا تَسْجُدَ یعنى ان تسجد و انما یحسن ادخالها فى کلام یدخل فى آخره او اوله جحد، و المعنى: لیعلم الذین لم یؤمنوا انهم لا اجر لهم و لا نصیب لهم فى الفضل.
و قیل نزلت هذه الآیة فى ان اهل الکتاب اطول زمانا و اکثر اجتهادا و اقل اجرا و هذه الامّة اقصر مدة و اقل سعیا و اعظم اجرا و به‏
قال رسول اللَّه (ص): انّما مثلنا و مثل الذین اوتوا الکتاب من قبلنا مثل رجل استأجر اجیرا فقال: من یعمل لى الى آخر النهار على قیراط قیراط فعمل قوم ثم ترکوا العمل نصف النهار ثم قال: من یعمل لى نصف النهار الى آخر النهار على قیراط قیراط، فعمل قوم الى العصر على قیراط قیراط ثم ترکوا العمل، ثم قال: من یعمل لى الى اللیل على قیراطین قیراطین.
فعمل قوم الى اللیل على قیراطین قیراطین. فقال الطائفتان الاولیان: ما لنا اکثر عملا و اقل اجرا. فقال: هل نقصتکم من حقکم شیئا، قالوا: لا قال: ذلک فضلى اوتیه من اشاء و معنى الآیة: ان القرآن و الاجر و النبوة و الرزق بید اللَّه یملکه دونهم، یُؤْتِیهِ مَنْ یَشاءُ، اى یعطیه من هو اهل لذلک، وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ اى ذو الافضال على من یشاء من عباده المؤمنین.
رشیدالدین میبدی : ۶۱- سورة الصف- مدنیة
النوبة الثانیة
این سوره را سه نام است: سورة الحوارییّن، سورة عیسى، سورة الصف. چهارده آیت است. دویست و بیست و یک کلمه و نهصد حرف. جمله به مدینه فرو آمد بقول بیشتر مفسّران و قال عطاء هى مکیّة. درین سوره نه ناسخ است و نه منسوخ. و یروى عن ابىّ بن کعب قال: قال رسول اللَّه (ص): «من قرأ سورة عیسى کان عیسى مصلّیا مستغفرا له ما دام فی الدنیا و یوم القیامة هو رفیقه.
سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ. انّما اعید ذکر سَبَّحَ لانّه افتتاح السورة بتعظیم الرّب فحسن اعادته و الاستفتاح به کاعادة به بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ فى کلّ سورة للتیمّن و التبرک. و قیل: انّ سبحان اللَّه کلمة احبّها اللَّه و رضیها فاحبّ ان یقال. و المعنى: قدّس اللَّه و نزّهه کلّ شى‏ء خلقه فکلّ ما خلقه جعله على وحدانیّته دلیلا و لمن اراد ان یعرف الهیّته طریقا و سبیلا اتقن کلّ شى‏ء و ذلک دلیل علمه و حکمته و رتّب کلّ مخلوق و ترتیبه شاهد مشیّته و ارادته.
وَ هُوَ الْعَزِیزُ فلا شبیه یساویه و لا شریک فی الملک ینازعه و یضاهیه. الْحَکِیمُ الّذى لا یوجد فی حکمته عیب و لا یتوجّه علیه عتب.
یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ؟ اقوال مفسّران در سبب نزول این آیت مختلف است و از روى معنى جمله متقارب‏اند. جماعتى از صحابه گفتند: که اگر ما دانستیمى که از اعمال و طاعات کدام است بنزدیک اللَّه نیکوتر و پسندیده‏تر و ثواب آن بیشتر، ما آن طاعت کردیمى
و در تحصیل آن ببذل مال و نفس کوشش نمودیمى و جهد بندگى در آن بجاى آوردیمى. ربّ العالمین بر وفق آرزوى ایشان این آیت فرستاد که: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الَّذِینَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِهِ صَفًّا اللَّه دوست دارد صفهاى برکشیده در معرکه ابطال در مقام قتال با اعداء دین. پس چون غزاء احد پیش آمد، بر گفته خود وفا ننمودند و قدم خویش بر جاى بنداشتند و راه هزیمت گرفتند.
ربّ العالمین ایشان را در این آیت عتاب کرد که: لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ؟ قتادة و ضحاک گفتند: قومى از غزا باز گشته بودند، و هر یکى دعوى میکردند بر خلاف راستى. یکى میگفت: من چندین ضربت زدم، دشمن را بتیر خسته کردم، و ازین هیچ نکرده بود و دیگرى گفت: من در معرکه صبر کردم و قدم بر جاى بداشتم و از دشمن روى نگرداندم و آنچه گفت نکرده بود که راه هزیمت گرفته بود و قدم بر جاى نداشته بود. ربّ العالمین ایشان را ازین گفتار بى‏حاصل نهى کرد که آنچه بفعل نکرده‏اید بزبان چرا گوئید؟ عبد الرحمن بن زید بن اسلم گفت: در شأن منافقان فرو آمد که با مسلمانان گفتند: ان قاتلتم قاتلنا معکم و ان خرجتم خرجنا معکم ثمّ لم یفعلوا و المعنى: یا ایّها الّذین آمنوا بالسنتهم و لم یؤمنوا بقلوبهم. قیل معناه: یا ایّها الّذین حکمه لهم کحکم الایمان فی الظاهر دون الباطن، بر قول ایشان که خطاب منافقان نهند. معنى آنست که: اى شما که ایمان بزبان آوردید نه بدل، و حکم اللَّه شما را همچون حکم ایمانست از روى ظاهر نه از روى باطن. چرا بزبان آن مى‏گویید که بفعل نمى‏کنید؟ قال سفیان بن عیینة: معناه: لم تقولون ما لیس الامر فیه الیکم، فلا تدرون هل تفعلون ام لا تفعلون؟. چرا بزبان چیزى مى‏گویید که توان آن و بسر بردن آن بدست شما نیست، ندانید که کنید یا نکنید تقدیر الهى با تدبیر بندگى موافق هست یا نیست؟! کَبُرَ مَقْتاً اى بغضا. عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ. من مقته اللَّه فله النّار کما ان من احبّه اللَّه فله الجنّة. و قوله: کَبُرَ مَقْتاً نصب على الحال، و قیل: نصب على التمییز اى کبر من مقت. و قیل: کبر المقت مقتا عند اللَّه ان تقولوا فی محلّ الرفع بالابتداء کقولک: نعم الرجل رجلا زید. قال مجاهد: نزلت هذه الآیة فی عبد اللَّه بن رواحة الانصارى، شاعر رسول اللَّه (ص)، المستشهد بموتة امیرا و کان یقصّ على اصحاب رسول اللَّه (ص) فی مسجده على حیاته و جلس الیه رسول اللَّه یوما و قال: امرت ان اجلس الیکم و امر ابن رواحة ان یمضى فی کلامه، فقال یوما فی اصحاب له: لیتنا علمنا اىّ الاعمال احبّ الى اللَّه فلزمناه ما دمنا. فنزلت: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّکُمْ عَلى‏ تِجارَةٍ تُنْجِیکُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِیمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ... الآیة، فلمّا نزلت قال ابن رواحة: لا ازال حبیسا فی سبیل اللَّه فلم یزل یجاهد حتى استشهد بموتة ثمّ تباطؤا فنزلت: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ؟ و قیل اشدّ اى القرآن على الدعاة الى الدّین و الواعظین ثلاث آیات أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ...
الآیة. وَ ما أُرِیدُ أَنْ أُخالِفَکُمْ إِلى‏ ما أَنْهاکُمْ عَنْهُ الآیة لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ و یقرب منه قوله عزّ و جلّ: یُحِبُّونَ أَنْ یُحْمَدُوا بِما لَمْ یَفْعَلُوا.
قوله: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الَّذِینَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِهِ صَفًّا یحثّ على التسارع فی القتال، و یدعوا عن التباطؤ و یدلّ على فضیلة الجهاد. صَفًّا اى.. مصطفّین، مصدر وقع موقع الحال. کَأَنَّهُمْ بُنْیانٌ مَرْصُوصٌ المرصوص و المرصوف من البنیان: مالا خلل فیه و لا فرج. قیل: کَأَنَّهُمْ بُنْیانٌ مَرْصُوصٌ، بنى بالرصاص لاصق بعضه الى بعض. و قیل: یرید استواء نیّاتهم فی حرب عدوّهم حتى یکون اجتماع کلمتهم کالبناء لا خلل فیه و لا فرجة و منه‏
قوله صلى اللَّه علیه و سلّم: تراصّوا فی الصفوف لا یتخلّلکم الشیطان.
و کان عمر بن الخطاب (رض) یقول اذا قام الى الصلاة: تراصّوا و استووا. و کذلک‏
فی الخبر انّ اللَّه عزّ و جلّ یقول: الشیوخ رکّع و صبیان رضّع و بهائم رتّع لصبّ علیهم العذاب صبّا ثمّ لرصّ رصّا.
وَ إِذْ قالَ مُوسى‏ لِقَوْمِهِ بنى اسرائیل: یا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِی؟ و ذلک انّهم کانوا یقولون انّ به عیبا و انّه آدر اى لم لا توقروننى مع علمکم أَنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْکُمْ و الرسول یعظم و یحترم فیه تسلیة للنبىّ (ص)، اى اذا آذاک المنافقون فتذکّر موسى (ع) و ایذاء قومه ایّاه. فَلَمَّا زاغُوا اى عدلوا عن احکام الشریعة بارتکاب ما نهوا عنه من المحظورات و ترک ما امروا به من الواجبات. أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بان خلق فیها شکّا و ضلالة و امالها عن الهدى عقوبة لهم عن معاصیهم و قیل: لمّا زاغوا عن العبادة، أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بان خلق فیها شکّا عن الارادة. و قیل: فی نظم الآیة تقدیم و تأخیر و المعنى فلمّا أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ زاغوا نظیره. و من یؤمن باللّه یهد قلبه. وَ اللَّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْفاسِقِینَ. اى لا یهدى الى دینه الّذین فی علمه انّهم یموتون کفّارا و نظیر الآیة قوله فی الاحزاب: لا تَکُونُوا کَالَّذِینَ آذَوْا مُوسى‏ کان موسى (ع) حییّا، کریما، ستیرا، یغتسل مستترا و کان بنو اسرائیل یغتسلون عراة فقالوا: انّ موسى لا یستتر الّا لسوء به فاتّهموه بالادرة فخلا یوما للاغتسال و هم اذ ذاک فی التیه فتعرّى و وضع ثیابه على الحجر الّذى یسقبهم فسار الحجر و ذهب بثیابه على الماء یهوى کالطیر أی یسرع و هو یعد و خلفه بیده العصا و یقول: ثیابى حجر، ثیابى حجر، ثمّ لحقه و طفق ضربا بالحجر. قال ابو هریرة فو اللَّه لقد رأیت ندوب عصاه بالحجر و هو قوله عزّ و جلّ فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا و ذلک انّ بنى اسرائیل نظروا الیه حین یعد و خلف الحجر.
قوله: وَ إِذْ قالَ عِیسَى ابْنُ مَرْیَمَ المعنى و تذکّر ایضا عِیسَى ابْنُ مَرْیَمَ.
اذ قال لقومه یا بَنِی إِسْرائِیلَ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْکُمْ مُصَدِّقاً لِما بَیْنَ یَدَیَّ مِنَ التَّوْراةِ اى مؤمنا. بما جاء به موسى من التوریة. وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ یَأْتِی مِنْ بَعْدِی اسْمُهُ أَحْمَدُ. بشّر کلّ نبىّ قومه بنبیّنا (ص) و اللَّه افرد عیسى بالذکر فی هذا الموضع لانّه آخر نبىّ قبل نبیّنا (ص). فبیّن انّ البشارة به عمّ جمیع الانبیاء واحدا بعد واحد حتى انتهى الى عیسى (ع).
یروى عن رسول اللَّه (ص) انّه قال انا دعوة ابى، ابراهیم، و بشارة اخى، عیسى، و رأت امّى فی منامها نورا خرج منها اضاء لها اعناق الإبل بنصرى، یعنى بدعوة ابراهیم.
قوله: رَبَّنا وَ ابْعَثْ فِیهِمْ رَسُولًا و عن محمد بن جبیر بن مطعم عن ابیه انّ رسول اللَّه (ص) قال: لى خمسة اسماء انا محمد و انا احمد و انا الماحى الّذى یمحو اللَّه بى الکفر و انا الحاشر الّذى یحشر الناس على قدمىّ و انا العاقب آخر الانبیاء».
و زاد فیه حذیفة بن الیمان و غیره و نبىّ الرحمة و نبىّ الملحمة. و قوله أَحْمَدُ الالف فیه للمبالغة فی الحمد و له و جهان: احدهما، انّه مبالغة من الفاعل اى الانبیاء کلّهم حامدون اللَّه عزّ و جلّ و هو اکثر حمدا للَّه من غیره.
و الثانى، انّه مبالغة من المفعول اى الانبیاء کلّهم محمودون لما فیهم من الخصال الحمیدة و هو اکثر مناقب و اجمع للفضائل و المحاسن الّتى یحمد بها. فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَیِّناتِ یعنى: جاءهم عیسى بالمعجزات و الدلالات الواضحات. قالُوا هذا الّذى اتى به سِحْرٌ ظاهر مُبِینٌ. قرأ حمزة و الکسائى: هذا ساحر، اى عیسى ساحر مبین.
وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى‏ عَلَى اللَّهِ الْکَذِبَ و وصف البارئ بما لا یجوز ان یوصف به و نسب النبى الى السحر وَ هُوَ یُدْعى‏ إِلَى الْإِسْلامِ فلا یجیب، وَ اللَّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ اى لا یهدى من علم انّه کافر فی عاقبة امره و فی سابق حکمه.
یُرِیدُونَ لِیُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ. اى یریدون لیردّوا کتاب اللَّه بالتکذیب بالسنتهم. و قیل: یریدون ابطال نور اللَّه و هو الاسلام و القرآن و مثل من یرید ان یطفئ نور الاسلام و القرآن بکیده کمن یحتال و یزاول إطفاء شعاع الشمس بنفثه و نفخه فیه و ذلک من المحال. و قیل یُرِیدُونَ کنایة عن الیهود و النور الهدى و هو هذا رسول اللَّه (ص). و قال ایّوب السختیانى: الّذین یتمنّون موت اهل السنة یُرِیدُونَ لِیُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ کَرِهَ الْکافِرُونَ قرئ بالتنوین و بالاضافة مُتِمُّ نُورِهِ فحقّ ما وقع الاضافة و حقّ لما لم یقع التنوین فالمعنى: اتمّ نوره و یتمّه ابدا. و قال ابن عباس: ابطأ الوحى عن النبى (ص) یوما فقال کعب بن الاشرف للیهود: ابشروا فقد اطفأ اللَّه نور محمد ممّا کان ینزل علیه و ما کان اللَّه لیتم نوره، فحزن رسول اللَّه (ص) فانزلت هذه الآیة ثمّ اتّصل الوحى.
هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ یعنى: محمد (ص) بِالْهُدى‏ اى بالاسلام و القرآن وَ دِینِ الْحَقِّ یعنى: دین اللَّه لِیُظْهِرَهُ عَلَى الدِّینِ کُلِّهِ اى یظهره بالغلبة و الاستعلاء و قد حصل لانّ الاسلام ما بقى دینا الّا غلبه و علاه. و قیل: یظهره على الدّین کلّه بنزول عیسى (ع) و دخول اهل الارض قاطبة فی الاسلام فلا تبقى نفس الا مسلمة و ذلک قوله: حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها. و قوله: حَتَّى لا تَکُونَ فِتْنَةٌ. وَ لَوْ کَرِهَ الْمُشْرِکُونَ یعنى: کفّار قریش.
یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّکُمْ عَلى‏ تِجارَةٍ تُنْجِیکُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِیمٍ.
سمى اللَّه الایمان و الجهاد تجارة لانّ فی التجاره ربحا کذلک فی الایمان و الجهاد حصول الحظّ الاوفر. قرأ ابن عامر تُنْجِیکُمْ بالتشدید و المعنى: یبعّدکم عن العذاب الالیم.
قیل: نزلت هذه الآیة حین قالوا: لو نعلم، اىّ الاعمال احبّ الى اللَّه عزّ و جلّ لعملناه.
و قوله: تُؤْمِنُونَ بدل من التجارة اى تلک التجارة ان تؤمنوا. فلمّا حذف ان رفع وَ تُجاهِدُونَ اى تحاربون العدوّ من المشرکین فی طاعة اللَّه بِأَمْوالِکُمْ وَ أَنْفُسِکُمْ ذلِکُمْ الجهاد و الایمان خَیْرٌ لَکُمْ من ترکهما إِنْ کُنْتُمْ تَعْلَمُونَ اى ان کنتم مؤمنین و عالمین بصدق اللَّه.
سئل رسول اللَّه (ص) عن افضل الاعمال، فقال: ایمان باللَّه و جهاد فی سبیله.
و قال صلّى اللَّه علیه و سلّم: جاهدوا المشرکین باموالکم و انفسکم و السنتکم‏
و قال رباط یوم فی سبیل اللَّه خیر من الدنیا و ما علیها و جاء رجل بناقة مخطومة و قال: هذه فی سبیل اللَّه.
فقال رسول اللَّه (ص): لک بها یوم القیامة سبع مائة ناقة کلّها مخطومة، و قال: «من جهّز غازیا فی سبیل اللَّه فقد غزا و من خلف غازیا فی اهله فقد غزا»
یَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ اى یسترها علیکم و لا یفضحکم بها اذا انتم فعلتم ما امرتم به من الجهاد. وَ یُدْخِلْکُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ قوله: یَغْفِرْ لَکُمْ... یُدْخِلْکُمْ جزم لانّه جواب قوله: تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُجاهِدُونَ لانّ معناه: آمنوا باللّه و جاهدوا یغفر لکم و یدخلکم. قوله وَ مَساکِنَ طَیِّبَةً... قال الحسن سألنا عمران بن الحصین و ابا هریرة عن تفسیر وَ مَساکِنَ طَیِّبَةً فِی جَنَّاتِ عَدْنٍ فقالا على الخبیر سقطت، سألنا رسول اللَّه عنها. فقال: «قصر من لؤلؤة فی الجنّة فی ذلک القصر سبعون دارا من یاقوتة حمراء فی کلّ دار سبعون بیتا من زمرّدة خضراء فی کلّ بیت سبعون سریرا على کلّ سریر سبعون فراشا من کلّ لون على کلّ فراش امرأة من الحور العین فی کلّ بیت سبعون مائدة على کلّ مائدة سبعون لونا من کلّ الطعام فی کلّ بیت وصیفا و وصیفة.» قال: «فیعطى اللَّه المؤمن القوّة من غداة واحدة ما یأتى على ذلک کلّه.» ذلِکَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ اى النجاة لا یعادلها شى‏ء.
وَ أُخْرى‏ تُحِبُّونَها اى و لکم خصلة اخرى فی العاجل مع ثواب الآخرة تحبّونها و تلک الخصلة. نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ اى ظفر من اللَّه و عون على کفّار قریش.
وَ فَتْحٌ قَرِیبٌ یعنى فتح مکة، و قیل: فتح فارس و الروم عجّل لهم النصر و الغنیمة و الفتح فی الدنیا مع ما اعدّ اللَّه لهم فی الآخرة من جمیل الثواب. وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِینَ بما اعدّ لهم و وعدهم به من نصرته و احسانه فی الدّنیا و الآخرة، فکان فی هذا دلالة على صدق النبى (ص) لانّه اخبر عمّا حصل و وقع فی المستقبل من الایام على ما اخبره ثمّ خصّهم على نصرة الدّین وجها المخالفین، فقال: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا کُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ قرأ اهل الحجاز و ابو عمرو انصارا بالتنوین للَّه بلام الاضافة، و قرأ الآخرون أَنْصارَ اللَّهِ مضافا لقوله: نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ.
یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا خطاب لاهل المدینة و هم الانصار، و کانوا سبعین نفرا بایعوا رسول اللَّه (ص) لیلة العقبة یقول تعالى: «انصروا دین اللَّه و رسوله مثل نصرة الحوارییّن» لمّا قال عیسى (ع) مَنْ أَنْصارِی إِلَى اللَّهِ؟ اى من انصارى الى نصرة اللَّه. و قیل: مَنْ أَنْصارِی و اعوانى مع اللَّه کقول القائل: الذود الى الذود إبل، قال الحواریون، و هم الّذین اخلصوا من کلّ عیب و منه الدقیق الحوارى لانّه لباب البرّ، و قیل: لانّهم کانوا یحورون الى نبیّهم فی کلّ امر. اى یرجعون و یأتمرون لامره. نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ اى انصار الحقّ. فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِی إِسْرائِیلَ اى بعیسى وَ کَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَیَّدْنَا الَّذِینَ آمَنُوا عَلى‏ عَدُوِّهِمْ اى قوّینا هم و نصرناهم. فَأَصْبَحُوا ظاهِرِینَ غالبین عالین. قیل: قاتل اصحاب عیسى بعد عیسى و لم یکن عیسى امر بالقتال و القتل. و ذلک انّه لمّا رفع عیسى تفرّق قومه ثلاث فرق. فرقة قالوا: کان اللَّه فارتفع. و فرقة قالوا: کان ابن اللَّه فرفعه اللَّه الیه، و فرقة قالوا: عبد اللَّه و رسوله. فاقتتلوا و ظهرت الفرقة المؤمنة على الکافرة. فذلک قوله: فَأَیَّدْنَا الَّذِینَ آمَنُوا عَلى‏ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِینَ. و قیل: ظاهرین بالحجّة لا بالحرب. روى مغیرة عن ابراهیم فاصبحت حجّة من آمن بعیسى ظاهرة بتصدیق محمد (ص) انّ عیسى کلمة اللَّه و روحه.
رشیدالدین میبدی : ۶۳- سورة المنافقین- مدنیة
النوبة الثانیة
این سوره یازده آیتست صد و هشتاد کلمه هفتصد و هفتاد و شش حرف جمله به مدینه فرو آمد. در این سوره ناسخ است و منسوخ نیست. و النّاسخ قوله: سَواءٌ عَلَیْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ الآیة.... و عن ابىّ بن کعب قال: قال رسول اللَّه (ص): «من قرأ سورة المنافقین برى‏ء من النّفاق.
قوله تعالى: إِذا جاءَکَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّکَ لَرَسُولُ اللَّهِ هذا کقوله: وَ إِذا لَقُوا الَّذِینَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَ إِذا لَقُوکُمْ قالُوا آمَنَّا وَ إِذا جاؤُکَ حَیَّوْکَ بِما لَمْ یُحَیِّکَ بِهِ اللَّهُ. و المنافق هو الّذى یصدّقک لسانه و یکذّبک قلبه، اخذ من النّافقاء و هو جحر الیربوع و الثعلب و الضب و هو الّذى یخرج منه اذا اخذ الصّیاد القاصعاء و هو جحره الّذى یدخل فیه اخذ کلّ ذلک من النّفق و هو السّرب، نافق الرّجل و تنفق و انتفق بمعنى واحد. سئل حذیفة من المنافق. فقال: الّذى یصف الاسلام و لا یعمل به و هم الیوم شرّ منهم لانّهم کانوا یومئذ یکتمونه و هم الیوم یظهرونه. و قیل: معنى نشهد نحلف یدلّ علیه.
قوله: اتَّخَذُوا أَیْمانَهُمْ جُنَّةً و قال قیس بن ذریج:
و اشهد عند اللَّه انّى احبّها
فهذا لها عندى فما عندها لیا
و الآیة نزلت فی عبد اللَّه بن ابىّ و اصحابه، کانوا یشهدون لرسول اللَّه (ص) بالرّسالة و هم منکرون له بقلوبهم فکانوا اذا شهدوا مجمعا مدحوه.
و قالُوا نَشْهَدُ إِنَّکَ لَرَسُولُ اللَّهِ صادقا و کانوا یحلفون على ذلک و على انّهم یقولون ذلک عن قلوبهم فقال اللَّه عزّ و جلّ: وَ اللَّهُ یَعْلَمُ إِنَّکَ لَرَسُولُهُ دخلت اللام لکسرة الالف و هذا اعتراض و هو من کلام اللَّه سبحانه فیه تعظیم لنبیّه. وَ اللَّهُ یَشْهَدُ اى یحلف و قیل: یعلم انّ المنافقین لکاذبون فی قولهم نَشْهَدُ لانّهم لا یشهدون اذا خلوا، بل یقولون: «إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ» معنى آیت آنست که: منافقان در حضرت نبوّت و مجمع مسلمانان سوگند میخوردند که ما از صدق دل و اعتقاد درست رسالت و نبوّت تو پذیرفتیم و از ضمیر پاک بى نفاق، گواهى میدهیم، که تو رسول خدایى. ربّ العالمین ایشان را بآنچه گفتند، که از صدق دل گواهى میدهیم دروغ زن کرد که نه از صدق دل و اعتقاد پاک میگفتند، بلکه از نفاق میگفتند، که با یاران خود در خلوت میگفتند: إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ. این چنانست که کسى گوید: من الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ میخوانم، تو وى را گویى دروغ گفتى. نسبت این دروغ با قراءت وى گردد، نه با عین «الْحَمْدُ لِلَّهِ» یعنى که: تو دروغ مى‏گویى که میخوانم، نه «الْحَمْدُ لِلَّهِ» دروغست. و قیل: معنى قوله: لَکاذِبُونَ اى یکذّبون.
اتَّخَذُوا أَیْمانَهُمْ اى حلفهم الکاذب. جُنَّةً: وقایة و سترة یستترون بها. قال الاعشى:
اذا انت لم تجعل لعرضک جنّة
من المال سار الذّمّ کلّ مسیر.
و قیل: اتَّخَذُوا أَیْمانَهُمْ جُنَّةً من القتل یعصموا بها دماءهم و اموالهم فَصَدُّوا عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ اى اعرضوا عن طاعة اللَّه. و قیل: صدّوا غیرهم عن الایمان فی السّر إِنَّهُمْ ساءَ ما کانُوا یَعْمَلُونَ بئس ما عملوا من النّفاق و صرف النّاس عن دین اللَّه. و قوله: کانُوا افاد انّهم بهذه الصّفة مذ کانوا ذلک، اى هذا الاسم لهم بالنّفاق.
و هذا التکذیب من اللَّه لهم بسبب انّهم آمَنُوا فى الظّاهر و بالقول و کَفَرُوا فى السّر بالقلب آمَنُوا متستّرین و کَفَرُوا مستترین فَطُبِعَ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ ختم علیها حتى لا یدخلها الایمان جزاء على نفاقهم فَهُمْ لا یَفْقَهُونَ اى لا یعقلون الهدى و لا یعرفون صحّة الایمان کما یعرفه المؤمنون.
وَ إِذا رَأَیْتَهُمْ تُعْجِبُکَ أَجْسامُهُمْ یعنى: لحسن صورهم و طول قاماتهم.
قال ابن عباس: کان عبد اللَّه بن ابىّ جسیما، فصیحا، حلو الکلام، و کان اذا جاء فاعتذر الى رسول اللَّه (ص) اعجبه حسن کلامه فذلک قوله: وَ إِنْ یَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ یعنى لفصاحة کلامهم. و قیل: تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ لا اله الّا اللَّه. و فی الخبر عن رسول اللَّه (ص): «انّ اللَّه یبغض البلیغ الّذى یلوى بلسانه کما تلوى الباقرة بالسنتها»
کَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ اى هم فی قلّة تفقّههم و عدم عقلهم و تدبّرهم. خُشُبٌ منصوبة ممالة الى الجدار. یقال: اسندت الشّى‏ء اذا املته. التثقیل للتّکثیر و اراد انّها لیست باشجار تثمر و لکنّها خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ الى حائط. و قیل: اراد بالخشب المسنّدة الّتى تأکّلت اجوافها ترى صحیحة من بعید و هی خاویة متأکّلة، اى هم اشباح خاویة و اجسام عن المعنى خالیة. قرأ ابو عمرو و الکسائى خُشُبٌ بسکون الشین جمع خشبة کبدنة و بدن. قرأ الباقون بضمّ الشین کثمرة و ثمر. وفی الخبر: «مثل المؤمن کمثل الخامة من الزّرع تمیّلها الرّیح مرّة هکذا و مرّة هکذا. و مثل المنافق مثل‏ الارزة المجذیة على الارض حتّى یکون انجعافها بمرّة.
ثمّ وصفهم اللَّه عزّ و جلّ: بالجبن فقال: یَحْسَبُونَ کُلَّ صَیْحَةٍ عَلَیْهِمْ. قال مقاتل: ان نادى مناد فی العسکر او انفلتت دابّة او نشد ناشد ضالّة ظنّوا انّهم یرادون بذلک لما فی قلوبهم من الرّعب. قال الشّاعر:
و لو انّها عصفورة لحسبتها
مسوّمة تدعو عبیدا و ازنما.
و قیل: لانّهم على وجل من ان ینزّل اللَّه فیهم امرا یهتک استارهم و یبیح دماءهم و اموالهم. و قیل: لا ثقة لهم باللّه و لا قوّة لهم فی دین اللَّه. و لیس کذلک المؤمن لانّه قوىّ القلب باللّه، شجاع السرّ ثمّ قال: هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ اى توقّ کیدهم و لا تأمن معرّتهم و لا تثق بهم فانّهم اعداؤک فی السّر. قاتَلَهُمُ اللَّهُ اى لعنهم اللَّه.
أَنَّى یُؤْفَکُونَ یصرفون عن الحقّ.
وَ إِذا قِیلَ لَهُمْ یعنى عبد اللَّه بن ابىّ و اصحابه. تَعالَوْا یَسْتَغْفِرْ لَکُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ اى عطفوا رؤسهم و امالوها تکبّرا عمّا دعوا الیه. قرأ نافع و یعقوب: لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ بالتّخفیف. و الباقون بالتّشدید. و معنى التّشدید انّهم فعلوا ذلک مرّة بعد مرّة. وَ رَأَیْتَهُمْ یَصُدُّونَ اى یعرضون بوجوههم رغبة عن الاستغفار وَ هُمْ مُسْتَکْبِرُونَ متعظّمون عن الحقّ. ابن عباس گفت: سبب نزول این آیت آن بود که نفاق عبد اللَّه بن ابىّ در میان صحابه آشکارا گشت و سخنهاى زشت که گفته بود میان خلق افتاد. قومى از قبیله و عشیره وى گفتند او را که: ترا، و پسران ترا فضیحت رسید و رسوا گشتید بآیات قرآنى که فرو آمد، و اسرار شما بیرون افتاد و زبانها در شما دراز گشت. راه شما آنست که بر رسول خدا شوید و گناه خود را عذر نهید، و بتوبه و استغفار بازگردید، تا رسول خدا از بهر شما آمرزش خواهد از حقّ سبحانه تعالى. عبد اللَّه منافق چون این سخن شنید، از تکبّر و سرافرازى سر بجنبانید و روى بگردانید و گردن بپیچید و گفت: من چه گفته‏ام از ناگفتنى تا مرا عذر باید خواست؟ مرا فرمودید که بوى ایمان آر، آوردم و مرا فرمودید که زکاة مال بدو ده، دادم اینجا نماند مگر سجود فراوى بردن، اگر خواهید تا او را سجود برم؟!. و این سخن از انکار و تکبّر میگفت، و از ننگ‏ داشت استغفار رسول (ص).
قوله تعالى: سَواءٌ عَلَیْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ یَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ هذا نزل فی قوم من المنافقین، علم اللَّه تعالى انّ عاقبتهم موت على النّفاق. فقال: انّ الاستغفار النّبی (ص) لا ینفعهم فسواء استغفر لهم ام لم یستغفر لهم لا یؤمنون و لا ینفعهم استغفاره لانّه کان یستغفر لهم على معنى سؤاله لهم بتوفیق الایمان و مغفرة العصیان.
و قیل: لمّا قال اللَّه عزّ و جلّ: ان تستغفر لهم سبعین مرّة فلن یغفر اللَّه لهم. قال النّبی (ص) «لازیدنّ على السّبعین» فانزل اللَّه تعالى: سَواءٌ عَلَیْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ‏ و قوله: إِنَّ اللَّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْفاسِقِینَ اى لا یرشد القوم الخارجین عن طاعته.
هُمُ الَّذِینَ یَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى‏ مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى یَنْفَضُّوا اى یتفرّقوا عنه و یرجعوا الى قبائلهم و عشائرهم. وَ لِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مفاتیحها بیده لانّه هو المالک، القادر، الرّزّاق، فلا یقدر أحد أن یعطى احدا شیئا الّا باذنه و لا ان یمنعه شیئا الّا بمشیّته. و قیل: خزائن اللَّه، مقدوراته الّتى یخرج منها ما یشاء. وَ لکِنَّ الْمُنافِقِینَ لا یَفْقَهُونَ إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَیْئاً أَنْ یَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ.
یَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِینَةِ لَیُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ مفسّران گفتند: رسول خدا در غزاء بنى المصطلق بود و حربگاه بر سر آبى بود که آن را مریسیع مى‏گفتند، و نصرت و ظفر در آن غزا مسلمانان را بود. رسول خدا (ص) و یاران از آنجا بازگشته با غنیمت فراوان از انواع و اموال و بردگان. دو مرد بر سر آب خلاف کردند، و بهم برآویختند: یکى مؤمن مهاجر و یکى منافق. آن مؤمن نام وى جعال بود. لطمه‏اى زد بر آن منافق. شورى و شعفى از ایشان بر آمد منافق گفت: یا للانصار. مهاجر گفت: یا للمهاجرین. عبد اللَّه ابىّ آواز ایشان بشنید بیامد، و مرد خود را چنان دید، گفت: ما صحبنا هذا الرّجل لنلطم؟! ما در صحبت این مرد نه بدان آمدیم تا ما را لطمه زنند و خوار دارند! آن گه روى با قوم خویش کرد و گفت: لا تنفقوا على هؤلاء لیعودوا الى عشائرهم و تتفرّقوا عن هذا الرّجل. این درویشان که گرد این مرد میگردند، ایشان را چیز مدهید و مر ایشان را هیچ نفقت مکنید تا از این مرد باز پراکنند. مثل ما با وى چنانست که گفته‏اند: سمّن کلبک یأکلک. سگت را فربه کن تا ترا خورد. لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِینَةِ لَیُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ اگر ما با مدینه رویم هر که عزیزتر است بیرون کند از مدینه او را که خوارتر است یعنى که عزیز منم و محمد و اصحاب وى خوارند و من ایشان را از مدینه بیرون کنم. زید بن ارقم کودک بود، در آن مجمع حاضر بود، گفت: انت و اللَّه الذّلیل القلیل المبغض فی قومک و محمد فی عزّ من الرّحمن و مودّة من المسلمین.
این کودک روى به عبد اللَّه منافق نهاد و گفت: ذلیل و قلیل و خوار و ناکس و ناچیز تویى و دشمن داشته قوم خود تویى و محمد (ص) عزیز است و کریم، بر خداى عزیز و همه مسلمانان او را دوست. عبد اللَّه بترسید، گفت: اسکت فانّما کنت العب.
پس زید بن ارقم بیامد و آن قصّه با رسول خدا (ص) بگفت. رسول بحکم آنکه زید کودک بود گفت: «لعلّک غضبت علیه فاخطأ سمعک»
مگر با وى بخشم بودى و سمع تو خطا شنید. گفت: لا و اللَّه که راست شنیدم، و بحقیقت این سخن گفت.
رسول (ص) عبد اللَّه را بخواند، گفت: «انت صاحب الکلام الّذى بلغنى»؟
تو گفته‏اى آن سخن که بمن رسید؟ عبد اللَّه سوگند خورد که من این سخن نگفتم و زید بر من دروغ مى‏نهد. جماعتى از انصار که به عبد اللَّه تعلّق داشتند، بیامدند، گفتند: این عبد اللَّه مهتر ماست و رئیس ما، سخن کودکى بر وى شنودن مگر صواب نباشد که آن مهتر چنین سخن نگوید و کودک بغلط شنیده. رسول خدا (ص) سخن ایشان را و تصدیق ایشان را بپذیرفت. و بعد از آن جماعتى از انصار زبان در زید کشیدند که بر عبد اللَّه این دروغ نهاد، و زید بن ارقم گفت: من شرمسار همى بودم و خویشتن را از شرم کشیده همى داشتم از مصطفى (ص) و یاران. تا ربّ العالمین آیت فرستاد که: یَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِینَةِ. زید گفت: رسول خدا گوش من گرفت و گفت: «وفت اذنک، وفت اذنک یا غلام»
گوشت بوفا بود گوشت بوفا بود اى غلام! و گفته‏اند که: رسول خدا (ص) بر اسید بن حضیر رسید، مردى بود از مؤمنان و مخلصان انصار، گفت: یا اسید بتو رسید که آن صاحب شما از بهر ما چه گفت؟ آن گه حکایت باز کرد که وى گفت: لَیُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ اسید گفت: یا رسول اللَّه انت و اللَّه تخرجه ان شئت، فهو الذّلیل و اللَّه که تو او را بیرون کنى اگر خواهى که عزیز تویى و ذلیل او. آن گه گفت: یا رسول اللَّه او را معذور دار که پیش از قدوم مبارک تو به مدینه قوم وى تاج مى‏ساختند که بر سر وى نهند و او را سرور و مهتر خویش کنند. چون قدم مبارک نبوّت تو در رسید او معزول و ناچیز گشت. همى پندارد که ملک و ریاست از وى تو ربودى. از آن بیهوده باطل میگوید.
ابن عباس گفت: چون این آیت فرو آمد، پسر وى عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن ابىّ گفت: یا رسول اللَّه بمن چنان رسید که پدرم را خواهى کشت، اکنون بمن فرماى تا سروى نزدیک تو آرم. رسول گفت: «بل ارفق به و احسن صحبته ما بقى معنا»
نه، که با وى رفق کن و نیکو داشت وى فرو مگذار ما دام که با ما بود. پس چون از آن غزا بازگشتند و بدر مدینه رسیدند، این پسر عنان پدر گرفت و شمشیر کشیده گفت: و اللَّه که ترا در مدینه نگذارم تا نگویى که: انا ذلیل و محمد عزیز، ذلیل منم و عزیز محمد است، عبد اللَّه منافق هم چنان بگفت. دیگر بار پسر گفت: و اللَّه لا ادعک حتى تقول انا الاذلّ و محمد الاعزّ. و اللَّه که نگذارم ترا در مدینه تا نگویى که: خوارتر و ناچیزتر منم و عزیزتر و بزرگوارتر محمد است. عبد اللَّه این سخن بگفت.
آن گه پسر گفت: اکنون بخوارى و فرو مایگى در شو در مدینه تا بدانى که عزّ خداى راست و رسول را و مؤمنان را. قال اللَّه تعالى: وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ فعزّة اللَّه قهره من دونه، و عزّة رسوله اظهار دینه على الادیان کلّها، و عزّة المؤمنین: نصره ایّاهم على اعدائهم. و قیل: عزّة اللَّه: الرّبوبیّه، و عزّة الرّسول: النبوّة، و عزّة المؤمنین: العبودیّة. و قیل: عزّة اللَّه: الولایة، لقوله تعالى: «هُنالِکَ الْوَلایَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ» و عزّة الرّسول: الکفایة لقوله: «إِنَّا کَفَیْناکَ الْمُسْتَهْزِئِینَ»: و عزّ المؤمنین: الرّفعة و الرّعایة، لقوله: وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ؟ و جمیع ذلک للَّه فعزّة القدیم، للَّه صفة و عزّ الرّسول و عزّ المؤمنین للَّه فعلا و منّة و فضلا. فاذا للَّه العزّة جمیعا و یقال: لا عزّ الّا فی طاعة اللَّه، و لا ذلّ الّا فی معصیة اللَّه و ما سوى هنا فلا اصل له.
یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تُلْهِکُمْ أَمْوالُکُمْ وَ لا أَوْلادُکُمْ عَنْ ذِکْرِ اللَّهِ قال المفسّرون یعنى: الصّلوات الخمس فی الجماعة نظیرة قوله: «لا تُلْهِیهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَیْعٌ عَنْ ذِکْرِ اللَّهِ» و التّقدیر «لا تلهوا بها عن ذکر اللَّه» فنسب الفعل الیها. وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِکَ اى من شغله ماله و ولده عن ذکر اللَّه. فَأُولئِکَ هُمُ الْخاسِرُونَ اى المغبونون.
وَ أَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناکُمْ. قال ابن عباس: یرید زکاة الاموال اى اجعلوا المال فدا انفسکم و ادّوا الزّکاة. مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَ أَحَدَکُمُ الْمَوْتُ اى اسبابه و یصیر الى حالة الیأس فیسأل الرّجعة فَیَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِی إِلى‏ أَجَلٍ. قَرِیبٍ اى هلا اخّرتنى، امهلتنى. و قیل: لا صلة فیکون الکلام بمعنى التّمنّى اى لو اخّرتنى الى اجل قریب، اى ابقنى زمانا غیر طویل. «فاصّدّق» اى فاتصدّق و ازکّى و انفق مالى فی طاعتک کما امرت. وَ أَکُنْ مِنَ الصَّالِحِینَ اى من التّائبین، کقوله: «وَ تَکُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِینَ» و قوله: «إِنْ تَکُونُوا صالِحِینَ» فعلى هذا نزلت الآیة فی المنافقین و هو قول مقاتل و قیل: نزلت الآیة فی المؤمنین و المراد بالصّلاح هاهنا الحجّ. قال ابن عباس: ما من احد یموت و کان له مال لم یؤدّ زکاته و اطاق الحجّ فلم یحجّ الّا سأل الرّجعة عند الموت و قرأ هذه الآیة و قال: اکن من الصّالحین اى احجّ. قرأ ابو عمرو و اکون بالواو عطفا على «فاصّدّق» على حکم اللفظ و قرأ الآخرون «اکن» بالجزم ردّا على تأویل الفعل لو لم یکن فیه الفاء کان مجزوما فردّوا اکن على موضع «فاصّدّق» لا على لفظه اذ موضعه و تقدیره ان اخّرتنى اصّدّق و اکن.
و فی الخبر الصّحیح عن رسول اللَّه (ص) «لان یتصدّق المرء فی حیاته بدرهم خیر من یتصدّق بمائة عند موته»
و قال صلّى اللَّه علیه و سلّم: «الّذى یتصدّق عند موته او یعتق کالّذى یهدى اذا شبع».
و عن ابى هریرة قال: قال رجل: یا رسول اللَّه اىّ الصّدقة اعظم اجرا؟ قال: «ان تصدّق و انت صحیح شحیح تخشى الفقر و تأمل الغنى و لا تمهل حتّى اذا بلغت الحلقوم. قلت لفلان کذا و لفلان کذا و قد کان لفلان».
«وَ لَنْ یُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً» عن الموت. إِذا جاءَ أَجَلُها المکتوب فی اللّوح المحفوظ. وَ اللَّهُ خَبِیرٌ بِما تَعْمَلُونَ قرأ ابو بکر بالیاء و قرأ الآخرون بالتاء على الآیة الاولى.
رشیدالدین میبدی : ۶۸- سورة القلم- مکیة
النوبة الثانیة
این سوره هزار و دویست و پنجاه و شش حرف و سیصد کلمت، پنجاه و دو آیت جمله به مکه فرو آمد، بقول بیشترین مفسّران. ابن عباس و قتاده گفتند: از اول سوره تا سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ به مکّه فرو آمد و ازینجا تا وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَکْبَرُ لَوْ کانُوا یَعْلَمُونَ به مدینه فرو آمد. و ازینجا تا فَهُمْ یَکْتُبُونَ به مکّه فرو آمد، و از اینجا تا فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِینَ به مدینه فرو آمد و ازینجا تا بآخر سوره به مکّه فرو آمد. در این سوره دو آیت منسوخ است: فَذَرْنِی وَ مَنْ یُکَذِّبُ بِهذَا الْحَدِیثِ این قدر از آیت منسوخ است بآیت سیف. و باقى آیت محکم. و و آیت دیگر فَاصْبِرْ لِحُکْمِ رَبِّکَ معنى صبر اندرین آیت منسوخ است بآیت سیف.
و عن ابى بن کعب قال: قال رسول اللَّه (ص): «من قرأ سورة ن و القلم اعطاه اللَّه عزّ و جلّ ثواب الّذین حسن اللَّه اخلاقهم».
قوله تعالى: ن وَ الْقَلَمِ قال اهل التّفسیر «ن» هو الحوت الّذى علیه الارض و هو قول مجاهد و مقاتل و السّدّى و الکلبى. و قال ابن عبّاس: اوّل ما خلق اللَّه القلم فجرى بما هو کائن الى یوم القیامة، ثمّ رفع بخار الماء الى یوم القیامة فخلق منه السّماوات، ثمّ خلق النّون فبسط الارض على ظهره فتحرّک النّون فمادت الارض فاثبتت بالجبال فانّ الجبال لتفخر على الارض ثمّ قرأ ابن عبّاس ن وَ الْقَلَمِ وَ ما یَسْطُرُونَ. و قیل: الحوت على البحر و البحر على متن الرّیح و الرّیح على القدرة.
قال کعب الاحبار: اسم الحوت لویثا، قال: و انّ ابلیس تغلغل الى الحوت الّذى على ظهره الارض فوسوس الیه فقال له: أ تدرى ما على ظهرک یالویثا من الامم و الدّواب و الشّجر و الجبال لو نفضتهم القیتهم عن ظهرک؟ فهمّ لویثا ان یفعل ذلک. فبعث اللَّه دابّة فدخلت.
منخره فوصلت الى دماغه فعجّ الحوت الى اللَّه منها، فاذن لها فخرجت. قال کعب فو اللَّه الّذى نفسى بیده انّه لینظر الیها و تنظر الیه ان هم بشی‏ء من ذلک عادة کما کانت. و قال الحسن و قتادة و الضّحاک: النّون الدّواة و هی الیق بالقلم. یقال: انّ اصحاب البحر یستخرجون من بعض الحیتان شیئا اسود کالنّقس او اشدّ سوادا منه یکتبون به فیکون النّون و هو الحوت عبارة عن الدّواة یقویه ما
روى عن النّبی (ص) انّه قال: اوّل شی‏ء خلقه اللَّه القلم ثمّ خلق النّون و هی الدّواة ثمّ قال له: اکتب ما هو کائن الى یوم القیامة ثمّ ختم علم القلم فلم ینطق و لا ینطلق الى یوم القیامة.
و فی روایة عکرمة عن ابن عبّاس قال: «الر» و «حم» و «ن» حروف الرّحمن تبارک و تعالى مقطّعة. و قال معاویة بن قرّة هو لوح من نور و رفعه الى النّبی (ص) و قیل: هو قسم اقسم اللَّه تعالى بنصرته للمؤمنین اعتبارا بقوله و کان حقّا علینا نصر المؤمنین، و قیل: هو اسم للسّورة کاخواتها و قیل: اسم نهر فی الجنّة. و امّا «القلم» فهو القلم الّذى کتب اللَّه به الذّکر و هو قلم من نور طوله ما بین السّماء و الارض. و یقال: لمّا خلق‏ اللَّه القلم و هو اوّل ما خلقه، نظر الیه فانشقّ، فقال: یا ربّ بما اجرى؟ قال: بما هو کائن الى یوم القیامة. فجرى على اللّوح المحفوظ کما اجراه اللَّه سبحانه. و قال عطا سألت الولید بن عبادة بن الصّامت کیف کان وصیّة ابیک حین حضره الموت؟ قال: دعانى فقال: اى بنىّ اتّق اللَّه، و اعلم انّک لن تتّقى اللَّه، و لن تبلغ حتّى تؤمن باللّه وحده و القدر خیره و شرّه. انّی‏ سمعت رسول اللَّه (ص) یقول: انّ اوّل ما خلق اللَّه القلم. فقال له: اکتب.
فقال: یا ربّ و ما اکتب؟ قال: اکتب القدر. قال: فجرى القلم فی تلک السّاعة بما هو کائن الى الابد.
و قیل: اراد بالقلم الخطّ و الکتابة من اللَّه تعالى على عباده بتعلیمه ایّاهم الخطّ و الکتابة کما قال تعالى: عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. و قیل: القلم الطّلسم الاکبر. و قیل: الاقلام مطایا الفطن و رسل الکرام. و قیل: البیان اثنان: بیان لسان و بیان بنان، و من فضل بیان البنان ان ما تثبته الاقلام باق على الایّام و بیان اللّسان تدرسه الاعوام. و قال بعض الحکماء: قوام امور الدّین و الدّنیا بشیئین: القلم و السّیف. السّیف تحت القلم. لو لا القلم ما قام دین و لا صلح عیش.
وَ ما یَسْطُرُونَ اى یکتبون اقسم بما یکتبه اهل السّماء و اهل الارض من کتابه و کلامه و دینه کقوله: «وَ کِتابٍ مَسْطُورٍ» و قیل: ما تکتبه الملائکة الحفظة من اعمال بنى آدم.
ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّکَ بِمَجْنُونٍ هذا جواب القسم، و هو فی موضع قول القائل: ما انت بحمد ربّک بمجنون. و قیل: معناه انّک لا تکون مجنونا و قد انعم اللَّه سبحانه علیک بالنّبوّة و الحکمة. این جواب مشرکان مکه است که رسول خدا را دیوانه گفتند. و ذلک فی قوله: «یا أَیُّهَا الَّذِی نُزِّلَ عَلَیْهِ الذِّکْرُ إِنَّکَ لَمَجْنُونٌ» ربّ العالمین گفت: تو با آن نعمت و کرامت و تخاصیص نبوّت و حکمت که اللَّه با تو کرده دیوانه نیستى. و قیل: معناه انتفى عنک الجنون بنعمة ربّک. و قیل: الباء للقسم.
وَ إِنَّ لَکَ لَأَجْراً غَیْرَ مَمْنُونٍ اى غیر منقوص و لا مقطوع بصبرک على افترائهم علیک. و قیل: و انّ لک لاجرا على تبلیغ الرّسالة و تحمّل المشاقّ غیر محسوب.
یقال: اجر النّبیّ مثل اجر الامّة قاطبة غیر منقوص.
وَ إِنَّکَ لَعَلى‏ خُلُقٍ عَظِیمٍ. قال ابن عباس و مجاهد: اى على دین عظیم لا دین احبّ الىّ و لا ارضى عندى منه و هو دین الاسلام. و قال الحسن: على ادب القرآن، اى انّک لعلى الخلق الّذى نزل به القرآن، سئلت عائشة رضی اللَّه عنها عن خلق رسول اللَّه (ص). فقالت: کان خلقه القرآن. قال قتادة: و هو ما کان یأتمر به من امر اللَّه و ینتهى عنه من نهى اللَّه و المعنى: انّک على الخلق الّذى امرک اللَّه به فی القرآن. و قیل: معناه کان خلقه یوافق القرآن.
رسول خدا (ص) امر و نهى قرآن را چنان پیش رفتى و نگه داشتى بخوش طبعى که گویى خلق وى و طبع وى خود آن بود. و قیل: سمّى اللَّه خلقه عظیما لانّه امتثل تأدیب اللَّه ایّاه بقوله: «خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ» الآیة، و جملة ذلک انّ اللَّه تعالى جمع فیه کلّ خلق محمود لانّه تعالى ذکره ذکر الانبیاء فی سورة الانعام. ثمّ اثنى علیهم فقال عزّ و جلّ: أُولئِکَ الَّذِینَ آتَیْناهُمُ الْکِتابَ وَ الْحُکْمَ وَ النُّبُوَّةَ ثمّ امر محمدا (ص) باتّباع هداهم، فقال: فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ و کان لکلّ واحد منقبة مدح بها و کان مخصوصا بها فخصّ نوح بالشّکر، و ابراهیم بالخلّة، و موسى بالاخلاص، و اسماعیل بصدق الوعد، و یعقوب و ایّوب بالصّبر، و داود بالاعتذار، و سلیمان و عیسى، بالتّواضع. فلمّا امره اللَّه تعالى بالاقتداء بهم، اقتدى بهم فاجتمع له ما تفرّق فی غیره و حاز مکارم الاخلاق باسرها و لهذا
قال صلّى اللَّه علیه و سلّم: «انّ اللَّه بعثنى لتمام مکارم الاخلاق و تمام محاسن الافعال».
و عن البراء بن عازب قال: کان رسول اللَّه (ص) احسن النّاس وجها، و احسنهم خلقا لیس بالطّویل الباین و لا بالقصیر. و عن انس بن مالک قال: خدمت رسول اللَّه (ص) عشر سنین فما قال لى افّ قطّ و ما قال لى لشی‏ء صنعته لم صنعته، و لا لشی‏ء ترکته لم ترکته، و کان رسول اللَّه من احسن النّاس خلقا و لا مسست خزّا قطّ، و لا حریرا، و لا شیئا کان الین من کفّ رسول اللَّه (ص) و لا شممت مسکا و لا عطرا کان اطیب من عرق رسول اللَّه (ص)
و عن عبد اللَّه بن عمر قال: انّ رسول اللَّه (ص) لم یکن فاحشا و لا متفحّشا و کان یقول خیارکم احاسنکم اخلاقا.
و عن انس انّ امرأة عرضت لرسول اللَّه (ص) فی طریق من طرق المدینة فقالت: یا رسول اللَّه انّ لى الیک حاجة. فقال: «یا امّ فلان اجلسى فی اىّ سکک المدینة شئت اجلس الیک. قال: ففعلت، فقعد الیها رسول اللَّه (ص) حتّى قضى حاجتها
و قال انس: کانت الامة من اماء اهل المدینة لتأخذ بید رسول اللَّه (ص) فتنطلق به حیث شاءت. و عن ابى الدّرداء عن النّبی (ص) قال: «انّ اثقل شی‏ء یوضع فی میزان المؤمن یوم القیامة خلق حسن و انّ اللَّه یبغض الفاحش البذئ.
و عن ابى هریرة قال: قال النّبی (ص) لاصحابه: «أ تدرون ما اکثر ما یدخل النّاس النّار؟». قالوا اللَّه و رسوله اعلم. قال: «فانّ اکثر ما یدخل النّاس النّار الأجوفان: الفرج و الفم. أ تدرون ما اکثر ما یدخل النّاس الجنّة؟» قالوا اللَّه و رسوله اعلم. قال: «فانّ اکثر ما یدخل النّاس الجنّة: تقوى اللَّه و حسن الخلق».
عن عائشة (رض) قالت: سمعت رسول اللَّه (ص) یقول: «انّ المؤمن لیدرک بحسن خلقه درجة قائم اللّیل و صائم النّهار.
و عن ابى هریرة قال: قال رسول اللَّه (ص): «احبّکم الى اللَّه احسنکم اخلاقا، الموطؤن اکنافا. الّذین یألفون و یؤلفون. و ابغضکم الى اللَّه المشّاؤن بالنّمیمة المفرّقون بین الاخوان الملتمسون للبراء العثرات».
روى عن علىّ بن موسى الرّضا عن ابیه موسى بن جعفر عن ابیه جعفر بن محمد عن ابیه محمد بن علىّ عن ابیه علىّ بن الحسین عن ابیه حسین بن علىّ عن ابیه علىّ بن ابى طالب سلام اللَّه علیهم. قال: قال رسول اللَّه (ص): «علیکم بحسن الخلق فانّ حسن الخلق فی الجنّة لا محالة، و ایّاکم و سوء الخلق فانّ سوء الخلق فی النّار لا محالة».
قوله: فَسَتُبْصِرُ وَ یُبْصِرُونَ: فسترى یا محمد و یرون یعنى: اهل مکّة اذا نزل بهم العذاب ببدر. و قیل: فی القیامة و کان النّبی (ص) عالما بذلک و لکنّه ذکر على معنى یجتمع مع علمهم بانّک لست بمجنون و لا مفتون.
و قوله: بِأَیِّکُمُ الْمَفْتُونُ معناه بایّکم المجنون. فالمفتون مفعول بمعنى المصدر کما یقال: ما بفلان معقول و مجلود، اى عقل و جلادة. و هذا معنى قول الضحاک و روایة العوفى عن ابن عباس، و قیل: الباء بمعنى فی و مجازه. فَسَتُبْصِرُ وَ یُبْصِرُونَ فی اىّ الفریقین المجنون فی فریقک ام فی فریقهم؟. و قیل: الباء بمعنى مع و المفتون الشّیطان و المعنى: مع ایّکم الشّیطان؟ أ مع المؤمنین ام مع الکفّار؟ و هذا معنى قول مجاهد. و قیل: الباء فیه زائدة و المعنى: ایّکم المفتون، اى المجنون الّذى فتن بالجنون و هذا قول قتادة. و اتّفقوا على انّ المفتون هاهنا المجنون.
إِنَّ رَبَّکَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِیلِهِ بمن زاغ عن دینه و طریقه وَ هُوَ أَعْلَمُ منکم و منهم بِالْمُهْتَدِینَ الى دینه.
فَلا تُطِعِ الْمُکَذِّبِینَ لک یا محمّد و هم المستهزؤن، الّذین ذکروا فی سورة الحجر، اى فیما یدعونک الى متابعة ادیانهم. و النّبی (ص) لم یکن یطیعهم و لکن ذلک امر باستدامة ترک طاعتهم و الاستزادة فیه.
وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَیُدْهِنُونَ داهن و ادهن: واحد، و اصل المداهنه المداجاة.
و المعنى ودّوا لو توافق معهم و تترک مناصحتهم و تلین لهم فیلینون لک و یقاربون لک.
قال ابن قتیبة: ارادوا ان یعبد آلهتهم مدّة و یعبد اللَّه مدّة و قیل الفاء هاهنا للعطف لا للجواب.
وَ لا تُطِعْ کُلَّ حَلَّافٍ مَهِینٍ. قال ابن عبّاس هو ابو جهل. و قال مقاتل: هو الولید بن المغیرة المخزومى. و قیل: الاسود بن عبد یغوث. و قال عطاء الاخنس ابن شریق. و «الحلّاف» کثیر الحلف بالباطل. مَهِینٍ اى حقیر ضعیف و هو فعیل من المهانة و هی قلّة الرّأى و التّمییز. تقول مهن بالضّم فهو مهین. و لیس هذا من الهوان و هو قریب من الاوّل لانّ من اکثر الحلف الکاذبة و هو عند النّاس مهین و انّما یکذب لمهانة نفسه علیه.
هَمَّازٍ یغتاب النّاس و یعیبهم بما لیس فیهم، و یقع فیهم من ورائهم.
مَشَّاءٍ بِنَمِیمٍ اى قتّات یسعى بالنّمیمة بین النّاس للافساد، و فی الخبر لا یدخل الجنّة قتات. و النّمیم جمع نمیمة، و قیل: النّمیم و النّمیمة واحد و الاسم النّمام.
مَنَّاعٍ لِلْخَیْرِ بخیل بالمال، و قیل: یمنع النّاس عن الایمان: قیل: کان له مال.
فقال لاولاده و اولاد اولاده من اسلم منکم منعته مالى. مُعْتَدٍ اى متجاوز للحدّ فی الطّغیان أَثِیمٍ کثیر الاثم، فاجر عاص.
عُتُلٍّ هو الغلیظ الجافى، اکول، شروب، فاحش الخلق سىّ‏ء الخلق.
بَعْدَ ذلِکَ زَنِیمٍ اى بعد هذه الخصال مع هذه الرّذائل دعىّ ملصق بالقوم لیس منهم. قال عکرمة «الزنیم» ولد الزّنا، قال الشّاعر:
زنیم لیس یعرف من ابوه
بغىّ الامّ ذو حسب لئیم‏
و قیل: هو الّذى یعرف بالابنة، روى عن النّبی (ص) الا اخبرکم باهل الجنّة کلّ ضعیف متضعّف لو یقسم على اللَّه لأبرّه، الا اخبرکم باهل النّار کلّ عتلّ جوّاظ مستکبر، و عن شداد بن اوس: «قال: قال رسول اللَّه (ص): لا یدخل الجنّة جوّاظ و لا جعظرىّ و لا عتلّ زنیم». قال: قلت فما الجواظ؟ قال: «کلّ جمّاع منّاع». قلت: فما الجعظرىّ قال: «الفظّ الغلیظ» قلت: فما العتلّ الزّنیم! قال: «کلّ رحیب الجوف اکول شروب، غشوم، ظلوم».
و عن زید بن اسلم قال: قال رسول اللَّه (ص) «تبکى السّماء من رجل اصحّ اللَّه جسمه و ارحب جوفه و اعطاه من الدّنیا مقضما و کان للنّاس ظلوما، فذلک العتلّ الزّنیم.
و عن ابى هریرة عن النّبی (ص) قال: «لا یدخل الجنّة ولد الزّنا و لا ولده و لا ولد ولده»: و قال صلّى اللَّه علیه و سلّم: «لا یزال امّتى بخیر ما لم یفش فیهم ولد الزّنا فاذا فشا فیهم ولد الزّنا یوشک ان یعمّهم اللَّه بعقاب.
و قال صلّى اللَّه علیه و سلّم: «انّ اولاد الزّنا یحشرون یوم القیامة فی صورة القردة و الخنازیر».
و قال عکرمة: اذا کثر اولاد الزّنا قلّ المطر.
قوله: أَنْ کانَ ذا مالٍ وَ بَنِینَ قرأ ابو جعفر و ابن عامر و یعقوب آ ان کان بالمدّ و الاستفهام. قرأ حمزة و عاصم بروایة ابى بکر بهمزتین بلا مدّ. و قرأ الآخرون على الخبر بلا استفهام. فمن قرأ بالاستفهام فمعناه: الان کان ذا مال و بنین.
إِذا تُتْلى‏ عَلَیْهِ آیاتُنا قالَ أَساطِیرُ الْأَوَّلِینَ و قیل: معناه أَنْ کانَ ذا مالٍ وَ بَنِینَ تطیعوا و من قرأ على الخبر فمعناه لا تُطِعْ کُلَّ حَلَّافٍ مَهِینٍ لاجل أَنْ کانَ ذا مالٍ وَ بَنِینَ. و جاء فی التّفسیر انّ الولید بن المغیرة کان له عشرة بنین. و قیل: اثنا عشر ابنا و کان له تسعة آلاف مثقال فضّة و کانت له حدیقة فی الطائف ثمّ اوعده فقال: سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ الخرطوم الانف و السّمة التّسوید، و الوسم على الانف افضح و اقبح، و المعنى: سنجعل له علامة فی الآخرة یعرف بها انّه من اهل النّار من اسوداد الوجه. و جائز ان یفرد بسمة لمبالغته فی عداوة النّبی (ص) فی الدّنیا فیخص من التّشویه بما یتبیّن به من غیره کما کانت عداوته فی الدّنیا زائدة على عداوة غیره و قیل: خصّ الخرطوم بالذّکر و المراد به جمیع الوجه لانّ بعض الشّى‏ء یعبّر به عن کله.
قوله: إِنَّا بَلَوْناهُمْ اى اختبرناهم و ابتلیناهم، یعنى: هل مکّة حین دعا علیهم النّبی (ص) فابتلاهم بالجوع حتّى اکلوا الجیف و العظام، فقال صلّى اللَّه علیه و سلّم: «اللّهم اشدد وطأتک على مصر و اجعلها سنین کسنى یوسف و امر اهل هجران لا یحملوا الى مکّة طعاما و انقطع عنهم الطّریق من قبل العراق.
ابتداء این قصّه آنست که رسول خدا (ص) چون از قریش و اهل مکه بغایت برنجید، دعاء بد گفت بر ایشان، گفت: بار خدایا بطش خود بر ایشان گمار و کار روزى بر ایشان سخت کن و ایشان را سالها قحط و نیاز پیش آر، چنان که در روزگار یوسف مصریان را بود. اللَّه تعالى دعاء رسول خدا اجابت کرد تا باران آسمان و نبات زمین از ایشان باز ایستاد و راه کاروان طعام بر ایشان فرو بسته شد، و سالها در آن قحط و نیاز مردار و استخوان خوردند. ربّ العالمین ایشان را مثل زد بخداوندان آن بستان. و ایشان سه برادر بودند در صنعاء یمن بستانى داشتند، بدو فرسنگى صنعاء، از پدر ایشان باز مانده و بمیراث بایشان رسیده و در آن بستان هم زرع بود و هم درخت خرما و انگور. و پدر ایشان مردى صالح بود. هر سال ریع آن بستان سه قسم کردى، قسمى وجه عمارت و نفقه بستان و قسمى درویشان و خواهندگان را، و قسمى نفقه خویش را. چون پدر از دنیا برفت و بستان با پسران افتاد، سهم درویشان بازگرفتند آن برادر که بهینه ایشان بود و پارساتر و بسن کمتر، ایشان را گفت: حقّ درویشان باز مگیرید و آن سنّت که پدر نهاد دست بمدارید که زیان کار شوید و برکات آن منقطع گردد. ایشان فرمان نبردند. چون وقت چیدن میوه بود و درودن کشته سوگند خوردند که سحرگاهان نزدیک بام بروند و خرما و انگور ببرند، و نگفتند ان شاء اللَّه. مقصود ایشان بوقت سحرگاه آن بود که تا درویشان ندانند و حاضر نشوند که در روزگار پدر ایشان هر سال وقت بریدن میوه و زرع معیّن بود و درویشان حاضر اینست که ربّ العالمین گفت: أَقْسَمُوا لَیَصْرِمُنَّها مُصْبِحِینَ وَ لا یَسْتَثْنُونَ اى لم یقولوا ان شاء اللَّه.
فَطافَ عَلَیْها طائِفٌ مِنْ رَبِّکَ اى عذاب من ربّک لیلا و لا یکون الطّائف الّا باللّیل و کان ذلک الطّائف نارا نزلت من السّماء فاحرقتها. وَ هُمْ نائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ الجنة کَالصَّرِیمِ اى محرقة سوداء کاللّیل. و قیل: بیضاء لم یبق فیها سواد زرع و لا شجر کالنّهار و الصّریم اللّیل و الصّریم النّهار لانّ کلّ واحد منهما ینصرم عن صاحبه و قیل: کالصّریم یعنى: کالبستان الّذى صرم زرعه و ثماره و یکون الصّریم بمعنى المصروم کعین کحیل و کفّ خضیب. ایشان سوگند خوردند بى استثنا که بامداد پگاه پنهان از درویشان روند و میوه چینند. و آن گه در خواب شدند و ربّ العالمین آن شب آتشى فرو گشاد تا هر چه در آن بستان بود همه بسوخت و خاکستر گردانید و ایشان از آن حال و از آن عذاب بى خبر، بوقت بام برخاستند و یکدیگر را آواز دادند که: أَنِ اغْدُوا عَلى‏ حَرْثِکُمْ إِنْ کُنْتُمْ صارِمِینَ اى قاطعین لها فَانْطَلَقُوا وَ هُمْ یَتَخافَتُونَ یتسارّون بینهم.
أَنْ لا یَدْخُلَنَّهَا الْیَوْمَ عَلَیْکُمْ مِسْکِینٌ و یخفون انفسهم و کلامهم من النّاس.
وَ غَدَوْا عَلى‏ حَرْدٍ قادِرِینَ اى على قصد و حرص و امر اسّسوه و اجمعوا علیه قادِرِینَ عند انفسهم على الصّرام.
چون فرا راه بودند، با یکدیگر سخن نرم گفتند و براز، که نباید که امروز هیچ درویشى در آن بستان آید و خویشتن را پوشیده و پنهان میداشتند تا کس بنداند ازین درویشان که ایشان ببستان میروند و بر قصدى و آهنگى درست میرفتند و حرصى تمام. چون نزدیک بستان رسیدند و هیچ درویش ندیدند، گفتند که: دست یافتیم و مقصود حاصل کردیم. در نفس خویش چنان پنداشتند که قدرت و توان آنچه مقصود و مرا دست یافتند. و قیل: معنى قادِرِینَ اى خرجوا فی الوقت الّذى قدّروه. بیرون آمدند آن ساعت که در اوّل شب تقدیر کرده بودند و بر آن عزم و بر آن تقدیر خفته، پس چون در بستان شدند درختان و زرع آن دیدند سوخته و خاکستر گشته و آب سیاه بر آمده گفتند: إِنَّا لَضَالُّونَ ما راه گم کردیم مگر این نه بستان ماست؟ چون نیک نگاه کردند بدانستند که جرم ایشان راست که حقّ درویشان باز گرفتند و گفتند: بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ نه نه راه گم نکردیم که این بستان ماست ما را از میوه و بر آن محروم کردند و از نعمت بى بهره ماندیم، بآنکه حقّ درویشان باز گرفتیم.
قالَ أَوْسَطُهُمْ اى خیرهم و افضلهم و اعدلهم قولا و کان اصغرهم سنّا أَ لَمْ أَقُلْ لَکُمْ لَوْ لا تُسَبِّحُونَ اى هلّا تستثنون عند قولکم لَیَصْرِمُنَّها مُصْبِحِینَ و الاستثناء تسبیح لانّه تنزیه و تعظیم للَّه و اقرارا بانّه لا یقدر أحد أن یفعل فعلا الّا بمشیّة اللَّه. و قیل: معناه هلّا تذکرون نعم اللَّه علیکم فتؤدّوا حقّ اللَّه من اموالکم.
آن برادر کهینه گفت و بهینه ایشان بود عاقلتر و فاضلتر: نمى‏گفتم شما را که خداى را بپاکى چرا نستائید و از پذیرفتن بیداد چرا پاک نشناسید؟ و چرا ذکر نعمت او بشکر نکنید؟ تا حقّ او از مال خود بیرون کنید و بدرویشان دهید.
و آن گه که مى‏گفتید بامداد به بوستان رویم چرا ان شاء اللَّه نگفتید و رفتن خویش با مشیّت اللَّه نیفکندید. و اگر شما سبحان اللَّه گفتید بهتر از آن اندیشه بودى که کردید پس ایشان گفتند: سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا کُنَّا ظالِمِینَ پاکست و بى عیب خداوند ما و مائیم ستمکاران بر خویشتن. بگناه خود معترف شدند و یکدیگر را ملامت کردند.
چنان که ربّ العزّة گفت: فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ یَتَلاوَمُونَ یلوم بعضهم بعضا بما فعلوا یعنى الهرب من المساکین، هذا یقول کان الذّنب لک و یقول الآخر بل کان الذّنب لک.
قالُوا یا وَیْلَنا إِنَّا کُنَّا طاغِینَ از کرده پشیمان شدند و بتضرّع و زارى بدرگاه اللَّه باز گشتند و بجرم خود اقرار کردند. گفتند: اى ویل بر ما که از اندازه خود در گذشتیم و از راه صواب برگشتیم که حقّ درویشان باز گرفتیم با این همه نومید نشدند که بر درگاه اللَّه نومیدى نیست. گفتند:
عَسى‏ رَبُّنا أَنْ یُبْدِلَنا خَیْراً مِنْها إِنَّا إِلى‏ رَبِّنا راغِبُونَ اى راغبون فی المسألة ان یتوب علینا و ان یرزقنا خیرا منها. قال عبد اللَّه بن مسعود: بلغنى انّ القوم تسابوا و اخلصوا و عرف اللَّه منهم الصّدق فابدلهم بها جنّة خیرا منها و اسمها الحیوان فیها عنب یحمل البغل منها عنقودا.
کَذلِکَ الْعَذابُ اى کما فعلت باهل هذه الجنّة کذلک افعل بامّتک اذا لم تعطف اغنیاؤهم على فقرائهم بان امنعهم القطر و ارسل علیهم الحوائج و ارفع البرکة من زروعهم و تجارتهم. ثمّ قال: وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَکْبَرُ لَوْ کانُوا یَعْلَمُونَ اى و ما اعددت لهؤلاء الکفّار من الوان العذاب فی الآخرة اکبر و اعظم و اشدّ لو عقلوا و عملوا ذلک ثمّ اخبر بما عنده للمتّقین فقال: إِنَّ لِلْمُتَّقِینَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِیمِ اى بساتین نعیمها مقیم و لا یبید و لا یفنى خلافا لبساتین الدّنیا فانّها فانیة هالکة صاحبها فی عناء من عمارتها فلا ترغبوا فیها عنها. فلمّا نزلت هذه الآیة قال عتبة بن ربیعة: لئن کان ما یقول محمّد حقّا لنکوننّ افضل اجرا منهم فی الآخرة کما نحن الیوم افضل منهم فی الدّنیا فانزل اللَّه سبحانه: أَ فَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِینَ کَالْمُجْرِمِینَ استفهام انکار و توبیخ، اى لا نفعل فان المسلمین فی الجنّة، و المجرمین، و هم الکافرون، فی النّار.
ما لَکُمْ یا کفّار قریش کَیْفَ تَحْکُمُونَ؟ من این حکمتهم بالتّسویة بین المطیع و العاصى و اىّ عقل اقتضى ذلک، اى انّ هذا الحکم جور ان تعطوا فی الآخرة ما یعطى المسلمون.
أَمْ لَکُمْ کِتابٌ نزل من عند اللَّه. فِیهِ تَدْرُسُونَ اى تقرؤن ما فیه.
إِنَّ لَکُمْ فِیهِ اى فی ذلک الکتاب. لَما تَخَیَّرُونَ اى ما تختارون لانفسکم و تشتهون و انّما کسرت انّ لما دخلت فی خبرها اللّام تخیّر و اختار بمعنى واحد.
أَمْ لَکُمْ أَیْمانٌ عهود و مواثیق عَلَیْنا بالِغَةٌ اى مؤکّدة محکمة عاهدناکم علیه فاستوثقتم بها منّا فلا ینقطع عهدکم إِلى‏ یَوْمِ الْقِیامَةِ إِنَّ لَکُمْ فی ذلک العهد لَما تَحْکُمُونَ لانفسکم من الخیر و الکرامة عند اللَّه. خلاصة المعنى: هل وجدتم فی کتاب لى او درستم انّى اقسمت قسما بالغا شدیدا لا مثنویّة فیه انّى افعل ما تحکمون. ثمّ قال لنبیّه (ص): أَیُّهُمْ بما یقولون من انّ لهم فی الآخرة حظّا زَعِیمٌ اى کفیل ضامن فان من کان على بصیرة من شی‏ء تکفّل به و اذ لم یتکفّلوا دلّ على انّهم غیر واثقین بما یقولون. قال الحسن: الزّعیم فی الآیة بمعنى الرّسول، اى فیهم رسول او جاءهم رسول بصحّة ما یقولون.
أَمْ لَهُمْ شُرَکاءُ یعنى: آلهة تکفل لهم بما یقولون و قیل: شهداء یشهدون لهم بصدق ما یدعونه. فَلْیَأْتُوا بِشُرَکائِهِمْ اى فلیأتوا بها: إِنْ کانُوا صادِقِینَ فی دعواهم.
یَوْمَ یُکْشَفُ عَنْ ساقٍ یوم ظرف و المعنى: فلیأتوا بشرکائهم فی ذلک الیوم لتنفعهم و تشفع لهم. و قیل: معناه اذکر یَوْمَ یُکْشَفُ عَنْ ساقٍ و قرئ بالنّون نکشف عن ساق.
روى البخارى فی الصّحیح عن یحیى بن بکیر عن اللیث بن سعد عن خالد بن یزید عن سعید بن ابى هلال عن زید بن اسلم عن عطاء بن یسار عن ابى سعید الخدرى عن رسول اللَّه (ص) قال: «یکشف ربّنا عن ساقه فیخرّون له سجّدا»
و قال ابن مسعود: یکشف ربّنا عن ساقه. و عن ابى موسى الاشعرى عن النّبی (ص) یُکْشَفُ عَنْ ساقٍ قال نور عظیم یخرّون له سجّدا.
و قال اهل اللّغة: الکشف عن السّاق کنایة عن شدّة الامر قال الشّاعر: «و قامت الحرب على ساق» و یروى عن ابن عباس انّه قال: یکشف عن الامر الشّدید و ذلک اشدّ السّاعة تمرّ بهم فی القیامة یُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فامّا المؤمنون فیخرّون سجّدا و امّا المنافقون فتصیر ظهورهم طبقا کانّها السقافید. فَلا یَسْتَطِیعُونَ السّجود فتسوّد عند ذلک وجوههم و یتمیّز الکافرون من المؤمنین حینئذ و کانوا قبل ذلک مختلطین. و عن ابى هریرة عن النّبی (ص) قال: «یأخذ اللَّه عزّ و جلّ للمظلوم من الظّالم حتّى لا تبقى مظلمة عند احد حتّى انّه لیکلّف شائب اللّبن بالماء ثمّ یبیعه ان یخلص اللّبن من الماء فاذا فرغ من ذلک نادى مناد یسمع الخلائق کلّهم الا لیلحق کلّ قوم بآلهتهم و ما کانوا یعبدون من دون اللَّه، فلا یبقى احد عبد شیئا من دون اللَّه الّا مثّلت له آلهته بین یدیه و یجعل اللَّه ملکا من الملائکة على صورة عزیر و یجعل ملکا من الملائکة على صورة عیسى بن مریم فیتّبع هذا الیهود و یتّبع هذا النّصارى، ثمّ تلویهم آلهتهم الى النّار و هم الّذین یقول اللَّه عزّ و جلّ لو کان هؤلاء آلهة ما و ردوها و کلّ فیها خالدون و اذا لم یبق الّا المؤمنون و فیهم المنافقون، قال اللَّه عزّ و جلّ لهم ذهب النّاس فالحقوا بآلهتکم و ما کنتم تعبدون! فیقولون و اللَّه ما لنا آله الّا اللَّه و ما کنّا نعبد غیره. فینصرف اللَّه عنهم فیمکث ما شاء اللَّه ان یمکث ثمّ یأتیهم فیقول: ایّها النّاس ذهب النّاس فالحقوا بآلهتکم و ما کنتم تعبدون. فیقولون: و اللَّه ما لنا آله الّا اللَّه و ما کنّا نعبد غیره فیکشف لهم عن ساق و یتجلّى لهم من عظمته ما یعرفون انّه ربّهم فیخرّون سجّدا على وجوههم و یخرّ کلّ منافق على قفاه و یجعل اللَّه اصلابهم کصیاصى البقر ثمّ یضرب الصّراط بین ظهرانى جهنّم.
قوله: خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ و ذلک انّ المؤمنین یرفعون رؤسهم من السّجود و وجوههم اشدّ بیاضا من الثّلج و تسوّد وجوه الکافرین و المنافقین. تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ اى تغشاهم ذلّ النّدامة و الحسرة. وَ قَدْ کانُوا یُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ. قال ابراهیم التیمى یعنى: الى الصّلاة المکتوبة بالاذان و الاقامة، و قیل: کانوا یسمعون حىّ على الصّلاة فلا یجیبون. وَ هُمْ سالِمُونَ اصحّاء فلا یأتونه. قال کعب الاحبار و اللَّه ما نزلت هذه الآیة الّا فی الّذین یتخلّفون عن الجماعات، و قیل: کانت ظهورهم سلیمة بخلاف ما کانت فی الآخره فلا یجیبون.
فَذَرْنِی وَ مَنْ یُکَذِّبُ بِهذَا الْحَدِیثِ اى فدعنى و المکذّبین بالقرآن و خلّ بینى و بینهم. قال الزجاج: اى لا تشغل قلبک بهم و کلّهم الىّ فانّى اکفیکهم و دعنى ایّاهم. سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَیْثُ لا یَعْلَمُونَ اى سنأخذهم بالعذاب حالا بعد حال و سنقرّبهم من العذاب من حیث لا یشعرون فعذّبوا یوم بدر. قال سفیان الثورى الاستدراج ان یبسط علیهم النّعم و یمنعهم الشّکر و قال السّدّى کلّما جدّدوا معصیة جدّدنا لهم نعمة و امسیناهم شکرها.
وَ أُمْلِی لَهُمْ اطیل لهم المدّة إِنَّ کَیْدِی مَتِینٌ اى انّ اخذى بالعذاب شدید.
أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً اى أ تطالبهم یا محمد على ما آتیتهم به من الرّسالة جعلا. فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ اى فهم من غرم ذلک الجعل مُثْقَلُونَ: لا یطیقونه أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَیْبُ اى عندهم اللّوح المحفوظ، فهم یکتبون منه و یستنسخون منه و قیل: الْغَیْبُ ما غاب عنه من خفىّ معلوماته و لطف تدبیره و کلّ ذلک تنبیه على فساد ما هم علیه مقیمون اتّباع الهوى.
فَاصْبِرْ لِحُکْمِ رَبِّکَ ارض بقضاء ربّک یا محمد و احبس نفسک و قلبک على ما یحکم به ربّک و لا تضجر بقلبک و لا تجزع بنفسک. وَ لا تَکُنْ کَصاحِبِ الْحُوتِ یعنى یونس بن متى، لا تعجل کما عجل یونس إِذْ نادى‏ ربّه وَ هُوَ مَکْظُومٌ مملوّ من الغضب مکروب مغموم. قیل: نزلت هذه الآیة یوم احد لمّا انهزم المسلمون و کسر رباعیة النّبی (ص) و قال: کیف یفلح قوم شجّوا نبیّهم و خضبوا وجهه بالدّم و هو یدعوهم الى اللَّه و اراد ان یدعوا على الّذین قاتلوه فامره اللَّه بالصّبر، و الظّاهر انّها عامة فی جمیع احواله الّتى امر فیها بالصّبر، و المعنى: لا تستعجل بعقوبة قومک کما استعجل یونس فلقى ما لقى فی بطن الحوت حتّى نادى ربّه و هو ممتلى حزنا على نفسه.
لَوْ لا أَنْ تَدارَکَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ اى لو لا انّ اللَّه تاب علیه و خصّه برحمته و لحقته نعمة من قبله. و قیل: لَوْ لا أَنْ تَدارَکَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ هى النّبوّة. و قیل: عبادته السّابقه. لَنُبِذَ بِالْعَراءِ اى لطرح بالارض الفضاء. وَ هُوَ مَذْمُومٌ اى لولا ذلک لنبذ مذموما بدل ما نبذ محمودا. العراء، الفضاء العارى من البناء.
و یقال: هذا «العراء» عرصة السّاعة. العراء فی الآیة الأخرى «فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ» هى ارض الموصل.
فَاجْتَباهُ رَبُّهُ اى جدّدنا اجتباءه و اعدنا اصطفاءه بعد المحنة کقوله فی: آدم: «وَ عَصى‏ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى‏» «ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ» و قیل فَاجْتَباهُ رَبُّهُ اى اختاره لرسالته فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِینَ اى من الانبیاء قوله وَ إِنْ یَکادُ الَّذِینَ کَفَرُوا ان هاهنا مخفّفة من الثّقیلة، و المعنى: و انّ الّذین کفروا یکادون یصیبونک باعینهم و ذلک حین اراد الکفّار ان یعینوا رسول اللَّه فیصیبوه بالعین فنظر الیه قوم من قریش و قالوا: ما رأینا مثله و لا مثل حججه و کانت العین فی بنى اسد حتّى انّ الرّجل منهم ینظر الى النّاقة السّمینة او البقر السّمینة ثمّ یعینها ثمّ یقول للجاریة: خذى المکتل و الدّرهم فاتینا بلحم من لحم هذه فما تبرح حتّى تقع فتنحر و کان الواحد اذا اراد ان یعین شیئا یجوع ثلاثة ایّام ثمّ یعرض له فیقول تاللّه ما رایت مالا اکثر و لا احسن من هذا فیتساقط ذلک الشّی‏ء فارادوا مثل ذلک برسول اللَّه (ص) فعصمه اللَّه من ذلک و انزل هذه الآیة. قال الحسن: هذه الآیة دواء اصابة العین. و فی الخبر: «العین حقّ تشترک من الخالق»
و یروى: «العین حقّ تدخل الرّجل القبر و الجمل القدر و لو کان شی‏ء یسبق القدر لسبقته العین».
و قال بعضهم: انّما یصیب الانسان بالعین ما یستحسنه و تمیل نفسه الیه و کان نظرهم الى النّبی (ص) نظرة البغض و ذلک ضدّه. قالوا و معنى الآیة: انّهم لشدّة عداوتهم لک ینظرون الیک نظرا یکاد یصرعک عن مکانک کما یقال نظر الىّ فلان نظرا کاد یأکلنى به. و الجمهور على القول الاوّل. قرأ اهل المدینة لَیُزْلِقُونَکَ بفتح الیاء و الآخرون بضمّها و هما لغتان یقال: زلقت الرّجل و ازلفته اذا صرعته و کان رسول اللَّه (ص) اذا قرأ القرآن کاد المشرکون یزلقونه استحسانا و الذّکر هاهنا القرآن. وَ یَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ینسبونه الى الجنون اذا سمعوه یقرأ القرآن و یقولون معه جنّى یعلّمه الکتاب.
و قیل: مختلط العقل قالوه حسدا وَ ما هُوَ إِلَّا ذِکْرٌ لِلْعالَمِینَ اى و ما القرآن الّا موعظة للمؤمنین و شرف لهم و نجاة، و قیل: وَ ما هُوَ اى و ما محمد و ارسلنا ایّاه الّا ذِکْرٌ و شرف لِلْعالَمِینَ الجنّ و الانس.
رشیدالدین میبدی : ۶۹- سورة الحاقة- مکیة
النوبة الثانیة
این سوره بعدد کوفیان پنجاه و دو آیت است، دویست و پنجاه و نه کلمت، هزار و چهار صد و هشتاد حرف، جمله به مکه فروآمد و باجماع مفسّران در مکیات شمرند، و درین سوره ناسخ و منسوخ نیست. و عن ابى امامة عن ابى بن کعب قال: قال رسول اللَّه (ص): «من قرأ سورة الحاقّة حاسبه اللَّه حسابا یسیرا»
و فی بعض الآثار من قرأ احدى عشرة آیة من سورة الحاقّة اجیر من فتنة الدّجّال و من قرأها کان له نور من فوق رأسه الى قدمه.
قوله: الْحَاقَّةُ یعنى: القیامة، سمّیت حاقّة لانّها واجبة الکون و الوقوع من حقّ یحقّ بالکسر اى وجب و صحّ مجیئها للجزاء على الطّاعة ثوابا و على المعصیة عقابا. قال اللَّه تعالى: وَ لکِنْ حَقَّتْ کَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْکافِرِینَ. اى وجبت. و قیل: مشتقّ من حقّ یحقّ بالضّمّ، تقول حققت علیه القضاء اوجبته. و المعنى: توجب لکلّ احد ما استحقّه من الثّواب و العقاب. و قیل: سمّیت حاقّة لانّها حقّت کلّ من حاقّها من مکذّب فی الدّنیا فحقّته و غلبته. و قال الکسائى: الحاقّة یعنى یوم الحقّ.
قوله: مَا الْحَاقَّةُ هذا استفهام، معناه التّفخیم لشأنها کما یقال زید ما زید؟
على التّعظیم لشأنه. قوله: «ما» رفع بالابتداء، الحاقّة خبره و الجملة خبر المبتدا الاوّل.
وَ ما أَدْراکَ مَا الْحَاقَّةُ اى انّک و ان سمعتها لم تعلم بها. لانّک لم تعاینها و لم تر ما فیها من الاهوال، و قیل: معناه لیس ذلک من علمک و لا من علم قومک.
کَذَّبَتْ ثَمُودُ وَ عادٌ بِالْقارِعَةِ اى بالحاقّة، فوضع القارعة موضعها لانّهما من اسماء القیامة و سمّیت قارعة لانّها تقرع قلوب العباد بالمخافة، و قیل: معناه: کَذَّبَتْ ثَمُودُ وَ عادٌ بالعذاب الّذى اوعدهم نبیّهم حتّى نزل بهم فقرع قلوبهم. فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِکُوا بِالطَّاغِیَةِ اى بسبب طغیانهم و مجاورتهم الحدّ فی کفرهم و هی مصدر، کالعافیة و العاقبة الخائبة. هذا کقوله: کَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها و قیل: الطّاغیة الصّیحة المتجاوزة فی العظم کلّ صیحة، اى اهلکوا بالرّجفة و الصّیحة الطّاغیة، و قیل: الطّاغیة اسم البقعة الّتى اهلکوا فیها و قیل: معناه بالفرقة الطّاغیة و هم قدار بن سالف عاقر الناقة و اتباعه.
وَ أَمَّا عادٌ فَأُهْلِکُوا بِرِیحٍ و هی الدبور
لقول النّبی (ص) «نصرت بالصّبا و اهلکت عاد بالدّبور «صرصر»
اى باردة فی النّهایة و قیل: لها صرّ اى صوت «عاتیة» اى عتت على خزّانها فی شدّة هبوبها غضبا على اعداء اللَّه اذن للَّه لها من دون الخزّان. قال قتادة لم تخرج الّا مقدار خاتم. و قال ابن عباس: لم تکن فی الدّنیا سفوة ریح و لا قطرة مطر الّا بمکیال و وزن الّا ما کان من ریح عاد فانّها عتت على الخزّان فلم یملکوها و خرجت على قدر حلقة خاتم و ماء طوفان قوم نوح فانّه طغى على الخزّان فلم یملکوه و علا فوق کلّ شی‏ء خمسة عشر ذراعا.
سَخَّرَها عَلَیْهِمْ اى سلّطها و حبسها علیهم سَبْعَ لَیالٍ وَ ثَمانِیَةَ أَیَّامٍ یقال: اخر اسبوع من شهر صفر. «حُسُوماً» متتابعة ولاء بین اربعاوین اخذ من جسم الجرح یتابع کیا بعد کى لیقطع الدّم، و قیل: «حُسُوماً» اى شوما کانها حسمت الخیر عن اهلها، کقوله: «فِی أَیَّامٍ نَحِساتٍ» و قیل: «حُسُوماً» جمع حاسم کالشّاهد و الشهود، و الحاسم: القاطع المذهب للاثر، اى قاطعة لدابر اولئک القوم.
فیکون نصبا على الصّفة. و قیل: نصب على المصدر. قال وهب: هى الایّام الّتى تسمّیها العرب ایّام العجوز ذات برد و ریاح شدیدة. سمّیت عجوزا لانّها فی عجزة الشّتاء اى اواخرها و قیل: سمّیت بذلک لانّ عجوزا من قوم عاد دخلت سربا فتبعتها الرّیح فقتلتها الیوم الثّامن من نزول العذاب و انقطع العذاب فَتَرَى الْقَوْمَ فِیها صَرْعى‏ اى لو کنت حاضرا هناک لرأیت القوم فیها، اى فی تلک اللّیالى و الایّام صرعى، اى هلکى، جمع صریع. کَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ اى اصول نخل «خاوِیَةٍ» اى ساقطة خالیة من العذوق خالیه منابتها منها، و قیل: خالیة الاجواف، و قال فی موضع آخر: «کَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ» قیل: کان طولهم اثنى عشر ذراعا.
فَهَلْ تَرى‏ لَهُمْ مِنْ باقِیَةٍ اى نفس باقیة کقوله: «هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ» و قیل: هى مصدر کالعافیة، و المعنى: هل ترى لهم من بقاء.
وَ جاءَ فِرْعَوْنُ وَ مَنْ قَبْلَهُ قرأ اهل البصرة و الکسائى بکسر القاف و و فتح الباء، اى و من معه من جنوده و اتباعه، و قرأ الآخرون بفتح القاف و سکون الباء، اى و من تقدّمه من الامم الکافرة وَ الْمُؤْتَفِکاتُ اى قرى قوم لوط یرید اهل المؤتفکات، و قیل: یرید الامم الّذین ائتفکوا «بِالْخاطِئَةِ» اى بالخطئة و المعصیة و هی الشّرک.
فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ یعنى: لوط و موسى (ع) و قیل: کلّ امّة عصوا رسولهم الّذى ارسل الیهم و یجوز ان یکون الرّسول بمعنى الرّسالة فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِیَةً اى نامیة زائدة على ما عملوا باضعافها، و قیل: زائدة على عذاب الامم، اى عاقبهم اشدّ العقوبة إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ اى ارتفع و علا و تجاوز الحدّ المعتاد حتّى غرق الارض. و قیل: طغى على خزّانة، اى على میکائیل و حزبه من الملائکة فخرج من الکیل و الوزن و لم یعلموا قدره و حَمَلْناکُمْ اى حملنا آباءکم یا امّة محمد و انتم فی اصلابهم. فِی الْجارِیَةِ یعنى السّفینة و سمّیت جاریة لانّ من شأنها ان تجرى على الماء.
لِنَجْعَلَها لَکُمْ تَذْکِرَةً اى السّفینة الجاریة فانّها بقیت الواحها دهرا و قیل: لنجعل ما اتّخذ على مثالها فانّ سفن الدّنیا تذکّر سفینة نوح و کانت اوّلها، و قیل: لنجعل هذه الفعلة و هی اغراق قوم نوح لکم تذکرة و وجه کونها تذکرة ان نجاة من فیها و تغریق من سواهم، تقتضى انّه من مدبر ابدع امرا لم تجربه العادة.
وَ تَعِیَها اى و تحفظها «اذن» انسان شأنه ان یحفظ ما یجب حفظه.
قال النّبی (ص): «افلح من جعل اللَّه له قلبا واعیا، الوعى ان یحفظ السّامع ما یسمعه و یعمل به»
و عن مکحول قال لمّا نزلت وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ
قال رسول اللَّه (ص): «دعوت اللَّه ان یجعلها اذنک یا على» قال على (ع): فما نسیت شیئا بعد ذلک و ما کان لى ان انساه.
یقال الوعى فعل القلب و لکنّ الاذان تؤدى الحدیث الى القلوب الواعیة فنعتت الآذان بنعت القلوب، تقول: وعیت الکلام اذا فهمته و حفظته و اوعیت المتاع و الزّاد اذا جمعته فی الوعاء، قال الشّاعر:
الخیر یبقى و ان طال الزّمان به
و الشّر اخبث ما اوعیت من زاد.
و منه قوله تعالى: «وَ جَمَعَ فَأَوْعى‏» فَإِذا نُفِخَ فِی الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ نفخة و النّفخ واحد و ذکر الواحد للتّأکید لانّ النّفخة لا تکون الّا واحدة و هی النّفخة الاولى فیمن جعل النّفخة نفختین احدیها یموت عندها النّاس و الثّانیة یبعثون عندها.
وَ حُمِلَتِ الْأَرْضُ وَ الْجِبالُ اى حمل ما على الارض من جبال و احجار و اشجار من اماکنها فضربت على الارض.
فَدُکَّتا دَکَّةً واحِدَةً اى دقّتا دقّة واحدة فصارتا هباء منبثّا. و قیل: دکّها زلزلتها. و قیل: دکّها ان تصیر قطعة واحدة «لا تَرى‏ فِیها عِوَجاً وَ لا أَمْتاً».
فَیَوْمَئِذٍ اى حینئذ. وَقَعَتِ الْواقِعَةُ الّتى توعدون و هی قیام السّاعة و صیحتها.
وَ انْشَقَّتِ السَّماءُ
قال على (ع): اى عن المجرّة
فَهِیَ یَوْمَئِذٍ واهِیَةٌ ضعیفة کالغزل المنقوض، و قیل: ساقطة متشقّقة.
وَ الْمَلَکُ عَلى‏ أَرْجائِها الرّجا جانب الشّی‏ء مقصور و الاثنان رجوان و الجمع ارجاء. قال الشّاعر:
اذا لم تحظ فی ارض فدعها
و حثّ الیعملات على رجاها
و لا یغررک حظّ اخیک منها
اذا صفرت یمینک من جداها
فانّک واجد دارا بدار
و لست بواجد نفسا سواها
وَ الْمَلَکُ عَلى‏ أَرْجائِها اى الملائکة على اطرافها و نواحیها و ابوابها.
قال الضحاک: تکون الملائکة على حافاتها حتّى یأمرهم الرّبّ فینزلوا فیحیطوا بالارض و من علیها و قیل: الْمَلَکُ عَلى‏ أَرْجائِها ینتظر ما یؤمر به فی اهل النّار و اهل الجنّة من الثّواب و العقاب. و قیل: انّما جعلهم فی نواحى السّماء لانّ الکفّار یقصدون الحرب لما یرونه من شدّة العقوبة و تردّهم الملائکة و ذلک معنى قوله: «لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ» اى لا تقصدون مهربا الّا و هناک لى اعوان و لى به سلطان. وَ یَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّکَ فَوْقَهُمْ اى فوق رؤسهم یومئذ یوم القیامة. «ثَمانِیَةٌ» اى ثمانیة املاک و جاء فی الحدیث: «انّهم الیوم اربعة و اذا کان یوم القیامة امدّهم اللَّه باربعة آخرین فکانوا ثمانیة على صورت الاوعال ما بین اظلافهم الى رکبهم کما بین سماء الى سماء
و فی الخبر الصّحیح عن العباس بن عبد المطلب قال: کنّا جلوسا عند النّبی (ص) بالبطحاء فمرّت سحابة فقال النّبی (ص): «أ تدرون ما هذا»؟ قلنا السّحاب فقال: «و المزن» قلنا و المزن؟ قال: «و العنان» فسکتنا. فقال: «هل تدرون کم بین السّماء و الارض»؟ قلنا: اللَّه و رسوله اعلم. قال: «بینهما مسیرة خمس مائة سنة و من کلّ سماء الى سماء مسیرة خمس مائة سنة، و فی روایة اخرى، قال (ص): «فانّ بعد ما بینهما امّا واحدة و امّا اثنتان و امّا ثلاث و سبعون سنة» قال: «و السّماء الثّانیة فوقها حتّى عدّ سبع سماوات»: ثمّ قال: «و فوق السّابعة بحر ما بین اعلاه الى اسفله کما بین سماء الى سماء و فوق ذلک ثمانیة اوعال ما بین اظلافهنّ الى رکبهنّ کما بین سماء الى سماء و فوق ذلک العرش و اللَّه تعالى فوق العرش»
و عن عبد اللَّه بن وهب عن ابیه: انّ حملة العرش الیوم اربعة، لکلّ ملک منهم اربعة اوجه و اربعة اجنحة وجه کوجه الانسان، و وجه کوجه الاسد، و وجه کوجه الثّور، و وجه کوجه النّسر و جناحان قد غطى بهما وجهه لئلّا یصعق وجهه من نور العرش و جناحان یهفو بهما، و قال غیر وهب: حملة العرش الیوم اربعة ملک فی صورت انسان، و ملک فی صورت ثور و ملک فی صورت اسد، و ملک فی صورت نسر.
روى انّه انشد بین یدى رسول اللَّه (ص) قول امیّة بن ابى الصّلت:
رجل و ثور تحت رجل یمینه
و النّسر للأخرى و لیث مرصد.
فقال النّبی (ص) صدق، و قیل: فی ثمانیة انّه ثمانیة صفوف من الملائکة لا یعلمهم الّا اللَّه عزّ و جلّ، و الاوّل اصحّ و قیل: الخلق عشرة اجزاء جزء الانس و الجنّ و سائر الحیوان و جزء الملائکة السّماوات و الارضین و ثمانیة اجزاء حملة العرش و هم الکرّوبیّون. و الفائدة فی ذکر العرش عقیب ما تقدّم انّ العرش بحاله خلاف السّماء و الارض. و عن على بن الحسین علیهما السّلام قال: انّ اللَّه عزّ و جلّ خلق العرش رابعا لم یخلق قبله الّا ثلاثة: الهواء، و القلم، و النّور، ثمّ خلق العرش من الوان انوار مختلفة من ذلک نور اخضر منه اخضر و الخضرة و نور اصفر منه اصفر و الصّفرة و نور احمر منه احمر و الحمرة و نور ابیض و هو نور الانوار و منه ضوء النّهار.
قوله: یَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى‏ مِنْکُمْ خافِیَةٌ قرأ حمزة و الکسائى: لا یخفى بالیاء اى لا یستتر على اللَّه شی‏ء منکم و لا من احوالکم. روى عن ابو موسى الاشعرى قال: یعرض النّاس یوم القیامة ثلاث عرضات فامّا عرضتان فجدال و معاذیر و امّا العرضة الثّالثة فعندها تطیر الصّحف فی الایدى فاخذ بیمینه و اخذ بشماله و قیل: لیس یعرضهم لیعلم ما لم یکن عالما به و لکنّه یعرضهم مبالغة و مظاهرة فی العدل، و قیل: معنى العرض ان یعرف کلّ واحد ما یستحقّه من ثواب او عقاب، و قیل: یعرضون باعمالهم و اقوالهم کما یعرض السّلطان جنده باسلحتهم و دوابّهم.
فَأَمَّا مَنْ أُوتِیَ کِتابَهُ بِیَمِینِهِ هذا اخبار عن قول الفریقین اذا وصل الیهم کتاب الحفظة فیقول المؤمنون قیل: نزلت هذه الآیة فی ابى سلمة بن عبد الاسد زوج امّ سلمة امرأة النّبی (ص) هو اوّل من هاجر الى المدینة من اصحاب رسول اللَّه (ص) ثمّ هو عامّ فی کلّ مؤمن. فَیَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا کِتابِیَهْ تقدیره هاؤم کتابى و اقرؤا کتابى فحذف الاوّل لانّ الثّانی یدلّ علیه، اى خذوا کتابى و اقرؤا و انظروا الى نجاتى لتقفوا علیها، یقال للرّجل «هاء» اى خذ، و للاثنین «هاؤما»، و للجمیع «هاؤم».
یقال: انّه کتاب تکون زلّات صاحبه فی باطنه و طاعاته فی ظاهره یراها النّاس و یقولون: طوبى لهذا العبد، فاذا قرأ کتابه وجد فی آخره انّى سترت علیک فی الدّنیا و انّى اغفر هالک الیوم فیشرق وجهه و یؤمر بان یقلب کتابه فاذا قلبه راى حسناته و فی آخرها قد قبلتها منک فیقول من فرط سروره: تعالوا اقْرَؤُا کِتابِیَهْ و الهاء فی کتابیه و حسابیه للوقف و لاستراحة.
عن زید بن ثابت قال: قال رسول اللَّه (ص): «اوّل من اعطى کتابه من هذه الامّة عمر بن الخطاب و له شعاع کشعاع الشّمس» قیل له: فاین ابو بکر؟ قال: هیهات زفته الملائکة الى الجنّة.
قوله: إِنِّی ظَنَنْتُ أَنِّی مُلاقٍ حِسابِیَهْ هذا الظّنّ اسم للعلم لیس من الشّک و هو فی القرآن کثیر معناه: الیقین سمّى الیقین ظنّا لان الظّن یلد الیقین، معناه ایقنت فی الدّنیا انّى معاین حسابى فکنت استعدّ له.
فَهُوَ فِی عِیشَةٍ راضِیَةٍ اى فی حیاة مرضیّة یرضى بها صاحبها و خرجت مخرج سائر روى الآى.
فِی جَنَّةٍ عالِیَةٍ قیل: خلق اللَّه الجنّة عالیة و النّهار هاویة، و قیل: «فِی جَنَّةٍ عالِیَةٍ» المکان عالیة القدر و الشّأن.
قُطُوفُها دانِیَةٌ اى ثمارها قریبه ینالها القائم و القاعد و المضطجع یقطفون کیف شاؤا و یقال لهم: کُلُوا وَ اشْرَبُوا من نعیم الجنّة هَنِیئاً سلیما من الآفات و المکاره لا تنغیص فیها و لا تکدیر. بِما أَسْلَفْتُمْ اى بسبب ما قدمتم من الخیرات و الطّاعات فی ایّام الدّنیا الماضیة. قال ابن عباس انّها نزلت فی الصّائمین خاصّة. فِی الْأَیَّامِ الْخالِیَةِ اى الجائعة کما تقول: نهاره صائم.
یروى انّ اللَّه عزّ و جلّ یقول یوم القیامة: «یا اولیائى طالما نظرت الیکم فی الدّنیا و قد قلصت شفاهکم عن الاشربة و غارت اعینکم و خمصت بطونکم فکونوا الیوم فی نعیمکم.
کُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِیئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِی الْأَیَّامِ الْخالِیَةِ.
وَ أَمَّا مَنْ أُوتِیَ کِتابَهُ بِشِمالِهِ قیل: نزلت فی الاسود بن عبد الاسد اخى ابى سلمة هو له خاصّ ثمّ هو عامّ فی جمیع الکفّار. قیل: ینزع یده من صدره الى ما خلف ظهره فیعطى کتابه بشماله فیقول: یا لَیْتَنِی لَمْ أُوتَ کِتابِیَهْ.
وَ لَمْ أَدْرِ ما حِسابِیَهْ یتمنّى ان لم یبعث و لم یحاسب لما یرى فیه من قبائح اعماله هذا کقوله:ا لَیْتَنِی کُنْتُ تُراباً».
یا لَیْتَها کانَتِ الْقاضِیَةَ الهاء راجعة الى موتته یقول: یا لیتنى متّ میته قاضیة لا حیاة بعدها یتمنّون الموت عند ذلک فی القیامة من شدّة ما یقاسونه من العقوبة و کانوا من اشدّ النّاس کراهیة للموت فی الدّنیا.
ما أَغْنى‏ عَنِّی مالِیَهْ لم ینفعنى ما جمعته فی الدّنیا من الاموال و لم یدفع عنّى من عذاب اللَّه شیئا.
هَلَکَ عَنِّی سُلْطانِیَهْ اى ضلّت عنّى حجّتى و زال عنّى ملکى و قوّتى و قیل: کلّ احد کان له سلطان على نفسه و ماله و جوارحه فیزول فی القیامة سلطانه على نفسه فلا یملک لنفسه. و قیل: ذلک کان بحیث لو اراد ان یؤمن لقدر على ذلک السّلاطة فی اللّسان البلاغة و قوّة الکلام مع الاصابة و السّلیط الزّیت و السّلطان المکنة و القدرة فی قوله عزّ و جلّ: إِنَّهُ لَیْسَ لَهُ سُلْطانٌ إِنَّما سُلْطانُهُ وَ ما کانَ لَهُ عَلَیْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ إِنَّ عِبادِی لَیْسَ لَکَ عَلَیْهِمْ سُلْطانٌ و مات فلان فی سلطان فلان اى فی ولایته.
خُذُوهُ فَغُلُّوهُ القول هاهنا مضمر، اى یقول اللَّه عزّ و جلّ لخزنة جهنّم خُذُوهُ فشدّوه بالاغلال، اى اجمعوا یده الى عنقه فی الحدید.
ثُمَّ الْجَحِیمَ صَلُّوهُ اى ادخلوه فیها و احرقوه.
ثُمَّ فِی سِلْسِلَةٍ یقال: تدخل السّلسلة فی فیه ثمّ یخرج من مقعدته و معنى فَاسْلُکُوهُ اى فاسلکوا فیه السّلسلة و لکنّ العرب یقول: ادخلت القلنسوة فی رأسه، و قیل: هى سلسلة واحدة یدخلون جمیعا فیها و یشدّ بعضهم الى بعض و قیل: بل لکلّ واحد سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً. قال نوف البکائى الشّامى: کلّ ذراع سبعون باعا، کلّ باع ابعد ما بینى و بین مکة و هو یومئذ بالکوفة، و فی روایة بذراع المترف الجبّار، و الجبّار عند العرب العظیم الطّول. و عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص عن النّبی (ص) قال: «لو انّ رضراضة مثل هذه و اشار الى مثل الجمجمة ارسلت من السّماء الى الارض و هى مسیرة خمس مائة سنة لبلغت الارض، قیل: اللّیل و لو انّها ارسلت من رأس السّلسلة لسارت اربعین خریفا، اللّیل و النّهار قبل ان تبلغ اصلها او عقرها. و عن کعب قال: لو جمع حدید الدّنیا ما وزن حلقة منها. و قیل: لو انّ حلقة منها وضعت على جبل لذاب من حرّها. «إِنَّهُ کانَ لا یُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ».
وَ لا یَحُضُّ عَلى‏ طَعامِ الْمِسْکِینِ اى لا یطعم و لا یأمر به بل کان یقول: أ نطعم من لو یشاء اللَّه اطعمه. کان ابو الدرداء یقول لامرأته ام الدرداء: نجونا من نصف السّلسلة آمنّا باللّه فحضّى على اطعام المسکین للنّصف الباقى.
فَلَیْسَ لَهُ الْیَوْمَ هاهُنا حَمِیمٌ الحمیم: القریب نسبا او ودّا او لا ینتفع بحمیمه کما ینتفع فی الدّنیا.
وَ لا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِینٍ و هو الصّدید الّذى ینغسل من ابدان اهل النّار.
و قیل: هو طعام اعدّه اللَّه لاهل النّار و هو اعلم به هو بعض ما اخفى لهم، یقال: للنّار درکات و لکلّ درکة نوع طعام و شراب.
لا یَأْکُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ الکافرون الجائرون عن طریق الحقّ عمدا.
فَلا أُقْسِمُ لا صلة و معناه: اقسم و دخلت لا مؤکّدة، و قیل: انّها نفى لردّ کلام المشرکین کانّه قال: لیس الامر کما یقوله المشرکون: أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ.
وَ ما لا تُبْصِرُونَ هذا من جوامع کلم القرآن، قال قتادة: اقسم بالاشیاء کلّها فیدخل فیه جمیع الموجودات. و قیل: اقسم بالدّنیا و الآخرة. و قیل: ما تبصرون ما على ظهر الارض و ما لا تبصرون ما فی بطنها. و قیل: تبصرون الاجسام و ما لا تبصرون الارواح.
و قیل: ما تبصرون الانس و ما لا تبصرون الملائکة و الجنّ. و قیل: النّعم الظّاهرة و الباطنة.
و قیل: ما تبصرون ما اظهر اللَّه للملائکة و اللّوح و القلم و ما لا تبصرون ما استأثر اللَّه بعلمه فلم یطلع علیه احدا. و قال جعفر: بما تبصرون من صنعى فی ملکى و ما لا تبصرون من برّى باولیایى. و قال جنید: بما تبصرون من آثار الرّسالة و الوحى على حبیبى محمد.
وَ ما لا تُبْصِرُونَ من السّر معه لیلة الاسراء، و قال ابن عطاء ما تبصرون من آثار القدرة وَ ما لا تُبْصِرُونَ من اسرار القدرة.
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ کَرِیمٍ هذا جواب القسم، اى انّ هذا القرآن قراءة رسول کریم یعنى محمد (ص). اضاف القول الیه لانّه لمّا قال قول رسول اقتضى مرسلا فکان معلوما انّ ما یقرأه کلام مرسله و انّما هو مبلّغه و قد یأت القول فی القرآن، و المراد به القراءة قال اللَّه تعالى. حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ اى ما تقرؤن فی صلوتکم.
و قیل: سبب نزول الآیة انّ الولید بن المغیرة قال: انّ محمّدا ساحر، و قال ابو جهل: هو شاعر فانزل اللَّه تعالى: فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ وَ ما لا تُبْصِرُونَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ کَرِیمٍ قیل: یعنى جبرئیل (ع).
تَنْزِیلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِینَ اى انّ الّذى یقرأه جبرئیل على محمد (ص) وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِیلًا ما تُؤْمِنُونَ ما صلة دخلت للتّوکید اى قلیلا تؤمنون.
وَ لا بِقَوْلِ کاهِنٍ قَلِیلًا ما تَذَکَّرُونَ قرأ ابن کثیر و ابن عامر و یعقوب: یؤمنون یذکرون بالیاء فیهما. و اراد بالقلیل نفى ایمانهم اصلا کقولک: لمن لا یزورک فلمّا تأتینا و انت ترید لا تأتینا اصلا. الشّعر فی اللّغة: العلم، یقال: شعرت اشعر، اى علمت، و شعر الرّجل اذا صار شاعرا و سمّى الشّاعر شاعرا لانّ الشّعر علم برأسه لا یعلّمه کلّ احد. و الکاهن الّذى یزعم انّ له خدما من الجنّ یأتونه بضرب من الوحى، و قد انقطعت الکهانة بعد نبیّنا (ص) لانّ الجنّ حبسوا و منعوا عن الاستماع. تَنْزِیلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِینَ یعنى به القرآن نزل به جبرئیل على محمد (ص).
وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَیْنا یعنى الرّسول و لو تحرض و اختلق علینا و اتى بشی‏ء من عند نفسه او زاد فی القرآن او نقص منه.
لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْیَمِینِ اى لامرنا ان یؤخذ بیده اخذا بالعقوبة کالسّلطان اذا اراد الاستخفاف ببعض رعیّته قال لبعض اعوانه: خذ بیده و اخرجه. و قیل: معناه لانتقمنا منه بالقوّة و القدرة اى عذّبناه و اخذناه بقهر اخذ عقوبة و عبّر عن القوّة بالیمین لانّ قوّة کل شی‏ء فی میامنه، و قیل: لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْیَمِینِ اى بالحقّ کقوله: کُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْیَمِینِ اى من قبل الحقّ. و قیل: «بالیمین» اى بالعهد الغلیظ الّذى اخذنا منه. اى طالبناه بعهدنا لَوْ تَقَوَّلَ عَلَیْنا.
ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِینَ اى امتناه و اهلکناه، لانّ الوتین عرق فی القلب متّصل بالظّهر اذا قطع مات صاحبه. قال ابن عباس: الوتین نیاط القلب. و قال مجاهد هو الحبل الّذى فی الظّهر اذا انقطع مات الانسان.
فَما مِنْکُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِینَ اى مانعین یحجزوننا عن عقوبته و المعنى: انّ محمدا لا یتکلّف الکذب لاجلکم مع علمه انّه لو تکلّفه لعاقبناه و لا یقدر احد على دفع عقوبتنا عنه و جمع حاجزین و هو من نعت احد لانّ احدا یستعمل فی معنى الجمع کقوله: لا نُفَرِّقُ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَ إِنَّهُ لَتَذْکِرَةٌ لِلْمُتَّقِینَ اى انّ هذا القرآن لموعظة للمتّقین خصّهم بالذّکر لانتفاعهم به و التّذکرة العلامة الّتى یذکر بها المعنى و إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْکُمْ مُکَذِّبِینَ بالقرآن جاحدین للرّسالة و صفات الآلهیه. و قیل: انّا لنعلم من یصدّق و من یکذّب. قال مالک ما اشدّ هذه الآیة على هذه الامّة.
وَ إِنَّهُ لَحَسْرَةٌ اى و انّ القرآن لحسرة و ندامة عَلَى الْکافِرِینَ یوم القیامة اذا رأوا ثواب من آمن به و عمل بما فیه و قد خالفوا و ضیّعوا العمل به.
وَ إِنَّهُ لَحَقُّ الْیَقِینِ مضاف الى النّعت تأویله: و انّه للحقّ الیقین و قیل: معناه انّه للیقین حقّ الیقین، کما تقول: هو الجواد عین الجواد. و قیل: انّه لحقّ الامر الیقین ایقن به المؤمن فی الدّنیا فینفعه و ایقن به الکافر فی الآخرة فلم ینفعه.
و قیل: ان التّحسّر للکافر یوم القیامة کائن لا محالة.
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّکَ الْعَظِیمِ تأویله فسبّح ربّک العظیم و الاسم زائد کقول لبید:
الى الحول ثمّ اسم السلام علیکما
و من یبک حولا کاملا فقد اعتذر
و المعنى: صلّ له و نزّهه عمّا لا یلیق به فسبحان اللَّه دائما و العظیم الّذى کلّ شی‏ء فی جنب عظمته صغیر.
رشیدالدین میبدی : ۷۰- سورة المعارج- مکیة
النوبة الثانیة
این سوره چهل و چهار آیتست، دویست و شانزده کلمت، هزار و صد و شصت و یک حرف جمله به مکه فروآمده باجماع مفسّران، و درین سورت دو آیت منسوخ است یکى: فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِیلًا دیگر: فَذَرْهُمْ یَخُوضُوا وَ یَلْعَبُوا این هر دو آیت منسوخ‏اند بآیت سیف. و فی روایة ابى بن کعب عن النّبی (ص) قال: «من قرأ سورة: سأل سائل، اعطاه اللَّه ثواب الّذین هم لاماناتهم و عهدهم راعون».
سَأَلَ سائِلٌ علماء تفسیر مختلف‏اند در سبب نزول این آیات، قومى گفتند در شأن النّضر بن الحارث فرو آمد، آن گه که گفت: إِنْ کانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِکَ فَأَمْطِرْ عَلَیْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ. قومى گفتند: در شأن بو جهل فرو آمد که گفت: «فَأَسْقِطْ عَلَیْنا کِسَفاً مِنَ السَّماءِ». و گفته‏اند: در شأن جماعتى کفّار قریش آمد که بر طریق استهزاء گفتند: «عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ یَوْمِ الْحِسابِ». و گفته‏اند: سائل اینجا مصطفى (ص) است که کافران او را اذى مینمودند تا بر ایشان عذاب خواست بتعجیل. و گفته‏اند: مراد باین نوح است (ع) که بر قوم خویش دعاى بد کرد و عذاب خواست.
قوله: سَأَلَ سائِلٌ قرأ نافع و ابن عامر سأل سایل بغیر همز و له وجهان: احدهما انّه بالهمز و بغیر الهمز فی المعنى واحد. یقال سالت اسأل و سلت اسأل. و الوجه الثّانی انّه من السّیل یقال: سال یسیل سیلا، و قیل: السائل واد فی جهنّم، و المعنى: سال الوادى بالعذاب واقع للکافرین یقع لهم و ینزل بهم. و قیل: اللّام بمعنى على، اى یقع علیهم و یحلّ بهم. قرأ الآخرون بالهمز من السؤال لا غیر، و له وجهان: احدهما ان یکون الباء فی قوله بِعَذابٍ بمعنى عن عذاب کقوله: «فَسْئَلْ بِهِ خَبِیراً» اى عنه. و قال الشّاعر:
فان تسألونى بالنّساء فانّنى
بصیر بادواء النّساء طبیب.
اى عن النّساء. و معنى الآیة: سأل سائل عن عذاب واقِعٍ نازل کاین على من ینزل و لمن هو فقال تعالى مجیبا له.
لِلْکافِرینَ و هذا قول الحسن و قتادة قالا: کان هذا بمکّة لمّا بعث اللَّه سبحانه محمدا (ص) و خوّفهم بالعذاب، قال المشرکون بعضهم لبعض من اهل هذا العذاب سلوا محمدا لمن هو و على من ینزل و لمن یقع؟ فبیّن اللَّه تعالى. و انزل: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْکافِرینَ اى هو للکافرین. و الوجه الآخر ان یکون الباء صلة و معنى الآیة دعا داع سأل سائل عذابا واقعا. لِلْکافِرینَ اى على الکافرین و هو النّضر بن الحارث حیث دعا على نفسه و سأل العذاب فقالوا: اللّهم ان کان هذا هو الحقّ من عندک الآیة.... فنزل به ما سأل یوم بدر فقتل صبرا و هذا قول ابن عباس و مجاهد.
لَیْسَ لَهُ اى لذلک العذاب دافِعٌ مانع مِنَ اللَّهِ. اى ذلک العذاب واقع من قبل اللَّه سبحانه بالکافرین لا یدفعه عن الکافرین احد.
و قوله: ذِی الْمَعارِجِ صفة للَّه و له معنیان: احدهما ذو المصاعد الّتى تصعد فیها الملائکة و الرّوح و هی السّماوات. و الثّانی الْمَعارِجِ الفواضل و هی هباته السّنیّة و عطایاه الهنیّة. و قیل: المعارج تعالى الدّرجات و هی الّتى یعطیها اللَّه اولیاه فی الجنّة.
و العروج: الصّعود و المعرج المصعد و الجمع المعارج و ذکر المعارج هاهنا تنبیها لهم انّ من قدر على خلق هذه المعارج للملائکة و هذا الرّتب للعباد قدر على ارسال العذاب على الکافرین.
قوله: تَعْرُجُ الْمَلائِکَةُ وَ الرُّوحُ یعنى جبرئیل (ع) خصّ بالذّکر بعد العموم تشریفا له. و قیل: عنى بالرّوح ارواح المؤمنین عند الموت. و قیل: هم قوم موکّلون على الملائکة قوله: إِلَیْهِ یعنى الى اللَّه، فِی یَوْمٍ کانَ مِقْدارُهُ خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَةٍ اراد به یوم القیامة و فیه تقدیم و تأخیر اى لیس للعذاب دافع من الکفّار فی یوم القیامة الّذى کان مقداره خمسین الف سنة من سنى الدّنیا لو صعد غیر الملائکة و ذلک انّهم تصعد من اسفل الارض السّابعة الى ما فوق السّماء السّابعة الى العرش مقدار خمسین الف سنة. و امّا قوله: «فِی یَوْمٍ کانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ» انّما هو قدر مسیرهم من السّماء الدّنیا الى وجه الارض مسیرة خمس مائة سنة هبوطا و مثله صعودا و قیل: هواء الدّنیا مسیرة خمس مائة عام و بصر السّماء مسیرة خمسمائة عام. و قیل: موقفهم فی الحساب حتّى یفصل بین النّاس خمسون الف سنة ثمّ لا ینتهى الیوم الى لیل یردّ النّهار الى اهل الجنّة مخلّدا و اللّیل الى اهل النّار مخلّدا و قیل: یوم القیامة فیه خمسون موقعا کلّ موقف الف سنة و قیل: انّ الیوم فی الآیة عبارة عن اوّل ایام الدّنیا الى انقضائها و انّها خمسون الف سنة لا یدرى احدکم کم مضى و کم بقى الّا اللَّه عزّ و جلّ. و روى عن ابن عباس انّه قال: هو یوم القیامة یکون على الکافرین مقدار خمسین الف سنة.
روى ابو سعید الخدرى قال: قیل لرسول اللَّه (ص): یوم کان مقداره خمسین الف سنة فما اطول هذا الیوم! فقال (ص): «و الّذى نفسى بیده انّه لیخفّف على المؤمن حتّى یکون اخفّ علیه من صلاة مکتوبة یصلّیها فی الدّنیا
و قیل: معناه لو ولى محاسبة العباد فی ذلک الیوم غیر اللَّه لم یفرغ منه فی خمسین الف سنة و یفرغ اللَّه فی مقدار نصف یوم من ایّام الدّنیا قوله: فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِیلًا اى فاصبر یا محمّد على تکذیبهم ایّاک صبرا جمیلا لا شکوى فیه و لا جزع و هذا قبل ان امر بالقتال فنسخ.
إِنَّهُمْ یَرَوْنَهُ بَعِیداً اى انّ الکفّار یرون العذاب و الیوم المذکور بعیدا مستحیلا غیر ممکن.
وَ نَراهُ قَرِیباً من الفهوم ممکنا. و الرّؤیة هاهنا بمعنى العلم، و قیل: انّهم یرونه بعیدا اى بطیئا وقوعه و نراه قریبا اى سریعا وقوعه لانّ ما هو آت قریب، هذا کقوله «وَ یَقْذِفُونَ بِالْغَیْبِ مِنْ مَکانٍ بَعِیدٍ». ثمّ وصف الیوم فقال: یَوْمَ تَکُونُ السَّماءُ کَالْمُهْلِ المهل على معان منها ما یسیل من القرح من صدید او قیح و هو فی قول ابى بکر الصدیق حین اتى بحبرتین و قد احتضر قال: ادفنونى فی ثوبىّ هذین انّما هما للمهل و ردّ الحبرتین و قال: الحىّ اولى بالجدید من المیّت و المهل المذاب من فضّة او نحاس او صفر و ما اشبهها و المهل دردىّ الزّیت و عکره سمّى بذلک لانّه یسیل العکر لثخانته على مهل و على المعنیین الاخیرین تأویل الآیة فالسّماء الیوم خضراء و هی تتلوّن یوم القیامة فتکون وردة کالدّهان فتکون الوانا من الفزع کتلوّن الانسان للفزع ثمّ تشقّق و تنفطر و تمور مورا و تسیر سیرا.
وَ تَکُونُ الْجِبالُ کَالْعِهْنِ و هو الصّوف المصبوغ الوانا و اوّل ما یتغیّر الجبال تصیر رملا مهبلا ثمّ عهنا منفوشا ثمّ تصیر هباء منثورا.
وَ لا یَسْئَلُ حَمِیمٌ حَمِیماً اى لا یسأل قریب عن حال قریبه لاشتغاله بنفسه و قیل: لا یسأله لیحمل عنه من اوزاره شیئا لیأسه عن نصرته. قرأ البزى عن ابن کثیر لا یسأل بضمّ الیاء اى لا یسأل حمیم عن حمیم لا یقال لحمیم این حمیمک. و قیل: لا یسأل لانقطاع ما بینهم من العصم.
یُبَصَّرُونَهُمْ اى یعرفون اقاربهم، فیقال لهم: هذا فلان و هذا فلان زیادة فی فضیحتهم. و قیل: یعرّفونهم اى یعرّفون الملائکة حتّى یعرفوهم بسیماهم فیعذّبوهم بالوان العذاب. و قیل: یبصّر المؤمنون الکافرین حتّى یعرفوا الکفّار بسیماهم فیزدادوا شکرا و یزداد الکفّار حسرة و اسفا، و قیل: یعرف المؤمن ببیاض وجهه و الکافر بسواد وجهه، و قیل: لیس فی القیامة مخلوق الّا و هو نصب عین صاحبه فیبصر الرّجل اباه و اخاه و اقرباه و عشیرته لا یسأله و لا یکلّمه لاشتغاله بما هو فیه. یَوَدُّ الْمُجْرِمُ اى یتمنّى المشرک. لَوْ یَفْتَدِی اى یفادى نفسه ببنیه و هم اعزّ الخلق الیه وَ صاحِبَتِهِ: زوجته و سکنه وَ أَخِیهِ الّذى کان ناصرا له و معینا.
وَ فَصِیلَتِهِ الَّتِی تُؤْوِیهِ اى قبیلته الّتى تضمّه لقرابته و یأوى الیها عند الخوف.
وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً من الانس اى یودّ لو یفتدى بهم جمیعا ثُمَّ یُنْجِیهِ ذلک الافتداء من عذاب ذلک الیوم.
کَلَّا اى لیس کذلک لا ینجیه من عذاب اللَّه شی‏ء ثمّ ابتدا فقال: إِنَّها لَظى‏ هى اسم من اسماء جهنّم. قیل: هى الدّرکة الثّانیة سمّیت بذلک لانّها تتلظّى اى تتلهّب.
نَزَّاعَةً لِلشَّوى‏ قرأ حفص عن عاصم نَزَّاعَةً نصب على الحال و القطع فیه.
و قرأ الآخرون بالرّفع اى هى نَزَّاعَةً لِلشَّوى‏ الشّوى الاطراف کالیدین و الرّجلین و قیل: هى جلدة الرّأس، و قیل: هى محاسن الوجه قال الضحاک تنزع النّار الجلد و اللّحم عن العظم و قیل: تفصّل الاعضاء بعضها من بعض ثمّ یعود الى ما کان.
تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَ تَوَلَّى اى تدعو النّار الکافر و المنافق فتقول الىّ الىّ ایّها الکافر ایّها المنافق. قال ابن عباس تدعوهم باسمائهم بلسان فصیح ثمّ تلتقطهم کما یلتقط الطّیر الحبّ تدعو من اعرض عن الدّین و تولّى عن الایمان و الطّاعة.
وَ جَمَعَ فَأَوْعى‏ اى جمع المال فاوعاه فی الظّروف و لم یؤدّ زکاته و لم ینفقه فی سبیل اللَّه. و فی الخبر یجاء بابن آدم یوم القیامة کانّه بذج فیتوقّف بین یدى اللَّه عزّ و جلّ فیقول له: اعطیتک و خولتک و انعمت علیک فما صنعت؟ فیقول: ربّ جمعته و ثمّرته و ترکته اکثر ما کان، فارجعنى آتک به کلّه فاذا عبد لم یقدّم خیرا فیمضى به الى النّار.
قوله: إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً قال ابن عباس: الهلوع الحریص على ما لا یحلّ له. و الهلع شدّة الحرص و قلّة الصّبر، و قیل: هلوعا اى نسّاء عند النّعمة دعّاء عند المحنة، و قیل: معنى الهلوع ما فسّره اللَّه تعالى بعده و هو قوله: إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ اى الضّرّ و الفقر جزع و لم یصبر.
وَ إِذا مَسَّهُ الْخَیْرُ اى السّعة و الغنى و المال منع حقّ الفقراء و لم ینفق فی الخیر شرّ ما اعطى العبد شحّ هالع و حین خالع. فالهالع المحزن و الخالع الّذى یخلع قلبه. قال مقاتل: الهلوع دابّة من وراء جبل قاف تأکل کلّ یوم سبع صحار من الحشیش و تشرب سبع بحار من ماء لا تصبر مع الحرّ و لا مع البرد، تتفکّر کلّ لیلة ما ذا تأکل غدا فشبّه اللَّه الانسان بها.
إِلَّا الْمُصَلِّینَ لیس هذا استثناء من الکلام الاوّل و معناه: و لکنّ المصلّین، و قیل: استثنى المصلّین من الانسان لانّ الانسان فی معنى الجمع کقوله تعالى: إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِی خُسْرٍ إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا. قوله الَّذِینَ هُمْ عَلى‏ صَلاتِهِمْ دائِمُونَ اى یقیمون الفرائض فی اوقاتها، و قیل: دائمون اى خاشعون لا یزیلون وجوههم عن سمت القبلة.
وَ الَّذِینَ فِی أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ معیّن یعنى الزّکاة، و قیل: سائر ابواب البرّ من صلة الرّحم و تعهّد المساکین و غیر ذلک.
لِلسَّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ السَّائِلَ الطّواف الّذى یسأل النّاس و الْمَحْرُومِ الّذى لا سهم له فی الاسلام و لیس یهتدى الى کسب و لا یسأل.
وَ الَّذِینَ یُصَدِّقُونَ بِیَوْمِ الدِّینِ اى بیوم الجزاء و الحساب. و قیل: یصدّقون الانبیاء بسبب ایمانهم بیوم الدّین.
وَ الَّذِینَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ خائفون، قال الحسن: یشفق المؤمن ان لا تقبل حسناته.
إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَیْرُ مَأْمُونٍ و لا یؤمن وقوعه لانّه لا یعلم احد عاقبته و وقته فالواجب على کلّ مسلم ان لا یأمن عقوبته و لا یأمن مکره.
وَ الَّذِینَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ. إِلَّا عَلى‏ أَزْواجِهِمْ الى قوله وَ عَهْدِهِمْ راعُونَ مضى تفسیر هذه الآیات فی سورة المؤمنین.
وَ الَّذِینَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ قرأ حفص عن عاصم و یعقوب بشهاداتهم على الجمع، اى یقومون فیها بالحقّ فلا یکتمونها و لا یغیّرونها.
وَ الَّذِینَ هُمْ عَلى‏ صَلاتِهِمْ یُحافِظُونَ یعنى الصّلوات الخمس.
أُولئِکَ اى اهل هذه الصّفات فِی جَنَّاتٍ مُکْرَمُونَ بجمیل ثواب اللَّه ایّاهم.
فَما لِ الَّذِینَ کَفَرُوا اى فما بال الّذین کفروا. قِبَلَکَ مُهْطِعِینَ مسرعین مقبلین الیک متطلّعین نحوک، انزلت فی جماعة من الکفّار کانوا یجتمعون حول النّبی (ص) یستمعون کلامه و یستهزءون به و یکذّبونه فقال اللَّه: ما لهم ینظرون الیک نظر عداوة و یجلسون عندک و هم لا ینتفعون بما یسمعون.
عَنِ الْیَمِینِ وَ عَنِ الشِّمالِ عِزِینَ اى حلقا حلقا و جماعة جماعة عن یمین النّبی (ص) و عن شماله. و عِزِینَ جمع عزة مثل کرة و کرین، و انّما انکر علیهم الاسراع الیه لانّهم اسرعوا الیه لطلب العیب به، و قیل: انّها نزلت فی نفر من الکفّار قبلت نفوسهم صدق النّبی و کانوا یسرعون نحوه و یقصدون مجلسه و یتحلقون حوالیه و لا یؤمنون به امّا حیاء عن الرّجوع عن دین آبائهم و امّا مساعدة لعشائرهم و کانوا یطمعون فی دخول الجنّة بالقدر الّذى کان منهم فانزل اللَّه تعالى: أَ یَطْمَعُ کُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ یُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِیمٍ. کَلَّا اى لا یدخلونها و قیل: کانوا یقولون لئن دخل هؤلاء الجنّة کما یقول محمد لندخلنّها قبلهم فنحن افضل منها حظّا منهم کما لنا الفضل علیهم فی الدّنیا، فنزلت هذه الآیة جوابا لهم.
کَلَّا ردع و زجر عن قولهم، اى لا یکون کذلک و لیس الامر کما قالوا: إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا یَعْلَمُونَ من نطفة و علقة و اصلهم من تراب فانّى یستحقّون على اللَّه الثّواب و دخول الجنّة من خساسة اصلهم و امّا المؤمنون فانّه لا تتوجّه علیهم هذه الآیة اذا امّلوا دخول الجنّة لانّهم یرجونها من فضل اللَّه و لا یرون ذلک مستحقّا لهم على اللَّه لفضیلتهم و فی الخبر عن بسر بن جحاش قال: قال رسول اللَّه (ص): «و بصق یوما فی کفّه و وضع علیها اصبعه فقال: یقول اللَّه عزّ و جلّ بنىّ آدم انّى تعجزنى و قد خلقتک من مثل هذه؟
حتّى اذا سوّیتک و عدّلتک مشیت بین بر دین و للارض منک وئید فجمعت و منعت حتّى اذا بلغت التّراقى قلت اتّصدّق و انّى اوان الصّدقة
و قیل: إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا یَعْلَمُونَ اى من اجل ما یعلمون و هو الامر و النّهى و الثّواب و العقاب فحذف اجل فلا اقسم لا صلة دخلت للتّأکید.
بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَ الْمَغارِبِ یعنى: مشرق کلّ یوم من السّنة و مغربه إِنَّا لَقادِرُونَ.
عَلى‏ أَنْ نُبَدِّلَ خَیْراً مِنْهُمْ اى على ان نخلق امثل منهم و اطوع للَّه و اشکر له و اعمل بطاعته. و قیل: إِنَّا لَقادِرُونَ على ان نبدّل محمدا خیرا منهم و هم اهل المدینة و قد فعل. وَ ما نَحْنُ بِمَسْبُوقِینَ اى بمغلوبین ان اردنا ذلک و قیل: وَ ما نَحْنُ بِمَسْبُوقِینَ اى عاجزین لانّ من سبق الى شی‏ء عجز.
فَذَرْهُمْ یَخُوضُوا وَ یَلْعَبُوا امر تهدید لهم و توبیخ کقوله: «اعملوا ما شئتم: حَتَّى یُلاقُوا اى یعاینوا یَوْمَهُمُ الَّذِی یُوعَدُونَ یعنى: وم القیامة، و قیل: نسختها آیة القتال.
یَوْمَ یَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ اى من القبور سِراعاً اى مسرعین الى اجابة الدّاعى. کَأَنَّهُمْ إِلى‏ نُصُبٍ اى الى علم منصوب یُوفِضُونَ یسرعون و ذلک حین یسمعون الصّیحة الآخرة قرأ ابن عامر و حفص الى نصب یُوفِضُونَ بضمّ النّون و الصّاد قال مقاتل و الکسائى یعنى: الى اوثانهم الّتى کانوا یعبدونها من دون اللَّه کقوله تعالى وَ ما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ و قال الحسن یسرعون الیها ایّهم یستلمهم اوّلا و قیل: هى جمع نصب کرهن و رهن.
خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ محزونین متفکّرین فیما دهاهم قوله: تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ اى یغشاهم و یعلوهم هو ان و ذلّ ذلِکَ الْیَوْمُ الَّذِی کانُوا یُوعَدُونَ وعدهم اللَّه ذلک على السنة رسله فی الدّنیا و هم یکذّبون به، یعنى یوم القیامة و اللَّه اعلم.
رشیدالدین میبدی : ۷۳- سورة المزمل- مکیة
النوبة الثانیة
این سوره از شمار کوفیان بیست آیت است، دویست و هشتاد و پنج کلمه، هشتصد و سى و هشت حرف، جمله به مکه فرو آمد و در مکّیّات شمرند. ابن عباس گفت: مگر در آیت إِنَّ رَبَّکَ یَعْلَمُ الى آخر السّورة. و درین سوره سه آیت منسوخ است.
در اوّل سوره نماز شب فرض کردند بر رسول خدا (ص) و بر مسلمانان و ذلک فی قوله: قُمِ اللَّیْلَ إِلَّا قَلِیلًا الآیة... پس آخر سوره منسوخ شد و ذلک قوله: عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَیْکُمْ فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ.
دیگر آیه: وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِیلًا منسوخ است بآیت سیف.
سدیگر آیت فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى‏ رَبِّهِ سَبِیلًا این قدر از آیت منسوخ است بآنچه ربّ العزّة گفت: وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ و در فضیلت سوره ابى بن کعب روایت کند از
مصطفى (ص) قال: «من قرأ سورة یا ایها المزمل رفع عنه العسر فی الدّنیا و الآخرة».
قوله: یا أَیُّهَا الْمُزَّمِّلُ معناه المتزمّل ادغمت التّاء فی الزّاى و مثله المدّثّر اى المتدّثر ادغمت التّاء فی الدّال. یقال تزمّل و تدثّر بثوبه اذا تغطّى به. قال ابن عباس: رجع النّبی (ص) من جبل حراء لما نزل علیه جبرئیل (ع) مذعورا مرتعدا فرائصه، یقول: زمّلونى زمّلونى، فزمّل بقطیفة. فنزلت: یا أَیُّهَا الْمُزَّمِّلُ اى المتلفّف بثیابه، قیل: کان متلفّفا فی ثیاب نومه، و قیل: کان متلفّفا بثیابه للصّلوة. قال عکرمة: الزّمل بمعنى الحمل و منه الزّاملة، و المعنى: یا ایّها المتحمّل باعباء النّبوّة و قال السدى: هو کنایة عن النّائم کانّه عزّ و جلّ یقول: ایها النائم اللیل کله قم فصل قال بعض الحکماء: کان هذا الخطاب للنّبى (ص) قبل تبلیغ الرّسالة و لم یکن قد شرع فی الامر بعد فلمّا شرع خاطبه بالنّبوّة و الرّسالة. و قیل: هذا بدا ایناس و ازالة وحشة کما قال: «وَ ما تِلْکَ بِیَمِینِکَ یا مُوسى‏». و قیل معناه: یا خامل الذّکر سنرفع لک ذکرک.
قُمِ اللَّیْلَ اى صلّ اللّیل إِلَّا قَلِیلًا اى الا شیئا یسیرا تنام فیه و کان قیام اللّیل فریضة فی ابتداء الاسلام و بیّن قدره فقال: نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِیلًا الى الثّلث أَوْ زِدْ على النّصف الى الثّلثین خیّره بین هذه المنازل فکان النّبی (ص) و اصحابه یقومون على هذه المقادیر، فکان الرّجل لا یدرى متى ثلث اللّیل و متى النّصف و متى الثّلثان فکان یقوم حتّى یصبح مخافة ان لا یحفظ القدر الواجب و اشتدّ ذلک علیهم حتّى انتفخت اقدامهم فرحمهم اللَّه و خفّفه عنهم بعد سنة و نسخ وجوب التّقدیر بقوله: عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَیْکُمْ فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ اى صلّوا ما تیسّر من القرآن، اى صلّوا ما تیسّر من الصّلاة و لو قدر حلب شاة ثمّ نسخ وجوب قیام اللّیل بالصّلوات الخمس بعد سنة اخرى فکان بین الوجوب و التّخفیف سنة و بین الوجوب و النّسخ بالکلّیّة سنتان.
وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِیلًا اى بیّن الحروف و وفّ حقّها من الاشباع کانّک تفصل بین الحرف و الحرف مشتقّ من قول العرب ثغر رتل و رتل اذا کان فیه فرج. و التّرتیل اداء الحروف و حفظ الوقوف. و قیل: معناه اقرأ على ترتیبه لا تقدّم مؤخّرا و لا تؤخّر مقدّما. و قیل: فصّله تفصیلا و لا تعجل فی قراءته. و قیل: معناه: ضعّف صوتک و اقرأه بصوت حزین، و قالت امّ سلمة: کان رسول اللَّه (ص) یقطع قراءته آیة آیة.
و قال ابن مسعود: لا تنثروه نثر الدّقل. و لا تهذّوه هذّ الشّعر. قفوا عند عجائبه. و حرّکوا به القلوب.
و لا یکن همّ احدکم آخر السّورة.
سئل انس: کیف کانت قراءة النّبی (ص)؟ فقال: کانت مدّاء ثمّ قرأ بسم اللَّه الرّحمن الرّحیم یمدّ ببسم اللَّه و یمدّ بالرّحمن یمدّ بالرّحیم.
روى انّ عمر ان بن حصین مرّ على قاصّ یقرأ ثمّ یسأل فاسترجع ثمّ قال سمعت رسول اللَّه (ص) یقول: «من قرأ القرآن فلیسأل اللَّه به فانّه سیجی‏ء اقوام یقرءون القرآن یسألون به النّاس.
إِنَّا سَنُلْقِی عَلَیْکَ اى سننزل علیک قَوْلًا ثَقِیلًا یعنى القرآن فالقرآن رزین کریم رصین، لیس بهزل و لا سفساف، له وزن و خطر فی صحّته و بیانه کما یقال: هذا قول له وزن و خطر. قال جعفر: ما ثقله فی تلاوته انّما ثقله فی العمل به. و قیل: ثقله بالأمر و النّهى و الحدود و الاحکام. و قیل: ثقیلا لثقله فی المیزان یوم الحساب.
و قیل: ثقیلا على الکفّار و المنافقین و یحتمل ان یکون ثقیلا صفة للمصدر اى القاء ثقیلا لما
روى عن عائشة قالت: لقد رأیته ینزل علیه الوحى فی الیوم الشّدید البرد فینفصم عنه و انّ جبینه لیرفضّ عرقا
و قال ابن عباس: نزلت سورة الانعام فبرکت ناقه رسول اللَّه (ص) من ثقل القرآن و هیبته. و معنى ثقل القرآن هیبة القرآن. و روى: انّ الحارث بن هشام سأل رسول اللَّه (ص) فقال: یا رسول اللَّه کیف یأتیک الوحى؟ فقال: «احیانا یأتینى مثل صلصلة الجرس و هو اشدّ علىّ فینفصم عنّى و قد وعیت ما قال و احیانا یتمثّل لى الملک رجلا فیکلّمنى فاعى ما یقول».
قوله إِنَّ ناشِئَةَ اللَّیْلِ اى ساعاته کلّها و کلّ ساعة منها ناشئة سمّیت بذلک لانّها تنشأ بعد النّهار اى تبدو فکلّ ما حدث باللّیل و بدا فقد نشأ و هو ناشئ و الجمع ناشئة. قال ابن ابى ملیکة: سألت ابن عباس و ابن الزبیر عنها، فقالا: اللّیل کلّه ناشئة. قال سعید بن جبیر و ابن الزبیر اىّ ساعة قام من اللّیل فقد نشاء و هو بلسان الحبش نشأ فلان اى قام فقالت عائشة: النّاشئة: القیام بعد النّوم. و قال ابن کیسان: هى القیام من آخر اللّیل. و قال عکرمة: هى القیام من اوّل اللّیل.
روى عن علىّ بن الحسین علیهما السّلام انّه کان یصلّى بعد المغرب و العشاء و یقول: هذا ناشئة اللّیل.
و قال الازهرى: ناشئة اللّیل قیام اللّیل. مصدر جاء على فاعلة کالعافیة بمعنى: العفو، اى ما ینشئه الرّجل باللّیل من القراءة و الصّلاة. هِیَ أَشَدُّ وَطْئاً قراء ابن عامر و ابو عمرو و طاء بکسر الواو ممدودا بمعنى المواطاة و الموافقة. یقال: واطأت فلانا مواطاة و وطأ اذا وافقته و ذلک ان مواطاة القلب و السّمع و البصر و اللّسان باللّیل یکون اکثر ممّا یکون بالنّهار، اى أجدر أن یواطأ اللّسان القلب و القلب العمل لانّ اللّیل تهدأ فیه الاصوات فلا یحول دون تفهّمه شی‏ء. و قرأ الآخرون أَشَدُّ وَطْئاً بفتح الواو و سکون الطّاء اى اشدّ على المصلّى و اثقل على البدن من صلاة النّهار لانّ اللّیل للنّوم و الرّاحة، فاذا ازیل عن ذلک ثقل على البدن ما یتکلّف فیه. و منه‏
قوله صلّى اللَّه علیه و سلّم: «اللّهم اشدد وطأتک على مضر»
اى اشدد ثقل الأمر علیهم. و قیل: «أَشَدُّ وَطْئاً» اى اثبت فی القلب، و احفظ للقراءة و ابلغ فی الثّواب، و اسهل على المصلّى من ساعات النّهار لانّ النهار خلق لتصرّف العباد فیه و اللّیل خلق للنّوم و الخلوة من العمل فالعبادة فیه اسهل. وَ أَقْوَمُ قِیلًا اى اصوب قراءة، و اصحّ قولا، و اشدّ استقامة لفراغ البال و هداة النّاس و سکون الاصوات. یقال: قال قیلا و قولا و مقالا و مقالة و قالا. و قال الحسن اذا قام احدکم من اللّیل فلیسمع نفسه.
فانّ الملائکة لا یقرءون القرآن و هم یحبّون ان یسمعوه من بنى آدم. و قیل: أَقْوَمُ قِیلًا اى اعجل اجابة للدّعاء.
إِنَّ لَکَ فِی النَّهارِ سَبْحاً طَوِیلًا له معنیان: احدهما: انّ لک فی النّهار فراغا و تصرّفا و تقلّبا طویلا تقدر أن تسبح فی حوائجک و اشغالک بالنّهار. و اصل السّبح سرعة الذّهاب و منه السّباحة فی الماء. و المعنى الثّانی إِنَّ لَکَ فِی النَّهارِ سَبْحاً طَوِیلًا اى فراغا للنّوم فقم اللّیل و نم بالنّهار. و قیل: معنى الآیة مذاهبک بالنّهار فیما یشغلک کثیرة و اللّیل، اخلى لک و اعون على وعى ما یوحى الیک فقم من نومک باللّیل. و قرأ یحیى بن یعمر: سبخا بالخاء المعجمة، اى استراحة و تخفیفا للبدن و منه‏
قول النّبی (ص) لعائشة و قد دعت على سارق لا تسبّخى عنه بدعائک علیه.
وَ اذْکُرِ اسْمَ رَبِّکَ بالتّوحید و التّعظیم و ادعه باسمائه الحسنى و قیل: معناه: اذکر: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ» اذا اردت قراءة القرآن او الصّلاة وَ تَبَتَّلْ إِلَیْهِ تَبْتِیلًا اى انقطع الیه انقطاعا و اخلص له العبادة اخلاصا. و توکّل علیه توکّلا.
و قیل: التّبتّل رفض الدّنیا و ما فیها و التماس ما عند اللَّه. اصل التّبتّل القطع. یقال: تصدّق فلان صدقة بتلة، اى قطعها من ماله، و اخرجها من یده. و قیل لمریم: البتول، لقطعها الدّنیا و اسبابها و انقطاعها عن النّاس. و القیاس تبتّلا و لکن لمّا کان التّبتیل من حروفه عدل الیه لموافقة رؤس الآى، لانّ حظّ القرآن من حسن النّظم و الرّصف فوق کلّ حظّ و یحتمل انّ المعنى تبتّل الیه یبتّلک تبتیلا، کما قال تعالى: وَ اللَّهُ أَنْبَتَکُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً اى و تنبتون نباتا.
رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ یرید به جنس المشارق و المغارب فی الشّتاء و الصّیف اى خالقهما و مالکهما. قرأ اهل الحجاز و ابو عمرو و حفص «ربّ» برفع الباء.
على الابتداء و قرأ الآخرون بالجرّ على نعت الرّبّ فی قوله: وَ اذْکُرِ اسْمَ رَبِّکَ.
لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَکِیلًا اى توکّل علیه و ثق به و استکفه جمیع المهمّات.
و قیل: وکیلا اى کفیلا بما وعدک قیّما بامورک، ففوّضها الیه: وَ اصْبِرْ عَلى‏ ما یَقُولُونَ للَّه من الصّاحبة و الولد و الشّریک و لک من السّاحر و الکاهن و المجنون. وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِیلًا الهجر الجمیل ترک الجفوة من غیر ترک الدّعوة الى الحقّ کقوله: «فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِیلَ» و قوله: «فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَ قُلْ سَلامٌ» و هى منسوخة بآیة السّیف.
وَ ذَرْنِی وَ الْمُکَذِّبِینَ لک یا محمّد «أُولِی النَّعْمَةِ» اى الثّروة و التّنعّم و المال وصفهم بالنّعمة توبیخا لهم على ترک الشّکر و تبیینا انّه اطغاهم استغناؤهم.
وَ مَهِّلْهُمْ قَلِیلًا اى انظرهم و اخّرهم قلیلا و لا تهتمّ بهم و کل امرهم الىّ فانّى اکفیک شأنهم. قیل: نزلت فی صنادید قریش المستهزئین. و قال مقاتل نزلت فی المطعمین ببدر و کان بین نزول هذه الآیة و بین بدر سنة.
إِنَّ لَدَیْنا اى ان عندنا لاهل النّار «أَنْکالًا» قیودا و اغلالا اهانة لهم لا خوفا من فرارهم «وَ جَحِیماً» اى نارا جاحمة حارّة متناهیة، یقال: یوم جاحم شدید الحرّ.
وَ طَعاماً ذا غُصَّةٍ اى الضّریع و الزّقّوم یغصّ فی الحلق و لا یسوغ. وَ عَذاباً أَلِیماً یخلص وجعه الى القلب. و جاء فی التّفسیر انّه لمّا نزلت هذه الآیة خرّ النّبی (ص) مغشیّا علیه.
یَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ اى تتحرّک الارض حرکة شدیدة و تزول الجبال عن اماکنها. وَ کانَتِ الْجِبالُ کَثِیباً مَهِیلًا اى رملا سائلا.
قال الکلبى: هو الرّمل الّذى اذا اخذت منه شیئا تبعک ما بعده یقال هلت الرّمل اهیله هیلا اذا حرکت اسفله حتّى انهال من اعلاه.
إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَیْکُمْ رَسُولًا یعنى محمد (ص) شاهِداً عَلَیْکُمْ یوم القیامة بالاجابة و الامتناع. کَما أَرْسَلْنا إِلى‏ فِرْعَوْنَ رَسُولًا یعنى موسى (ع).
فَعَصى‏ فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ اى جحد رسالة موسى و لم یؤمن به. فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِیلًا اى شدیدا ثقیلا.
فَکَیْفَ تَتَّقُونَ إِنْ کَفَرْتُمْ یَوْماً باللّه و لم تؤمنوا عذاب یوم یَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِیباً لصعوبته و شدّة اهواله. قیل: هذا على ضرب المثل، و قیل: بل یصیر الولدان فی القیامة شیبا لما یرون من اهوالها. و قیل: انّما یصیرون شیبا اذا قال اللَّه لآدم: «قم فابعث من ذرّیّتک بعث النّار» فیقول: «یا ربّ من کم کم». فیقول: «من کلّ الف تسع مائة و تسعة و تسعین الى النّار و واحدا الى الجنّة فحینئذ یشیب الولدان من الفزع». و قیل معنى الآیة: کیف لکم بالتّقوى یوم القیامة اذ کفرتم فی الدّنیا اى لا سبیل لکم الى التّقوى اذا وافیتم القیامة و قوله: السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ اى السّماء منشقّ بذلک الیوم و شدّته. و قیل: الباء بمعنى فی، اى فی ذلک الیوم. و قیل «مُنْفَطِرٌ بِهِ» اى باللّه عزّ و جلّ حین ینزل سبحانه فی ظلل من الغمام و لم یقل منفطرة لانّ السّماء یذکّر و یؤنّث. و قیل: لانّ السّماء فی المعنى السّقف و قیل: معناه ذات انفطار کما یقال امرأة مرضع اى ذات رضاع على النّسبة و کانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا اى ینجز لاولیائه ما وعد و لاعدائه ما اوعد. و قیل: وعده بان یظهر دینه على الدّین کلّه.
إِنَّ هذِهِ تَذْکِرَةٌ اى هذه الآیات وعظ و عبرة فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى‏ رَبِّهِ سَبِیلًا اى طریقا الى رضاه بطاعته لأمره. و المعنى: انّ الوصول الى طاعاته ممکن و الى معرفته لما نصب من الدّلائل و اثبت من الشّواهد و انزل من الآیات و السّور. و قیل: فیه اضمار و معناه: فمن شاء اللَّه ان یتّخذ الى ربّه سبیلا اتّخذ. قوله: إِنَّ رَبَّکَ یَعْلَمُ أَنَّکَ تَقُومُ أَدْنى‏ اى اقلّ. مِنْ ثُلُثَیِ اللَّیْلِ وَ نِصْفَهُ وَ ثُلُثَهُ قرأ اهل مکة و الکوفة: نصفه و ثلثه بفتح الفاء و الثّاء و اشباع الهاءین ضمّا، اى و تقوم نصفه و ثلثه و قرأ الآخرون بکسر الفاء و الثّاء و اشباع الهاءین کسرا عطفا على ثلثى اللّیل وَ طائِفَةٌ مِنَ الَّذِینَ مَعَکَ یعنى المؤمنین و کانوا یقومون معه. قال عطاء: یرید لا یفوته علم ما تفعلون انّه یعلم مقادیر «اللیل و النهار» فیعلم القدر الّذى تقومون.
عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ هذا نسخ اوّل السّورة اى علم ان لن تطیقوا قیام اللّیل فی النّصف و الثّلث و الثّلثین. فَتابَ عَلَیْکُمْ فخفّف علیکم و وضع عنکم فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ اى فصلّوا ما خفّ علیکم فی اللّیل من الصّلاة. قال الحسن: و لو قدر حلبة شاة، و قیل: فاقرؤا ما تیسّر من القرآن اى ما احببتم و اردتم من السّور القصار الّتى تقرأ فی صلاة المغرب و العشاء الّتى عدّها رسول اللَّه (ص) على معاذ یرید فی الصّلاة النّافلة. و قیل: فی الفرض. و قیل: خارج الصّلاة. قال ابن عباس: ما تیسّر مائة آیة و قال السدى مائتا آیة و قیل: ثلاث آیات کاقصر سورة.
قال رسول اللَّه (ص): انّ اللَّه تعالى انزل الآیتین من خاتمة سورة البقرة من کنز تحت العرش من قرأهما فی لیلة کفتاه‏
و عن قیس بن حازم قال: صلّیت خلف ابن عباس بالبصرة فقرأ فی اوّل رکعة بالحمد و اوّل آیة من البقرة ثمّ قام فی الثّانیة فقرأ بالحمد و الآیة الثّانیة من البقرة ثمّ رکع فلمّا انصرف اقبل علینا فقال: انّ اللَّه تعالى یقول: فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنْهُ. و عن انس بن مالک انّه سمع رسول اللَّه (ص) یقول: «من قرأ خمسین آیة فی یوم او فی لیلة لم یکتب من الغافلین و من قرأ مائة آیة کتب من القانتین. و من قرأ ماتى آیة لم یحاجّه القرآن یوم القیامة. و من قرأ خمسمائة آیة کتب له قنطار من الاجر».
و عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال لى رسول اللَّه (ص): «اقرأ القرآن فی کلّ شهر» قال قلت: انّى لا اجد قوّة. قال: «فاقرءه فی عشرین لیلة» قال: قلت انّى لا اجد قوّة؟ قال: «فاقرأه فی سبع و لا تزد على ذلک».
ثمّ ذکر سبب التّخفیف، فقال: عَلِمَ أَنْ سَیَکُونُ مِنْکُمْ مَرْضى‏ فیشقّ علیهم قیام اللّیل. وَ آخَرُونَ یَضْرِبُونَ فِی الْأَرْضِ اى یسافرون فیها.
یَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ اى یطلبون من رزق اللَّه بالتّجارة وَ آخَرُونَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فسوّى بین درجة المجاهدین و المکتسبین المال للنّفقة على نفسه و على العیال و الاحسان و الافضال. روى ابراهیم عن ابن مسعود قال: ایّما رجل جلب شیئا الى مدینة من مدائن المسلمین صابرا محتسبا فباعه بسعر یومه کان له عند اللَّه منزلة الشّهداء ثمّ قرأ عبد اللَّه: وَ آخَرُونَ یَضْرِبُونَ فِی الْأَرْضِ یَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَ آخَرُونَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ و عن ابن عمر قال: ما خلق اللَّه عزّ و جلّ موتة اموتها بعد القتل فی سبیل اللَّه احبّ الّتى من ان اموت بین شعبتى رجل اضرب فی الارض ابتغى من فضل اللَّه.
فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنْهُ اى من القرآن تطوّعا حثّهم على التّطوّع بالتّهجّد ترغیبا و نسخ افتراضه ترفیها.
وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ هذا نسخ صلاة اللّیل بالصّلاة الخمس. وَ آتُوا الزَّکاةَ القصّة للصّلوة و لکن لم یفرّق بین القرینتین وَ أَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً کلّ ما یعبد اللَّه عزّ و جلّ به قرض للعبد عند اللَّه. وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِکُمْ مِنْ خَیْرٍ اى ما تسلفوه لانفسکم من عمل صالح و صدقة. تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ اى تجدوا ثوابه عند اللَّه هُوَ خَیْراً لکم من متاع الدّنیا، و قیل: خیرا لکم من الشّحّ و التّقصیر و خیرا نصب مفعول ثان لقوله: «تجدوه، و دخلت هو فصلا. «وَ أَعْظَمَ أَجْراً» لانّ اللَّه تعالى یعطى المؤمن اجره بغیر حساب وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ من تقصیر و ذنب وقع منکم إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ لمن تاب «رَحِیمٌ» لمن استغفر.
عن الحارث بن سوید قال: قال عبد اللَّه: قال رسول اللَّه (ص): «ایّکم ماله احبّ الیه من مال وارثه»؟ قالوا: یا رسول اللَّه ما منّا من احد الّا ماله احبّ الیه من مال وارثه قال: «اعملوا ما تقولون» قالوا: ما نعلم الّا ذلک یا رسول اللَّه قال: «ما منکم رجل الّا مال وارثه احبّ الیه من ماله قالوا کیف یا رسول اللَّه؟ قال: «انّما مال احد کم ما قدّم و مال وارثه ما اخّر
وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ من ذنوبکم إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ».
رشیدالدین میبدی : ۷۴- سورة المدثر- مکیة
النوبة الثانیة
این سوره هزار و ده حرفست، دویست و پنجاه و پنج کلمت، پنجاه و شش آیت.
جمله به مکّه فرو آمده باجماع مفسّران. و درین سوره یک آیت منسوخ است: ذَرْنِی وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِیداً در شأن ولید بن المغیرة فرو آمد، على الخصوص، پس حکم آن عام گشت در ولید و در غیر او، آن گه منسوخ گشت بآیت سیف. و عن ابىّ‏ ابن کعب قال: قال رسول اللَّه (ص): «من قرأ یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ اعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من صدّق بمحمّد و کذّب به».
یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ هذا خطاب النّبی (ص) و الْمُدَّثِّرُ المتدثّر ادغم التّاء فی الدّال لقرب مخرجیهما. و السّبب فیه‏
انّ رسول اللَّه (ص) کان یذهب الى حراء قبل النّبوّة، فلمّا رأى جبرئیل (ع) فی الهواء اوّل ما بدا له رجع الى بیت خدیجة و قال: «دثّرونى دثّرونى» فتدثّر بثوبه.
قیل: القى علیه قطیفة فنزل جبرئیل و قال: یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ بثیابه.
و هذه السّورة من اوائل ما انزل من القرآن. قال یحیى بن ابى کثیر: سألت ابا سلمة بن عبد الرّحمن عن اوّل ما نزل من القرآن. فقال: یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ قلت: یقولون: «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ الَّذِی خَلَقَ»؟!.
فقال ابو سلمة: سألت جابر بن عبد اللَّه عن ذلک. قلت له: مثل الّذى قلت، فقال جابر: لا احدّثک الّا ما حدّثنا رسول اللَّه (ص)، قال: جاورت بحراء شهرا فلمّا قضیت جوارى هبطت فنودیت، فنظرت عن یمینى فلم ار شیئا. و نظرت عن شمالى فلم ار شیئا. و نظرت خلفى فلم ار شیئا، فرفعت رأسى فاذا هو على العرش فی الهواء.
قال اهل التّفسیر یعنى جبرئیل (ع). و فی بعض الرّوایات رفعت رأسى فاذا الرّبّ عزّ و جلّ على العرش فاتیت خدیجة فقلت: «دثّرونى دثّرونى» قال: فدثّرونى فنزلت یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ و عن ابن شهاب قال: سمعت ابا سلمة، قال: اخبرنى جابر بن عبد اللَّه انّه سمع رسول اللَّه (ص) یحدّث عن فترة الوحى: «فبینا انا امشى سمعت صوتا من السّماء فرفعت بصرى، فاذا الملک الّذى جاءنى بحراء قاعد على کرسىّ بین السّماء و الارض فجئت منه رعبا حتّى هویت الى الارض، فجئت اهلى فقلت: زمّلونى زمّلونى، فزمّلونى فانزل اللَّه یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ الى قوله: فَاهْجُرْ.
قیل: معناه لا تنم عمّا امرتک به و لا تستعمل الهوینا فیه بل قم و ارفض الرّاحة و بلّغ الرّسالة و انذر الکفرة موضع المخافة ممّا هم علیه لیتّقوه بطاعتى و انذرهم عذاب اللَّه و وقایعه فی الامم الخالیة. و قیل: اشتقاق المدّثّر من الدّثار و هو الثّوب على البدن و الشّعار ما تحته، فکانّه لمّا آذاه قریش رجع الى بیت خدیجة فتدثّر بثیابه استراحة الى النّوم من الغمّ. فقیل له: ایّها الطّالب صرف الاذى بالدّثار اطلبه بالانذار. و قال عکرمة: یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ بالنّبوّة و اثقالها قد تدثّرت هذا الامر فقم به.
وَ رَبَّکَ فَکَبِّرْ ایّاه فقدّس و شأنه فعظّم حتّى یصغر عندک فی عظمته العدوّ و کیده و ما یعبد دونه.
وَ ثِیابَکَ فَطَهِّرْ قال قتادة و مجاهد: اى نفسک فطهّر من الذّنب، فکنى عن النّفس بالثّوب و هذا فی کلام العرب کثیر. یقال فی وصف الرّجل بالصّدق و الوفاء: انّه طاهر الثّیاب، و لمن غدر: انّه لدنس الثّیاب. قال الشّاعر:
و انّى بحمد اللَّه لا ثوب فاجر
ضخم الدّسیعة من ذوابة هاشم
لبست و لا من غدرة اتقنّع‏
قدما تازر بالمکارم و ارتدى.
و قال آخر یمدح رسول اللَّه (ص):
و من هذا الباب‏
قول رسول اللَّه (ص): «الکبریاء رداؤه، و العظمة ازاره»، و قال صلّى اللَّه علیه و سلّم: «سبحان من تعطّف بالعزّ»
و العطاف الرّداء. و سئل ابن عباس عن قوله تعالى: وَ ثِیابَکَ فَطَهِّرْ فقال: لا تلبسها على معصیة و لا على غدر. و قال ابىّ بن کعب لا تلبسها على غدر و لا على ظلم و لا اثم، البسها و انت برّ طاهر و قال الضّحاک: وَ ثِیابَکَ فَطَهِّرْ اى عملک فاصلح، و فی الخبر عن النّبی صلّى اللَّه علیه و سلّم: «یحشر المرء فی ثوبیه اللّذین مات فیهما»
یعنى: عمله الصّالح او الطّالح. و قال سعید بن جبیر: کنى بالثّیاب عن القلب، و المعنى: و قلبک و نیّتک فطهّر عمّا سوى اللَّه. و قال الحسن: معناه: و خلقک فحسّن، و فی الخبر: «حسّن خلقک و لو مع الکفّار تدخل مداخل الأبرار».
و قیل: معناه: و اهلک فطهّرهم من الخطایا بالوعظ و التّأدیب، و العرب تسمّى الاهل ثوبا و لباسا، قال اللَّه تعالى: هُنَّ لِباسٌ لَکُمْ وَ أَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ. و قال ابن سیرین و ابن زید امر بتطهیر الثّیاب من النّجاسات الّتى لا یجوز الصّلاة معها و ذلک انّ المشرکین کانوا لا یتطهّرون و لا یطهّرون ثیابهم. و قال طاوس: معناه: و ثیابک فقصّر. فانّ تقصیر الثّیاب تطهیر لها. قوله: وَ الرُّجْزَ فَاهْجُرْ. قرأ ابو جعفر و حفص عن عاصم و یعقوب وَ الرُّجْزَ بضمّ الرّاء و قرأ الآخرون بکسرها. و هما لغتان بمعنى واحد، و المراد بالرّجز: الاوثان، اى اهجرها و لا تقرّبها. و قیل: الرُّجْزَ بالضّمّ: الاوثان، و بالکسر: العذاب، اى اجتنب المعاصى و کلّ ما یقضى الى العذاب. و قیل: الرّجز الشّیطان اى لا تطعه.
وَ لا تَمْنُنْ تَسْتَکْثِرُ اى لا تعط عطیّة لتعطى اکثر منها و هذا نهى تحریم للنّبى (ص) خاصّة و لغیره على جهة النّدب و الاستحباب: و قیل: معناه: لا تستکثر عملک فتکون منّانا به، انّما عملک من اللَّه منّة علیک، و قیل: لا تمنن بالنّبوة على النّاس فتأخذ علیها اجرا و عرضا من الدّنیا. و قیل: لا تضعف ان تستکثر من الخیر. دلیله قراءة ابن مسعود: و لا تمنن ان تستکثر.
وَ لِرَبِّکَ فَاصْبِرْ اى فاصبر على طاعته و اوامره و نواهیه لاجل ثواب اللَّه. و قیل: فاصبر على ما اوذیت فی ذات اللَّه، و قیل: لوعد اللَّه و لوجه اللَّه. فاصبر على اداء الرّسالة و تعلیم الحقّ. و قیل: فاصبر تحت موارد القضاء لاجل اللَّه.
فَإِذا نُقِرَ فِی النَّاقُورِ اى نفخ فی الصّور و هو القرن الّذى ینفخ فیه اسرافیل یعنى النّفخة الثّانیة الّتى یحیى عندها النّاس فذلک یعنى ذلک النّفخ.
یَوْمَئِذٍ یعنى: یوم القیامة یَوْمٌ عَسِیرٌ شدید على الکافرین یعسر فیه الامر علیهم غیر یسیر غیر هیّن.
ذَرْنِی وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِیداً نزلت فی الولید بن المغیرة المخزومى، اى لا تهتمّ لاجله و کل امره الىّ و قوله: خَلَقْتُ وَحِیداً. فیه وجهان. احدهما: خلقته وحدى لم یشارکنى فی خلقه احد فیکون وَحِیداً نصبا على الحال. و الثّانی، خلقته وحده لا ناصر له معه و لا مال له و لا ولد. فیکون نصبا بوقوع الخلق علیه. و قیل: وحیدا لغیر رشدة کما نزل فیه زنیم اى ملحق بالقوم لیس منهم. و قال «الحسن» کان یسمّى الوحید فی قومه.
وَ جَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُوداً اى کثیرا له مدد یأتى شیئا بعد شى‏ء من العروض و الذّهب و بساتینه الّتى بالطّائف. قال مقاتل: کان له بستان بالطّائف لا تنقطع ثمارها شتاء و لا صیفا. و قیل: المال الممدود: الانعام تنمى بالنّتاج و تمدّد فی الارض بالرّعى. و قیل: ارض مغلّة لا تنقضى لها غلّة حتّى تأتى لها اخرى.
وَ بَنِینَ شُهُوداً اى حضورا معه بمکّة یستمتع برؤیتهم و یستمتعون به لا یغیبون عنه فی طلب المعاش لغناه. و قیل: «شهودا» اى نجباء یشهدون مواضع الفخار و بقاع النّزال اذا ذکر ذکروا معه و کانوا عشرة. و قال مقاتل: کانوا سبعة، و هم الولید بن الولید، و خالد، و عمارة، و هشام، و العاص، و قیس، و عبد شمس اسلم منهم ثلاثة: خالد، و هشام، و عمارة.
وَ مَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِیداً اى بسطت له من العیش و طول العمر فی صحّة من البدن مع الرّیاسة فی قومه. و قیل: التّمهید تسهیل التّصرف فی الامور.
ثُمَّ یَطْمَعُ تقدیره فعاند و کفر ثُمَّ یَطْمَعُ أَنْ أَزِیدَ فحذف لان اوّل الکلام یدلّ علیه، اى یطمع ان ادخله الجنّة، و قیل: یطمع ان ازیده من المال و الولد.
«کلّا» ردع و زجر، اى لا یجمع له بعد الیوم بین الکفر و المزید من النّعم فلم یزل بعد نزول هذه الآیات فی نقصان من المال و الجاه و الولد و مات فقیرا.
إِنَّهُ کانَ لِآیاتِنا عَنِیداً معاندا جاحدا لها.
سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً الارهاق التّحمیل و التّکلیف و الصّعود العذاب الشّاقّ، و المعنى: ساکلّفه مشقّة من العذاب لا راحة فیها. و فی الخبر یکلّف ان یصعد عقبة فی النّار ملساء، فاذا وضع یده علیها ذابت، فاذا رفعها عادت، و اذا وضع رجله ذابت، و اذا رفعها عادت. و قیل: یجذب من امامه بسلاسل الحدید. و یضرب من خلفه بمقامع الحدید، فیصعدها فی اربعین عاما، فاذا بلغ ذروتها رمى به الى اسفلها فذلک دابه ابدا.
إِنَّهُ فَکَّرَ وَ قَدَّرَ سبب نزول این آیات بقول مفسّران آن بود که: جبرئیل (ع) فرو آمد و سورة حم تَنْزِیلُ الْکِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِیزِ الْعَلِیمِ غافِرِ الذَّنْبِ وَ قابِلِ التَّوْبِ الى قوله: إِلَیْهِ الْمَصِیرُ فرو آورد، و رسول خدا (ص) در مسجد باز میخواند و ولید مغیرة قراءت رسول (ص) مى‏شنید. رسول چون بدانست که ولید مى‏نیوشد آواز برکشید و آیت باز میخواند. ولید را آن عجب آمد، بقوم خویش بنى مخزوم باز گشت، سرگردان و متحیّر، ایشان را گفت: و اللَّه که از محمّد این ساعت سخنى شنیدم که نه سخن آدمیان بود و نه سخن پریان، نه هیچ بشر طاقت دارد که چنان سخنان گوید، انّ له لحلاوة و انّ علیه لطلاوة و انّ اعلاه لمثمر و ان اسفله لمعذق و انّه یعلو و ما یعلى.
شیرین سخنى پر آفرین! سخنى که آن را شکوهى است و رونقى. بالاش چون درخت میوه دار زیرش چون چشمه آب حیات. بر هر سخنى بالا افتد و هیچ سخن بر بالاى وى نرسد. آن گه سرگردان بخانه خویش باز شد. قریش گفتند: و اللَّه که ولید صابى گشت، و او مهتر قریش است، اکنون همه قریش صابى شوند، دین خود بگذارند و بدین محمّد باز گردند. و کان یقال للولید ریحانة قریش. این خبر به بو جهل رسید، برخاست و بیامد غمگین و اندوهگن. ولید گفت: ما لى اراک حزینا یا بن اخى؟ چه افتادست که ترا بس حزین و غمگین مى‏بینم؟ بو جهل گفت: و ما یمنعنى ان لا احزن؟
چرا غمگین نباشم و قریش میگویند: تو سخنان محمّد را پسند میدهى و آن را بزرگ میدارى و ثنا مى‏گویى تا از فضله طعام ایشان بهره‏اى بردارى! اگر چنین است تا هم قریش فراهم شوند و ترا کفایتى حاصل کنند، تا از طعام ایشان بى نیاز شوى؟! ولید چون این سخن از بو جهل بشنید، در خشم شد گفت: الم تعلم قریش انّى من اکثرهم مالا و ولدا؟ قریش را معلوم نیست که در عرب از من توانگرتر بمال و فرزند کس نیست؟ ده فرزند دارم هر یکى کان سخاوت و معدن جود و این اصحاب محمّد خود هرگز از طعام سیر نشوند و از فقر وفاقه هرگز نیاسایند، چه صورت بندد که ایشان را فضله طعام بود تا بدیگرى دهند! پس هر دو برخاستند و بانجمن قریش شدند. ولید گفت: شما که قریش اید بدانید که حال و کار این محمّد در عرب منتشر گشت و موسم نزدیک است. عرب آیند و از حال وى پرسند، جواب ایشان چه خواهید داد؟ اگر گوئید دیوانه است، شما را دروغ زن کنند، که سخن وى سخن عاقلان است و از جنون در وى هیچیز نیست، و اگر گوئید شاعر است، عرب شعر نیکو دانند و شناسند، دانند که سخن وى شعر نیست و شما دروغ زن شوید. و اگر گوئید کاهن است، ایشان دانند که در سخن کاهنان ذکر اللَّه نبود و ان شاء اللَّه نگویند و محمّد ان شاء اللَّه بسیار گوید. و اگر گوئید کذّاب است ایشان قبول نکنند که از محمّد هرگز دروغ نشنیده‏اند و در عرب معروفست که هرگز دروغ نگوید، پس قریش گفتند: اکنون راى تو چیست؟ یا ابا المغیرة؟ تو چه گویى و سخنان وى بر چه نهى؟ او در خود افتاد و تفکّر میکرد و با خود میانداخت که در کار وى چه تقدیر کند و چه گوید؟! اینست که ربّ العالمین گفت: إِنَّهُ فَکَّرَ وَ قَدَّرَ تفکّر فی نفسه ما یقول فیه و قدّر فی نفسه ما ذا یمکنه ان یقول فیه. و فی القرآن قال اللَّه عزّ و جلّ: فَقُتِلَ اى لعن و عذّب و عوقب کَیْفَ قَدَّرَ.
ثُمَّ قُتِلَ کَیْفَ قَدَّرَ استفهام على وجه التّعجیب و الانکار، و التّکرار للتّأکید.
و قیل: احدهما لتقدیره القول فی محمّد و الثّانی لتقدیره و القول فی القرآن. و قیل احدهما لنفیه عنه الجنون و الکهانة و الشّعر و الکذب لا على وجه قصد به الایمان و الثّانی لاثبات صفة السّحر له.
ثُمَّ نَظَرَ فیما قدّر معجبا بذلک نظرة تفکّر.
ثُمَّ عَبَسَ وَ بَسَرَ اى قبض ما بین عینیه و اظهر الکراهیة فی وجهه حیث عجز عن القول فیهما. و قیل: تکرّها فی وجوه المؤمنین.
ثُمَّ أَدْبَرَ اى ولّى الى قومه وَ اسْتَکْبَرَ اى تکبّر عن الایمان.
فَقالَ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ یُؤْثَرُ اى ما هذا الّذى یقوله محمّدا الّا سحر یروى، اى یأثره قوم عن قوم. قالوا له: و ما السّحر؟ قال: شى‏ء یکون فی النّاس عن علمه فرّق به بین المرء و زوجه، اما رأیتموه فرّق بین فلان و اهله، و بین فلان و ولده و بین فلان و اخیه و بین فلان و موالیه، فذلک قوله: إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ یُؤْثَرُ. و ابو نهیکة یأتیه به من مسیلمة الکذّاب. و قیل: یرویه محمّد عن جبیر و یسار و قیل عن اهل بابل.
إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ اى ما هذا الّا قول البشر تعلّمه من غلام رومى یکنى ابا نهیک کقوله: «إِنَّما یُعَلِّمُهُ بَشَرٌ» قال اللَّه تعالى: سَأُصْلِیهِ سَقَرَ سقر اسم من اسماء جهنّم. و قیل: اسم للدّرک الرّابع منها و اشتقاقه من سقرته الشّمس، اى اذا بته.
وَ ما أَدْراکَ ما سَقَرُ تفخیم لشأنها.
لا تُبْقِی وَ لا تَذَرُ اى لا تبقى لحما و لا تذر عظما الّا اکلته و حطمته.
و قیل: لا تبقى حیّا و لا تذر میّتا کقوله: «لا یَمُوتُ فِیها وَ لا یَحْیى‏».
لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ اى مسوّدة لها. و قیل: تحرق الجلد حتّى تسوّده و البشر جمع بشرة و هی ظاهر الجلد. یقال: لاحته الشّمس و لوّحته اذا غیّرته.
قال ابن کیسان: تلوح لهم جهنّم حتّى یروها عیانا کقوله: «وَ بُرِّزَتِ الْجَحِیمُ لِلْغاوِینَ».عَلَیْها تِسْعَةَ عَشَرَ اى على سقر من الخزنة تسعة عشر، و قیل: تسعة عشر صنفا من الملائکة، و قیل: تسعة عشر صنفا منهم. و قیل: تسعة عشر ملکا مالک و معه ثمانیة عشر جاء فی الاثر اعینهم کالبرق الخاطف و انیابهم کالصّیاصى یخرج لهب النّار من افواههم ما بین منکبى احدهم مسیرة سنة نزعت منهم الرّحمة، یرفع احدهم سبعین الفا فیرمیهم حیث اراد من جهنم. و قال عمرو بن دینار: انّ واحدا منهم یدفع بالدّفعة الواحدة فی جهنّم اکثر من ربیعة و مضر. فلمّا نزلت هذه الآیة قال ابو جهل: زعم ابن ابى کبشة انّ خزنة النّار تسعة عشر و انتم الدّهماء أ فیعجز کلّ عشرة منکم ان یبطشوا بواحد من خزنة جهنّم. فقال ابو الاشدّین کلدة بن خلف الجمحىّ، و کان یوصف بالقوّة: انا اکفیکم منهم سبعة عشر عشرة على ظهرى و سبعة على بطنى فاکفونى انتم اثنین، و روى انّه قال: انا امشى بین ایدیکم على الصّراط فارفع عشرة بمنکبى الایمن و تسعة بمنکبى الایسر فی النّار و نمضى ندخل الجنّة فانزل اللَّه عزّ و جلّ: وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ اى خزنة اصحاب النّار، فحذف المضاف الى ملائکة لا رجالا آدمیّین فمن ذا الّذى یغلب الملائکة و الواحد منهم یأخذ ارواح جمیع الخلق. و للواحد منهم قوّة الثّقلین، هذا کقوله: «عَلَیْها مَلائِکَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ» وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ اى عددهم فی القلّة إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِینَ کَفَرُوا اى ضلالة لهم حتّى قالوا فیهم ما قالوا. و قیل: محنة لیظهر ما یقول کلّ واحد منهم و یعتقده.
لِیَسْتَیْقِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ لانّه مکتوب فی التّورات و الانجیل انّ خزنة جهنّم تسعة عشر. و قیل: لیستیقنوا انّ محمّدا نبىّ صادق حین اخبرهم بما یوافق کتبهم و هو امّىّ لا یکتب و لا یقرأ من الکتاب. وَ یَزْدادَ الَّذِینَ آمَنُوا إِیماناً یعنى: من آمن من اهل الکتاب یزدادون تصدیقا بمحمد (ص) و یزدادوا یقینا الى یقینهم وَ لا یَرْتابَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ وَ الْمُؤْمِنُونَ اى لا یشکّوا فی انّ عددهم على ما اخبر به محمّد (ص) عن الوحى و انّ القرآن وافق ما فی کتابهم.
وَ لِیَقُولَ الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ اى شکّ و نفاق. و قال الحسین بن الفضل: المرض فی هذه الآیة الخلاف لا النّفاق لانّ السّورة مکیّة و لم یکن حینئذ نفاق. وَ الْکافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا انّما قالوا مشرکو مکة و لیس فی الآیة مثل و لکنّهم استغربوا هذا العدد فقالوا: لعلّه مثل مضروب و فی تخصیص خزنة النّار بهذا العدد اقوال، احدها: انّ جهنّم اطباق سبعة و مالک خازن النّار فی الطّبقة الاولى و فیها المذنبون من المؤمنین فیرفق بهم الى ان یخلّصهم اللَّه منها ثمّ فی کلّ طبقة منها ثلاثة منهم یعذّبون اهلها بانواع العذاب و مجموعهم تسعة عشر، الثّانی بسم اللَّه الرّحمن الرّحیم تسعة عشر حرفا. و عدد الزّبانیة تسعة عشر ملکا فیدفع المؤمن بکلّ حرف منها واحدا منهم و قد سبقت رحمته غضبه. الثّالث انّ ساعات اللّیل و النّهار اربع و عشرون ساعة، خمس منها جعلت للصّلوات الخمس و بقیت تسع عشرة ساعة فمن ضیّعها عذّب بتسعة عشر ملکا فی النّار و من حفظها بذکر اللَّه ذبّت کلّ ساعة عنه ملکا منهم. الرّابع جعل اللَّه اوتاد الارض و هى الجبال تسعة عشر جبلا کذلک جعل اوتاد النّار تسعة عشر ملکا. و زعم هذا القائل انّ جبال الارض تسعة عشر و الباقى تشعّب عنها و قد عدّت جبال الارض المتشعّبة عنها فبلغت مائة و تسعین جبلا.
کَذلِکَ اى کما اضلّ اللَّه من انکر عدد الخزنة و هدى من صدّق.
کَذلِکَ یُضِلُّ اللَّهُ مَنْ یَشاءُ وَ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ وَ ما یَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّکَ إِلَّا هُوَ قال مقاتل: هذا جواب ابو جهل حین قال: اما لمحمّد اعوان الّا تسعة عشر.
قال عطاء: وَ ما یَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّکَ إِلَّا هُوَ، یعنى: من الملائکة الّذین خلقهم لتعذّب اهل النّار لا یعلم عدّتهم الّا اللَّه، و المعنى: انّ تسعة عشرهم خزنة النّار و لهم من الاعوان و الجنود من الملائکة ما لا یعلمهم الّا اللَّه عزّ و جلّ، و قیل: لا یعلم جمیع الخلائق کنههم و کیفیّتهم و کمّیّتهم الّا اللَّه عزّ و جلّ. یروى فی بعض الاخبار: انّ الآدمیّین مائة و خمسة و عشرون صنفا: مائة منهم فی بلاد الهند و منهم یأجوج و مأجوج و تاریس و منسک. لا یعلم عددهم الّا اللَّه. کلّهم کفّار و مصیرهم الى النّار. و اثنا عشر صنفا فی بلاد الرّوم. منهم: النسطوریّة، و الیعقوبیّة و الملکائیّة کلّهم کفّار و مصیرهم الى النّار و ستّة اصناف فی ناحیة المشرق منهم: التّرک خاقان و خلج و خزر و صقلاب و الرّوس و غور کلّهم کفّار و مصیرهم الى النّار. و ستّة اصناف فی ناحیة المغرب، منهم الزّنج و الحبش، و النّوبة و النّبطیة کلّهم کفّار و مصیرهم الى النّار. و بقى جزء واحد و هم المؤمنون فالمؤمنون فی الکفّار کشعرة بیضاء فی جنب ثور اسود، ثمّ جمیع الآدمیّین فی الجنّ جزء واحد من عشرة اجزاء ثمّ جمیع الآدمیّین و الجنّ فی الشّیاطین جزء واحد من عشرة اجزاء ثمّ جمیع الآدمیّین و الجنّ و الشّیاطین فی ملائکة السّماء الدّنیا جزء من عشرة اجزاء. ثمّ جمیع ما ذکرنا مع ملائکة السّماء الدّنیا فی ملائکة السّماء الثّانیة جزء من عشرة اجزاء حتّى یبلغ سبع سماوات ثمّ جمیع الآدمیّین و الجنّ و الشّیاطین و ملائکة سبع سماوات فی الزّبانیة جزء من عشرة اجزاء ثمّ هؤلاء کلّهم فی ملائکة الرّحمة جزء من عشرة اجزاء ثمّ هؤلاء فی الکرّوبیّین جزء من عشرة اجزاء ثمّ فی الرّوحانیّین جزء من عشرة اجزاء، ثمّ فی الحافّین جزء من عشرة اجزاء ثمّ هؤلاء فی الرّوح، و هم جنس من الملائکة جزء من عشرة اجزاء. هذا قول کعب الاحبار فقیل لکعب: ذکرت جنود اللَّه. و قال تعالى: وَ ما یَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّکَ إِلَّا هُوَ فضحک کعب و قال: این انت؟ من قوله تعالى: وَ یَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ فخلق فوقنا خلقا لا یراهم احد و خلق تحتنا خلقا لا یراهم احد، و فی البر و البحر خلق لا یراهم احد ثم رجع الى ذکر سقر فقال. وَ ما هِیَ یعنى: النّار إِلَّا ذِکْرى‏ لِلْبَشَرِ اى: الّا تذکرة و عظة للخلق. و قیل: یرید بها النّار الّتى فی الدّنیا اى خلقت النّار فی الدّنیا عبرة و تذکرة تذکر بها النّار فی الآخرة.
و قیل: یعنى الجنود ذکرى للبشر لیس انّ اللَّه یحتاج الى ناصر و معین، تعالى عن ذلک.
کَلَّا ردع لمن زعم انّ جنوده لحاجته الیهم. و قیل: ردع لمن زعم انّه یکفى امر الخزنة فیخرج منها و هو ابو جهل و ابو الاشدّین. و قیل: معنى «کلّا» اى حقّا «وَ الْقَمَرِ» اقسم بالقمر یعنى: الهلال بعد ثالثه.
وَ اللَّیْلِ إِذْ أَدْبَرَ قرأ نافع و حمزة و حفص و یعقوب «اذ» بغیر الف «ادبر» بالالف. و قرأ الآخرون «اذا» بالالف «دبر» بلا الف. و دبر و ادبر لغتان. یقال: دبر اللّیل و ادبر اذا ولّى ذاهبا. و قیل: دبر انقضى و ادبر اى اخذ فی الادبار. و قیل: دبر جاء بعد النّهار و فی دبره یقال: دبرنى فلان و خلفنى، اى جاء بعدى و خلفى.
وَ الصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ اى أضاء و تبیّن انّها، یعنى: انّ سقر لاحدى الکبر و الکبر العظائم واحدتها الکبرى و هی جماعة اطباق النّار جهنّم ثمّ لظى، ثمّ الحطمة، ثمّ السّعیر. ثمّ سقر، ثمّ الجحیم، ثمّ هاویة، و قیل: انّ درکة سقر و النّار المذکورة لاحد الدّواهى و انّها لکبیرة العذاب و قیل: انّ هذه الآیة لاحدى الکبر بذکر الیم عذاب اللَّه. و قیل: انّ تکذیبهم لمحمّد (ص) لاحدى الکبر، اى لکبیرة من الکبائر.
نَذِیراً لِلْبَشَرِ اى النّار لاحدى الکبر فی حال الانذار و التّخویف للبشر و انّما ذکر النّذیر لانّه اراد به العذاب و یجوز ان یکون من باب النّسبة، اى ذات انذار لهم، کقولهم: امرأة طالق. و قیل: انّ نذیرا متعلّق باوّل السّورة على معنى: یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ قم نذیرا اى منذرا للبشر.
لِمَنْ شاءَ بدل من قوله للبشر مِنْکُمْ أَنْ یَتَقَدَّمَ فی الخیر و الطّاعة أَوْ یَتَأَخَّرَ عنها فی الشّرّ و المعصیة و المعنى: انّ الانذار قد حصل لکلّ واحد ممّن آمن او کفر. و قیل: المشیّة متّصلة باللّه، اى لمن شاء اللَّه أَنْ یَتَقَدَّمَ أَوْ یَتَأَخَّرَ.
و هذا تهدید من اللَّه و اعلام انّ من تقدّم الى الایمان لمحمد (ص) جوزى بثواب لا ینقطع و من تأخّر عن الطّاعة و کذب محمدا عوقب عقابا لا ینقطع.
کُلُّ نَفْسٍ بِما کَسَبَتْ رَهِینَةٌ اى مرتهنة فی النّار بکسبها مأخوذة بعملها و قیل: عند الحساب مرهونة بعملها امّا یخلّصها و امّا یوبقها ثمّ استثنى فقال: إِلَّا أَصْحابَ الْیَمِینِ فانّهم لیسوا مرتهنین بذنوبهم فی النّار و لکن یغفرها اللَّه لهم و هم الّذین کانوا على یمین آدم یوم المیثاق حین قال لهم اللَّه: هؤلاء فی الجنّة و لا ابالى. و قیل: هم الّذین یعطون کتبهم بایمانهم. و قال الحسن: هم المسلمون المخلصون. و قال على بن ابى طالب (ع): هم اطفال المسلمین.
و قال ابن عباس: هم الملائکة. و قیل: کلّ نفس مأخوذة بکسبها من خیر او شرّ الّا من اعتمد على الفضل.
فکلّ من اعتمد على الکسب فهو رهین به. و من اعتمد على الفضل فهو غیر مأخوذ.
فِی جَنَّاتٍ یَتَساءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِینَ اى یسألون الملائکة. و الملائکة یسألون المجرمین: ما سَلَکَکُمْ فِی سَقَرَ اى ما ادخلکم فی سقر فاجابوا.
و قالُوا لَمْ نَکُ مِنَ الْمُصَلِّینَ للَّه یعنى. الصّلوات المفروضة اى لم نعتقد وجوبها و فرضها.
وَ لَمْ نَکُ نُطْعِمُ الْمِسْکِینَ کانوا یقولون: «أَ نُطْعِمُ مَنْ لَوْ یَشاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ».
وَ کُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِینَ اى کنّا نشرع فی الباطل مع الشّارعین فیه، اى کلّما غوى غاو بالدّخول فی الباطل غوینا معه. قال عبد اللَّه: اکثر النّاس ذنوبا یوم القیامة اکثرهم خوضا فی الباطل. و قال النّبی (ص): «اکثر النّاس ذنوبا یوم القیامة اکثرهم خوضا فی معصیة اللَّه».
وَ کُنَّا نُکَذِّبُ بِیَوْمِ الدِّینِ اى بیوم الجزاء.
حَتَّى أَتانَا الْیَقِینُ و هو الموت، و قیل: البعث و الیقین: العلم الّذى معه یوجد ثقة القلب. و قیل: اصحاب النّار یومئذ اربعة اصناف و کلّ واحد من هذه الاربعة کلام صنف منهم. قال اللَّه تعالى: فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِینَ اى لیس لهم من الملائکة و النّاس شفیع. قال عبد اللَّه بن مسعود: یشفع الملائکة و النبیّون و الشّهداء و الصّالحون و جمیع المؤمنین فلا یبقى فی النّار الّا اربعة ثمّ تلا: قالُوا لَمْ نَکُ مِنَ الْمُصَلِّینَ الى قوله: بِیَوْمِ الدِّینِ و قال عمران بن الحصین: الشّفاعة نافعة لکلّ احد دون هؤلاء الّذین تسمعون و عن انس قال: قال رسول اللَّه (ص): «یصف اهل النّار فیعذّبون، قال: فیمرّ بهم الرّجل من اهل الجنّة فیقول الرّجل منهم: یا فلان اما تعرفنى؟ انا الّذى سقیتک شربة، و قال بعضهم: انا الّذى وهبت لک وضوءا فیشفع له فیدخله الجنّة یوم القیامة».
و فی روایة اخرى قال صلّى اللَّه علیه و سلّم: «یقول الرّجل من اهل الجنّة یوم القیامة»
اى ربّ عبدک فلان سقانى شربة من ماء فی الدّنیا فیشفّعنى فیه فیقول: اذهب فاخرجه، فیذهب حتّى یخرجه منها» و قال ابن عباس: انّ محمدا (ص) یشفع ثلاث مرّات ثمّ تشفع الملائکة ثمّ الانبیاء، ثمّ الآباء ثمّ الأبناء ثمّ یقول اللَّه عزّ و جلّ: بقیت رحمتى و لا یدع فی النّار الّا من حرمت علیه الجنّة.
فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْکِرَةِ مُعْرِضِینَ اى عن تذکیرک ایّاهم بالقرآن معرضین و الاعراض عن القرآن من وجهین: احدهما: الجحود و الانکار، و الآخر: ترک العمل بما فیه و قیل: التّذکرة الاسلام و النّبی علیه الصّلاة و السّلام. و «معرضین» نصب على الحال.
کَأَنَّهُمْ حُمُرٌ جمع حمار مُسْتَنْفِرَةٌ قرأ نافع و ابن عامر بفتح الفاء و قرأ الآخرون بکسرها، فمن فتح فمعناه منفّرة مذعورة و من کسر فمعناه نافرة نفر و استنفر، بمعنى واحد، کما یقال: عجب و استعجب.
فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ یعنى: الاسد. و قیل: کَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ یعنى: العیر فی البرّیّة نافرة فرّت من الرّماة الّذین یتصیّدون. و عن ابن عباس قال: القسورة رکز النّاس اى صوتهم و حسّهم. و قیل: القسورة سواد اوّل اللّیل و لا یقال لسواد آخر اللّیل قسورة. و قیل: کلّ ضخم شدید عند العرب، فهو قسورة و بهذا فسّر زید بن اسلم اى فرّت من رجال اقویاء. و قیل: القسورة حبال الصّیادین. قوله: بَلْ یُرِیدُ کُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ یُؤْتى‏ صُحُفاً مُنَشَّرَةً هذا جواب الّذین قالوا: لن نؤمن لرقیّک حتّى تنزل علینا کتابا نقرأه کما سألته الیهود ان ینزّل علیهم کتابا من السّماء. و قال ابن عباس: کان المشرکون یقولون: ان کان محمّد صادقا فلتصبح عند رأس کلّ رجل منّا صحیفة فیها براءة من النّار کما کان عند رأس کلّ رجل من بنى اسرائیل صحیفة فیها براءة من النّار کما کان عند رأس کلّ رجل من بنى اسرائیل صحیفة فیها ذنبه و کفّارته اذا اصبح. قال مطر الورّاق: کانوا یریدون ان یؤتوا براءة بغیر عمل. و قیل: کانوا یقولون: یا محمّد ان سرّک ان نتّبعک فاتنا بکتب من اللَّه فیها من اللَّه الى فلان بن فلان ان اتّبع محمّدا و الصّحف: الکتب، و هى جمع الصّحیفة و منشّرة: منشورة مبسوطة، فقال اللَّه عزّ و جلّ: کَلَّا ردع عن اقتراح الکتب. و قیل: اعلام انّهم لا یؤمنون و ان جاءهم الکتاب کقوله: وَ لَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَیْهِمُ الْمَلائِکَةَ... الآیة. بَلْ لا یَخافُونَ الْآخِرَةَ اى لا یخافون عذاب الآخرة و لا یقدّرون وقوعها و کونها، و المعنى: انّهم لو خافوا النّار و عذاب الآخرة لما اقترحوا هذه الآیات بعد قیام الادلّة. کَلَّا ردع و قسم، اى حقّا انّه تذکرة، اى القرآن تذکیر للخلق وعظة.
فَمَنْ شاءَ اتّعظ به و ذَکَرَهُ اذ یسّره للخلق.
وَ ما یَذْکُرُونَ قرأ نافع و یعقوب تذکرون بالتّاء، و الآخرون بالیاء، اى لا یؤمنون الّا بمشیّة اللَّه و ارادته. قال مقاتل: لا یذکرون الا ان یشاء اللَّه لهم الهدى هُوَ أَهْلُ التَّقْوى‏ وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ اى اهل ان تتّقى محارمه و اهل ان یغفر لمن اتّقاه. و قیل: اهل ان یتّقى فلا یعصى و اهل ان یغفر لمن عصى.
روى عن ثابت عن انس: انّ رسول اللَّه (ص) قال فی هذه الآیة: هُوَ أَهْلُ التَّقْوى‏ وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ قال ربّکم عزّ و جلّ: انا اهل ان اتّقى و لا یشرک بى غیرى و انا اهل لمن اتّقى ان یشرک بى ان اغفر له.
و روى عن عبد القدّوس بن بکر قال: سمعت محمد بن النضر الحارثى یذکر فی قوله عزّ و جلّ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى‏ وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ قال: انا اهل ان یتّقینى عبدى فان لم یفعل کنت انا اهلا ان اغفر له.
رشیدالدین میبدی : ۸۰- سورة عبس- مکیة
النوبة الثانیة
این سورة مکّى است. جمله به مکه فرو آمده باجماع مفسّران. چهل و دو آیت است بعدد کوفیان، صد و سى و سه کلمه، پانصد و سى و سه حرف، و درین سوره یک آیت منسوخ است. قوله: کَلَّا إِنَّها تَذْکِرَةٌ هذا محکم. ثمّ قال: فَمَنْ شاءَ ذَکَرَهُ هذا منسوخ بقوله تعالى: وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ.
روى ابو امامة عن ابىّ قال: قال رسول اللَّه (ص): «من قرأ سورة عبس و تولى جاء یوم القیامة و وجهه ضاحک مستبشر».
قوله: عَبَسَ وَ تَوَلَّى نزلت فی ابن امّ مکتوم مؤذّن رسول اللَّه (ص) و هو عبد اللَّه ابن عمر و بن الاصمّ من بنى عامر بن هلال. و قیل: عبد اللَّه بن شریح بن مالک‏ ابن ربیعة الفهرىّ من بنى عامر بن لؤىّ و امّه امّ مکتوم مخزومیّة اسمها عاتکة کان اعمى و کان رسول اللَّه (ص) یوما جالسا و عنده امیّة بن خلف و کان رئیسا من قریش و رسول اللَّه یکلّمه و یأمل ان یسلم و قیل: کان رسول اللَّه (ص) یناجى جماعة من اشراف قریش یدعوهم الى اللَّه و یرجو اسلامهم فجاء ابن امّ مکتوم و ما معه قائد ینکبّ و یعثر و یتلمّس رسول اللَّه (ص) بیدیه و قیل: کان ینادى رسول اللَّه و یکرّر النّداء و یقول: یا محمد یا محمد! اقربنى علّمنى ممّا علّمک اللَّه و لا یدرى انّ رسول اللَّه (ص) مشغول فکره ذلک. رسول اللَّه (ص) و قال فی نفسه یقول هؤلاء الصّنادید انّما اتباعه العمیان و السّفلة و الفقراء. فعبس رسول اللَّه (ص) و اعرض عنه و اقبل على الّذین یکلّمهم فرجع عبد اللَّه محزونا خائفا ان یکون عبوسه و اعراضه عنه انّما هو لشی‏ء انکره اللَّه منه. فعاتب اللَّه عزّ و جلّ نبیّه و انکر علیه فعله و انزل فیه: عَبَسَ وَ تَوَلَّى فوضع رسول اللَّه (ص) یدیه علیه و هو یقرأ عَبَسَ وَ تَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى‏
فکان رسول اللَّه (ص) بعد ذلک یکرمه و یتعهّده و یتفقّد معاشه و کلّما دخل علیه یبسط له رداءه و یقول: «مرحبا بمن عاتبنى فیه ربّى» و یقول له: «هل لک من حاجة»؟ و کان یستخلفه على المدینة اذا خرج غازیا.
قال انس بن مالک: فرأیته یوم القادسیّة علیه درع و معه رایة سوداء و مات بالمدینه کرّم اللَّه وجهه. قال الاصمّ: بقى النّبی (ص) حزینا ینتظر ما یحکم اللَّه علیه فیما عاتبه، فلمّا نزل «کلّا» سرّى عنه لانّ معناه: لا تفعل ذلک بعد هذا. و قال ابن زید کان یقال: لو کتم رسول اللَّه (ص) شیئا من الوحى، لکتم هذا! قوله: «عَبَسَ» اى کلح و قطّب وجهه تکرّها «وَ تَوَلَّى» اعرض عنه و اقبل على غیره.
أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى‏ اى لان جاء الاعمى، و فی قوله: «عَبَسَ وَ تَوَلَّى» لطف حیث لم یواجهه بما فیه ذکر المعاتبة بل قاله على سبیل الاخبار تعظیما لحرمته ثمّ لمّا انقضى هذا الحدیث عاد الى خطابه فقال: وَ ما یُدْرِیکَ اى انّک لا تدرى لعلّ هذا الّذى اعرضت عنه اکرم عند اللَّه لانّه «یَزَّکَّى» اى یطلب ان یکون زاکیا بالعمل الصّالح و بما یتعلّمه منک و قیل:
«یَزَّکَّى» اى یتزکّى فادغمت التّاء فی الزّاء و التّزکّى التّطهّر من الذّنوب.
أَوْ یَذَّکَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّکْرى‏ اى یتّعظ فتنفعه الموعظة: قرأ عاصم «فَتَنْفَعَهُ» بنصب العین على جواب لعلّ بالفاء و قراءة العامّة برفع العین نسقا على قوله: یَذَّکَّرُ و عطف بأو لأن التّزکّى اعلى درجة من التّذکّر و التّذکّر دونه، فکانّه اراد مرتبة دون مرتبة. و قیل: «او» هاهنا بمعنى الواو، یعنى: و یَذَّکَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّکْرى‏ و قیل: تذّکّر طلب الذّکر بالفکر و الانسان مهما تفکّر فی شی‏ء فاتّعظ به اعتبارا بما حلّ بغیره نفعه ذلک و قد نصّ اللَّه تعالى على ذلک فی غیر موضع من کتابه.
فقال تعالى: وَ ذَکِّرْ فَإِنَّ الذِّکْرى‏ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ و قال: وَ ما یَتَذَکَّرُ إِلَّا مَنْ یُنِیبُ، وَ ما یَذَّکَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ.
قوله: أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى‏ اى استغنى عن اللَّه فی نفسه بمتابعة الشیطان و المستغنى عن اللَّه من لم ینزل علیه حوائجه بتوحیده ایّاه وحده و من هذا قوله عزّ و جلّ فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَ اعْبُدُوهُ و قیل: استغنى، اى کثر ماله و عنى به امیة بن خلف و المذکورین من قریش. و قال ابن عباس: استغنى عن اللَّه و عن الایمان بماله من المال.
فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى اى تتعرّض له و تقبل علیه و تصغى الى کلامه و التّصدّی التّعرّض للشّى‏ء على حرص کتعرّض الصّدیان للماء. و اصل الکلمة تتصدّى فحذفت احدى التّاءین تخفیفا و قد تدغم التّاء فی الصّاد فیقرأ تصّدّى بتشدید الصّاد و هو قراءة اهل الحجاز.
وَ ما عَلَیْکَ أَلَّا یَزَّکَّى ما هاهنا بمعنى النّفى، اى و ما علیک شی‏ء ان لا یشهد هذا الکافر ان لا اله الّا اللَّه انّک لا تؤاخذ بانّه لا یتزکّى، انّما علیک تبلیغ الرّسالة فاذا ترک هو الایمان فلا عتب علیک فیه.
وَ أَمَّا مَنْ جاءَکَ یَسْعى‏ لطلب العلم و الایمان یعنى ابن امّ مکتوم.
وَ هُوَ یَخْشى‏ اللَّه عزّ و جلّ.
فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى اى تعرّض و تتغافل و تتشاغل بغیره «کَلَّا» ردع و زجر، اى لا تفعل مثلها بعدها فانّه غیر مرضىّ عند اللَّه و لیس الامر کما فعلت من اقبالک على الغنىّ الکافر و اعراضک عن الفقیر المؤمن و قیل: «کَلَّا» بمعنى حقّا، و قیل: بمعنى الا و یکون الکلام مستأنفا و المعنى الا إِنَّها تَذْکِرَةٌ اى هذه السّورة و هذه الآیات موعظة و تذکیر للخلق.
فَمَنْ شاءَ ذَکَرَهُ تأویله. فمن شاء اللَّه ان یذکره ذکره، اى فهمه و اتّعظ به و من لم یشاء ان یذکره لم یذکره، شاء لابن امّ مکتوم ذلک فذکره، و شاء للکافر الّذى ناجیته ان لا یذکره فلم یذکره: و لم یتّعظ به اى بذلک جرى القضاء انّه یکون ما شاء اللَّه و قیل: هو کقوله: «فَمَنْ شاءَ فَلْیُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْیَکْفُرْ» و کقوله: «فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى‏ رَبِّهِ سَبِیلًا». و قال: «ذَکَرَهُ» و لم: یقل «ذکرها» لانّه اراد به الوعظ و القرآن ثمّ اخبر عن عظم محلّ القرآن عنده.
فقال: فِی صُحُفٍ مُکَرَّمَةٍ یعنى مصاحف القرآن المکرّمة المعظّمة.
بِأَیْدِی سَفَرَةٍ کِرامٍ بَرَرَةٍ قال وهب بن منبّه: هم المسلمون اصحاب النّبی (ص) و قیل: فِی صُحُفٍ مُکَرَّمَةٍ یعنى فی اللّوح المحفوظ عنده قد شرّفه و کرمه و کرّمه و اعجز الخلق عن الإتیان بمثله. و الصّحف جمع صحیفه و کلّ مکتوب عند العرب صحیفة و قیل: فِی صُحُفٍ مُکَرَّمَةٍ هى النّسخ من القرآن الّتى فی السّماء الدّنیا و فی اللّوح عند الملائکة.
مَرْفُوعَةٍ یعنى: فی القدر و الرّتبة و تعظیم المنزلة و المحلّ «مُطَهَّرَةٍ» لا یمسّها الّا طاهر و قیل: «مُطَهَّرَةٍ» عن ان ینالها ایدى الکفّار. و قیل: «مُطَهَّرَةٍ» لا یکون فیها ما لیس من کلام اللَّه، مطهّرة من التّناقض و الکذب و آفات الکلام.
«بِأَیْدِی سَفَرَةٍ» اى کتبة و هم الملائکة الکرام الکاتبون، واحدهم سافر. یقال: سفرت اى کتبت و منه قیل: للکتاب سفر و جمعه اسفار. و قیل: هم الرّسل من الملائکة و احدهم سفیر و هو الرّسول. و الرّسل سفراء اللَّه بینه و بین خلقه.
«کِرامٍ بَرَرَةٍ» اى کرام عند اللَّه مطیعین. و قیل: السّفرة من الملائکة هم الّذین یکتبون، و البررة الّذین لا یکتبون و البررة جمع بارّ کفاجر و فجرة.
«قُتِلَ الْإِنْسانُ» اى لعن و عذّب «ما أَکْفَرَهُ» اى ما اشدّ کفره باللّه مع کثرة احسانه الیه و ایادیه عنده على طریق التّعجّب. قال الزجاج: معناه: اعجبوا انتم من کفره و قیل: «ما أَکْفَرَهُ» معناه اىّ شی‏ء حمله على الکفر و قد بیّن اللَّه له دلائل وحدانیّته ثمّ ذکر تلک الدّلایل فقال: مِنْ أَیِّ شَیْ‏ءٍ خَلَقَهُ استفهام یراد به التّقریر. قال مقاتل: نزلت فی عتبة بن ابى لهب حین قال: کفرت بالنّجم اذا هوى و بالّذى «دَنا فَتَدَلَّى»
فدعا علیه رسول اللَّه (ص) و قال: اللّهم سلّط علیه کلبک اسد الغاضرة.
فخرج من فوره ذلک لتجارة الى الشام، فلمّا انتهى الى الغاضره تذکّر دعاء رسول اللَّه (ص) فجعل یضمن لمن معه الف دینار ان اصبح هو حیّا فجعلوه فی وسط الرّفقة و جعلوا المتاع حوله فبیناهم على ذلک اقبل الاسد. فلمّا دنا من الرّجال وثب فاذا هو فوقه فمزّقه، و قد کان ابوه یبکى علیه و یقول: ما قال محمد شیئا قطّ الّا کان! و قیل: هو اسم جنس یعنى به جمیع الکفّار.
قوله: مِنْ أَیِّ شَیْ‏ءٍ خَلَقَهُ هذا تقریر و تنبیه على القدرة و النّعمة.
مِنْ نُطْفَةٍ کلام کاف خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ یعنى: قدّر ایّام حمله نطفة و علقة و مضغة، و اوان وضعه مسمّى. و قیل: خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ اى خلقه على صفة الاستواء فی الخلفة کما قال فی موضع آخر: «ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاکَ رَجُلًا». و قیل: «قدّره» اى جعله قادرا.
ثُمَّ السَّبِیلَ یَسَّرَهُ اى یسّر علیه سبیل الخروج من بطن الامّ و ذلک انّه یکون الجنین من قبل رأس المرأة ثمّ یصیر رأسه اسفل عند الخروج و لو لا ذلک لم یمکنها ان تلد و قیل: یسّر علیه سبیل الخیر و الشّر و عرّفه کیف التّصرّف، و قیل: «هَدَیْناهُ السَّبِیلَ إِمَّا شاکِراً وَ إِمَّا کَفُوراً، یسّر على المسلم سبیل الایمان و على الکافر سبیل الکفر. و قیل: یسّر على کلّ احد ما خلقه له و قدّر علیه دلیله، قوله صلّى اللَّه علیه و سلّم: «اعملوا فکلّ میسّر لما خلق له».
ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ اى جعل له قبرا یوارى فیه و لم یجعله ممّا یطرح للسّباع او یلقى من النّواویس و القبر ممّا اکرم به المسلمون.
ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ اى اقامه حیّا و بعثه.
«کَلَّا» هذا ابتداء کقولک: الا، و قوله: «لَمَّا یَقْضِ» تأویله لم یقض دخلت ما تأکیدا و المعنى: لا یقضى احدا ابدا «ما» افترض علیه و قیل: لم یفعل هذا الکافر ما «امره» اللَّه به من الطّاعة. و قیل: لم یقض اللَّه له ما امره به بل امره بما لم یقض له فلذلک لم یفعله و لمّا ذکر خلق ابن آدم ذکر رزقه لیعتبر فقال: فَلْیَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى‏ طَعامِهِ کیف قدّره ربّه و دبّره له و جعله سببا لحیوته و قال مجاهد: فَلْیَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى‏ طَعامِهِ داخلا و خارجا کیف یدخل اذا أکل و کیف یخرج اذا طرح و عن الحسن عن الضحاک بن سفیان الکلابى انّ النّبی (ص) قال له: یا ضحاک ما طعامک؟ قال یا رسول اللَّه: اللّحم و اللّبن. قال ثمّ یصیر الى ما ذا؟ قال الى ما قد علمت.
قال فانّ اللَّه عزّ و جلّ ضرب ما یخرج من ابن آدم مثلا للدّنیا و قال صلّى اللَّه علیه و سلّم: انّ مطعم ابن آدم جعل مثلا للدّنیا و ان قزّحه و ملّحه فانظر الى ما یصیر.
و عن ابى الولید قال: سألت ابن عمر عن الرّجل یدخل الخلاء فینظر الى ما یخرج منه. قال یأتیه الملک فیقول: انظر الى ما بخلت به الى ما صار. و قیل: انّما قال ذلک لیعلم الانسان انّه محلّ الاقذار و لا یطغى و قیل: لیستدلّ على استحالة الاجسام فلا ینسى. قوله: أَنَّا صَبَبْنَا قرأ عاصم و حمزة و الکسائى: «انّا» بالفتح على تکریر الخافض مجازه «فَلْیَنْظُرِ» «الى» «انّا» و قرأ الآخرون بالکسر على الاستیناف «صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا» اى «صَبَبْنَا» من السّماء «الْماءَ» على السّحاب ثمّ انزلناه من السّحاب قطرة قطرة و الصّبّ یستعمل فی القلیل و الکثیر.
ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا بالنّبات.
فَأَنْبَتْنا فِیها حَبًّا الحبّ جمیع ما یحصد و یدخل فیه جمیع الحبوب و جمیع ما یقتات به.
وَ «عِنَباً» ثمرة الکرم وَ «قَضْباً» هو القتّ الرّطب سمّى بذلک لانّه یقضب فی کلّ‏ ایّام اى یقطع بخلاف النّبات و لهذا افرده بالذّکر هاهنا تنبیها على اختلاف النّبات و انّ منها ما اذا قطع عاد و منها ما لا یعود و قیل: القضب کلّ ما یوکل رطبا کالبطّیخ و الخیار و البادنجان و الدّباء. و قال الحسن: القضب العلف للدّوابّ.
وَ زَیْتُوناً ما یعصر منه الزّیت «وَ نَخْلًا» جمع نخلة.
وَ حَدائِقَ غُلْباً الحدائق جمع الحدیقة و هی البساتین المحاط علیها من النّخیل «غُلْباً» غلاظ الاشجار واحدها اغلب. و منه قیل: للرّجل الغلیظ الرّقبة اغلب و الغلب من الشّجرة الّتى لا تثمر کالشّمشاد و الارز و العرعر و الدّرداء. قال مجاهد و مقاتل: الغلب الملتفّة الشّجر بعضه فی بعض و قال ابن عباس: طوالا عظاما.
«فاکِهَةً» یرید الوان الفواکه کلّها «وَ أَبًّا» یعنى الکلاء و المرعى الّذى لم یزرعه النّاس ممّا تأکله الانعام و الدّواب و قال قتادة: امّا الفاکهة فلکم و امّا الابّ فلانعامکم.
و قیل: الفاکهة الرّطب من الثّمار و الابّ الیابس منها. و سئل ابو بکر الصّدّیق الابّ، فامسک عن الکلام فیها. فقال: اىّ سماء تظلّنى و اىّ ارض تقلّنى اذا قلت فی کتاب اللَّه ما لا اعلم و کذلک امسک عمر عن الکلام فیها فقال: نهینا عن التّکلّف و ما علیک یا بن امّ عمر ان لا تعرف ما الابّ؟ ثمّ قال: اتّبعوا ما تبیّن لکم من هذا الکتاب و ما لا ندعوه.
«مَتاعاً لَکُمْ» اى منفعة «لکم» یعنى: الفاکهة. وَ لِأَنْعامِکُمْ یعنى: الابّ. قوله: «مَتاعاً» نصب على انّه مفعول له ثمّ ذکر القیامة فقال: فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ قال ابن عباس: هى اسم من اسماء القیامة و قیل: هى صیحة تصمّ عمّا سواها من الاصوات. فهى مصخّة مسمعة اى تصمّ الاسماع فلا تسمع الّا ما یدعى لها. و الاصخّ الاصمّ ثمّ فسّر فی اىّ وقت تجى‏ء فقال تعالى: یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ کقوله: «فَلا أَنْسابَ بَیْنَهُمْ یَوْمَئِذٍ».
«وَ أُمِّهِ» کقوله: «وَ إِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى‏ حِمْلِها لا یُحْمَلْ مِنْهُ شَیْ‏ءٌ» «وَ أَبِیهِ» کقوله: «وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ».
وَ صاحِبَتِهِ کقوله: «وَ لا یَسْئَلُ حَمِیمٌ حَمِیماً» وَ بَنِیهِ کقوله: «فَلا أَنْسابَ بَیْنَهُمْ یَوْمَئِذٍ» هذه الآیة تشتمل النّساء کما تشتمل الرّجال، و لکنّها خرجت مخرج کلام العرب تدرج النّساء فی الرّجال فی الکلام و هذا فی القرآن کثیر منه:وْمَ یَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ یَداهُ‏
کُلُّ امْرِئٍ بِما کَسَبَ رَهِینٌ. «رِجالٌ صَدَقُوا». «رِجالٌ لا تُلْهِیهِمْ تِجارَةٌ» «رِجالٌ یُحِبُّونَ أَنْ یَتَطَهَّرُوا». هذه الآیات تشتمل النّساء مع الرّجال کقوله: «یا بَنِی آدَمَ». بناته معهم.
یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ قیل: یعنى به الکفّار یتبرّأ بعضهم من بعض، و قیل: کلّ احد مشتغل بامره لا یتفرّغ الى صاحبه و لا یتفرّغ الى الاهتمام بغیره و لا یهمّه امر اقربائه لشدّة ما ینوبه و قیل: یَفِرُّ لئلا یحمّله شیئا من ذنوبه و قیل: یَفِرُّ لانّه یعلم انّه لا یعینه، و قیل: هذا مثل ضرب فی حقّ الاقرب فالاقرب رؤیة و اتّصالا و معرفة و المراد بالاخ التّوأم فانّه یراه جنینا فی بطن امّه قبل کلّ احد ثمّ أُمِّهِ بعد الولادة ثمّ اباه ثمّ صاحِبَتِهِ ثمّ بَنِیهِ و اللَّه اعلم. قال عبد اللَّه بن طاهر الأبهرى: یَفِرُّ منهم اذا ظهر له عجزهم و قلّة حیلتهم الى من یملک کشف تلک الکروب و الهموم عنه و لو ظهر ذلک له فی الدّنیا لما اعتمد سوى ربّه الّذى لا یعجزه شی‏ء و امکن من فسحة التّوکّل و استراح فی ظلّ التّفویض. و قال قتادة: فی هذه الآیة یَفِرُّ هابیل مِنْ أَخِیهِ قابیل و یَفِرُّ النّبی (ص) من أُمِّهِ و ابراهیم من أَبِیهِ و لوط من صاحِبَتِهِ و نوح من ابنه.
لِکُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ اى یشغله عن شأن غیره.
قالت عائشة: یا رسول اللَّه هل تذکر اهالیک یوم القیامة؟ فقال: «امّا فی ثلاثة مواضع فلا، عند الصّراط و الحوض و المیزان‏ و عن سودة زوج النّبی (ص) قالت: قال رسول اللَّه (ص): «یبعث النّاس حفاة عراة غرلا قد ألجمهم العرق و بلغ شحوم الآذان». فقلت: یا رسول اللَّه واسواتاه ینظر بعضنا الى بعض. فقال «قد شغل النّاس. لِکُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ‏ ثمّ بیّن احوال المؤمنین و الکافرین فقال: وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضاحِکَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ اى مضیئة تلوح علیها آثار السّرور و النّظرة و قیل: مُسْفِرَةٌ مشرقة مضیئة ضاحِکَةٌ بالسّرور لما یرى من النّعیم مُسْتَبْشِرَةٌ فرحة بما نال من کرامة اللَّه عزّ و جلّ و قیل: انّها مضیئة لصلوتها باللّیل من‏
قوله (ص): «من کثر صلوته باللّیل حسن وجهه بالنّهار».
و قیل: انّها مضیئة من آثار الوضوء لما
فی الخبر: «امّتى غرّ محجّلون من آثار الوضوء».
وَ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ عَلَیْها غَبَرَةٌ قیل: انّ التّراب الّذى تصیر الیه البهائم یحول غَبَرَةٌ فی وجوه الکفرة. و فی الخبر یلجم الکافر العرق ثمّ تقع الغبرة على وجوههم.
تَرْهَقُها قَتَرَةٌ اى ترکبها ظلمة و تغشیها ذلّة. یقال انّ الارض اذا دکّت صارت غَبَرَةٌ سوداء فغشیت وجوه الکفّار فسوّدتها. و قیل: هى غَبَرَةٌ الفراق و ذلّ الحجاب.
أُولئِکَ الّذین یصنع بهم هذا هُمُ الْکَفَرَةُ الْفَجَرَةُ و هم الکذّابون المفترون على اللَّه.
رشیدالدین میبدی : ۸۱- سورة التکویر- مکیة
النوبة الثانیة
این سوره بیست و نه آیتست، صد و چهار کلمت، پانصد و سى و سه حرف. جمله‏ به مکة فرو آمده و مفسّران آن را در مکّیّات شمرند و درین سوره ناسخ و منسوخ نیست، مگر یک آیت: لِمَنْ شاءَ مِنْکُمْ أَنْ یَسْتَقِیمَ نسخت بالآیة الّتى تلیها و هی قوله: وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ.
روى عن «عبد اللَّه بن عمر» قال: قال رسول اللَّه (ص): من احبّ ان ینظر فی یوم القیامة فلیقرأ اذا الشمس کورت.
و روى عن ابى بن کعب قال: قال رسول اللَّه (ص): من قرأ إِذَا الشَّمْسُ کُوِّرَتْ اعاذه اللَّه ان یفضحه حین تنشر صحیفته.
قوله تعالى: إِذَا الشَّمْسُ کُوِّرَتْ التّکویر تلفیف على جهة الاستدارة و منه کور العمامة یقال: کرت العمامة على رأسى اکورها کورا و کوّرتها تکویرا اذا لففتها و منه کارة القصّار. فالشّمس تکوّر بان یجمع نورها حتّى تصیر کالکارة الملقاة فیذهب ضوءها و یجدّد اللَّه تعالى للعباد ضیاء غیرها. قال الزجاج: جمع بعضها الى بعض ثمّ لفّت کما تلفّ العمامة فرمى بها و اذا فعل ذلک بها ذهب ضوءها و یحتمل ان تکویرها جمعها و لفّها مع القمر من قوله: «وَ جُمِعَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ» و لهذا لم یذکر القمر فى هذه الآیة. و قیل: التّکویر و الطّىّ واحد و قد قال سبحانه: یَوْمَ نَطْوِی السَّماءَ و فى طیّها تکویر الشّمس. و قال ابن عباس یکوّر اللَّه الشّمس و القمر و النّجوم یوم القیامة فی البحر ثمّ یبعث علیها ریحا دبورا فتضرمها فتصیر نارا. و عن ابى هریرة عن النّبی (ص) قال: «الشّمس و القمر مکوّران یوم القیامة»
وَ إِذَا النُّجُومُ انْکَدَرَتْ اى تناثرت من السّماء و تساقطت على الارض یقال: انکدر الطّائر اى سقط عن عشّه. قال الکلبى: تمطر السّماء یومئذ نجوما فلا یبقى نجم الّا وقع.
وَ إِذَا الْجِبالُ سُیِّرَتْ اى ذهبت عن اماکنها فصارت هباء منبثّا و صارت الارض کما کانت قبل خلق الجبال.
وَ إِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ الْعِشارُ جمع عشراء کنفاس و نفساء، و هى النّاقة الّتى اتى على حملها عشرة اشهر ثمّ لا تزال ذلک اسمها حتّى تضع لتمام سنة و هى انفس مال عند العرب «عُطِّلَتْ» اى اهملت و ترکت یعنى: انّ ذلک الیوم لشدّة اهواله یترک الاموال و الذّخائر فیه. و قیل: العشار السّحاب «عُطِّلَتْ» عن المطر.
و قیل: «الْعِشارُ» الارض «عُطِّلَتْ» عن الحرث و الزّرع.
وَ إِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ روى عن عکرمة عن ابن عباس قال: حشرها موتها قال و حشر کلّ شی‏ء الموت غیر الجنّ و الانس فانّهما یوقفان یوم القیامة فقیل اذا اذا اجتمعت فی الموت فقد «حُشِرَتْ»، و قیل: تحشر لتصدیق الوعد بالاحیاء لانّ اللَّه حکم بإحیاء کلّ میّت. و جاء فی الحدیث انّها تحشر للقصاص فی الموقف فیقتصّ للجمّاء من القرناء ثمّ تصیر ترابا و منهم من قال انّ القصاص ساقط عنها فیما یولم بعضها بعضا.
و امّا ما ینالها من الآلام و الشّدائد، فانّها لا محالة تعوّض عنها ثمّ انّ منهم من یقول: انّها تعوّض فی الدّنیا، و منهم من یقول فی الآخرة، و منهم من یقول فی الجنّة.
و قال بعضهم: یخلق اللَّه لها ریاضا فترعى فیها. و قال بعضهم: یعنى ما لیس لاهل الجنّة فی ابقائها انس و ما کان لهم فی لقائها او صوتها انس یدخلها الجنّة.
وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ قرأ ابن کثیر و ابو عمرو و یعقوب: بالتّخفیف و قرأ الباقون بالتّشدید. قال ابن عباس: اى احمیت و اوقدت فصارت نارا تضطرم کسجر التّنّور، یقال: کانت البحار نارا فجعلها اللَّه للمؤمنین و المتعبّدین ماء لاجل الطّهارة و المنفعة فاذا کان یوم القیامة عادت الى خلقتها و قال مجاهد و مقاتل: «سُجِّرَتْ» اى فجّر بعضها فی بعض العذب و الملح و ترفع الحوائل بینها فصارت البحور کلّها بحرا واحدا من الحمیم فیعذّب بها اهل النّار. و قال الکلبى ملئت حتّى فاضت على الارضین و منه البحر المسجور، و السّاجر: الحوض الممتلى. و قال الحسن و قتادة: یبست و ذهب ماؤها فلم یبق فیها قطرة. روى ابو العالیة عن ابى بن کعب قال: ستّ آیات قبل یوم القیامة بینما النّاس فی اسواقهم اذ ذهب ضوء الشّمس فبیناهم کذلک اذا تناثرت النّجوم فبیناهم کذلک اذ وقعت الجبال على وجه الارض فتحرّکت و اضطربت و فزعت الجنّ الى الانس و الانس الى الجنّ و اختلطت الدّوابّ و الطّیر و الوحش و ماج‏ بعضهم فی بعض فذلک قوله: وَ إِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ اى اختلطت.
وَ إِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ قال: قالت الجنّ للانس: نحن نأتیکم بالخبر فانطلقوا الى البحر فاذا هى نار تتاجج. قال: فبیناهم کذلک اذ تصدّعت الارض صدعة واحدة الى الارض السّابعة السّفلى و الى السّماء السّابعة العلیا، فبیناهم کذلک اذ جاءتهم الرّیح فاماتتهم. و قال ابن عباس: هى اثنى عشرة خصلة ستّة فی الدّنیا و ستّة فی الآخرة و هی ما ذکر من بعد.
وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ‏
روى فی الخبر عن رسول اللَّه (ص): الضّرباء کلّ رجل مع کلّ قوم یعملون عمله و سئل عمر بن الخطاب عنه فقال: یقرن بین الرّجل الصّالح مع الرّجل الصّالح فی الجنّة و یقرن بین الرّجل السّوء مع رجل السّوء فی النّار.
و هذا قول عکرمة. و قال الحسن و قتادة: الحق کلّ امرئ بشیعته الیهودىّ بالیهود، و النّصرانىّ بالنّصارى. و قال عطاء و مقاتل: «زُوِّجَتْ» نفوس المؤمنین بازواجها من الحور العین و قرنت نفوس الکافرین بقرنائها من الشّیاطین. و قال عکرمة: «زُوِّجَتْ» النّفوس بالارواح فتردّ الارواح الى الاجساد. و قیل: «زُوِّجَتْ» النّفوس باعمالها. و قیل: هو من قوله:«وَ کُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً».
وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَیِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ کانت العرب تئد البنات خشیة الاملاق و خوف الاسترقاق و مخافة العار و «الْمَوْؤُدَةُ» هى المدفونة حیّة، و سؤالها تهدید لوائدها کقوله تعالى فی قصّة عیسى (ع): «أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ» الآیة، اى ینتصف لها و یطلب دمها. قال ابن عباس: کانت المرأة فی الجاهلیّة اذا حملت و کان اوان ولادها حفرت حفرة فتمخّضت على رأس الحفرة فان ولدت جاریة رمست بها فی الحفرة و ان ولدت غلاما حبسته. و روى انّ قیس بن عاصم المنقرى سیّد اهل الوبر جاء الى رسول اللَّه (ص) فقال له فی خلال کلامه: انّى و أدت تسع بنات لى فقال رسول اللَّه (ص): اذبح عن کلّ واحدة منهنّ شاة. فقال: انّ لى ابلا. قال: فانحر عن کلّ واحدة جزورا.
و قال قتادة: الضّمیر فی قوله: وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ یعود الى القتلة، اى یسأل القتلة لم قتلوها؟ و قیل معناه: وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ طلبت حتّى تدّعى على الوائد و قرأ ابن عباس: و اذا الموؤدة سألت.
بِأَیِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ اى هى تسأل.
وَ إِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ قرأ نافع و ابن عامر و عاصم و یعقوب: نشرت بالتّخفیف و قرأ الباقون بالتّشدید کقوله: «صُحُفاً مُنَشَّرَةً» و المعنى: کلّ انسان یعطى کتاب عمله منشورا عن طیّه یقال له: «اقْرَأْ کِتابَکَ» و فی الخبر یحشر النّاس عراة حفاة. قالت امّ سلمة: یا رسول اللَّه کیف بالنّساء؟ قال: «شغل النّاس یا امّ سلمة». قالت: «و ما شغلهم»؟ قال: نشر الصّحف فیها مثاقیل الذّرّ و مثاقیل الخردل.
وَ إِذَا السَّماءُ کُشِطَتْ اى نزعت فطویت. و قال الزجاج: قلعت کما یقلع السّقف. و الکشط: القلع من شدّة التزاق ککشط جلدة الرّأس یقال: کشطها کشطا اذا قلعها. و قیل: ینزع ما فیها من الشّمس و القمر و النّجوم.
وَ إِذَا الْجَحِیمُ سُعِّرَتْ قرأ نافع و ابن عامر و حفص عن عاصم: «سُعِّرَتْ» بالتّشدید و قرأ الباقون بالتّخفیف اى اوقدت و اضرمت لاعداء اللَّه. قال قتادة سعّرها غضب اللَّه و خطایا بنى آدم.
وَ إِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ قربت لاولیاء اللَّه و قیل: قربت من الغیب الى الخلق.
عَلِمَتْ نَفْسٌ اى علمت کلّ نفس «ما أَحْضَرَتْ» من خیر او شرّ و اثیب على قدر عملها و قد کان قیل ذلک غافلا عنه و هذا تمام الکلام و هو جواب لقوله: إِذَا الشَّمْسُ کُوِّرَتْ و ما بعدها.
فَلا أُقْسِمُ لا صلة و تأکید أو ردّ على منکر البعث و مکذّبى الرّسول. التّأویل أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْکُنَّسِ الخنوس التّاخّر، و سمّى الشیطان خنّاسا لانّه یدخل صدر المؤمن، فیضع خرطومه على قلبه یوسوس، فاذا ذکر القلب اللَّه عزّ و جلّ خنّس: الشّیطان، اى تأخّر «و الخنّس» جمع خانس «و الکنّس» جمع کانس و الکنوس، الدّخول فی الکناس و هو الموضع الّذى یأوى الیه الوحش، و المراد بها خمسة انجم تجرى فی فلک السّماء جریا مثل الشّمس و القمر و سائر النّجوم کالقنادیل معلّقة و هنّ زحل و یسمّى ایضا کیوان و المشترى و یسمّى ایضا راویس و برجیس و المرّیخ و یسمّى ایضا بهرام و زهرة و تسمّى ایضا ناهید و عطارد و یسمّى ایضا الکاتب و خنوسها رجوعها فی سیرها و تأخّرها عن مطالعها فی کلّ عام تأخّر بتأخّرها عن تعجیل ذلک الطّلوع، تخنّس عنه و کنوسها دخولها فی بروج السّماء فاذا سارت راجعة فهى خانسة و اذا سارت مستقیمة فهى کانسة. و قال قتادة: هى النّجوم تبدو باللّیل و تخنس بالنّهار فتخفى فلا ترى و قیل: لعلى (ع) ما «الخنّس» «الجوار الکنّس»؟ قال هى الکواکب تخنس بالنّهار فلا ترى. و تکنس باللّیل فتأوى الى مجاریها.
و قیل: الکنس بقر الوحش و الکنس الظّباء.
وَ اللَّیْلِ إِذا عَسْعَسَ اى اقبل بظلامه و هو قول الحسن. و قال الآخرون اى ادبر. تقول العرب عسعس اللّیل و سعسع اذا ادبر و لم یبق منه الّا الیسیر.
وَ الصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ ای اقبل و اضاء و بدا اوّله. و قیل: امتدّ و ارتفع حتّى یصیر نهارا.
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ کَرِیمٍ هذا جواب القسم و هو ممتدّ الى آخر السّورة، یعنى: انّ القرآن الّذى هو کلام اللَّه انزل به جبرئیل فقاله لمحمّد (ص) «و ما هو بقول البشر» کما قال قریش: «و الرّسول الکریم» هو جبرئیل (ع) و قوله بلاغه عن اللَّه عزّ و جلّ و القرآن قول اللَّه و کلامه. و قیل: القرآن قول اللَّه وحیا و کلاما و قول جبرئیل تنزیلا و قول محمد (ص) انذارا و ابلاغا.
«ذِی قُوَّةٍ» یعنى جبرئیل (ع) و کان من قوّته انّه اقتلع قریّات قوم لوط من الماء الاسود و حملها على جناحه فرفعها الى السّماء ثمّ قلّبها و انّه ابصر ابلیس یکلّم عیسى (ع) على بعض عقبات الارض المقدّسة فنفخه بجناحه نفخة القاه الى اقصى جبل الهند و انّه صاح صیحة بثمود «فاصبحوا جاثمین» و انّه یهبط من السّماء الى الارض و یصعد فی اسرع من الطّرف. عِنْدَ ذِی الْعَرْشِ مَکِینٍ اى عند اللَّه ذى مکانة و منزلة و قدر «مُطاعٍ ثَمَّ» اى فی السّماوات تطیعه الملائکة فیما یأمرهم به و ینهیهم عنه و طاعته واجبة على اهل السّماوات کطاعة النّبیّ على اهل الارض و من طاعة الملائکة ایّاه انّهم فتحوا ابواب السّماوات لیلة المعراج بقوله لرسول اللَّه (ص) و فتح خزنة الجنّة ابوابها بقوله: «أَمِینٍ» على وحى اللَّه و رسالته على انبیائه و قیل: «ثَمَّ أَمِینٍ» اى عند اللَّه «أَمِینٍ».
وَ ما صاحِبُکُمْ بِمَجْنُونٍ یقول لاهل مکة «وَ ما صاحِبُکُمْ» یعنى محمدا (ص) «بِمَجْنُونٍ» و هذا ایضا من جواب القسم، اقسم على انّ القرآن نزل به جبرئیل و انّ محمدا (ص) لیس کما یقوله اهل مکة و ذلک انّهم قالوا: انّه مجنون، و ما یقول بقوله من عند نفسه.
وَ لَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِینِ یعنى: راى النّبیّ (ص) جبرئیل (ع) على صورته الّتى خلق فیها «بِالْأُفُقِ الْمُبِینِ» یعنى: بالافق الاعلى من ناحیة المشرق الّذى یجی‏ء منه النّهار قاله مجاهد و قتادة و فی الخبر عن عکرمة عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه (ص) لجبرئیل: «انّى احبّ ان اراک فی صورتک الّتى تکون فیها فی السّماء». قال: لن تقوى على ذلک. قال: «بلى» قال: فاین تشاء ان اتخیّل لک؟ قال «بالابطح». قال: لا یسعنى.
قال: «فبمنا». قال: لا یسعنى. قال: «فبعرفات». قال ذاک بالحرى ان یسعنى فواعده فخرج النّبیّ (ص) للوقت فاذا هو بجبرئیل قد اقبل من جبال عرفة بخشخشة و کلکلة قد ملأ ما بین المشرق و المغرب و رأسه فی السّماء و رجلاه فی الارض! فلمّا رآه النّبی (ص) خرّ مغشیّا علیه. قال: فتحوّل جبرئیل فی صورته فضمّه الى صدره و قال: یا محمد لا تخف! فکیف لو رأیت اسرافیل و رأسه من تحت العرش و رجلاه فی النّجوم السّابعة و انّ العرش لعلى کاهله و انّه لیتضاءل احیانا من مخافة اللَّه عزّ و جل حتّى یصیر مثل الوصع یعنى العصفور حتّى ما یحمل عرش ربّک الا عظمته.
قوله: «وَ ما هُوَ» یعنى محمد (ص) «عَلَى الْغَیْبِ» اى على الوحى و خبر السّماء و ما اطلع علیه ممّا کان غائبا عنه من الانباء و القصص «بِضَنِینٍ» بمتّهم اى یجب ان لا یتّهم بزیادة و نقصان فیما اتى به و الضّنّة: التّهمة. قرأ عاصم و حمزة و نافع و ابن عامر «بِضَنِینٍ» بالضّاد و معناه ببخیل یعنى یؤدّى ما یوحى الیه و لا یبخل به علیکم بل یعلّمکم و یخبرکم به. یقال: ضننت بالشّى‏ء بکسر النّون اضنّ به ضنّا اى بخلت.
وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شَیْطانٍ رَجِیمٍ اى ما القرآن بقول شیطان مطرود مرمىّ بالشّهب من قوله و ما تنزّلت به الشّیاطین. و قال الکلبى: یقول انّ القرآن لیس بشعر و لا کهانة کما قالت قریش.
فَأَیْنَ تَذْهَبُونَ یقال للرّاکب رأسه فی الأمر این یذهب بک و این تذهب؟
و قیل: معناه این تعدلون عن هذا القرآن و فیه الشّفاء و البیان؟ و قال الزجاج: اىّ طریق تسلکون ابین من هذه الطّریقة الّتى قد بیّنت لکم؟ و قیل: «فَأَیْنَ تَذْهَبُونَ» عن عذاب اللَّه او عن ثواب اللَّه. ثمّ بیّن فقال: إِنْ هُوَ إِلَّا ذِکْرٌ لِلْعالَمِینَ اى ما القرآن الّا موعظة للخلق اجمعین. ثمّ خصّص فقال: لِمَنْ شاءَ مِنْکُمْ أَنْ یَسْتَقِیمَ اى القرآن نذیر لمن احبّ الاستقامة و اتّبع الحقّ و عمل به و اقام علیه. و عن ابى هریرة قال: لمّا انزل اللَّه على رسوله: لِمَنْ شاءَ مِنْکُمْ أَنْ یَسْتَقِیمَ قالوا: الأمر الینا ان شئنا استقمنا و ان شئنا لم نستقم. فانزل اللَّه تعالى: وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ اعلمهم انّ الهدایة و التّوفیق الى اللَّه. اى ما تَشاؤُنَ الهدایة و الاستقامة إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ توفیقکم. فمن شاء اللَّه له الایمان آمن، و من شاء له الکفر کفر. قال الحسن و اللَّه ما شاءت العرب الاسلام حتّى شاءه لها. و عن وهب بن منبّه قال: الکتب الّتى انزلها اللَّه على الانبیاء بضع و تسعون کتابا قرأت منها بضعا و ثمانین کتابا فوجدت فیها من جعل الى نفسه شیئا من المشیّة فقد کفر. و قال الواسطى: اعجزک فی جمیع اوصافک فلا تشاء الّا بمشیّته و لا تعمل الّا بقوّته و لا تطیع الّا بفضله و لا تعصى الّا بخذلانه. فما ذا یبقى لک و بماذا تفتخر من افعالک و لیس من فعلک شی‏ء.
رشیدالدین میبدی : ۸۳- سورة التطفیف (المطففین)- مکیة
النوبة الثانیة
این سوره سى و شش آیت است، صد و هفتاد و هفت کلمه نهصد و سى حرف و در نزول آن علما مختلف‏اند. قومى گفتند: مکّى است، جمله به مکه فرو آمد قومى گفتند: میان مکه و مدینه فرو آمد، آن گه که رسول خدا (ص) هجرت کرد. و بیشترین علما بر آنند که در مدینه فرو آمد. مقاتل گفت: اوّل سورتی که در مدینه فرو آمد این سورتست و درین سوره هیچ ناسخ و منسوخ نیست. و عن ابى بن کعب قال: قال رسول اللَّه (ص): «من قرأ سورة «المطفّفین» سقاه اللَّه من الرّحیق المختوم یوم القیامة»
قوله تعالى: وَیْلٌ لِلْمُطَفِّفِینَ ابن عباس گفت: رسول خدا در مدینه شد، قومى تجّار را دید در پیمانه و ترازو سخت بد، و بیاعات و معاملات ایشان شبه قمار چون منابذه و ملامسه. جبرئیل آمد و آیت آورد: وَیْلٌ لِلْمُطَفِّفِینَ. رسول خدا (ص) ایشان را حاضر کرد و بر ایشان خواند.
ایشان از آن عادت بد باز ایستادند و با طریق عدل و راستى گشتند. فهم او فی النّاس کیلا الى الیوم. و قال السدى: قدم رسول اللَّه (ص) المدینة و بها رجل یقال له ابو جهینة و معه صاعان یکیل باحدهما و یکتال بالآخر فنزلت فی شأنه: وَیْلٌ لِلْمُطَفِّفِینَ و قیل: نهاهم رسول اللَّه (ص) عن ذلک فلم ینتهوا، فانزل اللَّه تعالى: وَیْلٌ لِلْمُطَفِّفِینَ فخرج رسول اللَّه (ص) الى السّوق و قرأ السّورة فاصلحوا کیلهم. الویل کلمة یقال لمن وقع فی هلکة و عذاب. و قیل: هو واد فی جهنّم من قیح و دم. و قیل: جبّ فی النّار و معنى «ویل» اى قد ثبت لهم هذا و المطفّفون الّذین یبخسون حقوق النّاس و ینقصون الکیل و الوزن. قال الزجاج: انّما قیل: للّذى ینقص المکیال و المیزان مطفّف لانّه لا یکاد یسرق فی المکیال و المیزان الّا الشّی‏ء الیسیر الطّفیف. و عن الاصمعى: قال: قال اعرابى: لا تلتمس الحوائج ممّن مرءوته فی رؤس المکاییل و السن الموازین. ثمّ بیّن انّ «المطفّفین» منهم. فقال: الَّذِینَ إِذَا اکْتالُوا عَلَى النَّاسِ اى من النّاس. و من و على یبدّل احدهما من الآخر، اى إِذَا اکْتالُوا من النّاس استوفوا علیهم الکیل اى یأخذون حقوقهم تامّة وَ إِذا کالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ اى کالوا لهم و وزنوا لهم، یعنى: للنّاس. تقول: وزنتک و وزنت لک و کلتک و کلت لک، کما یقال: نصحتک و نصحت لک و کسبتک و کسبت لک. «یُخْسِرُونَ» اى ینقصون. یقال: خسرته و اخسرته اذا نقصته هذا کقوله: وَ لا تُخْسِرُوا الْمِیزانَ وَ لا تَکُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِینَ و المعنى: اذا استوفى لنفسه اتمّه و اذا اعطى غیره نقصه. قال نافع: کان ابن عمر یمرّ بالبائع فیقول: اتّق اللَّه و اوف الکیل و الوزن فانّ «المطفّفین» یوقفون یوم القیامة حتّى انّ العرق لیلجمهم الى انصاف آذانهم. و روى انّ علیا (ع) مرّ على رجل و هو یزن الزّعفران و قد ارجح فکفا المیزان. ثمّ قال: اقم الوزن بالقسط. ثمّ ارجح بعد ذلک ما شئت.
أَ لا یَظُنُّ أُولئِکَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِیَوْمٍ عَظِیمٍ هذا الکلام تعظیم لاثم المطفّف و تشدید، و هذا الظّنّ یقین و المعنى: الا یستیقن «اولئک» الّذین یفعلون ذلک. أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِیَوْمٍ عَظِیمٍ اى لمجى‏ء یوم عظیم، و هو یوم القیامة. و قیل: معناه انّهم لو ظنّوا انّهم یبعثون ما نقصوا فی الکیل و الوزن. و قیل: کلّ من نقص حقّ اللَّه من زکاة و صلاة و صوم فهو داخل تحت هذا الوعید. قال الحسن: المراد به المؤمنون و المعنى أ لیس یعلمون انّهم یبعثون فما عذرهم فی التّطفیف.
یَوْمَ یَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِینَ اى یقومون من قبورهم لحکم ربّ العالمین بینهم فیقفون فی العرصات على ارجلهم ینتظرون حکم اللَّه فیهم قدر ثلاث مائة عام.
و قیل: اربعین سنة لا یکلّمهم احد حتّى ان اقلّهم رشحا یغیب فیه الى انصاف اذنیه.
روى عن مالک عن نافع عن ابن عمر: انّ النّبی (ص) قال: «یَوْمَ یَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِینَ» حتّى یغیب احدهم فی رشحه الى انصاف اذنیه.
و عن المقداد قال: سمعت رسول اللَّه (ص) یقول: «اذا کان یوم القیامة ادنیت الشّمس من العباد حتّى تکون قید میل او اثنین.
قال سلیم بن عامر: احد رواة هذا الحدیث: لا ادرى اىّ المیلین یعنى مسافة الارض او المیل الّذى تکحل به العین. قال فتصهرهم الشّمس فیکونون فی العرق بقدر اعمالهم. فمنهم من یأخذه الى عقبیه و منهم من یأخذه الى رکبتیه و منهم من یأخذه الى حقویه و منهم من یلجمه إلجاما.
«کلّا» ردع عن التّطفیف اى لیس الأمر على ما هم علیه فلیرتدعوا و تمام کلام هاهنا. و قال الحسن: «کلّا» ابتداء یتّصل بما بعده على معنى حقّا. إِنَّ کِتابَ الفُجَّارِ الّذى کتب فیه اعمالهم «لَفِی سِجِّینٍ» قال ابن عباس: السّجّین هى الارض السّابعة السّفلى فیها ارواح الکفّار. و فی الخبر عن النّبیّ (ص) قال: «سجّین» اسفل سبع ارضین و «علّیّون» فی السّماء السّابعة تحت العرش، اخبر «إِنَّ کِتابَ» اعمال الفُجَّارِ لَفِی سِجِّینٍ وضعا لقدرهم و اذلالا لهم على سبیل ضرب المثل لاهانتهم و یکون ذلک علامة عذابهم، ثمّ یحمل الى ما هناک ارواحهم و هذا کما یقال لخسیس القدر انّه فی الحضیض و انّه فی التّراب. و قیل: السّجّین خزانة ارواح الکفّار و هی صخرة خضراء تحت الارض السّابعة خضرة السّماوات منها رقم فیها اسماء الکفّار و مصیرهم الى النّار. و روى انّ ابن عباس قال لکعب الاحبار: اخبرنى عن «سجّین» و «علّیّین»؟
فقال کعب: و الّذى نفسى بیده لا اخبرتک عنهما الّا بما اجد فی کتاب اللَّه المنزل. امّا «سجّین» فانّها شجرة سوداء تحت الارضین السّبع مکتوب فیها اسم کلّ شیطان فاذا قبضت نفس الکافر عرج بها الى السّماء فغلّقت ابواب السّماء دونها ثمّ رمى بها الى «سجّین» فذلک «سجّین». و امّا علّیّون فانّها اذا قبضت نفس المرء المسلم عرج بها الى السّماء ففتحت لها ابواب السّماء حتّى تنتهى الى العرش. قال فیخرج کفّ من العرش فیکتب له نزله و کرامته و ذلک «علّیّون». و قال اهل اللّغة: «سجّین» فعّیل من السّجن على جهة المبالغة کما یقال: فسّیق، شرّیب، سکّیر و المعنى: انّ مصیر اصحابه الى ضیق و شدّة و خسار و سفال. و قیل: معناه ما کتب علیهم لا یتبدّل و لا یتمحّى کالنّقش فی الحجر.
وَ ما أَدْراکَ ما سِجِّینٌ اى لیس هذا ممّا کنت تعلمه انت و لا قومک حتّى عرّفناک. قاله تعظیما لشأن السّجّین و تعجیبا منه و تهویلا لامره ثمّ قال: کِتابٌ مَرْقُومٌ لیس هذا تفسیر السّجّین بل هو بیان الکتاب المذکور فی قوله: إِنَّ کِتابَ الفُجَّارِ اى هو کِتابٌ مَرْقُومٌ اى مکتوب اعمالهم مثبت علیهم کالرّقم فی الثّوب لا ینسى و لا یمحى حتّى یجازوا به. و قال قتادة و مقاتل: رقم علیهم بشر کانّه اعلم بعلامة یعرف بها انّه کافر و قیل: مختوم بلغة حمیر.
وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُکَذِّبِینَ اى یوم یخرج المکتوب و یبعث المدفون ثمّ فسّرهم فقال: الَّذِینَ یُکَذِّبُونَ بِیَوْمِ الدِّینِ یعنى: یوم القیامة الّذى فیه الحساب و الجزاء.
ما یُکَذِّبُ بِهِ إِلَّا کُلُّ مُعْتَدٍ اى عاص متجاوز للحدّ فی العصیان «اثیم» مرتکب للخطایا مستحقّ للعقوبة: إِذا تُتْلى‏ عَلَیْهِ آیاتُنا اى اذا سمع القرآن یقرأ قالَ أَساطِیرُ الْأَوَّلِینَ.
«کلّا» ردع عن هذا القول «بل» نفى لما قالوه: رانَ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ اى غطّى قُلُوبِهِمْ ما کانُوا یَکْسِبُونَ من المعاصى، اى کثرت معاصیهم و ذنوبهم فاحاطت بقلوبهم. و قیل: الرّین کالصّداء یغشى القلب.
روى ابو هریرة قال: سمعت رسول اللَّه (ص) یقول انّ العبد اذا اخطأ خطأة نکت فی قلبه نکتة سوداء فان هو نزع و استغفر و تاب صقلت، فان عاد عادت حتّى تغطّى.
و روى: ان زاد زادت حتّى تعلو قلبه فذلکم الرّان الّذى ذکره اللَّه فی کتابه: کَلَّا بَلْ رانَ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ ما کانُوا یَکْسِبُونَ‏ قال الحسن: هو الذّنب على الذّنب حتّى یموت القلب. و اصل الرّین الغلبة، یقال: رانت الخمر على عقله ترین رینا اذا غلبت علیه فسکر و معنى الآیة: غلب على قلوبهم المعاصى و احاطت بها حتّى غمرتها.
«کلّا» تکرار للرّدع و قیل: معناه حقّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ اى عن رؤیة ربّهم یَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ممنوعون.
قال الشّیخ الاسلام عبد اللَّه الانصارى قدّس روحه: اى عن رؤیة الرّضا فانّ. الشّقىّ یریه غضبان حین یتجلّى فی المحشر قبل دخول النّاس الجنّة. و فی هذا انّ المصدّق غیر محجوب عن ربّه. قال الحسین بن الفضل: کما حجبهم فی الدّنیا عن توحیده حجبهم فی الآخرة عن رؤیته. و سئل مالک بن انس عن هذه الآیة فقال: لمّا حجب اعداءه فلم یروه تجلّى لاولیائه حتّى رأوه. و قال الشافعى: فی هذه الآیة دلالة ظاهرة انّ اولیاء اللَّه یرون اللَّه. قال لمّا حجب قوما بالسّخط دلّ على انّ قوما یرونه بالرّضا. قال الربیع بن سلیمان: قلت له او تدین بهذا یا سیّدى؟! فقال: و اللَّه لو لم یوقن محمد بن ادریس انّه یرى ربّه بالمعاد لما عبده فی الدّنیا. و قال الحسن: لو لم یعلم الزّاهدون و العابدون انّهم یرون ربّهم فی المعاد لزهقت انفسهم فى الدّنیا ثمّ اخبر انّ الکفّار مع کونهم محجوبین عن اللَّه یدخلون النّار فقال: ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِیمِ اى لداخلوا النّار. و قیل: یصیرون صلاء لها و هو الوقود.
ثُمَّ یُقالُ اى یقول لهم الخزنة هذا، اى هذا العذاب الَّذِی کُنْتُمْ بِهِ تُکَذِّبُونَ و ینکرون وقوعه و قیل: هذا جزاء ما کُنْتُمْ بِهِ تُکَذِّبُونَ. ثمّ بیّن محل کتاب الأبرار فقال: «کَلَّا» اى حقّا إِنَّ کِتابَ الْأَبْرارِ هم الّذین لا یؤذون الذّرّ و لا یضمرون الشّرّ. و قیل: هم الّذین صدقوا فیما وعدوا. و البرّ الصّدق «لَفِی عِلِّیِّینَ» یقال: «علّیّون» خزانة ارواح المؤمنین فی السّماء السّابعة تحت العرش. و قیل: هو اللّوح المحفوظ. و قیل: هو لوح من زبرجدة خضراء معلّق تحت العرش اعمالهم مکتوبة فیها و قیل: رقم فیه اسماء المؤمنین و مصیرهم الى الجنّة. و قال ابن عباس: هو الجنّة.
و قال الضحاک سدرة المنتهى و قال کعب: هو قائمة العرش الیمنى. و قال اهل المعانى: معنى «علّیّین» علوّ على علوّ و شرف بعد شرف. قال اهل اللّغة: هو اسم موضوع على صفة الجمع و اعرابه کاعراب الجمع، کقولهم: عشرین و ثلاثین و عن عبد اللَّه بن عمرو قال: انّ اهل «علّیّین» لینظرون الى اهل الجنّة فاذا اشرف رجل اشرقت الجنّة، و قالوا: قد اطلع علینا رجل من اهل «علّیّین».
وَ ما أَدْراکَ ما عِلِّیُّونَ تعظیم لشأنه و قیل: معناه لیس هذا من علمک و لا من علم قومک.
«کِتابٌ مَرْقُومٌ» لیس هذا تفسیر «علّیّین» بل هو بیان «کِتابَ الْأَبْرارِ» اى إِنَّ کِتابَ الْأَبْرارِ «کِتابٌ مَرْقُومٌ» فى «علّیّین» و هو محلّ الملائکة و «کِتابَ الفُجَّارِ» «کِتابٌ مَرْقُومٌ» فی «سجّین» و هى محلّ ابلیس و جنده یَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ یعنى: الملائکة الّذین هم فی «علّیّین» یشهدون و یحضرون ذلک المکتوب او ذلک الکتاب اذا صعد به الى «علّیّین» و قیل: یشهد عمل الأبرار مقرّبوا کلّ سماء.
إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِی نَعِیمٍ اى تنعّم فی الجنان.
عَلَى الْأَرائِکِ جمع اریکة و هی الاسرّة فی الحجال «ینظرون» الى ما یسرّهم ممّا انعم اللَّه علیهم من النّعیم و الحور العین. و قیل: «ینظرون» الى عدوّهم کیف یعذّبون بالنّار. قال ابن عطاء: «على ارائک» المعرفة «ینظرون» الى المعروف و «على ارائک» القربة «ینظرون» الى الرّءوف.
تَعْرِفُ فِی وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِیمِ اى اذا رأیتهم عرفت انّهم من اهل النّعمة ممّا ترى «فِی وُجُوهِهِمْ» من النّور و الحسن و البیاض یقال: انضر النّبات اذا ازهر و نوّر. قرأ ابو جعفر و یعقوب: «تعرف» بضمّ التّاء و فتح الرّاء على غیر تسمیة الفاعل «نضرة» بالرّفع.
یُسْقَوْنَ مِنْ رَحِیقٍ الرّحیق الشّراب الّذى لا غشّ فیه. و قیل: الخمر العتیقة الصّافیة الطّیّبة. قال مقاتل: الخمر البیضاء «مَخْتُومٍ» امرا للَّه تعالى بالختم علیه اکراما لاصحابه فختم و منع من ان یمسّه ماسّ او تناله ید الى ان یفکّ ختمه الأبرار یوم القیامة.
«خِتامُهُ مِسْکٌ» اى ختم به «مسک» رطب ینطبع فیه الخاتم. قال ابن زید «ختامه» عند اللَّه «مسک» و «ختامه» الیوم فی الدّنیا طین. قال ابن مسعود: ممزوج «مزاجه» و خلطه «مسک» و قال علقمة: طعمه و ریحه «مسک». و قیل عاقبته و آخر طعمه «مسک»، اى یوجد ریح المسک عند خاتمة شربه. و قال قتادة: یمزج لهم بالکافور و یختم بالمسک. و قیل: یفرح من شاربه ریح المسک من غیر خمار و تغیّر نکهة و صداع. قرأ الکسائى: خاتمه مسک. الختام: المصدر و الخاتم الاسم. و قیل: معناهما واحد، کما یقال: فلان کریم الطّابع و الطّباع «وَ فِی ذلِکَ» اى و فی مثل هذا الثّواب الّذى ذکرت «فَلْیَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ» اى فلیتبادر المتبادرون بالاعمال الصّالحة و حتّى تنالوها. و قیل: فلیرغب الرّاغبون و لیستبق المستبقون. التّنافس فی الشّی‏ء ان یضنّ به على الغیر لنفاسته. و قیل: یطلبه کلّ احد لنفسه نظیره: «لِمِثْلِ هذا فَلْیَعْمَلِ الْعامِلُونَ».
وَ مِزاجُهُ مِنْ تَسْنِیمٍ قال ابن عباس و ابن مسعود: التّسنیم اسم لماء ینحدر من تحت العرش و قیل من جنّة عدن و هو اشرف شراب فی الجنّة یمزج به شراب اصحاب الیمین. و المقرّبون یسقون صرفا غیر ممزوج و هو قوله: عَیْناً یَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ اى منها «الْمُقَرَّبُونَ». و قیل: الباء صلة و المعنى: یشربها «المقرّبون»، و عینا نصب على الحال. و قیل: تقدیره من عین او اعنى عینا.
و قیل. التّسنیم عین یجرى ماؤها فی الهواء متسنّما فینصبّ فی اوانى اهل الجنّة على مقدار ملئها فاذا امتلأت امسک الماء حتّى لا یقع منه قطرة على الارض فلا یحتاجون الى الاستقاء و اصل الکلمة من علوّ المکان و المکانة، فیقال للشّی‏ء المرتفع سنام و للرّجل الشّریف سنام. و فی بعض الرّوایات عن ابن عباس قال: هذا ممّا قال اللَّه عزّ و جلّ: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ. و قال الجریرى و الواسطى: یَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ صرفا على بساط القرب فی مجلس الانس و ریاض القدس بکأس الرّضا على مشاهدة الحقّ سبحانه و تعالى.
إِنَّ الَّذِینَ أَجْرَمُوا اى اشرکوا یعنى کفّار قریش: ابا جهل و الولید ابن المغیرة و العاص بن وائل و اصحابهم من مترفى مکة کانُوا مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا یعنى عمّارا و خبّابا و صهیبا و بلالا و المقداد و سلمان و ابا الدّرداء و ابن مسعود و ابن امّ مکتوم «یضحکون» و بهم یستهزءون و من اسلامهم یتعجّبون. قال مقاتل و الکلبى: نزلت فی على بن ابى طالب علیه السّلام و ذلک انّه جاء فی نفر من المسلمین الى النّبیّ (ص) فسخر منهم المنافقون و ضحکوا و تغامزوا ثمّ رجعوا الى اصحابهم فقالوا: رأینا الیوم الاصلع فضحکنا منه فانزل اللَّه هذه الآیة قبل ان یصل على (ع) و اصحابه الى رسول اللَّه (ص).
وَ إِذا مَرُّوا بِهِمْ‏ یعنى المؤمنین بالکفّار یتغامزون. الغمز الاشارة بالجفن و الحاجب، اى یشیرون الیهم بالاعین استهزاء و یقولون: تأمّلوا هذا الرّقیع اتبع محمدا و ترک ملاذّه لجنّة لا تکون ابدا.
وَ إِذَا انْقَلَبُوا إِلى‏ أَهْلِهِمُ رجعوا الى اهلهم، رجعوا الى منازلهم انْقَلَبُوا فَکِهِینَ معجبین بما هم فیه یتفکّهون بعیب المؤمنین. قرأ حفص: «فکهین» بغیر الف و هما بمعنى واحد یقال: فکه و فاکه کطمع و طامع.
وَ إِذا رَأَوْهُمْ اى اذا رأوا المؤمنین قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ حیث اتوا محمدا و ترکوا دین آبائهم فضلّوا عن الطّریقة و اخطاؤا فیه.
وَ ما أُرْسِلُوا عَلَیْهِمْ حافِظِینَ اى ما ارسل هؤلاء الکفّار على اصحاب النّبیّ (ص) لیحفظوا اعمالهم علیهم هذا کقوله: و ما ارسلنا علیهم حفیظا.
فَالْیَوْمَ الَّذِینَ آمَنُوا مِنَ الْکُفَّارِ یَضْحَکُونَ کما ضحک «الکفّار» منهم فی الدّنیا و ذلک انّه یفتح للکفّار باب الى الجنّة فیقال لهم: اخرجوا الیها فاذا و صلوا الیه اغلق دونهم، یفعل بهم ذلک مرارا و یضحک المؤمنون منهم و هم: عَلَى الْأَرائِکِ من الدّرّ و الیاقوت «ینظرون» الیهم کیف یعذّبون. و قیل: اذا رأوا اعدائهم و قد حلّ بهم العذاب سرّوا بذلک و کان احد لذّاتهم. و قیل: یقرّرون الکفّار انّهم کانوا بالضّحک منهم فی دار الدّنیا اولى. و قیل: هو قوله: «ارْجِعُوا وَراءَکُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً».
هَلْ ثُوِّبَ الْکُفَّارُ ما کانُوا یَفْعَلُونَ اى اذا فعل بالکفّار ما ذکر فهل جوّزوا على سوء صنیعهم و استهزائهم بالمؤمنین و معنى الاستفهام هاهنا التّقریر و «ثوّب» و اثاب بمعنى واحد.
رشیدالدین میبدی : ۸۴- سورة الانشقاق و یقال سورة الکدح - مکیة
النوبة الثانیة
این سوره بیست و پنج آیتست، صد و نه کلمه چهار صد و سى حرف، جمله به مکه فرو آمد، مفسّران در مکیّات شمرند و درین سوره هیچ ناسخ و منسوخ نیست. و عن ابى بن کعب قال: قال رسول اللَّه (ص): من قرأ سورة «انشقّت» اعاذه اللَّه ان یعطیه «کِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ».
إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ تشقّقت و تقطّعت ذاتها. و قیل: تشقّقت بالغمام کقوله: «وَ یَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ». و قال على علیه السلام: تتشقّق من المجرّة و المجرّة باب السّماء و انشقاق السّماء من علامات القیامة.
وَ أَذِنَتْ لِرَبِّها اى سمعت امر ربّها بالانشقاق و اطاعت. یقال: اذن للشّی‏ء اذا اصغى الیه اذنه الاستماع. «وَ حُقَّتْ» اى حقّ للسّماء ان تستمع للَّه و تطیع.
وَ إِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ اى بسطت فزید فیها کما یمدّ الادیم. و قال الزجاج: ازیلت عن هیأتها فبدّلت. و قیل: بسطت باندکاک جبالها و آکامها حتّى تصیر کالصّحیفة الملساء فلا یبقى فیها بناء و لا جبل. و قال: ابن بحر مدّها تفریجها عمّا تتضمّن حتّى یخرج ما فی بطنها. قال: و معنى ذلک معنى إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها. و فی الخبر عن النّبی (ص) قال: «اذا کان یوم القیامة مدّ اللَّه الارض مدّ الادیم فاکون اوّل من یدعى فارى جبرئیل فاقول: یا ربّ هذا جبرئیل ارسلته الىّ فیقول اللَّه:«صدق، ثمّ اشفع»
فاقول: عبادک عبدوک فی اطراف الارض و هو المقام المحمود». قوله: وَ أَلْقَتْ ما فِیها اى اخرجت الاموات و الکنوز المدفونة فیها و المعادن وَ تَخَلَّتْ ممّا فیها فلم یبق فیها شعرة.
وَ أَذِنَتْ لِرَبِّها اطاعت و قابلت امر ربّها بالسّمع و القبول و حقّ لها ان تفعل ذلک و لیس هذا بتکرار فانّ الاوّل للسّماء و الثّانی للارض و جواب قوله: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ محذوف یدلّ علیه المعنى و تقدیره: اذا کانت هذه الاشیاء علم الکافر انّ ما اخبر به اللَّه عزّ و جلّ و الرّسول (ص) من امر البعث حقّ و صدق. و قیل: جواب قوله: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ ما یدلّ علیه قوله: «فَمُلاقِیهِ» یعنى: اذا کان یوم القیامة لقى الانسان عمله و رأى ما قدّم من خیر و شرّ. و قیل: فی الآیة تقدیم و تأخیر معناه: یا أَیُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّکَ کادِحٌ إِلى‏ رَبِّکَ کَدْحاً فَمُلاقِیهِ إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ و قیل: معنى الآیة: اذکر اذا السماء انشقت فلا یحتاج فیه الى تقدیر جواب.
یا أَیُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّکَ کادِحٌ اى عامل ساع عملا و سعیا دائبا.
و فی الخبر انّهم قالوا: یا رسول اللَّه فیم نکدح و قد جفّت الاقلام و مضت المقادیر؟ فقال: «اعملوا فکلّ میسّر لما خلق له».
إِلى‏ رَبِّکَ کَدْحاً اى عامل لربّک عملا مستقبلا ثوابه و عقابه «فَمُلاقِیهِ» اى ملاق کدحک اى جزاؤه خیرا کان او شرّا. و قیل: فملاق «ربّک».
و فی الخبر عن النّبیّ (ص) قال: «النّادم ینتظر الرّحمة و المعجب ینتظر المقت و کلّ عامل سیقدم على ما سلف.
فَأَمَّا مَنْ أُوتِیَ کِتابَهُ بِیَمِینِهِ فَسَوْفَ یُحاسَبُ حِساباً یَسِیراً. قیل: الحساب الیسیر أن یغفر ذنوبه و لا یحاسبه بها و به.
قال النّبیّ (ص): «الحساب الیسیر التّجاوز عن السّیّئات و الاحتساب بالحسنات».
و قیل: الحساب الیسیر یرید به العرض على اللَّه.
روى ابن ابى ملیکة عن عائشة انّها قالت: قال رسول اللَّه (ص): «من نوقش الحساب عذّب»! فقلت: یا رسول اللَّه ا و لیس یقول اللَّه عزّ و جلّ فَسَوْفَ یُحاسَبُ حِساباً یَسِیراً؟ فقال: «انّما ذاک العرض و لکن من نوقش الحساب یهلک».
وَ یَنْقَلِبُ إِلى‏ أَهْلِهِ مَسْرُوراً اى ینقلب من مقام الحساب الى اهله فی الجنّة من الحور العین و الآدمیّات «مسرورا» بما اوتى من الخیر و الکرامة.
وَ أَمَّا مَنْ أُوتِیَ کِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ اى یعطى کتابه بشماله من «وَراءَ ظَهْرِهِ» و قال الکلبى: یغلّ یمین الکافر الى عنقه و یلوى شماله «وَراءَ ظَهْرِهِ» فیؤتى کتابه بشماله من «وَراءَ ظَهْرِهِ».
فَسَوْفَ یَدْعُوا ثُبُوراً اى اذا قرأ کتابه ینادى بالویل و الهلاک فیقول: و اهلکاه وا ثبوراه.
یَصْلى‏ سَعِیراً یدخل جهنّم، قرأ ابو جعفر و ابو عمرو و یعقوب و عاصم و حمزة: «یصلى» بفتح الیاء بالتّخفیف کقوله: «یَصْلَى النَّارَ الْکُبْرى‏». و قرأ الآخرون بضمّ الیاء و فتح الصّاد و تشدید اللّام، کقوله: «و تصلیة» و کقوله: «ثُمَّ الْجَحِیمَ صَلُّوهُ».
إِنَّهُ کانَ فِی أَهْلِهِ مَسْرُوراً اى کان فی الدّنیا «مسرورا» بمعاصى اللَّه لا یندم علیها. و هذا الکلام یمرّ بک فی مواضع من القرآن کقوله: لا یُحِبُّ الْفَرِحِینَ» «لا تَفْرَحُوا بِما آتاکُمْ» «لا تَمْشِ فِی الْأَرْضِ مَرَحاً» «إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ». «انْقَلَبُوا فَکِهِینَ» «وَ فَرِحُوا بِالْحَیاةِ الدُّنْیا»، و اللَّه عزّ و جلّ یبغض الفرح بالدّنیا و الطّمأنینة الیها.
إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ یَحُورَ اى لا یرجع بعد الممات اى الحیاة و «انّه» غیر راجع الى ربّه و الى الآخرة، فلذلک کان یعمل بالمعاصى. ثمّ قال: «بلى» اى لیس الامر کما «ظنّ» بل «یحور» الینا و یبعث إِنَّ رَبَّهُ کانَ بِهِ بَصِیراً اى عالما قبل ان یخلقه «انّ» مرجعه الیه فیجازیه على اعماله.
فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ قال مجاهد: هو النّار کلّه و فی القرآن اقسام باجزاء النّهار و المراد بها النّهار، و الشّفق: الشّعاع، و هو فی العربیّة فی الحمرة اکثر. قال ابن عباس و اکثر المفسّرین: هو الحمرة الّتى تبقى فی الافق بعد غروب الشّمس.
و قال قوم: هو البیاض الّذى یعقب تلک الحمرة.
وَ اللَّیْلِ وَ ما وَسَقَ اى ما ضمّ و جمع یقال و سقته اسقه وسقا، اى جمعته و استوسقت الإبل اذا اجتمعت و انضمّت. و المعنى: جمع «اللّیل» الى مسکنه ما کان منتشرا بالنّهار فی متصرّفه و ذلک انّ «اللّیل» اذا اقبل رجع کلّ شی‏ء الى مستقرّه و مأواه.
وَ الْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ یعنى: اذا امتلأ و استوى و استدار و تمّ نوره و ذلک لیلة ثلاث عشرة و اربع عشرة.
لَتَرْکَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ قرأ ابن کثیر و حمزة و الکسائى «لترکبنّ» بفتح الباء یعنى: «لترکبنّ» یا محمد سماء فوق سماء و ذاک لیلة اسرى به و «عن» بمعنى بعد، اى «طبقا» بعد «طبق» من اطباق السّماء. و یجوز ان یکون درجة بعد درجة و رتبة بعد رتبة فی القربة من اللَّه و الرّفعة. و قیل: یعنى السّماء یوم القیامة یتغیّر لونا بعد لون فتصیر تارة کالدّهان و تارة کالمهل و تنشقّ و تنفطر بالغمام و مطویة بیمین اللَّه و قرأ الآخرون: «لَتَرْکَبُنَّ» بضمّ الباء یعنى: بنى آدم یقول: لتحوّلون حالا بعد حال نطفة، ثمّ مضغة، ثمّ عظما، ثمّ خلقا آخر طفلا، ثمّ صبیّا، ثمّ یافعا، ثمّ شابّا، ثمّ کهلا، ثمّ شیخا، مریضا و صحیحا، مسرورا و حزینا، ظاعنا و مقیما، حیّا و میّتا. قالت الحکماء: یشتمل الانسان من کونه نطفة الى ان یهرم و یموت على سبعة و ثلاثین حالا و سبعة و ثلاثین اسما: نطفة، ثمّ علقة، ثمّ مضغة، ثمّ عظما، ثمّ خلقا آخر، ثمّ جنینا، ثمّ ولیدا، ثمّ رضیعا ثمّ فطیما، ثمّ یافعا، ثمّ ناشئا، ثمّ مترعرعا، ثمّ خرّورا، ثمّ مراهقا، ثمّ محتلما، ثمّ بالغا، ثمّ امرد. ثمّ طارا، ثمّ باقلا، ثمّ مسیطرا، ثمّ مطرخمّا، ثمّ مختطا، ثمّ صملا، ثمّ ملتحیا، ثمّ مستویا، ثمّ مصدعا، ثمّ مجتمعا.
و الشّباب یجمع ذلک کلّه، ثمّ ملهوزا، ثمّ کهلا، ثمّ اشمط، ثمّ شیخا، ثمّ اشیب، ثمّ حوقلا، ثمّ صفتانا، ثمّ همّا، ثمّ هرما، ثمّ میّتا فهذا معنى قوله تعالى: لَتَرْکَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ قال الشّاعر:
الصّبر اجمل و الدّنیا مفجّعة
من ذا الّذى لم یذق من عیشه رنقا
اذا صفالک من مسرورها «طبق»
اهدى لک الدّهر من مکروهها «طبقا»
و قال مکحول: فی هذه الآیة فی کلّ عشرین عاما تحدثون امرا لم تکونوا علیه و هذا ادلّ دلیلا على حدث العالم و اثبات الصّانع. و قیل: من کان الیوم على حالة و غدا على حالة اخرى، فلیعلم انّ تدبیره الى سواه. و قیل: لابى بکر الورّاق: ما الدّلیل على انّ لهذه العالم صانعا؟ فقال: تحویل الحالات و عجز القوّة و ضعف الارکان و فسخ العزیمة. و قال ابو عبید: فی هذه الآیة «لترکبنّ» سنن من کان قبلکم و احوالهم و فی معناه ما
روى ابو سعید الخدرى عن النّبیّ (ص) لتتبعنّ سنن من قبلکم شبرا شبرا و ذراعا ذراعا حتّى لو دخلوا جحر ضبّ تبعتموهم.
قوله: فَما لَهُمْ لا یُؤْمِنُونَ اى ما لکفّار امّتک لا یصدّقون بالبعث و القرآن و النّبوّة بعد ما وضح البرهان و ظهرت الحجّة دلالة، قاله على جهة التّعییر لهم.
وَ إِذا قُرِئَ عَلَیْهِمُ الْقُرْآنُ لا یَسْجُدُونَ یعنى: قرئ «علیهم القرآن» بالامر بالسّجود للَّه عزّ و جلّ و العبادة له «لا یَسْجُدُونَ» له و لا یخضعون و لا یطیعون و الخطاب للکفّار. و عن ابى سلمة انّ ابا هریرة قرأ: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ فسجد فیها فلمّا انصرف اخبرهم انّ رسول اللَّه (ص) سجد فیها. و عن ابى رافع قال: صلّیت مع ابى هریرة العتمة، فقرأ: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ فسجد فقلت ما هذه؟ قال: سجدت بها خلف ابى القاسم (ص) فلا ازال اسجد فیها حتّى القاه.
بَلِ الَّذِینَ کَفَرُوا یُکَذِّبُونَ بالقرآن و البعث.
وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما یُوعُونَ اى یضمرون و یخفون فی صدورهم و یجمعون من الفکر و التّکذیب بالنّبىّ و القرآن فیعذّبهم بذلک.
فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِیمٍ اخبرهم بِعَذابٍ موجع خبرا یظهر تأثیره على بشرتهم.
إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فانّهم لیسوا ممّن یبشّرون بالعذاب.
و قیل: هذا استثناء منقطع، یعنى: لکن الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَیْرُ مَمْنُونٍ اى «غیر» مقطوع و لا منقوص. و قیل: «غیر» منغص بالمنّ علیهم فیه فانّ المنّة تکدّر النّعمة.
رشیدالدین میبدی : ۸۶- سورة الطارق- مکیة
النوبة الثانیة
این سوره هفده آیتست، شصت و یک کلمه، دویست و چهل و پنج حرف، جمله به مکه فرو آمد و درین سوره یک آیه منسوخ است: فَمَهِّلِ الْکافِرِینَ أَمْهِلْهُمْ رُوَیْداً نسخت بآیة السّیف. و در فضیلت سوره ابى بن کعب روایت کند از مصطفى (ص) گفت: «هر که این سوره برخواند، حقّ جلّ جلاله بعدد هر ستاره‏اى که در آسمانست او را ده نیکى در دیوان بنویسد». روایت کنند از عبد الرحمن بن خالد. و قیل: عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن یحیى بن کعب، گفتا: رسول خدا را (ص) دیدم در قبیله ثقیف در مشرقه‏اى فرو آمده و این سوره وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ میخواند، و من هنوز در جاهلیّت بودم در اسلام نیامده، و این سوره از لفظ رسول (ص) یاد گرفتم. پس در انجمن ثقیف بگذشتم و قومى از قریش در میان ایشان بودند، عتبه و شیبه پسران ربیعه با ایشان، قوم از من درخواستند تا این سوره برخواندم. هر چه ثقفیان بودند گفتند: ما نرى هذا الّا حقّا، سخنى است راست و درست. قرشیان گفتند: نحن اعلم بصاحبنا لو علمنا انّه حقّ لتبعناه. ما محمد را به شناسیم و حال وى از شما بهتر دانیم که او مرد ما است و از قبیله ما. اگر ما دانستمانى که او بر حقّست و سخن او راست، ما خود بر پى وى رفتمانى و او را راستگوى داشتیمى. قوله: وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ‏
قال الکلبى: نزلت فی ابى طالب و ذلک انّه اتى النّبیّ (ص) فاتحفه بخبز و لبن فبینما هو جالس یأکل اذا انحطّ نجم فامتلأ ماء ثمّ نارا ففزع ابو طالب. و قال: اىّ شی‏ء هذا؟ فقال رسول اللَّه (ص): «هذا نجم رمى به و هو آیة من آیات اللَّه سبحانه» فعجب ابو طالب. فانزل اللَّه عزّ و جلّ: وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ‏ هذا قسم «وَ الطَّارِقِ» النّجم لانّ الطّروق یکون باللّیل و طلوع النّجم باللّیل و کلّ ما جاء لیلا فقد طرق و منه حدیث جابر نهى النّبیّ (ص) ان یطرق الرّجل اهله. و قال: حتّى تستحدّ المغیبة و تمتشط الشّعثة. و قالت هند بنت عتبة: یوم احد نحن بنات الطّارق نمشى على النّمارق.
تعنى انّ ابانا نجم فی شرفه و علوّه. و قال الشّاعر:
لا تفرحنّ بلیل طاب اوّله
یا راقد اللّیل مسرورا باوّله
انّ الحوادث قد یطرقن اسحارا
فربّ آخر لیل اجّج النّارا
ثمّ فسّره فقال: النَّجْمُ الثَّاقِبُ اى النیّر المضی‏ء. و قال: فی موضع «شهاب ثاقب» یقال اثقب نارک، اى اضئها. و قیل «الثّاقب» العالى الشّدید العلوّ یقال: ثقب الطّائر اى ارتفع ارتفاعا شدیدا کانّه قد ثقب الجوّ الاعلى. قال ابن عباس: اراد به زحل لانّه العالى فی السّماء السّابعة. و قال ابن زید: اراد به الثّریا و العرب تسمیه النّجم.
إِنْ کُلُّ نَفْسٍ هذا جواب القسم لَمَّا عَلَیْها حافِظٌ قرأ ابو جعفر و ابن عامر و عاصم و حمزة «لمّا» بتشدید المیم یعنى: ما کلّ نفس الّا «عَلَیْها حافِظٌ» فیکون «لمّا» بمعنى الّا و هی لغة هذیل. و قرأ الآخرون بالتّخفیف جعلوا ما صلة و المعنى: إِنْ کُلُّ نَفْسٍ لعلیها «حافظ» و الحافظ هو اللَّه عزّ و جلّ و هو عَلى‏ کُلِّ شَیْ‏ءٍ حَفِیظٌ یحفظ على عباده اعمالهم و الملائکة حفظة یحفظون على بنى آدم اعمالهم و ارزاقهم و آجالهم و هو قوله: «وَ إِنَّ عَلَیْکُمْ لَحافِظِینَ» و عن ابى امامة قال: قال رسول اللَّه (ص): وکّل بالمؤمن ستّون و مائة ملکا یذبون عنه ما لم یقدر علیه من ذلک للبصر سبعة املاک یذبون عنه کما یذبّ عن قصعة العسل الذّباب لو وکّل العبد الى نفسه طرفة عین لاختطفته الشّیاطین.
قوله: فَلْیَنْظُرِ الْإِنْسانُ یعنى: الکافر المنکر قدرة اللَّه على البعث مِمَّ خُلِقَ اى ممّا ذا «خلق» یعرفه اصل خلقته لیدلّه بذلک على وحدانیّته ثمّ بیّن فقال: خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ اى مدفوق مصبوب فی الرّحم، فاعل بمعنى مفعول کقوله: «فِی عِیشَةٍ راضِیَةٍ» اى مرضیّة و المعنى «خُلِقَ مِنْ» مائین ماء الرّجل و ماء المرأة. فوحّد لامتزاجهما.
یَخْرُجُ مِنْ بَیْنِ الصُّلْبِ الرّجل و ترائب المرأة «وَ التَّرائِبِ» جمع التّرئبة و هى عظام الصّدر و النحر. و قیل: من بین صلب الرّجل و ترائبه. قال الضحاک: «التّرائب» العینان و الیدان و الرّجلان. و قیل: هى عصارة القلب و منه یکون الولد و سئل عکرمة عن «التّرائب» فقال هذه و وضع یده على صدره نظیر الآیة قوله: «مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ» اى اخلاط من نطفة الرّجل و نطفة المرأة و ماء الرّجل ابیض غلیظ و ماء المراة اصفر رقیق و هما یجریان من جمیع البدن فیجتمع ماء الرّجل فی صلبه ثمّ یجرى منه و یجتمع ماء المرأة فی ترائبها ثمّ یجرى فی لبّتها. و «التّرائب» ثمانیة اضلاع فی الصّدر خلقت منها اربعة یمنة و اربعة یسرة اعلاهما موضع القلادة فشبه الولد فی الصّورة بما یعلو منهما و اللّحم و الدّم من ماء المرأة و العظم و العصب من ماء الرّجل.
إِنَّهُ عَلى‏ رَجْعِهِ لَقادِرٌ اى «انّه على» «رجع» الانسان بعد البلى الى الحیاة «لقادر». و قیل: «انّه على» «رجع» الماء الاحلیل و الى الصّلب «لقادر». و قیل: معناه «انّه» «لقادر» «على» ان ینکّسه بعد شیخوخیّته فیجعله کهلا ثمّ شابّا، ثمّ طفلا، ثمّ رضیعا، ثمّ جنینا ثمّ مضغة، ثمّ نطفة. و قال ابن زید: «إِنَّهُ عَلى‏» حبس ذلک الماء «لقادر» حتّى لا یخرج.
یَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ اى اذکر یَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ و احذر «یوم» تمتحن الضّمائر فیجازى کلّ انسان على معتقده من التّکذیب و التّصدیق. و قال عطاء بن ابى رباح «السّرائر» فرائض الاعمال کالصّوم و الصّلاة و الوضوء و الاغتسال من الجنابة فانّها سرائر بین اللَّه و بین العبد، فلو شاء العبد لقال صمت و لم یصم و صلّیت و لم یصل و اغتسلت و لم یفعل، فتختبر حتّى یظهر من اداها ممّن ضیّعها. و فی الخبر عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال رسول اللَّه (ص): «ثلاث من حافظ علیهنّ فهو ولىّ اللَّه حقّا و من اختانهنّ فهو عدوّ اللَّه حقّا: الصّلاة و الصّوم و الجنابة».
و قال ابن عمر: یبدئ اللَّه یوم القیامة کلّ سرّ فیکون زینا فی وجوه و شینا فی وجوه یعنى من ادّاها کان وجهه مشرقا و من ضیّعها کان وجهه اغبر.
فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ اى ما لهذا الانسان المنکر للبعث یومئذ «من قوّة» ینتصر لنفسه و یدفع العذاب بها عنها «وَ لا ناصِرٍ» یمنعه من عذاب اللَّه و یعصمه من بأسه. ثمّ ذکر قسما آخر فقال: وَ السَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ اى «ذات» المطر سمّى رجعا لانّه یرجع کلّ عام و یتکرّر.
و قال ابن عباس: هو السّحاب یرجع بمطر بعد مطر. و قیل: ترجع بنجومها و کواکبها و شمسها و قمرها طالعة عقب مغیبها.
وَ الْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ اى «ذات» الانصداع و الانشقاق بالنّبات و الاشجار و الانهار و جواب القسم: إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ اى انّ القرآن کلام حقّ صدق صحیح جدّ یفصل به بین الحقّ و الباطل و ما هو بالسّفساف و اللّعب و الباطل. ثمّ اخبر عن مشرکى اهل مکة فقال: إِنَّهُمْ یَکِیدُونَ کَیْداً یعنى: فی دار النّدوة حین اجتمعوا على المکر برسول اللَّه (ص) کما قال: «وَ إِذْ یَمْکُرُ بِکَ الَّذِینَ کَفَرُوا» الآیة. «وَ أَکِیدُ کَیْداً» اى انتقم منهم فی الدّنیا بالسّیف و فی الآخرة بالنّار، اى اخفى عنهم ما ادبّر فی امرهم. و قیل: کید اللَّه استدراجه ایّاهم من حیث لا یعلمون.
فَمَهِّلِ الْکافِرِینَ قال ابن عباس: هذا وعید من اللَّه عزّ و جلّ لهم اى انظرهم و اخّرهم فلا تستعجل هلاکهم. أَمْهِلْهُمْ رُوَیْداً اى «امهلهم» امهالا قلیلا و ما کان بین نزول هذه الآیة و بین وقعة بدر الّا زمان یسیر. و التّمهیل و الامهال لغتان هذا کقوله: «وَ مَهِّلْهُمْ قَلِیلًا» ثمّ نسخ الامهال بآیة السّیف و رویدا تصغیر رودا و لا یرفع و لا یکسر و اصل الرّود الحرکة الخفیفة یقال: راد یرود رودا و منه قوله: «وَ راوَدَتْهُ الَّتِی هُوَ فِی بَیْتِها». و قیل: «رویدا» نصب على المصدر و المعنى: ارودهم «رویدا» یقال: ارودت فی الأمر اذا تأنیت فیه تأویله ارسلهم فی عتوّهم و «أَمْهِلْهُمْ» قلیلا فاخذهم اللَّه یوم بدر و قتلوا بالسّیف.
رشیدالدین میبدی : ۹۰- سورة البلد- المکیة
النوبة الثانیة
این سوره بیست آیتست، هشتاد و دو کلمه، سیصد و سى حرف. جمله به مکه فرو آمد و درین سوره هیچ ناسخ و منسوخ نیست. و در خبر ابى کعب است از مصطفى (ص) که گفت: هر که این سوره برخواند، اللَّه تعالى او را روز رستاخیز از غضب خویش ایمن کند. قوله: لا أُقْسِمُ اعلم انّ «لا» لیست لنفى القسم انّما هى کقول العرب: لا و اللَّه ما فعلت کذا، لا و اللَّه لافعلنّ کذا، فتکون تأکیدا للقسم. و قیل: انّها صلة اى أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ، و قیل: انّما هى ردّ لکلام من انکر البعث و الجزاء فانّها و ان کانت رأس السّورة، فالقرآن متّصل بعضه ببعض. و قال بعض المفسّرین فی الکلام همزه الاستفهام مضمرة و التّقدیر: لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ مع علوّ شأنک.
أَنْتَ حِلٌّ اى حال نازل فیه، اى لنزولک فیه، «اقسم» به و «هذا» تنبیه على شرف النّبیّ (ص). و قیل: أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ اى «انت» حلال بِهذَا الْبَلَدِ تصنع فیه ما ترید من القتل و الاسر، لیس علیک ما على النّاس فیه من‏ الاثم. یقال: رجل «حلّ» و حلال و محلّ، کما یقال: رجل حرم و حرام و محرم، و جمع الحرام حرم. قال اللَّه عزّ و جلّ «وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ». و کان رسول اللَّه (ص) دخل مکة یوم فتح مکة محلا و احلّت له ساعة من نهار حتّى قتل من شاء و اسر من شاء و قتل ابن خطل و هو متعلّق باستار الکعبة و کذلک قتل مقیس بن ضبابة و غیرهما، فاحلّ دماء قوم و حرّم دماء قوم و حرّم دار ابى سفیان، فقال: من دخل دار ابى سفیان فهو آمن اى «حلّ» لک ان تفعل ذلک فامّا غیرک فلا یحلّ له ذلک اصلا. و قیل: معناه: «وَ أَنْتَ» فی «حلّ» ممّا صنعت فی «بِهذَا الْبَلَدِ».
قال (ص): «انّ اللَّه حرّم مکة یوم خلق السّماوات و الارض لم تحلّ لاحد قبلى و لا تحلّ لاحد بعدى و انّما احلّت لى ساعة من نهار فهى حرام بحرمة اللَّه الى یوم القیامة».
و المعنى: انّ اللَّه عزّ و جلّ لمّا اقسم بمکّة دلّ ذلک على عظم قدرها مع حرمتها فوعد نبیّه (ص) انّه یحلّها له حتّى یقاتل فیها و ان یفتحها على یده فهذا وعد من اللَّه عزّ و جلّ بان یحلّها له. و قال شرحبیل بن سعد معنى قوله: وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ قال: یحرّمون ان یقتلوا بها صیدا او یعضدوا بها شجرة و یستحلّون اخراجک و قتلک.
وَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ یعنى آدم و ذریّته و «ما» بمعنى من کقوله: وَ السَّماءِ وَ ما بَناها اى و من بناها. و قیل: معناه: و کلّ «والد» و مولود من جمیع الخلق، و قیل «وَ والِدٍ» یعنى: الّذى یلد، «وَ ما وَلَدَ» یعنى: العاقر الّتى لا تلد، و «ما» على هذا القول بمعنى النّفى.
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِی کَبَدٍ هذا جواب القسم و المراد بالانسان بنو آدم کلّهم «فِی کَبَدٍ» یعنى: فی شدّة و مقاساة یکابد شدائد الدّنیا و یقاسى شدائد الآخرة و لا یقاسى احد ما یقاسى هو. قال عطا عن ابن عباس: «فِی کَبَدٍ» اى فی شدّة خلق حمله و ولادته و رضاعه و فطامه و معاشه و حیاته و موته لم یخلق اللَّه خلق یکابد ما یکابد ابن آدم و هو مع ذلک اضعف الخلق. و قیل: «فى» بمعنى اللّام اى خلق للکبد و هو التّعب.
و قال مجاهد و عکرمة و الضحاک، معناه: خلق منتصبا معتدل القامة و کلّ شی‏ء خلق فانّه «یَمْشِی مُکِبًّا» و لا یمشى منتصبا الّا الانسان، و الکبد الاستواء و الاستقامة.
و قال ابن کیسان: منتصبا رأسه فی بطن امّه، فاذا اذن اللَّه فی خروجه انقلب رأسه الى رجلى امّه. و قال مقاتل: «فِی کَبَدٍ» اى «فى» قوّة نزلت فی ابى الاشدّین و اسمه اسید بن کلدة من جمح، و کان شدیدا قویّا یضع الادیم العکاظى تحت قدمیه فیقول: من ازالنى عنه، فله کذا و کذا، فلا یطاق ان ینزع من تحت قدمه الّا قطعا و یبقى موضع قدمه. و قیل. معناه: مضیّعا لما یعنیه مشتغلا بما لا یعنیه.
«أَ یَحْسَبُ» یعنى: ابا الاشدّین من قوّته و بطشه أَنْ لَنْ یَقْدِرَ عَلَیْهِ أَحَدٌ اى یظنّ من شدّته «ان» لا «یقدر» «علیه» اللَّه، الم یعلم ذلک الشّقىّ انّ من خلق له القوّة هو اقوى منه.
یَقُولُ أَهْلَکْتُ اى انفقت مالًا لُبَداً اى کثیرا فی عداوة محمد (ص). اللّبد الکثیر الّذى تراکب بعضه على بعض، یقال: تلبّد الشّی‏ء اذا کثر و اجتمع و منه اللّبد و کان الرّجل کاذبا متسوّقا فی دعواه انّه انفق «مالا» فى عداوة النّبیّ (ص) فقال تعالى: أَ یَحْسَبُ أَنْ لَمْ یَرَهُ أَحَدٌ الاحد هو اللَّه عزّ و جلّ، و المعنى: أ یظنّ انّ اللَّه «لَمْ یَرَهُ» و لا یسأله عن ماله من این کسبه و فی اىّ شی‏ء انفقه.
روى مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه (ص): لا یزول قدما العبد یوم القیامة حتّى یسأل عن اربع عن عمره فیما افناه، و عن ماله من این کسبه و فیما انفقه، و عن علمه ما ذا عمل فیه، و عن حبّنا اهل البیت ثمّ عدّد نعمه علیه و على غیره من خلقه فقال: أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَیْنَیْنِ‏ یبصر بهما.
وَ لِساناً یعبّر به عمّا فی ضمیره، وَ شَفَتَیْنِ یستر بهما ثغوره قال اللَّه تعالى: «نحن فعلنا به ذلک و نحن نقدر على ان نبعثه و نخفى علیه ما عمله» و جاء فی الحدیث انّ اللَّه عزّ و جلّ یقول ابن آدم: «ان نازعک لسانک فیما حرّمت علیک، فقد اعنتک علیه بطبقتین فاطبق، و ان نازعک بصرک الى بعض ما حرّمت علیک، فقد اعنتک علیه بطبقتین فاطبق. و ان نازعک فرجک الى ما حرّمت علیک، فقد اعنتک علیه بطبقتین فاطبق.
قوله: وَ هَدَیْناهُ النَّجْدَیْنِ قال اکثر المفسّرین یعنى: طریق الخیر و طریق الشّرّ المفضیان الى الجنّة و النّار، کقوله: إِنَّا هَدَیْناهُ السَّبِیلَ إِمَّا شاکِراً وَ إِمَّا کَفُوراً، و قال محمد بن کعب عن ابن عباس: وَ هَدَیْناهُ النَّجْدَیْنِ قال: الثّدیین یسقط من امّه و یثب الى الثّدیین، و النّجد طریق فی ارتفاع.
فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ «لا» هاهنا بمعنى لم، اى هذا الکافر لم یقتحم، «العقبة» هلّا ما انفق من ماله فی عداوة النّبیّ (ص) على زعمه انفقه لاقتحام العقبة یعنى: لمجاوزة الصّراط و الاقتحام الدّخول فی الامر الشّدید و المجاوزة له بصعوبة. قال کعب الاحبار: «العقبة» سبعون منزلا من الصّراط و الصّراط جسر جهنّم ذرعه ثلاثة آلاف ذراع و هو احدّ من السّیف، الف ذراع منه صعود و الف هبوط و الف سواء، یوقف علیه الخلق و یحاسبون. و فی بعض الرّوایات «فمن النّاس من یمرّ علیه کالبرق الخاطف و منهم من یمرّ علیه کالرّیح العاصف، و منهم من یمرّ علیه کالفارس، و منهم من یمرّ علیه کالرّجل یعدو، و منهم من یمرّ کالرّجل یسیر، و منهم من یزحف زحفا، و منهم الزّالّون و الزّالّات و منهم من یکردس فی النّار و اقتحامه على المؤمن کما بین صلاة العصر الى العشاء»
و قال: قتادة ذکر العقبة هاهنا مثل ضربه اللَّه تعالى لمجاهدة النّفس و الهوى و الشیطان فی اعمال البرّ فجعله کالّذى یتکلّف صعود العقبة، یقول: لم یحمل على نفسه المشقّه بعتق الرّقبة و الاطعام. و قیل: معنى الآیة هلا انفق ماله فی فکّ الرّقاب و اطعام السّغبان لیجاوز بهما «العقبة» فیکون خیرا له من انفاقه على عداوة النّبی (ص).
وَ ما أَدْراکَ مَا الْعَقَبَةُ هذا تعظیم لها و تفخیم لشأنها.
فَکُّ رَقَبَةٍ هذا تفسیر سبب النّجاة من العقبة قرأ ابن کثیر و ابو عمرو و الکسائى: «فکّ» بفتح الکاف «رقبة» بالنّصب.
أَوْ إِطْعامٌ بفتح الهمزة و المیم على الماضى. و قرأ الباقون «فکّ» بضمّ الکاف «رقبة» بالجرّ او اطعام على المصدر و اراد بفکّ الرّقبة اعتاقها و اطلاقها، و من اعتق «رقبة» کانت فداه من النّار.
روى ابو هریرة قال: سمعت رسول اللَّه (ص) یقول: «من اعتق «رقبة» مؤمنة اعتق اللَّه بکلّ عضو منه عضوا من النّار حتّى یعتق فرجه بفرجه».
و جاء اعرابى الى رسول اللَّه (ص) فقال: یا رسول اللَّه! علّمنى عملا یدخلنى الجنّة. قال: «اعتق النّسمة و «فکّ» الرّقبة» . قال: أ و لیسا واحدا؟ قال: «لا عتق النّسمة عن تفرّد بعتقها و «فکّ» الرّقبة ان تعین فی ثمنها»، فعلى هذا «فکّ» الرّقبة الاعانة فی مال الکتابة.
و قیل: فَکُّ رَقَبَةٍ من الذّنوب بالتّوبة.
أَوْ إِطْعامٌ فِی یَوْمٍ ذِی مَسْغَبَةٍ اى «فى» زمان قحط و جوع.
یَتِیماً ذا مَقْرَبَةٍ اى «ذا» قرابة فی النّسب.
أَوْ مِسْکِیناً ذا مَتْرَبَةٍ قد لصق بالتّراب من فقره و ضرّه. و قیل: «ذا» عیال لا مال له. فضّل اطعام الیتیم و المسکین على اطعام غیرهما فی المثوبة. تقول: ترب فلان یترب تربا و متربة اذا افتقر، و منه تربت یداک و اترب فلان اذا استغنى.
ثُمَّ کانَ مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا «ثمّ» هاهنا بمعنى مع کقوله: «بَعْدَ ذلِکَ زَنِیمٍ» یعنى: اذا فعل هذه الاشیاء و هو مؤمن، اى انّ هذه الاعمال لا تقبل من احد الّا اذا کان مؤمنا. و قیل: ثمّ بمعنى الواو. «وَ تَواصَوْا» اى اوصى بعضهم بعضا «بِالصَّبْرِ» على فرائض اللَّه و اوامره و الصّبر عن ارتکاب المحرّمات وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ بان یرقّ للفقیر و المسکین بالانعام علیهما. و قیل: «تواصوا» بالآخرة لانّها دار الرّحمة.
«أُولئِکَ» اى الموصوفون بهذه الصّفات أَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ یأخذون نحو الیمین الى الجنّة و یؤتون کتبهم بایمانهم و هم المیامین على انفسهم.
وَ الَّذِینَ کَفَرُوا بِآیاتِنا بمحمد و القرآن هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ یأخذون نحو الشّمال الى النّار و یؤتون کتبهم بشمالهم و هم المشائیم على انفسهم عَلَیْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ اى مطبقة اغلقت علیهم ابوابها فلا یخرج منها غم و لا یدخل فیها روح. قرأ ابو عمرو و حمزة و حفص: «مؤصدة بالهمز هاهنا و فی الهمزة. و قرأ الآخرون بلا همز، و هما لغتان یقال: اصدت الباب و اوصدته اذا اغلقته و اطبقته. و قیل: معنى الهمز المطبقة و غیر الهمز المغلقة.
رشیدالدین میبدی : ۹۱- سورة الشمس- مکیة
النوبة الثانیة
این سوره دویست و چهل حرفست، پنجاه کلمه و پانزده آیه، جمله به مکه فرو آمد و درین سوره هیچ ناسخ و منسوخ نیست. و فی الخبر عن ابى بن کعب قال: قال رسول اللَّه (ص): من قرأ سورة «و الشّمس» فکانّما تصدّق بکلّ شی‏ء طلعت علیه الشّمس و القمر.
قوله: وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها اى اشراقها اذا ارتفعت و بلوغها «ضحى» النّهار. و قیل: المراد به النّهار کلّه «وَ الشَّمْسِ» سراج النّهار لقوله: وَ جَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً. و قیل: «ضحى» حین تطلع «الشّمس» فیصفو ضوءها. و قال مقاتل «ضحیها» اى حرّها کقوله فی سورة طه: «وَ لا تَضْحى‏» اى لا یوذیک الحرّ.
وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها اى تبعها «و القمر» یتلوا «الشّمس» لیلة الهلال تغرب «الشّمس» و یغرب «القمر» بعقبها یقال. هذا تلو هذا، اى تابعه و نظیره. قال الزجاج: لیلة البدر یتلوها فی الاضاءة و النّور الکامل.
وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها الهاء راجعة الى الارض، اى «جلّى» الارض او الى «الشّمس» اى «جلّى» «الشّمس» و کشفها باضاءتها و ذلک لانّ «الشّمس» انّما یتبیّن اذا انبسط «النّهار». و قیل: الهاء کنایة عن الظّلمة فان لم یجر کما ذکر لانّ معناها معروف.
وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشاها اى یغشى الشّمس حین تغیب فتظلم الآفاق و قیل: «یغشى» الارض بالظّلمة.
وَ السَّماءِ وَ ما بَناها اى و من بناها و هو اللَّه عزّ و جلّ، و ما بمعنى من کقوله تعالى: فَانْکِحُوا ما طابَ لَکُمْ اى من طاب لکم: و کان عبد اللَّه بن زبیر یقول للرّعد: سبحان ما سبّحت له.
وَ الْأَرْضِ وَ ما طَحاها اى و من بسطها.
وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاها اى «سوّى» خلقها و ترکیبها. فسوّى الیدین و الرّجلین و سائر الاعضاء. قیل: اراد به آدم (ع) و قیل: هو عامّ اراد جمیع الانس و الجنّ.
فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها اى بیّن لها الخیر و الشّرّ و علّمها الطّاعة و المعصیة.
قال الزجاج: معنى الالهام التّوفیق و الخذلان اى وفّقها للایمان و الطّاعة و خذلها بالکفر و المعصیة. و هذا بیّن انّ اللَّه عزّ و جلّ خلق فی المؤمن التّقوى و فی الکافر الفجور.
و فی الخبر الصّحیح عن عمران بن حصین عن رجلین من مزینة قالا: یا رسول اللَّه أ رأیت ما یعمل النّاس یکدحون فیه الشی‏ء قضى علیهم و مضى فیهم من قدر سبق ام فیما یستقبلون؟
فقال: «لا بل شی‏ء قضى علیهم و تصدیق ذلک فی کتاب اللَّه عزّ و جلّ: وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاها فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها.
و عن جابر قال: جاء سراقة بن مالک بن جعثم فقال: یا رسول اللَّه! بیّن لنا دیننا کانّا خلقنا الآن فیم العمل الیوم فیما جفّت به الاقلام و جرت به المقادیر، او فیما یستقبل. قال: «بل فیما جفّت به الاقلام و جرت به المقادیر».
قال: ففیم العمل؟ فقال: «اعملوا فکلّ میسّر لما خلق له».
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَکَّاها هذا جواب القسم تأویله: لقد «افلح» لمّا طال الکلام جعل طول الکلام عوضا من اللام فحذفت و المعنى: فازت و سعدت نفس «زَکَّاها» اللَّه اى اصلحها و طهّرها من الذّنوب و وفّقها للطّاعة.
وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها اى خابت و خسرت نفس اضلّها اللَّه و خیّبها من کلّ خیر. و قال الحسن: معناه: قد افلح من ذکى نفسه فاصلحها و حملها على طاعة اللَّه عزّ و جلّ.
وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها اى خسر من «دسّى» نفسه بمعصیة اللَّه، اى اخفاها، فکان العاصى برکوبه المعصیة ابدا یخفى نفسه و یخمل ذکره، و اللّئیم ابدا خفىّ المکان و الشّریف مشهور المکان. و «دَسَّاها» اصله «دسّاها» من التّدسیس و هو اخفاء الشّی‏ء فابدل من سین الثّانیة یاء تخفیفا و کراهیة للتّضعیف. و فی الخبر عن زید بن ارقم قال: لا اقول لکم الّا ما قال رسول اللَّه (ص) لنا: «اللّهم انّى اعوذ بک من العجز و الکسل و البخل و الجبن و الهمّ و عذاب القبر.
اللّهمّ آت نفسى «تَقْواها» و زکّها، انت خیر من «زَکَّاها»، انت ولیّها و مولیها. اللّهمّ انّى اعوذ بک من علم لا ینفع و من نفس لا تشبع و من قلب لا یخشع و من دعوة لا یستجاب لها».
کَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها اى بطغیانها و عدوانها و بخروجها عن طاعة اللَّه اى الطّغیان حملهم على التّکذیب. الواو فیه مقلوبة عن الیاء، تقول: طغى یطغى طغیانا و طغوى. و قیل: «بِطَغْواها» اى بعذابها و هو اسم لذلک العذاب کقوله: فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِکُوا بِالطَّاغِیَةِ، و قیل: «بِطَغْواها» اى باجمعها.
إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها اى نهض و قام اشقاها لعقر النّاقة و الانبعاث الاسراع فی الطّاعة للباعث، اى کذّبوا بالعذاب و کذّبوا صالحا لمّا انْبَعَثَ أَشْقاها و هو قدار بن سالف و کان رجلا اشقر ازرق قصیرا. و قیل: کانا رجلین قدار بن سالف و مصدع بن دهر.
«فَقالَ لَهُمْ» اى للقوم کلّهم «رَسُولُ اللَّهِ» یعنى: صالحا (ع) ناقَةَ اللَّهِ وَ سُقْیاها اى ذروا «ناقَةَ اللَّهِ» و ذروا «سُقْیاها» اى احذروا «ناقَةَ اللَّهِ» و شربها فی یومها.
فَکَذَّبُوهُ یعنى: صالحا فیما اخبرهم بحلول العذاب «فَعَقَرُوها» یعنى: النّاقة اسند الفعل الیهم جمیعا لانّهم رضوا به فَدَمْدَمَ عَلَیْهِمْ رَبُّهُمْ قال عطا و مقاتل: اى: دمّر «عَلَیْهِمْ رَبُّهُمْ» فاهلکهم و اطبق علیهم العذاب. و الدّمدمة اهلاک باستیصال تقول العرب: دممت على فلان ثمّ تقول من المبالغة: دممت بالتّشدید، ثمّ تقول من تشدید المبالغة دمدمت «بِذَنْبِهِمْ» یعنى: بتکذیب الرّسول و عقر النّاقة «فَسَوَّاها» اى «سوّى» الدّمدمة. «عَلَیْهِمْ» یعنى: عمّهم بها فلم یفلت منهم احد. و قیل: «سوّى» ثمود بالهلاک، اى انزل بکبیرها و صغیرها «فسوّى» بینهم، و ذلک لانّهم کلّهم رضوا بعقر النّاقة فعمّهم اللَّه بالعقوبة. یقال: لم ینبعث قدار حتّى دامرهم کلّهم «فسوّى» العذاب بینهم. و قیل: «سوّى» الارض بهم فجعلهم غثاء و هشیما.
وَ لا یَخافُ عُقْباها قرأ ابن عامر و عاصم و حمزة و الکسائى: فلا یخاف بالفاء اى «لا یَخافُ» اللَّه عاقبة ما صنع بهم و لا یبالى و الفعل للَّه سبحانه. و قرأ الباقون: بالواو و الفعل للاشقى و فی الکلام تقدیم و تأخیر اى انْبَعَثَ أَشْقاها وَ لا یَخافُ عُقْباها و قیل: «لا یَخافُ» صالح «عقبى» ما صنع اللَّه بهم.