عبارات مورد جستجو در ۱۰۱۸۱ گوهر پیدا شد:
قرآن کریم : با ترجمه مهدی الهی قمشهای
سورة الأعلى
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴿۱﴾
الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ﴿۲﴾
وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ﴿۳﴾
وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَىٰ﴿۴﴾
فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَىٰ﴿۵﴾
سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰ﴿۶﴾
إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ﴿۷﴾
وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ﴿۸﴾
فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَىٰ﴿۹﴾
سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ﴿۱۰﴾
وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى﴿۱۱﴾
الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ﴿۱۲﴾
ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ﴿۱۳﴾
قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ﴿۱۴﴾
وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ﴿۱۵﴾
بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴿۱۶﴾
وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ﴿۱۷﴾
إِنَّ هَـٰذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ﴿۱۸﴾
صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ﴿۱۹﴾
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴿۱﴾
الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ﴿۲﴾
وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ﴿۳﴾
وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَىٰ﴿۴﴾
فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَىٰ﴿۵﴾
سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰ﴿۶﴾
إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ﴿۷﴾
وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ﴿۸﴾
فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَىٰ﴿۹﴾
سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ﴿۱۰﴾
وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى﴿۱۱﴾
الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ﴿۱۲﴾
ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ﴿۱۳﴾
قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ﴿۱۴﴾
وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ﴿۱۵﴾
بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴿۱۶﴾
وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ﴿۱۷﴾
إِنَّ هَـٰذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ﴿۱۸﴾
صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ﴿۱۹﴾
قرآن کریم : با ترجمه مهدی الهی قمشهای
سورة الإخلاص
قرآن کریم : با ترجمه مهدی الهی قمشهای
سورة الفلق
قرآن کریم : با ترجمه مهدی الهی قمشهای
سورة الناس
نهج البلاغه : خطبه ها
آفرينش آسمان و زمين و انسان
و من خطبة له عليهالسلام يذكر فيها ابتداء خلق السماء و الأرض و خلق آدم و فيها ذكر الحج و تحتوي على حمد الله و خلق العالم و خلق الملائكة و اختيار الأنبياء و مبعث النبي و القرآن و الأحكام الشرعية اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ اَلْقَائِلُونَ
وَ لاَ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ اَلْعَادُّونَ
وَ لاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ اَلْمُجْتَهِدُونَ
اَلَّذِي لاَ يُدْرِكُهُ بُعْدُ اَلْهِمَمِ
وَ لاَ يَنَالُهُ غَوْصُ اَلْفِطَنِ
اَلَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ
وَ لاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ
وَ لاَ وَقْتٌ مَعْدُودٌ وَ لاَ أَجَلٌ مَمْدُودٌ
فَطَرَ اَلْخَلاَئِقَ بِقُدْرَتِهِ
وَ نَشَرَ اَلرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ
وَ وَتَّدَ بِالصُّخُورِ مَيَدَانَ أَرْضِهِ
أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ
وَ كَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْدِيقُ بِهِ
وَ كَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ
وَ كَمَالُ تَوْحِيدِهِ اَلْإِخْلاَصُ لَهُ
وَ كَمَالُ اَلْإِخْلاَصِ لَهُ نَفْيُ اَلصِّفَاتِ عَنْهُ
لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ اَلْمَوْصُوفِ
وَ شَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ اَلصِّفَةِ
فَمَنْ وَصَفَ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ
وَ مَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ
وَ مَنْ ثَنَّاهُ فَقَدْ جَزَّأَهُ
وَ مَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ
وَ مَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ
وَ مَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ
وَ مَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ
وَ مَنْ قَالَ فِيمَ فَقَدْ ضَمَّنَهُ
وَ مَنْ قَالَ عَلاَ مَ فَقَدْ أَخْلَى مِنْهُ
كَائِنٌ لاَ عَنْ حَدَثٍ
مَوْجُودٌ لاَ عَنْ عَدَمٍ
مَعَ كُلِّ شَيْءٍ لاَ بِمُقَارَنَةٍ وَ غَيْرُ كُلِّ شَيْءٍ لاَ بِمُزَايَلَةٍ
فَاعِلٌ لاَ بِمَعْنَى اَلْحَرَكَاتِ وَ اَلْآلَةِ
بَصِيرٌ إِذْ لاَ مَنْظُورَ إِلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ
مُتَوَحِّدٌ إِذْ لاَ سَكَنَ يَسْتَأْنِسُ بِهِ وَ لاَ يَسْتَوْحِشُ لِفَقْدِهِ
خلق العالم أَنْشَأَ اَلْخَلْقَ إِنْشَاءً وَ اِبْتَدَأَهُ اِبْتِدَاءً
بِلاَ رَوِيَّةٍ أَجَالَهَا وَ لاَ تَجْرِبَةٍ اسْتَفَادَهَا
وَ لاَ حَرَكَةٍ أَحْدَثَهَا
وَ لاَ هَمَامَةِ نَفْسٍ اضْطَرَبَ فِيهَا
أَحَالَ اَلْأَشْيَاءَ لِأَوْقَاتِهَا
وَ لَأَمَ بَيْنَ مُخْتَلِفَاتِهَا
وَ غَرَّزَ غَرَائِزَهَا وَ أَلْزَمَهَا أَشْبَاحَهَا
عَالِماً بِهَا قَبْلَ اِبْتِدَائِهَا
مُحِيطاً بِحُدُودِهَا وَ اِنْتِهَائِهَا عَارِفاً بِقَرَائِنِهَا وَ أَحْنَائِهَا
ثُمَّ أَنْشَأَ سُبْحَانَهُ فَتْقَ اَلْأَجْوَاءِ وَ شَقَّ اَلْأَرْجَاءِ وَ سَكَائِكَ اَلْهَوَاءِ
فَأَجْرَى فِيهَا مَاءً مُتَلاَطِماً تَيَّارُهُ مُتَرَاكِماً زَخَّارُهُ حَمَلَهُ عَلَى مَتْنِ اَلرِّيحِ اَلْعَاصِفَةِ وَ اَلزَّعْزَعِ اَلْقَاصِفَةِ
فَأَمَرَهَا بِرَدِّهِ وَ سَلَّطَهَا عَلَى شَدِّهِ وَ قَرَنَهَا إِلَى حَدِّهِ
اَلْهَوَاءُ مِنْ تَحْتِهَا فَتِيقٌ وَ اَلْمَاءُ مِنْ فَوْقِهَا دَفِيقٌ
ثُمَّ أَنْشَأَ سُبْحَانَهُ رِيحاً اِعْتَقَمَ مَهَبَّهَا
وَ أَدَامَ مُرَبَّهَا
وَ أَعْصَفَ مَجْرَاهَا وَ أَبْعَدَ مَنْشَأَهَا
فَأَمَرَهَا بِتَصْفِيقِ اَلْمَاءِ اَلزَّخَّارِ وَ إِثَارَةِ مَوْجِ اَلْبِحَارِ
فَمَخَضَتْهُ مَخْضَ اَلسِّقَاءِ
وَ عَصَفَتْ بِهِ عَصْفَهَا بِالْفَضَاءِ
تَرُدُّ أَوَّلَهُ إِلَى آخِرِهِ وَ سَاجِيَهُ إِلَى مَائِرِهِ
حَتَّى عَبَّ عُبَابُهُ وَ رَمَى بِالزَّبَدِ رُكَامُهُ
فَرَفَعَهُ فِي هَوَاءٍ مُنْفَتِقٍ وَ جَوٍّ مُنْفَهِقٍ فَسَوَّى مِنْهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ
جَعَلَ سُفْلاَهُنَّ مَوْجاً مَكْفُوفاً
وَ عُلْيَاهُنَّ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَ سَمْكاً مَرْفُوعاً
بِغَيْرِ عَمَدٍ يَدْعَمُهَا
وَ لاَ دِسَارٍ يَنْظِمُهَا
ثُمَّ زَيَّنَهَا بِزِينَةِ اَلْكَوَاكِبِ وَ ضِيَاءِ اَلثَّوَاقِبِ
وَ أَجْرَى فِيهَا سِرَاجاً مُسْتَطِيراً وَ قَمَراً مُنِيراً فِي فَلَكٍ دَائِرٍ وَ سَقْفٍ سَائِرٍ وَ رَقِيمٍ مَائِرٍ
خلق الملائكة ثُمَّ فَتَقَ مَا بَيْنَ اَلسَّمَوَاتِ اَلْعُلاَ فَمَلَأَهُنَّ أَطْوَاراً مِنْ مَلاَئِكَتِهِ
مِنْهُمْ سُجُودٌ لاَ يَرْكَعُونَ
وَ رُكُوعٌ لاَ يَنْتَصِبُونَ
وَ صَافُّونَ لاَ يَتَزَايَلُونَ
وَ مُسَبِّحُونَ لاَ يَسْأَمُونَ
لاَ يَغْشَاهُمْ نَوْمُ اَلْعُيُونِ وَ لاَ سَهْوُ اَلْعُقُولِ
وَ لاَ فَتْرَةُ اَلْأَبْدَانِ وَ لاَ غَفْلَةُ اَلنِّسْيَانِ
وَ مِنْهُمْ أُمَنَاءُ عَلَى وَحْيِهِ وَ أَلْسِنَةٌ إِلَى رُسُلِهِ
وَ مُخْتَلِفُونَ بِقَضَائِهِ وَ أَمْرِهِ
وَ مِنْهُمُ اَلْحَفَظَةُ لِعِبَادِهِ
وَ اَلسَّدَنَةُ لِأَبْوَابِ جِنَانِهِ
وَ مِنْهُمُ اَلثَّابِتَةُ فِي اَلْأَرَضِينَ اَلسُّفْلَى أَقْدَامُهُمْ وَ اَلْمَارِقَةُ مِنَ اَلسَّمَاءِ اَلْعُلْيَا أَعْنَاقُهُمْ
وَ اَلْخَارِجَةُ مِنَ اَلْأَقْطَارِ أَرْكَانُهُمْ
وَ اَلْمُنَاسِبَةُ لِقَوَائِمِ اَلْعَرْشِ أَكْتَافُهُمْ
نَاكِسَةٌ دُونَهُ أَبْصَارُهُمْ
مُتَلَفِّعُونَ تَحْتَهُ بِأَجْنِحَتِهِمْ
مَضْرُوبَةٌ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ مَنْ دُونَهُمْ حُجُبُ اَلْعِزَّةِ وَ أَسْتَارُ اَلْقُدْرَةِ
لاَ يَتَوَهَّمُونَ رَبَّهُمْ بِالتَّصْوِيرِ
وَ لاَ يُجْرُونَ عَلَيْهِ صِفَاتِ اَلْمَصْنُوعِينَ
وَ لاَ يَحُدُّونَهُ بِالْأَمَاكِنِ
وَ لاَ يُشِيرُونَ إِلَيْهِ بِالنَّظَائِرِ
صفة خلق آدم عليهالسلام ثُمَّ جَمَعَ سُبْحَانَهُ مِنْ حَزْنِ اَلْأَرْضِ وَ سَهْلِهَا وَ عَذْبِهَا وَ سَبَخِهَا تُرْبَةً سَنَّهَا بِالْمَاءِ حَتَّى خَلَصَتْ
وَ لاَطَهَا بِالْبَلَّةِ حَتَّى لَزَبَتْ
فَجَبَلَ مِنْهَا صُورَةً ذَاتَ أَحْنَاءٍ وَ وُصُولٍ وَ أَعْضَاءٍ وَ فُصُولٍ
أَجْمَدَهَا حَتَّى اِسْتَمْسَكَتْ وَ أَصْلَدَهَا حَتَّى صَلْصَلَتْ
لِوَقْتٍ مَعْدُودٍ وَ أَمَدٍ مَعْلُومٍ
ثُمَّ نَفَخَ فِيهَا مِنْ رُوحِهِ فَمَثُلَتْ
إِنْسَاناً ذَا أَذْهَانٍ يُجِيلُهَا
وَ فِكَرٍ يَتَصَرَّفُ بِهَا
وَ جَوَارِحَ يَخْتَدِمُهَا
وَ أَدَوَاتٍ يُقَلِّبُهَا
وَ مَعْرِفَةٍ يَفْرُقُ بِهَا بَيْنَ اَلْحَقِّ وَ اَلْبَاطِلِ
وَ اَلْأَذْوَاقِ وَ اَلْمَشَامِّ وَ اَلْأَلْوَانِ وَ اَلْأَجْنَاسِ مَعْجُوناً بِطِينَةِ اَلْأَلْوَانِ اَلْمُخْتَلِفَةِ
وَ اَلْأَشْبَاهِ اَلْمُؤْتَلِفَةِ وَ اَلْأَضْدَادِ اَلْمُتَعَادِيَةِ وَ اَلْأَخْلاَطِ اَلْمُتَبَايِنَةِ مِنَ اَلْحَرِّ وَ اَلْبَرْدِ وَ اَلْبَلَّةِ وَ اَلْجُمُودِ
وَ اِسْتَأْدَى اَللَّهُ سُبْحَانَهُ اَلْمَلاَئِكَةَ وَدِيعَتَهُ لَدَيْهِمْ وَ عَهْدَ وَصِيَّتِهِ إِلَيْهِمْ فِي اَلْإِذْعَانِ بِالسُّجُودِ لَهُ وَ اَلْخُنُوعِ لِتَكْرِمَتِهِ
فَقَالَ سُبْحَانَهُ اُسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاّٰ إِبْلِيسَ
اِعْتَرَتْهُ اَلْحَمِيَّةُ وَ غَلَبَتْ عَلَيْهِ اَلشِّقْوَةُ وَ تَعَزَّزَ بِخِلْقَةِ اَلنَّارِ وَ اِسْتَوْهَنَ خَلْقَ اَلصَّلْصَالِ
فَأَعْطَاهُ اَللَّهُ اَلنَّظِرَةَ اِسْتِحْقَاقاً لِلسُّخْطَةِ وَ اِسْتِتْمَاماً لِلْبَلِيَّةِ وَ إِنْجَازاً لِلْعِدَةِ
فَقَالَ إِنَّكَ مِنَ اَلْمُنْظَرِينَ إِلىٰ يَوْمِ اَلْوَقْتِ اَلْمَعْلُومِ
ثُمَّ أَسْكَنَ سُبْحَانَهُ آدَمَ دَاراً أَرْغَدَ فِيهَا عَيْشَهُ وَ آمَنَ فِيهَا مَحَلَّتَهُ وَ حَذَّرَهُ إِبْلِيسَ وَ عَدَاوَتَهُ
فَاغْتَرَّهُ عَدُوُّهُ نَفَاسَةً عَلَيْهِ بِدَارِ اَلْمُقَامِ وَ مُرَافَقَةِ اَلْأَبْرَارِ
فَبَاعَ اَلْيَقِينَ بِشَكِّهِ وَ اَلْعَزِيمَةَ بِوَهْنِهِ
وَ اِسْتَبْدَلَ بِالْجَذَلِ وَجَلاً وَ بِالاِغْتِرَارِ نَدَماً
ثُمَّ بَسَطَ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ لَهُ فِي تَوْبَتِهِ وَ لَقَّاهُ كَلِمَةَ رَحْمَتِهِ وَ وَعَدَهُ اَلْمَرَدَّ إِلَى جَنَّتِهِ
وَ أَهْبَطَهُ إِلَى دَارِ اَلْبَلِيَّةِ وَ تَنَاسُلِ اَلذُّرِّيَّةِ
اختيار الأنبياء وَ اِصْطَفَى سُبْحَانَهُ مِنْ وَلَدِهِ أَنْبِيَاءَ أَخَذَ عَلَى اَلْوَحْيِ مِيثَاقَهُمْ
وَ عَلَى تَبْلِيغِ اَلرِّسَالَةِ أَمَانَتَهُمْ لَمَّا بَدَّلَ أَكْثَرُ خَلْقِهِ عَهْدَ اَللَّهِ إِلَيْهِمْ فَجَهِلُوا حَقَّهُ وَ اِتَّخَذُوا اَلْأَنْدَادَ مَعَهُ
وَ اِجْتَالَتْهُمُ اَلشَّيَاطِينُ عَنْ مَعْرِفَتِهِ وَ اِقْتَطَعَتْهُمْ عَنْ عِبَادَتِهِ
فَبَعَثَ فِيهِمْ رُسُلَهُ وَ وَاتَرَ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَهُ
لِيَسْتَأْدُوهُمْ مِيثَاقَ فِطْرَتِهِ وَ يُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِهِ
وَ يَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بِالتَّبْلِيغِ
وَ يُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ اَلْعُقُولِ
وَ يُرُوهُمْ آيَاتِ اَلْمَقْدِرَةِ
مِنْ سَقْفٍ فَوْقَهُمْ مَرْفُوعٍ وَ مِهَادٍ تَحْتَهُمْ مَوْضُوعٍ وَ مَعَايِشَ تُحْيِيهِمْ وَ آجَالٍ تُفْنِيهِمْ
وَ أَوْصَابٍ تُهْرِمُهُمْ وَ أَحْدَاثٍ تَتَابَعُ عَلَيْهِمْ
وَ لَمْ يُخْلِ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ خَلْقَهُ مِنْ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ أَوْ كِتَابٍ مُنْزَلٍ أَوْ حُجَّةٍ لاَزِمَةٍ أَوْ مَحَجَّةٍ قَائِمَةٍ
رُسُلٌ لاَ تُقَصِّرُ بِهِمْ قِلَّةُ عَدَدِهِمْ وَ لاَ كَثْرَةُ اَلْمُكَذِّبِينَ لَهُمْ
مِنْ سَابِقٍ سُمِّيَ لَهُ مَنْ بَعْدَهُ أَوْ غَابِرٍ عَرَّفَهُ مَنْ قَبْلَهُ
عَلَى ذَلِكَ نَسَلَتِ اَلْقُرُونُ وَ مَضَتِ اَلدُّهُورُ
وَ سَلَفَتِ اَلْآبَاءُ وَ خَلَفَتِ اَلْأَبْنَاءُ
مبعث النبي إِلَى أَنْ بَعَثَ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ مُحَمَّداً رَسُولَ اَللَّهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم لِإِنْجَازِ عِدَتِهِ وَ إِتْمَامِ نُبُوَّتِهِ مَأْخُوذاً عَلَى اَلنَّبِيِّينَ مِيثَاقُهُ مَشْهُورَةً سِمَاتُهُ
كَرِيماً مِيلاَدُهُ وَ أَهْلُ اَلْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ مِلَلٌ مُتَفَرِّقَةٌ وَ أَهْوَاءٌ مُنْتَشِرَةٌ وَ طَرَائِقُ مُتَشَتِّتَةٌ
بَيْنَ مُشَبِّهٍ لِلَّهِ بِخَلْقِهِ أَوْ مُلْحِدٍ فِي اِسْمِهِ
أَوْ مُشِيرٍ إِلَى غَيْرِهِ
فَهَدَاهُمْ بِهِ مِنَ اَلضَّلاَلَةِ وَ أَنْقَذَهُمْ بِمَكَانِهِ مِنَ اَلْجَهَالَةِ
ثُمَّ اِخْتَارَ سُبْحَانَهُ لِمُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوسلم لِقَاءَهُ وَ رَضِيَ لَهُ مَا عِنْدَهُ
وَ أَكْرَمَهُ عَنْ دَارِ اَلدُّنْيَا وَ رَغِبَ بِهِ عَنْ مَقَامِ اَلْبَلْوَى فَقَبَضَهُ إِلَيْهِ كَرِيماً صلىاللهعليهوآله
وَ خَلَّفَ فِيكُمْ مَا خَلَّفَتِ اَلْأَنْبِيَاءُ فِي أُمَمِهَا
إِذْ لَمْ يَتْرُكُوهُمْ هَمَلاً بِغَيْرِ طَرِيقٍ وَاضِحٍ وَ لاَ عَلَمٍ قَائِمٍ
القرآن و الأحكام الشرعية كِتَابَ رَبِّكُمْ فِيكُمْ
مُبَيِّناً حَلاَلَهُ وَ حَرَامَهُ وَ فَرَائِضَهُ وَ فَضَائِلَهُ وَ نَاسِخَهُ وَ مَنْسُوخَهُ وَ رُخَصَهُ وَ عَزَائِمَهُ وَ خَاصَّهُ وَ عَامَّهُ وَ عِبَرَهُ وَ أَمْثَالَهُ وَ مُرْسَلَهُ وَ مَحْدُودَهُ وَ مُحْكَمَهُ وَ مُتَشَابِهَهُ مُفَسِّراً مُجْمَلَهُ وَ مُبَيِّناً غَوَامِضَهُ
بَيْنَ مَأْخُوذٍ مِيثَاقُ عِلْمِهِ وَ مُوَسَّعٍ عَلَى اَلْعِبَادِ فِي جَهْلِهِ
وَ بَيْنَ مُثْبَتٍ فِي اَلْكِتَابِ فَرْضُهُ وَ مَعْلُومٍ فِي اَلسُّنَّةِ نَسْخُهُ
وَ وَاجِبٍ فِي اَلسُّنَّةِ أَخْذُهُ وَ مُرَخَّصٍ فِي اَلْكِتَابِ تَرْكُهُ
وَ بَيْنَ وَاجِبٍ بِوَقْتِهِ وَ زَائِلٍ فِي مُسْتَقْبَلِهِ
وَ مُبَايَنٌ بَيْنَ مَحَارِمِهِ مِنْ كَبِيرٍ أَوْعَدَ عَلَيْهِ نِيرَانَهُ أَوْ صَغِيرٍ أَرْصَدَ لَهُ غُفْرَانَهُ
وَ بَيْنَ مَقْبُولٍ فِي أَدْنَاهُ مُوَسَّعٍ فِي أَقْصَاهُ
و منها في ذكر الحج وَ فَرَضَ عَلَيْكُمْ حَجَّ بَيْتِهِ اَلْحَرَامِ اَلَّذِي جَعَلَهُ قِبْلَةً لِلْأَنَامِ
يَرِدُونَهُ وُرُودَ اَلْأَنْعَامِ وَ يَأْلَهُونَ إِلَيْهِ وُلُوهَ اَلْحَمَامِ
وَ جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ عَلاَمَةً لِتَوَاضُعِهِمْ لِعَظَمَتِهِ وَ إِذْعَانِهِمْ لِعِزَّتِهِ
وَ اِخْتَارَ مِنْ خَلْقِهِ سُمَّاعاً أَجَابُوا إِلَيْهِ دَعْوَتَهُ
وَ صَدَّقُوا كَلِمَتَهُ وَ وَقَفُوا مَوَاقِفَ أَنْبِيَائِهِ وَ تَشَبَّهُوا بِمَلاَئِكَتِهِ اَلْمُطِيفِينَ بِعَرْشِهِ
يُحْرِزُونَ اَلْأَرْبَاحَ فِي مَتْجَرِ عِبَادَتِهِ وَ يَتَبَادَرُونَ عِنْدَهُ مَوْعِدَ مَغْفِرَتِهِ
جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى لِلْإِسْلاَمِ عَلَماً وَ لِلْعَائِذِينَ حَرَماً
فَرَضَ حَقَّهُ وَ أَوْجَبَ حَجَّهُ وَ كَتَبَ عَلَيْكُمْ وِفَادَتَهُ
فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَ لِلّٰهِ عَلَى اَلنّٰاسِ حِجُّ اَلْبَيْتِ مَنِ اِسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اَللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ اَلْعٰالَمِينَ
وَ لاَ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ اَلْعَادُّونَ
وَ لاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ اَلْمُجْتَهِدُونَ
اَلَّذِي لاَ يُدْرِكُهُ بُعْدُ اَلْهِمَمِ
وَ لاَ يَنَالُهُ غَوْصُ اَلْفِطَنِ
اَلَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ
وَ لاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ
وَ لاَ وَقْتٌ مَعْدُودٌ وَ لاَ أَجَلٌ مَمْدُودٌ
فَطَرَ اَلْخَلاَئِقَ بِقُدْرَتِهِ
وَ نَشَرَ اَلرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ
وَ وَتَّدَ بِالصُّخُورِ مَيَدَانَ أَرْضِهِ
أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ
وَ كَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْدِيقُ بِهِ
وَ كَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ
وَ كَمَالُ تَوْحِيدِهِ اَلْإِخْلاَصُ لَهُ
وَ كَمَالُ اَلْإِخْلاَصِ لَهُ نَفْيُ اَلصِّفَاتِ عَنْهُ
لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ اَلْمَوْصُوفِ
وَ شَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ اَلصِّفَةِ
فَمَنْ وَصَفَ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ
وَ مَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ
وَ مَنْ ثَنَّاهُ فَقَدْ جَزَّأَهُ
وَ مَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ
وَ مَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ
وَ مَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ
وَ مَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ
وَ مَنْ قَالَ فِيمَ فَقَدْ ضَمَّنَهُ
وَ مَنْ قَالَ عَلاَ مَ فَقَدْ أَخْلَى مِنْهُ
كَائِنٌ لاَ عَنْ حَدَثٍ
مَوْجُودٌ لاَ عَنْ عَدَمٍ
مَعَ كُلِّ شَيْءٍ لاَ بِمُقَارَنَةٍ وَ غَيْرُ كُلِّ شَيْءٍ لاَ بِمُزَايَلَةٍ
فَاعِلٌ لاَ بِمَعْنَى اَلْحَرَكَاتِ وَ اَلْآلَةِ
بَصِيرٌ إِذْ لاَ مَنْظُورَ إِلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ
مُتَوَحِّدٌ إِذْ لاَ سَكَنَ يَسْتَأْنِسُ بِهِ وَ لاَ يَسْتَوْحِشُ لِفَقْدِهِ
خلق العالم أَنْشَأَ اَلْخَلْقَ إِنْشَاءً وَ اِبْتَدَأَهُ اِبْتِدَاءً
بِلاَ رَوِيَّةٍ أَجَالَهَا وَ لاَ تَجْرِبَةٍ اسْتَفَادَهَا
وَ لاَ حَرَكَةٍ أَحْدَثَهَا
وَ لاَ هَمَامَةِ نَفْسٍ اضْطَرَبَ فِيهَا
أَحَالَ اَلْأَشْيَاءَ لِأَوْقَاتِهَا
وَ لَأَمَ بَيْنَ مُخْتَلِفَاتِهَا
وَ غَرَّزَ غَرَائِزَهَا وَ أَلْزَمَهَا أَشْبَاحَهَا
عَالِماً بِهَا قَبْلَ اِبْتِدَائِهَا
مُحِيطاً بِحُدُودِهَا وَ اِنْتِهَائِهَا عَارِفاً بِقَرَائِنِهَا وَ أَحْنَائِهَا
ثُمَّ أَنْشَأَ سُبْحَانَهُ فَتْقَ اَلْأَجْوَاءِ وَ شَقَّ اَلْأَرْجَاءِ وَ سَكَائِكَ اَلْهَوَاءِ
فَأَجْرَى فِيهَا مَاءً مُتَلاَطِماً تَيَّارُهُ مُتَرَاكِماً زَخَّارُهُ حَمَلَهُ عَلَى مَتْنِ اَلرِّيحِ اَلْعَاصِفَةِ وَ اَلزَّعْزَعِ اَلْقَاصِفَةِ
فَأَمَرَهَا بِرَدِّهِ وَ سَلَّطَهَا عَلَى شَدِّهِ وَ قَرَنَهَا إِلَى حَدِّهِ
اَلْهَوَاءُ مِنْ تَحْتِهَا فَتِيقٌ وَ اَلْمَاءُ مِنْ فَوْقِهَا دَفِيقٌ
ثُمَّ أَنْشَأَ سُبْحَانَهُ رِيحاً اِعْتَقَمَ مَهَبَّهَا
وَ أَدَامَ مُرَبَّهَا
وَ أَعْصَفَ مَجْرَاهَا وَ أَبْعَدَ مَنْشَأَهَا
فَأَمَرَهَا بِتَصْفِيقِ اَلْمَاءِ اَلزَّخَّارِ وَ إِثَارَةِ مَوْجِ اَلْبِحَارِ
فَمَخَضَتْهُ مَخْضَ اَلسِّقَاءِ
وَ عَصَفَتْ بِهِ عَصْفَهَا بِالْفَضَاءِ
تَرُدُّ أَوَّلَهُ إِلَى آخِرِهِ وَ سَاجِيَهُ إِلَى مَائِرِهِ
حَتَّى عَبَّ عُبَابُهُ وَ رَمَى بِالزَّبَدِ رُكَامُهُ
فَرَفَعَهُ فِي هَوَاءٍ مُنْفَتِقٍ وَ جَوٍّ مُنْفَهِقٍ فَسَوَّى مِنْهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ
جَعَلَ سُفْلاَهُنَّ مَوْجاً مَكْفُوفاً
وَ عُلْيَاهُنَّ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَ سَمْكاً مَرْفُوعاً
بِغَيْرِ عَمَدٍ يَدْعَمُهَا
وَ لاَ دِسَارٍ يَنْظِمُهَا
ثُمَّ زَيَّنَهَا بِزِينَةِ اَلْكَوَاكِبِ وَ ضِيَاءِ اَلثَّوَاقِبِ
وَ أَجْرَى فِيهَا سِرَاجاً مُسْتَطِيراً وَ قَمَراً مُنِيراً فِي فَلَكٍ دَائِرٍ وَ سَقْفٍ سَائِرٍ وَ رَقِيمٍ مَائِرٍ
خلق الملائكة ثُمَّ فَتَقَ مَا بَيْنَ اَلسَّمَوَاتِ اَلْعُلاَ فَمَلَأَهُنَّ أَطْوَاراً مِنْ مَلاَئِكَتِهِ
مِنْهُمْ سُجُودٌ لاَ يَرْكَعُونَ
وَ رُكُوعٌ لاَ يَنْتَصِبُونَ
وَ صَافُّونَ لاَ يَتَزَايَلُونَ
وَ مُسَبِّحُونَ لاَ يَسْأَمُونَ
لاَ يَغْشَاهُمْ نَوْمُ اَلْعُيُونِ وَ لاَ سَهْوُ اَلْعُقُولِ
وَ لاَ فَتْرَةُ اَلْأَبْدَانِ وَ لاَ غَفْلَةُ اَلنِّسْيَانِ
وَ مِنْهُمْ أُمَنَاءُ عَلَى وَحْيِهِ وَ أَلْسِنَةٌ إِلَى رُسُلِهِ
وَ مُخْتَلِفُونَ بِقَضَائِهِ وَ أَمْرِهِ
وَ مِنْهُمُ اَلْحَفَظَةُ لِعِبَادِهِ
وَ اَلسَّدَنَةُ لِأَبْوَابِ جِنَانِهِ
وَ مِنْهُمُ اَلثَّابِتَةُ فِي اَلْأَرَضِينَ اَلسُّفْلَى أَقْدَامُهُمْ وَ اَلْمَارِقَةُ مِنَ اَلسَّمَاءِ اَلْعُلْيَا أَعْنَاقُهُمْ
وَ اَلْخَارِجَةُ مِنَ اَلْأَقْطَارِ أَرْكَانُهُمْ
وَ اَلْمُنَاسِبَةُ لِقَوَائِمِ اَلْعَرْشِ أَكْتَافُهُمْ
نَاكِسَةٌ دُونَهُ أَبْصَارُهُمْ
مُتَلَفِّعُونَ تَحْتَهُ بِأَجْنِحَتِهِمْ
مَضْرُوبَةٌ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ مَنْ دُونَهُمْ حُجُبُ اَلْعِزَّةِ وَ أَسْتَارُ اَلْقُدْرَةِ
لاَ يَتَوَهَّمُونَ رَبَّهُمْ بِالتَّصْوِيرِ
وَ لاَ يُجْرُونَ عَلَيْهِ صِفَاتِ اَلْمَصْنُوعِينَ
وَ لاَ يَحُدُّونَهُ بِالْأَمَاكِنِ
وَ لاَ يُشِيرُونَ إِلَيْهِ بِالنَّظَائِرِ
صفة خلق آدم عليهالسلام ثُمَّ جَمَعَ سُبْحَانَهُ مِنْ حَزْنِ اَلْأَرْضِ وَ سَهْلِهَا وَ عَذْبِهَا وَ سَبَخِهَا تُرْبَةً سَنَّهَا بِالْمَاءِ حَتَّى خَلَصَتْ
وَ لاَطَهَا بِالْبَلَّةِ حَتَّى لَزَبَتْ
فَجَبَلَ مِنْهَا صُورَةً ذَاتَ أَحْنَاءٍ وَ وُصُولٍ وَ أَعْضَاءٍ وَ فُصُولٍ
أَجْمَدَهَا حَتَّى اِسْتَمْسَكَتْ وَ أَصْلَدَهَا حَتَّى صَلْصَلَتْ
لِوَقْتٍ مَعْدُودٍ وَ أَمَدٍ مَعْلُومٍ
ثُمَّ نَفَخَ فِيهَا مِنْ رُوحِهِ فَمَثُلَتْ
إِنْسَاناً ذَا أَذْهَانٍ يُجِيلُهَا
وَ فِكَرٍ يَتَصَرَّفُ بِهَا
وَ جَوَارِحَ يَخْتَدِمُهَا
وَ أَدَوَاتٍ يُقَلِّبُهَا
وَ مَعْرِفَةٍ يَفْرُقُ بِهَا بَيْنَ اَلْحَقِّ وَ اَلْبَاطِلِ
وَ اَلْأَذْوَاقِ وَ اَلْمَشَامِّ وَ اَلْأَلْوَانِ وَ اَلْأَجْنَاسِ مَعْجُوناً بِطِينَةِ اَلْأَلْوَانِ اَلْمُخْتَلِفَةِ
وَ اَلْأَشْبَاهِ اَلْمُؤْتَلِفَةِ وَ اَلْأَضْدَادِ اَلْمُتَعَادِيَةِ وَ اَلْأَخْلاَطِ اَلْمُتَبَايِنَةِ مِنَ اَلْحَرِّ وَ اَلْبَرْدِ وَ اَلْبَلَّةِ وَ اَلْجُمُودِ
وَ اِسْتَأْدَى اَللَّهُ سُبْحَانَهُ اَلْمَلاَئِكَةَ وَدِيعَتَهُ لَدَيْهِمْ وَ عَهْدَ وَصِيَّتِهِ إِلَيْهِمْ فِي اَلْإِذْعَانِ بِالسُّجُودِ لَهُ وَ اَلْخُنُوعِ لِتَكْرِمَتِهِ
فَقَالَ سُبْحَانَهُ اُسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاّٰ إِبْلِيسَ
اِعْتَرَتْهُ اَلْحَمِيَّةُ وَ غَلَبَتْ عَلَيْهِ اَلشِّقْوَةُ وَ تَعَزَّزَ بِخِلْقَةِ اَلنَّارِ وَ اِسْتَوْهَنَ خَلْقَ اَلصَّلْصَالِ
فَأَعْطَاهُ اَللَّهُ اَلنَّظِرَةَ اِسْتِحْقَاقاً لِلسُّخْطَةِ وَ اِسْتِتْمَاماً لِلْبَلِيَّةِ وَ إِنْجَازاً لِلْعِدَةِ
فَقَالَ إِنَّكَ مِنَ اَلْمُنْظَرِينَ إِلىٰ يَوْمِ اَلْوَقْتِ اَلْمَعْلُومِ
ثُمَّ أَسْكَنَ سُبْحَانَهُ آدَمَ دَاراً أَرْغَدَ فِيهَا عَيْشَهُ وَ آمَنَ فِيهَا مَحَلَّتَهُ وَ حَذَّرَهُ إِبْلِيسَ وَ عَدَاوَتَهُ
فَاغْتَرَّهُ عَدُوُّهُ نَفَاسَةً عَلَيْهِ بِدَارِ اَلْمُقَامِ وَ مُرَافَقَةِ اَلْأَبْرَارِ
فَبَاعَ اَلْيَقِينَ بِشَكِّهِ وَ اَلْعَزِيمَةَ بِوَهْنِهِ
وَ اِسْتَبْدَلَ بِالْجَذَلِ وَجَلاً وَ بِالاِغْتِرَارِ نَدَماً
ثُمَّ بَسَطَ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ لَهُ فِي تَوْبَتِهِ وَ لَقَّاهُ كَلِمَةَ رَحْمَتِهِ وَ وَعَدَهُ اَلْمَرَدَّ إِلَى جَنَّتِهِ
وَ أَهْبَطَهُ إِلَى دَارِ اَلْبَلِيَّةِ وَ تَنَاسُلِ اَلذُّرِّيَّةِ
اختيار الأنبياء وَ اِصْطَفَى سُبْحَانَهُ مِنْ وَلَدِهِ أَنْبِيَاءَ أَخَذَ عَلَى اَلْوَحْيِ مِيثَاقَهُمْ
وَ عَلَى تَبْلِيغِ اَلرِّسَالَةِ أَمَانَتَهُمْ لَمَّا بَدَّلَ أَكْثَرُ خَلْقِهِ عَهْدَ اَللَّهِ إِلَيْهِمْ فَجَهِلُوا حَقَّهُ وَ اِتَّخَذُوا اَلْأَنْدَادَ مَعَهُ
وَ اِجْتَالَتْهُمُ اَلشَّيَاطِينُ عَنْ مَعْرِفَتِهِ وَ اِقْتَطَعَتْهُمْ عَنْ عِبَادَتِهِ
فَبَعَثَ فِيهِمْ رُسُلَهُ وَ وَاتَرَ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَهُ
لِيَسْتَأْدُوهُمْ مِيثَاقَ فِطْرَتِهِ وَ يُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِهِ
وَ يَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بِالتَّبْلِيغِ
وَ يُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ اَلْعُقُولِ
وَ يُرُوهُمْ آيَاتِ اَلْمَقْدِرَةِ
مِنْ سَقْفٍ فَوْقَهُمْ مَرْفُوعٍ وَ مِهَادٍ تَحْتَهُمْ مَوْضُوعٍ وَ مَعَايِشَ تُحْيِيهِمْ وَ آجَالٍ تُفْنِيهِمْ
وَ أَوْصَابٍ تُهْرِمُهُمْ وَ أَحْدَاثٍ تَتَابَعُ عَلَيْهِمْ
وَ لَمْ يُخْلِ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ خَلْقَهُ مِنْ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ أَوْ كِتَابٍ مُنْزَلٍ أَوْ حُجَّةٍ لاَزِمَةٍ أَوْ مَحَجَّةٍ قَائِمَةٍ
رُسُلٌ لاَ تُقَصِّرُ بِهِمْ قِلَّةُ عَدَدِهِمْ وَ لاَ كَثْرَةُ اَلْمُكَذِّبِينَ لَهُمْ
مِنْ سَابِقٍ سُمِّيَ لَهُ مَنْ بَعْدَهُ أَوْ غَابِرٍ عَرَّفَهُ مَنْ قَبْلَهُ
عَلَى ذَلِكَ نَسَلَتِ اَلْقُرُونُ وَ مَضَتِ اَلدُّهُورُ
وَ سَلَفَتِ اَلْآبَاءُ وَ خَلَفَتِ اَلْأَبْنَاءُ
مبعث النبي إِلَى أَنْ بَعَثَ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ مُحَمَّداً رَسُولَ اَللَّهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم لِإِنْجَازِ عِدَتِهِ وَ إِتْمَامِ نُبُوَّتِهِ مَأْخُوذاً عَلَى اَلنَّبِيِّينَ مِيثَاقُهُ مَشْهُورَةً سِمَاتُهُ
كَرِيماً مِيلاَدُهُ وَ أَهْلُ اَلْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ مِلَلٌ مُتَفَرِّقَةٌ وَ أَهْوَاءٌ مُنْتَشِرَةٌ وَ طَرَائِقُ مُتَشَتِّتَةٌ
بَيْنَ مُشَبِّهٍ لِلَّهِ بِخَلْقِهِ أَوْ مُلْحِدٍ فِي اِسْمِهِ
أَوْ مُشِيرٍ إِلَى غَيْرِهِ
فَهَدَاهُمْ بِهِ مِنَ اَلضَّلاَلَةِ وَ أَنْقَذَهُمْ بِمَكَانِهِ مِنَ اَلْجَهَالَةِ
ثُمَّ اِخْتَارَ سُبْحَانَهُ لِمُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوسلم لِقَاءَهُ وَ رَضِيَ لَهُ مَا عِنْدَهُ
وَ أَكْرَمَهُ عَنْ دَارِ اَلدُّنْيَا وَ رَغِبَ بِهِ عَنْ مَقَامِ اَلْبَلْوَى فَقَبَضَهُ إِلَيْهِ كَرِيماً صلىاللهعليهوآله
وَ خَلَّفَ فِيكُمْ مَا خَلَّفَتِ اَلْأَنْبِيَاءُ فِي أُمَمِهَا
إِذْ لَمْ يَتْرُكُوهُمْ هَمَلاً بِغَيْرِ طَرِيقٍ وَاضِحٍ وَ لاَ عَلَمٍ قَائِمٍ
القرآن و الأحكام الشرعية كِتَابَ رَبِّكُمْ فِيكُمْ
مُبَيِّناً حَلاَلَهُ وَ حَرَامَهُ وَ فَرَائِضَهُ وَ فَضَائِلَهُ وَ نَاسِخَهُ وَ مَنْسُوخَهُ وَ رُخَصَهُ وَ عَزَائِمَهُ وَ خَاصَّهُ وَ عَامَّهُ وَ عِبَرَهُ وَ أَمْثَالَهُ وَ مُرْسَلَهُ وَ مَحْدُودَهُ وَ مُحْكَمَهُ وَ مُتَشَابِهَهُ مُفَسِّراً مُجْمَلَهُ وَ مُبَيِّناً غَوَامِضَهُ
بَيْنَ مَأْخُوذٍ مِيثَاقُ عِلْمِهِ وَ مُوَسَّعٍ عَلَى اَلْعِبَادِ فِي جَهْلِهِ
وَ بَيْنَ مُثْبَتٍ فِي اَلْكِتَابِ فَرْضُهُ وَ مَعْلُومٍ فِي اَلسُّنَّةِ نَسْخُهُ
وَ وَاجِبٍ فِي اَلسُّنَّةِ أَخْذُهُ وَ مُرَخَّصٍ فِي اَلْكِتَابِ تَرْكُهُ
وَ بَيْنَ وَاجِبٍ بِوَقْتِهِ وَ زَائِلٍ فِي مُسْتَقْبَلِهِ
وَ مُبَايَنٌ بَيْنَ مَحَارِمِهِ مِنْ كَبِيرٍ أَوْعَدَ عَلَيْهِ نِيرَانَهُ أَوْ صَغِيرٍ أَرْصَدَ لَهُ غُفْرَانَهُ
وَ بَيْنَ مَقْبُولٍ فِي أَدْنَاهُ مُوَسَّعٍ فِي أَقْصَاهُ
و منها في ذكر الحج وَ فَرَضَ عَلَيْكُمْ حَجَّ بَيْتِهِ اَلْحَرَامِ اَلَّذِي جَعَلَهُ قِبْلَةً لِلْأَنَامِ
يَرِدُونَهُ وُرُودَ اَلْأَنْعَامِ وَ يَأْلَهُونَ إِلَيْهِ وُلُوهَ اَلْحَمَامِ
وَ جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ عَلاَمَةً لِتَوَاضُعِهِمْ لِعَظَمَتِهِ وَ إِذْعَانِهِمْ لِعِزَّتِهِ
وَ اِخْتَارَ مِنْ خَلْقِهِ سُمَّاعاً أَجَابُوا إِلَيْهِ دَعْوَتَهُ
وَ صَدَّقُوا كَلِمَتَهُ وَ وَقَفُوا مَوَاقِفَ أَنْبِيَائِهِ وَ تَشَبَّهُوا بِمَلاَئِكَتِهِ اَلْمُطِيفِينَ بِعَرْشِهِ
يُحْرِزُونَ اَلْأَرْبَاحَ فِي مَتْجَرِ عِبَادَتِهِ وَ يَتَبَادَرُونَ عِنْدَهُ مَوْعِدَ مَغْفِرَتِهِ
جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى لِلْإِسْلاَمِ عَلَماً وَ لِلْعَائِذِينَ حَرَماً
فَرَضَ حَقَّهُ وَ أَوْجَبَ حَجَّهُ وَ كَتَبَ عَلَيْكُمْ وِفَادَتَهُ
فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَ لِلّٰهِ عَلَى اَلنّٰاسِ حِجُّ اَلْبَيْتِ مَنِ اِسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اَللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ اَلْعٰالَمِينَ
نهج البلاغه : خطبه ها
توصیف مردم پیش از بعثت پیامبرص و گروهی از مردم
و من خطبة له عليهالسلام بعد انصرافه من صفين و فيها حال الناس قبل البعثة و صفة آل النبي ثم صفة قوم آخرين أَحْمَدُهُ اِسْتِتْمَاماً لِنِعْمَتِهِ وَ اِسْتِسْلاَماً لِعِزَّتِهِ وَ اِسْتِعْصَاماً مِنْ مَعْصِيَتِهِ
وَ أَسْتَعِينُهُ فَاقَةً إِلَى كِفَايَتِهِ
إِنَّهُ لاَ يَضِلُّ مَنْ هَدَاهُ وَ لاَ يَئِلُ مَنْ عَادَاهُ وَ لاَ يَفْتَقِرُ مَنْ كَفَاهُ
فَإِنَّهُ أَرْجَحُ مَا وُزِنَ وَ أَفْضَلُ مَا خُزِنَ
وَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةً مُمْتَحَناً إِخْلاَصُهَا مُعْتَقَداً مُصَاصُهَا نَتَمَسَّكُ بِهَا أَبَداً مَا أَبْقَانَا وَ نَدَّخِرُهَا لِأَهَاوِيلِ مَا يَلْقَانَا
فَإِنَّهَا عَزِيمَةُ اَلْإِيمَانِ وَ فَاتِحَةُ اَلْإِحْسَانِ وَ مَرْضَاةُ اَلرَّحْمَنِ وَ مَدْحَرَةُ اَلشَّيْطَانِ
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالدِّينِ اَلْمَشْهُورِ وَ اَلْعَلَمِ اَلْمَأْثُورِ وَ اَلْكِتَابِ اَلْمَسْطُورِ وَ اَلنُّورِ اَلسَّاطِعِ وَ اَلضِّيَاءِ اَللاَّمِعِ وَ اَلْأَمْرِ اَلصَّادِعِ
إِزَاحَةً لِلشُّبُهَاتِ وَ اِحْتِجَاجاً بِالْبَيِّنَاتِ وَ تَحْذِيراً بِالْآيَاتِ وَ تَخْوِيفاً بِالْمَثُلاَتِ
وَ اَلنَّاسُ فِي فِتَنٍ اِنْجَذَمَ فِيهَا حَبْلُ اَلدِّينِ وَ تَزَعْزَعَتْ سَوَارِي اَلْيَقِينِ وَ اِخْتَلَفَ اَلنَّجْرُ وَ تَشَتَّتَ اَلْأَمْرُ وَ ضَاقَ اَلْمَخْرَجُ وَ عَمِيَ اَلْمَصْدَرُ
فَالْهُدَى خَامِلٌ وَ اَلْعَمَى شَامِلٌ
عُصِيَ اَلرَّحْمَنُ وَ نُصِرَ اَلشَّيْطَانُ وَ خُذِلَ اَلْإِيمَانُ فَانْهَارَتْ دَعَائِمُهُ وَ تَنَكَّرَتْ مَعَالِمُهُ وَ دَرَسَتْ سُبُلُهُ وَ عَفَتْ شُرُكُهُ
أَطَاعُوا اَلشَّيْطَانَ فَسَلَكُوا مَسَالِكَهُ وَ وَرَدُوا مَنَاهِلَهُ
بِهِمْ سَارَتْ أَعْلاَمُهُ وَ قَامَ لِوَاؤُهُ
فِي فِتَنٍ دَاسَتْهُمْ بِأَخْفَافِهَا وَ وَطِئَتْهُمْ بِأَظْلاَفِهَا وَ قَامَتْ عَلَى سَنَابِكِهَا
فَهُمْ فِيهَا تَائِهُونَ حَائِرُونَ جَاهِلُونَ مَفْتُونُونَ فِي خَيْرِ دَارٍ وَ شَرِّ جِيرَانٍ
نَوْمُهُمْ سُهُودٌ وَ كُحْلُهُمْ دُمُوعٌ بِأَرْضٍ عَالِمُهَا مُلْجَمٌ وَ جَاهِلُهَا مُكْرَمٌ
و منها يعني آل النبي عليه الصلاة و السلام هُمْ مَوْضِعُ سِرِّهِ وَ لَجَأُ أَمْرِهِ وَ عَيْبَةُ عِلْمِهِ وَ مَوْئِلُ حُكْمِهِ وَ كُهُوفُ كُتُبِهِ وَ جِبَالُ دِينِهِ
بِهِمْ أَقَامَ اِنْحِنَاءَ ظَهْرِهِ وَ أَذْهَبَ اِرْتِعَادَ فَرَائِصِهِ
و منها يعني قوما آخرين زَرَعُوا اَلْفُجُورَ وَ سَقَوْهُ اَلْغُرُورَ وَ حَصَدُوا اَلثُّبُورَ
لاَ يُقَاسُ بِآلِ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله مِنْ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ أَحَدٌ وَ لاَ يُسَوَّى بِهِمْ مَنْ جَرَتْ نِعْمَتُهُمْ عَلَيْهِ أَبَداً
هُمْ أَسَاسُ اَلدِّينِ وَ عِمَادُ اَلْيَقِينِ
إِلَيْهِمْ يَفِيءُ اَلْغَالِي وَ بِهِمْ يُلْحَقُ اَلتَّالِي
وَ لَهُمْ خَصَائِصُ حَقِّ اَلْوِلاَيَةِ وَ فِيهِمُ اَلْوَصِيَّةُ وَ اَلْوِرَاثَةُ
اَلْآنَ إِذْ رَجَعَ اَلْحَقُّ إِلَى أَهْلِهِ وَ نُقِلَ إِلَى مُنْتَقَلِهِ
وَ أَسْتَعِينُهُ فَاقَةً إِلَى كِفَايَتِهِ
إِنَّهُ لاَ يَضِلُّ مَنْ هَدَاهُ وَ لاَ يَئِلُ مَنْ عَادَاهُ وَ لاَ يَفْتَقِرُ مَنْ كَفَاهُ
فَإِنَّهُ أَرْجَحُ مَا وُزِنَ وَ أَفْضَلُ مَا خُزِنَ
وَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةً مُمْتَحَناً إِخْلاَصُهَا مُعْتَقَداً مُصَاصُهَا نَتَمَسَّكُ بِهَا أَبَداً مَا أَبْقَانَا وَ نَدَّخِرُهَا لِأَهَاوِيلِ مَا يَلْقَانَا
فَإِنَّهَا عَزِيمَةُ اَلْإِيمَانِ وَ فَاتِحَةُ اَلْإِحْسَانِ وَ مَرْضَاةُ اَلرَّحْمَنِ وَ مَدْحَرَةُ اَلشَّيْطَانِ
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالدِّينِ اَلْمَشْهُورِ وَ اَلْعَلَمِ اَلْمَأْثُورِ وَ اَلْكِتَابِ اَلْمَسْطُورِ وَ اَلنُّورِ اَلسَّاطِعِ وَ اَلضِّيَاءِ اَللاَّمِعِ وَ اَلْأَمْرِ اَلصَّادِعِ
إِزَاحَةً لِلشُّبُهَاتِ وَ اِحْتِجَاجاً بِالْبَيِّنَاتِ وَ تَحْذِيراً بِالْآيَاتِ وَ تَخْوِيفاً بِالْمَثُلاَتِ
وَ اَلنَّاسُ فِي فِتَنٍ اِنْجَذَمَ فِيهَا حَبْلُ اَلدِّينِ وَ تَزَعْزَعَتْ سَوَارِي اَلْيَقِينِ وَ اِخْتَلَفَ اَلنَّجْرُ وَ تَشَتَّتَ اَلْأَمْرُ وَ ضَاقَ اَلْمَخْرَجُ وَ عَمِيَ اَلْمَصْدَرُ
فَالْهُدَى خَامِلٌ وَ اَلْعَمَى شَامِلٌ
عُصِيَ اَلرَّحْمَنُ وَ نُصِرَ اَلشَّيْطَانُ وَ خُذِلَ اَلْإِيمَانُ فَانْهَارَتْ دَعَائِمُهُ وَ تَنَكَّرَتْ مَعَالِمُهُ وَ دَرَسَتْ سُبُلُهُ وَ عَفَتْ شُرُكُهُ
أَطَاعُوا اَلشَّيْطَانَ فَسَلَكُوا مَسَالِكَهُ وَ وَرَدُوا مَنَاهِلَهُ
بِهِمْ سَارَتْ أَعْلاَمُهُ وَ قَامَ لِوَاؤُهُ
فِي فِتَنٍ دَاسَتْهُمْ بِأَخْفَافِهَا وَ وَطِئَتْهُمْ بِأَظْلاَفِهَا وَ قَامَتْ عَلَى سَنَابِكِهَا
فَهُمْ فِيهَا تَائِهُونَ حَائِرُونَ جَاهِلُونَ مَفْتُونُونَ فِي خَيْرِ دَارٍ وَ شَرِّ جِيرَانٍ
نَوْمُهُمْ سُهُودٌ وَ كُحْلُهُمْ دُمُوعٌ بِأَرْضٍ عَالِمُهَا مُلْجَمٌ وَ جَاهِلُهَا مُكْرَمٌ
و منها يعني آل النبي عليه الصلاة و السلام هُمْ مَوْضِعُ سِرِّهِ وَ لَجَأُ أَمْرِهِ وَ عَيْبَةُ عِلْمِهِ وَ مَوْئِلُ حُكْمِهِ وَ كُهُوفُ كُتُبِهِ وَ جِبَالُ دِينِهِ
بِهِمْ أَقَامَ اِنْحِنَاءَ ظَهْرِهِ وَ أَذْهَبَ اِرْتِعَادَ فَرَائِصِهِ
و منها يعني قوما آخرين زَرَعُوا اَلْفُجُورَ وَ سَقَوْهُ اَلْغُرُورَ وَ حَصَدُوا اَلثُّبُورَ
لاَ يُقَاسُ بِآلِ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله مِنْ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ أَحَدٌ وَ لاَ يُسَوَّى بِهِمْ مَنْ جَرَتْ نِعْمَتُهُمْ عَلَيْهِ أَبَداً
هُمْ أَسَاسُ اَلدِّينِ وَ عِمَادُ اَلْيَقِينِ
إِلَيْهِمْ يَفِيءُ اَلْغَالِي وَ بِهِمْ يُلْحَقُ اَلتَّالِي
وَ لَهُمْ خَصَائِصُ حَقِّ اَلْوِلاَيَةِ وَ فِيهِمُ اَلْوَصِيَّةُ وَ اَلْوِرَاثَةُ
اَلْآنَ إِذْ رَجَعَ اَلْحَقُّ إِلَى أَهْلِهِ وَ نُقِلَ إِلَى مُنْتَقَلِهِ
نهج البلاغه : خطبه ها
آمادگی برای اجرای حق
و من كلام له عليهالسلام لما أشير عليه بألا يتبع طلحة و الزبير و لا يرصد لهما القتال و فيه يبين عن صفته بأنه عليهالسلام لا يخدع وَ اَللَّهِ لاَ أَكُونُ كَالضَّبُعِ
تَنَامُ عَلَى طُولِ اَللَّدْمِ
حَتَّى يَصِلَ إِلَيْهَا طَالِبُهَا
وَ يَخْتِلَهَا رَاصِدُهَا
وَ لَكِنِّي أَضْرِبُ بِالْمُقْبِلِ إِلَى اَلْحَقِّ اَلْمُدْبِرَ عَنْهُ وَ بِالسَّامِعِ اَلْمُطِيعِ اَلْعَاصِيَ اَلْمُرِيبَ أَبَداً حَتَّى يَأْتِيَ عَلَيَّ يَوْمِي
فَوَاللَّهِ مَا زِلْتُ مَدْفُوعاً عَنْ حَقِّي مُسْتَأْثَراً عَلَيَّ مُنْذُ قَبَضَ اَللَّهُ نَبِيَّهُ صلىاللهعليهوسلم حَتَّى يَوْمِ اَلنَّاسِ هَذَا
تَنَامُ عَلَى طُولِ اَللَّدْمِ
حَتَّى يَصِلَ إِلَيْهَا طَالِبُهَا
وَ يَخْتِلَهَا رَاصِدُهَا
وَ لَكِنِّي أَضْرِبُ بِالْمُقْبِلِ إِلَى اَلْحَقِّ اَلْمُدْبِرَ عَنْهُ وَ بِالسَّامِعِ اَلْمُطِيعِ اَلْعَاصِيَ اَلْمُرِيبَ أَبَداً حَتَّى يَأْتِيَ عَلَيَّ يَوْمِي
فَوَاللَّهِ مَا زِلْتُ مَدْفُوعاً عَنْ حَقِّي مُسْتَأْثَراً عَلَيَّ مُنْذُ قَبَضَ اَللَّهُ نَبِيَّهُ صلىاللهعليهوسلم حَتَّى يَوْمِ اَلنَّاسِ هَذَا
نهج البلاغه : خطبه ها
بیان حقایق نبرد جمل
و من خطبة له عليهالسلام حين بلغه خبر الناكثين ببيعته
و فيها يذم عملهم و يلزمهم دم عثمان و يتهددهم بالحرب
ذم الناكثين
أَلاَ وَ إِنَّ اَلشَّيْطَانَ قَدْ ذَمَّرَ حِزْبَهُ
وَ اِسْتَجْلَبَ جَلَبَهُ
لِيَعُودَ اَلْجَوْرُ إِلَى أَوْطَانِهِ
وَ يَرْجِعَ اَلْبَاطِلُ إِلَى نِصَابِهِ
وَ اَللَّهِ مَا أَنْكَرُوا عَلَيَّ مُنْكَراً
وَ لاَ جَعَلُوا بَيْنِي وَ بَيْنَهُمْ نَصِفاً
دم عثمان
وَ إِنَّهُمْ لَيَطْلُبُونَ حَقّاً هُمْ تَرَكُوهُ
وَ دَماً هُمْ سَفَكُوهُ
فَلَئِنْ كُنْتُ شَرِيكَهُمْ فِيهِ فَإِنَّ لَهُمْ لَنَصِيبَهُمْ مِنْهُ
وَ لَئِنْ كَانُوا وَلُوهُ دُونِي فَمَا اَلتَّبِعَةُ إِلاَّ عِنْدَهُمْ
وَ إِنَّ أَعْظَمَ حُجَّتِهِمْ لَعَلَى أَنْفُسِهِمْ
يَرْتَضِعُونَ أُمّاً قَدْ فَطَمَتْ
وَ يُحْيُونَ بِدْعَةً قَدْ أُمِيتَتْ
يَا خَيْبَةَ اَلدَّاعِي
مَنْ دَعَا
وَ إِلاَمَ أُجِيبَ
وَ إِنِّي لَرَاضٍ بِحُجَّةِ اَللَّهِ عَلَيْهِمْ وَ عِلْمِهِ فِيهِمْ
التهديد بالحرب
فَإِنْ أَبَوْا أَعْطَيْتُهُمْ حَدَّ اَلسَّيْفِ
وَ كَفَى بِهِ شَافِياً مِنَ اَلْبَاطِلِ وَ نَاصِراً لِلْحَقِّ
وَ مِنَ اَلْعَجَبِ بَعْثُهُمْ إِلَيَّ أَنْ أَبْرُزَ لِلطِّعَانِ
وَ أَنْ أَصْبِرَ لِلْجِلاَدِ
هَبِلَتْهُمُ اَلْهَبُولُ
لَقَدْ كُنْتُ وَ مَا أُهَدَّدُ بِالْحَرْبِ
وَ لاَ أُرْهَبُ بِالضَّرْبِ
وَ إِنِّي لَعَلَى يَقِينٍ مِنْ رَبِّي
وَ غَيْرِ شُبْهَةٍ مِنْ دِينِي
و فيها يذم عملهم و يلزمهم دم عثمان و يتهددهم بالحرب
ذم الناكثين
أَلاَ وَ إِنَّ اَلشَّيْطَانَ قَدْ ذَمَّرَ حِزْبَهُ
وَ اِسْتَجْلَبَ جَلَبَهُ
لِيَعُودَ اَلْجَوْرُ إِلَى أَوْطَانِهِ
وَ يَرْجِعَ اَلْبَاطِلُ إِلَى نِصَابِهِ
وَ اَللَّهِ مَا أَنْكَرُوا عَلَيَّ مُنْكَراً
وَ لاَ جَعَلُوا بَيْنِي وَ بَيْنَهُمْ نَصِفاً
دم عثمان
وَ إِنَّهُمْ لَيَطْلُبُونَ حَقّاً هُمْ تَرَكُوهُ
وَ دَماً هُمْ سَفَكُوهُ
فَلَئِنْ كُنْتُ شَرِيكَهُمْ فِيهِ فَإِنَّ لَهُمْ لَنَصِيبَهُمْ مِنْهُ
وَ لَئِنْ كَانُوا وَلُوهُ دُونِي فَمَا اَلتَّبِعَةُ إِلاَّ عِنْدَهُمْ
وَ إِنَّ أَعْظَمَ حُجَّتِهِمْ لَعَلَى أَنْفُسِهِمْ
يَرْتَضِعُونَ أُمّاً قَدْ فَطَمَتْ
وَ يُحْيُونَ بِدْعَةً قَدْ أُمِيتَتْ
يَا خَيْبَةَ اَلدَّاعِي
مَنْ دَعَا
وَ إِلاَمَ أُجِيبَ
وَ إِنِّي لَرَاضٍ بِحُجَّةِ اَللَّهِ عَلَيْهِمْ وَ عِلْمِهِ فِيهِمْ
التهديد بالحرب
فَإِنْ أَبَوْا أَعْطَيْتُهُمْ حَدَّ اَلسَّيْفِ
وَ كَفَى بِهِ شَافِياً مِنَ اَلْبَاطِلِ وَ نَاصِراً لِلْحَقِّ
وَ مِنَ اَلْعَجَبِ بَعْثُهُمْ إِلَيَّ أَنْ أَبْرُزَ لِلطِّعَانِ
وَ أَنْ أَصْبِرَ لِلْجِلاَدِ
هَبِلَتْهُمُ اَلْهَبُولُ
لَقَدْ كُنْتُ وَ مَا أُهَدَّدُ بِالْحَرْبِ
وَ لاَ أُرْهَبُ بِالضَّرْبِ
وَ إِنِّي لَعَلَى يَقِينٍ مِنْ رَبِّي
وَ غَيْرِ شُبْهَةٍ مِنْ دِينِي
نهج البلاغه : خطبه ها
روانشناسى طلحه و زبير
و من كلام له عليهالسلام لما أنفذ عبد الله بن عباس إلى الزبير يستفيئه إلى طاعته قبل حرب الجمل
لاَ تَلْقَيَنَّ طَلْحَةَ
فَإِنَّكَ إِنْ تَلْقَهُ تَجِدْهُ كَالثَّوْرِ عَاقِصاً قَرْنَهُ
يَرْكَبُ اَلصَّعْبَ وَ يَقُولُ هُوَ اَلذَّلُولُ
وَ لَكِنِ اِلْقَ اَلزُّبَيْرَ
فَإِنَّهُ أَلْيَنُ عَرِيكَةً
فَقُلْ لَهُ يَقُولُ لَكَ اِبْنُ خَالِكَ عَرَفْتَنِي بِالْحِجَازِ وَ أَنْكَرْتَنِي بِالْعِرَاقِ
فَمَا عَدَا مِمَّا بَدَا
قال السيد الشريف و هو عليهالسلام أول من سمعت منه هذه الكلمة أعني فما عدا مما بدا
لاَ تَلْقَيَنَّ طَلْحَةَ
فَإِنَّكَ إِنْ تَلْقَهُ تَجِدْهُ كَالثَّوْرِ عَاقِصاً قَرْنَهُ
يَرْكَبُ اَلصَّعْبَ وَ يَقُولُ هُوَ اَلذَّلُولُ
وَ لَكِنِ اِلْقَ اَلزُّبَيْرَ
فَإِنَّهُ أَلْيَنُ عَرِيكَةً
فَقُلْ لَهُ يَقُولُ لَكَ اِبْنُ خَالِكَ عَرَفْتَنِي بِالْحِجَازِ وَ أَنْكَرْتَنِي بِالْعِرَاقِ
فَمَا عَدَا مِمَّا بَدَا
قال السيد الشريف و هو عليهالسلام أول من سمعت منه هذه الكلمة أعني فما عدا مما بدا
نهج البلاغه : خطبه ها
تعریف شبهه و روش مصون ماندن از آن
و من كلام له عليهالسلام و فيها علة تسمية الشبهة شبهة ثم بيان حال الناس فيها
وَ إِنَّمَا سُمِّيَتِ اَلشُّبْهَةُ شُبْهَةً لِأَنَّهَا تُشْبِهُ اَلْحَقَّ
فَأَمَّا أَوْلِيَاءُ اَللَّهِ فَضِيَاؤُهُمْ فِيهَا اَلْيَقِينُ
وَ دَلِيلُهُمْ سَمْتُ اَلْهُدَى
وَ أَمَّا أَعْدَاءُ اَللَّهِ فَدُعَاؤُهُمْ فِيهَا اَلضَّلاَلُ
وَ دَلِيلُهُمُ اَلْعَمَى
فَمَا يَنْجُو مِنَ اَلْمَوْتِ مَنْ خَافَهُ
وَ لاَ يُعْطَى اَلْبَقَاءَ مَنْ أَحَبَّهُ
وَ إِنَّمَا سُمِّيَتِ اَلشُّبْهَةُ شُبْهَةً لِأَنَّهَا تُشْبِهُ اَلْحَقَّ
فَأَمَّا أَوْلِيَاءُ اَللَّهِ فَضِيَاؤُهُمْ فِيهَا اَلْيَقِينُ
وَ دَلِيلُهُمْ سَمْتُ اَلْهُدَى
وَ أَمَّا أَعْدَاءُ اَللَّهِ فَدُعَاؤُهُمْ فِيهَا اَلضَّلاَلُ
وَ دَلِيلُهُمُ اَلْعَمَى
فَمَا يَنْجُو مِنَ اَلْمَوْتِ مَنْ خَافَهُ
وَ لاَ يُعْطَى اَلْبَقَاءَ مَنْ أَحَبَّهُ
نهج البلاغه : خطبه ها
فرمان خط شكنی و آزاد كردن آب فرات
و من خطبة له عليهالسلام لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليهالسلام على شريعة الفرات بصفين و منعوهم الماء
قَدِ اِسْتَطْعَمُوكُمُ اَلْقِتَالَ
فَأَقِرُّوا عَلَى مَذَلَّةٍ
وَ تَأْخِيرِ مَحَلَّةٍ
أَوْ رَوُّوا اَلسُّيُوفَ مِنَ اَلدِّمَاءِ تَرْوَوْا مِنَ اَلْمَاءِ
فَالْمَوْتُ فِي حَيَاتِكُمْ مَقْهُورِينَ
وَ اَلْحَيَاةُ فِي مَوْتِكُمْ قَاهِرِينَ
أَلاَ وَ إِنَّ مُعَاوِيَةَ قَادَ لُمَةً مِنَ اَلْغُوَاةِ
وَ عَمَّسَ عَلَيْهِمُ اَلْخَبَرَ
حَتَّى جَعَلُوا نُحُورَهُمْ أَغْرَاضَ اَلْمَنِيَّةِ
قَدِ اِسْتَطْعَمُوكُمُ اَلْقِتَالَ
فَأَقِرُّوا عَلَى مَذَلَّةٍ
وَ تَأْخِيرِ مَحَلَّةٍ
أَوْ رَوُّوا اَلسُّيُوفَ مِنَ اَلدِّمَاءِ تَرْوَوْا مِنَ اَلْمَاءِ
فَالْمَوْتُ فِي حَيَاتِكُمْ مَقْهُورِينَ
وَ اَلْحَيَاةُ فِي مَوْتِكُمْ قَاهِرِينَ
أَلاَ وَ إِنَّ مُعَاوِيَةَ قَادَ لُمَةً مِنَ اَلْغُوَاةِ
وَ عَمَّسَ عَلَيْهِمُ اَلْخَبَرَ
حَتَّى جَعَلُوا نُحُورَهُمْ أَغْرَاضَ اَلْمَنِيَّةِ
نهج البلاغه : خطبه ها
آموزش تاكتيك هاى نظامى
و من كلام له عليهالسلام في تعليم الحرب و المقاتلة
و المشهور أنه قاله لأصحابه ليلة الهرير أو أول اللقاء بصفين
مَعَاشِرَ اَلْمُسْلِمِينَ
اِسْتَشْعِرُوا اَلْخَشْيَةَ
وَ تَجَلْبَبُوا اَلسَّكِينَةَ
وَ عَضُّوا عَلَى اَلنَّوَاجِذِ
فَإِنَّهُ أَنْبَى لِلسُّيُوفِ عَنِ اَلْهَامِ
وَ أَكْمِلُوا اَللَّأْمَةَ
وَ قَلْقِلُوا اَلسُّيُوفَ فِي أَغْمَادِهَا قَبْلَ سَلِّهَا
وَ اِلْحَظُوا اَلْخَزْرَ
وَ اُطْعُنُوا اَلشَّزْرَ
وَ نَافِحُوا بِالظُّبَا
وَ صِلُوا اَلسُّيُوفَ بِالْخُطَا
وَ اِعْلَمُوا أَنَّكُمْ بِعَيْنِ اَللَّهِ
وَ مَعَ اِبْنِ عَمِّ رَسُولِ اَللَّهِ
فَعَاوِدُوا اَلْكَرَّ
وَ اِسْتَحْيُوا مِنَ اَلْفَرِّ
فَإِنَّهُ عَارٌ فِي اَلْأَعْقَابِ
وَ نَارٌ يَوْمَ اَلْحِسَابِ
وَ طِيبُوا عَنْ أَنْفُسِكُمْ نَفْساً
وَ اِمْشُوا إِلَى اَلْمَوْتِ مَشْياً سُجُحاً
وَ عَلَيْكُمْ بِهَذَا اَلسَّوَادِ اَلْأَعْظَمِ
وَ اَلرِّوَاقِ اَلْمُطَنَّبِ
فَاضْرِبُوا ثَبَجَهُ
فَإِنَّ اَلشَّيْطَانَ كَامِنٌ فِي كِسْرِهِ
وَ قَدْ قَدَّمَ لِلْوَثْبَةِ يَداً
وَ أَخَّرَ لِلنُّكُوصِ رِجْلاً
فَصَمْداً صَمْداً
حَتَّى يَنْجَلِيَ لَكُمْ عَمُودُ اَلْحَقِّ وَ أَنْتُمُ اَلْأَعْلَوْنَ
وَ اَللّٰهُ مَعَكُمْ وَ لَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمٰالَكُمْ
و المشهور أنه قاله لأصحابه ليلة الهرير أو أول اللقاء بصفين
مَعَاشِرَ اَلْمُسْلِمِينَ
اِسْتَشْعِرُوا اَلْخَشْيَةَ
وَ تَجَلْبَبُوا اَلسَّكِينَةَ
وَ عَضُّوا عَلَى اَلنَّوَاجِذِ
فَإِنَّهُ أَنْبَى لِلسُّيُوفِ عَنِ اَلْهَامِ
وَ أَكْمِلُوا اَللَّأْمَةَ
وَ قَلْقِلُوا اَلسُّيُوفَ فِي أَغْمَادِهَا قَبْلَ سَلِّهَا
وَ اِلْحَظُوا اَلْخَزْرَ
وَ اُطْعُنُوا اَلشَّزْرَ
وَ نَافِحُوا بِالظُّبَا
وَ صِلُوا اَلسُّيُوفَ بِالْخُطَا
وَ اِعْلَمُوا أَنَّكُمْ بِعَيْنِ اَللَّهِ
وَ مَعَ اِبْنِ عَمِّ رَسُولِ اَللَّهِ
فَعَاوِدُوا اَلْكَرَّ
وَ اِسْتَحْيُوا مِنَ اَلْفَرِّ
فَإِنَّهُ عَارٌ فِي اَلْأَعْقَابِ
وَ نَارٌ يَوْمَ اَلْحِسَابِ
وَ طِيبُوا عَنْ أَنْفُسِكُمْ نَفْساً
وَ اِمْشُوا إِلَى اَلْمَوْتِ مَشْياً سُجُحاً
وَ عَلَيْكُمْ بِهَذَا اَلسَّوَادِ اَلْأَعْظَمِ
وَ اَلرِّوَاقِ اَلْمُطَنَّبِ
فَاضْرِبُوا ثَبَجَهُ
فَإِنَّ اَلشَّيْطَانَ كَامِنٌ فِي كِسْرِهِ
وَ قَدْ قَدَّمَ لِلْوَثْبَةِ يَداً
وَ أَخَّرَ لِلنُّكُوصِ رِجْلاً
فَصَمْداً صَمْداً
حَتَّى يَنْجَلِيَ لَكُمْ عَمُودُ اَلْحَقِّ وَ أَنْتُمُ اَلْأَعْلَوْنَ
وَ اَللّٰهُ مَعَكُمْ وَ لَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمٰالَكُمْ
نهج البلاغه : خطبه ها
رد استدلال انصار و قريش در سقیفه
و من كلام له عليهالسلام قالوا لما انتهت إلى أمير المؤمنين عليهالسلام أنباء السقيفة بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
قال عليهالسلام ما قالت الأنصار
قالوا قالت منا أمير و منكم أمير قال عليهالسلام
فَهَلاَّ اِحْتَجَجْتُمْ عَلَيْهِمْ بِأَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صلىاللهعليهوسلم وَصَّى بِأَنْ يُحْسَنَ إِلَى مُحْسِنِهِمْ
وَ يُتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ
قَالُوا وَ مَا فِي هَذَا مِنَ اَلْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ
فَقَالَ عليهالسلام لَوْ كَانَتِ اَلْإِمَامَةُ فِيهِمْ لَمْ تَكُنِ اَلْوَصِيَّةُ بِهِمْ
ثُمَّ قَالَ عليهالسلام فَمَا ذَا قَالَتْ قُرَيْشٌ
قَالُوا اِحْتَجَّتْ بِأَنَّهَا شَجَرَةُ اَلرَّسُولِ صلىاللهعليهوسلم
فَقَالَ عليهالسلام اِحْتَجُّوا بِالشَّجَرَةِ
وَ أَضَاعُوا اَلثَّمَرَةَ
قال عليهالسلام ما قالت الأنصار
قالوا قالت منا أمير و منكم أمير قال عليهالسلام
فَهَلاَّ اِحْتَجَجْتُمْ عَلَيْهِمْ بِأَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صلىاللهعليهوسلم وَصَّى بِأَنْ يُحْسَنَ إِلَى مُحْسِنِهِمْ
وَ يُتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ
قَالُوا وَ مَا فِي هَذَا مِنَ اَلْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ
فَقَالَ عليهالسلام لَوْ كَانَتِ اَلْإِمَامَةُ فِيهِمْ لَمْ تَكُنِ اَلْوَصِيَّةُ بِهِمْ
ثُمَّ قَالَ عليهالسلام فَمَا ذَا قَالَتْ قُرَيْشٌ
قَالُوا اِحْتَجَّتْ بِأَنَّهَا شَجَرَةُ اَلرَّسُولِ صلىاللهعليهوسلم
فَقَالَ عليهالسلام اِحْتَجُّوا بِالشَّجَرَةِ
وَ أَضَاعُوا اَلثَّمَرَةَ
نهج البلاغه : خطبه ها
توصیف خداوند متعال
و من خطبة له عليهالسلام و فيها يصف اللّه تعالى
ثم يبين فضل الرسول الكريم و أهل بيته ثم يعظ الناس
اللّه تعالى فَتَبَارَكَ اَللَّهُ اَلَّذِي لاَ يَبْلُغُهُ بُعْدُ اَلْهِمَمِ
وَ لاَ يَنَالُهُ حَدْسُ اَلْفِطَنِ
اَلْأَوَّلُ اَلَّذِي لاَ غَايَةَ لَهُ فَيَنْتَهِيَ
وَ لاَ آخِرَ لَهُ فَيَنْقَضِيَ
و منها في وصف الأنبياء
فَاسْتَوْدَعَهُمْ فِي أَفْضَلِ مُسْتَوْدَعٍ
وَ أَقَرَّهُمْ فِي خَيْرِ مُسْتَقَرٍّ
تَنَاسَخَتْهُمْ كَرَائِمُ اَلْأَصْلاَبِ إِلَى مُطَهَّرَاتِ اَلْأَرْحَامِ
كُلَّمَا مَضَى مِنْهُمْ سَلَفٌ قَامَ مِنْهُمْ بِدِينِ اَللَّهِ خَلَفٌ
رسول اللّه و آل بيته
حَتَّى أَفْضَتْ كَرَامَةُ اَللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى إِلَى مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله
فَأَخْرَجَهُ مِنْ أَفْضَلِ اَلْمَعَادِنِ مَنْبِتاً
وَ أَعَزِّ اَلْأَرُومَاتِ مَغْرِساً
مِنَ اَلشَّجَرَةِ اَلَّتِي صَدَعَ مِنْهَا أَنْبِيَاءَهُ
وَ اِنْتَجَبَ مِنْهَا أُمَنَاءَهُ
عِتْرَتُهُ خَيْرُ اَلْعِتَرِ
وَ أُسْرَتُهُ خَيْرُ اَلْأُسَرِ
وَ شَجَرَتُهُ خَيْرُ اَلشَّجَرِ
نَبَتَتْ فِي حَرَمٍ
وَ بَسَقَتْ فِي كَرَمٍ
لَهَا فُرُوعٌ طِوَالٌ
وَ ثَمَرٌ لاَ يُنَالُ
فَهُوَ إِمَامُ مَنِ اِتَّقَى
وَ بَصِيرَةُ مَنِ اِهْتَدَى
سِرَاجٌ لَمَعَ ضَوْؤُهُ
وَ شِهَابٌ سَطَعَ نُورُهُ
وَ زَنْدٌ بَرَقَ لَمْعُهُ
سِيرَتُهُ اَلْقَصْدُ
وَ سُنَّتُهُ اَلرُّشْدُ
وَ كَلاَمُهُ اَلْفَصْلُ
وَ حُكْمُهُ اَلْعَدْلُ
أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ اَلرُّسُلِ
وَ هَفْوَةٍ عَنِ اَلْعَمَلِ
وَ غَبَاوَةٍ مِنَ اَلْأُمَمِ
عظة الناس
اِعْمَلُوا رَحِمَكُمُ اَللَّهُ عَلَى أَعْلاَمٍ بَيِّنَةٍ
فَالطَّرِيقُ نَهْجٌ يَدْعُوا إِلىٰ دٰارِ اَلسَّلاٰمِ
وَ أَنْتُمْ فِي دَارِ مُسْتَعْتَبٍ عَلَى مَهَلٍ وَ فَرَاغٍ
وَ اَلصُّحُفُ مَنْشُورَةٌ
وَ اَلْأَقْلاَمُ جَارِيَةٌ
وَ اَلْأَبْدَانُ صَحِيحَةٌ
وَ اَلْأَلْسُنُ مُطْلَقَةٌ
وَ اَلتَّوْبَةُ مَسْمُوعَةٌ
وَ اَلْأَعْمَالُ مَقْبُولَةٌ
ثم يبين فضل الرسول الكريم و أهل بيته ثم يعظ الناس
اللّه تعالى فَتَبَارَكَ اَللَّهُ اَلَّذِي لاَ يَبْلُغُهُ بُعْدُ اَلْهِمَمِ
وَ لاَ يَنَالُهُ حَدْسُ اَلْفِطَنِ
اَلْأَوَّلُ اَلَّذِي لاَ غَايَةَ لَهُ فَيَنْتَهِيَ
وَ لاَ آخِرَ لَهُ فَيَنْقَضِيَ
و منها في وصف الأنبياء
فَاسْتَوْدَعَهُمْ فِي أَفْضَلِ مُسْتَوْدَعٍ
وَ أَقَرَّهُمْ فِي خَيْرِ مُسْتَقَرٍّ
تَنَاسَخَتْهُمْ كَرَائِمُ اَلْأَصْلاَبِ إِلَى مُطَهَّرَاتِ اَلْأَرْحَامِ
كُلَّمَا مَضَى مِنْهُمْ سَلَفٌ قَامَ مِنْهُمْ بِدِينِ اَللَّهِ خَلَفٌ
رسول اللّه و آل بيته
حَتَّى أَفْضَتْ كَرَامَةُ اَللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى إِلَى مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله
فَأَخْرَجَهُ مِنْ أَفْضَلِ اَلْمَعَادِنِ مَنْبِتاً
وَ أَعَزِّ اَلْأَرُومَاتِ مَغْرِساً
مِنَ اَلشَّجَرَةِ اَلَّتِي صَدَعَ مِنْهَا أَنْبِيَاءَهُ
وَ اِنْتَجَبَ مِنْهَا أُمَنَاءَهُ
عِتْرَتُهُ خَيْرُ اَلْعِتَرِ
وَ أُسْرَتُهُ خَيْرُ اَلْأُسَرِ
وَ شَجَرَتُهُ خَيْرُ اَلشَّجَرِ
نَبَتَتْ فِي حَرَمٍ
وَ بَسَقَتْ فِي كَرَمٍ
لَهَا فُرُوعٌ طِوَالٌ
وَ ثَمَرٌ لاَ يُنَالُ
فَهُوَ إِمَامُ مَنِ اِتَّقَى
وَ بَصِيرَةُ مَنِ اِهْتَدَى
سِرَاجٌ لَمَعَ ضَوْؤُهُ
وَ شِهَابٌ سَطَعَ نُورُهُ
وَ زَنْدٌ بَرَقَ لَمْعُهُ
سِيرَتُهُ اَلْقَصْدُ
وَ سُنَّتُهُ اَلرُّشْدُ
وَ كَلاَمُهُ اَلْفَصْلُ
وَ حُكْمُهُ اَلْعَدْلُ
أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ اَلرُّسُلِ
وَ هَفْوَةٍ عَنِ اَلْعَمَلِ
وَ غَبَاوَةٍ مِنَ اَلْأُمَمِ
عظة الناس
اِعْمَلُوا رَحِمَكُمُ اَللَّهُ عَلَى أَعْلاَمٍ بَيِّنَةٍ
فَالطَّرِيقُ نَهْجٌ يَدْعُوا إِلىٰ دٰارِ اَلسَّلاٰمِ
وَ أَنْتُمْ فِي دَارِ مُسْتَعْتَبٍ عَلَى مَهَلٍ وَ فَرَاغٍ
وَ اَلصُّحُفُ مَنْشُورَةٌ
وَ اَلْأَقْلاَمُ جَارِيَةٌ
وَ اَلْأَبْدَانُ صَحِيحَةٌ
وَ اَلْأَلْسُنُ مُطْلَقَةٌ
وَ اَلتَّوْبَةُ مَسْمُوعَةٌ
وَ اَلْأَعْمَالُ مَقْبُولَةٌ
نهج البلاغه : خطبه ها
تداوم امامت تا ظهور امام زمان عليه السلام
و من خطبة له عليهالسلام في رسول اللّه و أهل بيته
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلنَّاشِرِ فِي اَلْخَلْقِ فَضْلَهُ
وَ اَلْبَاسِطِ فِيهِمْ بِالْجُودِ يَدَهُ
نَحْمَدُهُ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ
وَ نَسْتَعِينُهُ عَلَى رِعَايَةِ حُقُوقِهِ
وَ نَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ
وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ
أَرْسَلَهُ بِأَمْرِهِ صَادِعاً
وَ بِذِكْرِهِ نَاطِقاً
فَأَدَّى أَمِيناً
وَ مَضَى رَشِيداً
وَ خَلَّفَ فِينَا رَايَةَ اَلْحَقِّ
مَنْ تَقَدَّمَهَا مَرَقَ
وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا زَهَقَ
وَ مَنْ لَزِمَهَا لَحِقَ
دَلِيلُهَا مَكِيثُ اَلْكَلاَمِ
بَطِيءُ اَلْقِيَامِ
سَرِيعٌ إِذَا قَامَ
فَإِذَا أَنْتُمْ أَلَنْتُمْ لَهُ رِقَابَكُمْ
وَ أَشَرْتُمْ إِلَيْهِ بِأَصَابِعِكُمْ
جَاءَهُ اَلْمَوْتُ فَذَهَبَ بِهِ
فَلَبِثْتُمْ بَعْدَهُ مَا شَاءَ اَللَّهُ حَتَّى يُطْلِعَ اَللَّهُ لَكُمْ مَنْ يَجْمَعُكُمْ
وَ يَضُمُّ نَشْرَكُمْ
فَلاَ تَطْمَعُوا فِي غَيْرِ مُقْبِلٍ
وَ لاَ تَيْأَسُوا مِنْ مُدْبِرٍ
فَإِنَّ اَلْمُدْبِرَ عَسَى أَنْ تَزِلَّ بِهِ إِحْدَى قَائِمَتَيْهِ وَ تَثْبُتَ اَلْأُخْرَى
فَتَرْجِعَا حَتَّى تَثْبُتَا جَمِيعاً
أَلاَ إِنَّ مَثَلَ آلِ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله كَمَثَلِ نُجُومِ اَلسَّمَاءِ
إِذَا خَوَى نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ
فَكَأَنَّكُمْ قَدْ تَكَامَلَتْ مِنَ اَللَّهِ فِيكُمُ اَلصَّنَائِعُ
وَ أَرَاكُمْ مَا كُنْتُمْ تَأْمُلُونَ
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلنَّاشِرِ فِي اَلْخَلْقِ فَضْلَهُ
وَ اَلْبَاسِطِ فِيهِمْ بِالْجُودِ يَدَهُ
نَحْمَدُهُ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ
وَ نَسْتَعِينُهُ عَلَى رِعَايَةِ حُقُوقِهِ
وَ نَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ
وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ
أَرْسَلَهُ بِأَمْرِهِ صَادِعاً
وَ بِذِكْرِهِ نَاطِقاً
فَأَدَّى أَمِيناً
وَ مَضَى رَشِيداً
وَ خَلَّفَ فِينَا رَايَةَ اَلْحَقِّ
مَنْ تَقَدَّمَهَا مَرَقَ
وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا زَهَقَ
وَ مَنْ لَزِمَهَا لَحِقَ
دَلِيلُهَا مَكِيثُ اَلْكَلاَمِ
بَطِيءُ اَلْقِيَامِ
سَرِيعٌ إِذَا قَامَ
فَإِذَا أَنْتُمْ أَلَنْتُمْ لَهُ رِقَابَكُمْ
وَ أَشَرْتُمْ إِلَيْهِ بِأَصَابِعِكُمْ
جَاءَهُ اَلْمَوْتُ فَذَهَبَ بِهِ
فَلَبِثْتُمْ بَعْدَهُ مَا شَاءَ اَللَّهُ حَتَّى يُطْلِعَ اَللَّهُ لَكُمْ مَنْ يَجْمَعُكُمْ
وَ يَضُمُّ نَشْرَكُمْ
فَلاَ تَطْمَعُوا فِي غَيْرِ مُقْبِلٍ
وَ لاَ تَيْأَسُوا مِنْ مُدْبِرٍ
فَإِنَّ اَلْمُدْبِرَ عَسَى أَنْ تَزِلَّ بِهِ إِحْدَى قَائِمَتَيْهِ وَ تَثْبُتَ اَلْأُخْرَى
فَتَرْجِعَا حَتَّى تَثْبُتَا جَمِيعاً
أَلاَ إِنَّ مَثَلَ آلِ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله كَمَثَلِ نُجُومِ اَلسَّمَاءِ
إِذَا خَوَى نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ
فَكَأَنَّكُمْ قَدْ تَكَامَلَتْ مِنَ اَللَّهِ فِيكُمُ اَلصَّنَائِعُ
وَ أَرَاكُمْ مَا كُنْتُمْ تَأْمُلُونَ
نهج البلاغه : خطبه ها
ره آورد بعثت پيامبر
و من خطبة له عليهالسلام
أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآله وَ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ اَلْعَرَبِ يَقْرَأُ كِتَاباً
وَ لاَ يَدَّعِي نُبُوَّةً وَ لاَ وَحْياً
فَقَاتَلَ بِمَنْ أَطَاعَهُ مَنْ عَصَاهُ
يَسُوقُهُمْ إِلَى مَنْجَاتِهِمْ
وَ يُبَادِرُ بِهِمُ اَلسَّاعَةَ أَنْ تَنْزِلَ بِهِمْ
يَحْسِرُ اَلْحَسِيرُ
وَ يَقِفُ اَلْكَسِيرُ
فَيُقِيمُ عَلَيْهِ حَتَّى يُلْحِقَهُ غَايَتَهُ إِلاَّ هَالِكاً لاَ خَيْرَ فِيهِ
حَتَّى أَرَاهُمْ مَنْجَاتَهُمْ
وَ بَوَّأَهُمْ مَحَلَّتَهُمْ
فَاسْتَدَارَتْ رَحَاهُمْ
وَ اِسْتَقَامَتْ قَنَاتُهُمْ
وَ اَيْمُ اَللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ مِنْ سَاقَتِهَا حَتَّى تَوَلَّتْ بِحَذَافِيرِهَا
وَ اِسْتَوْسَقَتْ فِي قِيَادِهَا
مَا ضَعُفْتُ وَ لاَ جَبُنْتُ وَ لاَ خُنْتُ وَ لاَ وَهَنْتُ
وَ اَيْمُ اَللَّهِ لَأَبْقُرَنَّ اَلْبَاطِلَ حَتَّى أُخْرِجَ اَلْحَقَّ مِنْ خَاصِرَتِهِ
قال السيد الشريف الرضي و قد تقدم مختار هذه الخطبة
إلا أنني وجدتها في هذه الرواية على خلاف ما سبق من زيادة و نقصان
فأوجبت الحال إثباتها ثانية
أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآله وَ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ اَلْعَرَبِ يَقْرَأُ كِتَاباً
وَ لاَ يَدَّعِي نُبُوَّةً وَ لاَ وَحْياً
فَقَاتَلَ بِمَنْ أَطَاعَهُ مَنْ عَصَاهُ
يَسُوقُهُمْ إِلَى مَنْجَاتِهِمْ
وَ يُبَادِرُ بِهِمُ اَلسَّاعَةَ أَنْ تَنْزِلَ بِهِمْ
يَحْسِرُ اَلْحَسِيرُ
وَ يَقِفُ اَلْكَسِيرُ
فَيُقِيمُ عَلَيْهِ حَتَّى يُلْحِقَهُ غَايَتَهُ إِلاَّ هَالِكاً لاَ خَيْرَ فِيهِ
حَتَّى أَرَاهُمْ مَنْجَاتَهُمْ
وَ بَوَّأَهُمْ مَحَلَّتَهُمْ
فَاسْتَدَارَتْ رَحَاهُمْ
وَ اِسْتَقَامَتْ قَنَاتُهُمْ
وَ اَيْمُ اَللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ مِنْ سَاقَتِهَا حَتَّى تَوَلَّتْ بِحَذَافِيرِهَا
وَ اِسْتَوْسَقَتْ فِي قِيَادِهَا
مَا ضَعُفْتُ وَ لاَ جَبُنْتُ وَ لاَ خُنْتُ وَ لاَ وَهَنْتُ
وَ اَيْمُ اَللَّهِ لَأَبْقُرَنَّ اَلْبَاطِلَ حَتَّى أُخْرِجَ اَلْحَقَّ مِنْ خَاصِرَتِهِ
قال السيد الشريف الرضي و قد تقدم مختار هذه الخطبة
إلا أنني وجدتها في هذه الرواية على خلاف ما سبق من زيادة و نقصان
فأوجبت الحال إثباتها ثانية
نهج البلاغه : خطبه ها
بیان ويژگى هاى پيامبر ص و ظلم بنیامیه موعظه مردم
و من خطبة له عليهالسلام في بعض صفات الرسول الكريم
و تهديد بني أمية و عظة الناس
الرسول الكريم حَتَّى بَعَثَ اَللَّهُ مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآله شَهِيداً وَ بَشِيراً وَ نَذِيراً
خَيْرَ اَلْبَرِيَّةِ طِفْلاً
وَ أَنْجَبَهَا كَهْلاً
وَ أَطْهَرَ اَلْمُطَهَّرِينَ شِيمَةً
وَ أَجْوَدَ اَلْمُسْتَمْطَرِينَ دِيمَةً
بنو أمية فَمَا اِحْلَوْلَتْ لَكُمُ اَلدُّنْيَا فِي لَذَّتِهَا
وَ لاَ تَمَكَّنْتُمْ مِنْ رَضَاعِ أَخْلاَفِهَا
إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا صَادَفْتُمُوهَا
جَائِلاً خِطَامُهَا
قَلِقاً وَضِينُهَا
قَدْ صَارَ حَرَامُهَا عِنْدَ أَقْوَامٍ بِمَنْزِلَةِ اَلسِّدْرِ اَلْمَخْضُودِ
وَ حَلاَلُهَا بَعِيداً غَيْرَ مَوْجُودٍ
وَ صَادَفْتُمُوهَا وَ اَللَّهِ ظِلاًّ مَمْدُوداً إِلَى أَجْلٍ مَعْدُودٍ
فَالْأَرْضُ لَكُمْ شَاغِرَةٌ
وَ أَيْدِيكُمْ فِيهَا مَبْسُوطَةٌ
وَ أَيْدِي اَلْقَادَةِ عَنْكُمْ مَكْفُوفَةٌ
وَ سُيُوفُكُمْ عَلَيْهِمْ مُسَلَّطَةٌ
وَ سُيُوفُهُمْ عَنْكُمْ مَقْبُوضَةٌ
أَلاَ وَ إِنَّ لِكُلِّ دَمٍ ثَائِراً
وَ لِكُلِّ حَقٍّ طَالِباً
وَ إِنَّ اَلثَّائِرَ فِي دِمَائِنَا كَالْحَاكِمِ فِي حَقِّ نَفْسِهِ
وَ هُوَ اَللَّهُ اَلَّذِي لاَ يُعْجِزُهُ مَنْ طَلَبَ
وَ لاَ يَفُوتُهُ مَنْ هَرَبَ
فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ يَا بَنِي أُمَيَّةَ عَمَّا قَلِيلٍ لَتَعْرِفُنَّهَا فِي أَيْدِي غَيْرِكُمْ وَ فِي دَارِ عَدُوِّكُمْ
أَلاَ إِنَّ أَبْصَرَ اَلْأَبْصَارِ مَا نَفَذَ فِي اَلْخَيْرِ طَرْفُهُ
أَلاَ إِنَّ أَسْمَعَ اَلْأَسْمَاعِ مَا وَعَى اَلتَّذْكِيرَ وَ قَبِلَهُ
وعظ الناس
أَيُّهَا اَلنَّاسُ اِسْتَصْبِحُوا مِنْ شُعْلَةِ مِصْبَاحٍ وَاعِظٍ مُتَّعِظٍ
وَ اِمْتَاحُوا مِنْ صَفْوِ عَيْنٍ قَدْ رُوِّقَتْ مِنَ اَلْكَدَرِ
عِبَادَ اَللَّهِ لاَ تَرْكَنُوا إِلَى جَهَالَتِكُمْ
وَ لاَ تَنْقَادُوا لِأَهْوَائِكُمْ
فَإِنَّ اَلنَّازِلَ بِهَذَا اَلْمَنْزِلِ نَازِلٌ بِشَفَا جُرُفٍ هَارٍ
يَنْقُلُ اَلرَّدَى عَلَى ظَهْرِهِ مِنْ مَوْضِعٍ
إِلَى مَوْضِعٍ لِرَأْيٍ يُحْدِثُهُ بَعْدَ رَأْيٍ
يُرِيدُ أَنْ يُلْصِقَ مَا لاَ يَلْتَصِقُ
وَ يُقَرِّبَ مَا لاَ يَتَقَارَبُ
فَاللَّهَ اَللَّهَ أَنْ تَشْكُوا إِلَى مَنْ لاَ يُشْكِي شَجْوَكُمْ
وَ لاَ يَنْقُضُ بِرَأْيِهِ مَا قَدْ أَبْرَمَ لَكُمْ
إِنَّهُ لَيْسَ عَلَى اَلْإِمَامِ إِلاَّ مَا حُمِّلَ مِنْ أَمْرِ رَبِّهِ
اَلْإِبْلاَغُ فِي اَلْمَوْعِظَةِ
وَ اَلاِجْتِهَادُ فِي اَلنَّصِيحَةِ
وَ اَلْإِحْيَاءُ لِلسُّنَّةِ
وَ إِقَامَةُ اَلْحُدُودِ عَلَى مُسْتَحِقِّيهَا
وَ إِصْدَارُ اَلسُّهْمَانِ عَلَى أَهْلِهَا
فَبَادِرُوا اَلْعِلْمَ مِنْ قَبْلِ تَصْوِيحِ نَبْتِهِ
وَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُشْغَلُوا بِأَنْفُسِكُمْ عَنْ مُسْتَثَارِ اَلْعِلْمِ مِنْ عِنْدِ أَهْلِهِ
وَ اِنْهَوْا عَنِ اَلْمُنْكَرِ وَ تَنَاهَوْا عَنْهُ
فَإِنَّمَا أُمِرْتُمْ بِالنَّهْيِ بَعْدَ اَلتَّنَاهِي
و تهديد بني أمية و عظة الناس
الرسول الكريم حَتَّى بَعَثَ اَللَّهُ مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآله شَهِيداً وَ بَشِيراً وَ نَذِيراً
خَيْرَ اَلْبَرِيَّةِ طِفْلاً
وَ أَنْجَبَهَا كَهْلاً
وَ أَطْهَرَ اَلْمُطَهَّرِينَ شِيمَةً
وَ أَجْوَدَ اَلْمُسْتَمْطَرِينَ دِيمَةً
بنو أمية فَمَا اِحْلَوْلَتْ لَكُمُ اَلدُّنْيَا فِي لَذَّتِهَا
وَ لاَ تَمَكَّنْتُمْ مِنْ رَضَاعِ أَخْلاَفِهَا
إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا صَادَفْتُمُوهَا
جَائِلاً خِطَامُهَا
قَلِقاً وَضِينُهَا
قَدْ صَارَ حَرَامُهَا عِنْدَ أَقْوَامٍ بِمَنْزِلَةِ اَلسِّدْرِ اَلْمَخْضُودِ
وَ حَلاَلُهَا بَعِيداً غَيْرَ مَوْجُودٍ
وَ صَادَفْتُمُوهَا وَ اَللَّهِ ظِلاًّ مَمْدُوداً إِلَى أَجْلٍ مَعْدُودٍ
فَالْأَرْضُ لَكُمْ شَاغِرَةٌ
وَ أَيْدِيكُمْ فِيهَا مَبْسُوطَةٌ
وَ أَيْدِي اَلْقَادَةِ عَنْكُمْ مَكْفُوفَةٌ
وَ سُيُوفُكُمْ عَلَيْهِمْ مُسَلَّطَةٌ
وَ سُيُوفُهُمْ عَنْكُمْ مَقْبُوضَةٌ
أَلاَ وَ إِنَّ لِكُلِّ دَمٍ ثَائِراً
وَ لِكُلِّ حَقٍّ طَالِباً
وَ إِنَّ اَلثَّائِرَ فِي دِمَائِنَا كَالْحَاكِمِ فِي حَقِّ نَفْسِهِ
وَ هُوَ اَللَّهُ اَلَّذِي لاَ يُعْجِزُهُ مَنْ طَلَبَ
وَ لاَ يَفُوتُهُ مَنْ هَرَبَ
فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ يَا بَنِي أُمَيَّةَ عَمَّا قَلِيلٍ لَتَعْرِفُنَّهَا فِي أَيْدِي غَيْرِكُمْ وَ فِي دَارِ عَدُوِّكُمْ
أَلاَ إِنَّ أَبْصَرَ اَلْأَبْصَارِ مَا نَفَذَ فِي اَلْخَيْرِ طَرْفُهُ
أَلاَ إِنَّ أَسْمَعَ اَلْأَسْمَاعِ مَا وَعَى اَلتَّذْكِيرَ وَ قَبِلَهُ
وعظ الناس
أَيُّهَا اَلنَّاسُ اِسْتَصْبِحُوا مِنْ شُعْلَةِ مِصْبَاحٍ وَاعِظٍ مُتَّعِظٍ
وَ اِمْتَاحُوا مِنْ صَفْوِ عَيْنٍ قَدْ رُوِّقَتْ مِنَ اَلْكَدَرِ
عِبَادَ اَللَّهِ لاَ تَرْكَنُوا إِلَى جَهَالَتِكُمْ
وَ لاَ تَنْقَادُوا لِأَهْوَائِكُمْ
فَإِنَّ اَلنَّازِلَ بِهَذَا اَلْمَنْزِلِ نَازِلٌ بِشَفَا جُرُفٍ هَارٍ
يَنْقُلُ اَلرَّدَى عَلَى ظَهْرِهِ مِنْ مَوْضِعٍ
إِلَى مَوْضِعٍ لِرَأْيٍ يُحْدِثُهُ بَعْدَ رَأْيٍ
يُرِيدُ أَنْ يُلْصِقَ مَا لاَ يَلْتَصِقُ
وَ يُقَرِّبَ مَا لاَ يَتَقَارَبُ
فَاللَّهَ اَللَّهَ أَنْ تَشْكُوا إِلَى مَنْ لاَ يُشْكِي شَجْوَكُمْ
وَ لاَ يَنْقُضُ بِرَأْيِهِ مَا قَدْ أَبْرَمَ لَكُمْ
إِنَّهُ لَيْسَ عَلَى اَلْإِمَامِ إِلاَّ مَا حُمِّلَ مِنْ أَمْرِ رَبِّهِ
اَلْإِبْلاَغُ فِي اَلْمَوْعِظَةِ
وَ اَلاِجْتِهَادُ فِي اَلنَّصِيحَةِ
وَ اَلْإِحْيَاءُ لِلسُّنَّةِ
وَ إِقَامَةُ اَلْحُدُودِ عَلَى مُسْتَحِقِّيهَا
وَ إِصْدَارُ اَلسُّهْمَانِ عَلَى أَهْلِهَا
فَبَادِرُوا اَلْعِلْمَ مِنْ قَبْلِ تَصْوِيحِ نَبْتِهِ
وَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُشْغَلُوا بِأَنْفُسِكُمْ عَنْ مُسْتَثَارِ اَلْعِلْمِ مِنْ عِنْدِ أَهْلِهِ
وَ اِنْهَوْا عَنِ اَلْمُنْكَرِ وَ تَنَاهَوْا عَنْهُ
فَإِنَّمَا أُمِرْتُمْ بِالنَّهْيِ بَعْدَ اَلتَّنَاهِي
نهج البلاغه : خطبه ها
بیان فضیلت های هاى پيامبر ص و برتری اسلام سرزنش یاران
و من خطبة له عليهالسلام و فيها يبين فضل الإسلام
و يذكر الرسول الكريم
ثم يلوم أصحابه
دين الإسلام اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي شَرَعَ اَلْإِسْلاَمَ
فَسَهَّلَ شَرَائِعَهُ لِمَنْ وَرَدَهُ
وَ أَعَزَّ أَرْكَانَهُ عَلَى مَنْ غَالَبَهُ
فَجَعَلَهُ أَمْناً لِمَنْ عَلِقَهُ
وَ سِلْماً لِمَنْ دَخَلَهُ
وَ بُرْهَاناً لِمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ
وَ شَاهِداً لِمَنْ خَاصَمَ عَنْهُ
وَ نُوراً لِمَنِ اِسْتَضَاءَ بِهِ
وَ فَهْماً لِمَنْ عَقَلَ
وَ لُبّاً لِمَنْ تَدَبَّرَ
وَ آيَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ
وَ تَبْصِرَةً لِمَنْ عَزَمَ
وَ عِبْرَةً لِمَنِ اِتَّعَظَ
وَ نَجَاةً لِمَنْ صَدَّقَ
وَ ثِقَةً لِمَنْ تَوَكَّلَ
وَ رَاحَةً لِمَنْ فَوَّضَ
وَ جُنَّةً لِمَنْ صَبَرَ
فَهُوَ أَبْلَجُ اَلْمَنَاهِجِ
وَ أَوْضَحُ اَلْوَلاَئِجِ
مُشْرَفُ اَلْمَنَارِ
مُشْرِقُ اَلْجَوَادِّ
مُضِيءُ اَلْمَصَابِيحِ
كَرِيمُ اَلْمِضْمَارِ
رَفِيعُ اَلْغَايَةِ
جَامِعُ اَلْحَلْبَةِ
مُتَنَافِسُ اَلسُّبْقَةِ
شَرِيفُ اَلْفُرْسَانِ
اَلتَّصْدِيقُ مِنْهَاجُهُ
وَ اَلصَّالِحَاتُ مَنَارُهُ
وَ اَلْمَوْتُ غَايَتُهُ
وَ اَلدُّنْيَا مِضْمَارُهُ
وَ اَلْقِيَامَةُ حَلْبَتُهُ
وَ اَلْجَنَّةُ سُبْقَتُهُ
و منها في ذكر النبي صلىاللهعليهوآله
حَتَّى أَوْرَى قَبَساً لِقَابِسٍ
وَ أَنَارَ عَلَماً لِحَابِسٍ
فَهُوَ أَمِينُكَ اَلْمَأْمُونُ
وَ شَهِيدُكَ يَوْمَ اَلدِّينِ
وَ بَعِيثُكَ نِعْمَةً
وَ رَسُولُكَ بِالْحَقِّ رَحْمَةً
اَللَّهُمَّ اِقْسِمْ لَهُ مَقْسَماً مِنْ عَدْلِكَ
وَ اِجْزِهِ مُضَعَّفَاتِ اَلْخَيْرِ مِنْ فَضْلِكَ
اَللَّهُمَّ أَعْلِ عَلَى بِنَاءِ اَلْبَانِينَ بِنَاءَهُ
وَ أَكْرِمْ لَدَيْكَ نُزُلَهُ
وَ شَرِّفْ عِنْدَكَ مَنْزِلَهُ
وَ آتِهِ اَلْوَسِيلَةَ
وَ أَعْطِهِ اَلسَّنَاءَ وَ اَلْفَضِيلَةَ
وَ اُحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ غَيْرَ خَزَايَا
وَ لاَ نَادِمِينَ
وَ لاَ نَاكِبِينَ
وَ لاَ نَاكِثِينَ
وَ لاَ ضَالِّينَ
وَ لاَ مُضِلِّينَ
وَ لاَ مَفْتُونِينَ
قال الشريف و قد مضى هذا الكلام فيما تقدم
إلا أننا كررناه هاهنا لما في الروايتين من الاختلاف
و منها في خطاب أصحابه
وَ قَدْ بَلَغْتُمْ مِنْ كَرَامَةِ اَللَّهِ تَعَالَى لَكُمْ مَنْزِلَةً تُكْرَمُ بِهَا إِمَاؤُكُمْ
وَ تُوصَلُ بِهَا جِيرَانُكُمْ
وَ يُعَظِّمُكُمْ مَنْ لاَ فَضْلَ لَكُمْ عَلَيْهِ
وَ لاَ يَدَ لَكُمْ عِنْدَهُ
وَ يَهَابُكُمْ مَنْ لاَ يَخَافُ لَكُمْ سَطْوَةً
وَ لاَ لَكُمْ عَلَيْهِ إِمْرَةٌ
وَ قَدْ تَرَوْنَ عُهُودَ اَللَّهِ مَنْقُوضَةً فَلاَ تَغْضَبُونَ
وَ أَنْتُمْ لِنَقْضِ ذِمَمِ آبَائِكُمْ تَأْنَفُونَ
وَ كَانَتْ أُمُورُ اَللَّهِ عَلَيْكُمْ تَرِدُ
وَ عَنْكُمْ تَصْدُرُ
وَ إِلَيْكُمْ تَرْجِعُ
فَمَكَّنْتُمُ اَلظَّلَمَةَ مِنْ مَنْزِلَتِكُمْ
وَ أَلْقَيْتُمْ إِلَيْهِمْ أَزِمَّتَكُمْ
وَ أَسْلَمْتُمْ أُمُورَ اَللَّهِ فِي أَيْدِيهِمْ
يَعْمَلُونَ بِالشُّبُهَاتِ
وَ يَسِيرُونَ فِي اَلشَّهَوَاتِ
وَ اَيْمُ اَللَّهِ لَوْ فَرَّقُوكُمْ تَحْتَ كُلِّ كَوْكَبٍ
لَجَمَعَكُمُ اَللَّهُ لِشَرِّ يَوْمٍ لَهُمْ
و يذكر الرسول الكريم
ثم يلوم أصحابه
دين الإسلام اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي شَرَعَ اَلْإِسْلاَمَ
فَسَهَّلَ شَرَائِعَهُ لِمَنْ وَرَدَهُ
وَ أَعَزَّ أَرْكَانَهُ عَلَى مَنْ غَالَبَهُ
فَجَعَلَهُ أَمْناً لِمَنْ عَلِقَهُ
وَ سِلْماً لِمَنْ دَخَلَهُ
وَ بُرْهَاناً لِمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ
وَ شَاهِداً لِمَنْ خَاصَمَ عَنْهُ
وَ نُوراً لِمَنِ اِسْتَضَاءَ بِهِ
وَ فَهْماً لِمَنْ عَقَلَ
وَ لُبّاً لِمَنْ تَدَبَّرَ
وَ آيَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ
وَ تَبْصِرَةً لِمَنْ عَزَمَ
وَ عِبْرَةً لِمَنِ اِتَّعَظَ
وَ نَجَاةً لِمَنْ صَدَّقَ
وَ ثِقَةً لِمَنْ تَوَكَّلَ
وَ رَاحَةً لِمَنْ فَوَّضَ
وَ جُنَّةً لِمَنْ صَبَرَ
فَهُوَ أَبْلَجُ اَلْمَنَاهِجِ
وَ أَوْضَحُ اَلْوَلاَئِجِ
مُشْرَفُ اَلْمَنَارِ
مُشْرِقُ اَلْجَوَادِّ
مُضِيءُ اَلْمَصَابِيحِ
كَرِيمُ اَلْمِضْمَارِ
رَفِيعُ اَلْغَايَةِ
جَامِعُ اَلْحَلْبَةِ
مُتَنَافِسُ اَلسُّبْقَةِ
شَرِيفُ اَلْفُرْسَانِ
اَلتَّصْدِيقُ مِنْهَاجُهُ
وَ اَلصَّالِحَاتُ مَنَارُهُ
وَ اَلْمَوْتُ غَايَتُهُ
وَ اَلدُّنْيَا مِضْمَارُهُ
وَ اَلْقِيَامَةُ حَلْبَتُهُ
وَ اَلْجَنَّةُ سُبْقَتُهُ
و منها في ذكر النبي صلىاللهعليهوآله
حَتَّى أَوْرَى قَبَساً لِقَابِسٍ
وَ أَنَارَ عَلَماً لِحَابِسٍ
فَهُوَ أَمِينُكَ اَلْمَأْمُونُ
وَ شَهِيدُكَ يَوْمَ اَلدِّينِ
وَ بَعِيثُكَ نِعْمَةً
وَ رَسُولُكَ بِالْحَقِّ رَحْمَةً
اَللَّهُمَّ اِقْسِمْ لَهُ مَقْسَماً مِنْ عَدْلِكَ
وَ اِجْزِهِ مُضَعَّفَاتِ اَلْخَيْرِ مِنْ فَضْلِكَ
اَللَّهُمَّ أَعْلِ عَلَى بِنَاءِ اَلْبَانِينَ بِنَاءَهُ
وَ أَكْرِمْ لَدَيْكَ نُزُلَهُ
وَ شَرِّفْ عِنْدَكَ مَنْزِلَهُ
وَ آتِهِ اَلْوَسِيلَةَ
وَ أَعْطِهِ اَلسَّنَاءَ وَ اَلْفَضِيلَةَ
وَ اُحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ غَيْرَ خَزَايَا
وَ لاَ نَادِمِينَ
وَ لاَ نَاكِبِينَ
وَ لاَ نَاكِثِينَ
وَ لاَ ضَالِّينَ
وَ لاَ مُضِلِّينَ
وَ لاَ مَفْتُونِينَ
قال الشريف و قد مضى هذا الكلام فيما تقدم
إلا أننا كررناه هاهنا لما في الروايتين من الاختلاف
و منها في خطاب أصحابه
وَ قَدْ بَلَغْتُمْ مِنْ كَرَامَةِ اَللَّهِ تَعَالَى لَكُمْ مَنْزِلَةً تُكْرَمُ بِهَا إِمَاؤُكُمْ
وَ تُوصَلُ بِهَا جِيرَانُكُمْ
وَ يُعَظِّمُكُمْ مَنْ لاَ فَضْلَ لَكُمْ عَلَيْهِ
وَ لاَ يَدَ لَكُمْ عِنْدَهُ
وَ يَهَابُكُمْ مَنْ لاَ يَخَافُ لَكُمْ سَطْوَةً
وَ لاَ لَكُمْ عَلَيْهِ إِمْرَةٌ
وَ قَدْ تَرَوْنَ عُهُودَ اَللَّهِ مَنْقُوضَةً فَلاَ تَغْضَبُونَ
وَ أَنْتُمْ لِنَقْضِ ذِمَمِ آبَائِكُمْ تَأْنَفُونَ
وَ كَانَتْ أُمُورُ اَللَّهِ عَلَيْكُمْ تَرِدُ
وَ عَنْكُمْ تَصْدُرُ
وَ إِلَيْكُمْ تَرْجِعُ
فَمَكَّنْتُمُ اَلظَّلَمَةَ مِنْ مَنْزِلَتِكُمْ
وَ أَلْقَيْتُمْ إِلَيْهِمْ أَزِمَّتَكُمْ
وَ أَسْلَمْتُمْ أُمُورَ اَللَّهِ فِي أَيْدِيهِمْ
يَعْمَلُونَ بِالشُّبُهَاتِ
وَ يَسِيرُونَ فِي اَلشَّهَوَاتِ
وَ اَيْمُ اَللَّهِ لَوْ فَرَّقُوكُمْ تَحْتَ كُلِّ كَوْكَبٍ
لَجَمَعَكُمُ اَللَّهُ لِشَرِّ يَوْمٍ لَهُمْ
نهج البلاغه : خطبه ها
خبر از حوادث سخت آينده
و من خطبة له عليهالسلام و هي من خطب الملاحم
اللّه تعالى اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلْمُتَجَلِّي لِخَلْقِهِ بِخَلْقِهِ
وَ اَلظَّاهِرِ لِقُلُوبِهِمْ بِحُجَّتِهِ
خَلَقَ اَلْخَلْقَ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ
إِذْ كَانَتِ اَلرَّوِيَّاتُ لاَ تَلِيقُ إِلاَّ بِذَوِي اَلضَّمَائِرِ وَ لَيْسَ بِذِي ضَمِيرٍ فِي نَفْسِهِ
خَرَقَ عِلْمُهُ بَاطِنَ غَيْبِ اَلسُّتُرَاتِ
وَ أَحَاطَ بِغُمُوضِ عَقَائِدِ اَلسَّرِيرَاتِ
وَ مِنْهَا فِي ذِكْرِ اَلنَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
اِخْتَارَهُ مِنْ شَجَرَةِ اَلْأَنْبِيَاءِ
وَ مِشْكَاةِ اَلضِّيَاءِ
وَ ذُؤَابَةِ اَلْعَلْيَاءِ
وَ سُرَّةِ اَلْبَطْحَاءِ
وَ مَصَابِيحِ اَلظُّلْمَةِ
وَ يَنَابِيعِ اَلْحِكْمَةِ
فتنة بني أمية و منها طَبِيبٌ دَوَّارٌ بِطِبِّهِ
قَدْ أَحْكَمَ مَرَاهِمَهُ
وَ أَحْمَى مَوَاسِمَهُ
يَضَعُ ذَلِكَ حَيْثُ اَلْحَاجَةُ إِلَيْهِ مِنْ قُلُوبٍ عُمْيٍ وَ آذَانٍ صُمٍّ وَ أَلْسِنَةٍ بُكْمٍ
مُتَتَبِّعٌ بِدَوَائِهِ مَوَاضِعَ اَلْغَفْلَةِ
وَ مَوَاطِنَ اَلْحَيْرَةِ
لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِأَضْوَاءِ اَلْحِكْمَةِ
وَ لَمْ يَقْدَحُوا بِزِنَادِ اَلْعُلُومِ اَلثَّاقِبَةِ
فَهُمْ فِي ذَلِكَ كَالْأَنْعَامِ اَلسَّائِمَةِ
وَ اَلصُّخُورِ اَلْقَاسِيَةِ
قَدِ اِنْجَابَتِ اَلسَّرَائِرُ لِأَهْلِ اَلْبَصَائِرِ
وَ وَضَحَتْ مَحَجَّةُ اَلْحَقِّ لِخَابِطِهَا
وَ أَسْفَرَتِ اَلسَّاعَةُ عَنْ وَجْهِهَا
وَ ظَهَرَتِ اَلْعَلاَمَةُ لِمُتَوَسِّمِهَا
مَا لِي أَرَاكُمْ أَشْبَاحاً بِلاَ أَرْوَاحٍ
وَ أَرْوَاحاً بِلاَ أَشْبَاحٍ
وَ نُسَّاكاً بِلاَ صَلاَحٍ
وَ تُجَّاراً بِلاَ أَرْبَاحٍ
وَ أَيْقَاظاً نُوَّماً
وَ شُهُوداً غُيَّباً
وَ نَاظِرَةً عَمْيَاءَ
وَ سَامِعَةً صَمَّاءَ
وَ نَاطِقَةً بَكْمَاءَ
رَايَةُ ضَلاَلٍ قَدْ قَامَتْ عَلَى قُطْبِهَا
وَ تَفَرَّقَتْ بِشُعَبِهَا
تَكِيلُكُمْ بِصَاعِهَا
وَ تَخْبِطُكُمْ بِبَاعِهَا
قَائِدُهَا خَارِجٌ مِنَ اَلْمِلَّةِ
قَائِمٌ عَلَى اَلضِّلَّةِ
فَلاَ يَبْقَى يَوْمَئِذٍ مِنْكُمْ إِلاَّ ثُفَالَةٌ كَثُفَالَةِ اَلْقِدْرِ
أَوْ نُفَاضَةٌ كَنُفَاضَةِ اَلْعِكْمِ
تَعْرُكُكُمْ عَرْكَ اَلْأَدِيمِ
وَ تَدُوسُكُمْ دَوْسَ اَلْحَصِيدِ
وَ تَسْتَخْلِصُ اَلْمُؤْمِنَ مِنْ بَيْنِكُمُ اِسْتِخْلاَصَ اَلطَّيْرِ اَلْحَبَّةَ اَلْبَطِينَةَ مِنْ بَيْنِ هَزِيلِ اَلْحَبِّ
أَيْنَ تَذْهَبُ بِكُمُ اَلْمَذَاهِبُ
وَ تَتِيهُ بِكُمُ اَلْغَيَاهِبُ
وَ تَخْدَعُكُمُ اَلْكَوَاذِبُ
وَ مِنْ أَيْنَ تُؤْتَوْنَ
وَ أَنَّى تُؤْفَكُونَ
فَ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتٰابٌ
وَ لِكُلِّ غَيْبَةٍ إِيَابٌ
فَاسْتَمِعُوا مِنْ رَبَّانِيِّكُمْ
وَ أَحْضِرُوهُ قُلُوبَكُمْ
وَ اِسْتَيْقِظُوا إِنْ هَتَفَ بِكُمْ
وَ لْيَصْدُقْ رَائِدٌ أَهْلَهُ
وَ لْيَجْمَعْ شَمْلَهُ
وَ لْيُحْضِرْ ذِهْنَهُ
فَلَقَدْ فَلَقَ لَكُمُ اَلْأَمْرَ فَلْقَ اَلْخَرَزَةِ
وَ قَرَفَهُ قَرْفَ اَلصَّمْغَةِ
فَعِنْدَ ذَلِكَ أَخَذَ اَلْبَاطِلُ مَآخِذَهُ
وَ رَكِبَ اَلْجَهْلُ مَرَاكِبَهُ
وَ عَظُمَتِ اَلطَّاغِيَةُ
وَ قَلَّتِ اَلدَّاعِيَةُ
وَ صَالَ اَلدَّهْرُ صِيَالَ اَلسَّبُعِ اَلْعَقُورِ
وَ هَدَرَ فَنِيقُ اَلْبَاطِلِ بَعْدَ كُظُومٍ
وَ تَوَاخَى اَلنَّاسُ عَلَى اَلْفُجُورِ
وَ تَهَاجَرُوا عَلَى اَلدِّينِ
وَ تَحَابُّوا عَلَى اَلْكَذِبِ
وَ تَبَاغَضُوا عَلَى اَلصِّدْقِ
فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَانَ اَلْوَلَدُ غَيْظاً
وَ اَلْمَطَرُ قَيْظاً
وَ تَفِيضُ اَللِّئَامُ فَيْضاً
وَ تَغِيضُ اَلْكِرَامُ غَيْضاً
وَ كَانَ أَهْلُ ذَلِكَ اَلزَّمَانِ ذِئَاباً
وَ سَلاَطِينُهُ سِبَاعاً
وَ أَوْسَاطُهُ أُكَّالاً
وَ فُقَرَاؤُهُ أَمْوَاتاً
وَ غَارَ اَلصِّدْقُ
وَ فَاضَ اَلْكَذِبُ
وَ اُسْتُعْمِلَتِ اَلْمَوَدَّةُ بِاللِّسَانِ
وَ تَشَاجَرَ اَلنَّاسُ بِالْقُلُوبِ
وَ صَارَ اَلْفُسُوقُ نَسَباً
وَ اَلْعَفَافُ عَجَباً
وَ لُبِسَ اَلْإِسْلاَمُ لُبْسَ اَلْفَرْوِ مَقْلُوباً
اللّه تعالى اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلْمُتَجَلِّي لِخَلْقِهِ بِخَلْقِهِ
وَ اَلظَّاهِرِ لِقُلُوبِهِمْ بِحُجَّتِهِ
خَلَقَ اَلْخَلْقَ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ
إِذْ كَانَتِ اَلرَّوِيَّاتُ لاَ تَلِيقُ إِلاَّ بِذَوِي اَلضَّمَائِرِ وَ لَيْسَ بِذِي ضَمِيرٍ فِي نَفْسِهِ
خَرَقَ عِلْمُهُ بَاطِنَ غَيْبِ اَلسُّتُرَاتِ
وَ أَحَاطَ بِغُمُوضِ عَقَائِدِ اَلسَّرِيرَاتِ
وَ مِنْهَا فِي ذِكْرِ اَلنَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
اِخْتَارَهُ مِنْ شَجَرَةِ اَلْأَنْبِيَاءِ
وَ مِشْكَاةِ اَلضِّيَاءِ
وَ ذُؤَابَةِ اَلْعَلْيَاءِ
وَ سُرَّةِ اَلْبَطْحَاءِ
وَ مَصَابِيحِ اَلظُّلْمَةِ
وَ يَنَابِيعِ اَلْحِكْمَةِ
فتنة بني أمية و منها طَبِيبٌ دَوَّارٌ بِطِبِّهِ
قَدْ أَحْكَمَ مَرَاهِمَهُ
وَ أَحْمَى مَوَاسِمَهُ
يَضَعُ ذَلِكَ حَيْثُ اَلْحَاجَةُ إِلَيْهِ مِنْ قُلُوبٍ عُمْيٍ وَ آذَانٍ صُمٍّ وَ أَلْسِنَةٍ بُكْمٍ
مُتَتَبِّعٌ بِدَوَائِهِ مَوَاضِعَ اَلْغَفْلَةِ
وَ مَوَاطِنَ اَلْحَيْرَةِ
لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِأَضْوَاءِ اَلْحِكْمَةِ
وَ لَمْ يَقْدَحُوا بِزِنَادِ اَلْعُلُومِ اَلثَّاقِبَةِ
فَهُمْ فِي ذَلِكَ كَالْأَنْعَامِ اَلسَّائِمَةِ
وَ اَلصُّخُورِ اَلْقَاسِيَةِ
قَدِ اِنْجَابَتِ اَلسَّرَائِرُ لِأَهْلِ اَلْبَصَائِرِ
وَ وَضَحَتْ مَحَجَّةُ اَلْحَقِّ لِخَابِطِهَا
وَ أَسْفَرَتِ اَلسَّاعَةُ عَنْ وَجْهِهَا
وَ ظَهَرَتِ اَلْعَلاَمَةُ لِمُتَوَسِّمِهَا
مَا لِي أَرَاكُمْ أَشْبَاحاً بِلاَ أَرْوَاحٍ
وَ أَرْوَاحاً بِلاَ أَشْبَاحٍ
وَ نُسَّاكاً بِلاَ صَلاَحٍ
وَ تُجَّاراً بِلاَ أَرْبَاحٍ
وَ أَيْقَاظاً نُوَّماً
وَ شُهُوداً غُيَّباً
وَ نَاظِرَةً عَمْيَاءَ
وَ سَامِعَةً صَمَّاءَ
وَ نَاطِقَةً بَكْمَاءَ
رَايَةُ ضَلاَلٍ قَدْ قَامَتْ عَلَى قُطْبِهَا
وَ تَفَرَّقَتْ بِشُعَبِهَا
تَكِيلُكُمْ بِصَاعِهَا
وَ تَخْبِطُكُمْ بِبَاعِهَا
قَائِدُهَا خَارِجٌ مِنَ اَلْمِلَّةِ
قَائِمٌ عَلَى اَلضِّلَّةِ
فَلاَ يَبْقَى يَوْمَئِذٍ مِنْكُمْ إِلاَّ ثُفَالَةٌ كَثُفَالَةِ اَلْقِدْرِ
أَوْ نُفَاضَةٌ كَنُفَاضَةِ اَلْعِكْمِ
تَعْرُكُكُمْ عَرْكَ اَلْأَدِيمِ
وَ تَدُوسُكُمْ دَوْسَ اَلْحَصِيدِ
وَ تَسْتَخْلِصُ اَلْمُؤْمِنَ مِنْ بَيْنِكُمُ اِسْتِخْلاَصَ اَلطَّيْرِ اَلْحَبَّةَ اَلْبَطِينَةَ مِنْ بَيْنِ هَزِيلِ اَلْحَبِّ
أَيْنَ تَذْهَبُ بِكُمُ اَلْمَذَاهِبُ
وَ تَتِيهُ بِكُمُ اَلْغَيَاهِبُ
وَ تَخْدَعُكُمُ اَلْكَوَاذِبُ
وَ مِنْ أَيْنَ تُؤْتَوْنَ
وَ أَنَّى تُؤْفَكُونَ
فَ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتٰابٌ
وَ لِكُلِّ غَيْبَةٍ إِيَابٌ
فَاسْتَمِعُوا مِنْ رَبَّانِيِّكُمْ
وَ أَحْضِرُوهُ قُلُوبَكُمْ
وَ اِسْتَيْقِظُوا إِنْ هَتَفَ بِكُمْ
وَ لْيَصْدُقْ رَائِدٌ أَهْلَهُ
وَ لْيَجْمَعْ شَمْلَهُ
وَ لْيُحْضِرْ ذِهْنَهُ
فَلَقَدْ فَلَقَ لَكُمُ اَلْأَمْرَ فَلْقَ اَلْخَرَزَةِ
وَ قَرَفَهُ قَرْفَ اَلصَّمْغَةِ
فَعِنْدَ ذَلِكَ أَخَذَ اَلْبَاطِلُ مَآخِذَهُ
وَ رَكِبَ اَلْجَهْلُ مَرَاكِبَهُ
وَ عَظُمَتِ اَلطَّاغِيَةُ
وَ قَلَّتِ اَلدَّاعِيَةُ
وَ صَالَ اَلدَّهْرُ صِيَالَ اَلسَّبُعِ اَلْعَقُورِ
وَ هَدَرَ فَنِيقُ اَلْبَاطِلِ بَعْدَ كُظُومٍ
وَ تَوَاخَى اَلنَّاسُ عَلَى اَلْفُجُورِ
وَ تَهَاجَرُوا عَلَى اَلدِّينِ
وَ تَحَابُّوا عَلَى اَلْكَذِبِ
وَ تَبَاغَضُوا عَلَى اَلصِّدْقِ
فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَانَ اَلْوَلَدُ غَيْظاً
وَ اَلْمَطَرُ قَيْظاً
وَ تَفِيضُ اَللِّئَامُ فَيْضاً
وَ تَغِيضُ اَلْكِرَامُ غَيْضاً
وَ كَانَ أَهْلُ ذَلِكَ اَلزَّمَانِ ذِئَاباً
وَ سَلاَطِينُهُ سِبَاعاً
وَ أَوْسَاطُهُ أُكَّالاً
وَ فُقَرَاؤُهُ أَمْوَاتاً
وَ غَارَ اَلصِّدْقُ
وَ فَاضَ اَلْكَذِبُ
وَ اُسْتُعْمِلَتِ اَلْمَوَدَّةُ بِاللِّسَانِ
وَ تَشَاجَرَ اَلنَّاسُ بِالْقُلُوبِ
وَ صَارَ اَلْفُسُوقُ نَسَباً
وَ اَلْعَفَافُ عَجَباً
وَ لُبِسَ اَلْإِسْلاَمُ لُبْسَ اَلْفَرْوِ مَقْلُوباً
نهج البلاغه : خطبه ها
خطبه الزهراء
و من خطبة له عليهالسلام في بيان قدرة اللّه و انفراده بالعظمة و أمر البعث
قدرة اللّه
كُلُّ شَيْءٍ خَاشِعٌ لَهُ
وَ كُلُّ شَيْءٍ قَائِمٌ بِهِ
غِنَى كُلِّ فَقِيرٍ
وَ عِزُّ كُلِّ ذَلِيلٍ
وَ قُوَّةُ كُلِّ ضَعِيفٍ
وَ مَفْزَعُ كُلِّ مَلْهُوفٍ
مَنْ تَكَلَّمَ سَمِعَ نُطْقَهُ
وَ مَنْ سَكَتَ عَلِمَ سِرَّهُ
وَ مَنْ عَاشَ فَعَلَيْهِ رِزْقُهُ
وَ مَنْ مَاتَ فَإِلَيْهِ مُنْقَلَبُهُ
لَمْ تَرَكَ اَلْعُيُونُ فَتُخْبِرَ عَنْكَ
بَلْ كُنْتَ قَبْلَ اَلْوَاصِفِينَ مِنْ خَلْقِكَ
لَمْ تَخْلُقِ اَلْخَلْقَ لِوَحْشَةٍ
وَ لاَ اِسْتَعْمَلْتَهُمْ لِمَنْفَعَةٍ
وَ لاَ يَسْبِقُكَ مَنْ طَلَبْتَ
وَ لاَ يُفْلِتُكَ مَنْ أَخَذْتَ
وَ لاَ يَنْقُصُ سُلْطَانَكَ مَنْ عَصَاكَ
وَ لاَ يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ مَنْ أَطَاعَكَ
وَ لاَ يَرُدُّ أَمْرَكَ مَنْ سَخِطَ قَضَاءَكَ
وَ لاَ يَسْتَغْنِي عَنْكَ مَنْ تَوَلَّى عَنْ أَمْرِكَ
كُلُّ سِرٍّ عِنْدَكَ عَلاَنِيَةٌ
وَ كُلُّ غَيْبٍ عِنْدَكَ شَهَادَةٌ
أَنْتَ اَلْأَبَدُ فَلاَ أَمَدَ لَكَ
وَ أَنْتَ اَلْمُنْتَهَى فَلاَ مَحِيصَ عَنْكَ
وَ أَنْتَ اَلْمَوْعِدُ فَلاَ مَنْجَى مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ
بِيَدِكَ نَاصِيَةُ كُلِّ دَابَّةٍ
وَ إِلَيْكَ مَصِيرُ كُلِّ نَسَمَةٍ
سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَ شَأْنَكَ
سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَ مَا نَرَى مِنْ خَلْقِكَ
وَ مَا أَصْغَرَ كُلَّ عَظِيمَةٍ فِي جَنْبِ قُدْرَتِكَ
وَ مَا أَهْوَلَ مَا نَرَى مِنْ مَلَكُوتِكَ
وَ مَا أَحْقَرَ ذَلِكَ فِيمَا غَابَ عَنَّا مِنْ سُلْطَانِكَ
وَ مَا أَسْبَغَ نِعَمَكَ فِي اَلدُّنْيَا
وَ مَا أَصْغَرَهَا فِي نِعَمِ اَلْآخِرَةِ
الملائكة الكرام
و منها مِنْ مَلاَئِكَةٍ أَسْكَنْتَهُمْ سَمَاوَاتِكَ
وَ رَفَعْتَهُمْ عَنْ أَرْضِكَ
هُمْ أَعْلَمُ خَلْقِكَ بِكَ
وَ أَخْوَفُهُمْ لَكَ
وَ أَقْرَبُهُمْ مِنْكَ
لَمْ يَسْكُنُوا اَلْأَصْلاَبَ
وَ لَمْ يُضَمَّنُوا اَلْأَرْحَامَ
وَ لَمْ يُخْلَقُوا مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ
وَ لَمْ يَتَشَعَّبْهُمْ رَيْبُ اَلْمَنُونِ
وَ إِنَّهُمْ عَلَى مَكَانِهِمْ مِنْكَ
وَ مَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَكَ
وَ اِسْتِجْمَاعِ أَهْوَائِهِمْ فِيكَ
وَ كَثْرَةِ طَاعَتِهِمْ لَكَ
وَ قِلَّةِ غَفْلَتِهِمْ عَنْ أَمْرِكَ
لَوْ عَايَنُوا كُنْهَ مَا خَفِيَ عَلَيْهِمْ مِنْكَ لَحَقَّرُوا أَعْمَالَهُمْ
وَ لَزَرَوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ
وَ لَعَرَفُوا أَنَّهُمْ لَمْ يَعْبُدُوكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ
وَ لَمْ يُطِيعُوكَ حَقَّ طَاعَتِكَ
عصيان الخلق
سُبْحَانَكَ خَالِقاً وَ مَعْبُوداً
بِحُسْنِ بَلاَئِكَ عِنْدَ خَلْقِكَ
خَلَقْتَ دَاراً
وَ جَعَلْتَ فِيهَا مَأْدُبَةً
مَشْرَباً وَ مَطْعَماً
وَ أَزْوَاجاً وَ خَدَماً وَ قُصُوراً وَ أَنْهَاراً وَ زُرُوعاً وَ ثِمَاراً
ثُمَّ أَرْسَلْتَ دَاعِياً يَدْعُو إِلَيْهَا
فَلاَ اَلدَّاعِيَ أَجَابُوا
وَ لاَ فِيمَا رَغَّبْتَ رَغِبُوا
وَ لاَ إِلَى مَا شَوَّقْتَ إِلَيْهِ اِشْتَاقُوا
أَقْبَلُوا عَلَى جِيفَةٍ قَدِ اِفْتَضَحُوا بِأَكْلِهَا
وَ اِصْطَلَحُوا عَلَى حُبِّهَا
وَ مَنْ عَشِقَ شَيْئاً أَعْشَى بَصَرَهُ
وَ أَمْرَضَ قَلْبَهُ
فَهُوَ يَنْظُرُ بِعَيْنٍ غَيْرِ صَحِيحَةٍ
وَ يَسْمَعُ بِأُذُنٍ غَيْرِ سَمِيعَةٍ
قَدْ خَرَقَتِ اَلشَّهَوَاتُ عَقْلَهُ
وَ أَمَاتَتِ اَلدُّنْيَا قَلْبَهُ
وَ وَلِهَتْ عَلَيْهَا نَفْسُهُ
فَهُوَ عَبْدٌ لَهَا
وَ لِمَنْ فِي يَدَيْهِ شَيْءٌ مِنْهَا
حَيْثُمَا زَالَتْ زَالَ إِلَيْهَا
وَ حَيْثُمَا أَقْبَلَتْ أَقْبَلَ عَلَيْهَا
لاَ يَنْزَجِرُ مِنَ اَللَّهِ بِزَاجِرٍ
وَ لاَ يَتَّعِظُ مِنْهُ بِوَاعِظٍ
وَ هُوَ يَرَى اَلْمَأْخُوذِينَ عَلَى اَلْغِرَّةِ
حَيْثُ لاَ إِقَالَةَ وَ لاَ رَجْعَةَ
كَيْفَ نَزَلَ بِهِمْ مَا كَانُوا يَجْهَلُونَ
وَ جَاءَهُمْ مِنْ فِرَاقِ اَلدُّنْيَا مَا كَانُوا يَأْمَنُونَ
وَ قَدِمُوا مِنَ اَلْآخِرَةِ عَلَى مَا كَانُوا يُوعَدُونَ
فَغَيْرُ مَوْصُوفٍ مَا نَزَلَ بِهِمْ
اِجْتَمَعَتْ عَلَيْهِمْ سَكْرَةُ اَلْمَوْتِ وَ حَسْرَةُ اَلْفَوْتِ
فَفَتَرَتْ لَهَا أَطْرَافُهُمْ
وَ تَغَيَّرَتْ لَهَا أَلْوَانُهُمْ
ثُمَّ اِزْدَادَ اَلْمَوْتُ فِيهِمْ وُلُوجاً
فَحِيلَ بَيْنَ أَحَدِهِمْ وَ بَيْنَ مَنْطِقِهِ
وَ إِنَّهُ لَبَيْنَ أَهْلِهِ يَنْظُرُ بِبَصَرِهِ
وَ يَسْمَعُ بِأُذُنِهِ
عَلَى صِحَّةٍ مِنْ عَقْلِهِ
وَ بَقَاءٍ مِنْ لُبِّهِ
يُفَكِّرُ فِيمَ أَفْنَى عُمُرَهُ
وَ فِيمَ أَذْهَبَ دَهْرَهُ
وَ يَتَذَكَّرُ أَمْوَالاً جَمَعَهَا
أَغْمَضَ فِي مَطَالِبِهَا
وَ أَخَذَهَا مِنْ مُصَرَّحَاتِهَا وَ مُشْتَبِهَاتِهَا
قَدْ لَزِمَتْهُ تَبِعَاتُ جَمْعِهَا
وَ أَشْرَفَ عَلَى فِرَاقِهَا
تَبْقَى لِمَنْ وَرَاءَهُ يَنْعَمُونَ فِيهَا
وَ يَتَمَتَّعُونَ بِهَا
فَيَكُونُ اَلْمَهْنَأُ لِغَيْرِهِ
وَ اَلْعِبْءُ عَلَى ظَهْرِهِ
وَ اَلْمَرْءُ قَدْ غَلِقَتْ رُهُونُهُ بِهَا
فَهُوَ يَعَضُّ يَدَهُ نَدَامَةً عَلَى مَا أَصْحَرَ لَهُ عِنْدَ اَلْمَوْتِ مِنْ أَمْرِهِ
وَ يَزْهَدُ فِيمَا كَانَ يَرْغَبُ فِيهِ أَيَّامَ عُمُرِهِ
وَ يَتَمَنَّى أَنَّ اَلَّذِي كَانَ يَغْبِطُهُ بِهَا وَ يَحْسُدُهُ عَلَيْهَا قَدْ حَازَهَا دُونَهُ
فَلَمْ يَزَلِ اَلْمَوْتُ يُبَالِغُ فِي جَسَدِهِ حَتَّى خَالَطَ لِسَانُهُ سَمْعَهُ
فَصَارَ بَيْنَ أَهْلِهِ لاَ يَنْطِقُ بِلِسَانِهِ
وَ لاَ يَسْمَعُ بِسَمْعِهِ
يُرَدِّدُ طَرْفَهُ بِالنَّظَرِ فِي وُجُوهِهِمْ
يَرَى حَرَكَاتِ أَلْسِنَتِهِمْ
وَ لاَ يَسْمَعُ رَجْعَ كَلاَمِهِمْ
ثُمَّ اِزْدَادَ اَلْمَوْتُ اِلْتِيَاطاً بِهِ
فَقُبِضَ بَصَرُهُ كَمَا قُبِضَ سَمْعُهُ
وَ خَرَجَتِ اَلرُّوحُ مِنْ جَسَدِهِ
فَصَارَ جِيفَةً بَيْنَ أَهْلِهِ
قَدْ أَوْحَشُوا مِنْ جَانِبِهِ
وَ تَبَاعَدُوا مِنْ قُرْبِهِ
لاَ يُسْعِدُ بَاكِياً
وَ لاَ يُجِيبُ دَاعِياً
ثُمَّ حَمَلُوهُ إِلَى مَخَطٍّ فِي اَلْأَرْضِ
فَأَسْلَمُوهُ فِيهِ إِلَى عَمَلِهِ
وَ اِنْقَطَعُوا عَنْ زَوْرَتِهِ
القيامة حَتَّى إِذَا بَلَغَ اَلْكِتَابُ أَجَلَهُ
وَ اَلْأَمْرُ مَقَادِيرَهُ
وَ أُلْحِقَ آخِرُ اَلْخَلْقِ بِأَوَّلِهِ
وَ جَاءَ مِنْ أَمْرِ اَللَّهِ مَا يُرِيدُهُ مِنْ تَجْدِيدِ خَلْقِهِ
أَمَادَ اَلسَّمَاءَ وَ فَطَرَهَا
وَ أَرَجَّ اَلْأَرْضَ وَ أَرْجَفَهَا
وَ قَلَعَ جِبَالَهَا وَ نَسَفَهَا
وَ دَكَّ بَعْضُهَا بَعْضاً مِنْ هَيْبَةِ جَلاَلَتِهِ وَ مَخُوفِ سَطْوَتِهِ
وَ أَخْرَجَ مَنْ فِيهَا
فَجَدَّدَهُمْ بَعْدَ إِخْلاَقِهِمْ
وَ جَمَعَهُمْ بَعْدَ تَفَرُّقِهِمْ
ثُمَّ مَيَّزَهُمْ لِمَا يُرِيدُهُ مِنْ مَسْأَلَتِهِمْ عَنْ خَفَايَا اَلْأَعْمَالِ وَ خَبَايَا اَلْأَفْعَالِ
وَ جَعَلَهُمْ فَرِيقَيْنِ
أَنْعَمَ عَلَى هَؤُلاَءِ
وَ اِنْتَقَمَ مِنْ هَؤُلاَءِ
فَأَمَّا أَهْلُ اَلطَّاعَةِ فَأَثَابَهُمْ بِجِوَارِهِ وَ خَلَّدَهُمْ فِي دَارِهِ
حَيْثُ لاَ يَظْعَنُ اَلنُّزَّالُ
وَ لاَ تَتَغَيَّرُ بِهِمُ اَلْحَالُ
وَ لاَ تَنُوبُهُمُ اَلْأَفْزَاعُ
وَ لاَ تَنَالُهُمُ اَلْأَسْقَامُ
وَ لاَ تَعْرِضُ لَهُمُ اَلْأَخْطَارُ
وَ لاَ تُشْخِصُهُمُ اَلْأَسْفَارُ
وَ أَمَّا أَهْلُ اَلْمَعْصِيَةِ فَأَنْزَلَهُمْ شَرَّ دَارٍ
وَ غَلَّ اَلْأَيْدِيَ إِلَى اَلْأَعْنَاقِ
وَ قَرَنَ اَلنَّوَاصِيَ بِالْأَقْدَامِ
وَ أَلْبَسَهُمْ سَرَابِيلَ اَلْقَطِرَانِ
وَ مُقَطَّعَاتِ اَلنِّيرَانِ
فِي عَذَابٍ قَدِ اِشْتَدَّ حَرُّهُ
وَ بَابٍ قَدْ أُطْبِقَ عَلَى أَهْلِهِ
فِي نَارٍ لَهَا كَلَبٌ وَ لَجَبٌ
وَ لَهَبٌ سَاطِعٌ
وَ قَصِيفٌ هَائِلٌ
لاَ يَظْعَنُ مُقِيمُهَا وَ لاَ يُفَادَى أَسِيرُهَا
وَ لاَ تُفْصَمُ كُبُولُهَا
لاَ مُدَّةَ لِلدَّارِ فَتَفْنَى
وَ لاَ أَجَلَ لِلْقَوْمِ فَيُقْضَى
زهد النبي
و منها في ذكر النبي صلىاللهعليهوآله
قَدْ حَقَّرَ اَلدُّنْيَا وَ صَغَّرَهَا
وَ أَهْوَنَ بِهَا وَ هَوَّنَهَا
وَ عَلِمَ أَنَّ اَللَّهَ زَوَاهَا عَنْهُ اِخْتِيَاراً
وَ بَسَطَهَا لِغَيْرِهِ اِحْتِقَاراً
فَأَعْرَضَ عَنِ اَلدُّنْيَا بِقَلْبِهِ
وَ أَمَاتَ ذِكْرَهَا عَنْ نَفْسِهِ
وَ أَحَبَّ أَنْ تَغِيبَ زِينَتُهَا عَنْ عَيْنِهِ
لِكَيْلاَ يَتَّخِذَ مِنْهَا رِيَاشاً
أَوْ يَرْجُوَ فِيهَا مَقَاماً
بَلَّغَ عَنْ رَبِّهِ مُعْذِراً
وَ نَصَحَ لِأُمَّتِهِ مُنْذِراً
وَ دَعَا إِلَى اَلْجَنَّةِ مُبَشِّراً
وَ خَوَّفَ مِنَ اَلنَّارِ مُحَذِّراً
أهل البيت نَحْنُ شَجَرَةُ اَلنُّبُوَّةِ
وَ مَحَطُّ اَلرِّسَالَةِ
وَ مُخْتَلَفُ اَلْمَلاَئِكَةِ
وَ مَعَادِنُ اَلْعِلْمِ
وَ يَنَابِيعُ اَلْحُكْمِ
نَاصِرُنَا وَ مُحِبُّنَا يَنْتَظِرُ اَلرَّحْمَةَ
وَ عَدُوُّنَا وَ مُبْغِضُنَا يَنْتَظِرُ اَلسَّطْوَةَ
قدرة اللّه
كُلُّ شَيْءٍ خَاشِعٌ لَهُ
وَ كُلُّ شَيْءٍ قَائِمٌ بِهِ
غِنَى كُلِّ فَقِيرٍ
وَ عِزُّ كُلِّ ذَلِيلٍ
وَ قُوَّةُ كُلِّ ضَعِيفٍ
وَ مَفْزَعُ كُلِّ مَلْهُوفٍ
مَنْ تَكَلَّمَ سَمِعَ نُطْقَهُ
وَ مَنْ سَكَتَ عَلِمَ سِرَّهُ
وَ مَنْ عَاشَ فَعَلَيْهِ رِزْقُهُ
وَ مَنْ مَاتَ فَإِلَيْهِ مُنْقَلَبُهُ
لَمْ تَرَكَ اَلْعُيُونُ فَتُخْبِرَ عَنْكَ
بَلْ كُنْتَ قَبْلَ اَلْوَاصِفِينَ مِنْ خَلْقِكَ
لَمْ تَخْلُقِ اَلْخَلْقَ لِوَحْشَةٍ
وَ لاَ اِسْتَعْمَلْتَهُمْ لِمَنْفَعَةٍ
وَ لاَ يَسْبِقُكَ مَنْ طَلَبْتَ
وَ لاَ يُفْلِتُكَ مَنْ أَخَذْتَ
وَ لاَ يَنْقُصُ سُلْطَانَكَ مَنْ عَصَاكَ
وَ لاَ يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ مَنْ أَطَاعَكَ
وَ لاَ يَرُدُّ أَمْرَكَ مَنْ سَخِطَ قَضَاءَكَ
وَ لاَ يَسْتَغْنِي عَنْكَ مَنْ تَوَلَّى عَنْ أَمْرِكَ
كُلُّ سِرٍّ عِنْدَكَ عَلاَنِيَةٌ
وَ كُلُّ غَيْبٍ عِنْدَكَ شَهَادَةٌ
أَنْتَ اَلْأَبَدُ فَلاَ أَمَدَ لَكَ
وَ أَنْتَ اَلْمُنْتَهَى فَلاَ مَحِيصَ عَنْكَ
وَ أَنْتَ اَلْمَوْعِدُ فَلاَ مَنْجَى مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ
بِيَدِكَ نَاصِيَةُ كُلِّ دَابَّةٍ
وَ إِلَيْكَ مَصِيرُ كُلِّ نَسَمَةٍ
سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَ شَأْنَكَ
سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَ مَا نَرَى مِنْ خَلْقِكَ
وَ مَا أَصْغَرَ كُلَّ عَظِيمَةٍ فِي جَنْبِ قُدْرَتِكَ
وَ مَا أَهْوَلَ مَا نَرَى مِنْ مَلَكُوتِكَ
وَ مَا أَحْقَرَ ذَلِكَ فِيمَا غَابَ عَنَّا مِنْ سُلْطَانِكَ
وَ مَا أَسْبَغَ نِعَمَكَ فِي اَلدُّنْيَا
وَ مَا أَصْغَرَهَا فِي نِعَمِ اَلْآخِرَةِ
الملائكة الكرام
و منها مِنْ مَلاَئِكَةٍ أَسْكَنْتَهُمْ سَمَاوَاتِكَ
وَ رَفَعْتَهُمْ عَنْ أَرْضِكَ
هُمْ أَعْلَمُ خَلْقِكَ بِكَ
وَ أَخْوَفُهُمْ لَكَ
وَ أَقْرَبُهُمْ مِنْكَ
لَمْ يَسْكُنُوا اَلْأَصْلاَبَ
وَ لَمْ يُضَمَّنُوا اَلْأَرْحَامَ
وَ لَمْ يُخْلَقُوا مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ
وَ لَمْ يَتَشَعَّبْهُمْ رَيْبُ اَلْمَنُونِ
وَ إِنَّهُمْ عَلَى مَكَانِهِمْ مِنْكَ
وَ مَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَكَ
وَ اِسْتِجْمَاعِ أَهْوَائِهِمْ فِيكَ
وَ كَثْرَةِ طَاعَتِهِمْ لَكَ
وَ قِلَّةِ غَفْلَتِهِمْ عَنْ أَمْرِكَ
لَوْ عَايَنُوا كُنْهَ مَا خَفِيَ عَلَيْهِمْ مِنْكَ لَحَقَّرُوا أَعْمَالَهُمْ
وَ لَزَرَوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ
وَ لَعَرَفُوا أَنَّهُمْ لَمْ يَعْبُدُوكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ
وَ لَمْ يُطِيعُوكَ حَقَّ طَاعَتِكَ
عصيان الخلق
سُبْحَانَكَ خَالِقاً وَ مَعْبُوداً
بِحُسْنِ بَلاَئِكَ عِنْدَ خَلْقِكَ
خَلَقْتَ دَاراً
وَ جَعَلْتَ فِيهَا مَأْدُبَةً
مَشْرَباً وَ مَطْعَماً
وَ أَزْوَاجاً وَ خَدَماً وَ قُصُوراً وَ أَنْهَاراً وَ زُرُوعاً وَ ثِمَاراً
ثُمَّ أَرْسَلْتَ دَاعِياً يَدْعُو إِلَيْهَا
فَلاَ اَلدَّاعِيَ أَجَابُوا
وَ لاَ فِيمَا رَغَّبْتَ رَغِبُوا
وَ لاَ إِلَى مَا شَوَّقْتَ إِلَيْهِ اِشْتَاقُوا
أَقْبَلُوا عَلَى جِيفَةٍ قَدِ اِفْتَضَحُوا بِأَكْلِهَا
وَ اِصْطَلَحُوا عَلَى حُبِّهَا
وَ مَنْ عَشِقَ شَيْئاً أَعْشَى بَصَرَهُ
وَ أَمْرَضَ قَلْبَهُ
فَهُوَ يَنْظُرُ بِعَيْنٍ غَيْرِ صَحِيحَةٍ
وَ يَسْمَعُ بِأُذُنٍ غَيْرِ سَمِيعَةٍ
قَدْ خَرَقَتِ اَلشَّهَوَاتُ عَقْلَهُ
وَ أَمَاتَتِ اَلدُّنْيَا قَلْبَهُ
وَ وَلِهَتْ عَلَيْهَا نَفْسُهُ
فَهُوَ عَبْدٌ لَهَا
وَ لِمَنْ فِي يَدَيْهِ شَيْءٌ مِنْهَا
حَيْثُمَا زَالَتْ زَالَ إِلَيْهَا
وَ حَيْثُمَا أَقْبَلَتْ أَقْبَلَ عَلَيْهَا
لاَ يَنْزَجِرُ مِنَ اَللَّهِ بِزَاجِرٍ
وَ لاَ يَتَّعِظُ مِنْهُ بِوَاعِظٍ
وَ هُوَ يَرَى اَلْمَأْخُوذِينَ عَلَى اَلْغِرَّةِ
حَيْثُ لاَ إِقَالَةَ وَ لاَ رَجْعَةَ
كَيْفَ نَزَلَ بِهِمْ مَا كَانُوا يَجْهَلُونَ
وَ جَاءَهُمْ مِنْ فِرَاقِ اَلدُّنْيَا مَا كَانُوا يَأْمَنُونَ
وَ قَدِمُوا مِنَ اَلْآخِرَةِ عَلَى مَا كَانُوا يُوعَدُونَ
فَغَيْرُ مَوْصُوفٍ مَا نَزَلَ بِهِمْ
اِجْتَمَعَتْ عَلَيْهِمْ سَكْرَةُ اَلْمَوْتِ وَ حَسْرَةُ اَلْفَوْتِ
فَفَتَرَتْ لَهَا أَطْرَافُهُمْ
وَ تَغَيَّرَتْ لَهَا أَلْوَانُهُمْ
ثُمَّ اِزْدَادَ اَلْمَوْتُ فِيهِمْ وُلُوجاً
فَحِيلَ بَيْنَ أَحَدِهِمْ وَ بَيْنَ مَنْطِقِهِ
وَ إِنَّهُ لَبَيْنَ أَهْلِهِ يَنْظُرُ بِبَصَرِهِ
وَ يَسْمَعُ بِأُذُنِهِ
عَلَى صِحَّةٍ مِنْ عَقْلِهِ
وَ بَقَاءٍ مِنْ لُبِّهِ
يُفَكِّرُ فِيمَ أَفْنَى عُمُرَهُ
وَ فِيمَ أَذْهَبَ دَهْرَهُ
وَ يَتَذَكَّرُ أَمْوَالاً جَمَعَهَا
أَغْمَضَ فِي مَطَالِبِهَا
وَ أَخَذَهَا مِنْ مُصَرَّحَاتِهَا وَ مُشْتَبِهَاتِهَا
قَدْ لَزِمَتْهُ تَبِعَاتُ جَمْعِهَا
وَ أَشْرَفَ عَلَى فِرَاقِهَا
تَبْقَى لِمَنْ وَرَاءَهُ يَنْعَمُونَ فِيهَا
وَ يَتَمَتَّعُونَ بِهَا
فَيَكُونُ اَلْمَهْنَأُ لِغَيْرِهِ
وَ اَلْعِبْءُ عَلَى ظَهْرِهِ
وَ اَلْمَرْءُ قَدْ غَلِقَتْ رُهُونُهُ بِهَا
فَهُوَ يَعَضُّ يَدَهُ نَدَامَةً عَلَى مَا أَصْحَرَ لَهُ عِنْدَ اَلْمَوْتِ مِنْ أَمْرِهِ
وَ يَزْهَدُ فِيمَا كَانَ يَرْغَبُ فِيهِ أَيَّامَ عُمُرِهِ
وَ يَتَمَنَّى أَنَّ اَلَّذِي كَانَ يَغْبِطُهُ بِهَا وَ يَحْسُدُهُ عَلَيْهَا قَدْ حَازَهَا دُونَهُ
فَلَمْ يَزَلِ اَلْمَوْتُ يُبَالِغُ فِي جَسَدِهِ حَتَّى خَالَطَ لِسَانُهُ سَمْعَهُ
فَصَارَ بَيْنَ أَهْلِهِ لاَ يَنْطِقُ بِلِسَانِهِ
وَ لاَ يَسْمَعُ بِسَمْعِهِ
يُرَدِّدُ طَرْفَهُ بِالنَّظَرِ فِي وُجُوهِهِمْ
يَرَى حَرَكَاتِ أَلْسِنَتِهِمْ
وَ لاَ يَسْمَعُ رَجْعَ كَلاَمِهِمْ
ثُمَّ اِزْدَادَ اَلْمَوْتُ اِلْتِيَاطاً بِهِ
فَقُبِضَ بَصَرُهُ كَمَا قُبِضَ سَمْعُهُ
وَ خَرَجَتِ اَلرُّوحُ مِنْ جَسَدِهِ
فَصَارَ جِيفَةً بَيْنَ أَهْلِهِ
قَدْ أَوْحَشُوا مِنْ جَانِبِهِ
وَ تَبَاعَدُوا مِنْ قُرْبِهِ
لاَ يُسْعِدُ بَاكِياً
وَ لاَ يُجِيبُ دَاعِياً
ثُمَّ حَمَلُوهُ إِلَى مَخَطٍّ فِي اَلْأَرْضِ
فَأَسْلَمُوهُ فِيهِ إِلَى عَمَلِهِ
وَ اِنْقَطَعُوا عَنْ زَوْرَتِهِ
القيامة حَتَّى إِذَا بَلَغَ اَلْكِتَابُ أَجَلَهُ
وَ اَلْأَمْرُ مَقَادِيرَهُ
وَ أُلْحِقَ آخِرُ اَلْخَلْقِ بِأَوَّلِهِ
وَ جَاءَ مِنْ أَمْرِ اَللَّهِ مَا يُرِيدُهُ مِنْ تَجْدِيدِ خَلْقِهِ
أَمَادَ اَلسَّمَاءَ وَ فَطَرَهَا
وَ أَرَجَّ اَلْأَرْضَ وَ أَرْجَفَهَا
وَ قَلَعَ جِبَالَهَا وَ نَسَفَهَا
وَ دَكَّ بَعْضُهَا بَعْضاً مِنْ هَيْبَةِ جَلاَلَتِهِ وَ مَخُوفِ سَطْوَتِهِ
وَ أَخْرَجَ مَنْ فِيهَا
فَجَدَّدَهُمْ بَعْدَ إِخْلاَقِهِمْ
وَ جَمَعَهُمْ بَعْدَ تَفَرُّقِهِمْ
ثُمَّ مَيَّزَهُمْ لِمَا يُرِيدُهُ مِنْ مَسْأَلَتِهِمْ عَنْ خَفَايَا اَلْأَعْمَالِ وَ خَبَايَا اَلْأَفْعَالِ
وَ جَعَلَهُمْ فَرِيقَيْنِ
أَنْعَمَ عَلَى هَؤُلاَءِ
وَ اِنْتَقَمَ مِنْ هَؤُلاَءِ
فَأَمَّا أَهْلُ اَلطَّاعَةِ فَأَثَابَهُمْ بِجِوَارِهِ وَ خَلَّدَهُمْ فِي دَارِهِ
حَيْثُ لاَ يَظْعَنُ اَلنُّزَّالُ
وَ لاَ تَتَغَيَّرُ بِهِمُ اَلْحَالُ
وَ لاَ تَنُوبُهُمُ اَلْأَفْزَاعُ
وَ لاَ تَنَالُهُمُ اَلْأَسْقَامُ
وَ لاَ تَعْرِضُ لَهُمُ اَلْأَخْطَارُ
وَ لاَ تُشْخِصُهُمُ اَلْأَسْفَارُ
وَ أَمَّا أَهْلُ اَلْمَعْصِيَةِ فَأَنْزَلَهُمْ شَرَّ دَارٍ
وَ غَلَّ اَلْأَيْدِيَ إِلَى اَلْأَعْنَاقِ
وَ قَرَنَ اَلنَّوَاصِيَ بِالْأَقْدَامِ
وَ أَلْبَسَهُمْ سَرَابِيلَ اَلْقَطِرَانِ
وَ مُقَطَّعَاتِ اَلنِّيرَانِ
فِي عَذَابٍ قَدِ اِشْتَدَّ حَرُّهُ
وَ بَابٍ قَدْ أُطْبِقَ عَلَى أَهْلِهِ
فِي نَارٍ لَهَا كَلَبٌ وَ لَجَبٌ
وَ لَهَبٌ سَاطِعٌ
وَ قَصِيفٌ هَائِلٌ
لاَ يَظْعَنُ مُقِيمُهَا وَ لاَ يُفَادَى أَسِيرُهَا
وَ لاَ تُفْصَمُ كُبُولُهَا
لاَ مُدَّةَ لِلدَّارِ فَتَفْنَى
وَ لاَ أَجَلَ لِلْقَوْمِ فَيُقْضَى
زهد النبي
و منها في ذكر النبي صلىاللهعليهوآله
قَدْ حَقَّرَ اَلدُّنْيَا وَ صَغَّرَهَا
وَ أَهْوَنَ بِهَا وَ هَوَّنَهَا
وَ عَلِمَ أَنَّ اَللَّهَ زَوَاهَا عَنْهُ اِخْتِيَاراً
وَ بَسَطَهَا لِغَيْرِهِ اِحْتِقَاراً
فَأَعْرَضَ عَنِ اَلدُّنْيَا بِقَلْبِهِ
وَ أَمَاتَ ذِكْرَهَا عَنْ نَفْسِهِ
وَ أَحَبَّ أَنْ تَغِيبَ زِينَتُهَا عَنْ عَيْنِهِ
لِكَيْلاَ يَتَّخِذَ مِنْهَا رِيَاشاً
أَوْ يَرْجُوَ فِيهَا مَقَاماً
بَلَّغَ عَنْ رَبِّهِ مُعْذِراً
وَ نَصَحَ لِأُمَّتِهِ مُنْذِراً
وَ دَعَا إِلَى اَلْجَنَّةِ مُبَشِّراً
وَ خَوَّفَ مِنَ اَلنَّارِ مُحَذِّراً
أهل البيت نَحْنُ شَجَرَةُ اَلنُّبُوَّةِ
وَ مَحَطُّ اَلرِّسَالَةِ
وَ مُخْتَلَفُ اَلْمَلاَئِكَةِ
وَ مَعَادِنُ اَلْعِلْمِ
وَ يَنَابِيعُ اَلْحُكْمِ
نَاصِرُنَا وَ مُحِبُّنَا يَنْتَظِرُ اَلرَّحْمَةَ
وَ عَدُوُّنَا وَ مُبْغِضُنَا يَنْتَظِرُ اَلسَّطْوَةَ